واعلم ان قائل هذا القول يطرق على نفسه ما لا قبل له به، لانا
متى فتحناهذا الباب‏وسلطنا الشكوك على انفسنا في هذا
النحو لم نثق بصحة كلام منقول عن رسول اللّه(ص) ابدا، وساغ
لطاعن ان يطعن ويقول: هذا الخبر منحول، وهذا الكلام
مصنوع،وكذلك ما نقل عن ابي بكر وعمر من الكلام والخطب
والمواعظ والادب وغير ذلك،وكل امر جعله هذا الطاعن
مستندا له فيما يرويه عن النبي (ص) والائمة
الراشدين‏والصحابة والتابعين والشعراء والمترسلين والخطباء،
فلناصري امير المؤمنين (ع) ان‏يستندوا الى مثله فيما يروونه
عنه من نهج البلاغة وغيره، وهذا واضح. انتهى.
وقال((517)) في (1/69) في آخر الخطبة الشقشقية: حدثني
شيخي ابو الخير مصدق بن‏شبيب الواسط‏ي في سنة ثلاث
وستمائة، قال: قرات على الشيخ ابي محمد عبداللّه بن‏احمد
المعروف بابن الخشاب المتوفى (568) هذه الخطبة يعني
الشقشقية، فلما انتهيت‏الى هذا الموضع يعني قول ابن عباس:
فواللّه ما اسفت. الخ‏ قال لي: لو سمعت ابن‏عباس يقول هذا
لقلت له: وهل بقي في نفس ابن عمك امر لم يبلغه في هذه
الخطبة‏لتتاسف ان لا يكون بلغ من كلامه ما اراد ؟! واللّه ما
رجع عن الاولين ولا عن‏الاخرين ولا بقي في نفسه احد لم
يذكره الا رسول اللّه (ص).
قال مصدق: وكان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل، قال: فقلت
له: اتقول انهامنحولة ؟! فقال: لا واللّه واني لاعلم انها كلامه
كما اعلم انك مصدق. قال: فقلت له :ان كثيرا من الناس
يقولون: انها من كلام الرضي رحمه اللّه تعالى. فقال:
انى‏للرضي‏ولغير الرضي هذا النفس وهذا الاسلوب ؟! قد وقفنا
على رسائل الرضي وعرفناطريقته وفنه في الكلام المنثور، وما
يقع من هذا الكلام في خل ولا خمر.
ثم قال: واللّه لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل
ان يخلق الرضي بمائتي‏سنة، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط
اعرفها واعرف خطوط من هو من العلماء واهل‏الادب قبل ان
يخلق النقيب ابو احمد والد الرضي.
قلت: وقد وجدت انا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا
ابي القاسم البلخي‏امام‏البغدادى ين من المعتزلة وكان في
دولة المقتدر قبل ان يخلق الرضي بمدة طويلة.ووجدت ايضا
كثيرا منها في كتاب ابي جعفر بن قبة احد متكلمي الامامية
وهوالكتاب المشهور المعروف بكتاب الانصاف، وكان ابو جعفر
هذا من تلامذة الشيخ‏ابي القاسم البلخي (ره)، ومات في ذلك
العصر قبل ان يكون الرضي (ره) موجودا.انتهى.
وقد افرد العلامة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء كتابا في (66)
صحيفة حول الكتاب‏ودفع الشبهات عنه بعد نقلها، وقد جمع
فاوعى، وتبسط فاجاد((518)).
والقى الشيخ محمد عبده حول الكتاب كلمات ضافية في
شرحه، واطال البحث عنه‏وعن اعتباره الاستاذ حسين بستانه
استاذ الادب العربي في الثانوية المركزية سابقا،تحت عنوان:
ادب الامام علي ونهج البلاغة وتعرض الاوهام الحائمة حول
النهج، نشرفي العدد الرابع من اعداد السنة الخامسة من مجلة
الاعتدال النجفية الغراء، وللعلامة‏السيد هبة الدين الشهرستاني
تاليف حول اعتبار ما في النهج ومحله من الرفعة والبذخ‏عند
العالمين تحت عنوان: ما هو نهج البلاغة، طبع في صيدا
وترجمه الى الفارسية احدفضلاء ايران في عاصمتها طهران،
وزاد عليه بعض الفوائد.
ومن تليف سيدنا الرضي:
2 خصائص الائمة: ذكره مؤلفه في صدر نهج البلاغة واطراه،
وعندنا منه نسخة، وقدشرح فيه بعض كلمات امير المؤمنين
(ع)، وذكر اسمه في غير موضع واحد، والعجب‏من العلامة
الحلي وكلامه حوله، قال: توجد في العراق نسخ باسمه تشبهه
في المنهج‏لكن لم تصح نسبتها.
3 مجازات الاثار النبوية: طبع ببغداد سنة (1328).
4 تلخيص البيان عن مجاز القرآن: ذكره في مواضع من كتابه
المجازات‏النبوية((519))(ص‏2، 3، 9، 145).
5 حقائق التاويل في متشابه التنزيل: وهو تفسيره ذكره في
كتابه المجازات النبوية،يعبر عنه تارة بحقاق التاويل، واخرى
بالكتاب الكبير في متشابه القرآن، وعبر عنه‏النجاشي((520))
بحقائق التنزيل، وصاحب عمدة الطالب((521)) بكتاب
المتشابه في القرآن.
6 معاني القرآن: وهو كتابه الثالث في القرآن، ذكره له ابن
شهرآشوب في‏المعالم((522))(ص‏44) وقال: يتعذر وجود
مثله، وقال النسابة العمري في المجدي((523)):
شاهدت له جزءا مجلدا من تفسير منسوب اليه في القرآن مليح
حسن، يكون‏بالقياس في كبر تفسير ابي جعفر الطبري او اكبر،
وقال ابن خلكان((524)): يتعذر وجودمثله، دل على توسعه
في علم النحو واللغة. ولعل الممدوح هو تفسيره السابق.
7 تعليق خلاف الفقهاء.
8 تعليقه على ايضاح ابي علي الفارسي.
9 الحسن من شعر الحسين: انتخب فيه شعر ابن الحجاج
المترجم له في شعراء القرن‏الرابع((525)).
10 الزيادات في شعر ابن الحجاج المذكور.
11 الزيادات في شعر ابي تمام: المترجم له في شعراء القرن
الثالث((526)).
12 مختار شعر ابي اسحاق الصابي.
13 ما دار بينه وبين ابي اسحاق من الرسائل شعرا((527)).
وذكر له في عمدة الطالب((528)):
14 كتاب رسائله: في ثلاث مجلدات، ولابي اسحاق الصابي
المتوفى قبل سنة (380)كتاب مراسلات الشريف الرضي، كما
ذكره ابن النديم في الفهرست((529)) (ص‏194).
15 اخبار قضاة بغداد.
16 سيرة والده الطاهر: الفه سنة (379) وذلك قبل وفاة والده
باحدى وعشرين‏سنة.
وذكر له في تاريخ آداب اللغة((530)):
17 كتاب انشراح الصدر في مختارات من الشعر.
اقول: هو لبعض الادباء، اختاره من ديوان المترجم له، كما في
كشف‏الظنون((531))(1/513).
18 طيف الخيال: مجموعة تنسب اليه.
اقول: هو من تليف اخيه الشريف المرتضى، لا له.
19 وله ديوان شعره السائر المطبوع، قال ابن خلكان((532)):
وقد عني بجمع ديوان‏الرضي جماعة، وآخر((533)) ما جمع
الذي جمعه ابو حكيم الخبري((534)). انتهى.
وانفذ الصاحب بن عباد المترجم له في شعراء القرن الرابع من
كتابنا((535)) الى بغدادمن ينسخ له ديوانه وكتب اليه بذلك
سنة (385) وهي سنة وفاته‏ وعندما سمع‏المترجم له به
وانفذه، مدحه بقصيدة منها قوله:
بيني وبينك حرمتان تلاقتا
نثري الذي بك يقتدي وقصيدي
ووصائل الادب التي تصل الفتى
لا باتصال قبائل وجدود
ان اهد اشعاري اليك فانها
كالسرد اعرضه على داود
وانفذت تقية بنت سيف الدولة التي توفيت سنة (399) من
مصر من ينسخ ديوان‏الشريف الرضي لها، وهي لا ترى هدية
انفس منه يوم حمل اليها، ويعرب ذلك عن‏عناية الشريف
بشعره وجمعه في حياته، ولعل جمعه كجمع اخيه
الشريف‏المرتضى‏لديوانه، كان على ترتيب سني نظمه
المتمادية.
شعره وشاعريته
من الواضح ان الواقف على نفسيات سيدنا الشريف المترجم‏
ومواقفه العظيمة من‏العلم والسؤدد والمكانة الرفيعة، يرى
الشعر دون قدر الشريف، ويجد نفسه اعلى من‏انفس الشعراء
وارفع، ويرى الشعر لا يمهد للشريف كيانا على كيانه، ولا يؤثر
في‏ترفعه وشممه، ولا يولد له العظمة، ولا ياخذ بضبعه الى
التطول، وقد نظم وشعر في‏صباه وهو لم يبلغ عمره عشر
سنين، ومن شعره في صباه وله عشر سنين قوله من‏قصيدة:
المجد يعلم ان المجد من اربي
ولو تماديت في غي وفي لعب
اني لمن معشر ان جمعوا لعلى
تفرقوا عن نبي او وصي نبي
اذا هممت ففتش عن شبا هممي
تجده في مهجات الانجم الشهب
وان عزمت فعزمي يستحيل قذى
تدمى مسالكه في اعين النوب
ومعرك صافحت ايدي الحمام به طلى
الرجال على الخرصان من كثب((536))
حلت حباها المنايا في كتائبه
بالضرب فاجتثت الاجساد بالقضب
تلاقت البيض في الاحشاء فاعتنقت
والسمهري من الماذي واليلب((537))
بكت على الارض دمعا من دمائهم
فاستعربت من ثغور النور والعشب
ويحدثنا شعره انه ما كان يعد الشعر لنفسه فضيلة وماثرة، بل
كان يتخذه وسيلة الى‏غرضه فيقول:
وما الشعر فخري ولكنما
اطول به همة الفاخر
انزهه عن لقاء الرجال
واجعله تحفة الزائر
فما يتهدى اليه الملو
ك الا من المثل السائر
واني وان كنت من اهله
لتنكر في حرفة الشاعر
ويقول:
وما قولي الاشعار الا ذريعة
الى امل قد آن قود جنيبه
واني اذا ما بلغ اللّه غاية
ضمنت له هجر القريض وحوبه
ويقول:
مالك ترضى ان يقال شاعر
بعدا لها من عدد الفضائل
كفاك ما اورق من اغصانه
وطال من اعلامه الاطاول
فكم تكون ناظما وقائلا
وانت غب القول غير فاعل
وهو في شعره يرى نفسه اشعر الامم تارة، ويرى شعره فوق شعر
البحتري ومسلم‏بن الوليد اخرى، ويتواضع طورا ويجعل نفسه
زميل الفرزدق او جرير، ويرى نفسه‏ضريبا لزهير، ومرة يتفوه
بالحق وينظر الى شعره بعين الرضا ويرى كلامه فوق
كلام‏الرجال، وقد اجمع الاكثرون انه اشعر قريش.
قال الخطيب البغدادي في تاريخه (2/246): سمعت ابا عبداللّه
محمد بن عبداللّه الكاتب‏بحضرة ابي الحسين بن محفوظ
وكان احد الرؤساء يقول: سمعت جماعة من اهل‏العلم بالادب
يقولون: الرضي اشعر قريش. فقال ابن محفوظ: هذا صحيح،
وقد كان‏في قريش من يجيد القول الا ان شعره قليل، فاما
مجيد مكثر فليس الا الرضي.
وجمل الثناء على ادبه وشعره كبقية مثره وفضائله وملكاته
الفاضلة، متواترة في‏المعاجم يضيق عن جمعها المجال،
فنضرب عنها صفحا روما للاختصار، ونقتصر بذكرنبذة يسيرة،
منها:
1 قال النسابة العمري في المجدي((538)): انه نقيب نقباء
الطالبيين ببغداد، وكانت له هيبة‏وجلالة، وفيه ورع وعفة
وتقشف، ومراعاة للاهل وغيرة عليهم وعسف بالجاني‏منهم،
وكان احد علماء الزمان، قد قرا على اجلاء الرجال، وشاهدت له
جزءامجلدامن تفسير منسوب اليه في القرآن، مليح حسن يكون
بالقياس في كبر تفسير ابي‏جعفر الطبري او اكبر، وشعره اشهر
من ان يدل عليه، وهو اشعر قريش الى وقتنا،وحسبك ان يكون
قريش في اولها الحرث بن هشام، والعبلي، وعمر بن ابي ربيعة،
وفي‏آخرها بالنسبة الى زمانه محمد بن صالح الموسوي
الحسني، وعلي بن محمدالحماني((539))، وابن طباطبا
الاصبهاني((540)).
2 قال الثعالبي في اليتيمة((541)): هو اليوم ابدع ابناء الزمان،
وانجب سادة العراق،يتحلى مع محتده الشريف ومفخره
المنيف، بادب ظاهر، وفضل باهر، وحظ من جميع‏المحاسن
وافر، ثم هو اشعر الطالبيين من مضى منهم ومن غبر، على
كثرة شعرائهم‏المفلقين: كالحماني وابن طباطبا وابن الناصر
وغيرهم، ولو قلت: انه اشعر قريش لم‏ابعد عن الصدق، وسيشهد
بما اجريه من ذكره شاهد عدل من شعره العالي القدح،الممتنع
عن القدح، الذي يجمع الى السلاسة متانة، والى السهولة
رصانة،
ويشتمل على معان يقرب جناها، ويبعد مداها، وكان ابوه يتولى
نقابة نقباء الطالبيين‏ويحكم فيهم اجمعين، والنظر في
المظالم والحج بالناس، ثم ردت هذه الاعمال كلها الى‏ولده
الرضي سنة (388) وابوه حي.
3 قال ابن الجوزي في المنتظم((542)) (7/279): كان
الرضي نقيب الطالبيين ببغداد، حفظ‏القرآن في مدة يسيرة بعد
ان جاوز ثلاثين سنة، وعرف من الفقه والفرائض طرفاقويا،
وكان عالما فاضلا وشاعرا مترسلا، عفيفا عالي الهمة متدينا،
اشترى في بعض الايام‏جزازا من امراة بخمسة دراهم، فوجد
جزءا بخط ابي علي بن مقلة، فقال للدلال:احضر المراة،
فاحضرها، فقال: قد وجدت في الجزاز جزءا بخط ابن مقلة، فان
اردت‏الجزء فخذيه وان اخترت ثمنه فهذه خمسة دراهم.
فاخذتها ودعت له وانصرفت،وكان سخيا جوادا.
4 قال ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة((543)): حفظ
الرضي القرآن بعد ان جاوزثلاثين سنة في مدة يسيرة، وعرف
من الفقه والفرائض طرفا قويا، وكان عالما اديبا،وشاعرا مفلقا،
فصيح النظم ضخم الالفاظ، قادرا على القريض، متصرفا في
فنونه، ان‏قصد الرقة في النسيب اتى بالعجب العجاب، وان اراد
الفخامة وجزالة الالفاظ في‏المدح وغيره اتى بما لا يشق فيه
غباره، وان قصد في المراثي جاء سابقا والشعراءمنقطع انفاسها
على اثره، وكان مع هذا مترسلا ذا كتابة، وكان عفيفا شريف
النفس‏عالي الهمة، ملتزما بالدين وقوانينه، ولم يقبل من احد
صلة ولا جائزة‏حتى انه ردصلات ابيه.
5 قال الباخرزي في دمية القصر((544)) (ص‏69): له صدر
الوسادة بين الائمة والسادة،وانا اذا مدحته كنت كمن قال
لذكاء: ما انورك ! ولخضارة((545)): ما اغزرك ! وله شعراذا
افتخر به ادرك من المجد اقاصيه، وعقد بالنجم نواصيه، واذا
نسب انتسب رقة‏الهواء الى نسيبه، وفاز بالقدح المعلى في
نصيبه، حتى اذا انشد الراوي غزلياته بين يدي‏العزهاة((546))،
لقال له من العز: هات، واذا وصف فكانه في الاوصاف احسن
من‏الوصائف والوصاف، وان مدح تحيرت فيه الاوهام بين مادح
وممدوح، له بين‏المتراهنين في الحلبتين سبق سابق مروح،
وان نثر حمدت منه الاثر، ورايت هناك‏خرزات من العقد تنفض،
وقطرات من المزن ترفض، ولعمري ان بغداد قد انجبت
به‏فبواته ظلالها، وارضعته زلالها، وانشقته شمالها، وورد شعره
دجلتها فشرب منها حتى‏شرق، وانغمس فيها حتى كاد يقال:
غرق، فكلما انشدت محاسنه تنزهت بغداد في‏نضرة نعيمها،
واستنشقت من انفاس الهجير بمراوح نسيمها .
6 قال الرفاعي في صحاح الاخبار (ص‏61): كان اشعر قريش،
وذلك لان الشاعرالمجيد من قريش ليس بمكثر، والمكثر ليس
بمجيد، والرضي جمع بين فضلي الاكثاروالاجادة، وكان
صاحب ورع وعفة وعدل في الاقضية وهيبة في النفوس.
القابه ومناصبه
لقبه بهاء الدولة سنة (388) بالشريف الاجل، وفي سنة (392)
بذي‏المنقبتين، وفي سنة(398)((547)) بالرضي ذي
الحسبين، وفي سنة (401) امر ان تكون مخاطباته
ومكاتباته‏بعنوان الشريف الاجل، وهو اول من خوطب بذلك من
الحضرة الملوكية.
ان المناصب والولايات كانت متكثرة على عهد سيدنا الشريف
من الوزارة التنفيذية‏والتفويضية، والامارة على البلاد بقسميها
العامة والخاصة. والعامة بضربيها: استكفاءبعقد عن اختيار،
واستيلاء بعقد عن اضطرار. والامارة على جهاد المشركين
بقسميها:المقصورة على سياسة الجيش وتدبير الحرب،
والمفوض معها الى الامير جميع‏احكامها من قسم الغنائم وعقد
الصلح. والامارة على قتال اهل الردة، وقتال اهل‏البغي، وقتال
المحاربين، وولاية القضاء وولاية المظالم، وولاية النقابة
بقسميها: العامة‏والخاصة، وولاية امامة الصلوات، وامارة الحج،
وولاية الدواوين باقسامها، وولاية‏الحسبة، وغيرها من الولايات.
فمنها ما كان يخص بالكتاب والادباء، وآخر بالثقات ورجال
العدل والنصفة، وثالث‏بالاماجد والاشراف والمترفين، ورابع
باباة الضيم واصحاب البسالة والفروسية،وخامس بذوي الاراء
والفكرة القوية والدهاة، وسادس باعاظم العلويين واعيان‏العترة
النبوية، وسابع بالفقهاء وائمة العلم والدين.
وهناك ما يخص بجامع تلكم الفضائل، ومجتمع هاتيك المثر
كسيدنا الشريف، ذلك‏المثل الاعلى في الفضائل كلها، فعلى
الباحث عن مواقفه ومقاماته ونفسياته الكريمة، ان‏يقرا ولو
بصورة مصغرة دروس المناصب التي كان يتولاها الشريف،
فعندئذ يجدصورة مكبرة تجاه عينيه ممثلة من العلم، والفقه،
والحكمة، والثقة، والسداد، والانفة،والفتوة، والهيبة، والعظمة،
والجلال، والروعة، والوفاء، وعزة النفس، والراي، والحزم،والعزم،
والبسالة، والعفة، والسؤدد، والكرم، والاباء،
والغنى عن اي احد، قد حليت بالادب والشعر، ولا يراها الا مثال
الشريف الرضي.
تولى الشريف نقابة الطالبيين، وامارة الحاج والنظر في المظالم
سنة (380) وهو ابن(21) عاما على عهد الطائع، وصدرت
الاوامر بذلك من بهاء الدولة وهو بالبصرة سنة(397)، ثم عهد
اليه في (16) محرم سنة (403) بولاية امور الطالبيين في
جميع البلاد،فدعي نقيب النقباء ويقال: ان تلك المرتبة لم
يبلغها احد من اهل البيت الا الامام‏علي بن موسى الرضا (ع)،
الذي كانت له ولاية عهد المامون، واتيحت للشريف‏الخلافة
على الحرمين على عهد القادر كما في المجلد الاول من شرح
نهج البلاغة لابن‏ابي الحديد((548))، وكان هو والولايات كما
قيل:
لم تشيد له الولايات مجدا
لا ولا قيل رفعت مقداره
بل كساها وقد تحزمها الده
ر جلالا وبهجة ونضاره
وذكر تحليل المناصب التي تولاها سيدنا الشريف وشروطها في
تليف علماء السلف‏وافردوا فيها كتبا، ونحن ناخذ مختصر ما في
الاحكام السلطانية للماوردي، المتوفى سنة(450).
النقابة
النقابة موضوعة على صيانة ذوي الانساب الشريفة عن ولاية
من لايكافئهم في‏النسب، ولا يساويهم في الشرف ، ليكون
عليهم احنى وامره فيهم امضى، وهي‏على‏ضربين: خاصة
وعامة، واما الخاصه فهو ان يقتصر بنظره على مجرد النقابة
من‏غير تجاوز لها الى حكم واقامة حد، فلا يكون العلم معتبرا
في شروطها، ويلزمه في‏النقابة على اهله من حقوق النظر اثنا
عشر حقا:
1 حفظ انسابهم من داخل فيها وليس هو منها، او خارج عنها
وهو منها،فيلزمه‏حفظ الخارج منها كما يلزمه حفظ الداخل
فيها ، ليكون النسب محفوظا على صحته،معزوا الى جهته.
2 تمييز بطونهم ومعرفة انسابهم ، حتى لا يخفى عليه منهم
بنو اب، ولا يتداخل نسب‏في نسب، ويثبتهم في ديوانه على
تمييز انسابهم.
3 معرفة من ولد منهم من ذكر او انثى فيثبته، ومعرفة من
مات منهم فيذكره، حتى لايضيع نسب المولود ان لم يثبته، ولا
يدعي نسب الميت غيره ان لم يذكره.
4 ان ياخذهم من الاداب بما يضاهي شرف انسابهم وكرم
محتدهم ، لتكون‏حشمتهم في النفوس موقورة، وحرمة رسول
اللّه (ص) فيهم محفوظة.
5 ان ينزههم عن المكاسب الدنيئة، ويمنعهم من المطالب
الخبيثة ، حتى لايستقل‏منهم مبتذل، ولا يستضام منهم
متذلل.
6 ان يكفهم عن ارتكاب المثم، ويمنعهم من انتهاك المحارم
، ليكونوا على الدين الذي‏نصره اغير، وللمنكر الذي ازالوه انكر ،
حتى لا ينطق بذمهم لسان، ولا يشناهم‏انسان.
7 ان يمنعهم من التسلط على العامة لشرفهم والتشطط
عليهم لنسبهم، فيدعوهم ذلك‏الى المقت والبغض، ويبعثهم
على المناكرة والبعد، ويندبهم الى استعطاف القلوب‏وتالف
النفوس ، ليكون الميل اليهم اوفى، والقلوب لهم اصفى.
8 ان يكون عونا لهم في استيفاء الحقوق حتى لا يضعفوا عنها،
وعونا عليهم في اخذالحقوق منهم حتى لا يمنعوا منها ،
ليصيروا بالمعونة لهم منتصفين، وبالمعونة عليهم‏منصفين.
9 ان ينوب عنهم في المطالبة بحقوقهم العامة في سهم ذوي
القربى في الفي‏ءوالغنيمة‏الذي لا يخص به احدهم، حتى يقسم
بينهم بحسب ما اوجبه اللّه لهم.
10 ان يمنع اياماهم ان يتزوجن الا من الاكفاء لشرفهن على
سائر النساء، صيانة‏لانسابهن، وتعظيما لحرمتهن، ان يزوجهن
غير الولاة، او ينكحهن غير الكفاة.
11 ان يقوم ذوي الهفوات منهم فيما سوى الحدود بما لا يبلغ
به حدا، ولا ينهر((549))به‏دما، ويقيل ذا الهيئة منهم عثرته،
ويغفر بعد الوعظ زلته.
12 مراعاة وقوفهم بحفظ اصولها وتنمية فروعها، واذا لم يرد
اليه جبايتها راعى‏الجباة لها فيما اخذوه، وراعى قسمتها اذا
قسموه، وميز المستحقين لها اذا خصت،وراعى اوصافهم فيها
اذا شرطت ، حتى لا يخرج منهم مستحق، ولا يدخل فيها
غيرمحق.
النقابة العامة
فعمومها ان يرد الى النقيب في النقابة عليهم مع ما قدمناه
من حقوق النظر خمسة‏اشياء:
1 الحكم بينهم فيما تنازعوا فيه.
2 الولاية على ايتامهم فيما ملكوه.
3 اقامة الحدود عليهم فيما ارتكبوه.
4 تزويج الايامى اللاتي لا يتعين اولياؤهن، او قد تعينوا
فعضلوهن.
5 ايقاع الحجر على من عته منهم او سفه، وفكه اذا افاق
ورشد.
فيصير بهذه الخمسة عام النقابة، فيعتبر حينئذ في صحة
نقابته وعقد ولايته ان يكون‏عالما من اهل الاجتهاد، ليصح
حكمه، وينفذ قضاؤه.. الى آخر ما في الاحكام‏السلطانية((550))
(ص‏82 86) وهذه النقابة هي التي كانت ولايتها لسيدنا
المترجم.
ولاية المظالم، الولاية على الحج
نظر المظالم: هو قود المتظالمين الى التناصف بالرهبة، وزجر
المتنازعين عن التجاحدبالهيبة، فكان من شروط الناظر فيها
ان يكون جليل القدر، نافذ الامر، عظيم الهيبة،ظاهر العفة،
قليل الطمع، كثير الورع ، لانه يحتاج في نظره الى سطوة
الحماة، وثبت‏القضاة، فيحتاج الى الجمع بين صفات الفريقين،
وان يكون بجلالة القدر نافذ الامر في‏الجهتين، فان كان ممن
يملك الامور العامة كالوزراء والامراء، لم يحتج النظر
فيهاالى‏تقليد وكان له بعموم ولايته النظر فيها، وان كان ممن
لم يفوض اليه عموم النظراحتاج الى تقليد وتولية اذا اجتمعت
فيه الشروط المتقدمة، وهذا انما يصح فيمن يجوزان يختار
لولاية العهد، او لوزارة التفويض، او لامارة الاقاليم، اذا كان
نظره في المظالم‏عاما، فان اقتصر به على تنفيذ ما عجز القضاة
عن تنفيذه، وامضاء ما قصرت يدهم‏عن امضائه، جاز ان يكون
دون هذه الرتبة في القدر والخطر بعد ان لا تاخذه في
الحق‏لومة لائم، ولا يستشفه الطمع الى رشوة.. الى آخر ما في
الاحكام‏السلطانية((551))(ص‏64 82).
الولاية على الحج:
الولاية على الحج ضربان:
احدهما: ان تكون على تسيير الحجيج.
والثاني: على اقامة الحج.
فاما تسيير الحجيج، فهو ولاية سياسة وزعامة وتدبير.
والشروط المعتبرة في المولى: ان يكون مطاعا، ذا راي
وشجاعة، وهيبة وهداية،والذي عليه في حقوق هذه الولاية
عشرة اشياء:
1 جمع الناس في مسيرهم ونزولهم ، حتى لا يتفرقوا فيخاف
عليهم‏التوى((552))والتغرير.
2 ترتيبهم في المسير والنزول باعطاء كل طائفة منهم مقادا ،
حتى يعرف كل فريق‏منهم مقاده اذا سار، ويالف مكانه اذا نزل،
فلا يتنازعون فيه ولا يضلون عنه.
3 يرفق بهم في السير، حتى لا يعجز عنه ضعيفهم، ولا يضل
عنه منقطعهم، وروي‏عن النبي (ص) انه قال: ((الضعيف امير
الرفقة)). يريد ان من ضعفت دوابه كان على‏القوم ان يسيروا
بسيره.
4 ان يسلك بهم اوضح الطرق واخصبها، ويتجنب اجدبها
واوعرها.
5 ان يرتاد لهم المياه اذا انقطعت والمراعي اذا قلت.
6 ان يحرسهم اذا نزلوا ويحوطهم اذا رحلوا ، حتى لا
يتخطفهم داعر، ولا يطمع فيهم‏متلصص.
7 ان يمنع عنهم من يصدهم عن المسير، ويدفع عنهم من
يحصرهم عن الحج بقتال‏ان قدر عليه، او ببذل مال ان اجاب
الحجيج اليه، ولا يسعه ان يجبر احدا على بذل‏الخفارة ان امتنع
منها، حتى يكون باذلا لها عفوا ومجيبا اليها طوعا، فان بذل
المال على‏التمكين من الحج لا يجب.
8 ان يصلح بين المتشاجرين ويتوسط بين المتنازعين، ولا
يتعرض للحكم بينهم‏اجبارا الا ان يفوض الحكم اليه، فيعتبر
فيه ان يكون من اهله فيجوز له حينئذالحكم‏بينهم، فان دخلوا
بلدا فيه حاكم جاز له ولحاكم البلد ان يحكم بينهم، فايهما
حكم نفذحكمه.
9 ان يقوم زائغهم، ويؤدب خائنهم، ولايتجاوز التعزير الى
الحد، الا ان يؤذن له،فيستوفيه ان كان من اهل الاجتهاد فيه.
10 ان يراعي اتساع الوقت حتى يؤمن الفوات ولا يلجئهم
ضيقه الى الحث في‏السير، فاذا وصل الى الميقات امهلهم
للاحرام واقامة سننه.
واما الولاية على اقامة الحج، فالوالي فيه بمنزلة الامام في اقامة
الصلوات، فمن شروط‏الولاية عليه مع الشروط المعتبرة في
ائمة الصلوات: ان يكون عالما بمناسك‏الحج‏واحكامه، عارفا
بمواقيته واى امه، وتكون مدة ولايته مقدرة بسبعة ايام،
اولهامن صلاة الظهر في اليوم السابع من ذي الحجة، وآخرها
يوم الثالث عشر من ذي‏الحجة، وعلى الذي يختص بولايته
خمسة احكام متفق عليها وسادس مختلف فيه، الاوهي:
1 اشعار الناس بوقت احرامهم والخروج الى مشاعرهم ، ليكونوا
له متبعين وبافعاله‏مقتدين.
2 ترتيبهم للمناسك على ما استقر الشرع عليه لانه متبوع
فيها، فلا يقدم‏مؤخراولايؤخر مقدما، سواء كان الترتيب مستحقا
او مستحبا.
3 تقدير المواقف بمقامه فيها ومسيره عنها، كما تقدر صلاة
المامومين بصلاة الامام.
4 اتباعه في الاركان المشروعة فيها، والتامين على ادعيته بها
ليتبعوه في القول كمااتبعوه في العمل.
5 امامتهم في الصلوات.
واما السادس المختلف فيه: حكمه بين الحجيج فيما لا يتعلق
بالحج، واقامة التعزيروالحد في مثله((553)). انتهى.
تولى الشريف الرضي هذه الامارة منذ صباه في اكثر ايام حياته،
ووزيرا لابيه‏ونائباعنه ومستقلا بها من سنة (380)، وله فيها
مواقف عظيمة سجلها التاريخ وابقى‏له‏ذكرى خالدة.
قال ابو القاسم بن فهد الهاشمي في اتحاف الورى باخبار ام
القرى((554)) في حوادث سنة(389): حج فيها الشريفان
المرتضى والرضي فاعتقلهما في الطريق ابن الجراح
الطائي،فاعطياه تسعة آلاف دينار من اموالهما.
ولادته ووفاته
ولد الشريف الرضي ببغداد سنة (359) باطباق من المؤرخين،
ونشا بها((555))وتوفي‏بها يوم الاحد (6) محرم((556)) سنة
(406) كما في فهرس النجاشي((557))، وتاريخ
بغدادللخطيب((558))، وعمدة الطالب((559))،
والخلاصة((560))، وغيرها.
فما في شذرات‏الذهب((561)): انه توفي بكرة‏الخميس، فهو
من خطا النساخ،فانه نقله‏عن تاريخ ابن خلكان، وفي التاريخ
بكرة يوم الاحد لا الخميس. واما ما في دائرة‏المعارف لفريد
وجدي(4/253) من‏انه توفي(404) فاحسبه ماخوذا من شرح
نهج‏البلاغة لابن ابي الحديد، او انه خطا من الناسخ، وقد ارخه
فريد وجدي صحيحا في‏دائرة المعارف (9/487) ب (6) محرم
سنة (406)، وقد رثى الشريف الرضي معاصره اباالحسن احمد
بن علي البتي المتوفى سنة (405) في شعبان بقصيدة توجد
في‏ديوانه((562))(1/138)، وقال جامع الديوان: وبعده بشهور
توفي الرضي(رضى‏ا...عنه).
وعند وفاته حضر الى داره الوزير ابو غالب فخر الملك وسائر
الوزراء والاعيان‏والاشراف والقضاة حفاة ومشاة، وصلى عليه
فخر الملك ودفن في داره الكائنة في‏محلة الكرخ بخط مسجد
الانباريين((563))، ولم يشهد جنازته اخوه الشريف المرتضى
ولم‏يصل عليه، ومضى من جزعه عليه الى « مشهد » الامام
موسى بن جعفر (ع)، لانه لم‏يستطع ان ينظر الى تابوته، ومضى
فخر الملك بنفسه آخر النهار الى اخيه‏المرتضى‏بالمشهد
الكاظمي فالزمه بالعود الى داره.
ذكر كثير من المؤلفين نقل جثمانه الى كربلاء المشرفة بعد
دفنه في داره بالكرخ فدفن‏عند ابيه ابي احمد الحسين بن
موسى، ويظهر من التاريخ ان قبره كان في القرون‏الوسط‏ى
مشهورا معروفا في الحائر المقدس.
قال صاحب عمدة الطالب((564)): وقبره في كربلاء ظاهر
معروف.
وقال((565))في‏ترجمة‏اخيه‏المرتضى: دفن‏عند ابيه‏واخيه،
وقبورهم‏ظاهرة مشهورة.
وقال الرفاعي المتوفى (885) في صحاح الاخبار (ص‏62): نقل
المرتضى الى مشهدالحسين بكربلا كابيه واخيه ودفن هناك،
وقبره ظاهر معروف.
وهذا قريب الى الاعتبار، لان بني ابراهيم المجاب قطنوا الحائر
المقدس وجاورواالامام السبط سلام اللّه عليه‏ فدفن فيه
ابراهيم المذكور بمقربة مما يلي راس قبرالامام (ع) فاتخذ بنوه
تربته مدفنا لهم، وكان من قطن منهم بغداد او البصرة
كبني‏موسى الابرش ينقل بعد موته الى تربة جده، وقد ثبت ان
والد الشريف المترجم نقل‏الى الحائر المقدس قبل دفنه ودفن
بها، او دفن في داره اولا ثم نقل الى مشهد الحسين‏كما في
المنتظم لابن الجوزي((566)) (7/247)، وصح ايضا نقل
جثمان الشريف علم الهدى‏المرتضى الى الحائر بعد دفنه في
داره، وكانت تولية تلك التربة المقدسة بيدهم، وماكان يدفن
هناك اي احد الا باجازة منهم، كما مر في ترجمة الوزير ابي
العباس الضبي‏في هذا الجزء (ص‏106).
وقد رثى الشريف الرضي غير واحد ممن عاصروه، وفي مقدمهم
اخوه علم‏الهدى‏بقوله:
يا للرجال لفجعة جذمت يدي
ووددت لو ذهبت علي براسي
ما زلت احذر وقعها حتى اتت
فحسوتها في بعض ما انا حاسي
ومطلتها زمنا فلما صممت
لم يجدني مطلي وطول مكاسي
لا تنكروا من فيض دمعي عبرة
فالدمع غير مساعد ومواسي
للّه عمرك من قصير طاهر
ولرب عمر طال‏بالادناس((567))
وممن رثاه تلميذه في‏الادب مهيار الديلمي المترجم في
شعراء القرن الخامس‏ رثاه‏بقصيدتين احداهما ذات (70) بيتا
توجد في ديوانه (3/366)، مستهلها:
من جب غارب هاشم وسنامها
ولوى لويا فاستزل مقامها
وغزا قريشا بالبطاح فلفها
بيد وقوض عزها وخيامها
واناخ في مضر بكلكل خسفه
يستام واحتملت له ما سامها
من حل مكة فاستباح حريمها
والبيت يشهد واستحل حرامها
ومضى بيثرب مزعجا ما شاء من
تلك القبور الطاهرات عظامها
يبكي النبي ويستنيح لفاطم
بالطف في ابنائها ايامها
الدين ممنوع الحمى من راعه
والدار عالية البنا، من رامها
اتناكرت ايدي الرجال سيوفها
فاستسلمت ام انكرت اسلامها
ام غال ذا الحسبين حامي ذودها
قدر اراح على الغدو سوامها
وقصيدته الاخرى (40) بيتا توجد في ديوانه (1/249) مطلعها:
اقريش لا لفم اراك ولا يد
فتواكلي غاض الندى وخلا الندي
ولشهرة القصيدتين ووجودهما في غير واحد من الكتب
والمعاجم فضلا عن ديوان‏مهيار، ضربنا عنهما صفحا.
ومن نماذج شعر الشريف الرضي في المذهب قوله يفتخر باهل
البيت ويذكر قبورهم‏ويتشوق اليها:
الا للّه بادرة الطلاب
وعزم لا يروع بالعتاب
وكل مشمر البردين يهوي
هوي المصلتات الى الرقاب
اعاتبه على بعد التنائي
ويعذلني على قرب الاياب
رايت العجز يخضع لليالي
ويرضى عن نوائبها الغضاب
ولولا صولة الايام دوني
هجمت على العلى من كل باب
ومن شيم الفتى العربي فينا
وصال البيض والخيل العراب
له كذب الوعيد من الاعادي
ومن عاداته صدق الضراب
سادرع الصوارم والعوالي
وما عريت من خلع الشباب
واشتمل الدجى والركب يمضي
مضاء السيف شذ عن القراب
وكم ليل عبات له المطايا
ونار الحي حائرة الشهاب
لقيت الارض شاحبة المحيا
تلاعب بالضراغم والذئاب
فزعت الى الشحوب وكنت طلقا
كما فزع المشيب الى الخضاب
ولم نر مثل مبيض النواحي
تعذبه بمسود الاهاب
ابيت مضاجعا املي واني
ارى الامال اشقى للركاب
اذا ما الياس خيبنا رجونا
فشجعنا الرجاء على الطلاب
اقول اذا استطار من السواري‏زفون القطر رقاص
الحباب((568))
كان الجو غص به فاوما
ليقذفه على قمم الشعاب
جدير ان تصافحه الفيافي
ويسحب فوقها عذب الرباب((569))
اذا هتم التلاع رايت منه
رضابا في ثنيات الهضاب((570))
سقى اللّه المدينة من محل
لباب الماء والنطف العذاب
وجاد على البقيع وساكنيه
رخي الذيل ملان الوطاب
واعلام الغري وما استباحت
معالمها من الحسب اللباب
وقبرا بالطفوف يضم شلوا
قضى ظما الى برد الشراب
وبغداد وسامرا وطوس
هطول الودق منخرق العباب
قبور تنطف العبرات فيها
كما نطف الصبير على‏الروابي((571))
فلو بخل السحاب على ثراها
لذابت فوقها قطع السراب
سقاك فكم ظمئت اليك شوقا
على عدواء داري واقترابي
تجافي يا جنوب الريح عني
وصوني فضل بردك عن جنابي
ولا تسري الي مع الليالي
وما استحقبت من ذاك التراب((572))
قليل ان تقاد له الغوادي
وتنحر فيه اعناق السحاب((573))
اما شرق التراب بساكنيه
فيلفظهم الى النعم الرغاب
فكم غدت الضغائن وهي سكرى
تدير عليهم كاس المصاب
صلاة اللّه تخفق كل يوم
على تلك المعالم والقباب
واني لا ازال اكر عزمي
وان قلت مساعدة الصحاب
واخترق الرياح الى نسيم
تطلع من تراب ابي تراب
بودي ان تطاوعني الليالي
وينشب في المنى ظفري ونابي
فارمي العيس نحوكم سهاما
تغلغل بين احشاء الروابي
ترامى باللغام على طلاها
كما انحدر الغثاء عن‏العقاب((574))
واجنب بينها خرق المذاكي
فاملي باللغام على‏اللغاب((575))
لعلي ان ابل بكم غليلا
تغلغل بين قلبي والحجاب
فما لقياكم الا دليل
على كنز الغنيمة والثواب
ولي قبران بالزوراء اشفي
بقربهما نزاعي واكتئابي
اقود اليهما نفسي واهدي
سلاما لا يحيد عن الجواب
لقاؤهما يطهر من جناني
ويدرا عن ردائي كل عاب
قسيم النار جدي يوم يلقى((576))
به باب النجاة من العذاب
وساقي الخلق والمهجات حرى
وفاتحة الصراط الى الحساب
ومن سمحت بخاتمه يمين((577))
تضن بكل عالية الكعاب
اما في باب خيبر معجزات
تصدق او مناجاة‏الحباب((578))
ارادت كيده واللّه يابى
فجاء النصر من قبل‏الغراب((579))
اهذا البدر يكسف بالدياجي
وهذي الشمس تطمس بالضباب
وكان اذا استطال عليه جان
يرى ترك العقاب من العقاب
ارى شعبان يذكرني اشتياقي
فمن لي ان يذكركم ثوابي
بكم في الشعر فخري لا بشعري
وعنكم طال باعي في الخطاب
اجل عن القبائح غير اني
لكم ارمي وارمى بالسباب
فاجهر بالولاء ولا اوري
وانطق بالبراء ولا احابي
ومن اولى بكم مني وليا
وفي ايديكم طرف انتسابي
محبكم ولو بغضت حياتي
وزائركم ولو عقرت ركابي
تباعد بيننا غير الليالي
ومرجعنا الى النسب‏القراب((580))
وقال يرثي الامام السبط المفدى الحسين بن علي (ع) في يوم
عاشوراء سنة (391)هذي المنازل بالغميم فنادها
واسكب سخي العين بعد جمادها
ان كان دين للمعالم فاقضه
او مهجة عند الطلول ففادها
ياهل تبل من الغليل اليهم
اشرافة للركب فوق نجادها
نؤي كمنعطف الحنية دونه
سحم الخدود لهن ارث رمادها
ومناط اطناب ومقعد فتية
تخبو زناد الحي غير زنادها
ومجر ارسان الجياد لغلمة
سجفوا البيوت بشقرها وورادها
ولقد حبست على الديار عصابة
مضمومة الايدي الى اكبادها
حسرى تجاوب بالبكاء عيونها
وتعط بالزفرات في ابرادها
وقفوا بها حتى كان مطيهم
كانت قوائمهن من اوتادها
ثم انثنت والدمع ماء مزادها
ولواعج الاشجان من ازوادها
من كل مشتمل حمائل رنة
قطر المدامع من حلي نجادها
حيتك بل حيت طلوعك ديمة
يشفي سقيم الربع نفث عهادها
وغدت عليك من الخمائل يمنة
تستام نافقة على‏روادها((581))
هل تطلبون من النواظر بعدكم
شيئا سوى عبراتها وسهادها
لم يبق ذخر للمدامع عنكم
كلا ولا عين جرى لرقادها
شغل الدموع عن الديار بكاؤنا
لبكاء فاطمة على اولادها
لم يخلفوها في‏الشهيد وقد راى
دفع الفرات يذاد عن اورادها((582))
اترى درت ان الحسين طريدة
لقنا بني الطرداء عند ولادها
كانت متم بالعراق تعدها
اموية بالشام من اعيادها
ما راقبت غضب النبي وقد غدا
زرع النبي مظنة لحصادها
باعت بصائر دينها بضلالها
وشرت معاطب غيها برشادها
جعلت رسول اللّه من خصمائها
فلبئس ما ذخرت ليوم معادها
نسل النبي على صعاب مطيها
ودم النبي على رؤوس صعادها
والهفتاه لعصبة علوية
تبعت امية بعد عز قيادها
جعلت عران الذل في آنافها
وعلاط وسم الضيم في اجيادها((583))
زعمت بان الدين سوغ قتلها
اوليس هذا الدين عن اجدادها
طلبت تراث الجاهلية عندها
وشفت قديم الغل من احقادها
واستاثرت بالامر عن غيابها
وقضت بما شاءت على شهادها
اللّه سابقكم الى ارواحها
وكسبتم الاثام في اجسادها
ان قوضت تلك القباب فانما
خرت عماد الدين قبل عمادها
ان الخلافة اصبحت مزوية
عن شعبها ببياضها وسوادها
طمست منابرها علوج امية
تنزو ذئابهم على اعوادها
هي صفوة اللّه التي اوحى لها
وقضى اوامره الى امجادها
اخذت باطراف الفخار فعاذر
ان يصبح الثقلان من حسادها
الزهد والاحلام في فتاكها
والفتك لولا اللّه في زهادها
عصب يقمط بالنجاد وليدها
ومهود صبيتها ظهور جيادها
تروي مناقب فضلها اعداؤها
ابدا وتسنده الى اضدادها
يا غيرة اللّه اغضبي لنبيه
وتزحزحي بالبيض عن اغمادها
من عصبة ضاعت دماء محمد
وبنيه بين يزيدها وزيادها
صفدات مال اللّه مل‏ء اكفها
واكف آل اللّه في اصفادها((584))
ضربوا بسيف محمد ابناءه
ضرب الغرائب عدن بعد ذيادها
قد قلت للركب الطلاح كانهم
ربد النسور على ذرى‏اطوادها((585))
يحدو بعوج كالحني اطاعه
معتاصها فطغى على منقادها((586))
حتى تخيل من هباب رقابها
اعناقها في السير من اعدادها((587))
قف بي ولو لوث الازار فانما
هي مهجة علق الجوى‏بفؤادها((588))
بالطف حيث غدا مراق دمائها
ومناخ اينقها ليوم جلادها
القفر من ارواقها والطير من طرا
قها والوحش من عوادها
تجري لها حبب الدموع وانما
حب القلوب يكن من امدادها
يا يوم عاشوراء كم لك لوعة
تترقص الاحشاء من ايقادها
ما عدت الا عاد قلبي غلة
حرى ولو بالغت في ابرادها
مثل السليم مضيضة آناؤه
خزر العيون تعوده بعدادها
يا جد لا زالت كتائب حسرة
تغشى الضمير بكرها وطرادها
ابدا عليك وادمع مسفوحة
ان لم يراوحها البكاء يغادها
هذا الثناء وما بلغت وانما
هي حلبة خلعوا عذار جوادها
ااقول جادكم الربيع وانتم
في كل منزلة ربيع بلادها
ام استزيد لكم على بمدائحي
اين الجبال من الربى ووهادها
كيف الثناء على النجوم اذا سمت
فوق العيون الى مدى ابعادها
اغنى طلوع الشمس عن اوصافها
بجلالها وضيائها وبعادها((589))
وقال يرثي جده الامام السبط الشهيد في عاشوراء سنة (377):
صاحت بذودي بغداد فنسني
تقلبي في ظهور الخيل والعير
وكلما هجهجت بي عن منازلها
عارضتها بجنان غير مذعور
اطغى على قاطنيها غير مكترث
وافعل الفعل فيها غير مامور
خطب يهددني بالبعد عن وطني
وما خلقت لغير السرج والكور
اني وان سامني ما لا اقاومه
فقد نجوت وقدحي غير مقمور
عجلان البس وجهي كل داجية
والبر عريان من ظبي ويعفور
ورب قائلة والهم يتحفني
بناظر من نطاف الدمع ممطور
خفض عليك فللاحزان آونة
وما المقيم على حزن بمعذور
فقلت هيهات فات السمع لائمه
لايفهم الحزن الا يوم عاشور
يوم حدا الظعن فيه بابن فاطمة
سنان مطرد الكعبين مطرور((590))
وخر للموت لا كف تقلبه
الا بوط‏ء من الجرد المحاضير
ظمن سلى نجيع الطعن غلته
عن بارد من عباب الماء مقرور((591))
كان بيض المواضي وهي تنهبه
نار تحكم في جسم من النور
للّه ملقى على الرمضاء عض به
فم الردى بين اقدام وتشمير
تحنو عليه الربى ظلا وتستره
عن النواظر اذيال الاعاصير((592))
تهابه الوحش ان تدنو لمصرعه
وقد اقام ثلاثا غير مقبور
ومورد غمرات الضرب غرته
جرت اليه المنايا بالمصادير
ومستطيل على الازمان يقدرها
جنى الزمان عليها بالمقادير
اغرى به ابن زياد لؤم عنصره
وسعيه ليزيد غير مشكور
وود ان يتلافى ما جنت يده
وكان ذلك كسرا غير مجبور
تسبى بنات رسول اللّه بينهم
والدين غض المبادي غير مستور
ان يظفر الموت منا بابن منجبة
فطالما عاد ريان الاظافير
يلقى القنا بجبين شان صفحته
وقع القنا بين تضميخ وتعفير
من بعد مارد اطراف الرماح به
قلب فسيح وراي غير محصور
والنقع يسحب من اذياله وله
على الغزالة جيب غير مزرور
في فيلق شرق بالبيض تحسبه
برقا تدلى على الاكام والقور((593))
بني امية ما الاسياف نائمة
عن شاهر في اقاصي الارض موتور
والبارقات تلوى في مغامدها
والسابقات تمط‏ى في المضامير
اني لارقب يوما لا خفاء له
عريان يقلق منه كل مغرور
وللصوارم ما شاءت مضاربها
من الرقاب شراب غير منزور
اكل يوم لال المصطفى قمر
يهوي بوقع العوالي والمباتير
وكل يوم لهم بيضاء صافية
يشوبها الدهر من رنق وتكدير
مغوار قوم يروع الموت من يده
امسى واصبح نهبا للمغاوير
وابيض الوجه مشهور تغطرفه
مضى بيوم من الايام مشهور
مالي تعجبت من همي ونفرته
والحزن جرح بقلبي غير مسبور
باي طرف ارى العلياء ان نضبت
عيني ولجلجت عنها بالمعاذير
القى الزمان بكلم غير مندمل
عمر الزمان وقلب غير مسرور
ياجد لا زال لي هم يحرضني
على الدموع ووجد غير مقهور
والدمع تحفزه عين مؤرقة
حفز الحنية عن نزع وتوتير
ان السلو لمحظور على كبدي
وما السلو على قلب بمحظور((594))
وقال يرثي سيدنا الامام الشهيد في يوم عاشوراء سنة (387):
راحل انت والليالي نزول
ومضر بك البقاء الطويل
لا شجاع يبقى فيعتنق ال
بيض ولا آمل ولا مامول
غاية الناس في‏الزمان فناء
وكذا غاية الغصون الذبول
انما المرء للمنية مخبو
ء وللطعن تستجم الخيول
من مقيل بين الضلوع الى طول
عناء وفي‏التراب مقيل((595))
فهو كالغيم الفته جنوب
يوم دجن ومزقته‏قبول((596))
عادة للزمان في كل يوم
يتناءى خل وتبكي طلول
فالليالي عون عليك مع البي
ن كما ساعد الذوابل طول
ربما وافق الفتى من زمان
فرح غيره به متبول((597))
هي دنيا ان واصلت ذا جفت ه
ذا ملالا كانها عطبول((598))
كل باك يبكى عليه وان طا
ل بقاء والثاكل المثكول
والاماني حسرة وعناء
للذي ظن انها تعليل
ما يبالي الحمام اين ترقى
بعد ما غالت ابن فاطم غول
اي يوم ادمى المدامع فيه
حادث رائع وخطب جليل
يوم عاشوراء الذي لا اعان ال
صحب فيه ولا اجار القبيل
يا ابن بنت الرسول ضيعت العه
د رجال والحافظون قليل
ما اطاعوا النبي فيك وقد مالت
بارماحهم اليك الذحول((599))
واحالوا على المقادير في حر
بك لو ان عذرهم مقبول
واستقالوا من بعد ما اجلبوا في
ها االان ايها المستقيل
ان امرا قنعت من دونه السي
ف لمن حازه لمرعى وبيل
يا حساما فلت مضاربه الها
م وقد فله الحسام الصقيل
يا جوادا ادمى الجواد من الطع
ن وولى ونحره مبلول
حجل الخيل من دماء الاعادي
يوم يبدو طعن وتخفى حجول
يوم طاحت ايدي‏السوابق في الن
قع وفاض‏الونى وغاض الصهيل
اتراني اعير وجهي صونا
وعلى وجهه تجول الخيول
اتراني الذ ماء ولما
يرو من مهجة الامام الغليل
قبلته الرماح وانتضلت في
ه المنايا وعانقته النصول
والسبايا على النجائب تستا
ق وقد نالت الجيوب الذيول
من قلوب يدمى بها ناظر الوج
د ومن ادمع مراها الهمول((600))
قد سلبن القناع عن كل وجه
فيه للصون من قناع بديل
وتنقبن بالانامل والدم
ع على كل ذي نقاب دليل
وتشاكين والشكاة بكاء
وتنادين والنداء عويل
لا يغب الحادي العنيف ولا يف
تر عن رنة العديل العديل
يا غريب الديار صبري غريب
وقتيل الاعداء نومي قتيل
بي نزاع يطغى اليك وشوق
وغرام وزفرة وعويل
ليت اني ضجيع قبرك او ا
ن ثراه بمدمعي مطلول
لا اغب الطفوف في كل يوم
من طراق الانواء غيث هطول
مطر ناعم وريح شمال
ونسيم غض وظل ظليل
يا بني احمد الى كم سناني
غائب عن طعانه ممطول
وجيادي مربوطة والمطايا
ومقامي يروع عنه الدخيل
كم الى كم تعلو الطغاة وكم يح
كم في كل فاضل مفضول
قد اذاع الغليل قلبي ولكن
غير بدع ان استطب العليل
ليت اني ابقى فامترق النا
س وفي الكف صارم مسلول
واجر القنا لثارات يوم الط
ف‏يستلحق الرعيل الرعيل
صبغ القلب حبكم صبغة الشي
ب وشيبي لولا الردى لا يحول
انا مولاكم وان كنت منكم
والدي حيدر وامي البتول
واذا الناس ادركوا غاية الفخ
ر شهم من قال جدي الرسول((601))
يفرح الناس بي لاني فضل
والانام الذي اراه فضول
فهم بين منشد ما اقفي
ه سرورا وسامع ما اقول
ليت شعري من لائمي في مقال
ترتضيه خواطر وعقول
اترك الشي‏ء عاذري فيه كل النا
س من اجل ان لحاني عذول
هو سؤلي ان اسعد اللّه جدي
ومعالي الامور للذمر((602))سول((603))
(37) ابو محمد الصوري
المولود حدود (339)
المتوفى (419)
ولاؤك خير ما تحت الضمير
وانفس ما تمكن في الصدور
وها انا بت احسس منه نارا
امت بحرها نار السعير
ابا حسن تبين غدر قوم
لعهد اللّه من عهد الغدير
وقد قام النبي بهم خطيبا
فدل المؤمنين على الامير
اشار اليه فيه بكل معنى
بنوه على مخالفة المشير
فكم من حاضر فيهم بقلب
يخالفه على ذاك الحضور
طوى يوم الغدير لهم حقودا
انال بنشرها يوم الغدير
فيالك منه يوما جر قوما
الى يوم عبوس قمطرير
لامر سولته لهم نفوس
وغرتهم به دار الغرور
ولست من الكثير فيطمئنوا