19 ابو الفرج الاصبهاني: المتوفى (356)، في الاغاني((994))
(8/156).
20 الحاكم ابو عبداللّه النيسابوري: المتوفى (405)، في
المستدرك((995))(3/154، 158، 159).
21 الحافظ ابو نعيم الاصبهاني: المتوفى (430)، في حلية
الاولياء (2/40).
22 الحافظ ابو بكر البيهقي: المتوفى (458)، في السنن
الكبرى (7/307).
23 ابو زكريا الخطيب التبريزي: المتوفى (502)، في مشكاة
المصابيح((996))(ص‏560).
24 الحافظ ابوالقاسم البغوي: المتوفى (510، 516)، في
مصابيح السنة((997))(2/278).
25 القاضي ابو الفضل عياض: المتوفى (544)، في
الشفا((998)) (2/19).
26 اخطب الخطباء الخوارزمي: المتوفى (568)، في مقتله
(1/53).
27 الحافظ ابوالقاسم ابن عساكر: المتوفى (57)، في
تاريخه((999)) (1/298).
28 ابو القاسم السهيلي: المتوفى (581)، في الروض
الانف((1000)) (2/196).
وقال: ان ابا لبابة رفاعة بن عبدالمنذر ربط نفسه في توبته، وان
فاطمة ارادت حله حين نزلت توبته فقال:قد اقسمت الا يحلني
الا رسول اللّه (ص)، فقال رسول‏اللّه(ص): «ان فاطمة مضغة
مني‏». فصلى اللّه عليه‏وعلى فاطمة، فهذا حديث يدل على ان
من سبها فقد كفر، ومن صلى عليها فقد صلى على ابيها (ص).
29 ابن ابي الحديد المعتزلي: المتوفى (586)، في شرح
النهج((1001)) (2/458).
30 ابو الفرج بن الجوزي المتوفى (597)، في صفة
الصفوة((1002)) (2/5).
31 الحافظ ابو الحسن بن الاثير الجزري: المتوفى (630)، في
اسد الغابة((1003))(5/521).
32 ابو سالم بن طلحة‏الشافعي: المتوفى(652)، في
مطالب‏السؤول(ص‏6 7).
33 سبط ابن الجوزي الحنفي: المتوفى (654)، في
التذكرة((1004)) (ص‏175).
34 الحافظ الكنجي الشافعي: المتوفى (658)، في
الكفاية((1005)) (ص‏220).
35 الحافظ محب الدين الطبري: المتوفى (694)، في ذخائر
العقبى (ص‏37).
36 الحافظ ابي محمد الازدي الاندلسي: المتوفى (699)، في
شرح مختصر صحيح البخاري (3/91).
37 الحافظ الذهبي الشافعي: المتوفى (747)، في تلخيص
المستدرك((1006)).
38 القاضي الايجي: المتوفى (756)، في المواقف كما في
شرحه((1007))(3/268).
39 جمال الدين محمد الزرندي الحنفي: المتوفى في (بضع و
750)، في درر السمطين((1008)).
40 ابو السعادات اليافعي: المتوفى (768)، في مرآة الجنان
(1/61).
41 الحافظ زين الدين العراقي: المتوفى (806)، في طرح
التثريب (1/150).
42 الحافظ نور الدين الهيثمي: المتوفى (807)، في مجمع
الزوائد (9/203).
43 الحافظ ابن حجر العسقلاني: المتوفى (852)، في تهذيب
التهذيب((1009))(12/441).
44 الحافظ جلال‏الدين‏السيوط‏ي: المتوفى(911)،
في‏الجامع‏الصغيروالكبير((1010)).
45 الحافظ ابو العباس القسطلاني: المتوفى (923)، في
المواهب اللدنية((1011))(1/257).
46 القاضي الديار بكري المالكي: المتوفى (966، 982)، في
الخميس((1012))(1/464).
47 ابن حجر الهيتمي: المتوفى (974)، في
الصواعق((1013)) (ص‏112، 114).
48 صفي الدين الخزرجي: المتوفى (000)، في
الخلاصة((1014)) (ص‏435).
49 زين الدين المناوي: المتوفى (1031، 1035)، في كنوز
الدقائق((1015))(ص‏96).
وقال في شرح الجامع الصغير (4/421): استدل به السهيلي
على ان من سبها كفر، لانه يغضبه، وانها افضل‏من الشيخين،
قال الشريف السمهودي: ومعلوم ان اولادها بضعة منها
فيكونون بواسطتها بضعة منه، ومن‏ثم لما رات ام الفضل في
النوم ان بضعة منه وضعت في حجرها اولها رسول اللّه (ص) بان
تلد فاطمة‏غلامافيوضع في حجرها، فولدت الحسن فوضع في
حجرها، فكل من يشاهد الان من ذريتها بضعة من‏تلك البضعة،
وان تعددت الوسائط، ومن تامل ذلك انبعث من قلبه داعي
الاجلال لهم وتجنب بغضهم‏على‏اي‏حال كانوا عليه.
قال ابن حجر: وفيه تحريم اذى من يتاذ ى المصطفى (ص)
بتاذيه، فكل من وقع منه في حق فاطمة شي‏ءفتاذت به، فالنبي
(ص) يتاذى به بشهادة هذا الخبر، ولا شي‏ء اعظم من ادخال
الاذى عليها من قبل‏ولدها، ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من
تعاط‏ى ذلك بالعقوبة في الدنيا، ولعذاب الاخرة اشد.
50 الشيخ احمد المغربي المالكي: المتوفى (1041) في فتح
المتعال((1016))(ص‏385). قال في قصيدة كبيرة يمدح‏بها
رسول اللّه (ص):
فما كسبط‏ي رسول اللّه من احد
ولا يضاهيهما في الفخر مفتخر
وهل كفاطمة الزهراء امهما
بنت النبي المصطفى بشر
فانها بضعة منه وما احد
كبضعة المصطفى ان حقق النظر
51 الشيخ احمد باكثير المكي الشافعي: المتوفى (1047) في
وسيلة المل((1017)).
52 ابو عبداللّه الزرقاني المالكي: المتوفى (1122) في شرح
المواهب (3/205) فقال: استدل به السهيلي على‏ان من سبها
كفر، وتوجيهه انها تغضب ممن سبها وقد سوى بين غضبها
وغضبه ومن اغضبه كفر.
53 الزبيدي الحنفي: المتوفى (1205)، في تاج العروس
(5/227 و 6/139).
54 القندوزي الحنفي: المتوفى (1293)، في ينابيع
المودة((1018)) (ص‏171).
55 الحمزاوي المالكي: المتوفى (1303)، في النور الساري
هامش البخاري (5/274).
56 الشيخ مصطفى الدمشقي((1019)) في مرقاة الوصول
(ص‏109).
57 السيد حميد الدين الالوسي: المتوفى (1324)، في نثر
اللالئ (ص‏181).
58 السيد محمود القراغولي البغدادي الحنفي، في جوهرة
الكلام (ص‏105).
59 عمر رضا كحالة، في اعلام النساء((1020))(3/1216).
ثم انى لنا القول بمقال ابن كثير ومل‏ء الاسماع قول رسول اللّه
(ص): «فاطمة قلبي وروحي التي بين‏جنبي‏فمن آذاها فقد
آذاني‏»((1021)). وقوله: «ان اللّه يغضب لغضب فاطمة ويرضى
لرضاها». او: «ان اللّهيغضب لغضبك ويرضى لرضاك‏» قاله
لفاطمة؟
راجع((1022)): معجم الطبراني، مستدرك الحاكم (3/154)
وصححه، مسند ابن النجار، مقتل الخوارزمي(1/52)، تذكرة
السبط (ص‏175)، كفاية الطالب للكنجي (ص‏219)، ذخائر
العقبى للمحب الطبري(ص‏39)، ميزان الاعتدال (2/72)،
مجمع الزوائد (9/203)، تهذيب التهذيب (12/443)، كنز
العمال(7/111)، اخبار الدول هامش الكامل (1/185)، كنوز
الدقائق للمناوي(ص‏30)، شرح المواهب للزرقاني(3/205)،
الاسعاف (ص‏171) ، ينابيع المودة (ص‏173، 174)، الشرف
المؤبد (ص‏59).
هذه مطلقات تشمل جميع موجبات الرضا والغضب من
الصديقة سلام اللّه عليها حتى المباحات شان‏ابيها الاقدس
كما فهمه القسطلاني والحمزاوي في شرح البخاري، وذلك
يكشف عن انها صلوات اللّهعليها لا ترضى الا لما فيه مرضاة
المولى سبحانه، ولا تغضب الا على ما يغضبه، حتى انها لو
رضيت اوغضبت على امر مباح فان هناك جهة شرعية تدخله
في الراجحات، او يجعله من المكروهات، فلن تجدمنها في اي
من الرضا والغضب وجهة نفسية او صيغة شهوية، وذلك معنى
العصمة التي نفاها المتحذلق ابن‏كثير بعد ان تصامم او
تعامى عن دلالة آية التطهير النازلة فيها وفي ابيها وبعلها
وبنيها: ( انما يريد اللّهلى‏ذهب عنكم الرجس اهل البيت
ويطهركم تطهيرا)((1023)).
احاديث الغلو او قصص الخرافة
هذه ابحاث مجملة تمثل لنا نفسيات الخليفة، وملكاته الفاضلة،
نقتصر بها في هذه العجالة وان لم‏تزحفنا((1024))ولم يتات بها
القصوى، غير ان فيها بلغة في ايقاف الباحث على حد الخليفة،
ومقياسا يعرف به‏القالي له من الغالي فيه، والمقتصد فيه من
القاسط عليه، ويمتاز به سرف القول في امتداحه عن
جزاف‏الامتداح عليه، فيهمنا عندئذ ذكر نزر يسير مما سرده
القوم من فضائله التي‏فيها من الغلوالفاحش ما لايخفى على اي
احد، ثم نشفعه بما جاء في غيره حتى يعرف اهل الغلو في
الفضائل.
(1) الشمس على العجلة

ذكر الشيخ ابراهيم العبيدي المالكي في كتابه عمدة التحقيق
في بشائر آل الصديق((1025)) نقلا عن كتاب‏العقائق،
والصفوري في نزهة المجالس (2/184) نقلا عن عيون
المجالس، قالوا:
روي ان النبي (ص) قال يوما لعائشة غ: ان اللّه تعالى لما خلق
الشمس خلقها من لؤلؤة بيضاء بقدر الدنيامائة واربعين مرة
وجعلها على عجلة، وخلق للعجلة ثمانمائة((1026)) وستين
عروة، وجعل في‏كل عروة سلسلة‏من الياقوت الاحمر، وامر
ستين الفا من الملائكة المقربين ان يجروها بتلك السلاسل مع
قوتهم التي اختصهم‏اللّه بها، والشمس مثل الفلك على تلك
العجلة وهي تدور في القبة الخضراء، وتجلو جمالها على اهل
الغبراء،وفي كل يوم تقف على خط الاستواء فوق الكعبة لانها
مركز الارض وتقول: يا ملائكة ربي اني لاستحي‏من اللّه عز وجل
اذا وصلت الى محاذاة الكعبة التي هي قبلة المؤمنين ان اجوز
عليها، والملائكة تجر الشمس‏لتعبر على الكعبة بكل قوتها فلا
تقبل منهم وتعجز الملائكة عنها، فاللّه تعالى يوحي الى
الملائكة‏وحي الهام‏فينادون: ايتها الشمس بحرمة الرجل الذي
اسمه منقوش على وجهك المنير الا رجعت الى ما كنت فيه
من‏السير، فاذا سمعت ذلك تحركت بقدرة المالك.
فقالت عائشة غ: يا رسول اللّه من هو الرجل الذي اسمه منقوش
عليها؟ قال: هو ابو بكر الصديق، ياعائشة قبل ان يخلق اللّه العالم
علم بعلمه القديم انه يخلق الهواء، ويخلق على الهواء هذه
السماء، ويخلق بحرامن‏الماء، ويخلق عليه عجلة كما يشاء،
ويجعل العجلة مركبا للشمس المشرقة على الدنيا، وان
الشمس تتمردعلى الملائكة اذا وصلت الى الاستواء، وان اللّه
تعالى قدر ان يخلق في آخر الزمان نبيا مفضلا على الانبياءوهو
بعلك يا عائشة على رغم الاعداء، ونقش على وجه الشمس اسم
وزيره اعني ابابكر صديق المصطفى،فاذا اقسمت الملائكة
عليها به زالت الشمس، وعادت الى سيرها بقدرة المولى،
وكذلك اذا مرالعاصي من ام‏تي على نار جهنم وارادت النار
على المؤمن ان تهجم، فلحرمة محبة اللّه في قلبه ونقش اسمه
على لسانه ترجع‏النار الى ورائها هاربة، ولغيره طالبة.
قال الاميني : ان مما يغمرني في الحيرة ان هذه العجلة، لم لم
يكشف عنها علماء الهيئة قديما وحديثا، مع توفرادوات الكشف
ومحصلاته لاهل الهيئة الجديدة خاصة؟
وانهم لماذا استقرت آراؤهم بعد تقدم العلم واستفحال امره
وكثرة اكتشافاته على دوران الارض على‏الشمس.
وتعلمنا الرواية عن ان البخار لم يكن مستخدما عند انشاء تلك
العجلة فيمدها اللّه سبحانه به حتى لا يشعربارادة مريد، ولا
حياء من يستحي، فيمضي بالعجلة ويوصلها في اسرع وقت الى
حيث شي‏ء لها قدما،ولكن العجب ان اللّه سبحانه لم يستبدل
الملائكة بالبخار بعد اكتشافه فيطلق سراح اولئك الالاف
المؤلفة‏المقيدة بسلاسل بلاء العجلة، ويعتقهم من مكابدة تمرد
الشمس في كل يوم!
وهناك مسالة لا ادري من المجيب عنها وهي: ان ارادة اللّه
سبحانه الفائقة على كل قوة جامحة وهي تمسك‏السماء بغير
عمد ترونها، وتسير الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر
السحاب، صنع اللّه الذي اتقن كل شي‏ء،لم لم تقم مقام اولئك
المسخرين لجر الشمس حتى لا يوقفها تمرد، ولا تحتاج الى
عرى وسلاسل، او الاقسام‏بمن كتب اسمه عليها؟ وما الذي
احوج المولى سبحانه في تسيير الشمس الى هذه الادوات من
العجلة‏والعرى والسلاسل، وخلق اولئك الجم الغفير من
الملائكة واستخدامهم بالجر الثقيل، وهو الذي اذا ارادشيئا ان
يكون يقول له كن فيكون؟
ثم ان‏الشمس هلا كانت تعلم‏ان ارادة اللّه سبحانه‏ماضية عليها
بجريها الى‏الغاية المقصودة؟ فما هذا التوقف‏والتمرد؟ واللّه
تعالى اعلم بعظمة الكعبة وشرفها منها وقد جعلها في خطة
سيرها. انى للشمس ان تجهل بها،وهي هي الشاعرة بخط
الاستواء، ومحاذاة الكعبة ووصولها الى تلك النقطة المقدسة،
وهي العارفة بمقامات‏الصديق، وان اسمه منقوش عليها، وان
من واجبها ان تنقاد ولا تجمح على من اقسم به عليها.
ومن عويصات لا تنحل: تجديد الشمس تمردها كل يوم
(والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير
العزيزالعليم)((1027)) (لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر
ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون)((1028)).
واعوص من ذلك انشاد الملائكة اياها في كل نهار تلك
الانشودة الضخمة ووحي اللّه اليهم بها طيلة عمرالدنيا.
هكذا تشوه رواة السوء سمعة السنة الشريفة، وهي مقدسة عن
هذه الاوهام الخرافية، وان هذه كلها من‏جراء الغلو الممقوت في
الفضائل، ولو كان مختلق هذه المرسلة المقطوعة عن الاسناد
يعلم ما ذكرناه من‏الفضائح المترتبة على افتعالها لما اقتحم هذا
الاقتحام المزري.
(2) التوسل بلحية ابي بكر
ذكر اليافعي في روض الرياحين((1029)) عن ابي بكر الصديق
(رضي اللّه عنه) انه قال: بينما نحن جلوس‏بالمسجد واذا نحن
برجل اعمى قد دخل علينا وسلم فرددنا (ع) واجلسناه بين
يدي النبي (ص) فقال: من‏يقضيني حاجة في حب النبي
(ص)؟ فقال ابو بكر(رضي اللّه عنه): ما حاجتك يا شيخ؟ فقال:
ان‏لي اهلا ولم‏يكن عندي ما نقتات به، واريد من يدفع لنا شيئا
نقتات به في حب رسول اللّه (ص). قال: فنهض ابو
بكرالصديق(رضي اللّه عنه) وقال: نعم انا اعطيك ما يقوم بك
في حب رسول اللّه (ص). ثم قال: هل من حاجة‏اخرى؟ فقال:
نعم ان لي ابنة اريد من يتزوج بها في حياتي حبا في
محمد(ص). فقال ابو بكر: انا اتزوج بهافي حياتك حبا في رسول
اللّه (ص)، هل من حاجة اخرى؟ فقال: نعم اريد ان اضع يدي
في شيبة ابي بكرالصديق رضي اللّه تعالى عنه حبا في محمد
(ص). فنهض ابو بكر (رضي اللّه عنه) ووضع لحيته في
يدالاعمى وقال: امسك لحيتي في حب محمد (ص). قال:
فقبض الاعمى بلحية ابي بكر الصديق (ص) وقال:يا رب اسالك
بحرمة شيبة ابي بكر الا رددت علي بصري. قال: فرد اللّه عليه
بصره لوقته، فنزل جبريل(ع) على النبي(ص) وقال: يا محمد
السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والاكرام، ويقول لك:
وعزته‏وجلاله لو اقسم علي كل اعمى بحرمة شيبة ابي بكر
الصديق لرددت عليه بصره، وما تركت على وجه‏الارض اعمى،
وهذا كله ببركتك وعلو قدرك وشانك عند ربك.
قال الاميني : انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في
الصدور. حقا ان هذا الضرير قد عمي قلبه‏قبل بصره، فلم يعقل
ان القسم بشيبة رسول اللّه (ص) اولى من شيبة ابي بكر، فهي
مقدمة قداسة وشرفاوزلفة عنداللّه سبحانه، وهو (ص) اكبر من
ابي بكر سنا واكثر شيبة، فما اعمى الرجل عنها ان كان
يريدمقسما به يبر اللّه سبحانه به قسمه؟ او انه كان له في شيبة
ابي بكر غاية لم نعرفها؟ ثم اين عن هذه الشيبة‏عميان اهل
السنة؟ وما اغفلهم عن الوحي المنزل فيها؟ فيقسمون على اللّه
بها فيكشف عن ابصارهم، ومابال الحفاظ وائمة الحديث ارجاوا
نشر هذه الرواية الى القرن الثامن عهد اليافعي؟ هل بخلوا على
عميان‏الامة بمثل هذا النجاح الباهر وفي الوحي المزعوم قوله
سبحانه: وعزتي وجلالي لو اقسم علي كل اعمى.الى آخره؟
او انهم وجدوا مولد هذا الحديث بعد عصورهم فلم يشيدوا
بذكره؟ او راوا فيه غلوافاحشا بتقديم لحية‏ابي بكر على شيبة
رسول اللّه (ص) فطووا عن روايته كشحا؟ او عقلوا فيه مهزاة
باللّه ووحيه وامينه ونبيه‏فضربوا عنه صفحا؟
وللقوم حول شيبة ابي بكر روايات منها ما اسلفناه في الجزء
الخامس (ص‏317) من انه (ص) كان اذااشتاق الى الجنة قبل
شيبة ابي بكر. ومر هنالك انها من اشهر المشهورات من
الموضوعات، ومن المفتريات‏المعلوم بطلانها ببديهة العقل كما
قاله الفيروزآبادي والعجلوني((1030)).
ومنها ذكره العجلوني في كشف الخفاء (1/233) من ان
لابراهيم الخليل وابي بكر الصديق شيبة في الجنة.
ثم قال في المقاصد((1031)) نقلا عن شيخه ابن حجر: لم
يصح ان للخليل في الجنة لحية ولا للصديق، ولا اعرف‏ذلك
في شي‏ء من كتب الحديث المشهورة ولا الاجزاء المنثورة. ثم
قال: وعلى تقدير ثبوت وروده فيظهر لي‏ان الحكمة في ذلك:
اما في حق الخليل فلكونه منزلا منزلة الوالد للمسلمين، لانه
الذي سماهم بالمسلمين‏وامروا باتباع ملته، واما في حق
الصديق فلانه كالوالد الثاني للمسلمين، اذ هو الفاتح لهم باب
الدخول الى‏الاسلام.
قال الاميني : ان الذي سمى الامة المرحومة بالمسلمين هو اللّه
سبحانه كما في قوله تعالى: ( وجاهدوا في‏اللّهحق ج هاده هو
اجتباكم وما جعل عليكم في‏الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم
هو سماكم المسلمين من قبل‏وفي هذا)((1032)).
وان امكنت التسمية من ابراهيم من قبل فانها غير ممكنة منه
في هذا وهو القرآن الكريم، وانما وقع ذكر ملة‏ابراهيم في البين
امتنانا منه سبحانه على الامة بجعل الاسلام شريعة سهلة لا
حرج فيها ترغيبا في الدخول‏فيه. فالقول بان ابراهيم سماهم
مسلمين لا يتم مع قوله تعالى: (وفي هذا) يعني في القرآن.
قال القرطبي((1033)):هذا القول مخالف لقول عظماء الامة .
وقال الطبري((1034)): هذا لا وجه له لانه من المعلوم ان
ابراهيم‏لم يسم‏هذه الامة في القرآن مسلمين.
وقال ابن عباس: اللّه سماكم المسلمين من قبل في الكتب
المتقدمة وفي الذكر.وكذا قال مجاهد وعطاءوالضحاك
والسدي ومقاتل وقتادة وابن مبارك.
وتدل على تعين هذا القول قراءة ابي بن كعب: (اللّه سماكم
المسلمين) كما في تفسير البيضاوي، (2/112)،وكشاف
الزمخشري (2/286)، وتفسير الرازي (6/210) وتفسير ابن جزي
الكلبي (3/47).
واستقربه الرازي في تفسيره فقال: لانه تعالى قال: (ليكون
الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء
على‏الناس)((1035))فبين انه سماهم بذلك لهذا الغرض وهذا
لا يليق الا باللّه.
واستصوبه ابن كثير في تفسيره (3/236) وقال: لانه تعالى قال:
(هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من‏حرج) ثم حثهم
واغراهم على ماجاء به الرسول صلوات اللّه عليه بانه ملة ابيهم
الخليل، ثم ذكر منته‏تعالى على هذه الامة بما نوه به من ذكرها
والثناء عليها في سالف‏الدهر وقديم الزمان في‏كتب
الانبياءيتلى‏على الاحبار والرهبان فقال: (هو سماكم المسلمين
من قبل). اي من قبل هذا القرآن. (وفي هذا).
وبهذا تعرف قيمة ما حسبه المتفلسف من ان تنزيل ابراهيم
منزلة الاب للمسلمين لمحض التسمية فانه مما لايقام له وزن
والا لوجب اتخاذ من سمى احدا باسم ابا تنزيليا، ومن المعلوم
بطلانه، وانما سماه اللّهاباللمسلمين لانه (ع) اب الرسول
الامين، وان قريشا من ذريته، وهو (ص) ابو الامة، وامته في
حكم‏اولاده، وازواجه امهاتهم كما ورد عنه (ص) من قوله: «انما
انا لكم كالوالد، او: مثل الوالد»((1036)).
انا لا ادري ما هي الخاصة في الاب التنزيلي لامة خاصة ان
تكون له لحية في الجنة دون الاب الحقيقي‏للامم‏جمعاء، وهو
ابو البشر آدم (ع)، ولا لحية له؟ مع ما ورد عن كعب الاحبار ان
ه قال: ليس احد في الجنة له‏لحية الا آدم، له لحية سوداء الى
سرته. ذكره ابن كثير في تاريخه((1037)) (1/97).
وان كانت الحكمة في لحية ابراهيم الخليل وابي بكر ما زعمه
العجلوني من الابوة فما الحكمة في لحية موسى‏بن عمران؟
وقد جاء في الحديث: ليس احد يدخل الجنة الا جرد مرد الا
موسى بن عمران فان لحيته‏الى‏سرته. السيرة
الحلبية((1038))(1/425).
ثم ان للامة المسلمة ابا تنزيليا روحيا هو احق بالابوة من
الخليل (ع) وهو نبيها الاقدس محمد (ص) كما مرحديثه، وبها
حياتها الحقيقية، وهو الذي يدعوهم لما يحييهم، ومنه كيانها
المستقر، وعزها الخالد، فهو اولى‏باللحية من ابيه الخليل
وصاحبه ابي بكر.
والعجب كل العجب في عد ابي بكر ابا ثانيا للامة لانه فتح لها
باب الدخول الى الاسلام، وان الذي فتح‏باب الاسلام بمصراعيه
لدخول الامم فيه، ورايت الناس يدخلون في دين اللّه افواجا، هو
رسول اللّه (ص)بدعوته الكريمة، وبراهينه الصادقة، ومعاجزه
المعلومة، ونواميسه المقدسة، وخلائقه الرضية، ومغازيه‏الدامية
فهو اولى بان تكون له لحية في الجنة.
على ان الامة قط لم تعرف بابا فتحه الخليفة لها الى الاسلام،
ولم يدر اي احد انه متى فتحه؟ واين فتحه؟ولماذا فتحه؟ واي
باب هو؟
نعم، لا تخفى على الامة جمعاء انه غلق بابا عليها وحرمها من
خير اهله وعلمه ورشده وهداه، الا وهو باب‏مدينة علم النبي
مولانا امير المؤمنين بالنص المتواتر، وهو الباب الذي منه يؤتى
الى اللّه، واليه يتوجه‏الاولياء.
فلولا انتزاع الامر منه لانتشرت علومه، وزهرت معالمه، وتبلغت
حكمه، وعمل باحكامه، فاكل الناس من‏فوقهم ومن تحت
ارجلهم، منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون، لكنه
(ع)منع عن حقه فجهلت‏العباد، واجدبت البلاد، وصوحت
المرابع، وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس،
والى اللّهالمشتكى.
وان اراد القائل من فتح الباب بداة الفتوح في ايام الخليفة،
فالخليفة الثاني على ذلك اجدر باللحية منه،لان‏عمدة الفتوح
وقعت في اى امه.
نعم، ان يكن هناك من يحق ان يعد للامة ابا ثانيا تنزيلا بعد
رسول اللّه (ص) فهو مولانا اميرالمؤمنين (ع)الذي به كان تمام
الدعوة والنجاح في المغازي، وهو نفس النبي القدسية
وخليفته المنصوص عليه، ولذلك‏جاء من طريق انس بن مالك
عنه(ص) قوله: «حق علي على هذه الامة كحق الوالد على
الولد»، ومن‏طريق عمار وابي ايوب الانصاري قوله: «حق علي
على كل مسلم حق الوالد على ولده‏»((1039)).
(3) شهادة ابي بكر وجبرئيل
ذكر النسفي: ان رجلا مات بالمدينة، فاراد النبي (ص) ان
يصلي عليه فنزل جبريل وقال: يا محمد لا تصل‏عليه. فامتنع
فجاء ابو بكر فقال: يا نبي اللّه صل عليه فما علمت منه الاخيرا.
فنزل جبريل وقال: يا محمدصل عليه، فان شهادة ابي بكر
مقدمة على شهادتي. مصباح الظلام للجرداني((1040))
(2/25)، نزهة المجالس(2/184).
قال الاميني : هلم معي نناقش راوي هذه السفسطة الحساب
بعد ان لم نقف لها على اسناد نناقش رجاله،ونسائله عن ان ما
اداه جبريل من الشهادة اكان من عند نفسه، ولم يكن لامين
اللّه على وحيه ان ياتي‏رسوله بشي‏ء من قبل نفسه فحابى ابا بكر
بتقديم شهادته؟ ام كان وحيا من المولى سبحانه وهو المطرد
في‏كل هبوط له الى الرسول الامين فابطل ذلك الوحي
المبين مجازفة لمحض ان ابا بكر شهد بضد ما جاء به؟وايا ما
كان فان اخباره كان لا محالة عن عدم تاهل الرجل في الواقع
للصلاة عليه في صورة نهي مفيدللتحريم، ومؤداه ان اللّه
سبحانه يبغض ان ترفع اليه صلاة على مثله من نبيه المحبوب،
فهل يكون قول ابي‏بكر بتاهله المستنبط من ظاهر الحال الذي
يخط‏ى‏ء ويصيب، ولا شك انه مخط‏ى‏ء في هذا المورد
بالخصوص‏لنزول الوحي بخلافه، فهل يكون قول هذا شانه
مبطلا للوحي المبين؟ تبصر واحكم.
(4) خاتم النبي وسجله
روي ان النبي (ص) دفع خاتمه الى ابي بكر وقال: اكتب عليه:
لا اله الا اللّه، فدفعه ابو بكر الى النقاش وقال:اكتب عليه: لا اله
الا اللّه، محمد رسول اللّه. فكتب عليه. فلما جاء به ابو بكر الى
النبي (ص) وجد عليه لا اله‏الا اللّه محمد رسول اللّه، ابو بكر
الصديق. فقال: ما هذه الزيادة يا ابابكر؟ فقال: ما رضيت ان افرق
اسمك‏عن اسم اللّه، واما الباقي فما قلته، فنزل جبريل وقال: ان
اللّه سبحانه وتعالى يقول: اني كتبت اسم ابي بكرلانه ما رضي
ان يفرق اسمك عن اسمي، فانا ما رضيت ان افرق اسمه عن
اسمك. نزهة المجالس للصفوري(2/185) نقلا عن تفسير
الرازي،مصباح الظلام للجرداني((1041)) (ص‏25).
قال الاميني : المتسالم عليه بين المحدثين ان نقش خاتم
رسول اللّه (ص) كان: محمد رسول اللّه بلا اي زيادة،ففي
الصحاح عن انس انه (ص) صنع خاتما من ورق((1042))ونقش
فيه: محمد رسول اللّه. وقال: فلا ينقش احدعلى نقشه.
صحيح البخاري (8/309)، صحيح مسلم (2/214، 215)،
صحيح الترمذي (1/324)، سنن ابن ماجة(2/384، 385)، سنن
النسائي (8/173)((1043)).
وفي رواية البخاري والترمذي عن انس قال: كان نقش الخاتم
ثلاثة اسطر: محمد سطر، ورسول سطر. واللّه،سطر. صحيح
البخاري((1044)) (8/309)، صحيح الترمذي((1045))
(1/325).
وروى ابن سعد في طبقاته((1046))من مرسل ابن سيرين، ان
نقشه كان: باسم اللّهمحمد رسول اللّه. وقال ابن‏حجر: ولم يتابع
على هذه الزيادة. ذكره عنه الزرقاني في شرح المواهب (5/39).
واخرج ابو الشيخ في الاخلاق النبوية من رواية عرعرة بن
البرند، عن انس قال: كان مكتوباعلى‏فص‏خاتم رسول اللّه (ص):
لا اله الا اللّه، محمد رسول اللّه.
قال: ابن حجر في فتح الباري((1047)) 10/210:عرعرة ضعفه
ابن المديني وزيادته هذه شاذة. وقال الزرقاني في‏شرح
المواهب 5/39: كان نقش الخاتم النبوي كما في الصحيحين
وغيرهما: محمد رسول اللّه. فلا عبرة بهذه‏الرواية كرواية انه
كان فيه كلمتا الشهادة معا، ورواية ابن سعد((1048)) عن ابي
العالية ان نقشه: صدق اللّه.ثم‏الحق الخلفاء: محمد رسول اللّه.
فما قيمة ما جاء به من النقش صو اغ القرون المتاخرة، وصاغته
يد الافك والغلو بعد لاي من وفاة‏النبي‏الاعظم وانقطاع الوحي
عنه، ولا يوجد في تليف الاو لين منه عين ولا اثر؟ وانت ترى
السلف‏حاكمين في حديث زيادة كلمة الاخلاص والبسملة
بالشذوذ وانه لا عبرة به ولا يتابع عليه، ولا يبحث اي‏متضلع
في الفن عن هذه الزيادة المختلقة التي لاصلة لها بالموضوع،
وليست هي الا استهزاء باللّه ونبيه‏ووحيه وامين وحيه.
ثم قد صح عند القوم ان ذلك الخاتم المنقوش الخاص بالنبي
(ص) وكان يتختم به ويختم (ص) ولم يكن له‏خاتم غيره ولم
يحتمل التعدد قط احد في رفع اختلاف احاديث النقش كان
عند ابي بكر في يمينه بعدرسول اللّه (ص)، وبعده في يد عمر،
وبعده عند عثمان في يمينه وسقط سنة ثلاثين من يده او: من
يد غيره في‏بئر اريس((1049)) واتخذ له خاتما
آخر((1050))،وفي رواية ابن سعد((1051)) عن الانصاري كما
في فتح‏الباري((1052))(10/270) وسنن النسائي((1053))
(8/179): انه كان في يد عثمان ست سنين من عمله. فلو
كانت‏تلكم الاسطورة صحيحة وكان اسم الخليفة منقوشا في
خاتم كان يلبسه النبي الاقدس طيلة حياته وتنظراليه الصحابة
من كثب وترى‏بريقه في خنصره كما في صحيح
البخاري((1054)) (8/308، 309)، كان حقا على‏الخليفة
والخاتم بيده ان يحتج بها يوم تسنم عرش الخلافة، وكان هناك
حوار وصخب، لكنه لم يحتج لان‏ذلك الخاتم ما كان مصوغا بعد
ولا منقوشا، ولم يعط من المغيب انه يستنحت له ذلك بعد
قرون متطاولة.وكان حقا على الصحابة الملتاثين به ان يحتجوا
بذلك النقش المصنوع في عالم الملكوت، فان الاحتجاج
به‏اولى من الاحتجاج بكبر السن وامثاله، لكنهم تركوا الحجاج
لان هذا المولود لم يكن يولد بعد، وانما ولدته‏ام الغلو في
الفضائل في آخر الدهر.
ولا يتاتى لاحد عرفان سر ما جاء به جبريل الخيالي من القران
بين اسم النبي الاعظم وبين اسم ابي بكرفي ذلك النقش
المصوغ في عالم الغيب، اكان ابو بكر نفس النبي الاعظم بنص
القرآن الكريم؟ ام كان قرينه‏في العصمة والقداسة في الذكر
الحكيم؟ ام نزلت فيه آية التبليغ مع ذلك الارهاب؟ ام اكمل
اللّه به الدين، واتم‏به النعمة كما بدا بالنبي الطاهر؟ ام كان
رديف النبي الاقدس في الاسلام والدعوة الى اللّه من اول يومه،
ام‏كان وصيه وخليفته المنصوص عليه من بدء الدعوة؟ ام قرنت
طاعته بطاعته ومعصيته بمعصيته كما في‏صحاح جاءت عنه
(ص)؟ ام كان نظيره في امته بنص منه (ص)؟ ام؟ ام؟ الى مائة
ام. لماذا ذلك القران؟ انالا ادري، ومختلق الرواية ايضا لا يدري.
(5) عرض جنة ابي بكر
قال الصفوري في نزهة المجالس (2/183): رايت في الحديث:
ان الملائكة اجتمعت تحت شجرة طوبى فقال‏ملك: وددت ان
اللّه تعالى اعطاني قوة الف ملك، وكساني ريش الف طير،
فاطير حول الجنة حتى ابلغ‏طرفها، فاعطاه اللّه ذلك، فطار الف
سنة حتى ذهبت قوته وتساقط ريشه، ثم اعطاه اللّه تعالى قوة
واجنحة،فطار الف سنة ثانية حتى ذهبت قوته وتساقط ريشه،
ثم اعطاه اللّه تعالى قوة واجنحة، فطار الف سنة ثالثة‏حتى
ذهبت قوته وتساقط ريشه، فوقع على باب قصر باكيا، فاشرفت
عليه حوراء فقالت: ايها الملك مالي‏اراك باكيا وليست هذه بدار
بكاء وحزن، وانما هي دار فرح وسرور؟ فقال: لاني عارضت اللّه
في قدرته، ثم‏اعلمها بحديثه. فقالت له: لقد خاطرت‏بنفسك،
اتدري كم طرت في هذه الثلاثة آلاف سنة؟ قال: لا. قالت:وعزة
ربي ماطرت اكثر من جزء واحد من عشرة آلاف جزء مما اعده
اللّه تعالى لابي بكر الصديق (رضي‏اللّه عنه). وذكره الجرداني
في مصباح الظلام((1055))(2/25).
قال الاميني : فمجموع ما اعده اللّه تعالى لابي بكر في الجنة هو
مسير ثلاثين الف الف سنة لطائر يطير بقوة‏الف ملك وريش
الف طير! جلت قدرة الباري.
انا اكل حساب هذه الرواية الى الشباب النابه العصري المتخرج
من المدارس العالية في ارجاء العالم. كماارى النظرة في رجال
سندها من وظائف رجال الغيب اذ من المستحيل ان يقف عليه
متتبع، ويعرفه حافظ‏ضليع، او محدث بعيد الظن او رجالي
واسع الخطوة من رجال عالم الشهود.
(6) اللّه يستحيي من ابي بكر
عن انس بن مالك قال: جاءت امراة من الانصار فقالت: يا رسول
اللّه رايت في المنام كان النخلة التي في‏داري وقعت، وزوجي
في السفر. فقال: يجب عليك الصبر فلن تجتمعي به ابدا.
فخرجت المراة باكية فرات‏ابابكر، فاخبرته بمنامها ولم تذكر
له‏قول النبي (ص)، فقال: اذهبي فانك تجتمعين به في هذه
الليلة. فدخلت‏الى منزلها وهي متفكرة في قول النبي (ص)
وقول ابي بكر. فلما كان الليل واذا بزوجها قد اتى، فذهبت
الى‏النبي (ص) واخبرته بزوجها، فنظر اليها طويلا فجاء جبريل
وقال: يا محمد الذي قلته هو الحق، ولكن لماقال الصديق : انك
تجتمعين به في هذه الليلة استحيا اللّه منه ان يجري على
لسانه الكذب، لانه صديق‏فاحياه كرامة له. نزهة المجالس
(2/184).
قال الاميني : ليتنا كنا نقف على رجال هذا الخيال النبهاء
الذين ارادوا كسح معرة الكذب عن ساحة‏الصديق فجروها الى
الساحة النبوية، فكان اللّه لم يبال بان يجري الكذب على لسان
نبيه الصادق المصدق،حيث انه لم يخبر عن موت الرجل وانما
اخبر امراته بانها لن تجتمع به ابدا بكلمة لن المفيدة لتابيد
النفي‏المؤكد بقوله ابدا فظهر خلافه، لكنه استحى من ابي بكر
بعد ان رجم بالغيب افكا ظاهرا، فاراد ان يرحض‏عنه ذلك باحياء
الرجل وعدم اماتته كرامة له، وهل يرحضه ذلك بعد ان وقع
الكذب؟ انا لا ادري.
وهل كانت كرامة ابي بكر على اللّه اعظم من كرامة رسول اللّه
عليه؟ حيث لم يرض بظهور الكذب عليه‏ورضيه على مصطفاه،
ولم يكن في انتشاره عنه كسر للاسلام لكن انتشاره عن النبي
(ص) فت في عضدالدين.
ثم اعجب من تعليل الرواية بان ابابكر كان صديقا. او لم يكن
رسول‏اللّه(ص) سيد الصديقين اجمع؟ وهب‏ان وحي هذه
المزعمة خفف عن ساحة النبوة شيئا يمكن ان يفوه به من
اختلقها بان الامر كان كما اخبر به‏رسول اللّه (ص) لكن احيى
اللّه الرجل للغاية التي ذكرها فلا كذب (ص)، لكن يدفعه ما
قدمناه من‏انه(ص) لم يخبر عن موت الرجل وانما اخبر عن انها
لن تجتمع به ابدا وقد وقع خلاف ما انبا به. نعم، لعل‏مامر من
راي الخليفة من جواز تقديم المفضول على الفاضل، او الغلو
في الفضائل، يرخصان بكل ما ذكر.
(7) كرامة دفن ابي بكر
اخرج ابن عساكر في تاريخه((1056)) قال: روي ان ابابكر
(رضي اللّه عنه) لما حضرته الوفاة قال لمن حضره: اذاانا مت
وفرغتم من جهازي فاحملوني حتى تقفوا بباب البيت الذي
فيه قبر النبي (ص) فقفوا بالباب وقولوا:السلام عليك يا رسول
اللّه هذا ابو بكر يستاذن، فان اذن لكم بان فتح الباب وكان الباب
مغلقا بقفل‏فادخلوني وادفنوني، وان لم يفتح الباب فاخرجوني
الى البقيع وادفنوني به، فلما وقفوا على الباب وقالوا ماذكر
سقط القفل وانفتح الباب واذا بهاتف يهتف من القبر: ادخلوا
الحبيب الى الحبيب، فان الحبيب الى‏الحبيب مشتاق.
وذكره((1057)) الرازي في تفسيره (5/378)، والحلبي في
السيرة النبوية (3/394)، والديار بكري في تاريخ‏الخميس
(2/264)، والقرماني في اخبار الدول هامش الكامل (1/200)،
والصفوري في نزهة المجالس(2/198).
قال الاميني : اراد رواة هذه الرواية تصحيح عمل القوم في دفن
الخليفة في موطن القداسة حجرة النبي(ص)بعد ان اعيتهم
المشكلة وعجزوا عن الجواب، فان الحجرة الشريفة اما ان تكون
باقية على ملكه (ص) كماهو الحق المبين. او انها عادت صدقة
يؤول امرها الى المسلمين اجمع؟ وعلى الاول كان يشترط فيه
رضاءاولاد وارثته الوحيدة السبطين الامامين واخواتهما ولم
يستاذن منهم احد. وعلى الثاني كان يجب على‏الخليفة او على
من تولى الامر بعده ان يستاذن الجامعة الاسلامية ولم يكن من
اي منهما شي‏ء من ذلك، فبقي‏الدفن هنالك خارجا عن ناموس
الشريعة. وان قيل: انه دفن بحق ابنته، فاي حق لها بعد ما جاء
به ابوهامن قوله: انا معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة؟
على انا اسلفنا في الجزء السادس (ص‏190): انه لم‏يكن لامهات
المؤمنين الا السكنى في حجرهن كالمعتدة ولم يكن لهن
ترتيب آثار الملك على شي‏ء منها.وقدمنا هنالك ايضا ان على
فرض الميراث وعلى تقدير الارث من العقار فان لعائشة تسع
الثمن من‏حجرتها لانه (ص) توفي عن تسع، ومساحة المحل لا
يسع تسع ثمنها جثمان انسان مهما كبرت الحجرة، على‏ان
حقها كان‏مشاعا وليس لها التصرف فيه بغير اذن شريكاتها في
الميراث.
اراد القوم التفصي عن هذه المشكلات فكونوا ما يستتبع مشكلة
بعد مشكلة وهي: ان الخليفة هل قال ماقاله بعهد من النبي
(ص) او انه احاط علما بالمغيب؟ اما الثاني فلا احسب احدا
يدعي له ذلك بعد ما احطناخبرا بكل ما قيل في فضائله، وبعد
ما اوقفناك على مبلغ علمه في المشهودات، فاين هو عن
الغيوب؟
واما الاول فلو كان ذلك لما كان لترديده بين الدفن في
الحجرة ان فتح الباب وسقط القفل، وبين الذهاب به‏الى البقيع
ان لم يكن ذلك[ اي معنى]، فان ما اخبر به النبي (ص) لا بد ان
يكون، فلا ترديد فيه.
نعم، من المحتمل انه (ص) لم يعهد ذلك لنفس ابي بكر وانما
رواه عنه من لا يثق به الخليفة ولذلك نوه بما قال‏بالترديد، او
ان الرواية لا صحة لها، ولذلك لم تنتشر في الصحاح والمسانيد
الى عهد الحافظ ابن عساكر،وهي على فرض صحتها مكرمة
عظمى وقعت بمشهد الصحابة ومزدحم المهاجرين والانصار
يوم شيعوه‏الى مقره الاخير، وكان يجب والحالة هذه ان يتواصل
الهتاف بها، وبذلك الهتاف المسموع من القبر الشريف‏منذ ذلك
العهد الى منصرم الدهر، ولم يكن يوم ذاك في الابصار غشاوة،
ولا في الاذان وقر، ولا في الالسنة‏بكم، لكنه ويا للاسف لم
ينبس احد عنها ببنت شفة، وما ذلك الا لان المكرمة لم تقع،
والقفل ما سقط،والباب ما انفتح، والهتاف لم يكن، وادخلوا
الحبيب الى الحبيب، فان الحبيب الى الحبيب مشتاق
مهزاة‏نشات من الغلو في الفضائل تنبى‏ء عن روح التصوف في
مختلق الرواية. نعم:
ما كل من زار الحمى سمع الندا
من اهله اهلا بذاك الزائر
هذه الكرامة المنحوتة المنحولة ذكرها الرازي ومن بعده
مرسلين اياها ارسال المسلم، محتجين بها عدادفضائل ابي بكر،
غير مكترثين لما في اسنادها من العلل او جاهلين بها، وانما
اخرجها ابن عساكر((1058)) من‏طريق ابي طاهر موسى بن
محمد بن عطاء المقدسي عن عبد الجليل المدني عن حبة
العرني فقال: هذا منكر،وابو الطاهر كذاب، وعبد الجليل
مجهول. وفي لسان الميزان((1059)) (3/391): خبر باطل.
وابو الطاهر المقدسي، كذبه ابو زرعة وابو حاتم((1060)). وقال
النسائي ليس بثقة.وقال ابن حبان((1061)): لاتحل‏الرواية عنه
كان يضع الحديث. وقال ابن عدي((1062)): كان يسرق
الحديث. وقال العقيلي((1063)): يحدث عن‏الثقات بالبواطيل
والموضوعات، منكر الحديث وقال منصور بن اسماعيل: كان
يضع الحديث على مالك.راجع المصادر المذكورة (5/267).
(8) جبريل يسجد مهابة من ابي بكر
حدث عالم الامة الشيخ يوسف الفيشي المالكي قال: كان
جبريل اذا قدم ابو بكر على النبي (ص) وهويحادثه يقوم اجلالا
للصديق دون غيره، فساله النبي (ص) عن ذلك؟ فقال جبريل:
ابو بكر له علي مشيخة‏في الازل، وما ذاك الا ان اللّه تعالى لما
امر الملائكة بالسجود لادم، حدثتني نفسي بما طرد به ابليس
فحين‏قال اللّه تعالى: اسجدوا، رايت قبة عظيمة عليها مكتوب:
ابو بكر، ابو بكر مرارا وهو يقول: اسجد.فسجدت من هيبة ابي
بكر، فكان ما كان.
ذكره العبيدي المالكي في عمدة التحقيق هامش روض
الرياحين((1064)) (ص‏111) فقال: وحدثني ايضا شيخناالاستاذ
محمد زين العابدين البكري بما يقارب ما قاله الفيشي،
وسمعتها من غالب مشايخنا بالازهر.
قال الاميني : عجبا لهؤلاء القوم لم يسلم منهم حتى امين اللّه
على وحيه جبرائيل المعصوم من الزلل من‏اول يومه فجعلوه
في عداد ابليس اللعين الطريد لولا ان ابابكر تدارك امره!
عجبا لهذا الملك المزعوم ياتمنه المولى سبحانه ثم يرتاب في
امره، ولا يصلح ذلك الشنار القول بانه انما ائتمنه‏بعد زلته تلك،
فانه سبحانه لا ياتمن من يمكن في حديث نفسه الكفر، فلعل
تلك الخاطرة دبت فيه ولم‏يحصل من يسدده فتعود هاجسته
كفرا صريحا.
عجبا لهذا الملك المقرب تروعه هيبة ابي بكر ولا تاخذه هيبة
الاله العظيم‏فيطيع ابابكر وهو يهم ان يطيع اللّهفي امره
بالسجدة، واي سجدة هذه وما قيمتها من مثل جبرئيل وقد
وقعت من هيبة ابي بكر لا بصفة‏القربان الى المولى سبحانه
والزلفى لديه والامتثال لامره؟ فكان هيبة ابي بكر في الملا
الاعلى اعظم وافخم‏من هيبة بارئه جلت عظمته!
ثم اين كانت قبة ابي بكر من مستوى عالم الملكوت؟ ومن
الاحرى ان تضرب هنالك قبة نبي العظمة‏حتى‏يسدد فيها من
شارف الزلة لا قبة انسان من الممكن ان تكتنفه المثم، وتموت
بضعة المصطفى وهي‏واجدة عليه.
ومن اين علم ابو بكر بهاجسة جبرئيل وحديث نفسه؟ او هل
كان يعلم الغيب؟ او اوحي اليه بواسطة غيرامين الوحي؟ لك
الحكم في هذه كلها ايها القارئ الكريم.
ثم العجب من مشايخ الازهر الذين اخبتوا الى هذه الخزاية
فاثبتوها في الكتب ولهجوا بها في الاندية،وخلف من بعدهم
خلف ورثوا الكتاب ياخذون عرض هذا الادنى فنشروها في الملا
العلمي وشوهوا بهاصفحة التاريخ وسمعة الاسلام المقدس،
نعم: ارادوا نحت فضيلة للخليفة فاعماهم الغلو في الفضائل
فنحتوهارذيلة لجبرئيل الامين، كل ذلك لانهم افتعلوها من
غير بصيرة في الدين، او روية شاعرة في المبادئ‏الاسلامية.
واحسب ان من اختلق هذه الرواية اراد اثباتها تجاه ما يروى
لمولانا امير المؤمنين (ع) من تسديده لجبرئيل‏يوم خاطبه اللّه
سبحانه: من انا ومن انت؟ فتروى قليلا وقد اخذته هيبة الجليل
سبحانه حتى‏ادركته‏نورانية مولانا الامام (ع)، فعلمه ان يقول:
انت الجليل وانا عبدك جبرئيل. وقد نظم ذلك الشاعر
المبدع‏الشيخ صالح التميمي من قصيدة له في مدح مولانا امير
المؤمنين (ع) وخمسها الشاعر المفلق عبدالباقي
افندي‏العمري كما في ديوانه (ص‏126) وفي ديوان صاحب
الاصل (ص‏4) قالا:
روضة انت للعقول ودوح
يجتنى من طوباك رشد ونصح
ومتى هب من عبيرك نفح
شمل الروح من نسيمك روح
حين من ربه اتاه النداء
طالما للاملاك كنت دليلا
ولناموسهم هديت سبيلا
يوم نادى رب السما جبرئيلا
قائلا من انا فروى قليلا
وهو لولاك فاته الاهتداء((1065))
لك شكل نتيجة للقضايا
لك قلب للعالمين مرايا
لك فعل حوى رفيع المزايا
لك اسم رآه خير البرايا
مذ تدلى وضمه الاسراء
وليست هذه كقصة ابي بكر، فليس فيها ان جبريل نوى ما نواه
ابليس من المروق عن امره سبحانه، ولافيها ان امير المؤمنين
انبا عن مغيب، ولا ان هيبته غلبت هيبة اللّه العظيم، ولا ان
جبريل سجد من هيبته،ولا ان له هنالك قبة عظيمة مكتوب
عليها: علي علي، ولا انه هتف مخاطبا لجبرئيل بقوله: اسجد.
وروعه‏بذلك، ليست فيها هذه كلها لان الشيعة في المنتاى عن
الغلو في الفضائل.
(9) قصة فيها كرامة لابي بكر
اخبر ابو العباس بن عبد الواحد، عن الشيخ الصالح عمر بن
الزغبي((1066))قال: كنت مجاورا بالمدينة المشرفة‏على
مشرفها افضل الصلاة والسلام فخرجت يوم عاشوراء الذي
تجتمع فيه الامامية في قبة العباس وقداجتمعوا في القبة. قال:
فوقفت انا على باب القبة وقلت: اريد في محبة ابي بكر شيئا،
فخرج الي شيخ منهم،وقال:
اجلس حتى نفرغ ونعطيك، فجلست حتى فرغوا، ثم خرج الي
ذلك الرجل واخذ بيدي ومضى بي الى داره‏وادخلني الدار
واغلق ورائي الباب، وسلط علي عبدين فكتفاني واوجعاني
ضربا، ثم امرهما بقطع لساني‏فقطعاه، ثم امرهما فحلا كتافي،
وقال: اخرج الى الذي طلبت في محبته ليرد اليك لسانك.
قال: فخرجت من‏عنده الى الحجرة الشريفة النبوية وانا ابكي
من شدة الوجع والالم، فقلت في نفسي: يا رسول اللّه قد تعلم
مااصابني في محبة ابي بكر، فان كان صاحبك حقا فاحب ان
يرجع الي لساني. وبت في الحجرة قلقا من شدة‏الالم فاخذتني
سنة من النوم فنمت فرايت في منامي ان لساني قد عاد الى
حاله كما كان، فاستيقظت فوجدته‏في في صحيحا كما كان وانا
اتكلم، فقلت: الحمد للّه الذي رد علي لساني، وازددت محبة
في ابي بكر (رضي اللّهعنه).
فلما كان العام الثاني في يوم عاشوراء اجتمعوا على عادتهم
فخرجت الى باب القبة وقلت: اريد في محبة ابي‏بكر دينارا،
فقام الي شاب من الحاضرين وقال لي: اجلس حتى نفرغ.
فجلست، فلما فرغوا خرج الي‏ذلك‏الشاب واخذ بيدي ومضى
بي الى تلك الدار فادخلني فيها ووضع بين يدي طعاما، فلما
فرغنا قام‏الشاب‏وفتح علي بابا على بيت في الدار وجعل يبكي،
فقمت لانظر ما سبب بكائه فرايت في البيت‏قردامربوطا ،
فسالته عن قضيته فزاد بكاء، فسكنته حتى سكن، فقلت له: باللّه
اخبرني عن حالك. فقال: ان‏حلفت لي ان لا تخبر احدا من اهل
المدينة اخبرتك، فحلفت له، فقال: اعلم انه اتانا في عام اول
رجل‏وطلب في محبة ابي بكر (رضي اللّه عنه) شيئا في قبة
العباس يوم عاشوراء، فقام اليه ابي وكان من اكابرالامامية
والشيعة، فقال له: اجلس حتى نفرغ. فلما فرغوا اتى به الى هذه
الدار وسلط عليه عبدين فضرباه،وامر بقطع لسانه فقطع،
واخرجه فمضى لسبيله ولم نعرف له خبرا، فلما كان الليل
ونمنا صرخ ابي صرخة‏عظيمة فاستيقظنا من شدة صرخته
فوجدناه قد مسخه اللّه قردا ففزعنا منه وادخلناه هذا البيت
وربطناه،واظهرنا للناس موته، وهو ذا نبكي عليه بكرة وعشيا.
فقلت له: اذا رايت الذي قطع ابوك لسانه تعرفه؟قال: لا واللّه:
فقلت: انا هو واللّه، انا الذي قطع ابوك لساني، وقصصت عليه
القصة فاكب علي يقبل راسي‏ويدي، ثم اعطاني ثوبا ودينارا،
وسالني كيف رد اللّه علي لساني؟ فاخبرته وانصرفت.
مصباح الظلام للجرداني((1067))(ص‏23) من الطبعة الرابعة
المصرية المطبوعة بمطبعة الرحمانية بمصر سنة(1347 ه)،
ونزهة المجالس للصفوري (2/195).
قال الاميني : ما احوج القوم الى اختلاق هذه الاساطير
المشمرجة وهي لا يصدقها اي قار وباد((1068))مهمايقرها
قصاص في اذنيه، ولا يصير بها الامر الى قراره مهما حبكت
نسقه يد الافك، وابدعت في نسجه مهرة‏الافتعال.
انى يصدق ذو مسكة بان رجلا شهيرا يعد من علية قوم ومن
اكابر امة يمسخ ويربط في داره وهوبعدمجهول لا يعرف اسمه،
ولا ينبئ عنه خبير، ويسع لخلفه اخفاء امره بدعوى موته، ولم
ى سال اهله عن‏تجهيزه وتشييعه ودفنه ومقبره وسبب موته،
وتتاتى لولده الغشية عليها عن اعين الناس واسماعهم كان
في‏آذانهم صمما وفي ابصارهم عمى.
ولماذا اخذ ابن الجاني الذي لم يخلق بعد لا هو ولا ابوه
ضيفه الى والده وهو لا يعرف الرجل ولم يخش‏من الفضيحة،
ولماذا اوقفه على امر ابيه وعواره وقد كان يستخفيه ويظهر
للناس موته؟
وانى يصدق بان رجلا قطع لسانه دون مبدئه وحبه لخليفته قد
استخفى قصته، وما اشاع بها، وما صاح وماباح بمظلمته، وما
ابان امره عند قومه، وما افاض عن شانه بكلمة، ولا يمم قاضيا
ولا حاكما ولا الدوائرالحكومية الصالحة للنظر في مظلمته من
عدلية او دائرة شرطة، وعقيرته مرفوعة من شدة الالم، ولم
يزل‏القوم يتربص الدوائر على الشيعة، ويختلق عليهم طامات
كهذه.
وانى يصدق انه لما خرج من دار من جنى عليه وهو مقصوص
اللسان وقد ملا فمه دمه، ولاذ بالحجرة‏الشريفة باكيا قلقا من
شدة الالم، ما باه له اي احد، وما عرفت مع هذه كلها من امره
قذعملة((1069))، ولا تنبه‏لامره سدنة الحضرة الشريفة؟