فما استتم الدعاء حتى التقت السماء بروقها، فجاء اهل البطانة
يضجون: يا رسول اللّه الغرق، فقال:«حوالينا ولا علينا». فانجاب
السحاب عن المدينة كالاكليل، فضحك رسول اللّه (ص) حتى
بدت نواجذه‏وقال: «للّه در ابي طالب لو كان حيا لقرت عيناه،
من الذي ينشدنا شعره؟ فقال علي بن ابي طالب كرم اللّهوجهه:
يا رسول اللّه كانك اردت قوله:
وابيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للارامل
قال: اجل‏» فانشده ابياتا من القصيدة ورسول اللّه يستغفر لابي
طالب على المنبر، ثم قام رجل من كنانة‏وانشد:
لك الحمد والحمد ممن شكر
سقينا بوجه النبي المطر
دعا اللّه خالقه دعوة
واشخص معها اليه البصر
فلم يك الا كالقاء الردا
واسرع حتى راينا الدرر
دفاق العزالي جم البعاق((1616))
اغاث به اللّه عليا مضر
فكان كما قاله عمه
ابو طالب ابيض ذو((1617)) غرر
به اللّه يسقي صيوب الغمام
وهذا العيان لذاك الخبر
فقال رسول اللّه (ص): «ان يك شاعرا يحسن فقد احسنت‏».
اعلام النبوة للماوردي (ص‏77)، بدائع الصنائع (1/283)، شرح
ابن ابي الحديد (3/316)، السيرة الحلبية،عمدة القاري
(3/435)، شرح شواهد المغني للسيوط‏ي (ص‏136)، سيرة
زيني دحلان (1/87)، اسنى‏المطالب (ص‏15)، طلبة الطالب
(ص‏43)((1618)).
قال البرزنجي كما في اسنى المطالب: فقول النبي (ص): «للّه
در ابي طالب‏»
يشهد له بانه لو راى النبي وهو يستسقي على المنبر لسره
ذلك، ولقرت عيناه، فهذا من النبي(ص) شهادة‏لابي طالب بعد
موته انه كان يفرح بكلمات النبي (ص) وتقر عينه بها، وما ذلك
الا لسر وقر في قلبه من‏تصديقه بنبوته وعلمه بكمالاته. انتهى.
قال الاميني : وذكر جمع هذا الحديث في استسقاء النبي (ص)
وحذف منه كلمة: «للّه در ابي طالب‏». وانت‏اعرف مني بالغاية
المتوخاة في هذا التحريف، ولا يفوتنا عرفانها.
6 قال ابن ابي الحديد في شرحه((1619))(3/316): ورد في
السير والمغازي ان عتبة ابن ربيعة او شيبة لما قطع‏رجل ابي
عبيدة بن الحارث بن المطلب يوم بدر اشبل((1620))عليه
علي وحمزة فاستنقذاه منه وخبطا عتبة‏بسيفهما حتى قتلاه،
واحتملا صاحبهما من المعركة الى العريش فالقياه بين يدي
رسول اللّه (ص) وان مخ‏ساقه‏ليسيل، فقال: يا رسول اللّه لو كان
ابو طالب حى ا لعلم انه قد صدق في قوله:
كذبتم وبيت اللّه نخلي محمدا
ولما نطاعن دونه ونناضل
وننصره حتى نصرع حوله
ونذهل عن ابنائنا والحلائل
فقالوا: ان رسول اللّه (ص) استغفر له ولابي طالب يومئذ.
7 عن رسول اللّه (ص) انه قال لعقيل بن ابي طالب: «يا ابا يزيد
اني احبك حبين حبا لقرابتك مني، وحبالما كنت اعلم من
حب عمي ابي طالب اياك‏».
اخرجه((1621)) ابو عمر في الاستيعاب (2/509)، والبغوي،
والطبراني كما في ذخائر العقبى (ص‏222)، وتاريخ‏الخميس
(1/163)، وعماد الدين يحيى العامري في بهجة المحافل
(1/327)، وذكره ابن ابي الحديد في شرحه(3/312) وقال:
قالوا: اشتهر واستفاض هذا الحديث، والهيثمي في مجمع
الزوائد (9/273) وقال: رجاله‏ثقات.
هذا شاهد صدق على ان النبي (ص) كان يعتقد ايمان عمه، والا
فما قيمة حب كافر لاي احد حتى يكون‏سببا لحبه (ص)
اولاده؟
وقول رسول اللّه (ص) هذا لعقيل كان بعد اسلامه كما نص عليه
الامام العامري في بهجة المحافل وقال:وفيها اسلام عقيل بن
ابي طالب الهاشمي، ولما اسلم قال له النبي (ص): يا ابا يزيد.
الى آخره.
وقال جمال الدين الاشخر اليمني في شرح البهجة عند شرح
الحديث: ومن شان المحب محبة حبيب الحبيب.
الا تعجب من حب رسول اللّه (ص) ابا طالب ان لم يك معتنقا
لدينه العياذ باللّه ومن اعرابه عنه بعدوفاته. ومن حبه عقيلا
لحب ابيه اياه؟
8 اخرج ابو نعيم((1622)) وغيره عن ابن عباس وغيره قالوا:
كان ابو طالب يحب النبي (ص) حبا شديدا لايحب اولاده مثله،
ويقدمه على اولاده، ولذا كان لا ينام الا الى جنبه، ويخرجه معه
حين يخرج.
ولما مات ابو طالب نالت قريش منه من الاذى ما لم تكن تطمع
فيه في حياة ابي طالب، حتى اعترضه سفيه‏من سفهاء قريش
فنثر على راسه ترابا، فدخل رسول اللّه (ص) بيته والتراب على
راسه، فقامت اليه‏احدى‏بناته تغسل عنه التراب وتبكي ورسول
اللّه (ص) يقول لها: «يا بنية لا تبكي فان اللّه مانع اباك، مانالت
مني قريش شيئا اكرهه حتى مات ابو طالب‏»((1623)).
وفي لفظ: «ما زالت قريش كاعين اي جبناء حتى مات ابو
طالب‏».
وفي لفظ: «ما زالت قريش كاعة حتى مات ابو طالب‏».
تاريخ الطبري (2/229)، تاريخ ابن عساكر (1/284)، مستدرك
الحاكم (2/622)، تاريخ ابن كثير (3/122،134)، الصفوة لابن
الجوزي (1/21)، الفائق للزمخشري (2/213)، تاريخ الخميس
(1/253)، السيرة الحلبية(1/375)، فتح‏الباري (7/153، 154)،
شرح شواهد المغني (ص‏136) نقلا عن البيهقي، اسنى
المطالب(ص‏11، 21)، طلبة الطالب (ص‏4، 54).
9 عن عبداللّه قال: لما نظر رسول اللّه (ص) يوم بدر الى
القتلى وهم مصرعون قال لابي بكر: «لو ان اباطالب حي لعلم
ان اسيافنا قد اخذت بالاماثل‏» يعني قول ابي طالب:
كذبتم وبيت اللّه ان جد ما ارى
لتلتبسن اسيافنا بالاماثل.
الاغاني((1624)) (17/28)، طلبة الطالب (ص‏38) نقلا عن
دلائل الاعجاز((1625)).
10 اخرج الحافظ الكنجي في الكفاية((1626)) (ص‏68): من
طريق الحافظ ابن فنجويه عن ابن عباس في‏حديث مرفوعا قال
(ص) لعلي: لو كنت مستخلفا احدا لم يكن احد احق منك
لقدمتك في الاسلام،وقرابتك من رسول اللّه، وصهرك وعندك
فاطمة سيدة نساء المؤمنين وقبل ذلك ما كان من بلاء ابي
طالب،اياي حين نزل القرآن وانا حريص ان ارعى ذلك في ولده
بعده.
قال الاميني : ان شيئا من مضامين هذه الاحاديث لا يتفق مع
كفر ابي طالب، فهو(ص) لا يامر خليفته‏الامام (ع) بتكفين كافر
ولا تغسيله، ولا يستغفر له ولا يترحم عليه، كما في الحديث
الثاني، ولا يجزيه خيراكما في الحديث الثالث، ولا يرجو له بعض
الخير فضلا عن كله كما في الحديث الرابع، ولا يستدر له
الخيركما في حديث الاستسقاء، ولا يستغفر له كما في الحديث
السادس، ولا يحب عقيلا لحبه اياه، فان الكفر يزع‏المسلم عن
بعض هذه، فكيف بكلها فضلا عن نبي الاسلام(ص)؟ وهو
الصادع بقول اللّه العزيز: (لا تجدقوما يؤمنون باللّه واليوم الاخر
يوادون من حاد اللّه ورسوله ولو كانوا آباءهم او ابناءهم او
اخوانهم اوعشيرتهم)((1627)).
وقوله تعالى: (يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء
تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم‏من‏الحق)((1628)).
وقوله تعالى: (يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم واخوانكم اولياء
ان
استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم
الظالمون)((1629)).
وقوله تعالى: (ولو كانوا يؤمنون باللّه والنبي وما انزل اليه ما
اتخذوهم اولياء)((1630)). الى آيات اخرى.
الكلم الطيب
اخرج تمام الرازي في فوائده، باسناده عن عبداللّه بن عمر قال:
قال رسول اللّه(ص): «اذا كان يوم القيامة‏شفعت لابي وامي
وعمي ابي طالب واخ لي كان في الجاهلية‏».
ذخائر العقبى (ص‏7)، الدرج المنيفة للسيوط‏ي (ص‏7)،
مسالك الحنفا (ص‏14)، وقال فيه: اخرجه ابو نعيم‏وغيره وفيه
التصريح بان الاخ من الرضاعة، فالطرق عدة يشد بعضها بعضا،
فان الحديث الضعيف يتقوى‏بكثرة طرقه، وامثلها حديث ابن
مسعود فان الحاكم صححه.
وفي تاريخ اليعقوبي((1631)) (2/26) روي عنه (ص) انه قال:
«ان اللّه عز وجل وعدني في اربعة: في ابي وامي‏وعمي واخ كان
لي في الجاهلية‏».
اخرج ابن الجوزي باسناده عن علي (ع) مرفوعا: «هبط جبرئيل
(ع) علي فقال: ان‏اللّه يقرئك‏السلام‏ويقول: حرمت‏النار على
صلب‏انزلك، وبطن‏حملك، وحجر كفلك‏»، اما الصلب فعبداللّه،
واما البطن فمنة،واما الحجر فعمه يعني ابا طالب وفاطمة
بنت اسد. التعظيم والمنة للحافظ السيوط‏ي (ص‏25).
وفي شرح ابن ابي الحديد((1632)) (3/311): قال رسول اللّه
(ص): «قال لي جبرائيل: ان اللّه مشفعك في ستة:بطن حملتك
آمنة بنت وهب، وصلب انزلك عبداللّه ابن عبدالمطلب، وحجر
كفلك ابو طالب، وبيت آواك‏عبد المطلب، واخ كان لك في
الجاهلية‏» الى آخره.
رثاء امير المؤمنين والده العظيم
ذكر سبط ابن الجوزي في تذكرته((1633)) (ص‏6): ان عليا
(ع) قال في رثاء ابي طالب:
ابا طالب عصمة المستجير
وغيث المحول ونور الظلم
لقد هد فقدك اهل الحفاظ
فصلى عليك ولي النعم
ولقاك ربك رضوانه
فقد كنت للطهر من خير عم
هذه الابيات توجد في ديوان ابي طالب ايضا (ص‏36)، وذكرها
ابو علي الموضح كما في كتاب‏الحجة((1634))(ص‏24) للسيد
فخار ابن معد المتوفى (630)، وقال ابن ابي الحديد: قال ايضا:
ارقت لطير آخر الليل غردا
يذكرني شجوا عظيما مجددا
ابا طالب ماوى الصعاليك ذا الندى
جوادا اذا ما اصدر الامر اوردا
فامست قريش يفرحون بموته
ولست ارى حيا يكون مخلدا
ارادوا امورا زينتها حلومهم
ستوردهم يوما من الغي موردا
يرجون تكذيب النبي وقتله
وان يفترى قدما عليه ويجحدا
كذبتم وبيت اللّه حتى نذيقكم
صدور العوالي والحسام المهندا
فاما تبيدونا واما نبيدكم
واما تروا سلم العشيرة ارشدا
والا فان الحي دون محمد
بني هاشم خير البرية محتدا((1635))
هذه الابيات توجد في الديوان المنسوب الى مولانا امير
المؤمنين (ع) مع تغيير يسير وزيادة واليك نصها:
ارقت لنوح آخر الليل غردا
يذكرني شجوا عظيما مجددا
ابا طالب ماوى الصعاليك ذا الندى
وذا الحلم لا خلفا ولم يك قعددا
اخا الملك خلى ثلمة سيسدها
بنو هاشم او يستباح فيهمدا
فامست قريش يفرحون بفقده
ولست ارى حيا لشي‏ء مخلدا
ارادت امورا زينتها حلومهم
ستوردهم يوما من الغي موردا
يرجون تكذيب النبي وقتله
وان يفتروا بهتا عليه ويجحدا
كذبتم وبيت اللّه حتى نذيقكم
صدور العوالي والصفيح المهندا
ويبدو منا منظر ذو كريهة
اذا ما تسربلنا الحديد المسردا
فاما تبيدونا واما نبيدكم
واما تروا سلم العشيرة ارشدا
والا فان الحي دون محمد
بنو هاشم خير البرية محتدا
وان له فيكم من اللّه ناصرا
ولست بلاق صاحب اللّه اوحدا
نبي اتى من كل وحي بحظه
فسماه ربي في الكتاب محمدا
اغر كضوء البدر صورة وجهه
جلا الغيم عنه ضوؤه فتوقدا
امين على ما استودع اللّه قلبه
وان كان قولا كان فيه مسددا
كلمة الامام السجاد
قال ابن ابي الحديد في شرحه((1636)) (3/312): روي ان
علي بن الحسين (ع) سئل عن هذا يعني عن ايمان‏ابي طالب
فقال: «واعجبا ان اللّه تعالى نهى رسوله ان يقر مسلمة على
نكاح كافر وقد كانت فاطمة بنت‏اسد من السابقات الى الاسلام
ولم تزل تحت ابي طالب حتى مات‏».
كلمة الامام الباقر
سئل (ع) عما يقول الناس ان ابا طالب في ضحضاح من نار
فقال: «لو وضع ايمان ابي طالب في كفة ميزان‏وايمان هذا
الخلق في الكفة الاخرى لرجح ايمانه‏» ثم قال: «الم تعلموا ان
امير المؤمنين عليا (ع) كان يامران يحج عن عبداللّه
وابنه((1637)) وابي طالب في حياته ثم اوصى في وصيته
بالحج عنهم‏».
شرح ابن ابي الحديد((1638))(3/311).
كلمة الامام الصادق
روي عن‏ابي عبداللّه جعفر بن محمد(ع) ان رسول‏اللّه(ص)
قال: «ان اصحاب الكهف اسروا الايمان‏واظهروا الكفر فتاهم اللّه
اجرهم مرتين، وان ابا طالب اسر الايمان واظهر الشرك فتاه اللّه
اجره‏مرتين‏».شرح ابن ابي الحديد((1639))(3/312).
قال الاميني: هذا الحديث اخرجه ثقة الاسلام الكليني في
اصول الكافي((1640))
(ص‏244) عن الامام الصادق غير مرفوع ولفظه: «ان مثل ابي
طالب مثل اصحاب الكهف اسروا الايمان‏واظهروا الشرك فتاهم
اللّه اجرهم مرتين‏».
وبلفظ ابن ابي الحديد ذكره السيد ابن معد في كتابه
الحجة((1641))(ص‏17) من طريق الحسين بن احمد
المالكي‏وزاد فيه: «وما خرج من الدنيا حتى اتته البشارة من اللّه
تعالى بالجنة‏».
كلمة الامام الرضا
كتب ابان بن محمود الى علي بن موسى الرضا (ع): جعلت
فداك اني قد شككت في اسلام ابي طالب.
فكتب اليه: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى
ويتبع غير سبيل المؤمنين)((1642)). الاية، وبعدها«انك ان لم
تقر بايمان ابي طالب كان مصيرك الى النار» شرح ابن ابي
الحديد((1643)) 3/311.
قصارى القول في سيد الابطح عند القوم
ا
ن كلا من هذه العقود الذهبية بمفرده كاف في اثبات الغرض
فكيف بمجموعها، ومن المقطوع به ان الائمة من‏ولد ابي
طالب (ع) ابصر الناس بحال ابيهم، وانهم لم ينوهوا الا بمحض
الحقيقة، فان العصمة فيهم رادعة عن‏غير ذلك، ولقد اجاد
مفتي الشافعية بمكة المكرمة في اسنى المطالب، حيث
قال((1644)) في (ص‏33):
هذا المسلك الذي سلكه العلامة السيد محمد بن رسول
البرزنجي في نجاة ابي‏طالب لم يسبقه اليه احد فجزاه‏اللّه
افضل الجزاء، ومسلكه هذا الذي سلكه يرتضيه كل من كان
متصفا بالانصاف من اهل الايمان، لانه‏ليس فيه ابطال شي‏ء من
النصوص ولا تضعيف لها، وغاية ما فيه انه حملها على معان
مستحسنة يزول بهاالاشكال ويرتفع الجدال، ويحصل بذلك
قرة عين النبي (ص)، والسلامة من الوقوع في تنقيص ابي
طالب اوبغضه، فان ذلك يؤذي النبي (ص) وقد قال اللّه تعالى:
(ان الذين يؤذون اللّه ورسوله لعنهم اللّه في الدنياوالاخرة واعد
لهم عذابا مهينا)((1645)) وقال تعالى: (والذين يؤذون رسول
اللّه لهم عذاب اليم)((1646)).
وقد ذكر الامام احمد بن الحسين الموصلي الحنفي المشهور
بابن وحشي في شرحه على الكتاب المسمى‏بشهاب الاخبار
للعلامة محمد بن سلامة القضاعي المتوفى (454): ان بغض
ابي طالب كفر. ونص على ذلك‏ايضا من ائمة المالكية العلامة
علي الاجهوري في فتاويه، والتلمساني في حاشيته على الشفاء،
فقال عند ذكرابي طالب: لا ينبغي ان يذكر الا بحماية النبي
(ص) لانه حماه ونصره بقوله وفعله، وفي ذكره بمكروه
اذية‏للنبي (ص) ومؤذي النبي (ص) كافر، والكافر يقتل، وقال
ابو طاهر: من ابغض ابا طالب فهو كافر.
ومما يؤيد هذا التحقيق الذي حققه العلامة البرزنجي في نجاة
ابي طالب ان كثيرا من العلماء المحققين‏وكثيرامن الاولياء
العارفين ارباب الكشف قالوا بنجاة ابي طالب، منهم:
القرطبي‏والسبكي‏والشعراني‏وخلائق كثيرون، وقالوا: هذا الذي
نعتقده وندين اللّه به، وان كان ثبوت ذلك عندهم بطريق غير
الطريق‏الذي سلكه البرزنجي، فقد اتفق معهم على القول
بنجاته، فقول هؤلاء الائمة بنجاته اسلم للعبد عند اللّهتعالى لا
سيما مع قيام هذه الدلائل والبراهين التي اثبتها العلامة
البرزنجي. انتهى.
وذكر السيد زيني دحلان في اسنى المطالب((1647))
(ص‏43) قال: وللّه در القائل:
قفا بمطلع سعد عز ناديه
وامليا شرح شوقي في مغانيه
واستقبلا مطلع الانوار في افق ال
حجون واحترسا ان تبهرا فيه
مغنى به وابل الرضوان منهمر
ونائرات الهدى دلت مناديه
قفا فذا بلبل الافراح من طرب
يروي بديع المعاني في اماليه
واستمليا لاحاديث العجائب عن
بحر هناك بديع في معانيه
حامي الذمار مجير الجار من كرمت
منه السجابا فلم يفخر مباريه
عم النبي الذي لم يثنه حسد
عن نصره فتغالى في مراضيه
هو الذي لم يزل حصنا لحضرته
موفقا لرسول اللّه يحميه
وكل خير ترجاه النبي له
وهو الذي قط ما خابت امانيه
فيا من ام العلى في الخالدات غدا
اغث للهفانه واسعف مناديه
قد خصك اللّه بالمختار تكلؤه
وتستعز به فخرا وتطريه
عنيت بالحب في طه ففزت به
ومن ينل حب طه فهو يكفيه
كم شمت آيات صدق يستضاء بها
وتملا القلب ايمانا وترويه
من الذي فاز في الماضين اجمعهم
بمثل ما فزت من طه وباريه
كفلت خير الورى في يتمه شغفا
وبت بالروح والابناء تفديه
عضدته حين عادته عشيرته
وكنت حائطه من بغي شانيه
نصرت من لم يشم الكون رائحة ال
وجود لو لم يقدر كونه فيه
ان الذي قمت في تاييد شوكته
هو الذي لم يكن شي‏ء يساويه
ان الذي انت قد احببت طلعته
حبيب من كل شي‏ء في اياديه
للّه درك من قناص فرصته
مذ شمت برق الاماني من نواحيه
يهنيك فوزك ان قدمت منك يدا
الى ملي وفي في جوازيه
من يسد احسن معروف لاحسن‏من
جازى ينل فوق ما نالت امانيه
ومن سعى لسعيد في مطالبه
فهو الحري بان تحظ‏ى اماليه
فيا سعيد المساعي في متاجره
قد جئت ربعك استهمي غواديه
مستمطرا منك مزن الخير معترفا
بان غرس المنى يعنى بصافيه
الى آخره.
ثم قال((1648)) في (ص‏44) وقيل ايضا:
ان القلوب لتبكي حين تسمع ما
ابدى ابو طالب في حق من عظما
فان يكن اجمع الاعلام ان له
نارا فلله كل الكون يفعل ما((1649))
اما اذا اختلفوا فالراي ان نردا
مواردا يرتضيها عقل من سلما
نتابع المثبتي الايمان من زمر
في معظم الدين تابعناهم فكما((1650))
وهم عدول خيار في مقاصدهم
فلا نقل انهم لن يبلغوا عظما
لا تزدريهم اتدري من همو فهمو
همو عرى‏الدين قد اضحوا به‏زعما
هم السيوط‏ي((1651)) والسبكي مع نفر
كعدة النقبا حفاظ اهل حمى
واهل كشف وشعرانيهم وكذا
القرطبي والسحيمي الجميع كما((1652))

(4) ما اسنده اليه من لاث به وبخع له
هؤلاء شيعة اهل البيت (ع) لا يشك احد منهم في ايمان ابي
طالب (ع) ويرونه في اسمى مراقيه وعلى صهوته‏العليا آخذين
ذلك يدا عن يد حتى ينتهي الدور الى الصحابة منهم والتابعين
لهم باحسان، ومذعنين في ذلك‏بنصوص ائمتهم (ع) بعد ما
ثبت عن جدهم الاقدس رسول اللّه (ص)، قال المعلم الاكبر
شيخنا المفيد في‏اوائل المقالات((1653))(ص‏45): اتفقت
الامامية على ان آباء رسول اللّه (ص) من لدن آدم الى عبداللّه
مؤمنون‏باللّه غ موحدون. الى ان قال: واجمعوا على ان عمه ابا
طالب مات مؤمنا، وان‏آمنة بنت وهب كانت على‏التوحيد. الخ.
وقال شيخ الطائفة ابو جعفر الطوسي في التبيان((1654))
(2/398): عن ابي عبداللّه وابي جعفر (ع) ان ابا طالب‏كان
مسلما، وعليه اجماع الامامية لا يختلفون فيه، ولها على ذلك
ادلة قاطعة موجبة للعلم.
وقال شيخنا الطبرسي في مجمع البيان((1655)) (2/287):
قد ثبت اجماع اهل البيت على ايمان ابي طالب‏واجماعهم
حجة، لانهم احد الثقلين اللذين امر النبي (ص) بالتمسك بهما
بقوله: «ان تمسكتم بهما لن‏تضلوا».
وقال سيدنا ابن معد الفخار: لقد كان يكفينا من الاستدلال
على ايمان ابي طالب(ع) اجماع اهل بيت رسول‏اللّه (ص)
وعليهم اجمعين وعلماء شيعتهم على اسلامه واتفاقهم على
ايمانه، ولو لم يرد عنه من الافعال التي لايفعلها الا المؤمنون،
والاقوال التي لا يقولها الا المسلمون، ما يشهد له بصحة
الاسلام وتحقيق الايمان، اذ كان‏اجماعهم حجة يعتمد عليها
ودلالة يصمد اليها. كتاب الحجة((1656)) (ص‏13).
وقال شيخنا الفتال في روضة الواعظين((1657))(ص‏120):
اعلم ان الطائفة المحقة قد اجمعت على ان ابا طالب،وعبداللّه
بن عبدالمطلب، وآمنة بنت وهب، كانوا مؤمنين واجماعهم
حجة.
وقال سيدنا الحجة ابن طاووس في الطرائف((1658))
(ص‏84): انني وجدت علماءهذه العترة مجمعين على ايمان‏ابي
طالب. وقال((1659)) في (ص‏87): لا ريب ان العترة اعرف
بباطن ابي طالب من الاجانب، وشيعة اهل‏البيت (ع) مجمعون
على ذلك، ولهم فيه مصنفات، وما راينا ولا سمعنا ان مسلما
احوجوا فيه الى مثل مااحوجوا في ايمان ابي طالب، والذي
نعرفه منهم انهم يثبتون ايمان الكافر بادنى سبب، وبادنى خبر
واحدوبالتلويح، وقد بلغت عداوتهم لبني هاشم الى انكار ايمان
ابي طالب مع ثبوت ذلك عليه بالحجج الثواقب،ان هذا من
جملة العجائب.
وقال ابن ابي الحديد في شرحه((1660)) (3/311): اختلف
الناس في ايمان ابي طالب، فقالت الامامية واكثرالزيدية: ما
مات الا مسلما، وقال بعض شيوخنا المعتزلة بذلك، منهم
الشيخ ابو القاسم البلخي وابو جعفرالاسكافي وغيرهما.
وقال العلامة المجلسي في البحار((1661)) (9/29): قد اجمعت
الشيعة على اسلامه وانه قد آمن بالنبي (ص) في اول‏الامر، ولم
يعبد صنما قط، بل كان من اوصياء ابراهيم (ع) واشتهر اسلامه
من مذهب الشيعة حتى ان‏المخالفين كلهم نسبوا ذلك اليهم
وتواترت الاخبار من طرق الخاصة والعامة في ذلك، وصنف
كثير من‏علمائنا ومحدثينا كتابا مفردا((1662)) في ذلك، كما
لا يخفى على من تتبع كتب الرجال.
ومستند هذا الاجماعات انما هو ما جاء به رجالات بيت الوحي
في سيد الابطح، واليك اربعون حديثا:
1 اخرج شيخنا ابو علي‏الفتال وغيره عن ابي عبداللّه الصادق
(ع) قال: «نزل جبرئيل (ع) على‏النبي(ص) فقال: يا محمد ان
ربك يقرئك السلام ويقول: اني قد حرمت النار على صلب
انزلك، وبطن‏حملك، وحجر كفلك. فالصلب صلب ابيه عبداللّه
بن عبدالمطلب، والبطن الذي حملك آمنة بنت وهب،
واماحجر كفلك فحجر ابي طالب‏». وزاد في رواية: «وفاطمة
بنت اسد»((1663)). روضة‏الواعظين((1664))(ص‏121).
راجع((1665)) الكافي لثقة الاسلام الكليني (ص‏242)، معاني
الاخبار للصدوق، كتاب الحجة للسيد فخار بن‏معد (ص‏8)،
ورواه شيخنا المفسر الكبير ابو الفتوح الرازي في تفسيره
(4/210) ولفظه: «ان اللّه عز وجل‏حرم على النار صلبا انزلك،
وبطنا حملك، وثديا ارضعك، وحجرا كفلك‏».
2 عن امير المؤمنين قال: قال رسول اللّه (ص): «هبط علي
جبرئيل فقال لي: يا محمد ان اللّه عزوجل‏مشف عك في ستة:
بطن حملتك آمنة بنت وهب، وصلب انزلك عبد اللّه بن عبد
المطلب، وحجر كفلك‏ابو طالب، وبيت آواك عبد المطلب، واخ
كان لك في‏الجاهلية، وثدي ارضعك حليمة بنت ابي ذؤيب‏».
رواه السيد فخار بن معد في كتاب الحجة((1666))(ص‏8).
3 روى شيخنا المعلم الاكبر الشيخ المفيد باسناد يرفعه قال:
لما مات ابو طالب اتى امير المؤمنين رسول اللّه(ص) فذنه
بموته فتوجع توجعا عظيما وحزن حزنا شديدا ثم قال لامير
المؤمنين (ع): «امض يا علي‏فتول‏امره، وتول غسله وتحنيطه
وتكفينه، فاذا رفعته على سريره فاعلمني‏». ففعل ذلك امير
المؤمنين (ع)، فلمارفعه على السرير اعترضه النبي (ص) فرق
وتحزن، وقال: «وصلتك رحم وجزيت خيرا يا عم، فلقدربيت
وكفلت صغيرا، ونصرت وآزرت كبيرا»، ثم اقبل على الناس
وقال: «ام واللّه لاشفعن لعمي شفاعة‏يعجب بها اهل الثقلين‏».
وفي لفظ شيخنا الصدوق: «يا عم كفلت يتيما، وربيت صغيرا،
ونصرت كبيرا فجزاك اللّه عني‏خيرا»((1667)).
راجع((1668)): تفسير علي بن ابراهيم (ص‏355)، امالي ابن
بابويه الصدوق، الفصول المختارة لسيدنا الشريف‏المرتضى
(ص‏80)، الحجة على الذاهب الى تكفير ابي طالب (ص‏67)،
بحار الانوار (9/15)، الدرجات‏الرفيعة لسيدنا الشيرازي، ضياء
العالمين.
4 عن العباس بن عبد المطلب (رضي اللّه عنه) انه سال
رسول اللّه (ص) فقال: ما ترجو لابي طالب؟فقال: «كل الخير
ارجو من ربي عز وجل‏».
كتاب الحجة((1669)) (ص‏15)، الدرجات الرفيعة((1670)).
راجع ما اسلفناه (ص‏373).
5 عن رسول اللّه (ص) انه قال لعقيل بن ابي طالب: «انا احبك
يا عقيل حبين: حبا لك وحبا لابي طالب‏لانه كان يحبك
»((1671)).
علل الشرائع لشيخنا الصدوق. الحجة (ص‏34)، بحار الانوار
(9/16)((1672)).
6 عن رسول اللّه (ص) قال: «لو قمت المقام المحمود لشفعت
في ابي وامي وعمي واخ[كان]((1673)) لي‏مواخيافي
الجاهلية‏». تفسير علي بن ابراهيم (ص‏355، 490)، تفسير
البرهان((1674)) (3/794). راجع مااسلفناه في صفحة (378).
7 عن الامام السبط الحسين بن علي عن والده امير المؤمنين
انه كان جالسا في الرحبة والناس حوله فقام‏اليه رجل فقال له:
يا امير المؤمنين انك بالمكان الذي انزلك اللّه وابوك معذب في
النار، فقال له: «مه‏فض‏اللّه فاك، والذي بعث محمدا بالحق نبيا
لو شفع ابي في كل مذنب على وجه الارض لشفعه اللّه،
ابي‏معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟ والذي بعث
محمدا بالحق ان نور ابي طالب يوم القيامة ليطفئ
انوارالخلائق الا خمسة انوار: نور محمد ونور فاطمة ونور
الحسن والحسين ونور ولده من الائمة، الا ان نوره من‏نورنا،
خلقه اللّه من قبل خلق آدم بالفي عام‏».
المناقب المائة للشيخ ابي الحسن بن شاذان((1675))، كنز
الفوائد للكراجكي (ص‏80)، امالي ابن الشيخ(ص‏192)، احتجاج
الطبرسي كما في البحار، تفسير ابي الفتوح (4/211)، الحجة
(ص‏15)، الدرجات‏الرفيعة، بحار الانوار (9/15)، ضياء العالمين،
تفسير البرهان (3/794)((1676)).
8 عن مولانا امير المؤمنين (ع) انه قال: «واللّه ما عبد ابي ولا
جدي عبدالمطلب ولا هاشم ولا عبدمناف صنما قط‏»: قيل له:
فما كانوا يعبدون؟ قال: «كانوا يصلون الى البيت على دين
ابراهيم (ع) متمسكين‏به‏».
رواه((1677)) شيخنا الصدوق باسناده في كمال الدين
(ص‏104)، والشيخ ابو الفتوح في تفسيره (4/210)،والسيد في
البرهان (3/795).
9 عن ابي الطفيل عامر بن واثلة قال: قال علي (ع): «ان ابي
حين حضره الموت شهده رسول اللّه (ص)فاخبرني عنه بشي‏ء
خير لي من الدنيا وما فيها».
رواه باسناده السيد فخار بن معد في كتاب
الحجة((1678))(ص‏23)، وذكره الفتوني في ضياء العالمين.
10 عن‏اميرالمؤمنين(ع) قال: «ما مات ابوطالب حتى اعط‏ى
رسول‏اللّه(ص) من نفسه الرضا» تفسيرعلي بن
ابراهيم(ص‏355)، كتاب الحجة(ص‏23)، الدرجات الرفيعة،
ضياء العالمين((1679)).
11 عن الشعبي يرفعه عن امير المؤمنين انه قال: كان واللّه ابو
طالب عبدمناف بن عبد المطلب مؤمنامسلمايكتم ايمانه
مخافة على بني هاشم ان تنابذها قريش. قال ابو علي الموضح:
ولامير المؤمنين في ابيه يرثيه:
ابا طالب عصمة المستجير
وغيث المحول ونور الظلم
لقد هد فقدك اهل الحفاظ
فصلى عليك ولي النعم
ولقاك ربك رضوانه
فقد كنت للمصطفى خير عم((1680))
كتاب الحجة((1681)) (ص‏24).
12 عن الاصبغ بن نباته قال: سمعت امير المؤمنين عليا (ع)
يقول: مر رسول‏اللّه (ص) بنفر من قريش وقدنحروا جزورا
وكانوا يسمونها الفهيرة ويذبحونها على النصف فلم يسلم
عليهم، فلما انتهى الى دار الندوة‏قالوا: يمر بنا يتيم ابي طالب
فلا يسلم علينا، فايكم ياتيه فيفسد عليه مصلاه؟ فقال عبداللّه
بن الزبعرى‏السهمي: انا افعل، فاخذ الفرث والدم، فانتهى به الى
النبي (ص) وهو ساجد فملا به ثيابه ومظاهره،فانصرف النبي
(ص) حتى اتى عمه ابا طالب فقال: «يا عم من انا؟» فقال: ولم يا
بن اخي؟ فقص عليه‏القصة فقال: واين تركتهم؟ فقال:
«بالابطح‏» فنادى في قومه: يا آل عبد المطلب يا آل هاشم يا آل
عبدمناف، فاقبلوا اليه من كل مكان ملبين، فقال: كم انتم؟
قالوا: نحن اربعون، قال: خذوا سلاحكم. فاخذواسلاحهم
وانطلق بهم حتى انتهى الى اولئك النفر، فلما راوه ارادوا ان
يتفرقوا، فقال لهم: ورب هذه البنية لايقومن منكم احد الا
جللته بالسيف. ثم اتى الى صفاة كانت بالابطح فضربها ثلاث
ضربات حتى قطعهاثلاثة افهار((1682)) ثم قال: يا محمد
سالتني من انت؟ ثم انشا يقول ويومي بيده الى النبي (ص):
انت النبي محمد
قرم اغر مسود
الى آخر ما مر في (ص‏336) ثم قال: يا محمد ايهم الفاعل بك؟
فاشار النبي(ص) الى عبداللّه بن الزبعرى‏السهمي الشاعر،
فدعاه ابو طالب فوجا انفه حتى ادماها. ثم امر بالفرث والدم
فامر على رؤوس الملا كلهم‏ثم قال: يا بن اخ ارضيت؟ ثم قال:
سالتني من انت؟ انت محمد بن عبداللّه، ثم نسبه الى آدم (ع)
ثم قال: انت‏واللّه اشرفهم حسبا، وارفعهم منصبا، يا معشر قريش
من شاء منكم ان يتحرك فليفعل، انا الذي‏تعرفوني((1683)).
رواه((1684)) السيد ابن معد في الحجة (ص‏106)، وذكر لدة
هذه القضية الصفوري في نزهة المجالس (2/122)وفي طبع
(ص‏91)، وابن حجة الحموي في ثمرات الاوراق بهامش
المستطرف (ص‏2/3) نقلا عن كتاب‏الاعلام للقرطبي.
13 ذكر ابن فياض في كتابه شرح الاخبار: ان عليا (ع) قال في
حديث له: ان ابا طالب هجم علي وعلى‏النبي (ص) ونحن
ساجدان فقال: افعلتماها؟ ثم اخذ بيدي فقال: انظر كيف
تنصره، وجعل يرغبني في ذلك‏ويحضني عليه. الحديث.
راجع ضياء العالمين لشيخنا ابي الحسن الشريف الفتوني.
14 روي ان امير المؤمنين (ع) قيل له: من كان آخر الاوصياء
قبل النبي(ص)؟ فقال: «ابي‏». ضياءالعالمين للفتوني.
15 عن الامام السجاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي
(ع) انه سئل عن ابي طالب اكان مؤمنا؟فقال (ع): «نعم‏». فقيل
له: ان هاهنا قوما يزعمون انه كافر. فقال (ع): «واعجبا كل
العجب ايطعنون‏على ابي طالب او على رسول‏اللّه(ص)؟ وقد
نهاه اللّه تعالى ان يقر مؤمنة مع كافر في غير آية من القرآن،ولا
يشك احد ان فاطمة بنت اسد رضي اللّه تعالى عنها من
المؤمنات السابقات، فانها لم تزل تحت ابي‏طالب حتى مات ابو
طالب (رضي اللّه عنه)».
راجع((1685)): ما مر (ص‏380)، وكتاب الحجة (ص‏24)،
والدرجات الرفيعة، ضياء العالمين فقال: قيل : انهامتواترة
عندنا.
16 عن ابي بصير ليث المرادي قال: قلت لابي جعفر (ع):
سيدي ان الناس‏يقولون: ان ابا طالب في‏ضحضاح من نار يغلي
منه دماغه. فقال (ع): «كذبوا واللّه ان ايمان ابي طالب لو وضع
في كفة ميزان وايمان‏هذا الخلق في كفة ميزان لرجح ايمان
ابي طالب على ايمانهم‏». الى آخر ما مر (ص‏380).
رواه((1686)) السيد في‏كتاب الحجة (ص‏18) من طريق شيخ
الطائفة عن الصدوق، والسيد الشيرازي في الدرجات
الرفيعة،والفتوني في ضياء العالمين.
وروى السيد ابن معد في كتاب الحجة (ص‏27) من طريق آخر
عن الامام الباقر (ع) انه قال: مات ابوطالب بن عبدالمطلب
مسلما مؤمنا. الى آخره.
17 عن الامام الصادق ابي عبداللّه جعفر بن محمد (ع) قال:
«ان مثل ابي‏طالب مثل اصحاب الكهف‏اسروا الايمان واظهروا
الشرك فتاهم اللّه اجرهم مرتين‏».
راجع((1667)): الكافي لثقة الاسلام الكليني (ص‏244)، امالي
الصدوق (ص‏366)، روضة الواعظين (ص‏121)،كتاب الحجة
(ص‏115)، وفي (ص‏17) ولفظه من طريق الحسين بن احمد
المالكي:
قال عبد الرحمن بن كثير: قلت لابي عبد اللّه (ع): ان الناس
يزعمون ان ابا طالب في ضحضاح من نار.فقال: «كذبوا، ما بهذا
نزل جبريل على النبي (ص)»، قلت: وبما نزل؟ قال: «اتى
جبرائيل في بعض ماكان عليه فقال: يا محمد ان ربك يقرئك
السلام ويقول لك: ان اصحاب الكهف اسروا الايمان
واظهرواالشرك فتاهم اللّه اجرهم مرتين، وان ابا طالب اسر
الايمان واظهر الشرك فتاه اللّه اجره مرتين، وما خرج‏من الدنيا
حتى اتته البشارة من اللّه تعالى بالجنة، ثم قال: كيف يصفونه
بهذا وقد نزل جبرائيل ليلة مات ابوطالب فقال: يا محمد اخرج
من مكة فما لك بها ناصر بعد ابي طالب؟».
وذكره((1688))العلامة المجلسي في‏البحار(9/24)والسيد في
الدرجات‏الرفيعة، والفتوني في ضياء العالمين،وروى‏شيخنا ابو
الفتوح الرازي هذا الحديث في تفسيره (4/212).
18 اخرج ثقة الاسلام الكليني في الكافي((1689))(ص‏244)،
بالاسناد عن اسحاق بن جعفر عن ابيه (ع) قال:قيل له: انهم
يزعمون ان ابا طالب كان كافرا، فقال: « كذبوا، كيف وهو يقول:
الم تعلموا انا وجدنا محمدا
نبيا كموسى خط في اول الكتب‏»
وذكره غير واحد من ائمة الحديث في تليفهم رضوان اللّه
عليهم اجميعن.
19 اخرج ثقة الاسلام الكليني في اصول الكافي((1690))
(244)، عن الامام الصادق قال: «كيف يكون ابوطالب كافرا وهو
يقول:
لقد علموا ان ابننا لا مكذب
لدينا ولا يعبا بقيل الاباطل
وابيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للارامل‏»
وذكره السيد في البرهان((1691))(3/795)، وكذلك غير واحد
من اعلام الطائفة اخذا عن الكليني.
20 روى شيخنا ابو علي الفتال في روضة
الواعظين((1692))(ص‏121) عن الامام الصادق(ع) قال: لما
حضرابا طالب (رضي اللّه عنه) الوفاة جمع وجوه قريش
فاوصاهم، فقال: يا معشر قريش انتم صفوة اللّه من‏خلقه، وقلب
العرب، وانتم خزنة اللّه في ارضه واهل حرمه، فيكم السيد
المطاع، الطويل الذراع، وفيكم‏المقدام الشجاع، الواسع الباع،
اعلموا انكم لم تتركوا للعرب في المفاخر نصيبا الا حزتموه، ولا
شرفا الاادركتموه، فلكم على الناس بذلك الفضيلة، ولهم به
اليكم الوسيلة، والناس لكم حرب الى آخر ما مر في(ص‏366)
من مواقف سيدنا ابي طالب المشكورة المروية من طرق اهل
السنة، وذكر هذه الوصية شيخناالعلامة المجلسي في
البحار((1693)) (9/23).
21 حدث شيخنا ابو جعفر الصدوق في اكمال
الدين((1694))(ص‏103)، بالاسناد عن محمد بن مروان
عن‏الامام الصادق (ع): «ان ابا طالب اظهر الكفر واسر الايمان،
فلما حضرته الوفاة اوحى اللّه عز وجل الى‏رسول اللّه (ص): اخرج
منها فليس لك بها ناصر. فهاجر الى المدينة‏».
وذكره سيدنا الشريف المرتضى في الفصول المختارة((1695))
(ص‏80) فقال: هذا يبرهن عن ايمانه لتحقيقه بنصرة‏رسول اللّه
(ص) وتقوية امره.
وذيل الحديث رواه السيد الحجة ابن معد في كتابه
الحجة((1696)) (ص‏30) وقال في (ص‏103): لما قبض
ابوطالب اتفق المسلمون على ان جبرئيل (ع) نزل على
النبي(ص) وقال له: ربك يقرئك السلام ويقول لك: ان‏قومك
قد عولوا على ان يبيتوك وقد مات ناصرك فاخرج عنهم. وامره
بالمهاجرة. فتامل اضافة اللّه تعالى‏ابا طالب رحمه اللّه الى النبي
(ع) وشهادته له انه ناصره، فان في ذلك لابي طالب اوفى فخر
واعظم منزلة،وقريش رضيت من ابي طالب بكونه مخالطا لهم
مع ما سمعوا من شعره وتوحيده وتصديقه للنبي (ص)،
ولم‏يمكنهم قتله والمنابذة له لان قومه من بني هاشم
واخوانهم من بني المطلب بن عبد مناف واحلافهم‏ومواليهم
واتباعهم، كافرهم ومؤمنهم كانوا معه، ولو كان نابذ قومه لكانوا
عليه كافة، ولذلك قال ابو لهب‏لما سمع قريشا يتحدثون في
شانه ويفيضون في امره: دعوا عنكم هذا الشيخ فانه مغرم بابن
اخيه، واللّه لايقتل محمد حتى يقتل ابو طالب، ولا يقتل ابو
طالب حتى تقتل بنو هاشم كافة، ولا تقتل بنو هاشم حتى‏تقتل
بنو عبد مناف، ولا تقتل بنو عبد مناف حتى تقتل اهل البطحاء،
فامسكوا عنه والا ملنا معه. فخاف‏القوم ان يفعل فكفوا. فلما
بلغت ابا طالب مقالته طمع في نصرته فقال يستعطفه ويرققه:
عجبت لحلم يا بن شيبة حادث
واحلام اقوام لديك ضعاف
الى آخر ابيات ذكرها ابن ابي الحديد في شرحه((1697))
(3/307) مع زيادة خمسة ابيات لم يذكرها السيد في‏الحجة.
وذكرها ابن الشجري في حماسته (ص‏16).
فقال السيد: فلما ابطا عنه ما اراد منه قال يستعطفه ايضا:
وان امرا من قومه ابو معتب
لفي منعة من ان يسام المظالما
اقول له واين منه نصيحتي
ابا معتب((1698)) ثبت سوادك قائما
الى ابيات خمسة. وقد ذكرها ابن هشام في سيرته((1699))
(1/394) مع زيادة اربعة ابيات، غير ان البيت الاول‏فيه:
وان امرا ابو عتيبة عمه
لفي روضة ما ان يسام المظالما
وذكرها((1700)) ابن ابي الحديد في الشرح (3/307)، وابن
كثير في تاريخه (3/93).
22 عن يونس بن نباتة عن الامام الصادق (ع) قال: «يا يونس ما
يقول الناس في ابي طالب؟» قلت:جعلت فداك يقولون: هو في
ضحضاح من نار يغلي منها ام راسه فقال: «كذب اعداء اللّه، ان ابا
طالب من‏رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وحسن اولئك رفيقا».
كنز الفوائد لشيخنا الكراجكي (ص‏80)، كتاب الحجة (ص‏17)،
ضياء العالمين.
23 روى الشريف الحجة ابن معد في كتابه الحجة((1701))
(ص‏22) من طريق شيخنا ابي جعفر الصدوق عن‏داود الرقي
قال: دخلت على ابي عبد اللّه (ع) ولي على رجل دين وقد
خفت تواه((1702)) فشكوت ذلك اليه‏فقال (ع): اذا مررت
بمكة فطف عن عبد المطلب طوافا وصل عنه ركعتين، وطف
عن ابي طالب طوافاوصل عنه ركعتين، وطف عن عبداللّه
طوافا وصل عنه ركعتين، وطف عن آمنة طوافا وصل عنها
ركعتين،وعن فاطمة بنت اسد طوافا وصل عنها ركعتين. ثم
ادع اللّه عز وجل ان يردعليك مالك. قال: ففعلت ذلك‏ثم
خرجت من باب الصفا فاذا غريمي واقف يقول: يا داود جئني
هناك فاقبض حقك.
وذكره العلامة المجلسي في البحار((1703)) (9/24).
24 اخرج ثقة الاسلام الكليني في الكافي((1704)) (ص‏244)،
بالاسناد عن الامام الصادق (ع) قال: بيناالنبي(ص) في
المسجد الحرام وعليه ثياب له جدد فالقى المشركون عليه
سلا((1705)) ((1705))ناقة فملؤوا ثيابه بها فدخله‏من ذلك ما شاء اللّه،
فذهب الى ابي طالب فقال له: «يا عم، كيف ترى حسبي
فيكم؟» فقال له: وما ذاك‏يابن اخي؟ فاخبره الخبر، فدعا ابو
طالب حمزة واخذ السيف وقال لحمزة: خذ السلا ثم توجه الى
القوم‏والنبي (ص) معه. فاتى قريشا وهم حول الكعبة. فلما راوه
عرفوا الشر في وجهه ثم قال لحمزة: امر السلاعلى
اسبلتهم((1706)) ففعل ذلك حتى اتى على آخرهم ثم التفت
ابو طالب الى النبي فقال: يا بن اخي هذاحسبك فينا.
وذكره جمع من الاعلام وائمة الحديث في تليفهم.
25 اخرج ابو الفرج الاصبهاني، باسناده عن الامام الصادق (ع)
قال: «كان امير المؤمنين (ع) يعجبه ان‏يروى شعر ابي طالب
(ع) وان يدون وقال: تعلموه وعلموه اولادكم فانه كان على
دين اللّه وفيه علم‏كثير».
كتاب الحجة (ص‏25)، بحار الانوار (9/24)، ضياء العالمين
للفتوني((1707)).
26 روى شيخنا الصدوق في اماليه((1708)) (ص‏304)،
بالاسناد عن الامام الصادق (ع) قال: «اول جماعة‏كانت ان
رسول اللّه (ص) كان يصلي وامير المؤمنين علي بن ابي طالب
معه، اذ مر ابو طالب به وجعفر معه‏قال: يا بني صل جناح ابن
عمك، فلما احسه رسول اللّه تقدمهما، وانصرف ابو طالب
مسرورا وهو يقول:
ان عليا وجعفرا ثقتي
عند ملم الزمان والكرب
الى آخر ابيات مرت صحيفة (356) وتاتي في (ص‏397)،
والحديث رواه الشيخ ابو الفتوح في‏تفسيره((1709))(4/211).
27 اخرج ثقة الاسلام الكليني في الكافي((1710)) (ص‏242)،
باسناده عن درست ابن ابي منصور ، انه سال اباالحسن الاول
الامام الكاظم (ع) : اكان رسول‏اللّه(ص) محجوجا بابي‏طالب؟
فقال: «لا، ولكنه كان‏مستودعا للوصايا فدفعها اليه‏»، فقال: قلت:
فدفع اليه الوصايا على انه محجوج به؟ فقال: «لو كان‏محجوجا
به ما دفع اليه الوصية‏»، قال: قلت: فما كان حال ابي طالب؟
قال: «اقر بالنبي وبما جاء به ودفع‏اليه الوصايا ومات من يومه‏».
قال الاميني : هذه مرتبة فوق مرتبة الايمان، فانها مشفوعة بما
سبق عن مولانا امير المؤمنين(ع) تثبت لابي‏طالب مرتبة
الوصاية والحجية في وقته فضلا عن بسيط الايمان، وقد بلغ
ذلك من الثبوت الى حدظن‏السائل ان النبي (ص) كان
محجوجا به قبل بعثته، فنفى الامام (ع) ذلك، واثبت ما ثبت له
من الوصاية‏وانه كان خاضعا للابراهيمية الحنيفية، ثم رضخ
للمحمدية البيضاء، فسلم الوصايا للصادع بها، وقد سبق‏ايمانه
بالولاية العلوية الناهض بها ولده البار صلوات اللّه وسلامه عليه.
28 اخرج شيخنا ابو الفتح الكراجكي((1711)) (ص‏80)،
باسناده عن ابان بن محمد، قال: كتبت الى الامام‏الرضا علي بن
موسي الرضا عليهما السلام: جعلت فداك. الى آخر ما مر في
(ص‏381)((1712)).
وذكره((1713)) السيد في كتاب الحجة (ص‏16)، والسيد
الشيرازي في الدرجات‏الرفيعة، والعلامة المجلسي في‏بحار
الانوار (ص‏33)، وشيخنا الفتوني في ضياء العالمين.
29 روى شيخنا المفسر الكبير ابو الفتوح في
تفسيره((1714)) (4/211)، عن الامام الرضا سلام اللّه
عليه،وقال: روى عن آبائه بعدة طرق: ان نقش خاتم ابي
طالب(ع) كان: رضيت باللّه ربا، وبابن اخي محمد نبيا،وبابني
علي له وصيا.
ورواه((1715)) : السيد الشيرازي في الدرجات الرفيعة،
والاشكوري في محبوب القلوب.
30 اخرج الشيخ ابو جعفر الصدوق باسناد له: ان عبد العظيم
بن عبداللّه العلوي الحسني المدفون‏بالري‏كان مريضا فكتب
الى ابي الحسن الرضا (ع): عر فني يابن رسول اللّه عن الخبر
المروي ان ابا طالب‏في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه. فكتب
اليه الرضا (ع):
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، اما بعد: فانك ان شككت في ايمان
ابي طالب كان مصيرك الى النار».
كتاب الحجة((1716)) (ص‏16)، ضياء العالمين لابي الحسن
الشريف.
31 اخرج شيخنا الفقيه ابو جعفر الصدوق، بالاسناد عن الامام
الحسن بن علي العسكري، عن آبائه (ع)في حديث طويل: «ان
اللّه تبارك وتعالى اوحى الى رسوله (ص) اني قد ايدتك
بشيعتين: شيعة تنصرك‏سرا، وشيعة تنصرك علانية، فاما التي
تنصرك سرا فسيدهم وافضلهم عمك ابو طالب، واما التي
تنصرك‏علانية فسيدهم وافضلهم ابنه علي بن ابي طالب. ثم
قال: وان ابا طالب كمؤمن آل فرعون يكتم ايمانه‏».
كتاب الحجة((1717)) (ص‏115): ضياء العالمين لابي الحسن
الشريف.
32 اخرج شيخنا الصدوق في اماليه((1718))(ص‏365) من
طريق الاعمش عن عبداللّه بن عباس عن ابيه‏قال: قال ابو
طالب لرسول اللّه (ص) يابن اخي اللّه ارسلك؟ قال: «نعم‏». قال:
فارني آية. قال: ادع لي‏تلك الشجرة. فدعاها فاقبلت حتى
سجدت بين يديه ثم انصرفت، فقال ابو طالب: اشهد انك
صادق، ياعلي صل جناح ابن عمك.
ورواه ابو علي الفتال في روضة الواعظين((1719)) (ص‏121)،
ورواه السيد ابن معد في الحجة((1720)) (ص‏25)ولفظه: قال
ابو طالب للنبي (ص) بمحضر من قريش ليريهم فضله: يابن
اخي اللّه ارسلك؟ قال: نعم. قال:ان للانبياء معجزا وخرق عادة
فارنا آية قال: «ادع تلك الشجرة وقل لها: يقول لك محمد بن
عبداللّه: اقبلي‏باذن اللّه». فدعاها فاقبلت حتى سجدت بين يديه
ثم‏امرها بالانصراف فانصرفت، فقال ابو طالب: اشهدان ك
صادق. ثم قال لابنه علي (ع): يا بني الزم ابن عمك.
وذكره غير واحد من اعلام الطائفة.
33 اخرج ابو جعفر الصدوق قدس اللّه سره في
الامالي((1721))(ص‏366) باسناده عن سعيد بن جبير
عن‏عبداللّه بن عباس انه ساله رجل فقال له: يا بن عم رسول
اللّه اخبرني عن ابي طالب هل كان مسلما؟ قال:وكيف لم يكن
مسلما وهو القائل:
وقد علموا ان ابننا لا مكذب
لدينا ولا يعبا بقيل الا باطل
ان ابا طالب كان مثله كمثل اصحاب الكهف حين اسروا الايمان
واظهروا الشرك فتاهم اللّه اجرهم‏مرتين.
ورواه السيد ابن معد في الحجة((1722)) (ص‏94، 115)،
وذكره غير واحد من ائمة الحديث.
34 اخرج شيخنا ابو علي الفتال النيسابوري في روضة
الواعظين((1723))(ص‏123) عن ابن عباس قال: مرابوطالب
ومعه جعفر ابنه برسول اللّه (ص) وهو في المسجد الحرام يصلي
صلاة الظهر وعلي (ع) عن يمينه، فقال‏ابو طالب لجعفر: صل
جناح ابن عمك، فتقدم جعفر وتاخر علي واصطفا خلف رسول
اللّه (ص) حتى‏قضى‏الصلاة، وفي ذلك يقول ابو طالب:
ان عليا وجعفرا ثقتي
عند ملم الزمان والنوب((1724))
اجعلهما عرضة العداء اذا
اترك ميتا وانتمي الى حسبي
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما
اخي لامي من بينهم وابي
واللّه لا اخذل النبي ولا
يخذله من بني ذو حسب((1725))
واخرج سيدنا ابن معد في كتاب الحجة((1726)) (ص‏59)،
باسناده عن عمران بن
الحصين الخزاعي قال: كان واللّه اسلام جعفر بامر ابيه، ولذلك:
مر ابو طالب ومعه
ابنه جعفر برسول اللّه وهو يصلي وعلي (ع) عن يمينه، فقال ابو
طالب لجعفر: صل جناح ابن عمك فجاءجعفر فصلى مع النبي
(ص)، فلما قضى صلاته قال له النبي(ص): «يا جعفر وصلت
جناح ابن عمك، ان‏اللّهيعو ضك من ذلك جناحين تطيربهما
في الجنة‏». فانشا ابو طالب رضوان اللّه عليه يقول:
ان عليا وجعفرا ثقتي
عند ملم الزمان والنوب
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما
اخي لامي من بينهم وابي
ان ابا معتب قد اسلمنا
ليس ابو معتب بذي حدب((1727))
واللّه لا اخذل النبي ولا
يخذله من بني ذو حسب
حتى ترون الرؤوس طائحة
منا ومنكم هناك بالقضب
نحن وهذا النبي اسرته
نضرب عنه الاعداء كالشهب
ان نلتموه بكل جمعكم
فنحن في الناس الام العرب
ورواه شيخنا ابو الفتح الكراجكي((1728)) بطريق آخر عن ابي
ضوء بن صلصال قال: كنت انصر النبي (ص)مع ابي طالب قبل
اسلامي، فاني يوما لجالس بالقرب من منزل ابي طالب في شدة
القيظ اذ خرج ابو طالب‏الي شبيها بالملهوف، فقال لي: يا ابا
الغضنفر هل رايت هذين الغلامين؟ يعني النبي وعليا عليهما
السلام‏فقلت: ما رايتهما مذ جلست، فقال: قم بنا في الطلب
لهما فلست آمن قريشا ان تكون اغتالتهما، قال: فمضيناحتى
خرجنا من ابيات مكة ثم صرنا الى جبل من جبالها فاسترقيناه
الى قلته، فاذا النبي (ص) وعلي عن‏يمينه وهما قائمان بازاء
عين الشمس يركعان ويسجدان، فقال ابو طالب لجعفر ابنه
وكان معنا: صل جناح‏ابن عمك. فقام الى جنب علي فاحس
بهما النبي (ص) فتقدمهما واقبلوا على‏امرهم حتى فرغوا مما
كانوا فيه،ثم اقبلوا نحونا فرايت السرور يتردد في وجه ابي
طالب ثم انبعث يقول الابيات.