عن ابي سعد البقال الكوفي سعيد بن المرزبان الاعور، قال ابن
معين((513)): ليس بشيء، لا يكتب حديثه،وقال عمرو بن
علي: ضعيف الحديث، متروك الحديث، وقال ابو زرعة: لين
الحديث فدلس، وقالالبخاري: منكر الحديث، وقال ابو
حاتم((514)): لا يحتج بحديثه، وقال النسائي((515)):
ضعيف، وقال ايضا: ليسبثقة، ولا يكتب حديثه ، وقال
الدارقطني: متروك. وقال الساجي: صدوق فيه ضعف، وقال
العجلي:ضعيف، وقال ابن حبان((516)): كثير الوهم فاحش
الخطاء((517))، وقال ابن حجر في الاصابة (4/174): ابو
سعيدضعيف ولم يدرك ابا محجن. عن ابي محجن الثقفي وما
ادراك ما الثقفي، كان يدمن الخمر، منهمكا في الشراب،حده
عمر في «الخمر»((518)) سبع مرات ونفاه الى جزيرة في
البحر، وبعث معه رجلا فهرب منه، وهو صاحبالشعر الدائر
السائر:
اذا مت فادفني الى جنب كرمة
تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني بالفلاة فانني
اخاف اذا ما مت ان لا اذوقها
هذا ابو محجن فانظر ماذا ترى، وانت بين امرين: اما ان تاءخذ
بكتاب اللّه وفيه قوله تعالى: ( ان جاءكمفاسق بنبا فتبينوا
)((519)) واما ان تجنح الى ما جاء به القوممن خرافة: الصحابة
كلهم عدول ( ولا تستويالحسنة ولا السيئة )((520))، ( لا
يستوي اءصحاب النار واءصحاب الجنة )((521))، ( لا يستوي
الخبيثوالطيب)((522))، ( افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا
لا يستوون )((523)).
26 اخرج الحافظ العاصمي في زين الفتى، باسناده عن ابي
علي الهروي، عن الماءمون، عن احمد بن سعدالعبادي، عن
يزيد بن هارون، عن عبد الاعلى بن مسافر، عن الشعبي، عن
المصطلقي رجل من بنيالمصطلق قال: بعثني قومي بنو
المصطلق الى رسول اللّه(ص) يساءلون الى من يدفعون
صدقاتهم بعد وفاته.فلقيني علي بن ابي طالب، فساءلني فقلت:
ارسلني قومي بنو المصطلق الى رسول اللّه يساءلونه الى
منيدفعون صدقاتهم بعده، فقال علي: اذا ساءلته فاءخبرني ما
قال لك.
فاءتى رسول اللّه فاءخبره ان قومه ارسلوه يساءلونه الى من
يدفعون صدقاتهم بعدك؟ فقال رسول اللّه(ص):ادفعوها الى
ابي بكر، فرجع المصطلقي الى علي فاءخبره، فقال له علي:
ارجع اليه فسائله ان كان ابو بكريموت الى من يدفعونها؟ فاءتاه
فساءله فقال: ادفعوها الى عمر. فرجع الى علي فاءخبره، فقال له
علي: ارجعفقل له: ان كان عمر يموت الى من يدفعونها؟ فقال:
ادفعوها الى عثمان، فرجع الى علي فاءخبره، فقال لهعلي:
ارجع فسائله الى من يدفعونها بعد عثمان، فقال له الرجل: اني
لاستحي ان ارجع بعد هذا.
قال الاميني : هلم معي نقرا صحيفة مما جاء في رجال اسناد
هذه الرواية التي تبنى عليها وعلى امثالهاالخلافة الاسلامية
عند بعض رجالات القوم.
1 ابو علي الهروي هو احمد بن عبد اللّه الجويباري((524))،
قال ابن عدي((525)): كان يضع الحديث لابنكرام((526))
على ما يريده، فكان ابن كرام يخرجها في كتبه عنه. وقال ابن
حبان((527)): دجال من الدجاجلة،روى عن الائمة الوف
حديث ما حدثوا بشيء منها. وقال النسائي((528)): كذاب.
وقال الذهبي: ممن يضربالمثل بكذبه، وقال البيهقي:اني
اعرفه حق المعرفة بوضع الاحاديث على رسول اللّه(ص)، فقد
وضع عليهاكثر من الف حديث، وسمعت الحاكم يقول: هو
كذاب خبيث، ووضع كثيرا في فضائل الاعمال لا تحل
روايةحديثه من وجه، وقال الخليلي: كذاب يروي عن الائمة
احاديث موضوعة، وكان يضع لابن كرام احاديثمصنوعة، وكان
ابن كرام يسمعها وكان مغفلا. وقال ابو سعيد النقاش: لا نعرف
احدا اكثر وضعا منه، الىكلمات اخرى لدة هذه.
ميزان الاعتدال (1/50)، لسان الميزان (1/193)، اللالئ
المصنوعة (1/21)((529))، الغدير (5/214).
2 الماءمون بناحمد السلميالهروي، يروي عنه الجويباري،
قال ابن حبان((530)): دجال: وقال ابن حبانايضا: ساءلته:
متى دخلت الشام؟ قال: سنة خمسين ومائتين،قلت: فان
هشاما الذي تروي عنه مات سنةخمس واربعين ومائتين،
فقال: هذا هشام بن عمار آخر. ومما وضع على الثقات فذكر
حديثا ثم قال: وانماذكرته ليعرف كذبه لان الاحداث كتبوا عنه
بخراسان. وقال ابو نعيم: خبيث وضاع ياءتي عن الثقات
مثلهشام ودحيم بالموضوعات، ومثله يستحق من اللّه تعالى
ومن الرسول ومن المسلمين اللعنة. وقال الحاكمفي المدخل
بعد ذكر حديث عنه: ومثل هذه الاحاديث يشهد من رزقه اللّه
ادنى معرفة باءنها موضوعة علىرسول اللّه(ص) او كما قال.
وقال الذهبي: اتى بطامات وفضائح.
ميزان الاعتدال (3/4)، لسان الميزان (5/7)((531)).
3 احمد بن سعد العبادي، لا اعرفه ولم اجد له ذكرا في الكتب
والمعاجم.
4 عبد الاعلى بن مسافر((532)) الصحيح: ابن ابي المساور
الزهري ابو مسعود الجرار الكوفي، نزيل المدائن.قال ابن
معين((533)): ليس بشيء. زاد ابراهيم: كذاب، وعن ابن معين
ايضا ليس بثقة. وعن علي بن المديني:ضعيف ليس بشيء.
وقال ابن عمار الموصلي: ضعيف ليس بحجة. وقال ابو زرعة:
ضعيف جدا، وقال ابوحاتم((534)): ضعيف الحديث يشبه
المتروك، وقال البخاري((535)): منكر الحديث، وقال ابو
داود: ليس بشيء.وقال النسائي((536)): متروك الحديث.
وقال في موضع آخر: ليس بثقة ولا ماءمون. وقال ابن نمير:
متروكالحديث. وقال الدارقطني((537)): ضعيف. وقال
الحاكمابواحمد: ليس بالقوي عندهم وقال الساجي :
منكرالحديث. وقال ابو نعيم الاصبهاني: ضعيف جدا ليس
بشيء.
تهذيب التهذيب((538)) (6/48).
27 اخرج البخاري في تاريخه الكبير (4/ ق 2/442) عن
اسحاق بن ابراهيم، عن عمرو بن الحارثالزبيدي، عن ابن
سالم، عن الزبيدي، قال حميد بن عبد اللّه، عن عبد الرحمن
بن ابي عوف، عن ابن عبد ربه،عن عاصم بن حميد، قال: كان
ابوذر يقول: التمست النبي(ص) في بعض حوائط المدينة فاذا
هو قاعد تحتنخلة، فسلم على النبي(ص) فقال: ما جاء بك؟
فقال: جئت النبي(ص)، فاءمره ان يجلس، وقال: لياءتينا
رجلصالح، فسلم ابو بكر، ثم قال: لياءتينا رجل صالح، فجاء عمر
فسلم، وقال: لياءتينا رجل صالح فاءقبل عثمانبن عفان، ثم جاء
علي فسلم فرد عليه مثله، ومع النبي(ص) حصيات فسبحن
في يده، فناولهن ابا بكرفسبحن في يده، ثم عمر فسبحن في
يده، ثم عثمان فسبحن في يده.
رجال الاسناد :
1 اسحاق بن ابراهيم الحمصي المعروف بابن زبريق، قال
النسائي: ليس بثقة وقال محمد بن عون: مااشكان اسحاق بن
زبريق يكذب((539)).
2 عمرو بن الحارث الحمصي، قال الذهبي((540)): لا تعرف
عدالته((541)).
3 عبد اللّه بن سالم الشامي الحمصي، كان يذمه ابو داود
لقوله: اعان عليعلى قتل ابي بكروعمر((542))فالرجل ناصبي
لا يصغى الى قيله، واحسب انه آفة الرواية، وهي كما ترى يطفح
النصب منجوانبها.
4 حميد بن عبد اللّه او حميد بن عبد الرحمن، مجهول لا
يعرف.
5 ابن عبد ربه، ان كان هو محمد المروزي فهو ضعيف كما
في لسان الميزان((543)) (5/244)، وان كان غيرهفهو
مجهول، ونفس البخاري الذي ذكره لا يعرف منه الا انه ابن
عبد ربه، ولا يسميه ولا يذكر له غيرروايته هذه.
6 عاصم بن حميد الحمصي الشامي، قال البزار: لم يكن له
من الحديث مانعتبر به حديثه، وقال ابنالقطان: لا نعرف انه
ثقة((544)).
7 ابو ذر الغفاري، انا لا ادري ان اباذر هذا هل هو الذي يقول
فيه رسولاللّه(ص): ((ما اظلت الخضراءولا اقلت الغبراء على
ذي لهجة اصدق من ابي ذر)) او الذي يقول فيه عثمان: انه
شيخ كذاب، ورآه اهلالانيهلك في المنفى؟ ولست ادري من
الحكم هاهنا، هل الذي يخضع لقول النبي(ص)؟ اوالذي يبرر
موقفعثمان ويبرئه عن كل شية؟ وعلى كل ففي من قبله من
رواة السوء كفاية في تفنيد الحديث.
ولعل الباحث بعد قراءة ما سردناه من حديث ابي ذر ومواقفه
ونقمته على عثمان، وما جرى بينهما لا يذعنقط لهذه
الافيكة، ولا يصدق ان يكون ابوذر الصادق المصدق هو صاحب
هذه الرواية المختلقة.
وهذا الاسناد الملفق من رجال حمص((545)) يذكرني قول
ياقوت الحموي فيمعجم البلدان((546)) (3/341) قال:ومن
عجيب ما تاءملته من امر حمص فساد هوائها وتربتها اللذين
يفسدان العقل حتى يضرب بحماقتهمالمثل، ان اشد الناس
على علي(رضىا...عنه) بصفين مع معاوية كان اهل حمص،
واكثرهم تحريضا عليهوجدا في حربه، فلما انقضت تلك
الحروب ومضى ذلك الزمان صاروا من غلاة الشيعة، حتى ان
في اهلهاكثيرا ممن راى مذهب النصيرية، واصلهم الامامية
الذين يسبون السلف، فقد التزموا الضلال اولا واخيرا،فليس لهم
زمان كانوا فيه على الصواب.
لفظ آخر باسناد آخر :
اخرج البيهقي((547)) عن ابي الحسن علي بن احمد بن
عبدان، عن احمد بن عبيد الصفار، عن محمد بن
يونسالكديمي، عن قريش بن انس، عن صالح بن ابي الاخضر،
عن الزهري، عن رجل يقال له: سويد بن يزيدالسلمي اءو:
الوليد بن سويد قال: سمعت اباذر يقول: لا اذكر عثمان الا بخير
بعد شيء رايته، كنترجلااتتبع خلوات رسول اللّه(ص) فرايته
يوما جالسا وحده، فاغتنمت خلوته، فجئت حتى جلست
اليه،فجاء ابوبكر فسلم عليه ثم جلس عن يمين رسول اللّه(ص)،
ثمجاء عمر فسلم وجلس عن يمين ابي بكر، ثمجاء عثمان فسلم
ثم جلس عن يمين عمر، وبين يدي رسول اللّه(ص) سبع
حصيات، او قال تسعحصيات، فاءخذهن في كفه فسبحن حتى
سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم
اخذهنفوضعهنفي كف ابي بكر فسبحن حتى سمعت لهن
حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم
تناولهنفوضعهن في يد عمر فسبحن حتى سمعت لهن حنينا
كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهنفوضعهن في
يد عثمان فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم
وضعهن فخرسن، فقالالنبي(ص):هذه خلافة النبوة((548)).
قال الاميني : هذا الاسناد مضافا الى ما فيرجاله
منالمجهولوالضعيف ومن تغير عقله((549)) واسنده اليه
منسمع عنه بعد اختلاطه، كما في تهذيب التهذيب((550))
(8/375).
فيه: محمد بن يونس الكديمي، وقد عرفناك ترجمته في الجزء
التاسع((551)) (ص311 الطبعة الاولى)، وانه كذابوضاع من
بيت عرف بالكذب. كان يكذب على رسولاللّه(ص) وعلى
العلماء، ولعله وضع على الثقات اكثرمن الف حديث.
اقرا واعجب من خلافة تدعم بمثل هذه الخزاية، ثم اعجب من
حفاظ اخرجوها في تليفهم محتجين بهاساكتين عنها وهم
يعلمون ما فيها من العلل، وان ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما
يعلنون.
لفت نظر :
من عجيب ما نراه في هذه الرواية وامثالها من الموضوعات في
مناقب الثلاثة او الاربعة تنظيم هذاالصفالمنض د كالبنيان
المرصوص الذي لا اختلاف فيه. فلا ياءتي قط اولا الا ابوبكر،
وثانيا الا عمر،وثالثا الا عثمان، ورابعا ان كان لهم رابع الا علي
(ع) سبحان اللّه فكاءنهم متبانون على هذا الترتيب، فلايتقدم
احد احدا، ولا يتاءخر احد عن احد، ففي حديث التسبيح: جاء ابو
بكر فسلم، ثم جاء عمر فسلم، ثمجاء عثمان فسلم، ثم جاء علي
فسلم.
وفي حديث البستان، عن انس: جاء ابوبكر، ثم جاء عمر، ثم جاء
عثمان((552)).
وفي حديث بئر اريس، عن ابي موسى: جاء ابو بكر، ثمجاء عمر،
ثم جاءعثمان((553)).
وفي حديث استئذانهم على النبي(ص) وهو مضطجع على
فراشه، عن عائشة: استاءذن ابوبكر، ثم جاء عمرفاستاءذن، ثم جاء
عثمان فاستاءذن. راجع (ص274) من الجزء التاسع.
وفي حديث الفخذ والركبة: استاءذن ابوبكر، ثم جاء عمر
فاستاءذن، ثم جاء عثمان فاستاءذن. كما مر في الجزءالتاسع
(ص274، 275).
وفي حديث جابر بالاسواف((554)): يطلع عليكم رجل من
اهل الجنة فطلع ابوبكر، ثم طلع عمر، ثم طلععثمان.
مجمع الزوائد (9/57).
وفي حديث حائط من حوائط المدينة، عن بلال: جاء ابوبكر
يستاءذن، ثم جاء عمر، ثم جاء عثمان.
فتح الباري((555)) (7/30).
وفي حديث التبشير بالجنة، عن عبد اللّه بن عمر: جاء ابوبكر
فاستاءذن، ثم جاء عمر فاستاءذن، ثم جاءعثمان
فاستاءذن((556)).
وفي حديث خطبة الزهراء فاطمة سلام اللّه عليها: جاء ابوبكر،
ثم عمر، ثم علي.
ذخائر العقبى (ص27).
وفي حديث بناء مسجد المدينة عن عائشة: جاء ابوبكر بحجر
فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه، ثم جاءعثمان بحجر
فوضعه((557)).
فهل هذا حكم القدر ياءتي بهم متتابعين؟ او قضية التباني
طيلة حياة النبي الاقدس(ص) فلا يقبلون الا بهذاالترتيب؟ او
هو من حكم الطبيعة فلا يختلف ولايتخلف؟ او انه من ولائد
الاتفاق لكنه لم يتفاوت في ايمنالموارد؟ او ان ه من
مشتهيات الوضاعين الذين يتحرون ترتيب الفضيلة هكذا؟
ولعل القول بالاخير هوالمتعين فحسب.
28 عن زيد بن ابي اوفى قال: دخلت على رسول اللّه(ص)
مسجده. وفي لفظ: خرج علينا رسول اللّه(ص)ونحن في مسجد
المدينة، فجعل يقول: اين فلان؟ اين فلان؟ فلم يزل يبعث
اليهم ويتفقدهم حتى اجتمعواعنده، فلما توافوا عنده حمد اللّه
واثنى عليه، ثم قال: اني محدثكم حديثا فاحفظوه وعوه وحدثوا
به منبعدكم، ان اللّه عز وجل اصطفى من خلقه خلقا ثم تلا: (
اللّه يصطفي من الملائكة رسلا ومنالناس)((558))خلقا
يدخلهم الجنة، واني اصطفي منكم من احب ان اصطفيه،
ومؤاخ بينكم كما آخى اللّه عزوجل بين ملائكته، فقم يا ابابكر،
فقام فجثا بين يديه فقال: ان لك عندي يدا اللّه يجزيك بها، فلو
كنتمتخذا خليلالاتخذتك خليلا، فاءنت مني بمنزلة قميصي
من جسدي، وحرك قميصه بيده. ثم قال : ادن يا عمر،فدنا منه
فقال: لقد كنت شديد الشغب علينا يا ابا حفص، فدعوت اللّه ان
يعز الاسلام بك او باءبي جهل،ففعل اللّه ذلك بك، وكنت
احبهما الى اللّه، فاءنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الامة،
ثم آخى بينه وبينابي بكر.
ثم دعا عثمان فقال: ادن يا ابا عمرو، فلم يزل يدنو منه حتى
الصق ركبتيه بركبتيه، فنظر رسول اللّه(ص) الىالسماء فقال:
سبحان اللّه العظيم ثلاث مرات ثم نظر الى عثمان وكانت
ازراره محلولة فزرها رسول اللّه(ص)بيده، ثم قال: اجمع
عطفي ردائك على نحرك، ان لك شاءنا في اهل السماء، انت
ممن يرد علي حوضي وفيلفظ: يرد علي يوم القيامة
واوداجك تشخب دما، فاءقول لك: من فعل بك هذا؟ فتقول:
فلان وفلان، وذلككلام جبرئيل اذا هتف من السماء، فقال: الا
ان عثمان امير على كل مخذول. ثم دعا عبد الرحمن بن
عوففقال: ادن يا امين اللّه، انت امين اللّه، وتسمى في السماء:
الامين، يسلطك اللّه على مالك بالحق، اما ان لكعندي دعوة
وعدتكها وقد اخرتها. فقال: خر لي يا رسول اللّه، قال: حملتني يا
عبدالرحمن امانة، ثم قال:انلك شاءنا يا عبدالرحمن، اما ان ه
اكثر اللّه مالك، وجعل يقول بيده: هكذا وهكذا، ثم آخى بينه
وبينعثمان.
ثم دعا طلحة والزبير فقال: ادنوا مني، فدنوا منه فقال لهما:
انتما حواري كحواري عيسى بن مريم، ثم آخىبينهما.
ثم دعا عمار بن ياسر وسعدا، فقال: يا عمار تقتلك الفئة الباغية،
ثم آخى بينهما، ثم دعا عويمر بن زيد اباالدرداء وسلمان
الفارسي وقال: يا سلمان، انت منااهل البيت وقد آتاك اللّه العلم
الاول والاخر، والكتابالاول والكتاب الاخر، ثم قال: الا ارشدك
يا ابا الدرداء؟ قال: بلى باءبي انت وامي يا رسول اللّه، قال:
انتفتقدهم تفقدوك، وان تركتهم لا يتركوك، وان تهرب منهم
يدركوك، فاءقرضهم عرضك ليوم فقرك، واعلمان الجزاء
امامك. ثم آخى بينهما.
ثم نظر في وجوه اصحابه فقال: ابشروا وقروا عينا، انتم اول من
يرد علي الحوض، وانتم في اعلى الغرف، ثمنظر الى عبداللّه بن
عمر وقال: الحمد للّه يهدي من الضلالة من يحب، ويلبس
الضلالة على من احب، فقالعلي: يا رسول اللّه، لقدذهبت
روحي وانقطع ظهري حين رايتك فعلت باءصحابك ما فعلت،
غيري، فانكان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة، فقال
رسول اللّه(ص): والذي بعثني بالحق ما اخرتك الا لنفسي،
وانت مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لانبي بعدي، وانت
اخي ووارثي، قال: يا رسول اللّه، وماارث منك؟ قال: ما ورثت
الانبياء من قبلي. قال: ما ورثته الانبياء من قبلك؟ قال: كتاب
ربهم وسنة نبيهم،وانت معي في قصري في الجنة مع فاطمة
ابنتي (وانت اخي ورفيقي)((559))، ثم تلا
رسولاللّه(ص)(اخواناعلى سرر متقابلين )((560))،الاخلا ء
فياللّه ينظر بعضهمالى بعض.
قال الاميني : قال ابو عمر في الاستيعاب((561)) (1/191) في
ترجمة زيد بن ابي اوفى: روى حديث المؤاخاةبتمامه، الا ان في
اسناده ضعفا.
وقال ابن حجر في الاصابة (1/560): روى حديثه ابن ابي
حاتم((562))، والحسن ابن سفيان، والبخاري فيالتاريخ
الصغير((563)) من طريق ابن شرحبيل، عن رجل من قريش،
عن زيد بن ابي اوفى، قال: دخلت علىرسول اللّه(ص) مسجد
المدينة فجعل يقول: اين فلان؟ اين فلان؟ فلم يزل يتفقدهم
ويبعث اليهم حتىاجتمعوا عنده. فذكر الحديث في اخاء
النبي(ص) ولحديثه طرق عن عبداللّه بن شرحبيل، وقال ابن
السكن:روي حديثه من ثلاث طرق ليس فيها ما يصح، وقال
البخاري: لا يعرف سماع بعضهم من بعض، ولا يتابععليه، رواه
بعضهم عن ابن ابي خالد، عن عبداللّه بن ابي اوفى، ولا يصح.
وقفنا من طرق الرواية الثلاث المعزوة على طريقين.
احدهما طريق ابياسحاق ابراهيم بن محمد بن سفيان
المجهول:
عن محمد بن يحيى بن اسماعيل السهمي التمار، قال
الدارقطني: ليس بالمرضي. عن نصر بن علي الثقة ان كانهو
الجهضمي كما هو الظاهر، عن عبد المؤمن بن عباد، ضعفه ابو
حاتم((564))، وقال البخاري((565)): لا يتابععلى حديثه،
وذكره الساجي وابن الجارود في الضعفاء((566)).
عن يزيد بن سفيان، قال الذهبي: ضعفه ابن معين((567)).
وقال النسائي((568)): متروك. وقال شعبة: لو
يعطىدرهمالوضع حديثا . له نسخة منكرة تكلم فيه ابن حبان.
وقال ابن حبان((569)): نسخة مقلوبة لا يجوزالاحتجاج به اذا
انفرد لكثرة خطئه، ومخالفة الثقات في الروايات، وقال العقيلي
في الضعفاء((570)): لا يعرفبالنقل ولا يتابع على
حديثه((571)).
عن عبد اللّه بن شرحبيل، عن رجل من قريش اللّه يعلم من
الرجل، وهل ولد هو او لم يخلق بعد؟! عنزيد بن ابي اوفى.
رجال الطريق الثاني :
عبد الرحمن بن واقد الواقدي الخراساني الراوي، عن شعيب
الاعرابي، قال الخطيب في تاريخه (11/85): فيحديثه مناكير،
لانها عن الضعفاء والمجاهيل.
عن شعيب بن يونس الاعرابي من اولئك الضعفاء او المجاهيل
الذين اوعز اليهم الخطيب في عبدالرحيمالواقدي.
عن موسى بن صهيب. قال ابن حجر في اللسان((572)): لا
يكاد يعرف.
عن يحيى بن زكريا((573))، قال ابن عدي: كان يضع الحديث
ويسرق، وذكر ابن الجوزي حديثا باطلا، وقال:هذا حديث
موضوع بلا شك، والمتهم به يحيى، قال يحيى بن معين: هو
دجال هذه الامة((574)).
عن عبداللّه بن شرحبيل عن رجل من قريش، هذا الانسان
الذي تنتهي اليه اسانيد الرواية ولعله هوآفتها، لم يعرف من هو،
ان كان قد خلق.
هذه طرق الرواية، وتلك نصوص البخاري، وابن السكن، وابي
عمر، وابن حجر على بطلانها، وانها ليسفيها ما يصح، على ان
المؤاخاة بين المهاجرين وقعت بمكة قبل الهجرة، والتي حدثت
بالمدينة بعد الهجرةبخمسة اشهر، هي المؤاخاة بين
المهاجرين والانصار، فاءبو بكر فيها اخو خارجة بن زيد
الانصاري، وعمراخو عتبان بن مالك، وعثمان اخو اوس بن
ثابت، والزبير اخو سلمة بن سلامة، وطلحة اخو كعب بن
مالك،وعبدالرحمن بن عوف اخو سعد بن الربيع((575)).
فقول مختلق الرواية: دخلت على رسول اللّه مسجده. او قوله:
خرج علينا رسول اللّه ونحن في مسجدالمدينة. اقوى شاهد
على اختلاقها.
وان تعجب فعجب اخراج غير واحد من الحفاظ هذه الرواية،
بين من ارسلها ارسال المسلم محذوفالاسناد كالمحب
الطبري في الرياض النضرة((576)) (1/13)، وبين من اسندها
بهذه الطرق الوعرة من دونايغمز فيها، كابن عساكر في
تاريخه((577))، والعاصمي في زين الفتى، واعجب من ذلك
تدعيم الحجة علىالخصم بها، والركون اليها في تشييد
الاحداث والمبادئ الساقطة. قال العاصمي: في هذا الحديث
من العلم:ان رسول اللّه(ص) اثنى على ابي بكر، وعمر، وعثمان،
وطلحة، والزبير، وآخى بينهم، واشار الى ما يصيبعثمان من
القوم، ولم يجعله في ذلك مليما ولا سماه ذميما، فلا ينبغي
لمسلم ان يبسط لسانه فيهم بما كان منبعضهم الى بعض لانه
(ع) لم يؤاخ بينهم في الدنيا الا وهم يكونون اخوة في الاخرة،
وفيه من العلم ايضا: انالنبي(ص) سمى المرتضى اخا و وارثا،
ثم بين ارثه وجعله كتاب اللّه وسنة الرسول، ولم يجعل فدك
وخيبرارثا منه، تبين من ذلك بطلان قول الرافضة واللّه
المستعان. انتهى.
ومن العجب جدا حسبان العاصمي انفتاح بابين من العلم له من
هذه الرواية الباطلة، واي علم هذا مصدرهشكوك واوهام
واكاذيب؟ انا لست ادري كيف راق العاصمي الاحتجاج بمثلها
من رواية تافهة فضلا عنان يستخرج منها كنز علمه الدفين،
ويرجع اليها في الحكم كاءنه يستند الى ركن وثيق، ويغفل او
يتغافل عنانهمرتكن الى شفا جرف هار، على انا فندنا في اجزاء
كتابنا هذا اكثر ما فيها من الفضائل.
ثم ان هذه المقولات التي تضمنتها الرواية على فرض صدورها
كانت بمشهد ومسمع من الصحابة، او سمعهاعلى الاقل
كثيرون منهم، ومن اولئك السامعين الذين وعوها طلحة
والزبير وعمار، فلماذا لم يرجع اليها احدمنهم يوم تشديد
الوطاءة على عثمان، وفي الحصارين، وحول واقعة الدار؟ فهل
اتخذوها ظهريا يومئذمستخفين بها؟ حاشاهم وهم الصحابة
العدول كما يزعمون، او انهم نسوها كما نسيت مثلها امهم
عائشة منحديث الحواب((578))، فلم يذكروها حتى وضعت
الفتنة اوزارها، وهذا كما ترى، ولعله لا يفوه به ذو مسكة.
واما العلم الثاني الذي استخرج كنزه العاصمي من حصر ارث
امير المؤمنين علي من رسول اللّه بالكتابوالسنة، وفند حديث
فدك وخيبر، وشنع على الشيعة بذلك فاءتفه مما قبله، فان
الشيعة لا تدعي لاميرالمؤمنين (ع) الارث المالي ولا ادعاه هو
صلوات اللّه عليه لنفسه يوم كان يطالبهم بفدك، وانما كان
يبغيهالانها حق لابنة عمه الصديقة الطاهرة، سواء كانت نحلة
لها من ابيها كما هو الصحيح او ارثا على اصولالمواريث التي
جاء بها الكتاب والسنة، على تفصيل عسى ان نتفرغ له في غير
هذا الموضع من الكتاب،فمؤاخذة الشيعة بتلك المزعمة
المختلقة تقول عليهم، وما اكثر ما افتعلت عليهم الاكاذيب،
فان ما تدعيهالشيعة من ارث الامام (ع) عن مخلفه
ومشرفه(ص) لا يشذ عما اجمعت عليه اهل السنة، وهو من
براهينالخلافة له (ع) قال الحاكم((579)): لا خلاف بين اهل
العلم ان ابن العم لا يرث من العم، فقد ظهر بهذا الاجماعان
عليا ورث العلم من النبي دونهم((580))، فهذه الوراثة الخاصة
لعلي (ع) من بينالامة عبارة اخرى عنالخلافة عنه(ص) التي
من اجلها كان ترث الاوصياء الانبياء.
29 في الصحيحين((581)) من حديث محمد بن مسكين
البصري، عن يحيى بن حسان البصري، عن سليمان بنبلال،
عن شريك بن ابي نمر، عن سعيد بن المسيب،عن ابي موسى
الاشعري قال:
توضاءت في بيتي ثم خرجت فقلت: لاكونن اليوم مع رسول
اللّه(ص)، فجئت المسجد فساءلت عنه، فقالوا:خرج وتوجه
هاهنا، فخرجت في اثره حتى جئت بئر اريس، فمكث
بابها((582)) حتى علمت ان النبي(ص) قدقضى حاجته
وجلس، فجئته فسلمت عليه فاذا هو قد جلس على
قف((583)) بئر اريس((584)) فتوسطه، ثم دلىرجليه في
البئر، وكشف عن ساقيه، فرجعت الى الباب وقلت: لاكونن
بواب رسول اللّه(ص).
فلم انشب ان دق الباب، فقلت: من هذا؟ قال: ابو بكر: قلت.
على رسلك، وذهبت الى النبي(ص) فقلت: يارسول اللّه هذا ابو
بكر يستاءذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فخرجت
مسرعا حتى قلت لابي بكر:ادخل ورسول اللّه(ص) يبشرك
بالجنة، قال: فدخل حتى جلس الى جنب النبي(ص) في القف
على يمينه،ودلى رجليه وكشف عن ساقيه كما صنع
النبي(ص) قال: ثم رجعت وقد كنت تركت اخي يتوضاء، وقد
كانقال لي: انا على اثرك، فقلت: ان يرد اللّه بفلان خيرا ياءت
به.
قال: فسمعت تحريك الباب، فقلت : من هذا؟ قال: عمر. قلت:
على رسلك، قال: وجئت النبي(ص) فسلمتعليه واخبرته،
فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال:فجئت واذنت له وقلت له:
رسول اللّه(ص) يبشرك بالجنة،قال: فدخل حتى جلس مع
رسول اللّه على يساره، وكشف عن ساقيه ودلى رجليه في البئر
كما صنعالنبي(ص) وابوبكر.
قال: ثم رجعت فقلت: ان يرد اللّه بفلان خيرا ياءت به، يريد اخاه،
فاذا تحريك الباب، فقلت: من هذا؟ قال:عثمان بن عفان، قلت:
على رسلك، وذهبت الى رسولاللّه فقلت: هذا عثمان يستاءذن،
فقال: ائذن له وبشرهبالجنة على بلوى تصيبه، قال: فجئت
فقلت : رسول اللّه(ص) ياءذن لك ويبشرك بالجنة على بلوى او
بلاءيصيبك، فدخل وهو يقول: اللّه المستعان، فلم يجد في القف
مجلسا، فجلس وجاههم من شق البئر، وكشفعن ساقيه ودلا
هما في البئر كما صنع ابوبكر وعمرغ. قال سعيد بن المسيب:
فاءولتها قبورهم اجتمعتوانفرد عثمان.
قال الاميني : نحن لا نناقش في اسناد هذه الرواية للاضطراب
الواقع فيه، فانها تروى عن ابي موسىالاشعري كما سمعت،
وعن زيد بن ارقم وهو صاحب القصة فيما اخرجه البيهقي في
الدلائل((585))، وعن بلالوهو البواب في القضية فيما اخرجه
ابوداود، وعن نافع بن عبد الحرث وهو البواب، كما في اسناد
احمد فيالمسند((586)) (3/408).
ولا نضعفه لمكان البصريين الذين لهم قدم وقدم في اختلاق
الحديث ووضع الطامات على الرسولالامين(ص)، ولا نؤاخذ
من رجاله سليمان بن بلال بقول ابن ابي شيبة: انه ليس ممن
يعتمد على حديثه((587))،ولا نزيفها لمكان ابن ابي نمر،
لقول النسائي((588)) وابن الجارود: انه ليس بالقوي، وقول
ابن حبان((589)): ربمااخطاء ، وقول ابنالجارود ايضا: كان
يحيى بن سعيد لا يحدث عنه. وقول الساجي: كان يرى
القدر((590))، ولانغمز فيها بمكان سعيد بن المسيب الذي مر
الايعاز الى ترجمته في الجزء الثامن (ص9)، ولا نتكلم في
منتهىالسلسلة ابي موسى الاشعري الصحابي، اذ الصحابة
كلهم عدول عند القوم، وان لا يسعنا الاخبات الىمثل هذا
الراي البهرج المحدث، والصفح عن قول الامام الطاهر امير
المؤمنين (ع) الوارد في ابي موسىالاشعري وصاحبه عمرو بن
العاص: ((الا ان هذين الرجلين اللذين اخترتموهما حكمين قد
نبذا حكمالقرآن وراء ظهورهما، واحييا ما امات القرآن، واماتا ما
احيا القرآن، واتبع كل واحد منهما هواه بغير هدىمن اللّه،
فحكما بغير حجة بينة، ولا سنة ماضية، واختلفا في حكمهما،
وكلاهما لم يرشد، فبرئ اللّه منهماورسوله وصالح
المؤمنين))((591))، فاءي جرح اعظم من هذا؟ واي عدل
يتصور في الرجل عندئذ؟
ولا نقول ايضا باءن عناية القوم بتخصيص الخلفاء الثلاثة من بين
الصحابة بالبشارة بالجنة، واكثارهم وضعالرواية واختلاق
القصص فيها تنبئنا عن اسرار مستسرة ونحن لا نميط الستار
عنها، و ( لا تساءلوا عناشياء ان تبدلكم تسؤكم )((592)).
وانما نقول: ان هذه البشارة الصادرة من الصادع الكريم ان
سلمت، وكان المبشر مصدقا عند سامعيها، فلماذاكان عمر
يساءل حذيفة اليماني صاحب السرالمكنون في تمييز
المنافقين عن نفسه، وينشده اللّه امن القومهو؟ وهل ذكر في
المنافقين؟ وهل عده رسول اللّه منهم((593)). والسائل جد
عليم باءن المنافقين فيالدركالاسفل من النار، فهل يمكننا
الجمع بين هذا السؤال المتسالم عليه وبين تلك البشارة؟ لاها
اللّه.
وهل يتاءتى الجمع بين تلك البشارة وبين ما صح عن عثمان
من حديث((594)) اعتذاره عن خروجه الى مكةايام حوصر
بقوله: اني سمعت رسول اللّه(ص) يقول: ((يلحد بمكة رجل من
قريش، عليه نصف عذاب هذهالامة من الانس والجن)) فلن
اكون ذلك الرجل؟ فهل هذا مقال من وثق بايمانه باللّه وبرسوله
واطماءن بهوعمل صالحا ثم اهتدى، فضلا عمن بشر بالجنة
بلسان النبي الصادق الامين؟
30 اخرج البيهقي في الدلائل((595))، من حديث عبدالاعلى
بن ابي المساور، عن ابراهيم بن محمد بنحاطب، عن عبد
الرحمن بن بجيد((596))، عن زيد بن ارقم، قال: بعثني رسول
اللّه(ص) فقال: انطلق حتى تاءتيابا بكر فتجده في داره جالسا
محتبيا، فقل: ان رسول اللّه(ص) يقرا عليك السلام ويقول: ابشر
بالجنة، ثمانطلق حتى تاءتي الثنية فتلقى عمر راكبا على حمار
تلوح صلعته، فقل: ان رسول اللّه يقرا عليك السلامويقول: ابشر
بالجنة، ثم انصرف حتى تاءتي عثمان فتجده في السوق يبيع
ويبتاع، فقل: ان رسول اللّه(ص)يقرا عليك السلام ويقول: ابشر
بالجنة بعد بلاء شديد، فذكر الحديث في ذهابه اليهم فوجد كلا
منهم كماذكر رسول اللّه(ص)، وكلا منهم يقول: اين رسول
اللّه؟ فيقول: في مكان كذا وكذا، فيذهب اليه. وان عثمان
لمارجع قال: يا رسول اللّه واي بلاء يصيبني؟ والذي بعثك
بالحق ما تغيبت وفي لفظ: ما تغنيت ولا تمنيت ولامسست
ذكري بيميني منذ بايعتك، فاءي بلاء يصيبني؟ فقال: هو ذاك.
قال الاميني : ان الباحث في غنى عن عرفان رجال اسناد
الرواية بعد وقوفهعلى ما اسلفناه في هذا الجزء(ص98)
فيترجمة عبد الاعلى بن ابي المساور، من انه كذاب، خبيث،
دجال، وضاع، روى عن الائمة آلافاحاديث ما حدثوا بشيء
منها، ولا يعرف احد اكثر وضعا منه، وهو ممن يضرب المثل
بكذبه.
فمثل هذا الاسناد يوصف في مصطلح الفن بالوضع لا بالضعف،
كما وصفه البيهقي بذلك. راجع فتحالباري((597)) (7/29).
31 اخرج ابن عساكر في تاريخه((598)) (4/312) من طريق
ابي عمرو الزاهد((599))، عن علي بن محمد الصائغ،عن ابيه
انه قال: رايت الحسين وقد وفد على معاوية زائرا، فاءتاه في يوم
جمعة وهو قائم على المنبر خطيبا،فقال له رجل من القوم: يا
امير المؤمنين ائذن للحسين يصعد المنبر، فقال له معاوية:
ويلك دعني افتخر،فحمد اللّه واثنى عليه، ثم قال: ساءلتك باللّه
يا ابا عبداللّه اليس انا ابن بطحاء مكة، فقال: اي والذي
بعثجدي بالحق بشيرا، ثم قال: ساءلتك باللّه يا ابا عبداللّه اليس
انا خال المؤمنين؟ فقال اي والذي بعث جدينبيا، ثم قال:
ساءلتك باللّه يا ابا عبداللّه اليس انا كاتب الوحي؟ فقال: اي
والذي بعث جدي نذيرا، ثم نزلمعاوية وصعد الحسين بن علي
فحمد اللّه بمحامد لم يحمده الاولون والاخرون بمثلها، ثم قال:
حدثني ابي،عن جدي، عن جبرئيل، عن اللّه تعالى، ان تحت
قائمة كرسي العرش ورقة آس خضراء مكتوب عليها: لااله الا اللّه
محمد رسول اللّه، يا شيعة آل محمد لا ياءتي احدكم يوم القيامة
يقول: لا اله الا اللّه الا ادخله اللّهالجنة، فقال له معاوية: ساءلتك
باللّه يا ابا عبداللّه من شيعة آل محمد؟ فقال: الذين لا يشتمون
الشيخين ابابكر وعمر،ولايشتمون عثمان، ولا يشتمون ابي، ولا
يشتمونك يا معاوية.
قال الاميني : قال ابن عساكر: هذا حديث منكر، ولا ارى اسناده
متصلا الى الحسين. ونحن نقول: انه كذبصراح واسناده
متفكك العرى واهي الحلقات. اما ابو عمرو الزاهد فهو الكذاب
صاحب الطامات والبلايا،الذي الف جزءا في مناقب معاوية من
الموضوعات، كما اسلفناه في الجزء الخامس (ص261) توفي
سنة(345).
واما شيخه علي بن الصائغ فهو ضعيف جدا وصفه بهذا
الخطيب في تاريخه (3/222)، وضعفه الدارقطني، كمافي
لسان الميزان((600)) (2/489).
واما والده فهو مجهول لا يذكر بشيء، وهو في طبقة من يروي
عن مالك المتوفى سنة (179).
فاءين وانى راى سيدنا الحسين (ع) المستشهد سنة (61)؟
وكيف ادرك معاويةالذي هلك سنة (60)؟ وهلكانت الرؤية
والادراك طيف خيال او يقظة ؟
ثم لو صدقنا الاحلام فان مقتضى هذه الاسطورة ان لا يكون
معاوية من شيعة آل محمد(ص) الذينيدخلهم اللّه الجنة، لانه
كان يقنت بلعن علي امير المؤمنين (ع) وولديه الامامين
سيدي شباب اهل الجنة،الى جماعة من الصلحاء الابرار،
وحسبه ذلك مخزاة، وهذا الامر فيه وفي الطغام من بني ابيه
المقتصين اثرهواتباعه المتبعين له على ذلك شرع سواسية.
ومن مقتضياتها ايضا خروج مولانا امير المؤمنين (ع) عن
اولئك الزمرة المرحومة، لانه كان يقنت باللعنعلى معاوية
وحثالة من زبانيته ( كبرت كلمة تخرج من افواههم ).
ولازم هذا التلفيق اخراج من نال من عثمان، فضلا عمن اجهز
عليه وقتله،عن شيعة آل محمد وهم اعيانالصحابة ووجوه
المهاجرين والانصار العدول كلهم عند القوم فضلا عن التشيع
فحسب، وهل يجسر علىهذا التحامل احد؟ فقصارى القول ان
اصدق كلمة حول هذه المهزاة انه حديث زور لا مقيل له من
الصحةولا يسوغ الاعتماد عليه.
32 روى الخطيب((601))، عن احمد بن محمد بن ابي بكر
الاشناني، عن محمد بن يعقوب الاصم، عنالسريبن يحيى،
عن شعيب((602)) بن ابراهيم، عن سيف بن عمر، عن
وائل((603)) بن داود، عن يزيد((604)) البهي،عن الزبير
مرفوعا: اللهم انك باركت لامتي في صحابتي فلا تسلبهم
البركة، وبارك لاصحابي في ابي بكر فلاتسلبه البركة،
واجمعهم عليه، ولا تنشر امره، اللهم واعز عمر بن الخطاب،
وصبر عثمان بن عفان، ووفقعليا، واغفر لطلحة، وثبت الزبير،
وسلم سعدا، ووقر عبد الرحمن، والحق بي السابقين الاولين
منالمهاجرين والانصار والتابعين باحسان.
قال الاميني : عقبه الخطيب بقوله: موضوع فيه ضعفاء اشدهم
سيف((605))، واوقفناك على ترجمة السري،وشعيب، وسيف،
من رجال الاسناد في الجزء الثامن (ص84، 140، 141، 333)
ويكفي كل واحد منهم فياعتلال السند فضلا عن ان يجتمعوا.
33 اخرج الخطيب قال: اخبرنا المبارك بن عبد الجبار، انباءنا
ابو طالب العشاري، حدثنا ابو الحسنمحمد بن عبد العزيز
البردعي، حدثنا ابو الحبيش طاهر ابن الحسين الفقيه، حدثنا
صدقة بن هبيرة بنعليالموصلي، حدثنا عمر بن الليث، حدثنا
محمد بن جعفر، حدثنا علي بن محمد الطنافسي، حدثنا
موسىبن خلف، حدثنا حماد بن ابي سليمان، عن ابراهيم بن
ابي سعيد الخدري، قال: بينما نحن جلوس عند رسولاللّه(ص)
اذ هبط جبرئيل، فقال: السلام عليك يا محمد ان اللّه قد
اتحفك بهذه السفرجلة، فسبحت السفرجلةفي كفه باءصناف
اللغات فقلنا: تسبح هذه السفرجلة في كفك؟! فقال: والذي
بعثني بالحق، لقد خلق اللّهتعالى في جنة عدن الف الف قصر،
في كل قصر الف الف مقصورة، في كل مقصورة الف الف سرير،
على كلسرير حوراء، تجري من تحت كل سرير اربعة انهار، على
كل نهر الف الف شجرة، في كلشجرة الف الفغصن، في كل
غصن الف الف سفرجلة، تحت كل سفرجلة الف الف ورقة، تحت
كلورقة الف الف ملك،لكل ملك الف الف جناح، تحت كل
جناح الف الف راس، في كل راس الف الف وجه، كل وجه الف
الففم، في كل فم الف الف لسان، تسبح اللّه باءلف الف لغة، لا
يشبه بعضها بعضا، وثواب ذلك التسبيح لمحبي ابيبكر، وعمر،
وعثمان، وعلي.
قال السيوطي في اللالئ((606)) (1/338): موضوع، صدقة
يحدث عن المجاهيل، ومحمد بن جعفر ترك احمدالتحديث
عنه، وموسى متروك.
ونحن نقول: لعل رواية هذه السفسطة وامثالها هي التي جعلت
المؤتمن الساجي سيئ الراي في شيخ الخطيبالمبارك بن
عبد الجبار، فرماه بالكذب وصرح بذلك، كما في لسان
الميزان((607)) (5/10) وهي التي تعرفك بقيةرجال الاسناد،
والعاقل قط لا يثق بمن تكون هذه روايته، واليك البيان:
1 ابو طالب العشاري محمد بن علي بن الفتح، ذكر الذهبي له
في الميزاناحاديث حكم بوضعها، فقال: قبحاللّه من وضعه،
والعتب انما هو على محدثي بغداد كيف تركوا العشاري يروي
هذه الاباطيل، وقال بعد ذكرتوثيق الخطيب اياه : ليس بحجة.
راجع ميزان الاعتدال((608)) (2/107).
2 ابو الحسن البردعي، قال الخطيب في تاريخه (2/353):
كتبت عنه وكانفيه نظر، مع انه لم يخرج عنه منالحديث
كبير شيء.
3 ابو الحبيش الفقيه، مجهول لا يعرف.
4 صدقة، مجهول لا يذكر بخير، ولا يعرف بجميل.
5 عمر بن الليث، مجهول منكر.
6 محمد بن جعفر هو المدائني، قال احمد: سمعت منه ولكن
لم ارو عنه قط ولا احدث عنه بشيء ابدا، وذكرهالعقيلي في
الضعفاء((609))، وحكى قول احمد، وقال ابن قانع: ضعيف،
وقال ابن عبدالبر: ليس هو بالقويعندهم، وقال ابو
حاتم((610)): يكتب حديثه ولا يحتج به((611)).
7 موسى بن خلف العمي البصري. قال الاجري: ليس بذاك
القوي، وعن ابن معين: ضعيف. وقال ابنحبان((612)): اكثر
من المناكير. وقال الدارقطني: ليس بالقوي يعتبر به((613)).
8 ابراهيم بن ابي سعيد الخدري، لم يذكر لابي سعيد ابن بهذا
الاسم،واحسب ان الصحيح ابراهيمالنخعي، عن ابي سعيد
الخدري واللّه العالم.
34 اخرج النحاس في كتاب معاني القرآن، قال: حدثنا ابو
عبداللّه احمد بن علي بن سهل، قال: حدثنامحمد بن حميد،
قال: حدثنا يحيى بن الضريس، عن زهير بن معاوية، عن ابي
اسحاق، عن البراء بن عازبقال:
ان اعرابيا قام الى رسول اللّه(ص) في حجة الوداع، والنبي(ص)
واقف بعرفات على ناقته العضباء، فقال: انيرجل مسلم،
فاءخبرني عن هذه الاية: ( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات انا
لانضيع اجر من احسنع ملا #اولئك لهم جنات عدن تجري من
تحتهم الانهار يحلون فيها من اساور من ذهب ويلبسون ثيابا
خضرا منسندس واستبرق ) الاية.((614)) فقال رسول
اللّه(ص): ما انت منهم ببعيد، ولا هم ببعيد منك، هم
هؤلاءالاربعة: ابو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، فاءعلم قومك ان
هذه الاية نزلت فيهم. ذكره القرطبي فيتفسيره((615))
(10/398): وقد روينا جميع ذلك بالاجازة،والحمد للّه.
قال الاميني : الا تعجب من رجل التفسير العظيم، يروي
بالاجازة مثل هذا الكذب الصراح بالاسنادالواهي، ويحمد ربه
على تحريفه الكلم عن مواضعه وتقوله على ربه وعلى
رسوله(ص)؟! اعوذ باللّه منالرواية بلا دراية.
في الاسناد : احمد بن علي بن سهل المروزي، ترجمه الخطيب
البغدادي في تاريخه (4/303). ولم يذكر كلمةفيالثناء عليه
كاءنه لا يعرف منه الا اسمه، وذكره الذهبي في
الميزان((616))، وذكر له حديثا، فقال: اورده ابنحزم وقال:
احمد مجهول((617)).
وفيه محمد بن حميد ابو عبداللّه الرازي التميمي، قال يعقوب
بن شيبة: كثير المناكير، وقال البخاري((618)): فيحديثه
نظر، وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الجوزجاني: رديء
المذهب غير ثقة. وقال فضلك الرازي:عندي عن ابن حميد
خمسون الفا لا احدث عنه بحرف.
وقال صالح الاسدي: كان كلما بلغه عن سفيان يحيله على
مهران، وما بلغه عن منصور يحيله على عمرو بنابي قيس، ثم
قال: كل شيء كان يحدثنا ابن حميد كنا نتهمه فيه. وقال في
موضع اخر: كانت احاديثه تزيد،وما رايت احدا اجرا على اللّه منه،
كان ياءخذ احاديث الناس فيقلب بعضه((619)) على بعض.
وقال ايضا: مارايت احدا احذق بالكذب من رجلين: سليمان
الشاذكوني، ومحمد بن حميد كان يحفظ حديثه كله.
وقال محمد بن عيسى الدامغاني: لما مات هارون بن المغيرة
ساءلت محمد بن حميد ان يخرج الي جميع ما سمع،فاءخرج
الي جزازات فاءحصيت جميع ما فيه: ثلاثمائة ونيفا وستين
حديثا. قال جعفر: واخرج ابن حميد،عن هارون بعد، بضعة عشر
الف حديث. وقال ابو القاسم ابن اخي ابي زرعة: ساءلت ابا زرعة
عن محمدبن حميد فاءومى باصبعه الى فمه، فقلت له: كان
يكذب؟ فقال براسه: نعم. فقلت له: كان قد شاخ لعله، كانيعمل
عليه ويدلس عليه: فقال: لا يا بني كان يتعمد.
وقال ابو نعيم بن عدي: سمعت ابا حاتم الرازي في منزله
وعنده ابن خراش وجماعة من مشايخ اهلالريوحف اظهم،
فذكروا ابن حميد فاءجمعوا على انه ضعيف في الحديث جدا،
وانه يحدث بما لم يسمعه، وانهياءخذ احاديث اهل البصرة
والكوفةفيحدث بها عن الرازيين. وقال ابو العباس بن سعيد:
سمعت داود بنيحيى يقول: سمعت ابن خراش يقول: حدثنا
ابن حميد وكان واللّه يكذب.
وقال سعيد بن عمرو البرذعي: قلت لابي حاتم: اصح ما صح
عندك في محمد ابن حميد الرازي اي شيءهو؟ فقال لي: كان
بلغني عن شيخ من الخلقانيين ان عنده كتابا عنابيزهير،
فاءتيته فنظرتفيه، فاذاالكتابليس من حديثابيزهير وهي
من حديث عليبنمجاهد، فاءبىان يرجع عنه، فقمت
وقلتلصاحبي:هذا كذاب لا يحسن ان يكذب. قال: ثم اتيت
محمد بن حميد بعد ذاك، فاءخرج الي ذلك الجزء بعينه،
فقلتلمحمد بن حميد: ممن سمعت هذا؟ قال: من علي بن
مجاهد، فقراه وقال فيه: حدثنا علي بن مجاهد،
فتحيرتفاءتيت الشاب الذي كان معي فاءخذت بيده فصرنا الى
ذلك الشيخ، فساءلناه عن الكتاب الذي اخرجه الينا،فقال: قد
استعاره مني محمد ابن حميد. وقال ابو حاتم: فبهذا استدللت
على انه كان يوميء الى انه امرمكشوف.
وقال «البيهقي: كان امام الائمة يعني» ابن خزيمة لا يروى عنه،
وقال النسائي: ليس بشيء، قال الكناني:فقلت له: البتة؟ قال:
نعم. قلت: ما اخرجت له شيئا؟ قال: لا. وقال في موضع آخر:
كذاب وكذا قال ابنوارة، وقال ابن حبان((620)): ينفرد عن
الثقات بالمقلوبات((621)).
فمجمل القول في الرجل انه كذاب مكثر، والذي اثنى عليه فقد
خفي عليه امره او كان ذلك قبل ظهور ماظهر منه من سوء
حاله، قال ابو العباس بن سعيد: سمعت داود بن يحيى يقول:
حدثنا عنه ابو حاتم قديما ثمتركه بخره. وقال ابو حاتم((622))
الرازي: ساءلني يحيى بن معين عن ابن حميد من قبل ان
يظهر منه ما ظهر،فقال: اي شيء ينقمون منه؟ فقلت: يكون
في كتابه شيء فيقول: ليس هذا هكذا فياءخذ القلمفيغيره،
فقال:بئس هذه الخصلة. الخ. وقال ابو علي النيسابوري: قلت
لابن خزيمة: لو حدث الاستاذ عن محمد بن حميدفان احمد
قد احسن الثناء عليه، فقال: انه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه
ما اثنى عليه اصلا.
35 اخرج ابن عساكر((623))، من طريق علي بن محمد بن
شجاع الربعي، عن عبدالوهاب الميداني الدمشقي،عن محمد
بن عبداللّه بن ياسر، عن محمد بن بكار، عن محمد بن الوليد،
عن داود بن سليمان الشيباني، عنحازم بن جبلة بن ابي
نصرة، عنابيه، عن جده، عن ابي سعيد الخدري (رضىا...عنه)
قال: قال رسولاللّه(ص) لابي بكر وعمر: واللّه اني لاحبكما
بحب اللّه اياكما، وان الملائكة لتحبكما بحب اللّه لكما، احب
اللّهمن احبكما، وصل اللّه من وصلكما، قطع اللّه من قطعكما،
وابغض اللّه من ابغضكما في دنياكماوآخرتكما((624)).
رجال الاسناد :
1 عبد الوهاب الميداني. قال الذهبي نقلا عن الكتاني: كان
فيه تساهل، واتهم في لقي ابي علي بن هارونالانصاري، ميزان
الاعتدال((625)) (2/160).
2 محمد بن عبداللّه. في الميزان((626)) (3/85): نكرة
وحديثه يعني هذا الحديث منكر بمرة.
3 محمد بن بكار. نكرة لا يعرف، قال ابن حزم: انه مجهول،
وقال الذهبي : صحيح انه مجهول. راجع
ميزانالاعتدال((627)) (3/31).
4 محمد بن الوليد. احسبه ابن ابان القلانسي، كذاب كان
يضع الحديث، ومن اباطيله ما مر في هذا الجزءفي فضيلة ابي
بكر.
5 داود بن سليمان. قال الذهبي: قال الازدي: ضعيف جدا.
الميزان((628))(1/318).
6 خازم بن جبلة هو ووالده وجده مجاهيل لا يعرفون.
36 اخرج الازدي، عن محمد بن عمر الانصاري، عن كثير
النواء، عن زكريا مولى طلحة، عن حسن بنالمعتمر، قال: سئل
علي عن ابي بكر وعمر فقال: انهما من الوفد السابقين الى اللّه
مع محمد، ولقد ساءلهماموسى من ربه فاءعطاهما
محمدا((629)).
قال الاميني : قال الذهبي في الميزان((630)) (3/113): خبر
منكر: ضعفه الازدي، اقول: في الاسناد كثير النواء،قال ابو
حاتم((631)): ضعيف الحديث، بابه سعد((632)) بن طريف،
وقال الجوزجاني: زائغ. وقال النسائي((633)):ضعيف. وقال في
موضع آخر: فيه نظر. وقال ابن عدي((634)): كان غاليا في
التشيع مفرطا فيه. وعن محمد بنبشر العبدي:لم يمت كثير
النواء حتى رجع عن التشيع((635)).
وزكريا مولى طلحة وشيخه مجهولان لايعرفان، هذا ما في
الاسناد من العلل وليس في رجاله ثقة ولاواحد، ومتن الرواية
اقوى شاهد على بطلانها.
37 اخرج احمد في المسند((636)) (1/193) باسناده عن
عبدالرحمن بن حميد، عن ابيه، عن عبدالرحمن بنعوف: ان
النبي(ص) قال: ابوبكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في
الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة فيالجنة، والزبير في الجنة،
وعبدالرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن ابي وقاص في
الجنة، وسعيد بن زيد فيالجنة، وابو عبيدة ابن الجراح في
الجنة.
وبهذا الاسناد اخرجه الترمذي في صحيحه((637)) (13/182،
183) وعن عبدالرحمن بن حميد، عن ابيه، عنرسول اللّه
نحوه. والبغوي في المصابيح((638)) (2/277).
واخرج ابو داود في سننه((639)) (2/264) من طريق عبداللّه
بن ظالم المازني، قال: سمعت سعيد بن زيد بنعمرو قال: لما
قدم فلان الكوفة اقام فلان خطيبا، فاءخذ بيدي سعيد بن زيد
فقال: الا ترى الى هذا الظالم؟فاءشهد على التسعة انهم في
الجنة (فعدهم) قلت: ومن العاشر؟ فتلكاء هنيئة ثم قال: انا.
|