يقرا رجلا ابخر، فلعهدي وقد حضر المجلس مع الامير علي بن
الزبير والقاضي‏الجليس ابي محمد، وقد امال وجهه الى القاضي
ابن الزبير وقال له:
وابخر قلت لا تجلس بجنبي
فقال ابن الزبير:
اذا قابلت بالليل البخاري
فقال القاضي الجليس:
فقلت وقد سالت بلا احتشام
لانك دائما من فيك خاري
انشد بعض جلساء الملك الصالح بمجلسه بيتا من الاوزان التي
يسميها المصريون‏الزكالش‏ ويسميها العراقيون كان وكان.
النار بين ضلوعي
وانا غريق في دموعي
كني فتيلة قنديل
اموت غريق وحريق
وكان عنده القاضي الجليس والقاضي ابن الزبير فنظما معناه
بديها، فقال الجليس هل‏عاذر ان رمت خلع عذاري
في شم سالفة ولثم عذار
تتالف الاضداد فيه ولم تزل
في سالف الايام ذات نفار
وله من الزفرات لفح صواعق
وله من العبرات لج بحار
كذبالة القنديل قدر هلكها
ما بين ماء في‏الزجاج ونار
وقال ابن الزبير:
كاني وقد سالت سيول مدامعي
فاذكت حريقا في الحشا والترائب
ذبالة قنديل تقوم بمائها
وتشعل فيها النار من كل جانب((1109))
كتب ابو المعالي الى القاضي الرشيد المصري((1110)) قوله:
ثروة المكرمات بعدك فقر
ومحل العلى ببعدك قفر
بك تجلى اذا حللت الدياجي
وتمر الايام حيث تمر
اذنب الدهر في مسيرك ذنبا
ليس منه سوى ايابك عذر((1111))
حكي انه استاذن هو والقاضي الرشيد ذات يوم على احد الوزراء
فلم ياذن لهماواعتذر عن المواجهة، ووجدا عنده غلظة من
الحجاب، ثم عاوداه مرة‏اخرى‏واستاذنا عليه، فقيل لهما: انه
نائم. فخرجا من عنده فقال القاضي الرشيد:
توقع لايام اللئام زوالها
فعما قليل سوف تنكر حالها
فلو كنت تدعو اللّه في كل حالة
لتبقى عليهم ما امنت انتقالها
وقال القاضي الجليس:
لئن انكرتم منا ازدحاما
ليجتنبنكم هذا الزحام
وان نمتم عن الحاجات عمدا
فعين الدهر عنكم لا تنام
فلم يكن بعد ايام حتى نكب الوزير نكبة عظيمة. مرآة الجنان
(3/302).
قال الصفدي في نكت الهميان((1112)): كان الموفق بن
الخلال خال القاضي الجليس،فحصل لابن الخلال نكبة وحصل
للقاضي بسبب خاله ابن الخلال صداع، فكتب‏القاضي الى
القاضي الرشيد:
تسمع مقالي يا ابن الزبير
فانت خليق بان تسمعه
نكبنا بذي نسب شابك
قليل الجدى في زمان الدعه
اذا ناله الخير لم نرجه
وان صفعوه صفعنا معه
توفي القاضي الجليس سنة (561) وقد اناف على السبعين،
كما في فوات‏الوفيات((1113)).
ذكر سيدنا العلامة السيد احمد العطار البغدادي في الجزء
الاول من كتابه: الرائق، جملة‏من شعر شاعرنا الجليس، منها
قصيدة يرثي بها اهل البيت الطاهرين، ويمدح الملك‏الصالح بن
رزيك ويذكر مواقفه المشكورة في خدمة آل اللّه، اولها:
لولا مجانبة الملوك الشاني
ما تم شاني في الغرام بشاني
(50) بيتا
وقصيدة في رثاء العترة الطاهرة تناهز (66) بيتا، مطلعها:
ارايت جراة طيف هذا الزائر
ما هاب عادية الغيور الزائر
وافى وشملته الظلام ولم يكن
ليزور الا في ظلام ساتر
فكانه انسان عين لم يلح
مذ قط الا في سواد الناظر
ما حكم اجفاني كحكم جفونها
شتان بين سواهر وسواحر
وقصيدة يمدح بها الامام امير المؤمنين صلوات اللّه عليه
ويذكر الملك الصالح ويثني‏عليه، تبلغ (72) بيتا، مستهلها:
على كل خير من وصالك مانع
وفي كل لحظ من جمالك شافع
وقصيدة (62) بيتا يدعم بها امرة الامام امير المؤمنين (ع) بعد
رسول اللّه(ص). ويرثي‏الامام السبط(ع)، ويذكر الملك الصالح
بن رزيك ويطريه، اولها:
الا هل لدمعي في الغمام رسيل
وهل لي الى برد الغليل سبيل
وذكر له قصيدة لامية تبلغ (51) بيتا في المديح والرثاء لاهل
البيت الطاهر صلى اللّهعليهم وسلم.
(50) ابن مكي النيلي
المتوفى (565)
الم تعلموا ان النبي محمدا
بحيدرة اوصى ولم يسكن الرمسا
وقال لهم والقوم في خم حضر
ويتلو الذي فيه وقد همسوا همسا
علي كزري من قميصي وانه
نصيري ومني مثل هارون من موسى
الم تبصروا الثعبان مستشفعا به
الى اللّه والمعصوم يلحسه لحسا
فعاد كطاووس يطير كانه
تغشرم في‏الاملاك فاستوجب الحبسا((1114))
اما در كف العبد بعد انقطاعها
اما رد عينا بعد ما طمست طمسا((1115))
الشاعر
سعيد((1116)) بن احمد بن مكي النيلي المؤدب، من اعلام
الشيعة وشعرائها المجيدين‏المتفانين في حب العترة الطاهرة
وولائها، المتصلبين في اعتناق مذهبهم الحق، ولقداكثر فيهم
واجاد، وجاهر بمديحهم ونشر مثرهم حتى نسبه القاصرون الى
الغلو، لكن‏الرجل موال مقتصد، قد اغرق نزعا في اقتفاء اثر القوم
والاستضاءة بنورهم الابلج،وقد عده ابن شهرآشوب في
معالمه((1117)) من المتقين من شعراء اهل البيت (ع).
قال الحموي في معجم الادباء((1118)) (4/230): المؤدب
الشيعي، كان نحويا فاضلا،عالمابالادب، مغاليا في التشيع، له
شعر جيد اكثره في مديح اهل البيت، وله غزل‏رقيق، مات سنة
(565) وقد ناهز المائة، ومن شعره:
قمر اقام قيامتي بقوامه
لم لا يجود لمهجتي بذمامه
ملكته كبدي فاتلف مهجتي
بجمال بهجته وحسن كلامه
وبمبسم عذب كان رضابه
شهد مذاب في عبير مدامه
وبناظر غنج وطرف احور
يصمي القلوب اذا رنا بسهامه
وكان خط عذاره في حسنه
شمس تجلت وهي تحت لثامه
فالصبح يسفر من ضياء جبينه
والليل يقبل من اثيث ظلامه
والظبي ليس لحاظه كلحاظه
والغصن ليس قوامه كقوامه
قمر كان الحسن يعشق بعضه
بعضا فساعده على قسامه
فالحسن من تلقائه وورائه
ويمينه وشماله وامامه
ويكاد من ترف لدقة خصره
ينقد بالارداف عند قيامه
وقال العماد الكاتب: كان غاليا في‏التشيع، حاليا بالتورع، عالما
بالادب، معلما في‏الكتب، مقدما في التعصب، ثم اسن حتى
جاوز حد الهرم، وذهب بصره وعاد وجوده‏شبيه العدم، واناف
على التسعين، وآخر عهدي به في درب صالح ببغداد في سنة
اثنتين‏وستين وخمسمائة.
قال الاميني: الصحيح في تاريخ آخر عهد العماد بالمترجم سنة
(562) وهي سنة‏خروجه من بغداد، ولم يعد اليها بعدها حتى
مات سنة (597) كما ارخه ابن خلكان في‏وفيات
الاعيان((1119)) (2/189)، فما في فوات الوفيات((1120))
(1/169) ودائرة المعارف لفريدوجدي (10/440) نقلا عن العماد
من سنة (592) تصحيف واضح.
والعجب ان هذا التاريخ اعني (592) جعل في شذرات
الذهب((1121)) (4/309) واعيان‏الشيعة((1122)) (1/595)
تاريخ وفاة ابن مكي المترجم له، وانت ترى انه تاريخ
آخرعهدالعماد بالمترجم لا تاريخ وفاته، على‏ان الصحيح(562)
لا (592) فالصحيح في‏وفاته كما مر عن الحموي((1123))
(565)، وكون المترجم مذكورا في معجم العماد الكاتب‏يومئ
الى عدم وفاته سنة (592)، اذ الكتاب موضوع لترجمة الشعراء
الذين كانوا بعدالمائة الخامسة الى سنة (572) كما في تاريخ
ابن خلكان((1124)) (2/190).
وقال عماد الدين ايضا: انشدني له ابن اخته عمر الواسط‏ي
الصفار ببغداد، قال: انشدني‏خالي سعيد بن مكي من كلمة له:
ما بال مغاني اللوى بشخصك اطلال
قد طال وقوفي بها وبثي قد طال
الربع دثور متناه قفار
والربع محيل بعد الاوانس بطال
عفته ديور وشمال وجنوب
مع مرملث مرخي العزالي محلال
يا صاح قفا باللوى فسائل رسما
قد خال لعل الرسوم تنبي عن حال
ما شف فؤادي الا لغيب غراب
بالبين ينادي قد طار يضرب بالغال
مذ طار شجا بالفراق قلبا حزينا
بالبين واقصى بالبعد صاحبة الخال
تمشي تتهادى وقد ثناها دل
من فرط حياها تخفي رنين الخلخال
وترجمه الصفدي في نكت الهميان((1125))، وابن شاكر في
فوات الوفيات((1126))
(1/169) وقالا: له شعر واكثره مديح في اهل البيت، ثم ذكرا
عبارة العماد الاولى.وتوجد ترجمته في لسان الميزان((1127))
(3/23)، ومجالس المؤمنين((1128)) (ص‏469).
ومن شعره المذهبي قوله يمدح به امير المؤمنين (ع):
فان يكن آدم من قبل الورى
نبي وفي جنة عدن داره
فان مولاي عليا ذا العلى
من قبله ساطعة انواره
تاب على آدم من ذنوبه
بخمسة وهو بهم اجاره
وان يكن نوح بنى سفينة
تنجيه من سيل طمى تياره
فان مولاي عليا ذا العلى
سفينة تنجو بها انصاره
وان يكن ذو النون ناجى حوته
فى اليم لما كظه حصاره
ففي جلندي((1129)) للانام عبرة
يعرفها من دله اختياره
ردت له الشمس بارض بابل
والليل قد تجللت استاره
وان يكن موسى دعا مجتهدا
عشرا الى ان شقه انتظاره
وسار بعد ضره باهله
حتى علت بالواديين ناره
فان مولاي عليا ذا العلى
زوجه واختار من يختاره
وان يكن عيسى له فضيلة
تدهش من ادهشه انبهاره
من حملته امه ما سجدت
للات بل شغلها استغفاره((1130))
البيت الاخير فيه اشارة الى ما رواه الحلبي في السيرة
الحلبية((1131)) (1/285)
وزيني دحلان في سيرته((1132))، والصفوري في نزهة
المجالس (2/210)، والشبلنجي في‏نور الابصار((1133)): من
ان امير المؤمنين كان يمنع امه من السجود وهو
حمل((1134)).
وله:
ومحمد يوم القيامة شافع
للمؤمنين وكل عبد مقنت
وعلي والحسنان ابنا فاطم
للمؤمنين الفائزين الشيعة
وعلي زين العابدين وباقر ال
علم التقي وجعفر هو منيتي
والكاظم الميمون موسى والرضا
علم الهدى عند النوائب عدتي
ومحمد الهادي الى سبل الهدى
وعليا المهدي جعلت ذخيرتي
والعسكريين اللذين بحبهم
ارجو اذا ابصرت وجه الحجة((1135))
وله من قصيدة يمدح بها امير المؤمنين (ع) ودحوه باب خيبر:
فهزها فاهتز من حولهم
حصنا((1136)) بنوه حجرا جلمدا
ثم دحا الباب على نبذة
تمسح خمسين ذراعا عددا
وعبر الجيش على راحته
حيدرة الطاهر لما وردا((1137))
وله من قصيدة مخاطبا امير المؤمنين (ع):
رددت الكف جهرا بعد قطع((1138))
كرد العين من بعد الذهاب
وجمجمة الجلندي وهو عظم((1139))
رميم جاوبتك عن الخطاب
وله من قصيدة مرت عشرة ابيات منها نقلا عن الحموي:
دع يا سعيد هواك واستمسك بمن
تسعد بهم وتزاح من آثامه
بمحمد وبحيدر وبفاطم
وبولدهم عقد الولا بتمامه
قوم يسر وليهم في بعثه
ويعض ظالمهم على ابهامه
ونرى ولي وليهم وكتابه
بيمينه والنور من قدامه
يسقيه من حوض النبي محمد
كاسا بها يشفي غليل اوامه
بيدي امير المؤمنين وحسب من
يسقى به كاسا بكف امامه
ذاك الذي لولاه ما اتضحت لنا
سبل الهدى في غوره وشمه
عبد الاله وغيره من جهله
ما زال معتكفا على اصنامه
ما آصف يوما وشمعون الصفا
مع يوشع في العلم مثل غلامه
وله في رد بيتي يوسف الواسط‏ي في الغمز على امير المؤمنين
(ع) وتخلفه عن البيعة‏قوله:
الا قل لمن قال في كفره
وربي على قوله شاهد
( اذا اجتمع الناس في واحد
وخالفهم في الرضا واحد )
( فقد دل اجماعهم كلهم
على انه عقله فاسد )
كذبت وقولك غير الصحيح
وزعمك ينقده الناقد
فقد اجمعت قوم موسى جميعا
على العجل يا رجس يا مارد
وداموا عكوفا على عجلهم
وهارون منفرد فارد
فكان الكثير هم المخطئون
وكان المصيب هو الواحد((1140))
وله من قصيدة يمدح بها امير المؤمنين (ع):
خصه اللّه بالعلوم فاضحى
وهو ينبي بسر كل ضمير
حافظ العلم عن اخيه عن اللّه
خبيرا عن اللطيف الخبير((1141))
لفت نظر: ذكر سيدنا الامين في اعيان الشيعة((1142))
(6/407) ترجمة تحت عنوان: ابي‏سعيد النيلي، واخذ ما في
مجالس المؤمنين من ترجمة المترجم له وجعله ترجمة
لماعنونه، واردفها بتحقيق في‏اسمه يقضى منه العجب،
استخرجه من شعر المترجم له‏المذكور: دع يا سعيد هواك
واستمسك بمن، فقال:
قوله: دع با سعيد (با) بالباء الموحدة مخفف ابا وحذف منه
حرف النداء اي يا ابا.وقال((1143)) (14/207): ابن مكي اسمه
سعد او سعيد، ارخ وفاته في (1/595) من الطبعة‏الاولى بسنة
(592)، وفي الطبعة الثانية في القسم الثاني من الجزء الاول
(1/177) بسنة(595)، ونقل ترجمته عن ابن خلكان، وابن
خلكان لم يذكره.
(51) الخطيب الخوارزمي
المولود (484)
المتوفى (568)
الا هل من فتى كابي تراب
امام طاهر فوق التراب
اذا ما مقلتي رمدت فكحلي
تراب مس نعل ابي تراب
محمد النبي كمصر علم
امير المؤمنين له كباب
هو البكاء في المحراب لكن
هو الضحاك في يوم الحراب
وعن حمراء بيت المال امسى
وعن صفرائه صفر الوطاب((1144))
شياطين الوغى دحروا دحورا
به اذ سل سيفا كالشهاب
علي بالهداية قد تحلى
ولما يدرع برد الشباب
علي كاسر الاصنام لما
علا كتف النبي بلا احتجاب
علي في النساء((1145)) له وصي
امين لم يمانع بالحجاب
علي قاتل عمرو بن ود
بضرب عامر البلد الخراب
حديث براءة وغدير خم
وراية خيبر فصل الخطاب
هما مثلا كهارون وموسى
بتمثيل النبي بلا ارتياب
بنى في المسجد المخصوص بابا
له اذ سد ابواب الصحاب
كان الناس كلهم قشور
ومولانا علي كاللباب
ولايته بلا ريب كطوق
على رغم المعاطس في الرقاب
اذا عمر تخبط في جواب
ونبهه علي بالصواب
يقول بعدله لولا علي
هلكت هلكت في ذاك الجواب
ففاطمة ومولانا علي
ونجلاه سروري في الكتاب
ومن يك دابه تشييد بيت
فها انا مدح اهل البيت دابي
وان يك حبهم هيهات عابا
فها انا مذ عقلت قرين عاب
لقد قتلوا عليا مذ تجلى
لاهل الحق فحلا في الضراب
وقد قتلوا الرضا الحسن المرجى
جواد العرب بالسم المذاب
وقد منعوا الحسين الماء ظلما
وجدل بالطعان وبالضراب
ولولا زينب قتلوا عليا((1146))
صغيرا قتل بق او ذباب
وقد صلبوا امام الحق زيدا
فيا للّه من ظلم عجاب
بنات محمد في الشمس عطشى
وآل يزيد في ظل القباب
لال يزيد من ادم خيام
واصحاب الكساء بلا ثياب((1147))
الشاعر
الحافظ ابو المؤيد وابو محمد موفق بن احمد((1148))
بن((1149)) ابي سعيد اسحاق بن المؤيدالمكي الحنفي
المعروف باخطب خوارزم.
كان فقيها غزير العلم، حافظا طائل الشهرة، محدثا كثير الطرق،
خطيبا طائر الصيت،متمكنا في العربية، خبيرا في السيرة
والتاريخ، اديبا شاعرا، له خطب وشعر مدون.
ذكره الحموي في معجم الادباء في ترجمة ابي العلاء ((1150))
الهمداني((1151)) بالحفظ، واثنى‏عليه الصفدي في الوافي
بالوفيات، والتقي الفاسي في العقد الثمين في تاريخ البلد
الامين،والقفط‏ي في اخبار النحاة، والسيوط‏ي في بغية الوعاة
(ص‏401)، ومحمد عبدالحي في‏الفوائد البهية (ص‏39)، والسيد
الخونساري في روضات الجنات (ص‏21) ، وجرجي‏زيدان في
تاريخ آداب اللغة العربية (3/60)، وصاحب معجم المطبوعات
(ص‏1817)نقلا عن الجواهر المضية في طبقات الحنفية للشيخ
عبدالقادر المصري، وتوجد ترجمته‏نقلا عن الجواهر المضية
في اول كتابه مناقب ابي حنيفة، والمعاجم باسرها فارغة
عن‏بسط القول في مشايخه وتلامذته والرواة عنه وتليفه
القيمة،فنحن‏ناخذ دروس‏تلكم‏النواحي من تليفه واجازات
مشيخة‏العلم‏والحديث.
مشايخه في الاخذ والرواية
1 الحافظ نجم الدين عمر بن محمد بن احمد النسفي:
المتوفى (537)، اخذ منه العلم‏ويروي عنه.
2 ابو القاسم جار اللّه محمود بن عمر الزمخشري: المتوفى
(538)، قرا عليه في العربية‏والادب ويروي عنه.
3 ابو الفتح عبدالملك بن ابي القاسم بن ابي سهل
الكروخي((1152))الهروي:المتوفى(548)، اخذ عنه الحديث
في منصرفه من الحج ببغداد، كما في الجزء الاول
من‏مقتله((1153)).
4 ابو الحسن علي بن الحسين الغزنوي الملقب بالبرهان:
المتوفى (551)، اخذ منه‏الحديث في مدينة السلام في داره
سلخ ربيع الاول سنة (544).
5 شيخ الدين ابو الحسن علي بن احمد بن محمويه الجويني
البرذي: المتوفى(551).
6 ابو بكر محمد بن عبيداللّه بن نصر الزاغوني: المتوفى
(552)، اخذ منه الحديث في‏مدينة السلام.
7 مجد الدين ابو الفتوح محمد بن ابي جعفر محمد الطائي:
المتوفى (555)، يروي عنه‏مكاتبة.
8 زين الدين ابو منصور شهردار بين شيرويه الديلمي:
المتوفى (558)، يروي عنه‏بالاجازة وبينهما مكاتبات.
9 ابو العلاء الحسن بن احمد بن الحسين بن احمد بن محمد
العطار الهمداني:المتوفى(569) يروي عنه بالاجازة.
10 ابو المظفر عبدالملك بن علي بن محمدالهمداني نزيل
بغداد، له منه اجازة.
11 ابو النجيب سعد بن عبداللّه بن الحسن الهمداني المروزي،
يروي عنه بالمكاتبة.
12 ابو الفرج شمس الائمة محمد بن احمد المكي اخوه كما
نص به في مقتله،ويعبر عنه‏هناك بالامام الاجل الكبير اخي
سراج الدين ركن الاسلام شمس الامة امام‏الحرمين، ثم يترحم
عليه، يروي عنه املاء.
13 ابو طاهر محمد بن محمد الشيحي الخطيب بمرو، وله
منه اجازة.
14 ابو بكر محمد بن الحسن بن ابي جعفر بن ابي سهل
الزورقي، يروي عنه‏بالمكاتبة.
15 ابو الفتح عبدالواحد بن الحسن الباقرحي((1154)).
16 ابو عفان عثمان بن احمد الصرام الخوارزمي.
17 نجم الدين ابو منصور محمد بن الحسين بن محمد
البغدادي، له منه اجازة كما ذكره‏الحموئي في فرائد السمطين.
18 ابو داود محمد بن سليمان بن محمد الخيام الهمداني،
يروي عنه بالمكاتبة.
19 الحسن بن النجار، يروي عنه كما في فرائد السمطين
للحموئي.
20 ابو محمد عباس بن محمد بن ابي منصور الفضاري
الطوسي.
21 كمال الدين ابو ذر احمد بن محمد بن بندار.
22 افضل الحفاظ تاج الدين محمد بن سمان بن يوسف
الهمداني، يروي عنه‏بالمكاتبة.
23 فخر الائمة ابو الفضل بن عبدالرحمن الحفربندي، يروي
عنه بالاجازة.
24 الشيخ سعيد بن محمد بن ابي بكر الفقيهي، يروي عنه
بالاجازة كما في‏مقتله((1155)).
25 ابو علي الحداد.
26 سيف الدين ابو جعفر محمد بن عمران بن ابي علي
الجمحي، يروي عنه‏بالمكاتبة.
27 ابو الحسين بن بشران العدل، اخذ عنه الحديث ببغداد.
28 المبارك بن محمد الشعط‏ي.
29 ركن الائمة عبدالحميد بن ميكائيل.
30 ابو القاسم منصور بن نوح الشهرستاني، اخذ منه الحديث
في رجوعه من حجه‏سنة (544) بشهرستان.
31 ابو الفضل عبدالرحمن بن محمد الكرماني.
32 ابو داود محمود بن سليمان بن محمد الهمداني، يروي
عنه وبينهما مكاتبة((1156)).
33 سديد الدين محمد بن منصور بن علي المقرئ المعروف
بالديواني.
34 ابو الحسن علي بن احمد الكرباسي، يروي عنه املاء.
35 الامام مسعود بن احمد الدهستاني، يروي عنه بالمكاتبة.
تلامذته والرواة عنه
1 برهان الدين ابو المكارم ناصر بن ابي المكارم عبدالسيد
المطرزي الخوارزمي‏الحنفي: المولود (538) والمتوفى (610)،
قرا على المترجم واخذ منه كما في بغية‏الوعاة((1157))
(ص‏402) ومفتاح السعادة((1158)) (1/108)، ويروي عنه كما
في فرائدالسمطين((1159)) وفي اجازة العلامة الحلي
الكبيرة لبني زهرة والاجازة الكبيرة لصاحب‏المعالم.
2 مسلم بن علي ابن الاخت، يروي عنه كتابه المناقب كما في
اجازة احد تلامذة‏الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي:
المتوفى (689) للسيد شمس الدين محمد بن‏جمال الدين
احمد استاد الشهيد الاول((1160)).
3 الشيخ ابو الرضا طاهر بن ابي المكارم عبدالسيد بن علي
الخوارزمي، يروي عنه‏كتابه المناقب كما في الاجازة المذكورة
الاخيرة.
4 الشيخ ابو محمد عبداللّه بن جعفر بن محمد الحسيني،
يروي عنه كتابه المناقب كمافي الاجازة التي اوعزنا اليها.
5 ابو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب السروي
المازندراني: المتوفى(588) كما في‏المقابس((1161))، وكانت
بينه وبين المترجم مكاتبة كما في اول مناقبه((1162)).
6 جمال الدين بن معين، يروي عنه كتاب مقتله كما ذكره
الحموئي في فرائدالسمطين((1163)).
7 ابو القاسم ناصر بن احمد بن بكر النحوي: المتوفى سنة
(607)، قرا على المترجم‏كما في بغية الوعاة((1164))
(ص‏402).
تليفه
ان تضلع الرجل في الفقه والحديث والتاريخ والادب الى علوم
متنوعة اخرى وكثرة‏شهرته في عصره ومكاتبته مع اساتذة
الفنون تستدعي له تليف كثيرة، واحسب‏ان‏الامر كان كذلك
لكن ما اشتهر منها الا كتبه السبعة التي قضت على اكثرها
الايام،وهي:
1 كتاب مناقب‏الامام ابي حنيفة‏المطبوع في‏حيدرآباد
سنة(1321)في‏مجل دين.
2 كتاب رد الشمس لامير المؤمنين علي (ع)، ذكره له
معاصره والراوي عنه ابوجعفر بن شهرآشوب في
المناقب((1165)) (1/484).
3 كتاب الاربعين في مناقب النبي الامين ووصيه امير
المؤمنين صلوات اللّه عليهماوآلهما كما في مقتله، يرويه عنه
ابو جعفر بن شهرآشوب((1166)) وقال: كاتبني به
مؤلفه‏الخوارزمي. وينقل عنه كثيرا في المناقب، ونحن راجعنا
الاحاديث المنقولة عنه في‏فضائل امير المؤمنين (ع) كتاب
مناقبه الدائر السائر وما وجدناها فيه، فاحتمال اتحادكتابه هذا
مع مناقبه في غير محله.
4 كتاب قضايا اميرالمؤمنين(ع)، ذكره له ابن‏شهرآشوب في
مناقبه(1/484).
5 كتاب مقتل الامام السبط الشهيد سلام اللّه عليه‏ يرويه
عنه جمال الدين ابن‏معين كما في الاجازات، رتبه على خمسة
عشر فصلا في مجلدين، واليك فهرست‏فصوله:
1 في ذكر شي‏ء من فضائل النبي (ص).
2 في فضائل ام المؤمنين خديجة بنت خويلد.
3 في فضائل فاطمة بنت اسد ام امير المؤمنين (ع).
4 نماذج من فضائل امير المؤمنين وذريته الطاهرة صلوات
اللّه عليهم.
5 في فضائل الصديقة فاطمة بنت النبي (ص).
6 في فضائل الحسن والحسين عليهما الصلاة والسلام.
7 في فضائل الحسين خاصة.
8 في اخبار النبي (ص) عن الحسين واحواله.
9 في ما جرى بينه وبين الوليد ومروان حال حياة معاوية وبعد
وفاته.
10 في احواله مدة مقامه بمكة وبيان ما ورد عليه من كتب
اهل الكوفة، وارساله‏مسلم بن عقيل الى الكوفة ومقتله بها.
11 في خروجه من مكة الى العراق وما جرى عليه في طريقه،
ونزوله بالطف ومقتله‏بها.
12 في عقوبة قاتله وخاذله صلى اللّه عليه‏ ولعن قاتله.
13 في ذكر المصيبة به ومرثيته (ع).
14 في ذكر زيارة تربته.
15 في انتقام المختار بن ابي عبيد الثقفي من قاتليه
وخاذليه.
6 ديوان شعره، قال الچلبي في كشف الظنون (1/524):
ديوانه جيد، وكان في الشعرفي طبقة معاصريه((1167)).
7 كتاب فضائل امير المؤمنين (ع) المعروف بالمناقب،
المطبوع سنة(1224). وهذاالكتاب يرويه عن المؤلف غير واحد
من ائمة الحديث كما مر الايعاز اليه، منهم:
1 الشيخ مسلم بن علي ابن الاخت.
2 الشيخ ابو الرضا طاهر بن ابي المكارم عبد السيد
الخوارزمي.
3 السيد ابو محمد عبداللّه بن جعفر الحسيني.
4 الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي: المتوفى
(689)، قال:
قرات كتاب المناقب للخوارزمي على الشيخ ابي محمد عبداللّه
بن جعفر بن محمدالحسيني في سنة (593).
5 برهان الدين ابي المكارم ناصر بن ابي المكارم المطرزي.
6 قال الاميني: وانا اروي هذا الكتاب عن فقيه الطائفة في
علوية الشيعة آية اللّهالحاج آقا حسين القمي((1168)): المتوفى
(14) ربيع الاول (1366)، عن العلامة الاكبرالسيد مرتضى
الكشميري‏المتوفى(1323)، عن السيد مهدي
القزويني‏المتوفى(1300)،عن عمه السيد محمد باقر بن احمد
القزويني المتوفى (1246)، عن خاله السيد محمدالمهدي بحر
العلوم المتوفى (1212)، عن الاستاذ الاكبر البهبهاني المتوفى
(1208)، عن‏والده الاكمل البهبهاني، عن جمال الدين
الخوانساري المتوفى (1125)، عن العلامة التقي‏المجلسي
المتوفى (1070)، عن الشيخ جابر بن عباس النجفي، عن
المحقق الكركي‏الشهيد (940)، عن الشيخ زين الدين علي بن
هلال الجزائري، عن الشيخ ابي العباس‏احمد بن فهد الحلي
المتوفى (841)، عن الشيخ شرف الدين ابي عبداللّه
الحلي‏الاسدي المتوفى (826)، عن شيخنا الشهيد الاول
المستشهد (786)، عن رضي الدين‏ابي الحسن علي المزيدي
الحلي المتوفى (757)، عن آية اللّه العلامة
الحلي‏المتوفى(726)، عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن احمد
الحلي المتوفى (689)، عن السيدابي محمد عبداللّه بن جعفر
الحسيني، عن المؤلف الخوارزمي.
وبطريق آخر للعلامة الحلي، عن برهان الدين ابي المكارم
ناصر بن ابي المكارم، عن‏ابي المؤيد المؤلف الخوارزمي.
وهذا الكتاب المناقب نسبه اليه الذهبي في ميزان
الاعتدال((1169)) (3/20) في ترجمة‏محمد بن احمد بن علي
بن الحسن بن شاذان، وقال:
لقد ساق خطيب خوارزم من طريق هذا الدجال ابن شاذان
احاديث كثيرة باطلة‏سمجة ركيكة في مناقب السيد علي
(رضى‏ا...عنه)((1170)).
وذكره له الچلبي في كشف الظنون((1171))(2/532) وقال:
مناقب علي بن ابي طالب لابي‏المؤيد موفق بن احمد
الخوارزمي.
وينقل عنه من عصره حتى اليوم جمع من حملة الحديث،
منهم:
1 الحافظ مفتي الحرمين صاحب كفاية الطالب المطبوع في
مصر والعراق وايران آالكنجي الشافعي: المتوفى (658)، ينقل
عنه في الكتاب((1172)) (120، 124، 148، 182،191، 152)
طبعة النجف الاشرف، ونص بنسبة الكتاب الى المترجم في
غير واحد من‏تلكم المواضع.
2 سيد الاصحاب رضي الدين بن طاووس: المتوفى (664)،
ينقل عن الكتاب في‏تاليفه اليقين في ان عليا امير المؤمنين
في غير واحد من ابوابه، وقال في الباب‏السادس
والعشرين((1173)): الخوارزمي صاحب المناقب من اعظم
علماء الاربعة‏المذاهب، وقد اثنوا عليه وذكروا ما كان عليه من
المناقب.
وقال في موضع آخر((1174)): هو الذي اثنى عليه ومدحه
محمد بن النجار شيخ المحدثين‏ببغداد وزكاه.
3 العلامة يوسف بن ابي حاتم الشامي، ينقل عنه كثيرا في
الدر النظيم في الائمة‏اللهاميم، مصرحا بنسبة الكتاب اليه.
4 بهاء الدين علي بن عيسى الاربلي: المتوفى (692)، نقل
عنه كثيرا في كتابه كشف‏الغمة((1175))، مصرحا بنسبة
الكتاب اليه.
5 شيخ الاسلام ابو اسحاق الشيخ ابراهيم الحموئي: المتوفى
(722)، يروي عنه في‏كتابه فرائد السمطين((1176))، مصرحا
بنسبة الكتاب اليه.
6 آية اللّه العلامة الحلي: المتوفى (726)، ينقل عنه في كتابه
كشف اليقين((1177)).
7 نور الدين ابن الصباغ المكي المالكي: المتوفى (855)، قد
اكثر النقل عنه قائلا: بان‏الخوارزمي روى في المناقب.
8 الشيخ علي بن يونس العاملي النباط‏ي البياضي: المتوفى
(877)، ينقل عنه في كتابه‏الصراط المستقيم((1178)).
9 ابن حجر العسقلاني: المتوفى (973)، روى عن الخوارزمي
حديث زفاف الزهراءسلام اللّه عليها والحديث موجود في
المناقب((1179)).
10 السيد هاشم بن سليمان التوبلي البحراني: المتوفى
(1107)، ينقل عنه في غاية‏المرام((1180)) وغيره.
11 شيخنا ابو الحسن الشريف: المتوفى (1138)، ينقل عنه
كثيرا في كتابه ضياءالعالمين في الامامة الموجود عندنا، قائلا
في بعض مواضعه: رواه الخطيب الخوارزمي‏المشهور الموثوق
به عندهم بنص جماعة منهم في كتاب مناقبه.
12 السيد الشبلنجي الشافعي، نص في كتابه نور
الابصار على نسبة‏الكتاب الى‏الخوارزمي، وينقل عنه((1181))
13 القاضي القندوزي الشافعي، ينقل عنه في كتابه ينابيع
المودة((1182)) معبرا عن‏الكتاب بفضائل اهل البيت.
14 السيد ابو بكر بن شهاب الدين الحضرمي الشافعي، ينقل
عنه في رشفة‏الصادي((1183)) معبرا عنه بكتاب المناقب.
شعره وخطبه، ولادته ووفاته
قال الصفدي كما في بغية الوعاة: ان للمترجم خطبا((1184))
وشعرا. ولم نقف على شي‏ء من‏خطبه وكلمه وشعره غير ما في
كتابيه: المناقب ومقتل الامام السبط الا القليل، مع ان‏له ديوان
شعر كما ذكره الچلبي((1185))، ويوجد شطر من شعره في
المناقب
لابن‏شهرآشوب((1186))،والصراطالمستقيم‏للبياضي((1187))،
ومعجم‏الادباءللحموي((1188))(3/41) في‏ترجمة ابي العلاء
الهمداني المتوفى (567).
ولد المترجم في حدود سنة (484) كما في((1189)) بغية
الوعاة، وطبقات الحنفية لمحيي الدين‏الحنفي، وديباجة كتابه
مناقب ابي حنيفة عن القفط‏ي، والوافي بالوفيات للصفدي،
وفي‏الفوائد البهية ان مولده سنة (484).
وتوفي سنة (568) كما في((1190)) بغية الوعاة عن القفط‏ي،
وفي الفوائد البهية عن الصفدي،والتقي الفاسي مؤلف العقد
الثمين في تاريخ البلد الامين عن الذهبي في تاريخ
الاسلام،وهكذا ارخها الچلبي في كشف الظنون، والخوانساري
في روضات الجنات، فما في‏الفوائد البهية عن القفط‏ي: انه
توفي سنة (596) تصحيف واضح، وقد نقله عنه‏صحيحا
السيوط‏ي وغيره، كما ان ما في الفوائد من (569)، وما في
تاريخ آداب اللغة‏من انه توفي سنة (567) بعيدان عن الصواب،
واللّه العالم.
(52) الفقيه عمارة
ولد (513)
قتل (569)
ولاؤك مفروض على كل مسلم
وحبك مفروط وافضل مغنم
اذا المرء لم يكرم بحبك نفسه
غدا وهو عند اللّه غير مكرم
ورثت الهدى عن نص عيسى بن حيدر
وفاطمة لا نص عيسى بن مريم
وقال اطيعوا لابن عمي فانه
اميني على سر الاله المكتم
كذلك وصى المصطفى وابن عمه
الى منجد يوم الغدير ومتهم
على مستوى فيه قديم وحادث
وان كان فضل السبق للمتقدم
ملكت قلوب المسلمين ببيعة
امدت بعقد من ولائك مبرم
واوتيت ميراث البسيطة عن اب
وجد مضى عنها ولم يتقسم
لك الحق فيها دون كل منازع
ولو انه نال السماك بسلم
ولو حفظوا فيك الوصية لم يكن
لغيرك في اقطارها دون درهم((1191))
وله قصيدة تاتي يرثي بها اهل القصر، قوله:
والارض تهتز في يوم الغدير كما
يهتز ما بين قصريكم من الاسل
الشاعر
الفقيه نجم الدين ابو محمد عمارة بن ابي الحسن علي بن
زيدان بن احمد الحكمي اليمني،من فقهاء الشيعة الامامية
ومدرسيهم ومؤلفيهم ومن شهداء اعلامهم على التشيع،
وقدزان علمه الكامل وفضله الباهر ادبه الناصع المتقارب من
شعره المتالق، وانك لاتدري اذا نظم شعرا هل هو ينضد درا ؟ او
يفرغ في بوتقة القريض تبرا ؟
فقد ضم شعره الى الجزالة قوة، والى السلاسة رونقا، وفوق كل
ذلك مودته المتواصلة‏لعترة الوحي، وقوله بامامتهم (ع) حتى
لفظ نفسه الاخير ضحية ذلك المذهب‏الفاضل، وقد ابقت تليفه
القيمة وآثاره العلمية والادبية له ذكرا خالدا مع الابد،
منها:النكت العصرية في اخبار الوزراء المصرية، وتاريخ اليمن،
وكتاب في الفرائض، وديوان‏شعره، وقصيدة كتبها الى صلاح
الدين سماها: شكاية المتظلم ونكاية المتالم.
قال في كتابه النكت العصرية((1192)) (ص‏7) عند ذكر نسبه:
فاما جرثومة النسب‏فقحطان ثم الحكم بن سعد العشيرة
المذحجي، واما الوطن فمن تهامة باليمن مدينة‏مرطان من
وادي وساع، وبعدها من مكة في مهب الجنوب احد عشر يوما،
وبهاالمولد والمربى‏واهلها بقية العرب في تهامة، وكانت
رئاستهم وسياستهم تنتهي الى‏المشيب بن سليمان وهو جدي
من جهة الوالدة والى زيدان بن احمد وهو جدي لابي،وهما ابنا
عم، وكان زيدان يقول: انا اعد اسلافي احد عشر جدا، ما منهم
الا عالم‏مصنف في عدة علوم، ولقد ادركت عمي علي بن
زيدان، وخالي محمد بن المشيب،ورئاسة حكم بن سعد
العشيرة تقف عليهما وتنتهي اليهما. الى ان قال: قلت
لاخي‏يحيى يوما: من القائل في جديك المشيب بن سليمان
وزيدان بن احمد:
اذا طرقتك احداث الليالي
ولم يوجد لعلتها طبيب
واعوز من يجيرك من سطاها
فزيدان يجيرك والمشيب
هما ردا علي شتيت ملكي
ووجه الدهر من رغم قطوب
وقاما عنه خذلاني بنصري
قياما تستكين به الخطوب
فقال: هو السلطان علي بن حبابة الفرودي، كان قومه قد
اخرجوه من ملكه وافقروه‏من ملكه وولوا عليهم اخاه سلامة،
فنزل بهما فسارا معه في جموع من قومهماحتى‏عزلا سلامة
ووليا عليا واصلحا له قومه، وكان الذي وصل اليه من برهما
وانفقاه‏على الجيش في نصرته، وحملا اليه من خيل ومن ابل ما
ينيف على خمسين الفا من‏الذهب. قال يحيى: وفي ابي وخالي
يقول مدبر الشاعر الحكمي من قصيدة طويلة :
ابواكما ردا على ابن حبابة
ملكا تبدد شمله تبديدا
كفل المشيب على الحسام بعوده
مذ صال زيدان به فاعيدا
وبنيتما ما شيدا من سؤدد
قدما فاشبه والد مولودا
وحدثني ابي قال: مرض عمك علي مرضا اشرف فيه على
الموت ثم ابل منه، فانشدته‏لرجل من بني الحارث يدعى سلم
بن شافع كان قد وفد عليه يستعينه في دية قتيل‏لزمته، فلما
شغلنا بمرض صاحبنا ارتحل الحارثي الى قومه وارسل
الي‏بقصيدة منها:
اذا اودى ابن زيدان علي
فلا طلعت نجومك يا سماء
ولا اشتمل النساء على جنين
ولا روى الثرى للسحب ماء
على الدنيا وساكنها جميعا
اذا اودى ابو الحسن العفاء
قال فبكى عمك وامرني باحضار الحارثي ودفع له الف دينار
وساق عنه الدية بعدستة اشهر، وكان اذا رآه اكرمه ورفع
مجلسه. وبسط القول في جود عمه علي بن‏زيدان وسعة ثروته
وعظم شجاعته. ثم قال ما ملخصه: ادركت الحلم سنة
تسع‏وعشرين وخمسمائة، وفي سنة احدى وثلاثين بعثني
والدي الى زبيد مع الوزير مسلم‏ابن سخت، فنزلت فيها
ولازمت الطلب فاقمت اربع سنين لا اخرج عن
المدرسة‏الالصلاة يوم الجمعة، وفي السنة الخامسة زرت
الوالدين واقمت في زبيد ثلاث سنين‏وجماعة من الطلبة
يقرؤون عندي مذهب الشافعي والفرائض في المواريث، ولي
في‏الفرائض مصنف يقرا في اليمن، وفي سنة تسع وثلاثين
زارني والدي وخمسة من اخوتي‏الى زبيد، وانشدت والدي شيئا
من شعري فاستحسنه، ثم قال:
تعلم واللّه ان الادب نعمة من نعم اللّه عليك فلا تكفرها بذم
الناس، واستحلفني ان لااهجو مسلما قط ببيت شعر فحلفت له
على ذلك، وحججت مع الملكة الحرة ام فاتك‏ملك زبيد،
وخرجت مرة اخرى الى مكة سنة تسع واربعين وخمسمائة،
وفي موسم‏هذه السنة مات امير الحرمين هاشم بن فليتة وولى
الحرمين ولده قاسم بن هاشم،فالزمني السفارة عنه والرسالة
المصرية، فقدمتها في شهر ربيع الاول سنة
خمسين‏وخمسمائة والخليفة بها يومئذ الامام الفائز بن الظافر،
والوزير له الملك الصالح طلائع‏بن رزيك، فلما احضرت للسلام
عليهما في قاعة الذهب في قصر الخليفة انشدتهماقصيدة
اولها:
الحمد للعيس بعد العزم والهمم
حمدا يقوم بما اولت من النعم
لا اجحد الحق عندي للركاب يد
تمنت اللجم فيها رتبة الخطم
قربن بعد مزار العز من نظري
حتى رايت امام العصر من امم
ورحن من كعبة البطحاء والحرم
وفدا الى كعبة المعروف والكرم
فهل درى البيت اني بعد فرقته
ما سرت من حرم الا الى حرم
حيث الخلافة مضروب سرادقها
بين النقيضين من عفو ومن نقم
وللامامة انوار مقدسة
تجلو البغيضين من ظلم ومن ظلم
وللنبوة ابيات ينص لنا
على الخفيين من حكم ومن حكم
وللمكارم اعلام تعلمنا
مدح الجزيلين من باس ومن كرم
وللعلى السن تثني محامدها
على الحميدين من فعل ومن شيم
وراية الشرف البذاخ ترفعها
يد الرفيعين من مجد ومن همم
اقسمت بالفائز المعصوم معتقدا
فوز النجاة واجر البر في القسم
لقد حمى الدين والدنيا واهلهما
وزيره الصالح الفراج للغمم
اللابس الفخر لم تنسج غلائله
الا يد لصنيع السيف والقلم
وجوده اوجد الايام ما اقترحت
وجوده اعدم الشاكين للعدم
قد ملكته العوالي رق مملكة
تعير انف الثريا عزة الشمم
ارى مقاما عظيم الشان اوهمني
في يقظتي انها من جملة الحلم
يوم من العمر لم يخطر على املي
ولا ترقت اليه رغبة الهمم
ليت الكواكب تدنو لي فانظمها
عقود مدح فما ارضى لكم كلمي
ترى الوزارة فيه وهي باذلة
عند الخلافة نصحا غير متهم
عواطف علمتنا ان بينهما
قرابة من جميل الراي لا الرحم
خليفة ووزير مد عدلهما
ظلا على مفرق الاسلام والامم
زيادة النيل نقص عند فيضهما
فما عسى يتعاط‏ى منة الديم
وعهدي بالصالح وهو يستعيدها في حال النشيد مرارا،
والاستاذون واعيان الامراءوالكبراء يذهبون في الاستحسان كل
مذهب، ثم افيضت علي خلع من ثياب الخلافة‏المذهبة، ودفع
لي الصالح خمسمائة دينار، واذا بعض الاستاذين قد اخرج لي
من عندالسيدة الشريفة بنت الامام الحافظ خمسمائة دينار
اخرى، وحمل المال معي الى منزلي،واطلقت لي من دار
الضيافة رسوم لم تطلق لاحد من قبلي، وتهادتني امراء الدولة
الى‏منازلهم للولائم، واستحضرني الصالح للمجالسة، ونظمني
في سلك اهل المؤانسة،وانثالت علي صلاته وغمرني بره،
ووجدت بحضرته من اعيان اهل الادب: الشيخ‏الجليس ابا
المعالي بن الحباب((1193))، والموفق ابن الخلال صاحب
ديوان الانشاء، واباالفتح محمود بن قادوس((1194))، والمهذب
ابا محمد الحسن بن الزبير، وما من هذه الحلبة‏احد الا ويضرب
في الفضائل النفسانية والرئاسة الانسانية باوفر نصيب،
ويرمي‏شاكلة الاشكال فيصيب.
وقال في (ص‏69): لما جلس شاور في دار الذهب، قام الشعراء
والخطباء ولفيف من‏الناس الا الاقل ينالون من بني رزيك
وضرغام نائب الباب ويحيى بن الخياط‏اسفهسلار((1195))
العساكر، وكانت بيني وبين شاور انسة تامة مستحكمة، فانشدته
في‏اليوم الثاني من جلوسه والجمع حافل قصيدة اولها:
صحت بدولتك الايام من سقم
وزال ما يشتكيه الدهر من الم
زالت ليالي بني رزيك وانصرمت
والحمد والذم فيها غير منصرم
كان صالحهم يوما وعادلهم
في صدر ذا الدست لم يقعد ولم يقم
هم حركوها عليهم وهي ساكنة
والسلم قد تنبت الاوراق في السلم
كنا نظن وبعض الظن ماثمة
بان ذلك جمع غير منهزم
فمذ وقعت وقوع النسر خانهم
من كان مجتمعا من ذلك الرخم
وكان ضرغام ينقم علي هذا البيت، ويقول: انا عندك من الرخم
!
ولم يكونوا عدوا زل جانبه
وانما غرقوا في سيلك العرم
وما قصدت بتعظيمي سواك سوى
تعظيم شانك فاعذرني ولا تلم
ولو شكرت لياليهم محافظة
لعهدها لم يكن بالعهد من قدم
ولو فتحت فمي يوما بذمهم
لم يرض فضلك الا ان يسد فمي
واللّه يامر بالاحسان عارفة
منه وينهى عن الفحشاء في الكلم
فشكرني شاور وابناه في الوفاء لبني رزيك. انتهى.
كان يحمي الذمار بالذمارة، ويوفي بعهد من صاحبه ونادمه،
ويدافع عنه بصراحة‏اللهجة، وله مواقف مشكورة تنم عن انه ذو
حفاظ وذو محافظة، حضر يوما هووالرضي ابو سالم يحيى
الاحدب بن ابي حصيبة الشاعر في قصر اللؤلؤ بعد موت‏الخليفة
العاضد عند نجم الدين ايوب بن شادي، فانشد ابن ابي حصيبة
نجم الدين‏ايوب، فقال:
يا مالك الارض لا ارضى له طرفا
منها وما كان منها لم يكن طرفا
قد عجل اللّه هذي الدار تسكنها
وقد اعد لك الجنات والغرفا
تشرفت بك عمن كان يسكنها
فالبس بها العز ولتلبس بك الشرفا
كانوا بها صدفا والدار لؤلؤة
وانت لؤلؤة صارت لها صدفا
فقال الفقيه عمارة يرد عليه:
اثمت يا من هجا السادات والخلفا
وقلت ما قلته في ثلبهم سخفا
جعلتهم صدفا حلوا بلؤلؤة
والعرف ما زال سكنى اللؤلؤ الصدفا
وانما هي دار حل جوهرهم
فيها وشف فاسناها الذي وصفا
فقال لؤلؤة عجبا ببهجتها
وكونها حوت الاشراف والشرفا
فهم بسكناهم الايات اذ سكنوا
فيها ومن قبلها قد اسكنوا الصحفا
والجوهر الفرد نور ليس يعرفه
من البرية الا كل من عرفا
لولا تجسمهم فيه لكان على
ضعف البصائر للابصار مختطفا
فالكلب يا كلب اسنى منك مكرمة((1196))
لان فيه حفاظا دائما ووفا
قال المقريزي((1197)): فلله در عمارة لقد قام بحق الوفاء
ووفى بحسن الحفاظ كما هي‏عادته، لاجرم انه قتل في واجب
من يهوى كما هي سنة المحبين، فاللّه يرحمه ويتجاوزعنه.
وله قصائد يرثي بها اهل القصر من الملوك الفاطميين بعد
انقراض دولتهم‏وفاءبعهدهم، منها قصيدة اولها:
لا تندبن ليلى ولا اطلالها
يوما وان ظعنت بها اجمالها
واندب هديت قصور سادات عفت
قد نالهم ريب الزمان ونالها
درست معالمهم لدرس ملوكهم
وتغيرت من بعدهم احوالها
ومنها:
رميت يا دهر كف المجد بالشلل
وجيده بعد حسن الحلي بالعطل
سعيت في منهج الراي العثور فان
قدرت من عثرات الدهر فاستقل
جدعت مارنك الاقنى فانفك لا
ينفك ما بين قرع السن والخجل((1198))
هدمت قاعدة المعروف عن عجل
سعيت مهلا اما تمشي على مهل
لهفي ولهف بني الامال قاطبة
على فجيعتها في اكرم الدول
قدمت مصر فاولتني خلائفها
من المكارم ما اربى على الامل
قوم عرفت بهم كسب الالوف ومن
كمالها انها جاءت ولم اسل
وكنت من وزراء الدست حين سما
راس الحصان يهاديه على الكفل
ونلت من عظماء الجيش مكرمة
وخلة حرست من عارض الخلل
يا عاذلي في هوى ابناء فاطمة
لك الملامة ان قصرت في عذلي
باللّه در ساحة القصرين وابك معي
عليهما لا على صفين والجمل
وقل لاهليهما واللّه ما التحمت
فيكم جراحي ولا قرحي بمندمل
وماذا عسى كانت الافرنج فاعلة
في نسل آل امير المؤمنين علي
هل كان في الامر شي‏ء غير قسمة ما
ملكتم بين حكم السبي والنقل
وقد حصلتم عليها واسم جدكم
محمد وابوكم غير منتقل
مررت بالقصر والاركان خالية
من الوفود وكانت قبلة القبل
فملت عنها بوجهي خوف منتقد
من الاعادي ووجه الود لم يمل
اسلت من اسفي دمعي غداة خلت
رحابكم وغدت مهجورة السبل
ابكي على ما تراءت من مكارمكم
حال الزمان عليها وهي لم تحل
دار الضيافة كانت انس وافدكم
واليوم اوحش من رسم ومن طلل
وفطرة الصوم اذ اضحت مكارمكم
تشكو من الدهر حيفا غير محتمل
وكسوة الناس في الفصلين قد درست
ورث منها جديد عندهم وبلي
وموسم كان في يوم الخليج لكم
ياتي تجملكم فيه على الجمل
واول العام والعيدين كم لكم
فيهن من وبل جود ليس بالوشل
والارض تهتز في يوم الغدير كما
يهتز ما بين قصريكم من الاسل
والخيل تعرض في وشي وفي شية
مثل العرائس في حلي وفي حلل
ولا حملتم قرى الاضياف من سعة‏ال
اطباق الا على الاكتاف والعجل
وما خصصتم ببر اهل ملتكم
حتى عممتم به الاقصى من الملل
كانت رواتبكم للذمتين ولل
ضيف المقيم وللطاري من الرسل
ثم الطراز بتنيس الذي عظمت
منه الصلات لاهل الارض والدول
وللجوامع من احسانكم نعم
لمن تصدر في علم وفي عمل
وربما عادت الدنيا فمعقلها
منكم واضحت بكم محلولة العقل
واللّه لا فاز يوم الحشر مبغضكم
ولا نجا من عذاب اللّه غير ولي
ولا سقي الماء من حر ومن ظما
من كف خير البرايا خاتم الرسل
ولا راى جنة اللّه التي خلقت
من خان عهد الامام العاضد بن علي
ائمتي وهداتي والذخيرة لي
اذا ارتهنت بما قدمت من عملي
تاللّه لم اوفهم في المدح حقهم
لان فضلهم كالوابل الهطل
ولو تضاعفت الاقوال واتسعت
ما كنت فيهم بحمد اللّه بالخجل
باب النجاة هم دنيا وآخرة
وحبهم فهو اصل الدين والعمل
نور الهدى ومصابيح الدجى ومح
ل الغيث ان ربت الانواء في المحل
ائمة خلقوا نورا فنورهم
من محض خالص نور اللّه لم يفل
واللّه ما زلت عن حبي لهم ابدا
ما اخر اللّه لي في مدة الاجل
قتل المترجم بسبب هذه القصيدة مع جمع نسب اليهم التدبير
على صلاح‏الدين‏ومكاتبة الفرنج واستدعاؤهم اليه حتى يجلسوا
ولدا للعاضد، وكانوا ادخلوا معهم‏رجلا من الاجناد ليس من اهل
مصر، فحضر عند صلاح الدين واخبره بماجرى‏فاحضرهم فلم
ينكروا الامر ولم يروه منكرا، فامر بصلبهم وصلبوا يوم
السبت‏في شهر رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة بالقاهرة،
وقد قبض عليهم يوم الاحدالثالث والعشرين من شعبان، وصلب
مع الفقيه عمارة قاضي القضاة ابو القاسم هبة‏اللّهبن عبداللّه بن
الكامل، وابن عبدالقوي داعي الدعاة، كان يعلم بدفائن القصر
فعوقب‏ليدل عليها فامتنع من ذلك فمات واندرست،
والعويرس ناظر الديوان، وشبريا كاتب‏السر، وعبدالصمد الكاتب
احد امراء مصر، ونجاح الحمامي، ومنجم نصراني كان قدبشرهم
بان هذا الامر يتم لهم.