حديث الاشباه في امير المؤمنين (ع)

  الغدير

حديث الاشباه في امير المؤمنين (ع)

هذا الحديث الذي رواه الحموي في معجمه نقلا عن تاريخ ابن بشران قد اصفق على روايته الفريقان، غير ان له‏ الفاظا مختلفة واليك نصوصها:

1 اخرج امام الحنابلة احمد عن عبدالرزاق باسناده المذكور بلفظ: «من اراد ان ينظر الى آدم في علمه، والى نوح في‏فهمه، والى ابراهيم في خلقه، والى موسى في مناجاته، والى عيسى في سنته، والى محمد في تمامه وكماله، فلينظر الى هذاالرجل المقبل‏». فتطاول الناس فاذا هم بعلي بن ابي طالب كانما ينقلع من صبب، وينحط من جبل.

2 اخرج ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي: المتوفى (458) في فضائل‏ الصحابة بلفظ: «من اراد ان ينظر الى آدم في علمه،والى نوح في تقواه، والى ابراهيم في حلمه والى موسى في هيبته، والى عيسى في عبادته، فلينظر الى علي بن ابي طالب‏».

كلمة العاصمي حول حديث الاشباه

3 اخرج الحافظ احمد بن محمد العاصمي في كتابه زين الفتى في شرح سورة هل اتى باسناده، من طريق الحافظ عبيداللّهبن موسى العبسي عن ابي الحمراء قال: قال رسول اللّه (ص): «من اراد ان ينظر الى آدم في علمه، والى نوح في فهمه،والى ابراهيم في حلمه، والى موسى في بطشه، فلينظر الى علي بن ابي طالب‏». وباسناد آخر من طريق الحافظ العبسي ايضا ، وزاد: «والى يحيى بن زكريا في زهده‏». واخرج باسناد ثالث بلفظ اقصر من المذكور. ثم قال:

اما آدم (ع) فانه وقعت المشابهة بين المرتضى وبينه بعشرة اشياء: اولها: بالخلق والطينة، والثاني: بالمكث والمدة، والثالث:بالصاحبة والزوجة، والرابع: بالتزويج والخلعة، والخامس: بالعلم والحكمة، والسادس: بالذهن والفطنة، والسابع: بالامروالخلافة، والثامن: بالاعداء والمخالفة، والتاسع: بالوفاء والوصية، والعاشر: بالاولاد والعترة. ثم بسط القول في وجه هذه‏ كلها، فقال:

ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين نوح بثمانية اشياء: اولها: بالفهم، والثاني: بالدعوة، والثالث: بالاجابة، والرابع: بالسفينة،والخامس: بالبركة، والسادس: بالسلام، والسابع: بالشكر، والثامن: بالاهلاك. ثم بين وجه الشبه في هذه كلها الى ان‏قال: ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين ابراهيم الخليل بثمانية اشياء: اولها: بالوفاء، والثاني: بالوقاية، والثالث: بمناظرته اباه‏وقومه، والرابع: باهلاك الاصنام بيمينه، والخامس: ببشارة اللّه اياه بالولدين اللذين هما من اصول انساب الانبياء:،والسادس: باختلاف احوال ذريته من بين محسن وظالم، والسابع: بابتلاء اللّه تعالى اياه بالنفس والولد والمال، والثامن:بتسمية اللّه اياه خليلا حتى لم يؤثر شيئا عليه. ثم فصل وجه الشبه فيها الى ان قال:

ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين يوسف الصديق بثمانية اشياء: اولها: بالعلم والحكمة في صغره، والثاني: بحسد الاخوة‏له، والثالث: بنكثهم العهود فيه، والرابع: بالجمع له بين العلم والملك في كبره، والخامس: بالوقوف على تاويل الاحاديث،والسادس: بالكرم والتجاوز عن اخوته، والسابع: بالعفو عنهم وقت القدرة عليهم، والثامن: بتحويل الديار. ثم قال بعدبيان وجه الشبه فيها:

ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين موسى الكليم (ع) بثمانية اشياء: اولها: الصلابة والشدة، والثاني: بالمحاجة والدعوة،والثالث: بالعصا والقوة، والرابع: بشرح الصدر والفسحة، والخامس: بالاخوة والقربة، والسادس: بالود والمحبة، والسابع:بالاذى والمحنة، والثامن: بميراث الملك والامرة. وبين وجه التشبيه فيها، ثم قال:

ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين داود بثمانية اشياء: اولها: بالعلم والحكمة، والثاني: بالتقوى على اخوانه في صغر سنه،والثالث: بالمبارزة لقتل جالوت، والرابع: بالقدر معه من طالوت الى ان اورثه اللّه ملكه، والخامس: بالانة الحديد له،والسادس: بتسبيح الجوامد معه، والسابع: بالولد الصالح، والثامن: بفصل الخطاب. وقال بعد بيان المشابهة فيها:

ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين سليمان بثمانية اشياء: اولها: بالفتنة والابتلاء في نفسه، والثاني: بتسليط الجسدعلى‏كرسيه، والثالث: بتلقين اللّه اياه في صغره بما استحق به الخلافة، والرابع: برد الشمس لاجله بعد المغيب، والخامس:بتسخير الهواء والريح له، والسادس: بتسخير الجن له، والسابع: بعلمه منطق الطير والجوامد وكلامه اياه، والثامن: بالمغفرة‏ورفع الحساب عنه. ثم بين وجه التشبيه فقال:

ووقعت المشابهة بين المرتضى (ع) وبين ايوب بثمانية اشياء: احدها: بالبلايا في بدنه، والثاني: بالبلايا في ولده، والثالث:بالبلايا في ماله، والرابع: بالصبر على الشدائد، والخامس: بخروج الجميع عليه، والسادس: بشماتة الاعداء، والسابع:بالدعاء للّه تعالى فيما بين ذلك وترك التواني فيها، والثامن: بالوفاء للنذر والاجتناب عن الحنث. وقال بعد بيان وجه‏المشابهة فيها:

ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين يحيى بن زكريا بثمانية اشياء: اولها: بالحفظ والعصمة، والثاني: بالكتاب والحكمة،والثالث: بالتسليم والتحية، والرابع: ببر الوالدين، والخامس: بالقتل والشهادة لاجل امراة مفسدة، والسادس: بشدة‏الغضب والنقمة من اللّه تعالى على قتله، والسابع: بالخوف والمراقبة، والثامن: بفقد السمي والنظر له في التسمية. ثم قال بعدبسط الكلام حول التشبيه فيها:

ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين عيسى بثمانية اشياء: اولها: بالاذعان للّه الكبير المتعال، والثاني: بعلمه بالكتاب طفلا ولم‏يبلغ مبلغ الرجال، والثالث: بعلمه بالكتابة والخطابة، والرابع: بهلاك الفريقين فيه من اهل الضلال، والخامس: بالزهد في‏الدنيا، والسادس: بالكرم والافضال، والسابع: بالاخبار عن الكوائن في الاستقبال، والثامن: بالكفاءة. ثم بين وجه الشبه ‏فيها.

وهذا الكتاب من انفس كتب العامة، فيه آيات العلم وبينات العبقرية، وقد شغل القوم عن نشر مثل هذه النفائس ‏بالتافهات المزخرفة.

4 اخرج اخطب الخطباء الخوارزمي المالكي: المتوفى (568) باسناده في المناقب ((3-1375)) (ص‏49) من طريق البيهقي، عن ابي‏الحمراء بلفظ: «من اراد ان ينظر الى آدم في علمه، والى نوح في فهمه، والى يحيى بن زكريا في زهده، والى موسى بن‏عمران في بطشه، فلينظر الى علي بن ابي طالب‏».

واخرج في (ص‏39) باسناده من طريق ابن مردويه، عن الحارث الاعور صاحب راية علي بن ابي طالب، قال: بلغنا ان النبي (ص) كان في جمع من اصحابه فقال: «اريكم آدم في علمه، ونوحا في فهمه، وابراهيم في حكمته‏». فلم يكن باسرع من ان طلع علي (ع)، فقال ابو بكر: يا رسول اللّه اقست رجلا بثلاثة من الرسل؟! بخ بخ لهذا الرجل،من هو يا رسول اللّه؟ قال النبي: «اولا تعرفه يا ابا بكر؟» قال: اللّه ورسوله اعلم. قال: «هو ابو الحسن علي بن ابي طالب‏». فقال ابو بكر: بخ بخ لك يا ابا الحسن، واين مثلك يا ابا الحسن؟

وروى في (ص‏245) باسناده بلفظ: «من اراد ان ينظر الى آدم في علمه، والى موسى في شدته، والى عيسى في زهده،فلينظر الى هذا المقبل، فاقبل علي‏». وذكره.

5 ابو سالم كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي: المتوفى (652) رواه في مطالب السؤول ((3-1376)) ، نقلا عن كتاب فضائل‏الصحابة للبيهقي بلفظ: «من اراد ان ينظر الى آدم في علمه، والى نوح في تقواه، والى ابراهيم في حلمه، والى موسى في‏هيبته، والى عيسى في عبادته، فلينظر الى علي بن ابي طالب‏». ثم قال:

فقد اثبت النبي (ص) لعلي بهذا الحديث علما يشبه علم آدم، وتقوى تشبه تقوى نوح، وحلما يشبه حلم ابراهيم،وهيبة‏تشبه هيبة موسى، وعبادة تشبه عبادة عيسى، وفي هذا تصريح لعلي بعلمه وتقواه وحلمه وهيبته وعبادته، وتعلوهذه الصفات الى اوج العلى حيث شبهها بهؤلاء الانبياء المرسلين، من الصفات المذكورة والمناقب المعدودة.

6 عز الدين بن ابي الحديد: المتوفى (655)، قال في شرح نهج البلاغة ((3-1377)) (2/236): روى المحدثون عنه (ص) انه قال:«من اراد ان ينظر الى نوح في عزته، وموسى في علمه، وعيسى في ورعه، فلينظر الى علي بن ابي طالب‏».

ورواه ((3-1378)) في (2/449) من طريق احمد والبيهقي، نقلا عن مسند الاول وصحيح الثاني بلفظ: «من اراد ان ينظر الى نوح في‏عزمه، والى آدم في علمه، والى ابراهيم في حلمه، والى موسى في فطنته، والى عيسى في زهده، فلينظر الى علي بن ابي‏طالب‏».

7 الحافظ ابو عبداللّه الكنجي الشافعي: المتوفى (658)، اخرجه في كفاية الطالب ((3-1379)) (ص‏45) باسناده عن ابن عباس،قال: بينما رسول اللّه (ص) جالس في جماعة من اصحابه، اذ اقبل علي (ع) فلما بصر به رسول اللّه (ص) قال: «من ارادمنكم ان ينظر الى آدم في علمه، والى نوح في حكمته، والى ابراهيم في حلمه، فلينظر الى علي بن ابي طالب‏»، ثم قال:

قلت: تشبيهه لعلي بدم في علمه ، لان اللّه علم آدم صفة كل شي‏ء كما قال‏غ: (وعلم آدم الاسماء كلها) ((3-1380)) فما من شي‏ءولا حادثة الا وعند علي فيها علم، وله في استنباط معناها فهم.

وشبهه بنوح في حكمته، وفي رواية: في حكمه وكانه اصح، لان عليا كان شديدا على الكافرين، رؤوفا بالمؤمنين، كما وصفه‏اللّه تعالى في القرآن بقوله: (والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم) ((3-1381)) . واخبر اللّه غ عن شدة نوح على الكافرين بقوله: (رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا) ((3-1382)) .

وشبهه في الحلم بابراهيم خليل الرحمن، كما وصفه غ بقوله: (ان ابراهيم لا واه حليم) ((3-1383)) فكان متخلقا باخلاق الانبياء،متصفا بصفات الاصفياء.

8 الحافظ ابو العباس محب الدين الطبري: المتوفى (694)، رواه في الرياض النضرة ((3-1384)) (2/218) بلفظ: «من اراد ان‏ينظر الى آدم في علمه، والى نوح في فهمه، والى ابراهيم في حلمه، والى يحيى بن زكريا في زهده، والى موسى بن عمران في‏بطشه، فلينظر الى علي بن ابي طالب‏». قال: اخرجه القزويني الحاكمي.

واخرج عن ابن عباس بلفظ: «من اراد ان ينظر الى ابراهيم في حلمه، والى نوح في حكمه، والى يوسف في جماله، فلينظرالى علي بن ابي طالب‏». فقال: اخرجه الملا في سيرته ((3-1385)) .

9 شيخ الاسلام الحموئي: المتوفى (722)، اخرجه في فرائد السمطين ((3-1386)) بعدة اسانيد من طرق الحاكم النيسابوري وابي‏بكر البيهقي بلفظ محب الدين الطبري المذكور، وما يقرب منه.

10 القاضي عضد الدين الايجي الشافعي: المتوفى (756)، رواه في المواقف ((3-1387)) (3/276) بلفظ: «من اراد ان ينظر الى آدم ‏في علمه، والى نوح في تقواه، والى ابراهيم في حلمه، والى موسى في هيبته، والى عيسى في عبادته، فلينظر الى علي ابن ابي‏طالب‏».

11 التفتازاني الشافعي: المتوفى (792)، في شرح المقاصد ((3-1388)) (2/299) بلفظ القاضي الايجي المذكور.

12 ابن الصباغ المالكي: المتوفى (855)، روى في الفصول المهمة ((3-1389)) (ص‏21) نقلا عن فضائل الصحابة للبيهقي، باللفظ ‏المذكور.

13 السيد محمود الالوسي: المتوفى (1270)، رواه في شرح عينية عبدالباقي العمري (ص‏27) بلفظ البيهقي.

14 الصفوري، قال في نزهة المجالس ((3-1390)) (2/240) قال النبي (ص): «من اراد ان ينظر الى آدم في علمه، والى نوح في‏فهمه، والى ابراهيم في حلمه، والى موسى في زهده، والى محمد في بهائه، فلينظر الى علي بن ابي طالب‏». ذكره ابن‏الجوزي. وفي حديث آخر ذكره الرازي في تفسيره ((3-1391)) : «من اراد ان يرى آدم في علمه، ونوحا في طاعته، وابراهيم في‏خلته، وموسى في هيبته، وعيسى في صفوته، فلينظر الى علي بن ابي طالب‏».

15 السيد احمد القادين خاني، في هداية المرتاب (ص‏146) بلفظ البيهقي.

الشاعر

ابو عبداللّه محمد بن‏احمد بن عبداللّه ((3-1392)) الكاتب‏النحوي البصري الملقب بالمفجع، اوحدي من رجالات العلم والحديث،وواسطة العقد بين ائمة اللغة والادب، وبيت القصيد في صاغة القريض، ومن المعدودين من اصحابنا الامامية، مدحوه‏بحسن العقيدة، وسلامة المذهب، وسداد الراي، وكان كل جنوحه الى ائمة اهل البيت:، وقد اكثر في شعره من الثناء عليهم،والتفجع لما انتابهم من المصائب والفوادح، فلم يزل على ذلك حتى لقبه مناوئوه المتنابزون بالالقاب بالمفجع، واليه يوعز بقوله:

ان يكن قيل لي المفجع نبزا / فلعمري انا المفجع هما

ثم صار لقبا له حتى عند اوليائه لذلك السبب المذكور، كما قاله النجاشي والعلا مة، ولبيت قاله كما في معجم الشعراء للمرزباني ((3-1393)) (ص‏464)، وكانه يريد البيت المذكور.

ثم ان المصرح به في معجمي الشعراء والادباء للمرزباني والحموي ((3-1394)) ، والوافي بالوفيات للصفدي ((3-1395)) : ان المترجم من‏المكثرين من الشعر، وذكر ابن النديم ((3-1396)) ان شعره في‏مائة‏ورقة، ويؤكده ما قاله‏النجاشي ((3-1397)) والعلا مة ((3-1398)) من ان له شعراكثيرافي اهل البيت:، وهوالذي يعطيه وصفهم له من انه كان كاتبا شاعرا، بصيرا بالغريب كما في مروج‏الذهب ((3-1399)) ، ومن‏انه‏من وجوه‏اهل‏اللغة والادب، وقال‏ابو محمد بن بشران ((3-1400)) : كان شاعر البصرة واديبها، وكان يجلس في الجامع بالبصرة فيكتب عنه ويقرا عليه الشعر واللغة والمصنفات، وشعره‏مشهور، وكان ابو عبداللّه الاكفاني راويته، وكتب لي بخطه من مليح شعره شيئا كثيرا، وشعره كثير حسن، وله في جماعة‏من كبار اهل الاهواز مدائح كثيرة واهاج، وله قصيدة في ابي عبداللّه بن درستويه يرثيه فيها وهو حي، يقول فيها ويلقبه‏ بدهن الاجر:

مات دهن الاجر فاخضرت الار / ض وكادت جبالها لا تزول

ويصف اشياء كثيرة فيها، وكان يكثر عند والدي ويطيل المقام عنده، وكنت اراه عنده وانا صبي بالاهواز، وله اليه‏مراسلات، وله فيه مدح كثيرة كنت جمعتها فضاعت ايام دخول ابن ابي ليلى الاهواز ونهب روزناماتها ((3-1401)) ، وكان منهاقصيدة بخطه عندي يقول فيها:

لو قيل للجود من مولاك قال نعم / عبدالمجيد المغيرة بن بشران

واذكر له من قصيدة اخرى:

يا من اطال يدي اذ هاضني ((3-1402)) زمني / وصرت في المصر مجفوا ومطرحا

انقذتني من اناس عند دينهم / قتل الاديب اذا ما علمه اتضحا

لقي المفجع ثعلبا واخذ عنه وعن غيره، وكان بينه وبين ابن دريد مهاجاة كما في فهرست ابن النديم ((3-1403)) ، والوافي بالوفيات‏للصفدي ((3-1404)) ، ويقوي القول ما في مروج الذهب من انه صاحب الباهلي المصري الذي كان يناقض ابن دريد، غيران‏الثعالبي ذكر في اليتيمة ((3-1405)) انه صاحب ابن دريد، وقام مقامه في التاليف والاملاء، ولعلهما كانا في وقتين من امد تعاصرهما.

يروي عنه ابو عبداللّه الحسين بن خالويه، وابو القاسم الحسن بن بشير بن يحيى، وابو بكر الدوري. وكان ينادم ويعاشرابا القاسم نصر بن احمد البصري الخبزارزي الشاعر المجيد المتوفى (327)، وابا الحسين محمد بن محمد المعروف بابن لنك ك‏البصري النحوي، وابا عبداللّه الاكفائي الشاعر البصري.

آثاره القيمة

1 كتاب المنقذ من الايمان. قال الصفدي في الوافي بالوفيات (ص‏130): يشبه كتاب الملاحن لابن دريد وهو اجود منه.ينقل عنه السيوط‏ي في شرح المغني ((3-1406)) فوائد ادبية.

2 كتاب قصيدته في اهل البيت:.

3 كتاب الترجمان في معاني الشعر. يحتوي على ثلاثة عشر حدا وهي: حد الاعراب، حد المديح، حد البخل، حد الحلم‏والراي، حد الهجاء، حد اللغز، حد المال، حد الاغتراب، حدالمطايا، حد الخطوب، حد النبات، حد الحيوان، حد الغزل.قال النجاشي: لم يعمل مثله في معناه.

4 كتاب الاعراب.

5 كتاب اشعار الجواري لم يتم.

6 كتاب عرائس المجالس.

7 كتاب غريب شعر زيد الخيل الطائي.

8 كتاب اشعار ابي بكر الخوارزمي.

9 كتاب سعادة العرب.

ذكر المرزباني للمفجع في مدح ابي الحسن محمد بن عبدالوهاب الزينبي الهاشمي من قصيدة قوله:

للزينبي على جلالة قدره / خلق كطعم الماء غير مزند ((3-1407))

وشهامة تقصي الليوث اذا سطا / وندى يغرق كل بحر مزبد

يحتل بيتا في ذؤابة هاشم / طالت دعائمه محل الفرقد

حر يروح المستميح ويغتدي / بمواهب منه تروح وتغتدي

فاذا تحيف ماله‏ اعطاؤه / في يومه نهك البقية في غد ((3-1408))

بضياء سنته المكارم تهتدي / وبجود راحته السحائب تقتدي

مقدار ما بيني وما بين الغنى / مقدار ما بيني وبين المربد ((3-1409))

وفي معجم الادباء ((3-1410)) نقلا عن تاريخ ابي محمد عبداللّه بن بشران انه قال: دخل المفجع يوما الى القاضي ابي القاسم علي بن‏محمد التنوخي فوجده يقرا معاني الشعر على العبيسي، فانشد:

قد قدم العجب على الرويس / وشارف الوهد ابا قبيس ((3-1411))

وطاول البقل فروع الميس / وهبت العنز لقرع التيس ((3-1412))

وادعت ‏الروم ابا في قيس / واختلط الناس اختلاط الحيس ((3-1413))

اذ قرا القاضي حليف الكيس / معاني الشعر على العبيسي

والقى ذلك الى التنوخي وانصرف. قال: ومدح ابا القاسم التنوخي فراى منه جفاء، فكتب اليه:

لو اعرض الناس كلهم وابوا / لم ينقصوا رزقي الذي قسما

كان وداد فزال وانصرما / وكان عهد فبان وانهدما

وقد صحبنا في عصرنا امما / وقد فقدنا من قبلهم امما

فما هلكنا هزلا ولا ساخت الـ / ـارض ولم تقطر السماء دما

في اللّه من كل هالك خلف / لا يرهب الدهر من به اعتصما

حر ظننا به الجميل فما / حقق ظنا ولا رعى الذمما

فكان ماذا ما كل معتمد / عليه يرعى الوفاء والكرما

غلطت والناس يغلطون وهل / تعرف خلقا من غلطة سلما

من ذا اذا اعط‏ي السداد فلم / يعرف بذنب ولم يزل قدما

شلت يدي لم جلست عن تفه / اكتب شجوي وامتط‏ي القلما

ياليتني قبلها خرست فلم / اعمل لسانا ولا فتحت فما

يا زلة ما اقلت عثرتها  ابقت على القلب والحشا الما

من راعه بالهوان صاحبه / فعاد فيه فنفسه ظلما

وله قوله:

لنا صديق مليح الوجد مقتبل / وليس في وده نفع ولا بركه

شبهته بنهار الصيف يوسعنا / طولا ويمنع منا النوم والحركه

وللمفجع كما في شرح ابن ابي الحديد ((3-1414)) قوله:

ان كنت خنتكم المودة غادرا / او حلت عن سنن المحب الوامق

فمسحت في قبح ابن طلحة انه / ما دل قط على كمال الخالق

وله في معجم الادباء ((3-1415)) ما قاله حين دامت الامطار وقطعت عن الحركة:

يا خالق الخلق اجمعينا / وواهب المال والبنينا

ورافع السبع فوق سبع / لم يستعن فيهما معينا

ومن اذا قال كن لشي‏ء / لم تقع النون او يكونا

لا تسقنا العام صوب غيث / اكثر من ذا فقد روينا

وله وقد سال بعض اصدقائه ايضا رقعة وشعرا له يهنئه في مهرجان الى بعض فقصر حتى مضى المهرجان، قوله:

ان الكتاب وان تضمن طيه / كنه البلاغة كالفصيح الاخرس

فاذا اعانته عناية حامل / فجوابه ياتي بنجح منفس

واذا الرسول ونى وقصر عامدا / كان الكتاب صحيفة المتلمس ((3-1416))

قد فات يوم المهرجان فذكره / في الشعر ابرد من سخاء المفلس

فسئل عن سخاء المفلس، فقال: يعد في افلاسه بما لا يفي به عند امكانه. ومن ملحه قوله لانسان اهدى اليه طبقا فيه قصب السكر والاترنج والنارنج:

ان شيطانك في الظر / ف لشيطان مريد

فلهذا انت فيه / تبتدي ثم تعيد

قد اتتنا تحفة منـ / ـك على الحسن تزيد

طبق فيه قدود / ونهود وخدود ((3-1417))

وذكر له الوطواط في غرر الخصائص ((3-1418)) (ص‏270) قوله يستنجز به:

ايها السيد عش في غبطة / ما تغنى طائر الايك الغرد

لي وعد منك لا تنكره / فاقضه انجز حر ماوعد

انت احييت بمبذول الندى / سنن الجود وقد كان همد

فاذا صال زمان اوسطا / فعلى مثلك مثلي يعتمد

ذكر له النويري في نهاية الارب ((3-1419)) (ص‏77):

ظبي اذا عقرب اصداغه / رايت ما لا يحسن العقرب

تفاح خديه له نضرة / كانه من دمعتي يشرب

ولد المفجع بالبصرة وتوفي بها سنة (327) كما في معجم الادباء، نقلا عن تاريخ معاصره ابي محمد عبداللّه بن بشران، قال:كانت وفاته قبل وفاة والدي بايام يسيرة، ومات والدي في يوم السبت لعشر خلون من شعبان سنة سبع و عشرين‏ و ثلاثمائة.

وقال المرزباني: انه مات في سنة قبل الثلاثين وثلاثمائة. وارخه الصفدي في الوافي بالوفيات بسنة عشرين وثلاثمائة،وكذلك القاضي في المجالس، والسيوط‏ي في البغية، وتبعهم آخرون. والمختار ما حكاه الحموي عن تاريخ ابي محمد بن ‏بشران.

تجد ترجمة المفجع ((3-1420)) في : فهرست ابن النديم (ص‏123)، فهرست الشيخ (ص‏150)، معجم الشعراء للمرزباني (ص‏464)، يتيمة الدهر (2/334)، فهرست النجاشي (ص‏264)، مروج الذهب (2/519)، معجم الادباء (17/190 205)، الوافي ‏بالوفيات للصفدي (1/129)، خلاصة الاقوال للعلا مة، بغية الوعاة (ص‏13)، مجالس المؤمنين (ص‏234)، جامع الرواة‏للاردبيلي، منهج المقال (ص‏280)، روضات الجنات (ص‏554)، الكنى والالقاب (3/163)، الاعلام للزركلي (3/845)، آثار العجم (ص‏377).

LEAVE A COMMENT