اخواننا صبرا جميلا فانني
غدوت بهذا في رضا اللّه راضيا
وفي آل طه ان نفيت فانني
لاعدائهم مازلت واللّه نافيا
فما كنت بدعا في الالى فيهم نفوا
الا فخر ان اغدو لجندب ثانيا
لئن مسني بالنفي قرح فانني
بلغت به في بعض همي الامانيا
فقد زرت في كوفان للمجد قبة
هي الدين والدنيا بحق كما هيا
هي القبة البيضاء قبة حيدر
وصي الذي قد ارسل اللّه هاديا
وصي النبي المصطفى وابن عمه
ومن قام مولى في الغدير وواليا
ومن قال قوم فيه قولا مناسبا
لقول النصارى في المسيح مضاهيا
فيا حبذا التطواف حول ضريحه
اصلي عليه في خشوع تواليا
وواحبذا تعفير خدي فوقه
ويا طيب اكبابي عليه مناجيا
اناجي واشكو ظالمي بتحرق
يثير دموعا فوق خدي جواريا
وقد زرت مثوى الطهر في ارض كربلا
فدت نفسي المقتول عطشان صاديا
القصيدة
3
وله من قصيدة ذات (60) بيتا توجد في ديوانه (ص‏256)،
مستهلها:
الا ما لهذي السما لا تمور
وما للجبال ترى لا تسير
وللشمس ما كورت والنجوم
تضي‏ء وتحت الثرى لا تغور
وللارض ليست بها رجفة
وما بالها لا تفور البحور
وما للدما لا تحاكي الدموع
فتجري لتبتل منها النحور
اتبقى القلوب لنا لا تشق
جوى ولو ان القلوب الصخور
ليوم ببغداد ما مثله
عبوس يراه امرؤ قمطرير
وقد قام دجالها اعور
يحف به من بني الزور عور
فلا حدب منه لا ينسلون
ولا بقعة ليس فيها نفير
يرومون آل نبي الهدى
ليردى الصغير ويفنى الكبير
لتنهب انفس احيائهم
وتنبش للميتين القبور
ومن نجل صادق آل العبا
ينال الذي لم ينله الكفور
فموسى يشق له قبره
ولما اتى حشره والنشور
ويسعر بالنار منه حريم
حرام على زائريه السعير
وتقتل شيعة آل الرسول
عتوا وتهتك منهم ستور
فواحسرتا لنفوس تسيل
ويا غمتا لرؤوس تطير
وما نقموا منهم غير ان
وصي النبي عليهم امير
كما العذر في غدرهم بغضهم
لمن فرض الحب فيه الغدير
فيا امة عاث فيها الشقاء
فوجه نهار هداها قتير
وشافعها خصمها في المعاد
لها الويل من ربها والثبور
قتلتم حسينا لملك العراق
وقلتم اتاكم له يستثير
فما ذنب موسى الذي قد محت
معالمه في ثراه الدهور
وما وجه فعلكم ذا به
لقد غركم بالاله الغرور
ايا شيعة الحق طاب الممات
فيا قوم قوموا سراعا نثور
فاما حياة لنا في القصاص
واما الى حيث صاروا نصير
اآل المسيب ما زلتم
عشير الولاء فنعم العشير
ويا آل عوف غيوث المحول
ليوثا اذا كاع ليث هصور
اآل النهى والندى والطعان
وحزب الطلى حين حر الهجير
اصبرا على الخسف لا همكم
دني ولا الباع منكم قصير
اتهتك حرمة آل النبي
وفي الارض منكم صبي صغير
وقبر ابن صادق آل الرسول
يمس بسوء وانتم حضور
ولما تخوضوا بحار الردى
وفي شعبه تنجدوا او تغوروا
لقد كان يوم الحسين المنى
فتفدى نفوس وتشفى صدور
فهذا لكم عاد يوم الحسين
فماذا القصور وماذا الفتور
فمدوا الذراع وحدوا القراع
فيوم النواصب منكم عسير
وولوا ابن دمنة اعماله
تبور كما المكر منه يبور
فقتلا بقتل وثكلا بثكل
ذروه تجز عليه الشعور
القصيدة
ما يتبع الشعر
هذه القصيدة نظمها شاعرنا المؤيد في فتنة بغداد الهائلة
الواقعة سنة (443) يلفظ‏نفثات لوعته من تلكم الفظائع التي
احدثتها يد العداء المحتدم على اهل بيت الوحي‏وشيعتهم، يوم
شنت الغارة على مشهد الامام الطاهر موسى بن جعفر ومشاهد
اوليائه‏المدفونين في جوار امنه وحرم قدسه.
قال ابن الاثير في الكامل((924))(9/215): وكان سبب هذه
الفتنة ان اهل الكرخ شرعوافي عمل باب السماكين، واهل
القلائين في عمل ما بقي من باب مسعود، ففرغ اهل‏الكرخ
وعملوا ابراجا كتبوا عليها بالذهب: محمد وعلي خير البشر،
وانكر السنة ذلك‏وادعوا ان المكتوب: محمد وعلي خير البشر،
فمن رضي فقد شكر، ومن ابى فقد كفر.وانكر اهل الكرخ الزيادة
وقالوا: ما تجاوزنا ما جرت به عادتنا فيما نكتبه‏على‏مساجدنا،
فارسل الخليفة القائم بامر اللّه ابا تمام نقيب العباسيين ونقيب
العلويين‏وهو عدنان((925)) بن الرضي لكشف الحال وانهائه،
فكتبا بتصديق قول الكرخيين، فامرحينئذالخليفة ونواب
الرحيم بكف القتال فلم يقبلوا، وانتدب ابن المذهب
القاضي‏والزهيري وغيرهما من الحنابلة اصحاب عبدالصمد
بحمل العامة على الاغراق في‏الفتنة، فامسك نواب الملك
الرحيم عن كفهم غيظا من رئيس الرؤساء((926)) لميله
الى‏الحنابلة، ومنع هؤلاء السنة من حمل الماء من دجلة الى
الكرخ، وكان نهر عيسى قدانفتح بثقه((927)) فعظم الامر
عليهم، وانتدب جماعة منهم وقصدوا دجلة وحملوا
الماءوجعلوه في الظروف وصبوا عليه ماء الورد ونادوا: الماء
للسبيل، فاغروا بهم السنة.
وتشدد رئيس الرؤساء على الشيعة فمحوا: خير البشر. وكتبوا:
عليهما السلام. فقالت‏السنة: لا نرضى الا ان يقلع الاجر الذي
عليه محمد وعلي، وان لايؤذن: حي على‏خيرالعمل. وامتنع
الشيعة من ذلك ودام القتال الى ثالث ربيع الاول، وقتل فيه
رجل‏هاشمي من السنة، فحمله اهله على نعش وطافوا به في
الحربية وباب البصرة وسائرمحال السنة، واستنفروا الناس
للاخذ بثاره ثم دفنوه عند احمد بن حنبل، وقد اجتمع‏معهم
خلق كثير اضعاف ما تقدم.
فلما رجعوا من دفنه قصدوا مشهد باب التبن((928))، فاغلق
بابه فنقبوا في سوره وتهددواالبواب فخافهم وفتح الباب،
فدخلوا ونهبوا ما في المشهد من قناديل ومحاريب ذهب‏وفضة
وستور وغير ذلك، ونهبوا ما في الترب والدور، وادركهم الليل
فعادوا.
فلما كان الغد كثر الجمع فقصدوا المشهد واحرقوا جميع
الترب والازاج واحترق‏ضريح موسى((929)) وضريح ابن ابنه
محمد بن علي والجوار والقبتان الساج اللتان عليهما،واحترق
ما يقابلهما ويجاورهما من قبور ملوك بني بويه معز الدولة
وجلال الدولة،ومن قبور الوزراء والرؤساء وقبر جعفر بن ابي
جعفر المنصور، وقبر الامين محمد بن‏الرشيد، وقبر امه زبيدة،
وجرى من الامر الفظيع ما لم يجر في الدنيا مثله.
فلما كان الغد خامس الشهر عادوا وحفروا قبر موسى بن جعفر
ومحمد بن علي‏لينقلوهما الى مقبرة احمد بن حنبل، فحال
الهدم بينهم وبين معرفة القبر، فجاء الحفرالى جانبه.
وسمع ابو تمام نقيب العباسيين وغيره من الهاشميين والسنة
الخبر فجاؤوا ومنعوا عن‏ذلك، وقصد اهل الكرخ الى خان
الفقهاء الحنفيين فنهبوه وقتلوا مدرس الحنفية اباسعد
السرخسي، واحرقوا الخان ودور الفقهاء، وتعدت الفتنة الى
الجانب الشرقي،فاقتتل اهل باب الطاق وسوق بج والاساكفة
وغيرهم، ولما انتهى خبر احراق المشهدالى نور الدولة دبيس
بن مزيد، عظم عليه واشتد وبلغ منه كل مبلغ لانه واهل
بيته‏وسائر اعماله من النيل، وتلك الولاية كلهم شيعة، فقطعت
في اعماله خطبة الامام القائم‏بامر اللّه، فروسل في ذلك
وعوتب، فاعتذر بان اهل ولايته شيعة واتفقوا على‏ذلك
فلم‏يمكنه ان يشق عليهم، كما ان الخليفة لم يمكنه كف
السفهاء الذين فعلوا بالمشهد ما فعلواواعاد الخطبة الى حالها.
وزاد ابن الجوزي في المنتظم((930)) (8/150): ظهر عيار
يعرف بالطقطقي من اهل‏درزيجان وحضر الديوان واستتيب،
وجرى منه في معاملة اهل الكرخ وتتبعهم في‏المحال وقتلهم
على الاتصال ما عظمت فيه البلوى، واجتمع اهل الكرخ وقت
الظهيرة‏فهدمت حائط باب القلائين ورموا العذرة على حائطه،
وقطع الطقطقي رجلين‏وصلبهما على‏هذا الباب بعد ان قتل
ثلاثة من قبل وقطع رؤوسهم ورمى بها الى اهل‏الكرخ، وقال:
تغدوا برؤوس. ومضى الى درب الزعفراني فطالب اهله بمائة
الف‏دينار، وتوعدهم ان لم يفعلوا بالاحراق فلاطفوه فانصرف،
ووافاهم من الغد فقاتلوه‏فقتل منهم رجل هاشمي فحمل الى
مقابر قريش.
واستنفر البلد ونقب مشهد باب التبن، ونهب ما فيه، واخرج
جماعة من القبورفاحرقوا مثل العوني((931))
والناشي((932)) والجذوعي، ونقل من المكان جماعة موتى
فدفنوافي مقابر شتى، وطرح النار في الترب القديمة والحديثة،
واحترق الضريحان والقبتان‏الساج، وحفروا احد الضريحين
ليخرجوا من فيه ويدفنوه بقبر احمد، فبادر النقيب‏والناس
فمنعوهم.. الخ.
وذكر القصة على الاختصار ابن العماد في شذرات
الذهب((933)) (3/270)، وابن كثير في‏تاريخه((934))
(12/62).
الشاعر
هبة اللّه بن موسى بن داود الشيرازي المؤيد في الدين داعي
الدعاة، اوحدي من حملة‏العلم، وفذ من افذاذ الامة، وعبقري
من جلة اعلام العلوم العربية، ونابغة‏من نوابغ‏الادب العربي، وله
نصيبه الوافر من القريض بلغة الضاد وان ولد في قاعة
الفرس‏ونشا في مهدها، كان من الدعاة الى الفاطمية منذ بلغ
اشده في كل حاضرة حل بها،وله في تلك الدعوة خطوات
واسعة، وهو كما وصف نفسه للمستنصر باللّه بقوله في‏سيرته
(ص‏99): وانا شيخ هذه الدعوة ويدها ولسانها ومن لا يماثلني
احد فيها. وقدكابد دون تلك الدعوة كوارث، وقاسى نوازل
ملمة، وعانى شدائد فادحة، غير انه‏كان يستخف وراءها كل هامة
ولامة، ولم يك يكترث لاي نازلة.
ولد بشيراز حوالي سنة (390) كما يظهر من شعره، وبها شب
ونما الى ان غادرها سنة(429) ويمم الاهواز وفارق مسقط راسه
خائفا يترقب فرقا من السلطان ابي كاليجاربعدما جرى بينه
وبين الملك ما يورث البغضاء، وما تاتى له اقتناء مرضاته
بارجوزته‏ المسمطة في (153) بيتا ذكرها في سيرته (ص‏48
54)، فنزل الاهواز غيران‏هواجسه ما حدثته بالطمانينة الى
الامن من غيلة الملك، فهبط حلة منصور بن‏الحسين الاسدي
الذي ملك الجزيرة الدبيسية بجوار خوزستان، ومكث هنالك
نحوسبعة اشهر، ثم اتجه الى قرواش ابي المنيع بن المقلد امير
بني عقيل صاحب الموصل‏والكوفة والانبار، فلما لم يجده آخذا
بناصره في دعوته سار الى مصر بعد سنة (436)وقبل سنة
(439) ومكث فيها ردحا من الزمن الى ان غدا وله بعض النفوذ
في البلاد،فسير الى الشام باقتراح الوزير عبداللّه بن يحيى بن
المدبر، ثم عاد الى مصر بعد مدة،فقطن فيها بقية حياته الى ان
توفي بها سنة (470).
وللمؤيد آثار علمية تنم عن طول باعه في الحجاج والمناظرة،
وعن سعة اطلاعه‏على‏معالم الدين ومباحثه الراقية، وتضلعه
في علمي الكتاب والسنة ووقوفه على مافيهما من دقائق
ورقائق، له رسائل ناظر بها ابا العلاء المعري في موضوع اكل
اللحم،نشرت في مجلة الجمعية الملكية الاسيوية سنة (1902
م). ومناظرته القيمة مع علماءشيراز في حضرة السلطان ابي
كاليجار تعرب عن مبلغه من العلم، ذكرها على‏تفصيلها في
سيرته (ص‏16 30).
ومناظرته مع الخراساني المذكورة في سيرته (ص‏30 43)
شاهد صدق على تضلعه في‏العلوم، وذكر للمؤيد من التليف:
1 المجالس المؤيدية.
2 المجالس المستنصرية.
3 ديوان المؤيد.
4 سيرة المؤيد.
5 شرح العماد.
6 الايضاح والتبصير في فضل يوم الغدير.
7 الابتداء والانتهاء.
8 جامع الحقائق في تحريم اللحوم والالبان.
9 القصيدة الاسكندرية وتسمى ايضا بذات الدوحة.
10 تاويل الارواح.
11 نهج العبارة.
12 المساءلة والجواب.
13 اساس التاويل.
وفي نسبة غير واحد من هذه الكتب الى مترجمنا المؤيد نظر،
وللبحث فيه مجال‏واسع.
توجد ترجمة شاعرنا المترجم له بقلمه في كتاب افرده في
سيرته بين سنة (429) وسنة(450)، وهو المصدر الوحيد
للباحثين عن ترجمته طبع بمصر في (184) صحيفة،وللاستاذ
محمد كامل حسين المصري بكلية الاداب دراسة ضافية حول
حياة‏المترجم، بحث عنها من شتى النواحي في (186)
صحيفة((935))، وجعلها تقدمة لديوانه‏المطبوع بمصر، ففي
الكتابين مقنع وكفاية عن التبسط في ترجمة المؤيد.
(43) الجبري المصري
يا دار غادرني جديد بلاك
رث الجديد فهل رثيت لذاك
ام انت عما اشتكيه من الهوى
عجماء مذ عجم البلى مغناك
ضفناك نستقري الرسوم فلم نجد
الا تباريح الهموم قراك
ورسيس شوق تمتري زفراته
عبراتنا حتى تبل ثراك
ما بال ربعك لا يبل كانما
يشكو الذي انا من نحولي شاك
طلت طلولك دمع عيني مثلما
سفكت دمي يوم الرحيل دماك
وارى قتيلك لا يديه قاتل
وفتور الحاظ الظباء ظباك
هيجت لي اذ عجت ساكن لوعة
بالساكنيك تشبها ذكراك
لما وقفت مسلما وكانما
ريا الاحبة سفت من رياك((936))
وكفت عليك سماء عيني صيبا
لو كف صوب المزن عنك كفاك
سقيا لعهدي والهوى مقضية
اوطاره قبل احتكام نواك
والعيش غض والشباب مطية
للهو غير بطيئة الادراك
ايام لا واش يطاع ولا هوى
يعصى فنقصى عنك اذ زرناك
وشفيعنا شرخ الشبيبة كلما
رمنا القصاص من اقتناص مهاك
ولئن اصارتك الخطوب الى بلى
ولحاك ريب صروفها فمحاك
فلطالما قضيت فيك مربي
وابحت ريعان الشباب حماك
ما بين حور كالنجوم تزينت
منها القلائد للبدور حواكي
هيف الخصور من القصور بدت لنا
منها الاهلة لا من الافلاك
يجمعن من مرح الشبيبة خفة‏ال
متغزلين وعفة النساك
ويصدن صادية القلوب باعين
نجل كصيد الطير بالاشراك
من كل مخطفة الحشا تحكي الرشا
جيدا وغصن البان لين حراك
هيفاء ناطقة النطاق تشكيا
من ظلم صامتة البرين ضناك((937))
وكانما من ثغرها من نحرها
در تباكره بعود اراك
عذب الرضاب كان حشو لثاتها
مسك يعل به ذرى المسواك
تلك التي ملكت علي بدلها
قلبي فكانت اعنف الملاك
ان الصبا يا نفس عز طلابه
ونهتك عنه واعظات نهاك
والشيب ضيف لا محالة مؤذن
برداك فاتبعي سبيل هداك
وتزودي من حب آل محمد
زادا متى اخلصته نجاك
فلنعم زاد للمعاد وعدة
للحشر ان علقت يداك بذاك((938))
والى الوصي مهم امرك فوضي
تصلي بذاك الى قصي مناك
وبه ادرئي في نحر كل ملمة
واليه فيها فاجعلي شكواك
وبحبه فتمسكي ان تسلكي
بالزيغ عنه مسالك الهلاك
لا تجهلي وهواه دابك فاجعلي
ابدا وهجر عداه هجر قلاك
فسواء انحرف امرؤ عن حبه
او بات منطويا على الاشراك
وخذي البراءة من لظ‏ى ببراءة
من شانئيه وامحضيه هواك
وتجنبي ان شئت ان لا تعطبي
راي ابن سلمى فيه وابن صهاك
واذا تشابهت الامور فعولي
في كشف مشكلها على مولاك
خير الرجال وخير بعل نسائها
والاصل والفرع التقي الزاكي
وتعوذي بالزهر من اولاده
من شر كل مضلل افاك
لا تعدلي عنهم ولا تستبدلي
بهم فتحظ‏ي بالخسار هناك
فهم مصابيح الدجى لذوي الحجا
والعروة الوثقى لذي استمساك
وهم الادلة كالاهلة نورها
يجلو عمى المتحير الشكاك
وهم الصراط المستقيم فارغمي
بهواهم انف الذي يلحاك
وهم الائمة لا امام سواهم
فدعي لتيم وغيرها دعواك
يا امة ضلت سبيل رشادها
ان الذي استرشدته اغواك
لئن ائتمنت على البرية خائنا
للنفس ضيعها غداة رعاك
اعطاك اذ وطاك عشوة رايه
خدعا بحبل غرورها دلاك
فتبعته وسخيف دينك بعته
مغترة بالنزر من دنياك
لقد اشتريت به الضلالة بالهدى
لما دعاك بمكره فدهاك
واطعته وعصيت قول محمد
فيما بامر وصيه وصاك
خلفت واستخلفت من لم يرضه
للدين تابعة هوى هواك
خلت اجتهادك للصواب مؤديا
هيهات ما اداك بل ارداك
لقد اجتريت على اجتراح عظيمة
جعلت جهنم في غد مثواك
ولقد شققت عصا النبي محمد
وعققت من بعد النبي اباك
وغدرت بالعهد المؤكد عقده
يوم الغدير له فما عذراك
فلتعلمن وقد رجعت به على ال
اعقاب ناكصة على عقباك
اعن الوصي عدلت عادلة به
من لا يساوي منه شسع شراك
ولتسالن عن الولاء لحيدر
وهو النعيم شقاك عنه ثناك((939))
قست المحيط بكل علم مشكل
وعر مسالكه على السلاك
بالمعتريه كما حكى شيطانه
وكفاه عنه بنفسه من حاك
والضارب الهامات في يوم الوغى
ضربا يقد به الى الاوراك
اذ صاح جبريل به متعجبا
من باسه وحسامه البتاك
لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى
الا علي فاتك الفتاك
بالهارب الفرار من اقرانه
والحرب يذكيها قنا ومذاك
والقاطع الليل البهيم تهجدا
بفؤاد ذي روع وطرف باك
بالتارك الصلوات كفرانا بها
لولا الرياء لطال ما راباك
ابعد بهذا من قياس فاسد
لم تات فيه امة ماتاك
اوما شهدت له مواقف اذهبت
عنك اعتراك الشك حين عراك
من معجزات لا يقوم بمثلها
الا نبي او وصي زاكي
كالشمس اذ ردت عليه ببابل
لقضاء فرض فائت الادراك
والريح اذ مرت فقال لها احملي
طوعا ولي اللّه فوق قواك
فجرت رجاء بالبساط مطيعة
امر الاله حثيثة الايشاك((940))
حتى اذا وافى الرقيم بصحبه
ليزيل عنه مرية الشكاك
قال السلام عليكم فتبادروا
بالرد بعد الصمت والامساك
عن غيره فبدت ضغائن صدر ذي
حنق لستر نفاقه هتاك
والميت حين دعا به من صرصر
فاجابه وابيت حين دعاك
لا تدعي ما ليس فيك فتندمي
عند امتحان الصدق من دعواك
والخف والثعبان فيه آية
فتيقظ‏ي يا ويك من عمياك
والسطل والمنديل حين اتى به
جبريل حسبك خدمة الاملاك
ودفاع اعظم ما عراك بسيفه
في يوم كل كريهة وعراك
ومقامه ثبت الجنان بخيبر
والخوف اذ وليت حشو حشاك
والباب حين دحا به عن حصنهم
سبعين باعا في فضا دكداك
والطائر المشوي نص ظاهر
لولا جحودك ما رات عيناك
والصخرة الصما وقد شف الظما
منها النفوس دحا بها فسقاك
والماء حين طغى الفرات فاقبلوا
ما بين باكية اليه وباكي
قالوا اغثنا يا ابن عم محمد
فالماء يؤذننا بوشك هلاك
فاتى الفرات فقال يا ارض ابلعي
طوعا بامر اللّه طاغي ماك
فاغاضه حتى بدت حصباؤه
من فوق راسخة من الاسماك
ثم استعادوه فعاد بامره
يجري على قدر ففيم مراك
مولاك راضية وغضبى فاعلمي
سيان سخطك عنده ورضاك
يا تيم تيمك الهوى فاطعته
وعن البصيرة ياعدي عداك
ومنعت ارث المصطفى وتراثه
ووليته ظلما، فمن ولاك
وبسطت ايدي عبدشمس فاغتدت
بالظلم جارية على مغناك
لا تحسبيك بريئة مما جرى
واللّه ما قتل الحسين سواك
يا آل احمد كم يكابد فيكم
كبدي خطوبا للقلوب نواكي
كبدي بكم مقروحة ومدامعي
مسفوحة وجوى فؤادي ذاكي
واذا ذكرت مصابكم قال الاسى
لجفوني اجتنبي لذيذ كراك
وابكي قتيلا بالطفوف لاجله
بكت السماء دما فحق بكاك
ان تبكهم في اليوم تلقاهم غدا
عيني بوجه مسفر ضحاك
يا رب فاجعل حبهم لي جنة
من موبقات الظلم والاشراك
واجبر بها الجبري رب وبره
من ظالم لدمائهم سفاك
وبهم اذا اعداء آل محمد
غلقت رهونهم فجد بفكاك((941))
الشاعر
ابن جبر المصري احد شعراء مصر على عهد الخليفة الفاطمي
المستنصر باللّه، المولودسنة (420) والمتوفى (487)، ذكر
المقريزي في الخطط((942)) (2/365) موسما من مواسم‏فتح
الخليج في ايام المستنصر وقال: وتقدم شاعر يقال له ابن جبر،
وانشد قصيدة‏منها:
فتح الخليج فسال منه الماء
وعلت عليه الراية البيضاء
فصفت موارده لنا فكانه
كف الامام فعرفها الاعطاء
فانتقد الناس عليه في قوله: فسال منه الماء وقالوا: اي شي‏ء
يخرج من البحرغير الماء؟ فضيع ما قاله بعد هذا المطلع.
وهناك قصائد غديرية لابن طوط‏ي الواسط‏ي، والخطيب
المنبجي، وعلي بن احمدالمغربي، من شعراء القرن الخامس
توجد مبثوثة في مناقب ابن شهرآشوب
وتفسير ابي الفتوح الرازي، والصراط المستقيم للبياضي، والدر
النظيم في الائمة
اللهاميم لابن حاتم الدمشقي، وغيرها لم نذكرها لعدم عرفاننا
بترجمة اولئك الشعراءوتاريخ حياتهم ، غير انهم من شعراء هذه
الاثارة ماثرة الغدير ومنضدي عقودها،وناظمي حديثها، من
الذين استفادوا من لفظه معنى الامامة والمرجعية الكبرى
في‏الدين، والاولوية بالناس من انفسهم.
شعراء الغدير في القرن السادس 425 561
1 ابو الحسن الفنجكردي
2 ابن منير الطرابلسي
3 القاضي ابن قادوس
4 الملك الصالح
5 ابن العودي النيلي
6 القاضي الجليس
7 ابن مكي النيلي
8 الخطيب الخوارزمي
9 الفقيه عمارة
(44) ابو الحسن الفنجكردي
المولود (433)
المتوفى (513)
لا تنكرن غدير خم انه
كالشمس في اشراقها بل اظهر
ما كان معروفا باسناد الى
خير البرايا احمد لا ينكر
فيه امامة حيدر وكماله
وجلاله حتى القيامة يذكر
اولى الانام بان يوالي المرتضى
من ياخذ الاحكام منه وياثر
ما يتبع الشعر
هذه الابيات نسبها الى الفنجكردي شيخنا الفتال في روضة
الواعظين (ص‏90) وهواحد معاصريه، وذكرها ابن شهرآشوب
في المناقب (1/540) طبع ايران، والقاضي‏الشهيد في مجالس
المؤمنين (ص‏234)، وصاحب رياض العلماء، وقطب
الدين‏الاشكوري في محبوب القلوب((943)).
وذكر له في مناقب ابن شهرآشوب (1/540)، ومجالس
المؤمنين (ص‏234)، ورياض‏العلماء قوله:
يوم الغدير سوى العيدين لي عيد
يوم يسر به السادات والصيد
نال الامامة فيه المرتضى وله
فيه من اللّه تشريف وتمجيد
يقول احمد خير المرسلين ضحى
في مجمع حضرته البيض والسود
والحمد للّه حمدا لا انقضاء له
له الصنائع والالطاف والجود
ان الشاعر كما سيوافيك في الترجمة من ائمة اللغة
الواقفين على حقائق معاني‏الالفاظ وتصاريفها، ومن المطلعين
على معاريض الكلام ولحن القول وفحوى‏التعابير، وقد استفاد
من لفظ المولى معنى الامامة والمرجعية في
احكام الدين، فنظم ذلك في شعره الدري، فهو من الحجج لما
نتحراه في معنى الحديث‏الشريف.
الشاعر
الشيخ ابو الحسن علي بن احمد الفنجكردي((944))
النيسابوري، من اساتذة الادب‏المحنكين المتقدمين فيه
بالامامة والتضلع، وهو مع ذلك معدود من اعاظم حملة
العلم،ومشيخة الحديث البارعين، ففي الانساب للسمعاني: ابو
الحسن الفنجكردي علي بن‏احمد الاديب البارع، صاحب النظم
والنثر الجاريين في سلك السلاسة، الباقيين معه‏على هرمه
وطعنه في السن، قرا اصول اللغة على يعقوب بن احمد الاديب
وغيره،وكان عفيفا خفيفا ظريف المجاورة قاضيا للحقوق،
محمود الاحوال، اصابته علة ازمنته‏ومنعته من الخروج، وطعن
في السن فتاخر عن الزيارة بالقدم فاستناب عنها التعهدبالعلم،
سمع الحديث من القاضي الناصحي((945))، وكتب لي
الاجازة لجميع مسموعاته‏وحدثني عنه جماعة من مشايخنا،
وتوفي ليلة الجمعة الثالث عشر من شهر رمضان‏سنة (513)
وصلوا عليه في الجامع القديم، ودفن بالحيرة((946)) في
مقبرة نوح.
وفي معجم الادباء((947)) (5/103): كان اديبا فاضلا، ذكره
الميداني في خطبة كتاب‏السامي واثنى عليه ومات سنة (512)
عن ثمانين سنة. وذكره البيهقي في الوشاح فقال:الامام علي
بن احمد الفنجكردي الملقب بشيخ الافاضل، اعجوبة زمانه،
وآية اقرانه،وشيخ الصناعة، والممتط‏ي غوارب البراعة.
وذكره عبدالغفار الفارسي فقال: علي بن احمد الفنجكردي
الاديب البارع، صاحب‏النظم والنثر الجاريين في سلك
السلاسة، قرا اللغة على يعقوب بن احمد الاديب وغيره‏واحكمها
وتخرج فيها، واصابته علة لزمته في آخر عمره، ومات بنيسابور
في ثالث‏عشر رمضان سنة (513). انتهى.
ومدحه معاصره الكاتب ابو ابراهيم اسعد بن مسعود
العتبي((948))، كما في معجم‏الادباء((949)) (2/242) بقوله:
يا اوحد البلغاء والادباء
يا سيد الفضلاء والعلماء
يا من كان عطاردا في قلبه
يملي عليه حقائق الاشياء
وذكره‏السيوط‏ي في بغية الوعاة((950))(ص‏329) بما يقرب
من كلام‏الحموي صاحب‏المعجم، وحكى عن الوشاح انه مات
سنة (513) عن ثمانين سنة، وروى له قوله:
زماننا ذا زمان سوء
لا خير فيه ولا صلاحا
هل يبصر المبلسون فيه
لليل احزانهم صباحا
فكلهم منه في عناء
طوبى لمن مات فاستراحا
وعبر عنه معاصره شيخنا الفتال في روضة الواعظين((951)):
بالشيخ الامام تارة
وبالشيخ الاديب اخرى، وترجمه واطراه القاضي في
المجالس((952)) (ص‏234)، وصاحب‏رياض العلماء((953))،
وروضات الجنات((954)) (ص‏485)، والشيعة
وفنون‏الاسلام((955))(ص‏136)، وذكر ابن شهرآشوب في
معالم العلماء((956)) له كتاب تاج‏الاشعار وسلوة الشيعة، قال:
وهي اشعار امير المؤمنين (ع)، وينقل عنه في كتابه‏مناقب آل
ابي طالب((957)). كما ان شيخنا قطب الدين
الكيدري((958)) جعله من مصادركتابه انوار العقول من اشعار
وصي الرسول، ونص فيه بان الفنجكردي قد جمع في‏كتابه تاج
الاشعار مائتي بيت من شعر امير المؤمنين (ع)، وترجمه سيدنا
صاحب‏رياض الجنة في الروضة الرابعة، وذكر له قوله:
اذا ذكرت الغر من هاشم
تنافرت عنك الكلاب الشارده
فقل لمن لامك في حبه
خانتك في مولودك الوالده
قال الاميني: اشار المترجم بهذين البيتين الى ما ورد في
جملة من الاحاديث‏من ان‏اميرالمؤمنين (ع) لا يبغضه الا دعي،
واليك منها:
1 عن ابي سعيد الخدري قال: كن ا معشر الانصار
نبوراولادنا بحبهم‏عليا(رضى‏ا...عنه)، فاذا ولد فينا ((959))
مولود فلم يحبه عرفنا انه ليس منا((960)).
2 عبادة بن الصامت: كنا نبور اولادنا بحب علي بن ابي طالب
(رضى‏ا...عنه)، فاذاراينا احدهم لا يحب علي بن ابي طالب
علمنا انه ليس منا وانه لغير رشدة((961)).
قال الحافظ الجزري في اسنى المطالب (ص‏8) بعد ذكر هذا
الحديث: وهذا مشهور من‏قديم والى اليوم انه ما يبغض عليا
(رضى‏ا...عنه) الا ولد الزنا.
3 اخرج الحافظ الحسن بن علي العدوي، قال: حدثنا احمد بن
عبدة الضبي، عن‏ابي عيينة، عن ابن الزبير، عن جابر قال: امرنا
رسول اللّه (ص) ان نعرض اولادناعلى حب علي بن ابي طالب.
ورجاله رجال الصحيحين كلهم ثقات.
4 اخرج الحافظ ابن مردويه، عن احمد بن محمد النيسابوري،
عن عبداللّه ابن احمدبن حنبل، عن احمد، قال: سمعت
الشافعي يقول: سمعت مالك بن انس يقول: قال انس‏بن مالك:
ما كنا نعرف الرجل لغير ابيه الا ببغض علي بن ابي
طالب(رضى‏ا...عنه) .
5 اخرج ابن مردويه، عن انس في حديث: كان الرجل من بعد
يوم خيبر يحمل ولده‏على عاتقه ثم يقف على طريق علي
(رضى‏ا...عنه)، فاذا نظر اليه اوما باصبعه: يابني‏تحب هذا الرجل
؟! فان قال: نعم. قبله، وان قال: لا. خرق به الارض وقال له:
الحق‏بامك.
6 اخرج الحافظ الطبري في كتاب الولاية، باسناده عن علي
(ع) انه قال:
((لا يحبني ثلاثة: ولد الزنا، ومنافق، ورجل حملت به امه في
بعض حيضها)).
7 اخرج الحافظ الدارقطني، وشيخ الاسلام الحموئي في
فرائده((962)) باسنادهما عن‏انس مرفوعا قال: ((اذا كان يوم
القيامة نصب لي منبر، ثم ينادي مناد من بطنان‏العرش: اين
محمد ؟ فاجيب. فيقال لي: ارق. فاكون اعلاه، ثم ينادي الثانية:
اين علي؟ فيكون دوني بمرقاة، فيعلم جميع الخلائق ان
محمدا سيد المرسلين وان عليا سيدالمؤمنين))((963)). قال
انس: فقام اليه رجل فقال: يا رسول اللّه من يبغض عليا بعد؟!
فقال: ((يا اخا الانصار، لا يبغضه من قريش الا سفحي، ولا من
الانصار الا يهودي،ولا من العرب الا دعي، ولا من سائر الناس
الا شقي)).
هذا الحديث ضعفه السيوط‏ي((964)) لمكان اسماعيل بن
موسى الفزاري في سنده. وقدذكره ابن حبان في
الثقات((965))، وقال مطين: كان صدوقا، وقال النسائي: لا
باس به.وعن ابي داود: انه صدوق في الحديث، روى عنه
البخاري في كتاب خلق افعال‏العباد، وابو داود والترمذي، وابن
ماجة، وابن خزيمة، والساجي، وابو يعلى‏وغيرهم((966))، ولم
يذكر غمز فيه عن احد من هؤلاء الاعلام. نعم ، ذنبه الوحيد
انه‏شيعي علوي‏المذهب.
8 عن ابي بكر الصديق قال: رايت رسول اللّه (ص) خيم خيمة
وهومتكئ‏على‏قوس‏عربية، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن
والحسين فقال: ((معشر المسلمين انا سلم لمن‏سالم اهل
الخيمة، حرب لمن حاربهم، ولي لمن والاهم، لا يحبهم الا
سعيد الجد طيب‏المولد، ولا يبغضهم الا شقي الجد ردي‏ء
المولد))((967)).
9 عن ابن مريم الانصاري، عن علي (ع) قال: ((لا يحبني كافر
ولا ولد زنا))((968)).
10 اخرج ابن عدي((969)) والبيهقي((970)) وابو الشيخ
والديلمي((971))، عن رسول‏اللّه(ص)انه قال: ((من لم يعرف
عترتي والانصار والعرب فهو لاحدى الثلاث: اما منافق، واماولد
زانية، واما امرؤ حملت به امه في غير طهر((972)))).
11 روى المسعودي في مروج الذهب((973)) (2/51) عن
كتاب الاخبار لابي الحسن‏علي‏بن محمد بن سليمان النوفلي،
باسناده عن العباس بن عبدالمطلب، قال: كنت عندرسول اللّه
(ص) اذ اقبل علي بن ابي طالب، فلما رآه اسفر في وجهه،
فقلت: يا رسول‏اللّه انك لتسفر في وجه هذا الغلام ! فقال: ((يا
عم رسول اللّه، واللّه للّه اشد حباله مني،ولم يكن نبي الا
وذريته الباقية بعده من صلبه وان ذريتي بعدي من صلب هذا،
انه اذاكان يوم القيامة دعي الناس باسمائهم واسماء امهاتهم الا
هذا وشيعته، فانهم يدعون‏باسمائهم واسماء آبائهم لصحة
ولادتهم)).
12 عن ابن عباس قال: قال علي بن ابي طالب (رضى‏ا...عنه):
((رايت النبي (ص)عند الصفا وهو مقبل على شخص في صورة
الفيل وهو يلعنه، فقلت: ومن هذا الذي‏يلعنه رسول اللّه ؟ قال:
هذا الشيطان الرجيم. فقلت: واللّه يا عدو اللّه لاقتلنك‏ولاريحن
الامة منك. قال: واللّه ما هذا جزائي منك. قلت: وما جزاؤك
مني يا عدواللّه ؟ قال واللّه ما ابغضك احد قط الا شركت اباه في
رحم امه)).
اخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (3/290)، والكنجي في
الكفاية((974)) (ص‏21) عن‏اربع من مشايخه.
روى شيخ الاسلام الحموئي في فرائده((975)) في الباب
الثاني والعشرين، من طريق ابي‏الحسن الواحدي باسناده،
والزرندي في نظم درر السمطين((976)) عن الربيع بن
سلمان،قال: قيل للشافعي: ان قوما لا يصبرون على سماع
فضيلة لاهل البيت، فاذا اراداحديذكرها يقولون: هذا رافضي،
قال: فانشا الشافعي يقول:
اذا في مجلس ذكروا عليا
وسبطيه وفاطمة الزكيه
فاجرى بعضهم ذكرى سواهم
فايقن انه لسلقلقيه
اذا ذكروا عليا او بنيه
تشاغل بالروايات الدنيه
وقال تجاوزوا ياقوم هذا
فهذا من حديث الرافضيه
برئت الى المهيمن من اناس
يرون الرفض حب الفاطميه
على آل الرسول صلاة ربي
ولعنته لتلك الجاهليه
وقد نظم هذه الاثارة كثير من الشعراء قديما وحديثا، يضيق
المجال بذكر شعرهم، ومنه‏قول الصاحب بن عباد((977)):
بحب علي تزول الشكوك
وتصفو النفوس ويزكو النجار
فمهما رايت محبا له
فثم العلاء وثم الفخار
ومهما رايت بغيضا له
ففي اصله نسب مستعار
فمهد على نصبه عذره
فحيطان دار ابيه قصار
وقال ايضا:
حب علي بن ابي طالب
فرض على الشاهد والغائب
وام من نابذه عاهر
تبذل للنازل والراكب
وقال ابن مدلل:
ولقد روينا في حديث مسند
عما رواه حذيفة بن يمان
اني سالت المرتضى لم لم يكن
عقد الولاء يصيب كل جنان
فاجابني باجابة طابت لها
نفسي واطربني لها استحساني
اللّه فضلني وميز شيعتي
من نسل ارجاس البعول زواني
ورواية اخرى اذا حشر الورى
يوم المعاد رويت عن سلمان
للناصبين يقال يا ابن فلانة
ويقال للشيعي يا ابن فلان
كتموا ابا هذا لخبث ولادة
ولطيب ذا يدعى بلا كتمان((978))
(45) ابن منير الطرابلسي
ولد (473)
توفي (548)
عذبت طرفي بالسهر
واذبت قلبي بالفكر
ومزجت صفو مودتي
من بعد بعدك بالكدر
ومنحت جثماني الضنى
وكحلت جفني بالسهر
وجفوت صبا ما له
عن حسن وجهك مصطبر
يا قلب ويحك كم تخا
دع بالغرور وكم تغر
والى م تكلف بالاغن
من الظباء وبالاغر
لئن الشريف الموسوي
ابن الشريف ابي مضر
ابدى الجحود ولم يرد
الي مملوكي تتر
واليت آل امية الطهر
الميامين الغرر
وجحدت بيعة حيدر
وعدلت عنه الى عمر
واكذب الراوي واط
عن في ظهور المنتظر
واذا رووا خبر (الغدير)
اقول ما صح الخبر
ولبست فيه من الملا
بس ما اضمحل وما دثر
واذا جرى ذكر الصحا
بة بين قوم واشتهر
قلت المقدم شيخ تي
م ثم صاحبه عمر
ما سل قط ظبا على
آل النبي ولا شهر
كلا ولا صد البتو
ل عن التراث ولا زجر
واقول ان يزيد ما
شرب الخمور ولا فجر
ولجيشه بالكف عن
ابناء فاطمة امر
والشمر ما قتل الحسي
ن ولا ابن سعد ما غدر
وحلقت في عشر المحر
م ما استطال من الشعر
ونويت صوم نهاره
وصيام ايام اخر
ولبست فيه اجل ثو
ب للمواسم يدخر
وسهرت في طبخ الحبو
ب من العشاء الى السحر
وغدوت مكتحلا اصا
فح من لقيت من البشر
ووقفت في وسط الطر
يق اقص شارب من عبر
واكلت جرجير البقو
ل بلحم جري الحفر
وجعلتها خير الم
كل والفواكه والخضر
وغسلت رجلي حاضرا
ومسحت خفي في السفر
آمين اجهر في الصلا
ة بها كمن قبلي جهر
واسن تسنيم القبور
لكل قبر يحتفر
واقول في يوم تحا
ر له البصيرة والبصر
والصحف ينشر طيها
والنار ترمي بالشرر
هذا الشريف اضلني
بعد الهداية والنظر
فيقال خذ بيد الشري
ف فمستقركما سقر
لواحة تسطو فما
تبقي عليه وما تذر
واللّه يغفر للمسي‏ء
اذا تنصل واعتذر
الا لمن جحد الوصي
ولاءه ولمن كفر
فاخش الاله بسوء فع
لك واحتذر كل الحذر((979))
ما يتبع الشعر
هذه القصيدة المعروفة ب التترية ذكرها بطولها (106) ابيات
ابن حجة الحموي في‏ثمرات الاوراق((980)) (2/44 48)،
وذكر منها في كتابه خزانة الادب((981)) (68) بيتا،وتوجد
برمتها في تذكرة ابن العراق، ومجالس المؤمنين((982))
(ص‏457) نقلا عن التذكرة،وانوار الربيع للسيد علي
خان((983)) (ص‏359)، وكشكول شيخنا البحراني((984))
صاحب‏الحدائق (ص‏80)، ونامه دانشوران((985)) (1/385)،
وتزيين الاسواق‏للانطاكي((986))(ص‏174)، ونسمة السحر
فيمن تشيع وشعر((987))، وذكر الشيخ الحرالعاملي في امل
الامل((988)) منها تسعة عشر بيتا.
ارسل ابن منير الى الشريف المرتضى الموسوي((989)) بهدية
مع عبد اسود له، فكتب اليه‏الشريف: اما بعد فلو علمت عددا
اقل من الواحد او لونا شرا من السواد بعثت به اليناوالسلام.
فحلف ابن منير ان لا يرسل الى الشريف هدية الا مع اعزالناس
عليه،فجهز هدايا نفيسة مع مملوك له يسمى تتر، وكان يهواه
جدا ويحبه كثيراولا يرضى‏بفراقه، حتى انه متى اشتد غمه او
عرضت عليه محنة نظر اليه فيزول ما به، فلما وصل‏المملوك
الى الشريف توهم انه من جملة هداياه تعويضا من العبد الاسود
فامسكه،وعزت الحالة على ابن منير فلم ير حيلة في خلاص
مملوكه من يد الشريف الا اظهارالنزوع عن التشيع ان لم
يرجعه اليه، وانكار ما هو المتسالم عليه من قصة الغديروغيرها،
فكتب اليه بهذه القصيدة. فلما وصلت الى الشريف تبسم
ضاحكا وقال: قدابطانا عليه فهو معذور، ثم جهز المملوك مع
هدايا نفيسة، فمدحه ابن منير بقوله:
الى المرتضى حث المط‏ي فانه
امام على كل البرية قد سما
ترى الناس ارضا في الفضائل عنده
ونجل الزكي الهاشمي هو السما
وقد خمس التترية العلامة الشيخ ابراهيم يحيى
العاملي، وهو بتمامه مع القصيدة‏مذكور في مجموعة ((990))
شيخنا العلامة الشيخ علي آل كاشف الغطاء، وفي الجزء الاول
من‏سمير الحاضر ومتاع المسافر له، وفي المجموع الرائق
(ص‏727) لزميلنا العلامة السيدمحمد صادق آل بحر العلوم،
اوله:
افدي حبيبا كالقمر
ناديته لما سفر
يا صاحب الوجه الاغر
عذبت طرفي بالسهر
واذبت قلبي بالفكر
ابلى صدودك جدتي
وتركتني في شدتي
واطلت فيها مدتي
ومزجت صفو مودتي
من بعد بعدك بالكدر
ولهذه القصيدة اشباه ونظائر في معناها سابقة ولاحقة، منها:
1 مدح الخالديان ابو عثمان سعيد بن هاشم واخوه ابو بكر
محمد من شعراء اليتيمة‏ الشريف الزبيدي ابا الحسن محمد
بن عمر الحسيني، فابطا عليهما بالجائزة، وارادالسفر فدخلا
عليه وانشداه:
قل للشريف المستجار به
اذا عدم المطر
وابن الائمة من قريش
والميامين الغرر
اقسمت بالريحان
والنغم المضاعف والوتر
لئن الشريف مضى ولم
ينعم لعبديه النظر
لنشاركن بني امية
في الضلال المشتهر
ونقول لم يغصب ابو
بكر ولم يظلم عمر
ونرى معاوية اما
ما من يخالفه كفر
ونقول ان يزيد ما
قتل الحسين ولا امر
ونعد طلحة والزبي
ر من الميامين الغرر
ويكون في عنق الشري
ف دخول عبديه سقر((991))
فضحك الشريف لهما، وانجز جائزتهما.
2 حبس الشريف الحسن بن زيد الشهيد وزيره لتقصيره،
فكتب الى الشريف بقوله‏اشكو الى اللّه ما لقيت
احببت قوما بهم بليت
لاشتم الصالحين جهرا
ولا تشيعت ما بقيت
امسح خفي ببطن كفي
ولو على جيفة وطيت
3 كتب ابو الحسن الجزار المصري الاتي ترجمته الى
الشريف شهاب الدين ناظرالاهراء((992)) ليلة عاشوراء، عندما
اخر عنه انجاز موعده، بقوله قل لشهاب الدين ذي‏الفضل الندي
والسيد ابن السيد ابن السيد
اقسم بالفرد العلي الصمد
ان لم يبادر لنجاز موعدي
لاحضرن للهناء في غد
مكحل العينين مخضوب اليد
والاثم في عنق الشريف الامجد
لانني جننت في التردد
حتى نصبت وكسرت عددي
في شهر حزني وجزمت لددي
4 كتب القاضي جمال الدين علي بن محمد العنسي الى
شريف عصره، قوله: بالبيت‏اقسم او باه
ل البيت سادات البشر
وبصولة المولى الذي
تاهت به عليا مضر
ان طال غصب مطهر
عمد الدراري واستمر
لاقلدن ابا حني
فة صاحب الراي الاغر
ولاسمعن له وان
حل النبيذ المعتصر
حبا لقوم انزلوا
بمطهر اقوى ضرر
اعني بهم ابناء خا
قان الميامين الغرر
ولاتركن الترك تر
فل من مديحي في حبر
ولانظمن شواردا
فيهم تحار لها الفكر
واسوقها زمرا الى
زمر وتتلوها زمر
ولابكين على الوزي
ر بكل معنى مبتكر
اعني به حسنا وان
فعل القبيح فمغتفر
واقول ان سنانهم
سيف نضته يد القدر
ما جار قط ولا ارا
ق دما وبالتقوى امر
واذا جرى ذكر الخمو
ر ومن حساها واعتصر
نزهتهم عنها سوا((993))
لام المفند او عذر
استغفر اللّه العظي
م سوى النبيذ اذا حضر
فالراي رايهم السدي
د وقد رووا فيه خبر
ولامقتن((994)) على بكي
ر في العشايا والبكر
اقضي بتربته الفرو
ض ومن زيارته الوطر
ولاملان على العوا
م مسائلا فيها غرر
نقضي بتطويل الشوا
رب عند تقصير الشعر
ولارخين من العما
ئم ما تكور واعتصر
ولارفعن الى الصلا
ة يدي وارويها اثر((995))
واقول في يوم تحا
ر له البصائر والبصر
والصحف تنشر طيها
والنار ترمي بالشرر
هذا الشريف اضلني
بعد الهداية والنظر((996))
5 كتب في هذا المعنى ابو الفتح سبط ابن التعاويذي الى
نقيب الكوفة‏الشريف محمدبن مختار العلوي، يعاتبه على عدم
الوفاء بما كان وعده به قصيدة تاتي في ترجمة ابي‏الفتح اولها:
يا سمي النبي يا ابن علي
قامع الشرك والبتول الطهور
الشاعر
ابو الحسين مهذب الدين احمد بن منير بن احمد بن مفلح
الطرابلسي((997)) الشامي نازل‏درب الخابوري على باب
الجامع الكبير الشمالي، عين الزمان الشهير بالرفا، احد
ائمة‏الادب، وفي الطبقة العليا من صاغة القريض، وقد اكثر
واجاد، وله في ائمة اهل البيت(ع) عقود عسجدية ابقت له
الذكر الخالد والفخر الطريف والتالد، وقد اتقن اللغة‏والعلوم
الادبية كلها، انجبت به طرابلس فكان زهرة رياضها، ورواء
ارباضها، ثم‏هبط‏دمشق فكان شاعرها المفلق، واديبها المدره،
فنشر في عاصمة الامويين فضائل العترة‏الطاهرة بجمان نظمه
الرائق، وطفق يتذم ر على من ناواهم او زواهم عن
حقوقهم،محققا فيه مذهبه الحق، فبهظ ذلك المتحايدين عن
اهل‏البيت(ع) فوجهوا اليه القذائف‏والطامات، وسلقوه بالسنة
حداد، فمن قائل: انه كان
خبيث اللسان، واخر يعزو اليه التحامل على الصحابة، ومن
ناسب اليه الرفض، ومن‏مفتعل عليه رؤيا هائلة، لكن فضله
الظاهر لم يدع لهم ملتحدا عن اطرائه، واكبارموقفه في الادب
بالرغم من كل تلكم الهلجات، وجمع شعره بين الرقة والقوة
والجزالة، وازدهى بالسلاسة والانسجام، وقبل اي ماثرة من
مثره، انه كان احد حفاظ‏القرآن الكريم، كما ذكره ابن عساكر،
وابن خلكان، وصاحب شذرات الذهب.
قال ابن عساكر في تاريخه((998)) (2/97): حفظ القرآن،
وتعلم اللغة والادب، وقال‏الشعر، وقدم دمشق فسكنها، وكان
رافضيا خبيثا يعتقد مذهب الامامية، وكان‏هجاءخبيث اللسان
يكثر الفحش في شعره، ويستعمل فيه الالفاظ العامية، فلما
كثرالهجو منه سجنه بوري بن طغتكين امير دمشق في
السجن مدة، وعزم على قطع‏لسانه، فاستوهبه يوسف بن فيروز
الحاجب فوهبه له، وامر بنفيه من دمشق، فلما ولي‏ابنه
اسماعيل بن بوري عاد الى دمشق، ثم تغير عليه اسماعيل
لشي‏ء بلغه عنه فطلبه‏واراد صلبه، فهرب واختفى في مسجد
الوزير اياما، ثم خرج من دمشق ولحق بالبلادالشمالية، يتنقل
من حماة((999)) الى شيزر والى حلب، ثم قدم دمشق آخر
قدمة في صحبة‏الملك العادل لما حاصر دمشق الحصر الثاني،
فلما استقر الصلح دخل البلد ورجع مع‏العسكر الى حلب فمات
بها، ولقد رايته غير مرة ولم اسمع منه، فانشدني الامير
ابوالفضل اسماعيل ابن الامير ابي العساكر سلطان بن منقذ
قال: انشدني ابن منيرلنفسه((1000)):
اخلى فصد عن الحميم وما اختلى
وراى الحمام يغصه فتوسلا
ما كان واديه باول مرتع
ودعت طلاوته طلاه فاجفلا
واذا الكريم راى الخمول نزيله
في منزل فالحزم ان يترحلا
كالبدر لما ان تضاءل نوره
طلب الكمال فحازه متنقلا
ساهمت عيسك مر عيشك قاعدا
افلا فليت بهن ناصية الفلا
فارق ترق كالسيف سل فبان في
متنيه ما اخفى القراب واخملا
لا تحسبن ذهاب نفسك ميتة
ما الموت الا ان تعيش مذللا((1001))
للقفر لا للفقر هبها انما
مغناك ما اغناك ان تتوسلا
لا ترض عن دنياك ما ادناك من
دنس وكن طيفا جلا ثم انجلى
وصل الهجير بهجر قوم كلما
امطرتهم عسلا جنوا لك حنظلا
من غادر خبثت مغارس وده
فاذا محضت له الوفاء تاولا
او حلف دهر كيف مال بوجهه
امسى كذلك مدبرا او مقبلا
للّه علمي بالزمان واهله
ذنب الفضيلة عندهم ان تكملا
طبعوا على لؤم الطباع فخيرهم
ان قلت قال وان سكت تقولا
وفي غير هذه الرواية زيادة وهي:
انا من اذا ما الدهر هم بخفضه
سامته همته السماك الاعزلا
واع خطاب الخطب وهو مجمجم
راع اكل العيس من عدم الكلا
زعم كمنبلج الصباح وراءه
عزم كحد السيف صادف مقتلا
قال الاميني: والشاعر يصف في نظمه هذا مناوئيه من اهل
زمانه، الذين‏نبزوه‏بالسفاسف ورموه بالقذائف، ممن اوعزنا اليهم
في الترجمة، وكل هجوه من هذاالقبيل، ولذلك كان يثقل على
مهملجة الضغائن والاحن.
وقال ابن عساكر((1002)): وانشد ايضا له((1003)):
عدمت دهرا ولدت فيه
كم اشرب المر من بنيه
ما تعتريني الهموم الا
من صاحب كنت اصطفيه
فهل صديق يباع حتى
بمهجتي كنت اشتريه
يكون في قلبه مثال
يشبه ما صاغ لي بفيه
وكم صديق رغبت عنه
قد عشت حتى رغبت فيه
وقال الامير ابو الفضل: عمل والدي طستا من فضة، فعمل ابن
منير ابياتا كتبت عليه،من جملتها((1004)):
يا صنو مائدة لاكرم مطعم
ماهولة الارجاء بالاضياف
جمعت اياديه الي ايادي ال
الاف بعد البذل للالاف
ومن العجائب راحتي من راحة
معروفة المعروف بالاتلاف
ومن محاسن شعره القصيدة التي اولها:
من ركب البدر في صدر الرديني
وموه السحر في حد اليماني
وانزل النير الاعلى الى فلك
مداره في القباء الخسرواني
طرف رنا ام قراب سل صارمه
واغيد ماس ام اعطاف خط‏ي
اذلني بعد عز والهوى ابدا
يستعبد الليث للظبي الكناسي
وذكر منها ابن خلكان((1005)) ايضا:
اما وذائب مسك من ذوائبه
على اعالي القضيب الخيزراني
وما يجن عقيقي الشفاه من الري
ق الرحيقي والثغر الجماني
لو قيل للبدر: من في الارض تحسده
اذا تجلى لقال ابن الفلاني
اربى علي بشتى من محاسنه
تالفت بين مسموع ومرئي
اباء فارس في لين الشم مع الظ
رف العراقي والنطق الحجازي