قال الصفدي
في الغيث المسجم((1199)): انه لا يبعد ان يكون
القاضي الفاضل سعى فيهلاكه وحرض عليه ، لان صلاح
الدين
لما استشاره في امره قال: ينفى. قال:يرجىرجوعه.
قال: يؤدب.
قال: الكلب يسكت ثم ينبح. قال: يقتل. قال: الملوك
اذاارادوا
فعلوا. وقام من فوره، فامر بصلبه مع القاضي العويرس
وجماعة
معه منشيعتهم، ولما اخذ ليشنق قال: مروا بي على
باب
القاضي الفاضل ، لحسن ظنه فيه،فلما رآه قام واغلق
بابه فقال
عمارة:
عبد العزيز قد احتجب
ان الخلاص من العجب
وذكر عماد الدين الكاتب في الخريدة لتاج الدين
الكندي ابي
اليمن بعد صلب المترجمعمارة في الاسلام ابدى
خيانة
وبايع فيها بيعة وصليبا
وامسى شريك الشرك في بغض احمد
واصبح في حب الصليب صليبا
وكان خبيث الملتقى ان عجمته
تجد منه عودا في النفاق صليبا
سيلقى غدا ما كان يسعى لنفسه
ويسقى صديدا في لظى وصليبا
كان للمترجم مكانة عالية عند بني رزيك، وله فيهم
شعر كثير
يوجد في ديوانه وكتابهالنكت العصرية، وفي الثاني((1200)):
ان
الملك الصالح طلائع بعث اليه بثلاثة آلاف دينارفي
ثلاثة
اكياس، وكتب فيها بخطه:
قل للفقيه عمارة يا خير من
قد حاز فهما ثاقبا وخطابا
اقبل نصيحة من دعاك الى الهدى
قل حطة وادخل الينا البابا
تجد الائمة شافعين ولا تجد
الا لدينا سنة وكتابا
وعلي ان اعلي محلك في الورى
واذا شفعت الي كنت مجابا
وتعجل الالاف وهي ثلاثة
ذهبا وقل لك النضار مذابا
فراجعه عمارة بقوله:
حاشاك من هذا الخطاب خطابا
يا خير املاك الزمان نصابا
لكن اذا ما افسدت علماؤكم
معمور معتقدي وصار خرابا
ودعوتم فكري الى اقوالكم
من بعد ذاك اطاعكم واجابا
فاشدد يديك على صفاء محبتي
وامنن علي وسد هذا البابا
توفي للفقيه المترجم في حياته ستة اولاد ذكور
ورثاهم، الا
وهم: عبداللّه، ويحيى،ومحمد، وعطية، واسماعيل،
وحسين،
وتوفي اولا ولداه عبداللّه ويحيى ثم بعدهمامحمد في
سنة
(556) ليلة الاثنين (4) جمادى الاولى بمصر، ورثاهم
بقصيدة
اولهااصبت في خير اعضائي واعضادي
وخير اهلي اذا عدوا واولادي
بابلج الوجه من سعد العشيرة لم
يعرف بغير الندى والبشر في النادي
وله في رثاء محمد قصيدة مطلعها:
سابكي على ابني مدتي وحياتي
ويبكيه عني الشعر بعد مماتي
ومنها:
اتبلي المنايا مهجة ابن ذخرته
لدهري ويبلوني بخمس بنات
وتوفي بعدهم عطية، ورثاه بقصيدة منها:
عطية ان صادفت روح محمد
اخيك وصنويك العليين من قبل
فسلم عليهم لا شقيت وقل لهم
سقيت اباكم بعدكم جرعة الثكل
وقال في رثائه:
عطية ان ذقت طعم الحمام
فان فراقك عندي امر
هوى كوكب منك بعد الطلوع
ذوى غصن منك بعد الثمر
ولو لم تكن قمرا زاهرا
لما مت عند خسوف القمر
وتوفي بعدهم ولده اسماعيل سنة(561) في ربيع الاخر،
ورثاه
بقصيدة اولها:
ما كنت آلف منزلي الا به
ولقد كرهت الدار بعد مصابه
وقال يرثيه:
اارجو بقاء ام صفاء حياة
وقد بددت شملي النوى بشتات
يقول فيها:
اتبلي الليالي لي بنيا ذخرته
وتبقي لي الايام شر بناتي
ومنها:
وما عشت الا سبعة من سني الورى
سقى عهدهن اللّه من سنوات
وقال في رثائه:
حسبت الدهر في ولدي
يساعدني ويسعدني
ويقول فيها:
لاسماعيل اشواقي
تزيد على مدى الزمن
واسماعيل لي شغل
عن اللذات يشغلني
واسماعيل لا اسلو
ه حتى الموت يصرعني
سابكيه واندبه
بنوح زائد الشجن
كما قمرية ناحت
ببغداد على غصن
وابقى بعده اسفا
مدى الايام والزمن
وتوفي حسين سنة (563) ورثاه بقوله:
اترى يكون لي الخلاص قريب((1201))
فالموت بعدك يا بني يطيب
عللت فيك الحزن كل تعلة
لم تنفعني شربة وطبيب
ورثاه بقصيدة اولها:
داويت ما نفع العليل دوائي
بل زاد سقما في خلال ضنائي
يقول فيها:
ما عاش الا سبعة من عمره
وناى الى دار البلى لبلائي
وله في رثائه من قصيدة مستهلها:
قل للمنية لا شوى
لم يخط سهمك اذ رمى
ومنها:
ما كان الا سبعة
وثلاثة ثم انقضى
وقال في رثائه:
خطبتني الخطوب بالهم لما
حدثتني بالسن الحدثان
ومنها:
يا لها نكبة على نكبة جا
ءت وجرحا يبكي بجرح ثان
ومصاب على مصاب وثكل
بعد ثكل اصيب منه جناني
ويقول فيها:
كل عام للموت عندي نصيب
في سراة البنين والاخوان
ونختم الترجمة وهي ختام هذا الجزء من الكتاب بقول
المترجم
يدعو ربه:
يا رب هيئ لنا من امرنا رشدا
واجعل معونتك الحسنى لنا مددا
ولا تكلنا الى تدبير انفسنا
فالنفس تعجز عن اصلاح ما فسدا
انت الكريم وقد جهزت من املي
الى اياديك وجها سائلا ويدا
وللرجاء ثواب انت تعلمه
فاجعل ثوابي دوام الستر لي ابدا((1202))
انتهى الجزء الرابع من كتاب الغدير ويتلوه الخامس
ان شاء اللّه.
وآخر دعوانا ان الحمد للّه رب العالمين
|