قائمة الموضوعات والمقلوبات
في وسع الباحث ان يتخذ مما ذكر في سلسلة الكذابين من عد
ما وضعوه او قلبوه قائمة تقرب له الوقوف‏على حساب
الموضوعات والمقلوبات من الاحاديث المبثوثة في طيات
كتب القوم ومسانيدهم، وان لم يمكنه‏عرفان جلها فضلا عن
كلها، اذ لم يكن هناك ديوان لتسجيل الوضاعين، وضبط ما
افتعلوه، وحصر مالفقوه من موضوع او مقلوب، والذي يوجد في
ترجمة شرذمة قليلة من اولئك الجم الغفير انما هو من‏لقطات
التاريخ، حفظته يد الصدفة لا عن قصد، واليك جملة من تلك
الثويلة ((1810)):
الاعلام عدد الاحاديث
ابو سعيد ابان بن جعفر: وضع اكثر من‏300
ابو علي احمد الجويباري: وضع هو وابنا عكاشة وتميم اكثر
من‏10000
احمد بن محمد القيسي: لعله وضع على الائمة اكثر من‏3000
الاعلام‏عدد الاحاديث
احمد بن محمد الباهلي: احاديثه الموضوعة‏400
احمد بن محمد المروزي: قلب على الثقات اكثر من‏10000
احمد ابو سهل الحنفي: احاديثه المكذوبة‏500
بشر بن الحسين الاصبهاني: له نسخة موضوعة فيها150
بشر بن عون: له نسخة موضوعة نحو100
جعفر بن الزبير: وضع على رسول اللّه (ص)400
الحارث بن اسامة: اخرج احاديث موضوعة تعد30
الحسن العدوي: حدث بموضوعات تربو على‏1000
الحكم بن عبداللّه ابو سلمة: وضع نحو50
دينار الحبشي: روى عن انس من الموضوعات قريبا من‏100
((1811))
زيد بن الحسن: وضع‏40
زيد بن رفاعة ابو الخير: له من الموضوعات‏40
سليمان بن عيسى: وضع بضعة و20
شيخ بن ابي خالد البصري: وضع‏400
صالح بن احمد القيراط‏ي: لعله قلب اكثر من‏10000
عبد الرحمن بن داود: له من الموضوعات‏40
عبد الرحيم الفاريابي: وضع اكثر من‏500
عبد العزيز: موضوعاته ومقلوباته‏100
عبد الكريم بن ابي العوجاء: وضع‏4000
عبد اللّه القزويني: وضع على الشافعي نحو200
عبد اللّه القدامي: قلب على مالك اكثر من‏150 ((1812))
عبد اللّه الروحي: روى من الموضوع اكثر من‏100
عبد المنعم: اخرج من الحديث الكذب نحوا من‏200
عثمان بن مقسم: له عند شيبان مما لا يسمع‏25000
عمر بن شاكر: له نسخة غير محفوظة نحو20
محمد بن عبدالرحمن البيلماني: حدث كذبا200
محمد بن يونس الكديمي: وضع اكثر من‏1000
محمد بن عمر الواقدي: روى مما لا اصل له‏30000
معلى ((1813)) بن عبدالرحمن الواسط‏ي: وضع‏90
ميسرة بن عبد ربه البصري: وضع‏40
نوح بن ابي مريم: وضع في فضل السور114
هشام بن عمار: حدث كذبا400
فمجموع موضوعات هؤلاء المذكورين ومقلوباتهم:98684
اضف اليها ما تركوا من حديث عباد البصري من‏60000
وما رمي من حديث عمر بن هارون من‏70000
وما رمي من حديث عبداللّه الرازي من‏10000
وما ترك من حديث ابن زبالة من‏100000
وما رمي من احاديث محمد بن حميد من‏50000
وما اسقطوه مما كتبوه من حديث نصر من‏20000 ((1814))
408684
فمجموع ما لا يصح من احاديث هذا الجمع القليل فحسب يقدر
باربعمائة وثمانية آلاف وستمائة واربعة‏وثمانين حديثا.
ولا يعزب عن الباحث ان هذا العدد انما هو نزر يسير نظرا الى ما
اختلقته ايدي الافتعال الاثيمة المتكثرة،وكان لجل الكذابين
الوضاعين لولا كلهم تليف تحوي شتات مالفقوه مما لا
يحد ولا يقدر، والتاريخ لم‏يحفظ لنا شيئا منها غير الايعاز اليها
في تراجم جمع من مؤلفيها: كما مر من اقوالهم:
احمد بن ابراهيم المزني: له نسخة موضوعة.
احمد بن محمد الحماني: صنف في مناقب ابي حنيفة كلها
موضوعة.
اسحاق بن محمشاذ: له مصنف في فضائل ابن كرام كلها
موضوعة.
ايوب بن مدرك الحنفي: له نسخة موضوعة.
بريه بن محمد البيع: له كتاب احاديثه موضوعة.
الحسن بن علي الاهوازي: صنف كتابا اتى بالموضوعات.
الحسين بن داود البلخي: له نسخة اكثرها موضوع.
داود بن عفان: له نسخة موضوعة على انس.
زكريا بن دريد: له نسخة كلها موضوعة.
عبدالرحمن بن حماد: عنده نسخة موضوعة.
عبدالعزيز بن ابي زواد: عنده نسخة موضوعة.
عبدالكريم بن عبدالكريم: له كتاب موضوع.
عبداللّه بن الحارث: له نسخة كلها موضوعة.
عبداللّه بن عمر القاضي: له نسخة موضوعة على مالك.
عبدالمغيث بن زهير الحنبلي: له جزء موضوع في فضائل يزيد.
عبيد بن القاسم: له نسخة موضوعة.
العلاء بن زيد البصري: له نسخة موضوعة.
لاحق بن‏الحسين المقدسي: كتب من حديثه الموضوع زيادة
على‏خمسين جزءا.
محمد بن احمد المصري: له نسخة موضوعة.
محمد بن الحسن السلمي: الف كتبا تبلغ مائة كتاب.
محمد بن عبدالواحد الزاهد: له جزء في فضائل معاوية.
محمد بن يوسف الرقي: وضع نحوا من ستين نسخة.
موسى بن عبدالرحمن الثقفي: وضع كتابا في التفسير.
وعلى القارئ ان يتخذ هذا مقياسا ويقدر به موضوعات جميع
من ذكرناه من الكذابين والوضاعين‏ومقلوباتهم ومن لم
نذكرهم، فلا يستكثر عندئذ قول يحيى بن معين: كتبنا عن
الكذابين وسجرنا به التنورواخرجنا به خبزا نضيجا ((1815)).
وقول البخاري صاحب الصحيح: احفظ مائتي الف حديث غير
صحيح ((1816)).
وقول اسحاق بن ابراهيم الحنظلي: انه حفظ اربعة آلاف حديث
مزورة ((1817)).
وقول يحيى بن معين: اي صاحب حديث لا يكتب عن كذاب
الف حديث؟ تاريخ بغداد (1/43).
وقول‏الخطيب‏البغدادي: لاهل‏الكوفة واهل خراسان من
الاحاديث الموضوعة والاسانيد المصنوعة نسخ‏كثيرة، وقل ما
يوجد بحمد اللّه في محدثي البغداديين ما يوجد في غيرهم
من‏الاشتهار بوضع‏الحديث والكذب‏في‏الرواية. تاريخ بغداد
(1/44).
وقول ابي بكر بن ابي سبرة الوضاع الكذاب: عندي سبعون الف
حديث في الحلال والحرام. تهذيب‏التهذيب ((1818)) (12/27).
وقد عد الفيروزآبادي صاحب القاموس في خاتمة كتابه سفر
السعادة ((1819)). واحدا وتسعين بابا توجدفيها احاديث كثيرة
في كتبهم، فقال: ليس منها شي‏ء صحيح، ولم يثبت منها عند
جهابذة علماء الحديث.
وذكر العجلوني في خاتمة كتابه كشف الخفاء، جملة من
الموضوعات والوضاعين والكتب المزورة، وعد في(ص‏419
424) مائة باب اكثرها في الفقه وقال بعد كل باب: لم يصح
فيه حديث، او ليس فيه حديث‏صحيح، وما يقرب من ذلك.
وعد ابن الحوت البيروتي في اسنى المطالب ما يربو على
ثلاثين مبحثا مما يرى الاحاديث الواردة فيه‏باطلالم يصح شي‏ء
منها.
ويعرب عن كثرة الموضوعات اختيار ائمة الحديث اخبار
تليفهم الصحاح والمسانيد من احاديث كثيرة‏هائلة، والصفح
عن ذلك الهوش الهائش. قد اتى ابو داود في سننه باربعة آلاف
وثمانمائة حديث وقال:انتخبته من خمسمائة الف حديث
((1820))، ويحتوي صحيح البخاري من الخالص بلا تكرار الفي
حديث‏وسبعمائة وواحدا وستين حديثا اختاره من زهاء ستمائة
الف حديث ((1821))، وفي صحيح مسلم اربعة‏آلاف حديث
اصول دون المكررات صنفه من ثلاثمائة الف ((1822))، وذكر
احمد بن حنبل في مسنده‏ثلاثين الف حديث، وقد انتخبه من
اكثر من سبعمائة وخمسين الف حديث، وكان يحفظ الف
الف‏حديث ((1823))، وكتب احمد بن الفرات المتوفى (258)
الف الف وخمسمائة الف حديث، فاخذ من ذلك‏ثلاثمائة الف في
التفسير والاحكام والفوائد وغيرها. خلاصة التهذيب ((1824))
(ص‏9).
هذه ناحية واحدة من شؤون الحديث، وهناك نواحي اخرى
ناشئة عن الفاظ الجرح المتكثرة غير الكذب‏والوضع، توجد
تحت كل واحدة منها امة كبيرة من رجال الحديث، جاء كل فرد
منها باحاديث جمة، مثل‏قولهم:
لا تحل الرواية عنه، احاديثه كلها موضوعة، يروي ما لا اصل له،
يروي الموضوعات عن الثقات، احاديثه‏مقلوبة منكرة، ليس
بشي‏ء في الحديث، ياتي عن الثقات بالطامات، لا يحل
الاحتجاج به، يقلب الاسانيدويرفع، يرفع الموقوف ويوصل،
يسرق الحديث ويقلب، ليس بثقة في الحديث، لا يحل كتب
حديثه، لايتابع‏في جل حديثه، لم يكن ثقة ولا مامونا، كل
الاصحاب مجمع على تركه، عامة ما يرويه غير محفوظة،
لايستدل به ويعتبر به، ليس له حديث يعتمد عليه، مضطرب
الحديث ليس بشي‏ء، يكثر من المناكير في‏تليفه، متفق على
تركه، ياتي الموضوعات، ياتي بالمقلوبات، ذاهب الحديث، لا
يكتب عنه، مدلس عن‏الكذابين، لا يسوى شيئا، ينفرد
بالمناكير، ليس بحجة، واه بمرة، ضعيف جدا، هالك، ساقط،
مبتدع، يدلس،اختلط، يخلط، متهم بالكذب، يتهم بوضع
الحديث.

مشكلة الثقة والثقات
هذا شان من لا يوثق به وبحديثه عند القوم، واما من يوصف
بالثقة فهناك مشكلة عويصة لا تنحل، وتجعل‏القارئ في بهيتة،
فلا يعرف اي مثقف قط ما الثقة وما معناها، واي ملكة هي، وما
يراد منها، وبماذا تتاتى،واي خلة تضادها وتناقضها، فهلم معي
نقرا تاريخ جمع نص على ثقتهم نظراء:
1 زياد بن ابيه: صاحب الطامات والجرائم الموبقة. قال خليفة
بن خياط:كان يعد من الزهاد، وقال احمدبن صالح: لم يكن
يتهم بالكذب. تاريخ ابن عساكر ((1825)) (5/406، 414).
2 عمر بن سعد بن ابي وقاص: قاتل الامام السبط الشهيد، قال
العجلي: ثقة. خلاصة‏التهذيب ((1826))(ص‏140).
3 عمران بن حطان: راس الخوارج صاحب الشعر المعروف في
ابن ملجم المرادي:
يا ضربة من تقي ما اراد بها
الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
اني لاذكره حينا فاحسبه
اوفى البرية عند اللّه ميزانا ((1827))
وثقه العجلي ((1828))، وجعله البخاري من رجال صحيحه،
واخرج عنه.
4 اسماعيل بن اوسط البجلي امير الكوفة المتوفى (117):
كان من اعوان الحجاج بن يوسف الثقفي، وقدم‏سعيد بن جبير
للقتل، وثقه ابن معين، وعده ابن حبان من الثقات ((1829)).
ميزان الاعتدال (1/103)،لسان الميزان (1/395).
5 اسد بن وداعة: شامي تابعي ناصبي، كان يسب عليا، وكان
عابدا، وثقه النسائي ((1830)). ميزان‏الاعتدال (1/97)، لسان
الميزان (1/385).
6 ابو بكر محمد بن هارون: ناصبي منحرف، وكان يعرف
بالاغراب عن امير المؤمنين، وثقه الخطيب‏البغدادي
. لسان الميزان (5/411). ((1831))
7 خالد القسري: الامير الناصبي البغيض الظلوم، هكذا وصفه
الذهبي. وفي تاريخ ابن كثير ((1832))(10/20، 21): كان رجل
سوء يقع في علي بن ابي طالب، وكانت امه نصرانية، وكان
متهما في دينه، وقد بنى‏لامه كنيسة في داره. قال ابن حبان
: ثقه. ((1833))
8 اسحاق بن سويد العدوي البصري المتوفى (131): كان
يحمل على علي تحاملا شديدا، وقال: لااحب‏على ا. وثقه احمد
وابن معين والنسائي، وهو من رجال صحاح البخاري ومسلم
وابي داود والنسائي.تهذيب التهذيب ((1834)) (1/236).
9 نعيم بن ابي هند المتوفى (211) الناصبي: كان يتناول عليا
امير المؤمنين، وثقه النسائي. ميزان‏الاعتدال ((1835))
(3/243).
10 حريز بن عثمان: الذي كان يصلي في المسجد ولا يخرج
منه حتى يلعن عليا سبعين لعنة كل يوم، قال‏اسماعيل بن
عياش: رافقت حريزا من مصر الى مكة فجعل يسب عليا ويلعنه،
وقال لي: هذا الذي يرويه‏الناس ان النبي (ص) قال لعلي:
«انت مني بمنزلة هارون من موسى‏» حق، ولكن اخطا السامع.
قلت: فما هو؟ قال: انما هو: انت مني‏بمكان‏قارون من موسى،
قلت: عمن ترويه؟ قال: سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله
على المنبر ((1836))، احتج‏بحديثه البخاري وابو داود
والترمذي وغيرهم، وفي الرياض النضرة ((1837)) (2/216):
ثقة ولكن يبغض‏عليا، ابغضه اللّه عز وجل.
11 ازهر بن عبداللّه الحمصي: كان يسب عليا، وثقه العجلي
((1838))، وهو من رجال ابي داود والترمذي‏والنسائي. تهذيب
التهذيب ((1839)) (1/204).
12 عبدالرحمن بن ابراهيم الشهير بدحيم الشامي: القائل بان
من قال: ان الفئة الباغية هم اهل الشام فهوابن الفاعلة، يروي
عنه البخاري وغيره، وعرف بالثقة وانه حجة ((1840)).
13 الحافظ عبدالمغيث الحنبلي: يؤلف كتابا في فضائل يزيد
بن معاوية، ياتي بالموضوعات، ويترجم‏بالزهدوالثقة‏والدين
والصدق‏والامانة‏والصلاح والاجتهاد ((1841)).
14 الحافظ زيد بن الخباب، قال ابن معين ((1842)): ثقة
يقلب حديث الثوري. خلاصة‏التهذيب ((1843))(ص‏108).
15 خلف بن هشام: كان يشرب الخمر، وثقه احمد امام
الحنابلة، فقيل:يا ابا عبداللّه انه يشرب؟ فقال: قدانتهى الينا علم
هذا عنه، ولكن هو واللّه عندنا الثقة الامين، شرب او لم يشرب.
تاريخ بغداد (8/326).
16 خالد بن سلمة بن العاص ابو سلمة القرشي: وثقه الامام
احمد ((1844))، ويحيى بن معين، وقال: شيخ‏يكتب حديثه،
وقال ابن عدي ((1845)): هو في عداد من يجمع حديثه،
حديثه قليل ولا ارى برواياته‏باسا، وكان راسا في المرجئة،
ويبغض عليا. تاريخ الشام ((1846)) (5/53).
نعم، ترك احمد بن حنبل الحديث عن عبيد اللّه بن موسى
العبسي لما سمعه يتناول معاوية بن ابي سفيان،وبعث رسوله
الى يحيى بن معين فقال له: اخوك ابو عبداللّه احمد بن حنبل
يقرا عليك السلام ويقول لك: هوذا تكثر الحديث عن عبيداللّه
وانا وانت سمعناه يتناول معاوية بن ابي سفيان، وقد تركت
الحديث عنه. فقال‏يحيى ابن معين للرسول: اقرا على ابي
عبداللّه السلام وقل له: يحيى بن معين يقرا عليك‏السلام، قال
لك: اناوانت سمعنا عبدالرزاق يتناول عثمان بن عفان، فاترك
الحديث عنه، فان عثمان افضل من معاوية ((1847)).
نعم، ترك شعبة رواية المنهال بن عمرو الاسدي الكوفي لما
سمع من بيته صوت قراءة بالتطريب، كما قاله‏ابن ابي حاتم
. خلاصة التهذيب ((1849)) (ص‏332). ((1848))
نعم، قال يزيد بن هارون: لا تحل الرواية عن ابي يوسف لانه
كان يعط‏ي اموال اليتامى مضاربة ويجعل‏الربح لنفسه. تاريخ
بغداد (14/258).
نعم نعم، ترك البخاري الرواية عن الامام الصادق جعفر بن
محمد، وقال يحيى ابن سعيد: في نفسي منه‏شي‏ء، وقال: ما
كان كذوبا. تهذيب التهذيب ((1850)) (2/103)، ووثقه
((1851)) الشافعي وابن معين وابن‏ابي خيثمة وابو حاتم وابن
عدي وابن حبان والنسائي وآخرون.
نعم، قال ابو حاتم بن حبان البستي ((1852)): يروي علي بن
موسى الرضا الامام الطاهر عن ابيه‏العجائب كانه يهم
ويخطئ. انساب السمعاني في باب الراء والضاد، تهذيب التهذيب
(7/388) ((1853)).
نعم، ضعف ابن الجوزي الامام الطاهر الحسن بن علي بن
محمد العسكري في الموضوعات، كما في لسان‏الميزان
(2/240). ((1854))
(فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون)
((1855))
سلسلة الموضوعات على النبي الامين (ص)
يهمنا هاهنا ذكر نماذج مما وضعته يد اولئك الكذابين
الوضاعين المذكورين، او من يشاكلهم في الافتعال في‏باب
الفضائل فحسب.
1 عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه (ص): ما في الجنة
شجرة الا مكتوب على كل ورقة منها: لا اله الا اللّه، محمد
رسول اللّه، ابو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين.
من موضوعات علي بن جميل الرقي. اخرجه الطبراني
((1856))، وقال: موضوع، وعلي بن جميل وضاع،وقد تفرد به
وسرقه منه معروف بن ابي معروف البلخي، وعبدالعزيز بن
عمرو الخراساني رجل مجهول.
واخرجه ابو نعيم ((1857)) من طريق علي بن جميل، ورواه
الختلي في الديباج من طريق عبدالعزيز بن‏عمرو الخراساني
كما في ميزان الاعتدال. قال مؤلفه الذهبي ((1858)) في
(2/138): عبدالعزيز فيه جهالة،والخبر باطل فهو الافة فيه.
واخرجه ابن عدي من طريق معروف البلخي، قال الذهبي في
الميزان ((1859)) (3/184): هذا موضوع لكنه‏مشهور بعلي بن
جميل، عن جرير، وكان يحلف فيقول: حدثنا واللّه جرير، وقال
ابن عدي ((1860)):معروف هذا غير معروف، ولعله سرقه من
علي بن جميل.
ورواه ابو القاسم بشران في اماليه من طريق محمد بن عبد بن
عامر السمرقندي، وهو ذلك الكذاب‏الوضاع، عن عصام بن
يوسف، قال ابن عدي ((1861)): روى احاديث لا يتابع عليها.
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه (5/4 و 7/337) من طريق
الحسين بن ابراهيم الاحتياط‏ي ((1862))، عن‏علي‏بن جميل.
قال الذهبي في ميزانه ((1863)) (1/253) بعد ذكره من هذا
الطريق: هذا باطل، والمتهم به‏حسين الاحتياط‏ي، وقال
في (3/184). انه موضوع. ((1864))
وذكره ابن كثير في تاريخه ((1865)) (7/250) من طريق
الطبراني، فقال: انه حديث ضعيف، في اسناده من‏تكلم فيه، ولا
يخلو من نكارة.
قال الاميني: الا تعجب من اخراج ابن كثير الحديث من الوضع
والبطلان الى الضعف والنكارة؟ وهو يعلم‏ان مثل هذه الرواية لا
تسمى ضعيفة في مصطلح اهل الفن وهو يرى نفسه منهم.
نعم: شنشنة اعرفها من‏اخزم ((1866))، واعجب من ذلك ان
الخطيب لم يذكر في هذه الرواية التي هذه حالها كلمة تعرب
عما في‏سندها من الغمز، وهذا شانه في كثير من امثال هذه
الاحاديث الموضوعة.
2 عن ابن عباس مرفوعا: اذا كان يوم القيامة نادى مناد تحت
العرش: هاتوا اصحاب محمد، فيؤتى بابي‏بكر وعمر وعثمان
وعلي، فيقال لابي بكر: قف على باب الجنة فادخل فيها من
شئت، ورد من شئت.
ويقال لعمر: قف عند الميزان فثقل من شئت برحمة اللّه،
وخفف من شئت.
ويعط‏ى عثمان غصن شجرة من الشجر التي غرسها اللّه بيده
فيقال: ذد بهذا عن الحوض من شئت.
ويعط‏ى علي حلتين فيقال له: خذهما فاني ادخرتهما لك يوم
انشات خلق السموات والارض.
رواه ابراهيم بن عبداللّه المصيصي، واحمد بن الحسن بن
القاسم الكوفي، وكلاهما كذابان وضاعان، واللّه اعلم‏ايهما وضع
هذا الحديث، ذكره الذهبي بهذا اللفظ في ميزانه ((1867))
(1/20، 42)، وفيه آفة القلب بعدالوضع، فان المحفوظ من لفظه
كما في الرياض النضرة ((1868)) (1/32) بعد: وخفف من
شئت، ويكسى‏عثمان حلتين ويقال له: البسهما فاني خلقتهما
او ادخرتهما من حين‏انشات خلق‏السموات‏والارض.ويعط‏ى
علي‏بن ابي طالب عصا عوسج من الشجرة التي غرسها اللّه
تعالى بيده في الجن ة فيقال: ذد الناس‏عن الحوض. فقلبوا ما
لعلي (ع) من ذود المنافقين عن الحوض وجعلوه لعثمان بعد
ما زادوا على الحديث‏صدرا مفتعلا، وحديث ذود امير المؤمنين
علي عن الحوض اخرجه الحفاظ من عدة طرق عن جمع
من‏الصحابة، قد اسلفنا طرقه وتصحيح الحاكم له في الجزء
الثاني (ص‏321).
3 عن انس مرفوعا: لا افتقد احدا من اصحابي غير معاوية بن
ابي سفيان، لا اراه ثمانين عاما او سبعين‏عاما فاذا كان بعد
ثمانين عاما او سبعين عاما يقبل الي على ناقة من المسك
الاذفر حشوها من رحمة‏اللّه، قوائمها من الزبرجد، فاقول:
معاوية! فيقول: لبيك يا محمد، فاقول: اين كنت من ثمانين
عاما؟ فيقول:كنت في روضة تحت عرش ربي يناجيني واناجيه،
ويحييني واحييه ويقول: هذا عوض مما كنت تشتم في
دارالدنيا.
من موضوعات عبداللّه بن حفص الوكيل، قال ابن عدي
((1869)): موضوع لا اشك انه واضعه، وقال‏الخطيب
((1870)): باطل اسنادا ومتنا ونراه مما وضعه الوكيل، وان
اسناده رجاله كلهم ثقات غيره، وقال‏الذهبي في ميزانه
((1871)) بعد ذكره من طريق ابن عدي: قلت: ما كان ينبغي
لابن عدي ان يتشاغل‏بالاخذ عن هذا الدجال الاعمى البصر
والبصيرة، والذي قال اللّه فيه: (ومن كان في هذه اعمى فهو
في‏الاخرة اعمى واضل سبيلا) ((1872))، وقال في ترجمة
عبيداللّه بن سليمان ((1873)): روى عن عبدالرزاق‏بخبر
باطل فهو الافة فيه.
وقال ابن حجر في لسان الميزان ((1874)) (4/105): والخبر
المذكور رواه‏ابن عساكر ((1875)) في ترجمته آولفظه : اني
لادخل الجنة فلا افتقد منها احدا الا معاوية سبعين عاما، ثم
اراه فاقول: يا معاوية اين كنت؟فيقول: كنت تحت عرش ربي
يتحفني بيده، فقال: هذا بما كان يشتمونك في دار الدنيا. قال
ابن عساكر: هذاحديث منكر، وفيه غير واحد من المجاهيل.
4 عن انس مرفوعا: ليلة اسري بي دخلت الجنة فاذا انا بتفاحة
تعلقت عن حوراء، قالت: انا للمقتول‏ظلما عثمان.
اخرجه الذهبي في ميزانه ((1876)) (2/20) من طريق عباس
بن محمد العدوي ((1877)) الوضاع، وقال:خبر موضوع،
وذكره ((1878)) ايضا في (3/293) بتغيير يسير من طريق
يحيى بن شبيب الكذاب الوضاع،وقال: هذا كذب، واللّه يعلم اي
الرجلين وضعه.
وقال ابن حجر في لسان الميزان ((1879)) (3/245): ذكره
ابن حبان في الضعفاء ((1880))، وقال: لا اصل‏لهذا من كلام
النبي ولا انس ولا ثابت ولا حماد هم رجال سند الحديث
واوعز الذهبي اليه في‏الميزان ((1881)) في ترجمة عبداللّه بن
ابراهيم الدمشقي وقال: خبر باطل، وقال ابن حجر في‏لسانه
((1882)) (3/248): الحديث المذكور عن عقبة ابن عامر
رفعه: لما عرج بي الى السماء دخلت جنة‏عدن، فوقعت في
كفي تفاحة، فانفلقت عن حوراء مرضية، كان اشعار عينيها
مكارم اشعار النسور، فقلت:لمن انت؟ قالت: انا للخليفة من
بعدك المقتول ظلما عثمان بن عفان. وذكره في (ص‏293)
وقال: حديث‏منكر.
واخرجه الخطيب في تاريخه (5/297)، من طريق محمد بن
سليمان ابي علي الشطوي، عن نافع، عن ابن‏عمر، قال: قال
رسول اللّه (ص): لما اسري بي الى السماء، فصرت الى السماء
الرابعة سقطت في حجري‏تفاحة، فاخذتها بيدي فانفلقت،
فخرج منها حوراء تقهقه، فقلت لها: تكلمي لمن انت؟ قالت:
للمقتول‏شهيدا عثمان ابن عفان.
وهذا موضوع بهذا الطريق ايضا، راى الخطيب في تاريخه وابن
الجوزي في الموضوعات ((1883)) والذهبي‏في ميزانه
((1884)) الحمل فيه على محمد بن سليمان ابي جعفر الخزاز.
5 عن جابر مرفوعا: ان اللّه اختار اصحابي على جميع العالمين
سوى النبيين والمرسلين، واختار من‏اصحابي اربعة: ابابكر،
وعمر، وعثمان، وعليا، فجعلهم خير اصحابي، واصحابي كلهم
خير.
من موضوعات عبداللّه بن صالح كاتب الليث، قال الذهبي في
ميزانه ((1885)) (2/47): قد قامت القيامة‏على عبداللّه بن
صالح بهذا الخبر، وحكى عن ابي زرعة: انه قال: باطل وضعه
خالد المصري ودلسه في‏كتاب عبداللّه بن صالح، وقال
النسائي: انه موضوع.
6 عن عبداللّه بن عمر مرفوعا: لما ولد ابو بكر في تلك الليلة،
اطلع اللّه على‏جنة عدن فقال: وعزتي‏وجلالي لا ادخلك الا من
احب هذا المولود.
قال الذهبي ((1886)): موضوع آفته احمد بن عصمة
النيسابوري، واخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه(3/309)
وقال: انه باطل، وفي اسناده غير واحد من المجهولين.
7 عن ابي هريرة مرفوعا: ان في السماء الدنيا ثمانين الف ملك
يستغفرون اللّه لمن احب ابابكر وعمر، وفي‏السماء الثانية ثمانون
الف ملك يلعنون من ابغض ابا بكر وعمر.
من وضع ابي سعيد الحسن بن علي العدوي البصري، اخرجه
الخطيب ((1887)) وقال: هذا الحديث وضعه‏العدوي على
كامل بن طلحة، وانما يرويه عبدالرزاق بن منصور البندار، عن
ابي عبداللّه الزاهد السمرقندي،عن ابن لهيعة، وابو عبداللّه
الزاهد مجهول فالزقه العدوي على كامل، وكامل ثقة، والحديث
ليس بمحفوظ‏عن ابن لهيعة. ثم ذكره بطريق آخر، فقال: هذا
الاسناد صحيح، ورجاله كلهم ثقات،وقد اتى العدوي‏امراعظيما
وارتكب امرا قبيحا في الجراة بوضعه اعظم من جراته في
حديث ابن لهيعة.
واخرجه الديلمي ((1888)) وزاد فيه: ومن احب الصحابة
جميعا فقد برئ من النفاق، وحكم‏الذهبي ((1889)) بوضعه
ايضا، وذكره ابن حجر من طريق آخر عن انس في لسان
الميزان ((1890))(4/107) فقال: هذا بهذا الاسناد باطل.
8 عن انس: ان يهوديا اتى ابا بكر فقال: والذي بعث موسى
وكلمه تكليمااني لاحبك، فلم يرفع ابوبكرراسا تهاونا باليهودي،
فهبط جبرئيل على النبي (ص) وقال: يا محمد ان العلي الاعلى
يقرا عليك السلام‏ويقول لك: قل لليهودي: ان اللّه قد احاد
عنك النار، فاحضر اليهودي فاسلم. وفي لفظ: قد احاد عنه
في‏النار خلتين: لا توضع الانكال في عنقه، ولا الاغلال في
عنقه، لحبه ابا بكر، فاخبره.
من آفات الحسن بن علي ابي سعيد العدوي البصري، قال
السيوط‏ي في اللالئ ((1891)) (1/151): موضوع،العدوي وغلام
خليل وضاعان، والبصري مجهول.
9 عن البراء مرفوعا: ان اللّه اتخذ لابي بكر في اعلى عليين قبة
من ياقوتة بيضاء معلقة بالقدرة تخترقهارياح الرحمة، للقبة
اربعة آلاف باب، كلما اشتاق ابوبكر الى اللّه، انفتح منها باب
ينظر الى اللّه عز وجل.
من موضوعات محمد بن عبداللّه ابي بكر الاشناني، قال
الخطيب في تاريخه (5/441): من ركب هذا الحديث‏على مثل
هذا الاسناد فما ابقى من اطراح الحشمة والجراة على الكذب
شيئا، ونعوذ باللّه من الخذلان ونساله‏العصمة عن تزيين
الشيطان انه ولي ذلك والقادر عليه، وقال في (ص‏442): انه
الاشناني كان يضع مالايحسنه، غير انه واللّه اعلم اخذ
اسانيد صحيحة من بعض الصحف فركب عليها هذه البلايا.
واخرجه ايضا في (9/445) من طريق احمد بن عبداللّه الذراع،
فقال: هذا باطل والحمل فيه عندي على‏الذراع وانه مما
صنعته يده واللّه اعلم. وعده الذهبي في ميزان الاعتدال
من طامات ابي بكرالاشناني. ((1892))
10 عن انس قال: لما خرج رسول اللّه (ص) من الغار، اخذ
ابوبكر بغرزه،فنظر النبي (ص) الى وجهه‏فقال: يا ابا بكر الا
ابشرك؟ قال: بلى فداك ابي وامي، قال: ان اللّه يتجلى يوم
القيامة للخلائق عامة ويتجلى‏لك خاصة.
من موضوعات محمد بن عبد ابي بكر التميمي السمرقندي،
قال الخطيب في تاريخه (2/388): هذا الحديث لااصل له عند
ذوي المعرفة بالنقل فيما نعلمه، وقد وضعه محمد بن عبد
اسنادا ومتنا، وله احاديث كثيرة تشابه‏ما ذكرناه، وكلها تدل
على سوء حاله وسقوط رواياته.
واخرجه في (12/19) من طريق علي بن عبدة، وقال: باطل. ثم
اخرجه من طريق آخر غير طريق علي‏بن‏عبدة، فقال: هذا
باطل، والحمل فيه على ابي حامد ابن حسنويه، فان ه لم يكن
ثقة.
وذكره الذهبي في الميزان ((1893)) (2/221، 232) وقطع بانه
من الموضوعات، وقال: ورواه ابن عدي في‏كامله ((1894))
وقال: هذا باطل. وقال ((1895)) في (2/269)، انه: حديث
باطل، واتهم يوسف بن احمدبالصاق هذا الحديث الى ابن
الخليفة كما في ميزان الاعتدال ((1896)) (3/336).
وعده الفيروزآبادي صاحب القاموس في خاتمة كتابه سفر
السعادة ((1897))، من اشهر الموضوعات في‏باب فضائل ابي
بكر، ومن المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل. وعده
السيوط‏ي من الموضوعات في‏اللالئ ((1898)) (1/148) وزيف
طرقه، وذكره العجلوني في كشف الخفاء (2/419) واردفه بمثل
كلمة‏الفيروزآبادي.
وقال ابن حجر في لسان الميزان ((1899)) (2/64): له طرق
كلها واهية، وقال ابن درويش الحوت فى اسنى‏المطالب
((1900)) (ص‏63): موضوع ذكره ملا علي القاري يعني في
كتاب موضوعاته ((1901)).
واخرج الحاكم في المستدرك ((1902)) (3/78) في حديث
عن جابر بن عبداللّه، فقال: قال رسول اللّه (ص):يا ابابكر
اعطاك اللّه الرضوان الاكبر، فقال له بعض القوم: وما الرضوان
الاكبر يا رسول اللّه؟ قال: يتجلى‏اللّه لعباده في الاخرة عامة
ويتجلى لابي بكر خاصة، فاعقبه الذهبي في تلخيص
المستدرك ((1903)) بقوله:تفرد به محمد بن خالد الختلي،
عن كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن ابن سوقة، واحسب
محمداوضعه. وقال في ميزان الاعتدال ((1904)) في ترجمة
الختلي : قال ابن الجوزي في الموضوعات ((1905)):كذبوه،
روى عن كثير: يتجلى لابي بكر خاصة. وقال ابن مندة: صاحب
مناكير.
11 عن ابي هريرة مرفوعا: عرج بي الى السماء فما مررت بسماء
الا وجدت‏فيها مكتوبا: محمد رسول اللّه،وابوبكر الصديق من
خلفي.
من موضوعات عبداللّه بن ابراهيم الغفاري، ذكره الذهبي في
ميزانه ((1906)) من‏طريق الخطيب، عن محمدبن عبداللّه
الهلالي البصري، وقال: خبر باطل. ثم رواه باسناد آخر فقال:
وهو باطل ما ادري من يغمز فيه‏فان هؤلاء ثقات، ثم ذكره من
طريق الغفاري فقال: متهم بالكذب فهذا عنه محتمل. لسان
الميزان ((1907))(5/235)، وذكره السيوط‏ي في الموضوعات
((1908))، وقال: اخرجه ابن عدي باسناده عن الغفاري،
عن‏عبد الرحمن بن زيد بن اسلم، ثم قال: لا يصح، الغفاري
يضع، وشيخه ضعيف بالاتفاق.
وذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب ((1909)) (5/138) نقلا
عن ابن حبان ((1910)) من طريق عبداللّه بن‏عمر، بلفظ: ما
جئت ليلة اسري بي من سماء الى سماء الا رايت اسمي مكتوبا
محمد رسول اللّه، ابوبكرالصديق. فقال: قال ابن حبان: هذا خبر
باطل، وارى البلية فيه من عبداللّه بن ابراهيم.
12 عن انس مرفوعا: ان للّه تعالى في كل ليلة جمعة مائة الف
عتيق من النار الا رجلين فانهما يدخلان في‏امتي وليسا منهم،
وان اللّه لا يعتقهما فيمن عتق منهم مع اهل الكبائر في
طبقتهم، مصفدين مع عبدة الاوثان،مبغضي ابي بكر وعمر
وليس هم داخلين في الاسلام وانما هم يهود هذه الامة، ثم
قال: الا لعنة اللّه على‏مبغضي ابي بكر وعمر وعثمان وعلي.
من موضوعات مسرة بن عبداللّه ابي شاكر مولى المتوكل.
اخرجه الخطيب في تاريخه (13/272) فقال: هذاالحديث كذب
موضوع، والرجال المذكورون في اسناده كلهم ثقات ائمة سوى
مسرة، والحمل عليه فيه، على‏انه ذكر سماعه من ابي زرعة بعد
موته باربع سنين، لان ابا زرعة مات في سنة اربع وستين
ومائتين من غيرخلاف في ذلك وهو يروي الحديث عن ابي
زرعة بالري سنة ثمان وستين ومائتين وعده الذهبي
في‏ميزانه ((1911)) (3/162) من موضوعات مسرة.
13 عن انس قال: آخى ((1912)) النبي (ص) بين كتفي ابي
بكر وعمر، فقال لهما: انتما وزيراي في الدنياوالاخرة، ما مثلي
ومثلكما في الجنة الا كمثل طائر يطير في الجنة، فانا جؤجؤ
الطائر وانتما جناحاه، وانا وانتمانسرح في الجنة، وانا وانتما نزور
رب العالمين، وانا وانتما نقعد في مجالس الجنة. فقالا له: وفي
الجنة مجالس؟قال: نعم فيها مجالس ولهو، فقالا له: اي شي‏ء
لهو الجنة؟ قال: لها آجام من قصب من كبريت احمر
وحملهاالدر الرطب، فيخرج ريح من تحت ساق العرش يقال
لها: الطيبة، فتثور تلك الاجام، فيخرج صوت ينسي‏اهل الجنة
ايام الدنيا وما كان فيها.
من موضوعات زكريا بن دريد ((1913)) الكندي، اخرجه ابن
حبان ((1914)) وقال: موضوع‏آفته زكريا.وحكى الذهبي
جملتين من الرواية في الميزان ((1915)) (1/348) عن ابن
حبان وانه قال: حدثنا بهما احمد بن‏موسى بن معدان بحران،
حدثنا زكريا بن دريد بنسخة كتبناها كلها موضوعة لا يحل
ذكرها.
14 عن انس مرفوعا: ان للّه تعالى سيفا مغمودا في غمده ما
دام عثمان بن عفان حيا، فاذا قتل جرد ذلك‏السيف فلم يغمد
الى يوم القيامة.
اخرجه ابن عدي ((1916)) وقال: موضوع آفته عمرو بن فائد
وشيخه موسى‏ابن سيار ((1917)) كذاب‏ايضا. اللالئ المصنوعة
(1/164)، وقال الذهبي في ميزانه ((1919)) ((1918))
(2/299): هذا ظاهر النكارة.
15 عن انس مرفوعا: هبط علي جبريل ومعه قلم من ذهب
ابريز، فقال: ان العلي الاعلى يقرئك السلام‏ويقول لك: حبيبي
قد اهديت هذا القلم من فوق عرشي الى معاوية بن ابي سفيان
فاوصله اليه، ومره ان‏يكتب آية الكرسي بخطه بهذا القلم
ويشكله ويعجمه ويعرضه عليك، فاني قد كتبت له من الثواب
بعدد كل‏من قرا آية الكرسي من ساعة يكتبها الى يوم القيامة،
فقال رسول اللّه (ص): من ياتيني بابي عبدالرحمن؟فقام ابوبكر
الصديق ومضى حتى اخذ بيده وجاءا جميعا الى النبي(ص)،
فسلموا عليه فردعليهم السلام، ثم‏قال لمعاوية: ادن مني يا ابا
عبدالرحمن ادن مني يا ابا عبدالرحمن، فدنا من رسول اللّه
(ص)، فدفع اليه القلم‏ثم قال له: يا معاوية هذا قلم اهداه اليك
ربك من فوق العرش لتكتب به آية الكرسي بخطك
وتشكله‏وتعجمه وتعرضه علي، فاحمد اللّه واشكره على ما
اعطاك، فان اللّه قد كتب لك من الثواب بعدد من قرا
آية‏الكرسي من ساعة تكتبها الى يوم القيامة، فاخذ القلم من يد
النبي (ص) فوضعه فوق اذنه. فقال رسول اللّه(ص): اللهم
انك‏تعلم اني قد اوصلته اليه ثلاثا فجثا معاوية بين يدي
النبي (ص) ولم يزل يحمد اللّه على‏ما اعطاه من الكرامة
ويشكره حتى اتى بطرس ومحبرة، فاخذ القلم ولم يزل يخط به
آية الكرسي احسن مايكون من الخط، حتى كتبها وشكلها
وعرضها على النبي(ص)، قال رسول اللّه (ص): يا معاوية، ان اللّه
قدكتب لك من الثواب بعدد كل من يقرا آية الكرسي من ساعة
كتبتها الى يوم القيامة.
قالوا: موضوع واكثر رجاله مجاهيل، ويراه ابن الجوزي من وضع
الحسين بن يحيى الحنائي، كما في ميزان‏الاعتدال ((1920))
(1/257)، وعند الذهبي باطل كانه عمله احمد بن عبداللّه
الايلي، كما في الميزان ((1921))(1/52)، ويرى ابن حجر في
لسان الميزان ((1922)) ان الامر ينحصر باحمد الايلي وهو
الذي وضعه،واخرجه النقاش في الموضوعات بلفظ اخصر وقال:
حديث موضوع بلا شك، وضعه احمد اوحسين ((1923)).
اللالئ المصنوعة (1/216)، لسان الميزان (1/285).
16 عن جابر: ان رسول اللّه (ص) استشار جبريل في استكتاب
معاوية فقال: استكتبه فانه امين.
اخرجه ابن عساكر في تاريخه ((1924)) باسناده من طريق
السري بن عاصم ابي عاصم الهمداني احدالكذابين الوضاعين،
والحسن بن زياد وهو اللؤلؤي الوضاع الكذاب، والقاسم بن
بهرام المشترك بين‏ثقة وكذاب، وقد زيفه ابن كثير في البداية
والنهاية ((1925)) (5/354) فقال: والعجب من الحافظ
ابن‏عساكر مع جلالة قدره واطلاعه على صناعة الحديث اكثر
من غيره من ابناء عصره بل ومن تقدمه بدهر كيف يورد في
تاريخه هذا واحاديث كثيرة من هذا النمط، ثم لا يبين حالها ولا
يشير الى شي‏ء من ذلك‏اشارة لا ظاهرة ولا خفية؟ ومثل هذا
الصنيع فيه نظر واللّه اعلم. واخرجه الذهبي في ميزانه(3/95)
((1926)) عن امير المؤمنين مرفوعا من طريق اصرم بن
حوشب الكذاب الوضاع الخبيث، وعده‏من مناكير محمد بن
عبدالمجيد.
17 عن عبادة بن الصامت قال: اوحى اللّه الى النبي (ص)
استكتب معاوية فانه امين مامون.
اخرجه الطبراني في الاوسط، عن محمد بن معاوية الزيادي،
عن احمد بن عبدالرحمن الحراني، عن محمد بن‏زهير
السلمي، عن ابي محمد ساكن بيت المقدس، فقال: محمد بن
معاوية كذاب وشيخه ليس بمؤتمن،والسلمي وشيخه لا يعرف.
وللحديث طرق اخرى كلها باطلة، راجع اللالئ ((1927))
(1/218).
وذكره الذهبي في الميزان ((1928)) (3/59) فقال: خبر باطل
لعله يعني محمد بن زهير السلمي هو افتراه،متنه: [اوحى
اللّه الى نبية: استكتب معاوية، فانه امين مامون] ((1929)).
((1930)) في احمد الحراني:قال ابو عروبة: ليس بمؤتمن وقال
على دينه.
قال الاميني: كيف تصح هذه الرواية عن عبادة بن الصامت؟
وهو الذي انغل الشام على معاوية، فكتب‏معاوية الى عثمان
بالمدينة: ان عبادة قد افسد علي الشام واهله، فاما ان تكفه
اليك، واما ان اخلي بينه وبين‏الشام، فكتب اليه عثمان: ان
ارحل عبادة حتى ترجعه الى داره من المدينة، فبعث بعبادة
حتى قدم المدينة،فدخل على عثمان في الدار وليس فيها الا
رجل من السابقين او من التابعين الذين قد ادركوا
القوم‏متوافرين، فلم يفج عثمان به الا وهو قاعد في جانب الدار،
فالتفت اليه وقال: ما لنا ولك يا عبادة؟ فقام‏عبادة بين ظهراني
الناس فقال: اني سمعت رسول‏اللّه(ص) ابا القاسم يقول: «انه
سيلي اموركم بعدي رجال‏يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون
عليكم ما تعرفون فلا طاعة لمن عصى اللّه، فلا تضلوا بربكم‏»،
فوالذي‏نفس عبادة بيده ان فلانا يعنى معاوية لمن اولئك،
فما راجعه عثمان بحرف. تاريخ ابن عساكر ((1931))(7/311،
312).
18 عن ابي هريرة مرفوعا: الامناء عند اللّه ثلاثة: انا وجبريل
ومعاوية. قال الخطيب والنسائي وابن‏حبان ((1932)): هذا
الحديث باطل موضوع. راى الخطيب في تاريخه (12/8) الحمل
فيه على علي البرداني،وقال ابن عدي ((1933)): باطل من
كل وجه. وزيف الحاكم طرقه وفيها جمع من الكذابين
والوضاعين.راجع اللالئ المصنوعة ((1934)) (1/217)، وقال
الذهبي في ميزانه ((1935)) (1/233): هذا كذب، وذكره
في‏ترجمة الحسن ابن عثمان فقال: هذا كذب.
وذكره ابن كثير في تاريخه ((1936)) (8/120) من طريق ابي
هريرة وانس وواثلة بن الاسقع، فقال: لا يصح‏من جميع وجوهه،
وفي لسان الميزان ((1937)) (2/220): اورد ابن الجوزي الاول
في الموضوعات ((1938))وجزم بان هذا وضعه يعني وضع
الحسن بن عثمان وقال ابن عدي ((1939)): الحسن كان
عندي يضع‏الحديث ويسرق حديث الناس، وسالت عنه عبدان
الاهوازي فقال: كذاب، وقال ابو علي النيسابوري:هذا كذاب،
يسرق الحديث، وفي شذرات الذهب ((1940)) (2/366): عده
ابن الجوزي من موضوعات ابي‏عيسى احمد الخشاب.
قال الاميني: بهذه المخازي هتكوا ناموس الاسلام، ودنسوا
ساحة قدس صاحب الرسالة، فما قيمة امينين‏يكون معاوية
ثالثهما في الامانة؟
19 عن زياد بن معاوية بن يزيد بن عمر حفيد يزيد بن
معاوية بن ابي سفيان ، عن عبدالرحمن بن‏الحسام، قال:
اخبرنا رجل من اهل حوران، اخبر عن رجل آخر، قال: اجتمع
عشرة من بني هاشم فغدواعلى النبي (ص)، فلما قضى الصلاة
قالوا: يا رسول اللّه غدونا اليك لنذكر لك بعض امورنا، ان اللّه قد
تفضل‏بهذه الرسالة فشرفك بها، وشرفنا لشرفك، وهذا معاوية
بن ابي سفيان يكتب الوحي، فقد راينا ان‏غيره‏من اهل بيتك
اولى به لك منه، قال: نعم، انظروا في رجل غيره. قال: وكان
الوحي ينزل في كل اربعة اى ام‏من عند اللّه الى محمد، فاقام
جبريل اربعين يوما لا ينزل، فلما كان يوم اربعين هبط جبريل
بصحيفة فيهامكتوب: يا محمد ليس لك ان تغير من اختاره اللّه
لكتابة وحيه، فاقره فانه امين، فاقره.
اخرجه ابن عساكر في تاريخه ((1941)) وقال: هذا خبر منكر
وفيه غير واحد من المجهولين، وقال ابن‏حجر في لسان
الميزان ((1942)) (3/411): قلت: بل هو مما يقطع ببطلانه،
فواللّه اني لاخشى ان يكون الذي‏افتراه مدخول الايمان.
قال الاميني: هذه هتيكة لا يتفوه بها الا المستهزئ باللّه
ورسوله من الذين اتخذوا آيات اللّه هزوا، ودين اللّهسخريا،
والنبوة مجهلة، واجهل من اولئك المهاجمين على قدس
صاحب الرسالة بوضع هذه السفاسف‏المخزية عليه (ص)، هو
الحافظ الذي يتكلم في سندها ويرى‏مثل هذا الحديث منكرا
لمكان المجهولين في‏رجاله، ذاهلا عن ان واجب المحدث
النظرة في متن الحديث قبل البحث عن سنده، فالقول ما قاله
ابن‏حجر.
20 عن يزيد بن محمد المروزي، عن ابيه، عن جده، قال:
سمعت امير المؤمنين عليا رضي اللّه عنه آيقول، فذكر خبرا
فيه: بينا انا جالس بين يدي رسول‏اللّه (ص) اذ جاء معاوية، فاخذ
رسول اللّه (ص) القلم‏من يدي فدفعه الى‏معاوية، فما وجدت
في نفسي اذ علمت ان اللّه امره بذلك.
عده ابن حجر في لسان الميزان ((1943)) (6/20) من
موضوعات مسرة بن عبداللّه الخادم، فقال: هذا متن‏باطل،
واسناد مختلق.
واخرج الخطيب في تاريخه (13/272) حديثا في المناقب،
فقال: هذا الحديث‏كذب موضوع، والرجال‏المذكورون في
اسناده كلهم ثقات ائمة سوى مسرة الخادم، والحمل عليه فيه.
21 عن انس مرفوعا: الامناء سبعة: اللوح والقلم واسرافيل
وميكائيل وجبريل ومحمد ومعاوية.
ذكر الذهبي في الميزان ((1944)) (1/321) لداود بن عفان،
عن انس وهو الوضاع، اخرج عن انس بنسخة‏موضوعة، راجع
سلسلة الكذابين. وذكره ابن كثير في تاريخه ((1945))
(8/120) من رواية ابن عباس فقال:هذا انكر من الاحاديث التي
قبله واضعف اسنادا.
قال الاميني: تعسا لامة تروي مثل هذه المخازي ولم تند منها
جبهتها حياء، اليس عارا على الاسلام واهله‏ان يجعل معاوية
الخؤون لدة نبيه وامناء اللّه المعصومين في الامانة؟!
22 عن واثلة مرفوعا: ان اللّه ائتمن على وحيه جبريل وانا
ومعاوية، وكاد ان يبعث معاوية نبيا من كثرة‏علمه وائتمانه على
كلام ربي، يغفر اللّه لمعاوية ذنوبه، ووقاه حسابه، وعلمه كتابه،
وجعله هاديا مهدياوهدى‏به. اخرجه ابن عساكر ((1946)) عن
رجل.
قال الحاكم: سالت احمد بن عمير الدمشقي وكان عالما
بحديث الشام عن هذا الحديث فانكره جدا،وحدث بهذا
الحديث عبداللّه بن جابر ابو محمد الطرسوسي البزار وهو ذاهب
الحديث، وقال مرة: هو منكرالحديث ((1947)).
قال الاميني: احسب ان رواة السوء ارادوا حطا من مقام النبوة لا
ترفيعا لمقام معاوية، لما نعلمه من البون‏الشاسع بين مرتبة
النبوة التي يعتقد بها المسلمون وبين متبوا هذا المقعي على
انقاض مستوى الخلافة،فنسائل القوم عن الذي اوجب له هذا
المقام الشامخ: اهو اصله الزاكي تلك الشجرة الملعونة في
القرآن‏ولسان نبيه؟ ام فرعه الغاشم الظلوم؟ ! ام دؤوبه على
الكفر الى ما قبل وفاة النبي(ص) باشهر قلائل؟ ام‏محاربته
خليفة وقته المفترضة طاعته عليه، وقد بايعه اهل الحل والعقد
ورضي به المسلمون، فشهر السيف‏امامه، واراق الدماء
المحرمة؟ ام بوائقه ايام استحواذه على الملك، من قتل الابرياء
الاخيار كحجر بن عدي‏واصحابه، وقتل عمرو بن حمق
الخزاعي، الى كثيرين من امثالهم، ومن قنوته بلعن امير
المؤمنين والحسن‏والحسين ولمة من صفوة المؤمنين،
وحمله سماسرة الاهواء على الوقيعة في اهل بيت النبوة،
وافتعال رواة‏الجرح فيهم، وخلق احاديث الثناء في الامويين،
واستلحاقه زيادا مراغما للحديث الثابت عند الامة جمعاء«الولد
للفراش وللعاهر الحجر»، واخذ البيعة ليزيد، ذلك الماجن
الخائن السكير، وتسليطه على الاعراض‏والدماء، وادمانه على
هذه المخاريق وامثالها، التي سودت صحيفة التاريخ حتى
افعمت كاس بغيه واخترمته‏منيته؟
ومتى كان معاوية للعلم والقرآن وهو لا يحسن آية واحدة،
كقوله سبحانه: (اطيعوا اللّه واطيعوا الرسول‏واولي الامر منكم)
((1948)) اولم يكن امير المؤمنين علي (ع) من اولي الامر
على اي من التفسيرين؟ وكقوله‏تعالى: (ومن يقتل مؤمنا
متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) ((1949))، وكقوله تعالى:
(والذين‏يؤذون‏المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد
احتملوا بهتانا واثما مبينا) ((1950)) الى آيات كثيرة‏تشنع على
ما كان عليه من الطامات، وهل يؤتمن على القرآن وهو لا يعمل
بية منه ولا يقيم حدوده؟ (ومن‏يتعد حدود اللّه فقد ظلم
نفسه) ((1951))، (ومن يعص اللّه ورسوله ويتعد حدوده يدخله
نارا خالدا فيها وله‏عذاب مهين) ((1952)).
وهل علمه المتكثر الذي كاد به ان يبعث نبيا كان يدعوه الى
عداء العترة الطاهرة؟ والى تلكم البوائق‏المخزية؟ والفواحش
المبينة التي حفظها التاريخ عنه وعن ارباب تلك الجباه
السود؟ وقد حفظ لنا التاريخ قتله‏الذريع لشيعة امير المؤمنين
بالكوفة خاصة وفي ارجاء المملكة عامة، واما اذاه المعكر لصفو
حياة شيعة آل‏اللّه فحدث عنه ولا حرج، وسنعرفك معاوية
بعجره وبجره على ما يستحق.
ثم نسائل الرواة عن الامانة التي استحق بها معاوية ان يكون
ثالثا للنبي وجبرئيل، او سابعا له (ص) وامناءاللّه الخمسة
المذكورة في الرواية ال (21): اهي امانته على الكتاب وقد
خالفه؟ ام على السنة ولم يعمل بها؟ ام‏على الدماء وقد اراقها؟
ام على العترة الطاهرة وقد اضطهدها؟ ام على امن الامة وقد
اقلقه؟ ام على الصدق‏وقد باينه؟ ام على المين وقد حث عليه؟
ام على المؤمنين وقد قطع اوصالهم؟ ام على الاسلام وقد
ضيعه؟ ام‏على الاحكام وقد بدلها؟ ام على الاعواد وقد شوهها
بلعن اولياء اللّه المقربين عليها؟ ام؟ ام؟ ام؟
ابهذه المخازي مع لداتها كاد ان يبعث معاوية نبيا كما اختلقته
رواة السوء؟ زه بهذه النبوة التي يكاد ان يكون‏مثل هذا الرجل
حاملا لاعبائها!
قد خم ريش سفيد اشك دما دم يحيى
تو به اين حالت اگر عشق نبازى چه شود
وشتان بين هذه الرواية وانكارهم على ابن حبان قوله: النبوة:
العلم والعمل.
فحكموا عليه بالزندقة، وهجر وكتب فيه الى الخليفة فكتب
بقتله ((1953))، وذلك ان النبوة موهبة من اللّهتعالى لمن
اصطفاه من عباده، واللّه يعلم حيث يجعل رسالته، ولا حيلة
للبشر في اكتسابها ابدا وان بلغ من‏العلم والعمل اي مرتبة
رابية.
وليت رواة السوء كانوا قد اجمعوا آراءهم على حديث الارز. ولم
يعدوه، ولم يهبوا النبوة لمثل معاوية، وكان‏فيه غنى وكفاية في
عرفان النبوة وفضلها وهو:
لو كان الارز حيوانا لكان آدميا، ولو كان آدميا لكان رجلا صالحا،
ولو كان صالحا لكان نبيا، ولو كان نبيالكان مرسلا، ولو كان
مرسلا لكان انا ((1954)).
ومن العجب ان تفنيد الحفاظ لهذه الروايات لم يعد ناحية
السند، مع ان متونها ادل على وضعها، لكنهم لايهمهم ان يكون
مثل معاوية معرفا بتلك الحدود مع ما يصادمها من نواميس
مطردة، اوعزنا الى يسير منها،نعم: هي شنشنة اعرفها من اخزم.
23 عن ابن عباس مرفوعا: هبط علي جبريل وعليه طنفسة
وهو متخلل بها، فقلت: يا جبريل ما نزلت‏الي في مثل هذا الزي،
فقال: ان اللّه تعالى امر الملائكة ان تتخلل في السماء كتخلل
ابي بكر في الارض.