عن ابي سعد البقال الكوفي سعيد بن المرزبان الاعور، قال ابن
معين((513)): ليس بشي‏ء، لا يكتب حديثه،وقال عمرو بن
علي: ضعيف الحديث، متروك الحديث، وقال ابو زرعة: لين
الحديث فدلس، وقال‏البخاري: منكر الحديث، وقال ابو
حاتم((514)): لا يحتج بحديثه، وقال النسائي((515)):
ضعيف، وقال ايضا: ليس‏بثقة، ولا يكتب حديثه ، وقال
الدارقطني: متروك. وقال الساجي: صدوق فيه ضعف، وقال
العجلي:ضعيف، وقال ابن حبان((516)): كثير الوهم فاحش
الخطاء((517))، وقال ابن حجر في الاصابة (4/174): ابو
سعيدضعيف ولم يدرك ابا محجن. عن ابي محجن الثقفي وما
ادراك ما الثقفي، كان يدمن الخمر، منهمكا في الشراب،حده
عمر في «الخمر»((518)) سبع مرات ونفاه الى جزيرة في
البحر، وبعث معه رجلا فهرب منه، وهو صاحب‏الشعر الدائر
السائر:
اذا مت فادفني الى جنب كرمة
تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني بالفلاة فانني
اخاف اذا ما مت ان لا اذوقها
هذا ابو محجن فانظر ماذا ترى، وانت بين امرين: اما ان تاءخذ
بكتاب اللّه وفيه قوله تعالى: ( ان جاءكم‏فاسق بنبا فتبينوا
)((519)) واما ان تجنح الى ما جاء به القوم‏من خرافة: الصحابة
كلهم عدول ( ولا تستوي‏الحسنة ولا السيئة )((520))، ( لا
يستوي اءصحاب النار واءصحاب الجنة )((521))، ( لا يستوي
الخبيث‏والطيب)((522))، ( افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا
لا يستوون )((523)).
26 اخرج الحافظ العاصمي في زين الفتى، باسناده عن ابي
علي الهروي، عن الماءمون، عن احمد بن سعدالعبادي، عن
يزيد بن هارون، عن عبد الاعلى بن مسافر، عن الشعبي، عن
المصطلقي رجل من بني‏المصطلق قال: بعثني قومي بنو
المصطلق الى رسول اللّه(ص) يساءلون الى من يدفعون
صدقاتهم بعد وفاته.فلقيني علي بن ابي طالب، فساءلني فقلت:
ارسلني قومي بنو المصطلق الى رسول اللّه يساءلونه الى
من‏يدفعون صدقاتهم بعده، فقال علي: اذا ساءلته فاءخبرني ما
قال لك.
فاءتى رسول اللّه فاءخبره ان قومه ارسلوه يساءلونه الى من
يدفعون صدقاتهم بعدك؟ فقال رسول اللّه(ص):ادفعوها الى
ابي بكر، فرجع المصطلقي الى علي فاءخبره، فقال له علي:
ارجع اليه فسائله ان كان ابو بكريموت الى من يدفعونها؟ فاءتاه
فساءله فقال: ادفعوها الى عمر. فرجع الى علي فاءخبره، فقال له
علي: ارجع‏فقل له: ان كان عمر يموت الى من يدفعونها؟ فقال:
ادفعوها الى عثمان، فرجع الى علي فاءخبره، فقال له‏علي:
ارجع فسائله الى من يدفعونها بعد عثمان، فقال له الرجل: اني
لاستحي ان ارجع بعد هذا.
قال الاميني : هلم معي نقرا صحيفة مما جاء في رجال اسناد
هذه الرواية التي تبنى عليها وعلى امثالهاالخلافة الاسلامية
عند بعض رجالات القوم.
1 ابو علي الهروي هو احمد بن عبد اللّه الجويباري((524))،
قال ابن عدي((525)): كان يضع الحديث لابن‏كرام((526))
على ما يريده، فكان ابن كرام يخرجها في كتبه عنه. وقال ابن
حبان((527)): دجال من الدجاجلة،روى عن الائمة الوف
حديث ما حدثوا بشي‏ء منها. وقال النسائي((528)): كذاب.
وقال الذهبي: ممن يضرب‏المثل بكذبه، وقال البيهقي:اني
اعرفه حق المعرفة بوضع الاحاديث على رسول اللّه(ص)، فقد
وضع عليه‏اكثر من الف حديث، وسمعت الحاكم يقول: هو
كذاب خبيث، ووضع كثيرا في فضائل الاعمال لا تحل
رواية‏حديثه من وجه، وقال الخليلي: كذاب يروي عن الائمة
احاديث موضوعة، وكان يضع لابن كرام احاديث‏مصنوعة، وكان
ابن كرام يسمعها وكان مغفلا. وقال ابو سعيد النقاش: لا نعرف
احدا اكثر وضعا منه، الى‏كلمات اخرى لدة هذه.
ميزان الاعتدال (1/50)، لسان الميزان (1/193)، اللالئ
المصنوعة (1/21)((529))، الغدير (5/214).
2 الماءمون بن‏احمد السلمي‏الهروي، يروي عنه الجويباري،
قال ابن حبان((530)): دجال: وقال ابن حبان‏ايضا: ساءلته:
متى دخلت الشام؟ قال: سنة خمسين ومائتين،قلت: فان
هشاما الذي تروي عنه مات سنة‏خمس واربعين ومائتين،
فقال: هذا هشام بن عمار آخر. ومما وضع على الثقات فذكر
حديثا ثم قال: وانماذكرته ليعرف كذبه لان الاحداث كتبوا عنه
بخراسان. وقال ابو نعيم: خبيث وضاع ياءتي عن الثقات
مثل‏هشام ودحيم بالموضوعات، ومثله يستحق من اللّه تعالى
ومن الرسول ومن المسلمين اللعنة. وقال الحاكم‏في المدخل
بعد ذكر حديث عنه: ومثل هذه الاحاديث يشهد من رزقه اللّه
ادنى معرفة باءنها موضوعة على‏رسول اللّه(ص) او كما قال.
وقال الذهبي: اتى بطامات وفضائح.
ميزان الاعتدال (3/4)، لسان الميزان (5/7)((531)).
3 احمد بن سعد العبادي، لا اعرفه ولم اجد له ذكرا في الكتب
والمعاجم.
4 عبد الاعلى بن مسافر((532)) الصحيح: ابن ابي المساور
الزهري ابو مسعود الجرار الكوفي، نزيل المدائن.قال ابن
معين((533)): ليس بشي‏ء. زاد ابراهيم: كذاب، وعن ابن معين
ايضا ليس بثقة. وعن علي بن المديني:ضعيف ليس بشي‏ء.
وقال ابن عمار الموصلي: ضعيف ليس بحجة. وقال ابو زرعة:
ضعيف جدا، وقال ابوحاتم((534)): ضعيف الحديث يشبه
المتروك، وقال البخاري((535)): منكر الحديث، وقال ابو
داود: ليس بشي‏ء.وقال النسائي((536)): متروك الحديث.
وقال في موضع آخر: ليس بثقة ولا ماءمون. وقال ابن نمير:
متروك‏الحديث. وقال الدارقطني((537)): ضعيف. وقال
الحاكم‏ابواحمد: ليس بالقوي عندهم وقال الساجي :
منكرالحديث. وقال ابو نعيم الاصبهاني: ضعيف جدا ليس
بشي‏ء.
تهذيب التهذيب((538)) (6/48).
27 اخرج البخاري في تاريخه الكبير (4/ ق 2/442) عن
اسحاق بن ابراهيم، عن عمرو بن الحارث‏الزبيدي، عن ابن
سالم، عن الزبيدي، قال حميد بن عبد اللّه، عن عبد الرحمن
بن ابي عوف، عن ابن عبد ربه،عن عاصم بن حميد، قال: كان
ابوذر يقول: التمست النبي(ص) في بعض حوائط المدينة فاذا
هو قاعد تحت‏نخلة، فسلم على النبي(ص) فقال: ما جاء بك؟
فقال: جئت النبي(ص)، فاءمره ان يجلس، وقال: لياءتينا
رجل‏صالح، فسلم ابو بكر، ثم قال: لياءتينا رجل صالح، فجاء عمر
فسلم، وقال: لياءتينا رجل صالح فاءقبل عثمان‏بن عفان، ثم جاء
علي فسلم فرد عليه مثله، ومع النبي(ص) حصيات فسبحن
في يده، فناولهن ابا بكرفسبحن في يده، ثم عمر فسبحن في
يده، ثم عثمان فسبحن في يده.
رجال الاسناد :
1 اسحاق بن ابراهيم الحمصي المعروف بابن زبريق، قال
النسائي: ليس بثقة وقال محمد بن عون: مااشك‏ان اسحاق بن
زبريق يكذب((539)).
2 عمرو بن الحارث الحمصي، قال الذهبي((540)): لا تعرف
عدالته((541)).
3 عبد اللّه بن سالم الشامي الحمصي، كان يذمه ابو داود
لقوله: اعان علي‏على قتل ابي بكروعمر((542))فالرجل ناصبي
لا يصغى الى قيله، واحسب انه آفة الرواية، وهي كما ترى يطفح
النصب من‏جوانبها.
4 حميد بن عبد اللّه او حميد بن عبد الرحمن، مجهول لا
يعرف.
5 ابن عبد ربه، ان كان هو محمد المروزي فهو ضعيف كما
في لسان الميزان((543)) (5/244)، وان كان غيره‏فهو
مجهول، ونفس البخاري الذي ذكره لا يعرف منه الا انه ابن
عبد ربه، ولا يسميه ولا يذكر له غيرروايته هذه.
6 عاصم بن حميد الحمصي الشامي، قال البزار: لم يكن له
من الحديث مانعتبر به حديثه، وقال ابن‏القطان: لا نعرف انه
ثقة((544)).
7 ابو ذر الغفاري، انا لا ادري ان اباذر هذا هل هو الذي يقول
فيه رسول‏اللّه(ص): ((ما اظلت الخضراءولا اقلت الغبراء على
ذي لهجة اصدق من ابي ذر)) او الذي يقول فيه عثمان: انه
شيخ كذاب، ورآه اهلالان‏يهلك في المنفى؟ ولست ادري من
الحكم هاهنا، هل الذي يخضع لقول النبي(ص)؟ اوالذي يبرر
موقف‏عثمان ويبرئه عن كل شية؟ وعلى كل ففي من قبله من
رواة السوء كفاية في تفنيد الحديث.
ولعل الباحث بعد قراءة ما سردناه من حديث ابي ذر ومواقفه
ونقمته على عثمان، وما جرى بينهما لا يذعن‏قط لهذه
الافيكة، ولا يصدق ان يكون ابوذر الصادق المصدق هو صاحب
هذه الرواية المختلقة.
وهذا الاسناد الملفق من رجال حمص((545)) يذكرني قول
ياقوت الحموي في‏معجم البلدان((546)) (3/341) قال:ومن
عجيب ما تاءملته من امر حمص فساد هوائها وتربتها اللذين
يفسدان العقل حتى يضرب بحماقتهم‏المثل، ان اشد الناس
على علي(رضى‏ا...عنه) بصفين مع معاوية كان اهل حمص،
واكثرهم تحريضا عليه‏وجدا في حربه، فلما انقضت تلك
الحروب ومضى ذلك الزمان صاروا من غلاة الشيعة، حتى ان
في اهلهاكثيرا ممن راى مذهب النصيرية، واصلهم الامامية
الذين يسبون السلف، فقد التزموا الضلال اولا واخيرا،فليس لهم
زمان كانوا فيه على الصواب.
لفظ آخر باسناد آخر :
اخرج البيهقي((547)) عن ابي الحسن علي بن احمد بن
عبدان، عن احمد بن عبيد الصفار، عن محمد بن
يونس‏الكديمي، عن قريش بن انس، عن صالح بن ابي الاخضر،
عن الزهري، عن رجل يقال له: سويد بن يزيدالسلمي اءو:
الوليد بن سويد قال: سمعت اباذر يقول: لا اذكر عثمان الا بخير
بعد شي‏ء رايته، كنت‏رجلااتتبع خلوات رسول اللّه(ص) فرايته
يوما جالسا وحده، فاغتنمت خلوته، فجئت حتى جلست
اليه،فجاء ابوبكر فسلم عليه ثم جلس عن يمين رسول اللّه(ص)،
ثم‏جاء عمر فسلم وجلس عن يمين ابي بكر، ثم‏جاء عثمان فسلم
ثم جلس عن يمين عمر، وبين يدي رسول اللّه(ص) سبع
حصيات، او قال تسع‏حصيات، فاءخذهن في كفه فسبحن حتى
سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم
اخذهن‏فوضعهن‏في كف ابي بكر فسبحن حتى سمعت لهن
حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم
تناولهن‏فوضعهن في يد عمر فسبحن حتى سمعت لهن حنينا
كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن‏فوضعهن في
يد عثمان فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم
وضعهن فخرسن، فقال‏النبي(ص):هذه خلافة النبوة((548)).
قال الاميني : هذا الاسناد مضافا الى ما في‏رجاله
من‏المجهول‏والضعيف ومن تغير عقله((549)) واسنده اليه
من‏سمع عنه بعد اختلاطه، كما في تهذيب التهذيب((550))
(8/375).
فيه: محمد بن يونس الكديمي، وقد عرفناك ترجمته في الجزء
التاسع((551)) (ص‏311 الطبعة الاولى)، وانه كذاب‏وضاع من
بيت عرف بالكذب. كان يكذب على رسول‏اللّه(ص) وعلى
العلماء، ولعله وضع على الثقات اكثرمن الف حديث.
اقرا واعجب من خلافة تدعم بمثل هذه الخزاية، ثم اعجب من
حفاظ اخرجوها في تليفهم محتجين بهاساكتين عنها وهم
يعلمون ما فيها من العلل، وان ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما
يعلنون.
لفت نظر :
من عجيب ما نراه في هذه الرواية وامثالها من الموضوعات في
مناقب الثلاثة او الاربعة تنظيم هذاالصف‏المنض د كالبنيان
المرصوص الذي لا اختلاف فيه. فلا ياءتي قط اولا الا ابوبكر،
وثانيا الا عمر،وثالثا الا عثمان، ورابعا ان كان لهم رابع الا علي
(ع) سبحان اللّه فكاءنهم متبانون على هذا الترتيب، فلايتقدم
احد احدا، ولا يتاءخر احد عن احد، ففي حديث التسبيح: جاء ابو
بكر فسلم، ثم جاء عمر فسلم، ثم‏جاء عثمان فسلم، ثم جاء علي
فسلم.
وفي حديث البستان، عن انس: جاء ابوبكر، ثم جاء عمر، ثم جاء
عثمان((552)).
وفي حديث بئر اريس، عن ابي موسى: جاء ابو بكر، ثم‏جاء عمر،
ثم جاءعثمان((553)).
وفي حديث استئذانهم على النبي(ص) وهو مضطجع على
فراشه، عن عائشة: استاءذن ابوبكر، ثم جاء عمرفاستاءذن، ثم جاء
عثمان فاستاءذن. راجع (ص‏274) من الجزء التاسع.
وفي حديث الفخذ والركبة: استاءذن ابوبكر، ثم جاء عمر
فاستاءذن، ثم جاء عثمان فاستاءذن. كما مر في الجزءالتاسع
(ص‏274، 275).
وفي حديث جابر بالاسواف((554)): يطلع عليكم رجل من
اهل الجنة فطلع ابوبكر، ثم طلع عمر، ثم طلع‏عثمان.
مجمع الزوائد (9/57).
وفي حديث حائط من حوائط المدينة، عن بلال: جاء ابوبكر
يستاءذن، ثم جاء عمر، ثم جاء عثمان.
فتح الباري((555)) (7/30).
وفي حديث التبشير بالجنة، عن عبد اللّه بن عمر: جاء ابوبكر
فاستاءذن، ثم جاء عمر فاستاءذن، ثم جاءعثمان
فاستاءذن((556)).
وفي حديث خطبة الزهراء فاطمة سلام اللّه عليها: جاء ابوبكر،
ثم عمر، ثم علي.
ذخائر العقبى (ص‏27).
وفي حديث بناء مسجد المدينة عن عائشة: جاء ابوبكر بحجر
فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه، ثم جاءعثمان بحجر
فوضعه((557)).
فهل هذا حكم القدر ياءتي بهم متتابعين؟ او قضية التباني
طيلة حياة النبي الاقدس(ص) فلا يقبلون الا بهذاالترتيب؟ او
هو من حكم الطبيعة فلا يختلف ولايتخلف؟ او انه من ولائد
الاتفاق لكنه لم يتفاوت في اي‏من‏الموارد؟ او ان ه من
مشتهيات الوضاعين الذين يتحرون ترتيب الفضيلة هكذا؟
ولعل القول بالاخير هوالمتعين فحسب.
28 عن زيد بن ابي اوفى قال: دخلت على رسول اللّه(ص)
مسجده. وفي لفظ: خرج علينا رسول اللّه(ص)ونحن في مسجد
المدينة، فجعل يقول: اين فلان؟ اين فلان؟ فلم يزل يبعث
اليهم ويتفقدهم حتى اجتمعواعنده، فلما توافوا عنده حمد اللّه
واثنى عليه، ثم قال: اني محدثكم حديثا فاحفظوه وعوه وحدثوا
به من‏بعدكم، ان اللّه عز وجل اصطفى من خلقه خلقا ثم تلا: (
اللّه يصطفي من الملائكة رسلا ومن‏الناس)((558))خلقا
يدخلهم الجنة، واني اصطفي منكم من احب ان اصطفيه،
ومؤاخ بينكم كما آخى اللّه عزوجل بين ملائكته، فقم يا ابابكر،
فقام فجثا بين يديه فقال: ان لك عندي يدا اللّه يجزيك بها، فلو
كنت‏متخذا خليلالاتخذتك خليلا، فاءنت مني بمنزلة قميصي
من جسدي، وحرك قميصه بيده. ثم قال : ادن يا عمر،فدنا منه
فقال: لقد كنت شديد الشغب علينا يا ابا حفص، فدعوت اللّه ان
يعز الاسلام بك او باءبي جهل،ففعل اللّه ذلك بك، وكنت
احبهما الى اللّه، فاءنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الامة،
ثم آخى بينه وبين‏ابي بكر.
ثم دعا عثمان فقال: ادن يا ابا عمرو، فلم يزل يدنو منه حتى
الصق ركبتيه بركبتيه، فنظر رسول اللّه(ص) الى‏السماء فقال:
سبحان اللّه العظيم ثلاث مرات ثم نظر الى عثمان وكانت
ازراره محلولة فزرها رسول اللّه(ص)بيده، ثم قال: اجمع
عطفي ردائك على نحرك، ان لك شاءنا في اهل السماء، انت
ممن يرد علي حوضي وفي‏لفظ: يرد علي يوم القيامة
واوداجك تشخب دما، فاءقول لك: من فعل بك هذا؟ فتقول:
فلان وفلان، وذلك‏كلام جبرئيل اذا هتف من السماء، فقال: الا
ان عثمان امير على كل مخذول. ثم دعا عبد الرحمن بن
عوف‏فقال: ادن يا امين اللّه، انت امين اللّه، وتسمى في السماء:
الامين، يسلطك اللّه على مالك بالحق، اما ان لك‏عندي دعوة
وعدتكها وقد اخرتها. فقال: خر لي يا رسول اللّه، قال: حملتني يا
عبدالرحمن امانة، ثم قال:ان‏لك شاءنا يا عبدالرحمن، اما ان ه
اكثر اللّه مالك، وجعل يقول بيده: هكذا وهكذا، ثم آخى بينه
وبين‏عثمان.
ثم دعا طلحة والزبير فقال: ادنوا مني، فدنوا منه فقال لهما:
انتما حواري كحواري عيسى بن مريم، ثم آخى‏بينهما.
ثم دعا عمار بن ياسر وسعدا، فقال: يا عمار تقتلك الفئة الباغية،
ثم آخى بينهما، ثم دعا عويمر بن زيد اباالدرداء وسلمان
الفارسي وقال: يا سلمان، انت منااهل البيت وقد آتاك اللّه العلم
الاول والاخر، والكتاب‏الاول والكتاب الاخر، ثم قال: الا ارشدك
يا ابا الدرداء؟ قال: بلى باءبي انت وامي يا رسول اللّه، قال:
ان‏تفتقدهم تفقدوك، وان تركتهم لا يتركوك، وان تهرب منهم
يدركوك، فاءقرضهم عرضك ليوم فقرك، واعلم‏ان الجزاء
امامك. ثم آخى بينهما.
ثم نظر في وجوه اصحابه فقال: ابشروا وقروا عينا، انتم اول من
يرد علي الحوض، وانتم في اعلى الغرف، ثم‏نظر الى عبداللّه بن
عمر وقال: الحمد للّه يهدي من الضلالة من يحب، ويلبس
الضلالة على من احب، فقال‏علي: يا رسول اللّه، لقدذهبت
روحي وانقطع ظهري حين رايتك فعلت باءصحابك ما فعلت،
غيري، فان‏كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة، فقال
رسول اللّه(ص): والذي بعثني بالحق ما اخرتك الا لنفسي،
وانت مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لانبي بعدي، وانت
اخي ووارثي، قال: يا رسول اللّه، وماارث منك؟ قال: ما ورثت
الانبياء من قبلي. قال: ما ورثته الانبياء من قبلك؟ قال: كتاب
ربهم وسنة نبيهم،وانت معي في قصري في الجنة مع فاطمة
ابنتي (وانت اخي ورفيقي)((559))، ثم تلا
رسول‏اللّه(ص)(اخواناعلى سرر متقابلين )((560))،الاخلا ء
في‏اللّه ينظر بعضهم‏الى بعض.
قال الاميني : قال ابو عمر في الاستيعاب((561)) (1/191) في
ترجمة زيد بن ابي اوفى: روى حديث المؤاخاة‏بتمامه، الا ان في
اسناده ضعفا.
وقال ابن حجر في الاصابة (1/560): روى حديثه ابن ابي
حاتم((562))، والحسن ابن سفيان، والبخاري في‏التاريخ
الصغير((563)) من طريق ابن شرحبيل، عن رجل من قريش،
عن زيد بن ابي اوفى، قال: دخلت على‏رسول اللّه(ص) مسجد
المدينة فجعل يقول: اين فلان؟ اين فلان؟ فلم يزل يتفقدهم
ويبعث اليهم حتى‏اجتمعوا عنده. فذكر الحديث في اخاء
النبي(ص) ولحديثه طرق عن عبداللّه بن شرحبيل، وقال ابن
السكن:روي حديثه من ثلاث طرق ليس فيها ما يصح، وقال
البخاري: لا يعرف سماع بعضهم من بعض، ولا يتابع‏عليه، رواه
بعضهم عن ابن ابي خالد، عن عبداللّه بن ابي اوفى، ولا يصح.
وقفنا من طرق الرواية الثلاث المعزوة على طريقين.
احدهما طريق ابي‏اسحاق ابراهيم بن محمد بن سفيان
المجهول:
عن محمد بن يحيى بن اسماعيل السهمي التمار، قال
الدارقطني: ليس بالمرضي. عن نصر بن علي الثقة ان كان‏هو
الجهضمي كما هو الظاهر، عن عبد المؤمن بن عباد، ضعفه ابو
حاتم((564))، وقال البخاري((565)): لا يتابع‏على حديثه،
وذكره الساجي وابن الجارود في الضعفاء((566)).
عن يزيد بن سفيان، قال الذهبي: ضعفه ابن معين((567)).
وقال النسائي((568)): متروك. وقال شعبة: لو
يعط‏ى‏درهمالوضع حديثا . له نسخة منكرة تكلم فيه ابن حبان.
وقال ابن حبان((569)): نسخة مقلوبة لا يجوزالاحتجاج به اذا
انفرد لكثرة خطئه، ومخالفة الثقات في الروايات، وقال العقيلي
في الضعفاء((570)): لا يعرف‏بالنقل ولا يتابع على
حديثه((571)).
عن عبد اللّه بن شرحبيل، عن رجل من قريش اللّه يعلم من
الرجل، وهل ولد هو او لم يخلق بعد؟! عن‏زيد بن ابي اوفى.
رجال الطريق الثاني :
عبد الرحمن بن واقد الواقدي الخراساني الراوي، عن شعيب
الاعرابي، قال الخطيب في تاريخه (11/85): في‏حديثه مناكير،
لانها عن الضعفاء والمجاهيل.
عن شعيب بن يونس الاعرابي من اولئك الضعفاء او المجاهيل
الذين اوعز اليهم الخطيب في عبدالرحيم‏الواقدي.
عن موسى بن صهيب. قال ابن حجر في اللسان((572)): لا
يكاد يعرف.
عن يحيى بن زكريا((573))، قال ابن عدي: كان يضع الحديث
ويسرق، وذكر ابن الجوزي حديثا باطلا، وقال:هذا حديث
موضوع بلا شك، والمتهم به يحيى، قال يحيى بن معين: هو
دجال هذه الامة((574)).
عن عبداللّه بن شرحبيل عن رجل من قريش، هذا الانسان
الذي تنتهي اليه اسانيد الرواية ولعله هوآفتها، لم يعرف من هو،
ان كان قد خلق.
هذه طرق الرواية، وتلك نصوص البخاري، وابن السكن، وابي
عمر، وابن حجر على بطلانها، وانها ليس‏فيها ما يصح، على ان
المؤاخاة بين المهاجرين وقعت بمكة قبل الهجرة، والتي حدثت
بالمدينة بعد الهجرة‏بخمسة اشهر، هي المؤاخاة بين
المهاجرين والانصار، فاءبو بكر فيها اخو خارجة بن زيد
الانصاري، وعمراخو عتبان بن مالك، وعثمان اخو اوس بن
ثابت، والزبير اخو سلمة بن سلامة، وطلحة اخو كعب بن
مالك،وعبدالرحمن بن عوف اخو سعد بن الربيع((575)).
فقول مختلق الرواية: دخلت على رسول اللّه مسجده. او قوله:
خرج علينا رسول اللّه ونحن في مسجدالمدينة. اقوى شاهد
على اختلاقها.
وان تعجب فعجب اخراج غير واحد من الحفاظ هذه الرواية،
بين من ارسلها ارسال المسلم محذوف‏الاسناد كالمحب
الطبري في الرياض النضرة((576)) (1/13)، وبين من اسندها
بهذه الطرق الوعرة من دون‏اي‏غمز فيها، كابن عساكر في
تاريخه((577))، والعاصمي في زين الفتى، واعجب من ذلك
تدعيم الحجة على‏الخصم بها، والركون اليها في تشييد
الاحداث والمبادئ الساقطة. قال العاصمي: في هذا الحديث
من العلم:ان رسول اللّه(ص) اثنى على ابي بكر، وعمر، وعثمان،
وطلحة، والزبير، وآخى بينهم، واشار الى ما يصيب‏عثمان من
القوم، ولم يجعله في ذلك مليما ولا سماه ذميما، فلا ينبغي
لمسلم ان يبسط لسانه فيهم بما كان من‏بعضهم الى بعض لانه
(ع) لم يؤاخ بينهم في الدنيا الا وهم يكونون اخوة في الاخرة،
وفيه من العلم ايضا: ان‏النبي(ص) سمى المرتضى اخا و وارثا،
ثم بين ارثه وجعله كتاب اللّه وسنة الرسول، ولم يجعل فدك
وخيبرارثا منه، تبين من ذلك بطلان قول الرافضة واللّه
المستعان. انتهى.
ومن العجب جدا حسبان العاصمي انفتاح بابين من العلم له من
هذه الرواية الباطلة، واي علم هذا مصدره‏شكوك واوهام
واكاذيب؟ انا لست ادري كيف راق العاصمي الاحتجاج بمثلها
من رواية تافهة فضلا عن‏ان يستخرج منها كنز علمه الدفين،
ويرجع اليها في الحكم كاءنه يستند الى ركن وثيق، ويغفل او
يتغافل عن‏انه‏مرتكن الى شفا جرف هار، على انا فندنا في اجزاء
كتابنا هذا اكثر ما فيها من الفضائل.
ثم ان هذه المقولات التي تضمنتها الرواية على فرض صدورها
كانت بمشهد ومسمع من الصحابة، او سمعهاعلى الاقل
كثيرون منهم، ومن اولئك السامعين الذين وعوها طلحة
والزبير وعمار، فلماذا لم يرجع اليها احدمنهم يوم تشديد
الوطاءة على عثمان، وفي الحصارين، وحول واقعة الدار؟ فهل
اتخذوها ظهريا يومئذمستخفين بها؟ حاشاهم وهم الصحابة
العدول كما يزعمون، او انهم نسوها كما نسيت مثلها امهم
عائشة من‏حديث الحواب((578))، فلم يذكروها حتى وضعت
الفتنة اوزارها، وهذا كما ترى، ولعله لا يفوه به ذو مسكة.
واما العلم الثاني الذي استخرج كنزه العاصمي من حصر ارث
امير المؤمنين علي من رسول اللّه بالكتاب‏والسنة، وفند حديث
فدك وخيبر، وشنع على الشيعة بذلك فاءتفه مما قبله، فان
الشيعة لا تدعي لاميرالمؤمنين (ع) الارث المالي ولا ادعاه هو
صلوات اللّه عليه لنفسه يوم كان يطالبهم بفدك، وانما كان
يبغيهالانها حق لابنة عمه الصديقة الطاهرة، سواء كانت نحلة
لها من ابيها كما هو الصحيح او ارثا على اصول‏المواريث التي
جاء بها الكتاب والسنة، على تفصيل عسى ان نتفرغ له في غير
هذا الموضع من الكتاب،فمؤاخذة الشيعة بتلك المزعمة
المختلقة تقول عليهم، وما اكثر ما افتعلت عليهم الاكاذيب،
فان ما تدعيه‏الشيعة من ارث الامام (ع) عن مخلفه
ومشرفه(ص) لا يشذ عما اجمعت عليه اهل السنة، وهو من
براهين‏الخلافة له (ع) قال الحاكم((579)): لا خلاف بين اهل
العلم ان ابن العم لا يرث من العم، فقد ظهر بهذا الاجماع‏ان
عليا ورث العلم من النبي دونهم((580))، فهذه الوراثة الخاصة
لعلي (ع) من بين‏الامة عبارة اخرى عن‏الخلافة عنه(ص) التي
من اجلها كان ترث الاوصياء الانبياء.
29 في الصحيحين((581)) من حديث محمد بن مسكين
البصري، عن يحيى بن حسان البصري، عن سليمان بن‏بلال،
عن شريك بن ابي نمر، عن سعيد بن المسيب،عن ابي موسى
الاشعري قال:
توضاءت في بيتي ثم خرجت فقلت: لاكونن اليوم مع رسول
اللّه(ص)، فجئت المسجد فساءلت عنه، فقالوا:خرج وتوجه
هاهنا، فخرجت في اثره حتى جئت بئر اريس، فمكث
بابها((582)) حتى علمت ان النبي(ص) قدقضى حاجته
وجلس، فجئته فسلمت عليه فاذا هو قد جلس على
قف((583)) بئر اريس((584)) فتوسطه، ثم دلى‏رجليه في
البئر، وكشف عن ساقيه، فرجعت الى الباب وقلت: لاكونن
بواب رسول اللّه(ص).
فلم انشب ان دق الباب، فقلت: من هذا؟ قال: ابو بكر: قلت.
على رسلك، وذهبت الى النبي(ص) فقلت: يارسول اللّه هذا ابو
بكر يستاءذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فخرجت
مسرعا حتى قلت لابي بكر:ادخل ورسول اللّه(ص) يبشرك
بالجنة، قال: فدخل حتى جلس الى جنب النبي(ص) في القف
على يمينه،ودلى رجليه وكشف عن ساقيه كما صنع
النبي(ص) قال: ثم رجعت وقد كنت تركت اخي يتوضاء، وقد
كان‏قال لي: انا على اثرك، فقلت: ان يرد اللّه بفلان خيرا ياءت
به.
قال: فسمعت تحريك الباب، فقلت : من هذا؟ قال: عمر. قلت:
على رسلك، قال: وجئت النبي(ص) فسلمت‏عليه واخبرته،
فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال:فجئت واذنت له وقلت له:
رسول اللّه(ص) يبشرك بالجنة،قال: فدخل حتى جلس مع
رسول اللّه على يساره، وكشف عن ساقيه ودلى رجليه في البئر
كما صنع‏النبي(ص) وابوبكر.
قال: ثم رجعت فقلت: ان يرد اللّه بفلان خيرا ياءت به، يريد اخاه،
فاذا تحريك الباب، فقلت: من هذا؟ قال:عثمان بن عفان، قلت:
على رسلك، وذهبت الى رسول‏اللّه فقلت: هذا عثمان يستاءذن،
فقال: ائذن له وبشره‏بالجنة على بلوى تصيبه، قال: فجئت
فقلت : رسول اللّه(ص) ياءذن لك ويبشرك بالجنة على بلوى او
بلاءيصيبك، فدخل وهو يقول: اللّه المستعان، فلم يجد في القف
مجلسا، فجلس وجاههم من شق البئر، وكشف‏عن ساقيه ودلا
هما في البئر كما صنع ابوبكر وعمرغ. قال سعيد بن المسيب:
فاءولتها قبورهم اجتمعت‏وانفرد عثمان.
قال الاميني : نحن لا نناقش في اسناد هذه الرواية للاضطراب
الواقع فيه، فانها تروى عن ابي موسى‏الاشعري كما سمعت،
وعن زيد بن ارقم وهو صاحب القصة فيما اخرجه البيهقي في
الدلائل((585))، وعن بلال‏وهو البواب في القضية فيما اخرجه
ابوداود، وعن نافع بن عبد الحرث وهو البواب، كما في اسناد
احمد في‏المسند((586)) (3/408).
ولا نضعفه لمكان البصريين الذين لهم قدم وقدم في اختلاق
الحديث ووضع الطامات على الرسول‏الامين(ص)، ولا نؤاخذ
من رجاله سليمان بن بلال بقول ابن ابي شيبة: انه ليس ممن
يعتمد على حديثه((587))،ولا نزيفها لمكان ابن ابي نمر،
لقول النسائي((588)) وابن الجارود: انه ليس بالقوي، وقول
ابن حبان((589)): ربمااخطاء ، وقول ابن‏الجارود ايضا: كان
يحيى بن سعيد لا يحدث عنه. وقول الساجي: كان يرى
القدر((590))، ولانغمز فيها بمكان سعيد بن المسيب الذي مر
الايعاز الى ترجمته في الجزء الثامن (ص‏9)، ولا نتكلم في
منتهى‏السلسلة ابي موسى الاشعري الصحابي، اذ الصحابة
كلهم عدول عند القوم، وان لا يسعنا الاخبات الى‏مثل هذا
الراي البهرج المحدث، والصفح عن قول الامام الطاهر امير
المؤمنين (ع) الوارد في ابي موسى‏الاشعري وصاحبه عمرو بن
العاص: ((الا ان هذين الرجلين اللذين اخترتموهما حكمين قد
نبذا حكم‏القرآن وراء ظهورهما، واحييا ما امات القرآن، واماتا ما
احيا القرآن، واتبع كل واحد منهما هواه بغير هدى‏من اللّه،
فحكما بغير حجة بينة، ولا سنة ماضية، واختلفا في حكمهما،
وكلاهما لم يرشد، فبرئ اللّه منهماورسوله وصالح
المؤمنين))((591))، فاءي جرح اعظم من هذا؟ واي عدل
يتصور في الرجل عندئذ؟
ولا نقول ايضا باءن عناية القوم بتخصيص الخلفاء الثلاثة من بين
الصحابة بالبشارة بالجنة، واكثارهم وضع‏الرواية واختلاق
القصص فيها تنبئنا عن اسرار مستسرة ونحن لا نميط الستار
عنها، و ( لا تساءلوا عن‏اشياء ان تبدلكم تسؤكم )((592)).
وانما نقول: ان هذه البشارة الصادرة من الصادع الكريم ان
سلمت، وكان المبشر مصدقا عند سامعيها، فلماذاكان عمر
يساءل حذيفة اليماني صاحب السرالمكنون في تمييز
المنافقين عن نفسه، وينشده اللّه امن القوم‏هو؟ وهل ذكر في
المنافقين؟ وهل عده رسول اللّه منهم((593)). والسائل جد
عليم باءن المنافقين في‏الدرك‏الاسفل من النار، فهل يمكننا
الجمع بين هذا السؤال المتسالم عليه وبين تلك البشارة؟ لاها
اللّه.
وهل يتاءتى الجمع بين تلك البشارة وبين ما صح عن عثمان
من حديث((594)) اعتذاره عن خروجه الى مكة‏ايام حوصر
بقوله: اني سمعت رسول اللّه(ص) يقول: ((يلحد بمكة رجل من
قريش، عليه نصف عذاب هذه‏الامة من الانس والجن)) فلن
اكون ذلك الرجل؟ فهل هذا مقال من وثق بايمانه باللّه وبرسوله
واطماءن به‏وعمل صالحا ثم اهتدى، فضلا عمن بشر بالجنة
بلسان النبي الصادق الامين؟
30 اخرج البيهقي في الدلائل((595))، من حديث عبدالاعلى
بن ابي المساور، عن ابراهيم بن محمد بن‏حاطب، عن عبد
الرحمن بن بجيد((596))، عن زيد بن ارقم، قال: بعثني رسول
اللّه(ص) فقال: انطلق حتى تاءتي‏ابا بكر فتجده في داره جالسا
محتبيا، فقل: ان رسول اللّه(ص) يقرا عليك السلام ويقول: ابشر
بالجنة، ثم‏انطلق حتى تاءتي الثنية فتلقى عمر راكبا على حمار
تلوح صلعته، فقل: ان رسول اللّه يقرا عليك السلام‏ويقول: ابشر
بالجنة، ثم انصرف حتى تاءتي عثمان فتجده في السوق يبيع
ويبتاع، فقل: ان رسول اللّه(ص)يقرا عليك السلام ويقول: ابشر
بالجنة بعد بلاء شديد، فذكر الحديث في ذهابه اليهم فوجد كلا
منهم كماذكر رسول اللّه(ص)، وكلا منهم يقول: اين رسول
اللّه؟ فيقول: في مكان كذا وكذا، فيذهب اليه. وان عثمان
لمارجع قال: يا رسول اللّه واي بلاء يصيبني؟ والذي بعثك
بالحق ما تغيبت وفي لفظ: ما تغنيت ولا تمنيت ولامسست
ذكري بيميني منذ بايعتك، فاءي بلاء يصيبني؟ فقال: هو ذاك.
قال الاميني : ان الباحث في غنى عن عرفان رجال اسناد
الرواية بعد وقوفه‏على ما اسلفناه في هذا الجزء(ص‏98)
في‏ترجمة عبد الاعلى بن ابي المساور، من انه كذاب، خبيث،
دجال، وضاع، روى عن الائمة آلاف‏احاديث ما حدثوا بشي‏ء
منها، ولا يعرف احد اكثر وضعا منه، وهو ممن يضرب المثل
بكذبه.
فمثل هذا الاسناد يوصف في مصطلح الفن بالوضع لا بالضعف،
كما وصفه البيهقي بذلك. راجع فتح‏الباري((597)) (7/29).
31 اخرج ابن عساكر في تاريخه((598)) (4/312) من طريق
ابي عمرو الزاهد((599))، عن علي بن محمد الصائغ،عن ابيه
انه قال: رايت الحسين وقد وفد على معاوية زائرا، فاءتاه في يوم
جمعة وهو قائم على المنبر خطيبا،فقال له رجل من القوم: يا
امير المؤمنين ائذن للحسين يصعد المنبر، فقال له معاوية:
ويلك دعني افتخر،فحمد اللّه واثنى عليه، ثم قال: ساءلتك باللّه
يا ابا عبداللّه اليس انا ابن بطحاء مكة، فقال: اي والذي
بعث‏جدي بالحق بشيرا، ثم قال: ساءلتك باللّه يا ابا عبداللّه اليس
انا خال المؤمنين؟ فقال اي والذي بعث جدي‏نبيا، ثم قال:
ساءلتك باللّه يا ابا عبداللّه اليس انا كاتب الوحي؟ فقال: اي
والذي بعث جدي نذيرا، ثم نزل‏معاوية وصعد الحسين بن علي
فحمد اللّه بمحامد لم يحمده الاولون والاخرون بمثلها، ثم قال:
حدثني ابي،عن جدي، عن جبرئيل، عن اللّه تعالى، ان تحت
قائمة كرسي العرش ورقة آس خضراء مكتوب عليها: لااله الا اللّه
محمد رسول اللّه، يا شيعة آل محمد لا ياءتي احدكم يوم القيامة
يقول: لا اله الا اللّه الا ادخله اللّهالجنة، فقال له معاوية: ساءلتك
باللّه يا ابا عبداللّه من شيعة آل محمد؟ فقال: الذين لا يشتمون
الشيخين ابابكر وعمر،ولايشتمون عثمان، ولا يشتمون ابي، ولا
يشتمونك يا معاوية.
قال الاميني : قال ابن عساكر: هذا حديث منكر، ولا ارى اسناده
متصلا الى الحسين. ونحن نقول: انه كذب‏صراح واسناده
متفكك العرى واهي الحلقات. اما ابو عمرو الزاهد فهو الكذاب
صاحب الطامات والبلايا،الذي الف جزءا في مناقب معاوية من
الموضوعات، كما اسلفناه في الجزء الخامس (ص‏261) توفي
سنة(345).
واما شيخه علي بن الصائغ فهو ضعيف جدا وصفه بهذا
الخطيب في تاريخه (3/222)، وضعفه الدارقطني، كمافي
لسان الميزان((600)) (2/489).
واما والده فهو مجهول لا يذكر بشي‏ء، وهو في طبقة من يروي
عن مالك المتوفى سنة (179).
فاءين وانى راى سيدنا الحسين (ع) المستشهد سنة (61)؟
وكيف ادرك معاوية‏الذي هلك سنة (60)؟ وهل‏كانت الرؤية
والادراك طيف خيال او يقظة ؟
ثم لو صدقنا الاحلام فان مقتضى هذه الاسطورة ان لا يكون
معاوية من شيعة آل محمد(ص) الذين‏يدخلهم اللّه الجنة، لانه
كان يقنت بلعن علي امير المؤمنين (ع) وولديه الامامين
سيدي شباب اهل الجنة،الى جماعة من الصلحاء الابرار،
وحسبه ذلك مخزاة، وهذا الامر فيه وفي الطغام من بني ابيه
المقتصين اثره‏واتباعه المتبعين له على ذلك شرع سواسية.
ومن مقتضياتها ايضا خروج مولانا امير المؤمنين (ع) عن
اولئك الزمرة المرحومة، لانه كان يقنت باللعن‏على معاوية
وحثالة من زبانيته ( كبرت كلمة تخرج من افواههم ).
ولازم هذا التلفيق اخراج من نال من عثمان، فضلا عمن اجهز
عليه وقتله،عن شيعة آل محمد وهم اعيان‏الصحابة ووجوه
المهاجرين والانصار العدول كلهم عند القوم فضلا عن التشيع
فحسب، وهل يجسر على‏هذا التحامل احد؟ فقصارى القول ان
اصدق كلمة حول هذه المهزاة انه حديث زور لا مقيل له من
الصحة‏ولا يسوغ الاعتماد عليه.
32 روى الخطيب((601))، عن احمد بن محمد بن ابي بكر
الاشناني، عن محمد بن يعقوب الاصم، عن‏السري‏بن يحيى،
عن شعيب((602)) بن ابراهيم، عن سيف بن عمر، عن
وائل((603)) بن داود، عن يزيد((604)) البهي،عن الزبير
مرفوعا: اللهم انك باركت لامتي في صحابتي فلا تسلبهم
البركة، وبارك لاصحابي في ابي بكر فلاتسلبه البركة،
واجمعهم عليه، ولا تنشر امره، اللهم واعز عمر بن الخطاب،
وصبر عثمان بن عفان، ووفق‏عليا، واغفر لطلحة، وثبت الزبير،
وسلم سعدا، ووقر عبد الرحمن، والحق بي السابقين الاولين
من‏المهاجرين والانصار والتابعين باحسان.
قال الاميني : عقبه الخطيب بقوله: موضوع فيه ضعفاء اشدهم
سيف((605))، واوقفناك على ترجمة السري،وشعيب، وسيف،
من رجال الاسناد في الجزء الثامن (ص‏84، 140، 141، 333)
ويكفي كل واحد منهم في‏اعتلال السند فضلا عن ان يجتمعوا.
33 اخرج الخطيب قال: اخبرنا المبارك بن عبد الجبار، انباءنا
ابو طالب العشاري، حدثنا ابو الحسن‏محمد بن عبد العزيز
البردعي، حدثنا ابو الحبيش طاهر ابن الحسين الفقيه، حدثنا
صدقة بن هبيرة بن‏علي‏الموصلي، حدثنا عمر بن الليث، حدثنا
محمد بن جعفر، حدثنا علي بن محمد الطنافسي، حدثنا
موسى‏بن خلف، حدثنا حماد بن ابي سليمان، عن ابراهيم بن
ابي سعيد الخدري، قال: بينما نحن جلوس عند رسول‏اللّه(ص)
اذ هبط جبرئيل، فقال: السلام عليك يا محمد ان اللّه قد
اتحفك بهذه السفرجلة، فسبحت السفرجلة‏في كفه باءصناف
اللغات فقلنا: تسبح هذه السفرجلة في كفك؟! فقال: والذي
بعثني بالحق، لقد خلق اللّهتعالى في جنة عدن الف الف قصر،
في كل قصر الف الف مقصورة، في كل مقصورة الف الف سرير،
على كل‏سرير حوراء، تجري من تحت كل سرير اربعة انهار، على
كل نهر الف الف شجرة، في كل‏شجرة الف الف‏غصن، في كل
غصن الف الف سفرجلة، تحت كل سفرجلة الف الف ورقة، تحت
كل‏ورقة الف الف ملك،لكل ملك الف الف جناح، تحت كل
جناح الف الف راس، في كل راس الف الف وجه، كل وجه الف
الف‏فم، في كل فم الف الف لسان، تسبح اللّه باءلف الف لغة، لا
يشبه بعضها بعضا، وثواب ذلك التسبيح لمحبي ابي‏بكر، وعمر،
وعثمان، وعلي.
قال السيوط‏ي في اللالئ((606)) (1/338): موضوع، صدقة
يحدث عن المجاهيل، ومحمد بن جعفر ترك احمدالتحديث
عنه، وموسى متروك.
ونحن نقول: لعل رواية هذه السفسطة وامثالها هي التي جعلت
المؤتمن الساجي سيئ الراي في شيخ الخطيب‏المبارك بن
عبد الجبار، فرماه بالكذب وصرح بذلك، كما في لسان
الميزان((607)) (5/10) وهي التي تعرفك بقية‏رجال الاسناد،
والعاقل قط لا يثق بمن تكون هذه روايته، واليك البيان:
1 ابو طالب العشاري محمد بن علي بن الفتح، ذكر الذهبي له
في الميزان‏احاديث حكم بوضعها، فقال: قبح‏اللّه من وضعه،
والعتب انما هو على محدثي بغداد كيف تركوا العشاري يروي
هذه الاباطيل، وقال بعد ذكرتوثيق الخطيب اياه : ليس بحجة.
راجع ميزان الاعتدال((608)) (2/107).
2 ابو الحسن البردعي، قال الخطيب في تاريخه (2/353):
كتبت عنه وكان‏فيه نظر، مع انه لم يخرج عنه من‏الحديث
كبير شي‏ء.
3 ابو الحبيش الفقيه، مجهول لا يعرف.
4 صدقة، مجهول لا يذكر بخير، ولا يعرف بجميل.
5 عمر بن الليث، مجهول منكر.
6 محمد بن جعفر هو المدائني، قال احمد: سمعت منه ولكن
لم ارو عنه قط ولا احدث عنه بشي‏ء ابدا، وذكره‏العقيلي في
الضعفاء((609))، وحكى قول احمد، وقال ابن قانع: ضعيف،
وقال ابن عبدالبر: ليس هو بالقوي‏عندهم، وقال ابو
حاتم((610)): يكتب حديثه ولا يحتج به((611)).
7 موسى بن خلف العمي البصري. قال الاجري: ليس بذاك
القوي، وعن ابن معين: ضعيف. وقال ابن‏حبان((612)): اكثر
من المناكير. وقال الدارقطني: ليس بالقوي يعتبر به((613)).
8 ابراهيم بن ابي سعيد الخدري، لم يذكر لابي سعيد ابن بهذا
الاسم،واحسب ان الصحيح ابراهيم‏النخعي، عن ابي سعيد
الخدري واللّه العالم.
34 اخرج النحاس في كتاب معاني القرآن، قال: حدثنا ابو
عبداللّه احمد بن علي بن سهل، قال: حدثنامحمد بن حميد،
قال: حدثنا يحيى بن الضريس، عن زهير بن معاوية، عن ابي
اسحاق، عن البراء بن عازب‏قال:
ان اعرابيا قام الى رسول اللّه(ص) في حجة الوداع، والنبي(ص)
واقف بعرفات على ناقته العضباء، فقال: اني‏رجل مسلم،
فاءخبرني عن هذه الاية: ( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات انا
لانضيع اجر من احسن‏ع ملا #اولئك لهم جنات عدن تجري من
تحتهم الانهار يحلون فيها من اساور من ذهب ويلبسون ثيابا
خضرا من‏سندس واستبرق ) الاية.((614)) فقال رسول
اللّه(ص): ما انت منهم ببعيد، ولا هم ببعيد منك، هم
هؤلاءالاربعة: ابو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، فاءعلم قومك ان
هذه الاية نزلت فيهم. ذكره القرطبي في‏تفسيره((615))
(10/398): وقد روينا جميع ذلك بالاجازة،والحمد للّه.
قال الاميني : الا تعجب من رجل التفسير العظيم، يروي
بالاجازة مثل هذا الكذب الصراح بالاسنادالواهي، ويحمد ربه
على تحريفه الكلم عن مواضعه وتقوله على ربه وعلى
رسوله(ص)؟! اعوذ باللّه من‏الرواية بلا دراية.
في الاسناد : احمد بن علي بن سهل المروزي، ترجمه الخطيب
البغدادي في تاريخه (4/303). ولم يذكر كلمة‏في‏الثناء عليه
كاءنه لا يعرف منه الا اسمه، وذكره الذهبي في
الميزان((616))، وذكر له حديثا، فقال: اورده ابن‏حزم وقال:
احمد مجهول((617)).
وفيه محمد بن حميد ابو عبداللّه الرازي التميمي، قال يعقوب
بن شيبة: كثير المناكير، وقال البخاري((618)): في‏حديثه
نظر، وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الجوزجاني: ردي‏ء
المذهب غير ثقة. وقال فضلك الرازي:عندي عن ابن حميد
خمسون الفا لا احدث عنه بحرف.
وقال صالح الاسدي: كان كلما بلغه عن سفيان يحيله على
مهران، وما بلغه عن منصور يحيله على عمرو بن‏ابي قيس، ثم
قال: كل شي‏ء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه. وقال في
موضع اخر: كانت احاديثه تزيد،وما رايت احدا اجرا على اللّه منه،
كان ياءخذ احاديث الناس فيقلب بعضه((619)) على بعض.
وقال ايضا: مارايت احدا احذق بالكذب من رجلين: سليمان
الشاذكوني، ومحمد بن حميد كان يحفظ حديثه كله.
وقال محمد بن عيسى الدامغاني: لما مات هارون بن المغيرة
ساءلت محمد بن حميد ان يخرج الي جميع ما سمع،فاءخرج
الي جزازات فاءحصيت جميع ما فيه: ثلاثمائة ونيفا وستين
حديثا. قال جعفر: واخرج ابن حميد،عن هارون بعد، بضعة عشر
الف حديث. وقال ابو القاسم ابن اخي ابي زرعة: ساءلت ابا زرعة
عن محمدبن حميد فاءومى باصبعه الى فمه، فقلت له: كان
يكذب؟ فقال براسه: نعم. فقلت له: كان قد شاخ لعله، كان‏يعمل
عليه ويدلس عليه: فقال: لا يا بني كان يتعمد.
وقال ابو نعيم بن عدي: سمعت ابا حاتم الرازي في منزله
وعنده ابن خراش وجماعة من مشايخ اهل‏الري‏وحف اظهم،
فذكروا ابن حميد فاءجمعوا على انه ضعيف في الحديث جدا،
وانه يحدث بما لم يسمعه، وانه‏ياءخذ احاديث اهل البصرة
والكوفة‏فيحدث بها عن الرازيين. وقال ابو العباس بن سعيد:
سمعت داود بن‏يحيى يقول: سمعت ابن خراش يقول: حدثنا
ابن حميد وكان واللّه يكذب.
وقال سعيد بن عمرو البرذعي: قلت لابي حاتم: اصح ما صح
عندك في محمد ابن حميد الرازي اي شي‏ءهو؟ فقال لي: كان
بلغني عن شيخ من الخلقانيين ان عنده كتابا عن‏ابي‏زهير،
فاءتيته فنظرت‏فيه، فاذاالكتاب‏ليس من حديث‏ابي‏زهير وهي
من حديث علي‏بن‏مجاهد، فاءبى‏ان يرجع عنه، فقمت
وقلت‏لصاحبي:هذا كذاب لا يحسن ان يكذب. قال: ثم اتيت
محمد بن حميد بعد ذاك، فاءخرج الي ذلك الجزء بعينه،
فقلت‏لمحمد بن حميد: ممن سمعت هذا؟ قال: من علي بن
مجاهد، فقراه وقال فيه: حدثنا علي بن مجاهد،
فتحيرت‏فاءتيت الشاب الذي كان معي فاءخذت بيده فصرنا الى
ذلك الشيخ، فساءلناه عن الكتاب الذي اخرجه الينا،فقال: قد
استعاره مني محمد ابن حميد. وقال ابو حاتم: فبهذا استدللت
على انه كان يومي‏ء الى انه امرمكشوف.
وقال «البيهقي: كان امام الائمة يعني‏» ابن خزيمة لا يروى عنه،
وقال النسائي: ليس بشي‏ء، قال الكناني:فقلت له: البتة؟ قال:
نعم. قلت: ما اخرجت له شيئا؟ قال: لا. وقال في موضع آخر:
كذاب وكذا قال ابن‏وارة، وقال ابن حبان((620)): ينفرد عن
الثقات بالمقلوبات((621)).
فمجمل القول في الرجل انه كذاب مكثر، والذي اثنى عليه فقد
خفي عليه امره او كان ذلك قبل ظهور ماظهر منه من سوء
حاله، قال ابو العباس بن سعيد: سمعت داود بن يحيى يقول:
حدثنا عنه ابو حاتم قديما ثم‏تركه بخره. وقال ابو حاتم((622))
الرازي: ساءلني يحيى بن معين عن ابن حميد من قبل ان
يظهر منه ما ظهر،فقال: اي شي‏ء ينقمون منه؟ فقلت: يكون
في كتابه شي‏ء فيقول: ليس هذا هكذا فياءخذ القلم‏فيغيره،
فقال:بئس هذه الخصلة. الخ. وقال ابو علي النيسابوري: قلت
لابن خزيمة: لو حدث الاستاذ عن محمد بن حميدفان احمد
قد احسن الثناء عليه، فقال: انه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه
ما اثنى عليه اصلا.
35 اخرج ابن عساكر((623))، من طريق علي بن محمد بن
شجاع الربعي، عن عبدالوهاب الميداني الدمشقي،عن محمد
بن عبداللّه بن ياسر، عن محمد بن بكار، عن محمد بن الوليد،
عن داود بن سليمان الشيباني، عن‏حازم بن جبلة بن ابي
نصرة، عن‏ابيه، عن جده، عن ابي سعيد الخدري (رضى‏ا...عنه)
قال: قال رسول‏اللّه(ص) لابي بكر وعمر: واللّه اني لاحبكما
بحب اللّه اياكما، وان الملائكة لتحبكما بحب اللّه لكما، احب
اللّهمن احبكما، وصل اللّه من وصلكما، قطع اللّه من قطعكما،
وابغض اللّه من ابغضكما في دنياكماوآخرتكما((624)).
رجال الاسناد :
1 عبد الوهاب الميداني. قال الذهبي نقلا عن الكتاني: كان
فيه تساهل، واتهم في لقي ابي علي بن هارون‏الانصاري، ميزان
الاعتدال((625)) (2/160).
2 محمد بن عبداللّه. في الميزان((626)) (3/85): نكرة
وحديثه يعني هذا الحديث منكر بمرة.
3 محمد بن بكار. نكرة لا يعرف، قال ابن حزم: انه مجهول،
وقال الذهبي : صحيح انه مجهول. راجع
ميزان‏الاعتدال((627)) (3/31).
4 محمد بن الوليد. احسبه ابن ابان القلانسي، كذاب كان
يضع الحديث، ومن اباطيله ما مر في هذا الجزءفي فضيلة ابي
بكر.
5 داود بن سليمان. قال الذهبي: قال الازدي: ضعيف جدا.
الميزان((628))(1/318).
6 خازم بن جبلة هو ووالده وجده مجاهيل لا يعرفون.
36 اخرج الازدي، عن محمد بن عمر الانصاري، عن كثير
النواء، عن زكريا مولى طلحة، عن حسن بن‏المعتمر، قال: سئل
علي عن ابي بكر وعمر فقال: انهما من الوفد السابقين الى اللّه
مع محمد، ولقد ساءلهماموسى من ربه فاءعطاهما
محمدا((629)).
قال الاميني : قال الذهبي في الميزان((630)) (3/113): خبر
منكر: ضعفه الازدي، اقول: في الاسناد كثير النواء،قال ابو
حاتم((631)): ضعيف الحديث، بابه سعد((632)) بن طريف،
وقال الجوزجاني: زائغ. وقال النسائي((633)):ضعيف. وقال في
موضع آخر: فيه نظر. وقال ابن عدي((634)): كان غاليا في
التشيع مفرطا فيه. وعن محمد بن‏بشر العبدي:لم يمت كثير
النواء حتى رجع عن التشيع((635)).
وزكريا مولى طلحة وشيخه مجهولان لايعرفان، هذا ما في
الاسناد من العلل وليس في رجاله ثقة ولاواحد، ومتن الرواية
اقوى شاهد على بطلانها.
37 اخرج احمد في المسند((636)) (1/193) باسناده عن
عبدالرحمن بن حميد، عن ابيه، عن عبدالرحمن بن‏عوف: ان
النبي(ص) قال: ابوبكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في
الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في‏الجنة، والزبير في الجنة،
وعبدالرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن ابي وقاص في
الجنة، وسعيد بن زيد في‏الجنة، وابو عبيدة ابن الجراح في
الجنة.
وبهذا الاسناد اخرجه الترمذي في صحيحه((637)) (13/182،
183) وعن عبدالرحمن بن حميد، عن ابيه، عن‏رسول اللّه
نحوه. والبغوي في المصابيح((638)) (2/277).
واخرج ابو داود في سننه((639)) (2/264) من طريق عبداللّه
بن ظالم المازني، قال: سمعت سعيد بن زيد بن‏عمرو قال: لما
قدم فلان الكوفة اقام فلان خطيبا، فاءخذ بيدي سعيد بن زيد
فقال: الا ترى الى هذا الظالم؟فاءشهد على التسعة انهم في
الجنة (فعدهم) قلت: ومن العاشر؟ فتلكاء هنيئة ثم قال: انا.