اشر الصبا وغرامه وعرامه((840))
تندى على حر الهجير ظلاله
ويضي‏ء في وقت العشي ظلامه
وكانما اطياره ومياهه
للنازليه قيانه ومدامه
وكان آرام النساء بارضه
للقانصي طرد الهوى آرامه
وكانما برد الصبا حوذانه
وكانما ورق الشباب بشامه((841))
وعضيهة جاءتك من عبق بها
ازرى عليك فلم يجره كلامه((842))
ورماك مجتريا عليك وانما
وافاك من قعر الطوي سلامه
وكانما تسفي الرياح بعالج
ما قال او ما سطرت اقلامه
وكان زورا لفقت الفاظه
سلك وهى فانحل عنه نظامه
واذا الفتى قعدت به اخواله
في المجد لم تنهض به اعمامه
واذا خصال السوء باعدن امرءا
عن قومه لم تدنه ارحامه
ولكم رماني قبل رميك حاسد
طاشت ولم تخدش سواه سهامه
القى كلاما لم يضرني وانثنى
وندوبه في جلده وكلامه((843))
هيهات ان الفى وسيل((844)) مسافه
ينجو به يوم السباب لطامه
او ان ارى في معرك وسلاحه
بدل السيوف قذافه وعذامه((845))
ومن البلاء عداوة من خامل
لا خلفه لعلى ولا قدامه
كثرت مساويه فصار كمدحه
بين الخلائق عيبه او ذامه
والخرق كل الخرق من متفاوت ال
افعال يتلو نقضه ابرامه
جدب الجناب فجاره في ازمة
والضيف موكول اليه طعامه
واذا علقت بحبله مستعصما
فكفقع قرقرة يكون ذمامه
واذا عهود القوم كن كنبعهم
فالعهد منه يراعه وثمامه((846))
وانا الذي اعييت قبلك من رست
اطواده واستشرفت اعلامه
وتتبع المعروف حتى طنبت
جودا على سنن الطريق خيامه((847))
وتناذرت اعداؤه سطواته
كالليث يرهب نائيا ارزامه((848))
وترى اذا قابلته عن وجهه
كالبدر اشرق حين تم تمامه
حتى تذلل بعد لاي صعبه
وانقاد منبوذا الي خطامه
يهدى الي على المغيب ثناؤه
واذا حضرت اظلني اكرامه
فمضى سليما من اذاة قوارصي
واستام ذمي بعده مستامه
والان يوقظني لنحت صفاته
من طال عن اخذ الحقوق نيامه((849))
ويسومني ولئن خلوت فانني
مقر وفي حنك العدو سمامه((850))
فلبئسما منته مني خاليا
خطراته او سولت احلامه
اما الطريف من الفخار فعندنا
ولنا من المجد التليد سنامه
ولنا من البيت المحرم كلما
طافت به في موسم اقدامه
ولنا الحطيم وزمزم وتراثنا
نعم التراث عن الخليل مقامه
ولنا المشاعر والمواقف والذي
تهدى اليه من منى انعامه
وبجدنا وبصنوه دحيت عن ال
بيت الحرام وزعزعت اصنامه
وهما علينا اطلعا شمس الهدى
حتى استنار حلاله وحرامه
وابي الذي تبدو على رغم العدى
غرا محجلة لنا ايامه
كالبدر يكسوالليل اثواب الضحى
والفجر شب على الظلام ضرامه
وهو الذي لا يقتفي في موقف
اقدامه نكص به اقدامه
حتى كان نجاته هي حتفه
ووراءه مما يخاف امامه
ووقى الرسول على الفراش بنفسه
لما اراد حمامه اقوامه
ثانيه في كل الامور وحصنه
في النائبات وركنه ودعامه
للّه در بلائه ودفاعه
واليوم يغشى الدارعين قتامه
وكانما اجم العوالي غيله
وكانما هو بينها ضرغامه((851))
وترى الصريع دماؤه اكفانه
وحنوطه احجاره ورغامه
والموت من ماء الترائب ورده
ومن النفوس مزاده ومسامه
طلبوا مداه ففاتهم سبقا الى
امد يشق على الرجال مرامه
فمتى اجالوا للفخار قداحهم
فالفائزات قداحه وسهامه
واذا الامور تشابهت واستبهمت
فجلاؤها وشفاؤها احكامه
وترى الندي اذا احتبى لقضية
عوجا اليها مصغيات هامه
يفضي الى لب البليد بيانه
فيعي وينشئ فهمه افهامه
بغريب لفظ لم تدره سقاته
ولطيف معنى لم يفض ختامه
واذا التفت الى التقى صادفته
من كل بر وافرا اقسامه
فالليل فيه قيامه متهجدا
يتلو الكتاب وفي النهار صيامه
يطوي الثلاث تعففا وتكرما
حتى يصادف زاده معتامه
وتراه عريان اللسان من الخنا
لا يهتدي للامر فيه ملامه
وعلى الذي‏يرضي الاله هجومه
وعن الذي لا يرتضي احجامه
فمضى بريئا لم تشنه ذنوبه
يوما ولا ظفرت به آثامه
ومفاخر ما شئت ان عددتها
فالسيل اطبق لا يعد ركامه
تعلو على من رام يوما نيلها
من يذبل هضباته واكامه((852))
وقال في الجزء الرابع من ديوانه((853)) يرثي الامام السبط
الشهيد (ع) في يوم عاشوراءسنة (427):
اما ترى الربع الذي اقفرا
عراه من ريب البلى ماعرا
لو لم اكن صبا لسكانه
لم يجر من دمعي له ما جرى
رايته بعد تمام له
مقلبا ابطنه اظهرا
كانني شكا وعلما به
اقرا من اطلاله اسطرا
وقفت فيه اينقا ضمرا
شذب من اوصالهن السرى((854))
لي باناس شغل عن هوى
ومعشري ابكي لهم معشرا
اجل بارض الطف عينيك ما
بين اناس سربلوا العثيرا
حكم فيهم بغي اعدائهم
عليهم الذؤبان والانسرا
تخال من لالاء انوارهم
ليل الفيافي بهم مقمرا
صرعى ولكن بعد ان صرعوا
وقطروا كل فتى قطرا
لم يرتضوا درعا ولم يلبسوا
بالطعن الا العلق الاحمرا
من كل طيان الحشا ضامر
يركب في يوم الوغى ضمرا
قل لبني حرب وكم قولة
سطرها في القوم من سطرا
تهتم عن الحق كان الذي
انذركم في اللّه ما انذرا
كانه لم يقركم ضللا
عن الهدى القصد بام القرى
ولا تدرعتم باثوابه
من بعد ان اصبحتم حسرا
ولا فريتم ادما امرة((855))
ولم تكونوا قط ممن فرى
وقلتم عنصرنا واحد
هيهات لا قربى ولا عنصرا
ما قدم الاصل امرءا في الورى
اخره في الفرع ما اخرا
طرحتم الامر الذي يجتنى
وبعتم الشي‏ء الذي يشترى
وغركم بالجهل امهالكم
وانما اغتر الذي غررا
حلا تم بالطف قوما عن ال
ماء فحلئتم به الكوثرا
فان لقوا ثم بكم منكرا
فسوف تلقون بهم منكرا
في ساعة يحكم في امرها
جدهم العدل كما امرا
وكيف بعتم دينكم بالذي‏اس
تنزره الحازم واستحقرا
لولا الذي قدر من امركم
وجدتم شانكم احقرا
كانت من الدهر بكم عثرة
لا بد للسابق ان يعثرا
لا تفخروا قط بشي‏ء فما
تركتم فينا لكم مفخرا
ونلتموها بيعة فلتة((856))
حتى ترى العين الذي قدرا
كانني بالخيل مثل الدبا
هبت به نكباؤه صرصرا((857))
وفوقها كل شديد القوى
تخاله من حنق قسورا
لا يمطر السمر غداة الوغى
الا برش الدم ان امطرا
فيرجع الحق الى اهله
ويقبل الامر الذي ادبرا
يا حجج اللّه على خلقه
ومن بهم ابصر من ابصرا
انتم على اللّه نزول وان
خال اناس انكم في الثرى
قد جعل اللّه اليكم كما
علمتم المبعث والمحشرا
فان يكن ذنب فقولوا لمن
شفعكم في العفو ان يغفرا
اذا توليتكم صادقا
فليس مني منكر منكرا
نصرتكم قولا على انني
لا مل بالسيف ان انصرا
وبين اضلاعي سر لكم
حوشي ان يبدو وان يظهرا
انظر وقتا قيل لي: بح به
وحق للموعود ان ينظرا
وقد تصبرت ولكنني
قد ضقت ان اكظم او اصبرا
واي قلب حملت حزنكم
جوانح منه وما فطرا
لا عاش من بعدكم عائش
فينا ولا عمر من عمرا
ولا استقرت قدم بعدكم
قرارها مبدي ولا محضرا
ولا سقى اللّه لنا ظامئا
من بعد ان جنبتم الابحرا
ولا علت رجل وقد زحزحت
ارجلكم عن متنه منبرا
وقال في الجزء الرابع من ديوانه((858)) وهو يفتخر:
مالك في ربة الغلائل
والشيب ضيف لمتي من طائل
اما ترين في شواتي((859)) نازلا
لا متعة لي بعده بنازل
محا غرامي بالغواني صبغه
واجتث من اضالعي بلابلي
ولاح في راسي منه قبس
يدل ايامي على مقاتلي
كان شبابي في الدمى وسيلة
ثم انقضت لما انقضت وسائلي
يا عائبي بباطل الفته
خذ بيديك من تمن باطل
لا تعذلني بعدها على الهوى
فقد كفاني شيب راسي عاذلي
وقل لقوم فاخرونا ضلة
اين الحصيات من الجراول((860))
واين قامات لكم دميمة
من الرجال الشمخ الاطاول
نحن الاعالي في الورى وانتم
ما بينهم اسافل الاسافل
ما تستوي فلا تروموا معوزا
فضائل السادات بالرذائل((861))
ما فيكم الا دني خامل
وليس فينا كلنا من خامل
دعوا النباهات على اهل لها
وعرسوا في اخفض المنازل
ولا تعوجوا بمهب عاصف
ولا تقيموا في مصب الوابل
اما ترى خير الورى معاشري
ثم قبيلي افضل القبائل
ما فيهم ان وزنوا من ناقص
وليس فيهم خبرة من جاهل
اقسمت بالبيت تطوف حوله
اقدام حاف للتقى وناعل
وما اراقوه على وادي منى
عند الجمار من نجيع سائل
واذرع حاسرة ترمي وقدحان
طلوع الشمس بالجنادل((862))
والموقفين حط ما بينهما
عن ظهره الذنوب كل حامل
فان يخب قوم على غيرهما
فلم يخب عندهما من آمل
لقد نمتني من قريش فتية
ليسوا كمن تعهد في الفضائل
الواردين من على ومن تقى
دون المنايا صفوة المناهل
قوم اذا ما جهلوا في معرك
دلوا على الاعراق بالشمائل
كانهم اسد الشرى يوم الوغى
لكنهم اهلة المحافل
ان ناضلوا فليس من مناضل
او ساجلوا فليس من مساجل
سل عنهم ان كنت لا تعرفهم
سل الظبا وشرع العوامل((863))
وكل منبوذ على وجه الثرى
تسمع فيه رنة الثواكل
كانما ايديهم مناصل
يلعبن يوم الروع بالمناصل
من كل ممتد القناة سامق
يقصر عنه اطول الحمائل
ما ضرني والعار لا يطور بي
ان لم اكن بالملك الحلاحل((864))
ولم اكن ذا صامت وناطق
ولم ارح بباقر وجامل((865))
خير من المال العتيد بذله
في طرق الافضال والفواضل
والشكر ممن انت مغن فقره
خير اذا احرزته من‏نائل
فلا تعرض منك عرضا املسا
لخدشة اللوام والقوائل
فليس فينا مقدم كمحجم
وليس منا باذل كباخل
وما الغنى الا حبالات‏العنا((866))
فانج اذا شئت من‏الحبائل
الى متى احمل من ثقل الورى
ما لم يطقه ظهر عود بازل
ان لم يزرني الهم اصباحا اتى
ولم اعره الشوق في الاصائل
وكم مقام في عراص ذلة
وعطن عن العلاء سافل
وكم اظل مفهقا من الاذى
معللا دهري بالاباطل((867))
كانني وقد كملت دونهم
رضا بدون النصف غير كامل
محسودة مغبوطة ظواهري
لكنها مرحومة دواخلي
كانني شعب جفاه قطره
او منزل اقفر غير آهل
فقل لحسادي افيقوا فالذي
اغضبكم مني غير آفل
انا الذي فضحت قولا مصقعا
مقاولي وفي العلى مطاولي
ان تبتنوا من العدى معاقلا
فان في ظل القنا معاقلي
لا تستروا فضلي الذي اوتيته
فالشمس لا تحجب بالحوائل
فقد فررتم ابدا من سطوتي
فر القطا الكدر من الاجادل
ولا تذق اعينكم طعم الكرى
وعندكم وفيكم طوائلي
تقوا الردى وحاذروا الشر الذي
شب اواري فغلت مراجلي
وجن تيار عبابي واشتكت
خروق اسماعكم صلاصلي
ان لم اطركم مزقا تحملكم
نكب الاعاصير مع القساطل
فلا اجبت من صريخ دعوة
ولا اطعت يوم جود سائلي
ولا اناخ كل قومي كلهم
في مغنم او مغرم بكاهل((868))
وفي غد تبصرها مغيرة
على الموامي كالنعام الجافل((869))
يخرجن من كل عجاج كالدجى
مثل الضحى بالغرر السوائل
من يرهن قال من هذا الذي
سد الملا بالنعم المطافل
وفوقهن كل مرهوب الشذا
يروي السنان من دم الشواكل((870))
ابيض كالسيف ولكن لم يعج
صقاله على يمين صاقل
حيث ترى الموت الزؤام بالقنا
مستحب الاذيال‏والذلاذل((871))
والنقع يغشى العين عن لحاظها
والركض يرمي‏الارض‏بالزلازل
وبزت الاسلاب او تمخضت
بلا تمام بطن كل حامل
ولم يجز هم الفتى عن نفسه
وذهل الحي عن العقائل
ان لم انل في بابل مربي
فلي اذا ما شئت غير بابل
وان ابت في وطن مقلقلا
ابدلته باظهر الرواحل
وان تضق بي بلدة واحدة
فلم تضق في غيرها مجاولي
وان نبا عني خليل وجفا
نفضت من ودي له اناملي
خير من الخصب مع الذل به
معرس على المكان الماحل
وقال في الافتخار في الجزء الرابع من ديوانه((872)):
ماذا جنته ليلة التعريف
شغفت فؤادا ليس بالمشغوف
ولو انني ادري بما حملته
عند الوقوف حذرت يوم وقوفي
مازال حتى حل حب قلوبنا
بجماله سرب الظباء الهيف
وارتك مكتتم المحاسن بعدما
القى تقى الاحرام كل نصيف
وقنعت منها بالسلام لو انه
اروى صدى او بل لهف لهيف
والحب يرضي بالطفيف معاشرا
لم يرتضوا من قبله بطفيف
ويخف من كان البط‏ي‏ء عن الهوى
فكانه ما كان غير خفيف
يا حبها رفقا بقلب طالما
عرفته ما ليس بالمعروف
قد كان يرضى ان يكون محكما
في لبه لو كنت غير عنيف
اطرحت يا ظمياء ثقلك كله
يوم الوداع على فقار ضعيف
يقتاده للحب كل محبب
ويروعه بالبين كل اليف
وكانني لما رجعت عن النوى
ابكي رجعت بناظر مطروف
وبزفرة شهد العذول بانها
من حامل ثقل الهوى ملهوف
ومتى جحدتهم الغرام تصنعا
ظهروا عليه بدمعي المذروف
وعلى منى غرر رمين نفوسنا
قبل الجمار من الهوى بحتوف
يسحبن اذيال الشفوف غوانيا
بالحسن عن حسن بكل شفوف
وعدلن عن لبس الشنوف وانما
هن الشنوف محاسنا لشنوف((873))
وتعجبت للشيب وهي جناية
لدلال غانية وصد صدوف
واناطت الحسناء بي تبعاته
فكانما تفويفه تفويفي((874))
هو منزل بدلته من غيره
وهو الغنى في المنزل المالوف
لا تنكريه فهو ابعد لبسة
عن قذف قاذفة وقرف قروف((875))
وبعيدة الاقطار طامسة الصوى
من طول تطواف الرياح الهوف
لا صوت فيها للانيس وانما
لعصائب الجنان جرس عزيف
وكانما حزق النعام بدوها
ذود شردن لزاجر هنيف((876))
قطعت ركابي وهي غير طلائح
مع طول ايضاعي وفرط وجيفي
ابغي الذي كل الورى عن بغيه
من بين مصدود ومن مصدوف
والعز في كلف الرجال ولم ينل
عز بلا نصب ولا تكليف
والجدب مغنى للاعزة داره
والذل بيت في مكان الريف
ولقد تعرقت النوائب صعدتي
واجاد صرف الدهر من تثقيفي
وحللت من ذل الانام بنجوة
لا لومتي فيها ولا تعنيفي
فبدار اندية الفخار اقامتي
وعلى الفضائل مربعي ومصيفي
وسرى سرى النجم المحلق في العلى
نظمي وما الفت من تصنيفي
ورايت من غدر الزمان باهله
من بعد ان امنوه كل طريف
وعجبت من حيد القوي عن الغنى
طول الزمان وخطوة المضعوف
وعمى الرجال عن الصواب كانهم
يعمون عما ليس بالمكشوف
وفديت عرضي من لئام عشيرتي
بنزاهتي عن سيي‏ء وعزوفي((877))
فبقدر ما احميهم ما ساءهم
اعطيهم من تالدي وطريفي
كم روع الاعداء قبل لقائهم
ببروق ايعادي ورعد صريفي
وكانهم شرد سوامهم وقد
سمعوا على جو السماء حفيفي
قومي الذين تملكوا ربق الورى
بطعان ارماح وضرب سيوف
ومواقف في كل يوم عظيمة
ما كان فيها غيرهم بوقوف
ومشاهد ملات شعوب عداهم
بقذى لاجفان ورغم انوف
هم خولوا النعم الجسام وامطروا
في المملقين غمائم المعروف
وكانهم يوم الوغى خلل
القناحيات رمل او اسود غريف((878))
كم راكب منهم لغارب سدفة
طربا لجود او مهين سديف((879))
ومتيم بالمكرمات وطالما
الف الندى من كان غير الوف
وحللت اندية الملوك مجيبة
صوتي ومصغية الى توقيفي
وحميتهم بالحزم كل عضيهة
وكفيتهم بالعزم كل مخوف
وتراهم يتدارسون فضائلي
ويصنفون من الفخار صنوفي
ويرددون على الرواة مثري
ويعددون من العلاء الوفي
ويسيرون الى ديار عدوهم
من جند رايي العالمين زحوفي
واذا هم نكروا غريبا فاجئا
فزعوا بنكرهم الى تعريفي
دفعوا بي الخطب العظيم عليهم
واستعصموا حذر العدى بكنوفي
وصحبت منهم كل ذي جبرية
سام على قلل البرية موف
ترنو اليك وقد وقفت ازاءه
بين الوفود بناظري غطريف
فالان قل للحاسدين تنازحوا
عن شمس افق غير ذات كسوف
ودعوا لسيل الواديين طريقه
فالسيل جراف لكل جروف
وتزودوا ياس القلوب عن الندى
فمنيفة دار لكل منيف
وارضوا بان تمشوا ولا كرم لكم
في دار مجد الاكرمين ضيوفي
وقال في الجزء الخامس من ديوانه((880)) يرثي جده الطاهر
الامام السبطالشهيد (ع)ومن قتل معه:
يا دار دار الصوم القوم
كيف خلا افقك من انجم
عهدي بها يرتع سكانها
في ظل عيش بينها انعم
لم يصبحوا فيها ولم يغبقوا
الا بكاسي خمرة‏الانعم((881))
بكيتها من ادمع لو ابت
بكيتها واقعة من دم
وعجت فيها راثيا اهلها
سواهم الاوصال والملطم
نحلن حتى حالهن السرى
بعض بقايا شطن مبرم((882))
لم يدع الاسد ها ماتها
الا سقيطات على‏المنسم((883))
يا صاحبي يوم ازال الجوى
لحمي بخدي عن الاعظم
واريت ما انت به عالم
ودائي المعضل لم تعلم
ولست فيما انا صب به
من قرن السالي بالمغرم
وجدي بغير الظعن سيارة
من مخرم ناء الى مخرم((884))
ولا بلفاء هضيم الحشا
ولا بذات الجيد والمعصم
فاسمع زفيري عند ذكري الالى
بالطف بين الذئب والقشعم((885))
طرحى فاما مقعص بالقنا
او سائل النفس على مخذم((886))
نثرا كدر بدد مهمل
اغفله السلك فلم ينظم
كانما الغبراء مرمية
من قبل الخضراء بالانجم
دعوا فجاؤوا كرما منهم
كم غر قوما قسم المقسم
حتى راوها اخريات الدجى
طوالعا من رهج اقتم
كانهم بالصم مطرورة
لمنجد الارض على متهم
وفوقها كل مغيظ الحشا
مكتحل الطرف بلون الدم
كانه من حنق اجدل
ارشده الحرص الى مطعم
فاستقلبوا الطعن الى فتية
خواض بحر الحذر المفعم
من كل نهاض بثقل الاذى
موكل الكاهل بالمعظم
ماض لما ام فلو جاد في ال
هيجاء بالحوباء لم يندم
وكالف بالحرب لو انه
اطعم يوم السلم لم يطعم
مثلم السيف ومن دونه
عرض صحيح الحد لم يثلم
فلم يزالوا يكرعون الظبا
بين تراقي الفارس المعلم
فمثخن يحمل شهاقة
تحكي لراء فغرة الاعلم((887))
كانما الورس بها سائل
او انبتت من قضب العندم
ومستزل بالقنا عن قراعبل
الشوى او عن مطاادهم((888))
لو لم يكيدوهم بها كيدة
لانقلبوا بالخزي والمرغم
فاقتضبت بالبيض ارواحهم
في ظل ذاك العارض الاسحم
مصيبة سيقت الى احمد
ورهطه في الملا الاعظم
رزء ولا كالرزء من قبله
ومؤلم ناهيك من مؤلم
ورمية اصمت ولكنها
مصمية من ساعد اجذم
قل لبني حرب ومن جمعوا
من حائر عن رشده او عمي
وكل عان في اسار الهوى
يحسب يقظان من النوم
لا تحسبوها حلوة انها
امر في الحلق من العلقم
صرعهم انهم اقدموا
كم فدي المحجم بالمقدم
هل فيكم الا اخو سوءة
مجرح الجلد من اللوم
ان خاف فقرا لم يجد بالندى
او هاب وشك الموت لم يقدم
يا آل ياسين ومن حبهم
منهج ذاك السنن الاقوم
مهابط الاملاك ابياتهم
ومستقر المنزل المحكم
فانتم حجة رب الورى
على فصيح النطق او اعجم
واين الا فيكم قربة
الى الاله الخالق المنعم
واللّه لا اخليت من ذكركم
نظمي ونثري ومرامي فمي
كلا ولا اغببت اعداءكم
من كلمي طورا ومن اسهمي((889))
ولا رئي يوم مصاب لكم
منكشفا في مشهد مبسمي
فان اغب عن نصركم برهة
بمرهفات لم اغب بالفم
صلى عليكم ربكم وارتوت
قبوركم من مسبل مثجم((890))
مقعقع تخجل اصواته
اصوات ليث الغابة المرزم
وكيف استسقي لكم رحمة
وانتم الرحمة للمجرم
وقال يرثي الامام السبط المفدى واصحابه، توجد في الجزء
الخامس من ديوانه((891)):
هل انت راث لصب القلب معمود
دوي الفؤاد بغير الخرد الخود
ما شفه هجر احباب وان هجروا
من غير جرم ولا خلف المواعيد
وفي الجفون قذاة غير زائلة
وفي الضلوع غرام غير مفقود
يا عاذلي ليس وجد بت اكتمه
بين الحشا وجد تعنيف وتفنيد
شربي دموعي على الخدين سائلة
ان كان شربك من ماء العناقيد
ونم فان جفونا لي مسهدة
عمرالليالي ولكن اي تسهيد
وقد قضيت بذاك العذل ماربة
لو كان سمعي عنه غير مسدود
تلومني لم تصبك اليوم قاذفتي
ولم يعدك كما يعتادني عيدي
فالظلم عذل خلي القلب ذا شجن
وهجنة لوم موفور لمجهود
كم ليلة بت فيها غير مرتفق
والهم ما بين محلول ومعقود
ما ان احن اليها وهي ماضية
ولا اقول لها مستدعيا عودي
جاءت فكانت كعوار على بصر
وزايلت كزيال المائدالمودي((892))
فان يود اناس صبح ليلهم
فان صبحي صبح غير مودود
عشية هجمت منها مصائبها
على قلوب عن البلوى محاييد
يايوم عاشور كم طاطات من بصر
بعد السمو وكم اذللت من جيد
يا يوم عاشور كم اطردت لي املا
قد كان قبلك عندي غير مطرود
انت المرنق عيشي بعد صفوته
ومولج البيض من شيبي على السود((893))
جز بالطفوف فكم فيهن من جبل
خر القضاء به بين الجلاميد
وكم جريح بلا آس تمزقه
اما النسور واما اضبع البيد
وكم سليب رماح غير مستتر
وكم صريع حمام غير ملحود
كان اوجههم بيضا ملالاة
كواكب في عراص القفرة السود
لم يطعموا الموت الا بعد ان حطموا
بالضرب والطعن اعناق الصناديد
ولم يدع فيهم خوف الجزاء غدا
دما لترب ولا لحما الى سيد((894))
من كل ابلج كالدينار تشهده
وسط الندي بفضل غير مجحود
يغشى الهياج بكف غير منقبض
عن الضراب وقلب غير مزؤود((895))
لم يعرفوا غير بث العرف بينهم
عفوا ولا طبعوا الا على الجود
يا آل احمد كم تلوى حقوقكم
لي الغرائب عن نبت القراديد((896))
وكم اراكم باجواز الفلا جزرا
مبددين ولكن اي تبديد
لو كان ينصفكم من ليس ينصفكم
القى اليكم مطيعا بالمقاليد
حسدتم الفضل لم يحرزه غيركم
والناس ما بين محروم ومحسود
جاؤوا اليكم وقد اعطوا عهودهم
في فيلق كزهاء الليل ممدود
مستمرحين بايديهم وارجلهم
كما يشاؤون ركض الضمر القود
تهوي بهم كل جرداء مطهمة
هوي سجل من الاوذام مجدود((897))
مستشعرين لاطراف الرماح ومن
حد الظبا ادرعا من نسج داود
كان اصوات ضرب الهام بينهم
اصوات دوح بايدي الريح مبدود
حمائم الايك تبكيهم على فنن
مرنح بنسيم الريح املود((898))
نوحي فذاك هدير منك محتسب
على حسين فتعديد كتغريد
احبكم والذي طاف الحجيج به
بمبتنى بازاء العرش مقصود
وزمزم كلما قسنا مواردها
اوفى واربى على كل المواريد
والموقفين وما ضحوا على عجل
عند الجمار من الكوم المقاحيد((899))
وكل نسك تلقاه القبول فما
امسى واصبح الا غير مردود
وارتضي انني قد مت قبلكم
في موقف بالردينيات مشهود
جم القتيل فهامات الرجال به
في القاع ما بين متروك ومحصود
فقل لال زياد اي معضلة
ركبتموها بتخبيب وتخويد((900))
كيف استلبتم من الشجعان امرهم
والحرب تغلي باوغاد عراديد((901))
فرقتم الشمل ممن لف شملكم
وانتم بين تطريد وتشريد
ومن اعزكم بعد الخمول ومن
ادناكم من امان بعد تبعيد
لولاهم كنتم لحما لمزدرد
او خلسة لقصير الباع معضود((902))
او كالسقاء يبيسا غير ذي بلل
او كالخباء سقيطا غير معمود
اعطاكم الدهر ما لا بد يرفعه
فسالب العود فيها مورق العود
فلا شربتم بصفو لا ولا علقت
لكم بنان بازمان اراغيد
ولا ظفرتم وقد جنت بكم نوب
مقلقلات بتمهيد وتوطيد
وحول الدهر ريانا الى ظما
منكم وبدل محدودا بمجدود((903))
قد قلت للقوم حطوا من عمائمهم
تحققا بمصاب السادة الصيد
نوحوا عليه فهذا يوم مصرعه
وعددوا انها ايام تعديد
فلي دموع تباري القطر واكفة
جادت وان لم اقل يا ادمعي جودي
وقال يذكر مصرع جده الامام السبط (ع)، يوجد في الجزء الاول
من ديوانه((904)):
ااسقى نمير الماء ثم يلذ لي
ودوركم آل الرسول خلاء
وانتم كما شاء الشتات ولستم
كما شئتم في عيشة واشاء
تذادون عن ماء الفرات وكارع
به ابل للغادرين وشاء
تنشر منكم في‏القواء معاشر
كانهم للمبصرين ملاء((905))
الا ان يوم الطف ادمى محاجرا
واودى قلوبا ما لهن دواء
وان مصيبات الزمان كثيرة
ورب مصاب ليس منه عزاء
ارى طخية فينا فاين صباحها
وداء على داء فاين شفاء
وبين تراقينا قلوب صدية
يراد لها لو اعطيته جلاء
فيا لائما في دمعتي ومفندا
على لوعتي واللوم منه عناء
فما لك مني اليوم الا تلهفي
وما لك الا زفرة وبكاء
وهل لي سلوان وآل محمد
شريدهم ما حان منه ثواء
تصد عن الروحات ايدي مطيهم
ويزوى عطاء دونهم وحباء
كانهم نسل لغير محمد
ومن شعبه او حزبه‏بعداء
فيا انجما يهدي الى اللّه نورها
وان حال عنها للغبي غباء
فان يك قوم وصلة لجهنم
فانتم الى خلد الجنان رشاء
دعوا قلبي المحزون فيكم يهيجه
صباح على اخراكم ومساء
فليس دموعي من جفوني وانما
تقاطرن عن قلبي فهن دماء
اذا لم تكونوا فالحياة منية
ولا خير فيها والبقاء فناء
واما شقيتم بالزمان فانما
نعيمي اذا لم تلبسوه شقاء
لحى اللّه قوما لم يجازوا جميلكم
لانكم احسنتم واساؤوا
ولا انتاشهم عند المكاره منهض
ولا مسهم يوم البلاء جزاء
سقى اللّه اجداثا طوين عليكم
ولازال منهلا بهن رواء
يسير اليهن الغمام وخلفه
زماجر من قعقاعه وحداء
كان بواديه العشار تروحت
لهن حنين دائم ورغاء
ومن كان يسقى في الجنان كرامة
فلا مسه من ذي السحائب ماء
وقال يرثيه صلوات اللّه عليه يوم عاشوراء، توجد في الجزء
السادس من‏ديوانه((906)):
يا يوم اي شجى بمثلك ذاقه
عصب الرسول وصفوة الرحمان
جرعتهم غصص الردى حتى ارتووا
ولذعتهم بلواذع النيران
وطرحتهم بددا باجواز الفلا
للذئب آونة وللعقبان
عافوا القرار وليس غير قرارهم
او بردهم موتا بحد طعان
منعوا الفرات وصرعوا من حوله
من تائق للورد او ظمن
اوما رايت قراعهم ودفاعهم
قدما وقد اعروا من الاعوان
متزاحمين على الردى في موقف
حشي الظبا واسنة المران
ما ان به الا الشجاع وطائر
عنه حذار الموت كل جبان
يوم اذل جماجما من هاشم
وسرى الى عدنان بل قحطان
ارعى جميم الحق في اوطانهم
رعي الهشيم سوائم العدوان
وانار نارا لا تبوخ وربما
قد كان للنيران لون دخان
وهو الذي لم يبق في دين لنا
بالغدر قائمة من البنيان
يا صاحبي على المصيبة فيهم
ومشاركي اليوم في احزاني
قوما خذا نار الصلا من اضلعي
ان شئتما والنار من اجفاني
وتعلما ان الذي كتمته
حذر العدى يابى عن الكتمان
فلو انني شاهدتهم بين العدى
والكفر معلول على الايمان
لخضبت سيفي من نجيع عدوهم
ومحوت من دمهم حجول حصاني
وشفيت بالطعن المبرح بالقنا
داء الحقود ووعكة الاضغان
ولبعتهم نفسي على ضنن بها
يوم الطفوف بارخص الاثمان
وقال يرثي جده الامام السبط المفدى يوم عاشوراء سنة (413)،
توجد في الجزءالثالث من ديوانه((907)):
لك الليل بعد الذاهبين طويلا
ووفد هموم لم يردن رحيلا
ودمع اذا حبسته عن سبيله
يعود هتونا في الجفون هطولا
فياليت اسراب الدموع التي جرت
اسون كليما او شفين غليلا
اخال صحيحا كل يوم وليلة
ويابى الجوى الا اكون عليلا
كاني وما احببت اهوى ممنعا
وارجو ضنينا بالوصال بخيلا
فقل للذي يبكي نؤيا ودمنة
ويندب رسما بالعراء محيلا
عداني دم لي طل بالطف ان ارى
شجيا ابكي اربعا وطلولا
مصاب اذا قابلت بالصبر غربه
وجدت كثيري في العزاء قليلا
ورزء حملت الثقل منه كانني
مدى الدهر لم احمل سواه ثقيلا
وجدتم عداة الدين بعد محمد
الى كلمه في الاقربين سبيلا
كانكم لم تنزعوا بمكانه
خشوعا مبينا في الورى وخمولا
وايكم ما عز فينا بدينه
وقد عاش دهرا قبل ذاك ذليلا
فقل لبني حرب وآل امية
اذا كنت ترضى ان تكون قؤولا
سللتم على آل النبي سيوفه
ملئن ثلوما في الطلى وفلولا
وقدتم الى من قادكم من ضلالكم
فاخرجكم من وادييه خيولا
ولم تغدروا الا بمن كان جده
اليكم لتحظوا بالنجاة رسولا
وترضون ضد الحزم ان كان ملككم
ضئيلا ودينا دنتم لهزيلا
نساء رسول اللّه عقر دياركم
يرجعن منكم لوعة وعويلا
لهن ببوغاء الطفوف اعزة
سقوا الموت صرفا صبية وكهولا
كانهم نوار روض هوت به
رياح جنوبا تارة وقبولا
وانجم ليل ما علون طوالعا
لاعيننا حتى هبطن افولا
فاي بدور ما محين بكاسف
واي غصون ما لقين ذبولا
امن بعد ان اعطيتموه عهودكم
خفافا الى تلك العهود عجولا
رجعتم عن القصد المبين تناكصا
وحلتم عن الحق المنير حؤولا
وقعقعتم ابوابه تختلونه
ومن لم يرد ختلا اصاب ختولا
فما زلتم حتى اجاب نداءكم
واي كريم لا يجيب سؤولا
فلما دنا الفاكم في كتائب
تطاولن اقطار السباسب طولا
متى تك منها حجزة او كحجزة
سمعت رغاء مصعقا وصهيلا
فلم ير الا ناكثا او منكبا
والا قطوعا للذمام حلولا
والا قعودا عن لمام بنصره
والا جبوها بالردى وخذولا
وضغن شفاف هب بعد رقاده
وافئدة ملاى يفضن ذحولا
وبيضا رقيقات الشفار صقيلة
وسمرا طويلات المتون عسولا
فلا انتم افرجتم عن طريقه
اليكم ولا لما اراد قفولا
عزيز على الثاوي بطيبة اعظم
نبذن على ارض الطفوف شكولا
وكل كريم لا يلم بريبة
فان سيم قول الفحش قال جميلا
يذادون عن ماء الفرات وقد سقوا ال
شهادة من ماء الفرات بديلا
رموا بالردى من حيث لا يحذرونه
وغروا وكم غر الغفول غفولا
ايا يوم عاشوراء كم بفجيعة
على الغر آل اللّه كنت نزولا
دخلت على ابياتهم بمصابهم
الا بئسما ذاك الدخول دخولا
نزعت شهيد اللّه منا وانما
نزعت يمينا او قطعت تليلا
قتيلا وجدنا بعده دين احمد
فقيدا وعز المسلمين قتيلا
فلا تبخسوا بالجور من كان ربه
برجع الذي نازعتموه كفيلا
احبكم آل النبي ولا ارى
وكم عذلوني عن هواي عديلا
وقلت لمن يلحى على شغفي بكم
وكم غير ذي نصح يكون عذولا
رويدكم لا تنحلوني ضلالكم
فلن ترحلوا مني الغداة ذلولا
عليكم سلام اللّه عيشا وميتة
وسفرا تطيعون النوى وحلولا
فما زاغ قلبي عن هواكم واخمصي
فلا زل عما ترتضون زليلا
وقال في الموعظة والاعتبار، توجد في الجزء السادس من
ديوانه((908)):
لا تقربن عضيهة
ان العضائه مخزيات
واجعل صلاحك سرمدا
فالصالحات الباقيات
في هذه الدنيا ومن
فيها لنا ابدا عظات
اما صروف مقبلا
ت او صروف مدبرات
وحوادث الايام في
نا آخذات معطيات
والذل موت للفتى
والعز في الدنيا الحياة
والذخر في الدارين
اما طاعة او ماثرات
يا ضيعة للمرء تدعوه
الى الهلك الدعاة
تغتره حتى يزور
شعابهن الطيبات
عبر تمر وما لها
منا عيون مبصرات
اين الالى كانوا باي
دينا حصولا ثم ماتوا
من كل من كانت له
ثمرات دجلة والفرات
ما قيل نالوا فوق ما
يهوون حتى قيل فاتوا
لم يغن عنهم حين هم
بهم حمامهم الحماة
كلا ولا بيض وسم
ر عاريات مشرعات
نطقوا زمانا ثم لي
س لنطقهم الا الصمات
وكانهم بقبورهم
سبتوا وما بهم سبات
من بعد ان ركبوا قرا
سرر وجرد هم رفات
سلموا على صلح الاسنة
والظبا لما استماتوا
ونجوا من الغماء لما
قيل ليس لهم نجاة
في موقف فيه الصوا
رم والذوابل والكماة
واتاهم من حيث لم
يخشوا لحينهم الممات
وطوتهم ط‏ي البرو
د لهم قبور مظلمات
فهم بها مثل الهشي
م تعيث فيها العاصفات
شعث وسائدهم بها
من غير تكرمة علاة
قل للذين لهم الى
الدنيا دواع مسمعات
وكانهم لم يسمعوا
ماذا تقول الناعيات
او ما تقول لهم اذا اج
تازوا الديار الخاليات
فالضاحكات وقد نعم
ن بهن هن الباكيات
حتى متى والى متى
تاوي عيونكم السنات
كم ذا تفرج عنكم
ابد الزمان الموعظات
كم ذا وعظتم لو تكو
ن لكم قلوب مصغيات
لكم عقول معرضا
ت او عيون عاشيات
عج بالديار فنادها
اين الجبال الراسيات
اين العصاة على المكا
رم للعواذل والاباة
تجري المنايا من روا
جبهم جميعا والصلات((909))
واذا لقوا يوم الوغى
اقرانهم كانت هناة
والدهر طوع يمينهم
وهم على الدنيا الولاة
اعطاهم متبرعا
ثم استرد فقال هاتوا
كانت جميعا ثم مزق
شمل بينهم الشتات
فاكفهم من بعد ان
سلبوا المواهب مقفرات
وسيوفهم ورماحهم
منبوذة والضامرات
امنوا الصباح وما لهم
علم بما يجني البيات
ورماهم فاصابهم
داء تعز له الرقاة
وسهام اقواس المنو
ن الصائبات المصميات
مات الندى من بيننا
بمماتهم والمكرمات
وقال يرثي الشيخ الاكبر شيخنا المفيد محمد بن محمد بن
نعمان المتوفى في رمضان(413)، توجد في الجزء الثالث من
ديوانه((910)):
من على هذه الديار اقاما
او ضفا ملبس عليه وداما
عج بنا نندب الذين تولوا
باقتياد المنون عاما فعاما
فارقونا كهلا وشيخا وهما
ووليدا وناشئا وغلاما
وشحيحا جعد اليدين بخيلا
وجوادا مخولا مطعاما
سكنوا كل ذروة من اشم
يحسر الطرف ثم حلوا الرغاما
يالحى اللّه مهملا حسب الده
ر نؤوم الجفون عنه فناما
وكاني لما رايت بني الده
ر غفولا رايت منهم نياما
ايها الموت كم حططت عليا
سامي الطرف او جببت سناما
واذا ما حدرت خلفا وظنوا
نجوة من يديك كنت اماما
انت الحقت بالذكي غبيا
في اصطلام وبالدني هماما
انت افنيت قبل ان تاخذ الاب
ناء منا الاباء والاعماما
ولقد زارني فارق عيني
حادث اقعد الحجا واقاما
حدت عنه فزادني حيدي عن
ه لصوقا بدائه والتزاما
وكاني لما حملت به الثق
ل تحملت يذبلا وشماما
فخذ اليوم من دموعي وقد
كن جمودا على المصاب سجاما
ان شيخ الاسلام والدين والعل
م تولى فازعج الاسلاما
والذي كان غرة في دجى الايا
م اودى فاوحش الاياما
كم جلوت الشكوك تعرض في نص
وصي وكم نصرت اماما
وخصوم لد ملاتهم بال
حق في حومة الخصام خصاما
عاينوا منك مصميا ثغرة النح
ر وما ارسلت يداك سهاما
وشجاعا يفري المراء وما كل
شجاع يفري الطلى والهاما
من اذا مال جانب من بناء
الدين كانت له يداه دعاما
واذا ازور جائر عن هداه
قاده نحوه فكان زماما
من لفضل اخرجت منه خبيئا
ومعان فضضت عنها ختاما
من لسوء ميزت عنه جميلا
وحلال خلصت منه حراما
من ينير العقول من بعد ما
كن همودا وينتج الافهاما
من يعير الصديق رايا اذا ما
سله في الخطوب كان حساما
فامض صفرا من العيوب وكم با
ن رجال اثروا عيوبا وذاما
ان خلدا اوضحت عاد بهيما
وصباحا اطلعت صار ظلاما
وزلالا اوردت حال اجاجا
وشفاء اورثت آل سقاما
لن تراني وانت من عدد الاموا
ت الا تجملا بساما
واذا ما اخترمت مني فما ار
هب في سائر الانام اختراما
ان تكن مجرما ولست فقد وا
ليت قوما تحملوا الاجراما
لهم في المعاد جاه اذا ما
بسطوه كفى واغنى الاناما
لا تخف ساعة الجزاء وان خا
ف اناس فقد اخذت ذماما
اودع اللّه ما حللت من البي
داء فيه الانعام والاكراما
ولوى عنه كل ما عاقه التر
ب ولا ذاق في الزمان اواما
وقضى ان يكون قبرك للرح
مة والامن منزلا ومقاما
واذا ما سقى القبور فروا
ها رهاما سقاك منه سلاما
رحم اللّه معشر الماضين
والسلام على من اتبع الهدى
(40) ابو علي البصير
المتوفى (442)
سبحان من ليس في السماء ولا
في الارض ند له واشباه
احاط بالعالمين مقتدرا
اشهد ان لا اله الا هو
وخاتم المرسلين سيدنا
احمد رب السماء سماه
اشرقت الارض يوم بعثته
وحصحص الحق من محياه
اختار يوم الغدير حيدرة
اخا له في الورى وآخاه
وباهل المشركين فيه وفي
زوجته يقتفيهما ابناه
هم خمسة يرحم الانام بهم
ويستجاب الدعاويرجاه((911))
الشاعر
ابو علي البصير الضرير الحسن بن المظفر النيسابوري
المحتد، الخوارزمي المولد،ذكره ابن شهرآشوب((912)) من
المتقين من شعراء اهل البيت(ع) وذكره ابو احمد محمودبن
ارسلان في تاريخ خوارزم وبالغ في الثناء عليه وقال:
كان مؤدب اهل خوارزم في عصره ومخرجهم وشاعرهم
ومقدمهم والمشار اليه منهم،له كتاب تهذيب ديوان الادب،
وكتاب اصلاح المنطق، وكتاب ذيل تتمة اليتيمة،وديوان شعره
في مجلدين، وديوان رسائله، وكتاب محاسن من اسمه الحسن،
وكتاب‏زيادات اخبار خوارزم. ومن شعره قوله:
اهلا بعيش كان جد موات((913))
احيا من اللذات كل موات
ايام سرب الانس غير منفر
والشمل غير مروع بشتات
عيش تحسر((914)) ظله عنا فما
ابقى لنا شيئا سوى الحسرات
ولقد سقاني الدهر ماء حياته
والان يسقيني دم الحيات
لهفي لاحرار منيت ببعدهم
كانوا على غير الزمان ثقاتي
قد زالت البركات عني كلها
بزيال سيدنا ابي البركات
ركن العلى والمجد والكرم الذي
قد فات في الحلبات اي فوات
فارقت طلعته المنيرة مكرها
فبقيت كالمحصور في الظلمات
اضحي وامسي صاعدا زفراتي
لفراقه متحدرا عبراتي
وله قوله في المديح:
جبينك الشمس في الاضواء والقمر
يمينك البحر في الارواء والمطر
وظلك الحرم المحفوظ ساكنه
وبابك الركن للقصاد والحجر
وسيبك الرزق مضمون لكل فم
وسيفك الاجل الجاري به القدر
انت الهمام بل البدر التمام بل الس
يف الحسام بل الصارم الذكر
وانت غيث الانام المستغاث به
اذا اغارت على ابنائها الغير
وله في الغزل:
اريا شمال ام نسيم من الصبا
اتانا طروقا ام خيال لزينبا
ام الطالع المسعود طالع ارضنا
فاطلع فيها للسعادة كوكبا
قال ابو علي المترجم‏: رايت ابن هودار في المنام بعد موته
فقلت له:
لقد تحولت من دار الى دار
فهل رايت قرارا يا ابن هودار
قال: فاجابني:
لا بل وجدت عذابا لا انقطاع له
مدى الليالي وربا غير غفار
ومنزلا مظلما في قعر هاوية
قرنت فيها بكفار وفجار
فقل لاهلي موتوا مسلمين فما
للكافرين لدى الباري سوى النار
وولده ابو حفص عمر كان فقيها فاضلا اديبا، توفي في شعبان
سنة اثنتين وثلاثين‏وخمسمائة((915)).
(41) ابو العلاء المعري
المولود (363)
المتوفى (449)
ادنياي اذهبي وسواي امي
فقد الممت ليتك لم تلمي
وكان الدهر ظرفا لا لحمد
تؤهله العقول ولا لذم
واحسب سانح الازميم نادى
ببين الحي في صحراء ذم((916))
اذا بكر جنى فتوق عمرا
فان كليهما لاب وام
وخف حيوان هذي الارض واحذر
مجي‏ء النطح من روق وجم((917))
وفي كل الطباع طباع نكر
وليس جميعهن ذوات سم
وما ذنب الضراغم حين صيغت
وصير قوتها مما تدمي
فقد جبلت على فرس وضرس
كما جبل الوفود على التنمي
ضياء لم يبن لعيون كمه((918))
وقول ضاع‏في آذان صم
لعمرك ما اسر بيوم فطر
ولا اضحى ولا بغدير خم
وكم ابدى تشيعه غوي
لاجل تنسب ببلاد قم
ما يتبع الشعر والشاعر
هذه الابيات من قصيدة لابي العلاء توجد في لزوم ما لا
يلزم((919)) (2/318) قال‏شارحه المصري: غدير خم، بين
المدينة ومكة على ثلاثة اميال من الجحفة يسرة عن‏الطريق،
ويشير ابو العلاء بقوله: ولا اضحى، الى التشيع لعلي، ففيه قال
النبي(ص)لعلي(رضى‏ا...عنه) منصرفه من حجة الوداع: ((من
كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم‏وال‏من والاه، وعاد من عاداه))،
والشيعة يقصدون هذا المكان، ولذلك قال شاعرهم:
ويوما بالغدير غدير خم((920))
ابان له الولاية لو اطيعا
كان حقا علينا ان ننوه بذكر هذه الابيات في‏الجزء الاول عند
ذكر عيدالغدير.
كما كان لنا ان نذكر كلام من علق عليها في طبقات رواة
حديث الغدير، فاذ فاتناالعثور عليها هناك استدركناه هاهنا.
وقد كثر المترجمون لابي العلاء المعري حتى عاد امره ورفعة
مقامه في الادب من اجلى‏الواضحات، وان ديوانه بمفرده اجل
شاهد على نبوغه.
واوسع تراجمه واحسنها ما الفه الصاحب كمال الدين عمر بن
احمد بن العديم الحلي‏المتوفى (660) وسماه كتاب الانصاف
والتحري في دفع الظلم والتجري عن عن ابي‏العلاء المعري
وقد طبع ملخصه في الجزء الرابع من تاريخ حلب((921))
(4/77 180).واليك فهرسته:
ذكر نسبه وترجمة رجال اسرته‏$80 101
مولده ومنشاه وعماه‏$101 104
اشتغاله بالعلم ومشايخه‏$104 106
الرواة عنه والقراء عليه وكتابه‏$106 113
تليفه ورسائله وهي تربو على (65) رسالة‏$113 125
رحلته الى بغداد وعوده الى معرة‏$125 132
ذكاؤه وفطنته‏$132 144
حرمته عند الملوك والخلفاء والامراء$144 151
كرمه وجوده على قلة ماله‏$151 153
اباء نفسه وعفتها$153 154
فصل من كتابه الفصول والغايات‏$154 158
ابو العلاء عند الملوك‏$158 163
ذكر من قال بفساد عقيدته ودلائله عليه‏$163 166
ذكر من قال بصحة عقيدته‏$166
ذكر وفاته ومراثيه‏$166 169
القول الفصل في حسن اعتقاده والشواهد عليه‏$169 180
(42) المؤيد في الدين
المتوفى (470)
1
قال والرحل للسرى محمول
حق منك النوى وجد الرحيل
وعدا الهزل في القطيعة جدا
ما كذا كان منك لي المامول
قلت والقلب حسرة يتقلى
وعلى الخد دمع عيني يسيل
بابي انت ما اقتضى البين الا
قدر ثم عهدك المستحيل
كم وكم قلت خلني يا خليلي
من جفاء منه الجبال تزول
انما امره لديك خفيف
وهو ثقل على فؤادي ثقيل
انك السالم الصحيح واني
من غرام بك الوقيذالعليل((922))
قال قد مر ذا فهل من مقام
عندنا قلت ما اليه سبيل
قال اني لدى مرادك باق
قلت ما ان تفي بما قد تقول
قال اضرمت فى الحشا نار شوق
حر انفاسها عليها دليل
قلت حسبي الذي لقيت هوانا
فلقاء الهوان عندي يهول
فقبيح بي التصابي وهذا
عسكر الشيب فوق راسي نزول
ان امر المعاد اكبر همي
فاهتمامي بما عداه فضول
كثر الخائضون بحر ظلام
فيه والمؤنسو الضياء قليل
قال قوم قصرى الجميع التلاشي
فئة منتهاهم التعطيل
وادعى الاخرون نسخا وفسخا
ولهم غير ذاك حشو طويل
وابوا بعد هذه الدار دارا
نحوها كل من يؤول يؤول
لم يروا بعدها مقام ثواب
وعقاب لهم اليه وصول
فالمثابون عندهم مترفوهم
ولذي الفاقة العذاب الوبيل
قال قوم وهم ذوو العدد الج
م لنا الزنجبيل والسلسبيل
ولنا بعد هذه الدار دار
طاب فيها المشروب والماكول
ولكل من المقالات سوق
وامام وراية ورعيل
ما لهم في قبيل عقل كلام
لا ولا في حمى الرشاد قبول
امة ضيع الامانة فيها
شيخها الخامل الظلوم الجهول
بئس ذاك الانسان في زمر الانس
وشيطانه الخدوع الخذول
فهم التائهون في الارض هلكا
عقد دين الهدى بهم محلول
نكسوا ويلهم ببابل جهرا
جمل ذا وراءها تفصيل
منعوا صفو شربة من زلال
ليس الا بذاك يشفى الغليل
ملكوا الدين كل انثى وخنثى
وضعيف بغير باس يصول
الى ان قال:
لو ارادوا حقيقة الدين كانوا
تبعا للذي اقام الرسول
واتت فيه آية النص بلغ
يوم خم لما اتى جبريل
ذاكم المرتضى علي بحق
فبعلياه ينطق التنزيل
ذاك برهان ربه في البرايا
ذاك في الارض سيفه المسلول
فاطيعوا جحدا اولي الامر منهم
فلهم في الخلائق التفضيل
اهل بيت عليهم نزل الذك
ر وفيه التحريم والتحليل
هم امان من العمى وصراط
مستقيم لنا وظل ظليل
القصيدة (67) بيتا((923))
2
وله من قصيدة ذات (51) بيتا، توجد في ديوانه (ص‏245)،
اولها:
نسيم الصبا المم بفارس غاديا
وابلغ سلامي اهل ودي الازاكيا
يقول فيها:
فلهفي على اهلي الضعاف فقد غدو
الحد شفار النائبات اضاحيا
فياليت شعري من يغيث صريخهم
اذا ما شكوا للحادثات العواديا
وياليت شعري كيف قد ادرك العدى
بتفريق ذات البين فينا المباغيا