وقبل ان تحدثه الاداب، وقيل جري المذكيات غلاب، ابو
الحسن الجوهري ايده اللّه،وبناؤه منذ حين وخصوصه بي
كالصبح المبين، الا ان لمشاهدة الحاضر ومعاينة‏الناظر، مزية لا
يستقصيها الخبر، وان امتد نفسه وطال عنانه ومرسه، وقد
الف‏الى‏هذه الفضيلة التي فرع بنيها((252))، واوفى على ذوي
التجربة والتقدمة فيها، نفاذا في‏ادب الخدمة، ومعرفة بحق
الندام والعشرة، وقبولا يملا به مجلس الحفلة، انصاتاللمتبوع الا
اذا وجب القول، واعظاما للمخدوم الا اذا خرج الامر، وظرفا
يشحن‏مجلس الخلوة، وحديثا يسكت به العنادل، ويطاول
البلابل، فان اتفق ان يفسح له في‏الفارسية نظماونشرا طفح
آذيه، وسال آتيه، فالسنة اهل مصره الا الافراد بروق‏اذاوطئوا
اعقاب العجم، وقيود اذا تعاطوا لغات العرب، حتى ان الاديب
منهم المقدم‏والعليم المسوم يتلعثم اذا حاضر بمنطقه، كانه لم
يدر من عدنان، ولم يسمع من قحطان،ومن فضول اخينا او
فضله انه يدعي الكتابة، ويدارس البلاغة، ويمارس
الانشاء،ويهذي فيه ما شاء، وكنت اخرجته الى ناصر الدولة ابي
الحسن محمد بن ابراهيم،فوفق التوفيق كله صيانة لنفسه،
وامانة في ودائع لسانه ويده، واظهارا لنسك لم اعهده‏في
مسكه، حتى خرج وسلم على نقده، وان نقده لشديد لمثله،
ومولاي يجريه بحضرته‏مجراه بحضرتي، فطعامه ومنامه
وقعوده وقيامه اما بين يدي، او باقرب المجالس لدي،ولا
يقولن: هذا اديب وشاعر، او وافد وزائر، بل يحسبه قد تخفف
بين يديه‏اعواماواحقابا، وقضى في التصرف لديه صبا وشبابا،
وهذا انما يحتاج الى وسيط‏وشفيع ما لم ينشر بزه، ولم يظهر
طرزه، والا فسيكون بعد شفيع من سواه، ووسيط من‏عداه،
فهناك بحمد اللّه درقه وحدقه((253))، ووجنة مطرفه، وما
اكثر ما يفاخرنا بمناظرجرجان وصحاريها ورفارفها وحواشيها،
فليملا مولاي عينه من منتزهات اصبهان،فعسى طماحه ان
يخف وجماحه ان يقل.
والثعالبي لم يال جهدا في الثناء عليه((254))، وقال: عهدي به
وقد ورد نيسابور رسولا الى‏الامير ابي الحسن في سنة سبع
وسبعين وثلثمائة، وذكر نبذا راقية من شعره في
مجلدات‏اليتيمة، وترجمه صاحب رياض العلماء((255))،
ووصف فضله وشعره، ومن قوله في رثاءالامام السبط الشهيد
(ع).
وجدي بكوفان ما وجدي بكوفان
تهمي عليه ضلوعي قبل اجفاني
ارض اذا نفخت ريح العراق بها
اتت بشاشتها اقصى خراسان
ومن قتيل باعلى كربلاء على
جهد الصدى فتراه غير صديان
وذي صفائح يستسقي‏البقيع به
ري الجوانح من روح ورضوان
هذا قسيم رسول اللّه من آدم
قدا معا مثل ما قد الشراكان
وذاك سبطا رسول اللّه جدهما
وجه الهدى وهما في الوجه عينان
واخجلتا من ابيهم يوم يشهدهم
مضرجين نشاوى من دم قان
يقول يا امة حف الضلال بها
واستبدلت للعمى كفرا بايمان
ماذا جنيت عليكم اذ اتيتكم
بخير ما جاء من آي وفرقان
الم اجركم وانتم في ضلالتكم
على شفا حفرة من حر نيران
الم اؤلف قلوبا منكم فرقا
مثارة بين احقاد واضغان
اما تركت كتاب اللّه بينكم
وآية العز في جمع وقرآن
الم اكن فيكم غوثا لمضطهد
الم اكن فيكم ماء لظمن
قتلتم ولدي صبرا على ظما
هذا وترجون عند الحوض احساني
سبيتم ثكلتكم امهاتكم
بني البتول وهم لحمي وجثماني
مزقتم ونكثتم عهد والدهم
وقد قطعتم بذاك النكت اقراني
يا رب خذ لي منهم اذ هم ظلموا
كرام رهط‏ي وراموا هدم بنياني
ما ذا تجيبون والزهراء خصمكم
والحاكم اللّه للمظلوم والجاني
اهل الكساء صلاة اللّه ما نزلت
عليكم الدهر من مثنى ووحدان
انتم نجوم بني حواء ما طلعت
شمس النهار وما لاح السماكان
مازلت منكم على شوق يهيجني
والدهر يامرني فيه وينهاني
حتى اتيتك والتوحيد راحلتي
والعدل زادي وتقوى اللّه امكاني
هذي حقائق لفظ كلما برقت
ردت بلالائها ابصار عميان
هي الحلى لبني طه وعترتهم
هي‏الردى لبني حرب ومروان
هي الجواهر جاء الجوهري بها
محبة لكم من ارض جرجان((256))
وله قصيدة يرثي بها الامام الشهيد قتيل الطف (ع) في يوم
عاشوراء، ذكرها له‏الخوارزمي في مقتله((257))، وابن
شهرآشوب في مناقبه((258))، والعلامة المجلسي في
المجلدالعاشر من البحار((259)).
يا اهل عاشور يا لهفي على الدين
خذوا حدادكم يا آل ياسين
اليوم شقق جيب الدين وانتهبت
بنات احمد نهب الروم والصين
اليوم قام باعلى الطف نادبهم
يقول من ليتيم او لمسكين
اليوم خضب جيب المصطفى بدم
امسى عبير نحور الحور والعين
اليوم خر نجوم الفخر من مضر
على مناخر تذليل وتوهين
اليوم اطفئ نور اللّه متقدا
وجررت لهم التقوى على الطين
اليوم هتك اسباب الهدى مزقا
وبرقعت غرة الاسلام بالهون
اليوم زعزع قدس من جوانبه
وطاح بالخيل ساحات الميادين
اليوم نال بنو حرب طوائلها
مما صلوه ببدر ثم صفين
اليوم جدل سبط المصطفى شرقا
من نفسه بنجيع غير مسنون
زادوا عليه بحبس الماء غلته
تبا لراي فريق منه مغبون
نالوا ازمة دنياهم ببغيهم
فليتهم سمحوا منها بماعون
حتى يصيح بقنسرين((260)) راهبها
يا فرقة الغي يا حزب الشياطين
اتهزؤون براس بات منتصبا
على القناة بدين اللّه يوصيني
آمنت ويحكم باللّه مهتديا
وبالنبي وحب المرتضى ديني
فجدلوه صريعا فوق جبهته
وقسموه باطراف السكاكين
واوقروا صهوات الخيل من احن
على اساراهم فعل الفراعين
مصعدين على اقتاب ارحلهم
محمولة بين مضروب ومطعون
اطفال فاطمة الزهراء قد فطموا
من الثدي بانياب الثعابين
يا امة ولي الشيطان رايتها
ومكن الغي منها كل تمكين
ما المرتضى وبنوه من معاوية
ولا الفواطم من هند وميسون
آل الرسول عباديد((261)) السيوف فمن
هام على وجهه خوفا ومسجون
يا عين لا تدعي شيئا لغادية
تهمي ولا تدعي دمعا لمحزون
قومي على جدث بالطف فانتفضي
بكل لؤلؤ دمع فيك مكنون
يا آل احمد ان الجوهري لكم
سيف يقطع عنكم كل موضون
وذكر له الثعالبي كثيرا من شعره في اليتيمة((262)) (4/29
41) ومما ذكر له من قصيدة في‏شريف حسني قوله:
لا عتب ان بذلت عيني بما اجد
فقد بكى لي عوادي لما عهدوا
لو ان لي جسدا يقوى لطفت به
على العزاء ولكن ليس لي جسد
تبعتهم بذماء كان يمسكه
تعلل بخيال كلما بعدوا
يا ليلة غمضت عني كواكبها
ترفقي بجفون غمضها رمد
اهوى الصباح وما لي فيه منتصف
من الظلام ولكن طالما اجد
لو ان لي امدا في الشوق ابلغه
صبرت عنك ولكن ليس لي امد
بكيت بعد دموعي في الهوى جلدي
وهل سمعت بباك دمعه جلد
تذوب نار فؤادي في الهوى بردا
وهل سمعت بنار ذوبها برد
قالوا الفت ربا جي((263)) فقلت لهم
الحب اهل وادراك المنى ولد
اندى محاسن جي انه بلد
طلق النهار ولكن ليله نكد
اذا استحب بلاد للمعاش بها
فحيثما نعمت حالي به بلد
وللمكارم قوم لا خفاء بهم
هم يعرفون بسيماهم اذا شهدوا
للّه معشر صدق كلما تليت
على الورى سورة من مجدهم سجدوا
ذرية ابهرت طه بجدهم
وهل اتى بابيهم حين تنتقد((264))
وان تصنع شعر في ذوي كرم
يا ابن النبي فشعري فيك مقتصد
اصبت فيك رشادي غير مجتهد
وليس كل مصيب فيك مجتهد
بسطت عرض فناء الدهر مكرمة
طرائق الحمد في حافاتها قدد((265))
توفي المترجم بجرجان بعد سنة(377) وقبل سنة(385)،
فقد بعثه الصاحب ابن عبادرسولا الى الامير ابي الحسن ناصر
الدولة سنة (377)، ووجهه بعدها الى ابي العباس‏الضبي الى
اصفهان، ولما انقلب من اصبهان الى جرجان لم تطل به الايام
حتى اصبح‏مقبورا، كما ذكره الثعالبي((266))، فوفاة المترجم
في حياة الصاحب المتوفى (385)تستدعي وقوعها بين
التاريخين حدود (380).
(27) ابن الحجاج البغدادي
المتوفى (391)
يا صاحب القبة البيضاء في النجف
من زار قبرك واستشفى لديك شفي
زوروا ابا الحسن الهادي لعلكم
تحظون بالاجر والاقبال والزلف
زوروا لمن تسمع النجوى لديه فمن
يزره بالقبر ملهوفا لديه كفي
اذا وصلت فاحرم قبل تدخله
ملبيا واسع سعيا حوله وطف
حتى اذا طفت سبعا حول قبته
تامل الباب تلقى وجهه فقف
وقل سلام من اللّه السلام على
اهل السلام واهل العلم والشرف
اني اتيتك يا مولاي من بلدي
مستمسكا من حبال الحق بالطرف
راج بانك يا مولاي تشفع لي
وتسقني من رحيق شافي اللهف
لانك العروة الوثقى فمن علقت
بها يداه فلن يشقى ولم يخف
وان اسماءك الحسنى اذا تليت
على مريض شفي من سقمه الدنف
لان شانك شان غير منتقص
وان نورك نور غير منكسف
وانك الاية الكبرى التي ظهرت
للعارفين بانواع من الطرف
هذي ملائكة الرحمن دائمة
يهبطن نحوك بالالطاف والتحف
كالسطل والجام والمنديل جاء به
جبريل لا احد فيه بمختلف
كان النبي اذا استكفاك معضلة
من الامور وقد اعيت لديه كفي
وقصة الطائر المشوي عن انس
تخبر بما نصه المختار من شرف
والحب والقضب والزيتون حين اتوا
تكرما من اله العرش ذي اللطف
والخيل راكعة في النقع ساجدة
والمشرفيات‏قدضجت‏على‏الحجف((267))
بعثت اغصان بان في جموعهم
فاصبحوا كرماد غير منتسف
لو شئت مسخهم في دورهم مسخوا
او شئت قلت لهم يا ارض انخسفي
والموت طوعك والارواح تملكها
وقد حكمت فلم تظلم ولم تحف
لا قدس اللّه قوما قال قائلهم
بخ بخ لك من فضل ومن شرف
وبايعوك بخم ثم اكدها
محمد بمقال منه غير خفي
عاقوك واطرحوا قول النبي ولم
يمنعهم قوله هذا اخي خلفي
هذا وليكم بعدي فمن علقت
به يداه فلن يخشى ولم يخف((268))
القصيدة تناهز (64) بيتا ولها قصة تاتي في الترجمة ان شاء اللّه.
وله من قصيدة اجاب بها عن قصيدة ابن سكرة((269))
المتحامل بها على آل اللّهوشاعرهم ابن الحجاج المترجم‏
اخذناها من ديوانه المخطوط سنة (620) بقلم عمربن
اسماعيل بن احمد الموصلي، اولها:
لا اكذب اللّه ان الصدق ينجيني
يد الامير بحمد اللّه تحييني
الى ان قال:
فما وجدت شفاء تستفيد به
الا ابتغاءك تهجو آل ياسين
كافاك ربك اذ اجرتك قدرته
بسب اهل العلى الغر الميامين
فقر وكفر هميع((270)) انت بينهما
حتى الممات بلا دنيا ولا دين
فكان قولك في الزهراء فاطمة
قول امرى‏ء لهج بالنصب مفتون
عيرتها بالرحا والزاد تطحنه
لا زال زادك حبا غير مطحون
وقلت ان رسول اللّه زوجها
مسكينة بنت مسكين لمسكين
كذبت ياابن‏التي باب استها سلس ال
اغلاق بالليل مفكوك الزرافين((271))
ست النساء غدا في الحشر يخدمها
اهل الجنان بحور الخرد العين
فقلت ان امير المؤمنين بغى
على معاوية في يوم صفين
وان قتل الحسين السبط قام به
في اللّه عزم امام غير موهون
فلا ابن مرجانة فيه بمحتقب((272))
اثم المسي‏ء ولا شمر بملعون
وان اجر ابن سعد في استباحته
آل النبوة اجر غير ممنون
هذا وعدت الى عثمان تندبه
بكل شعر ضعيف اللفظ ملحون
فصرت بالطعن من هذا الطريق الى
ما ليس يخفى على البله المجانين
وقلت افضل من يوم الغدير اذا
صحت روايته يوم الشعانين
ويوم عيدك عاشورا تعد له
ما يستعد النصارى للقرابين
تاتي بيوتكم فيه العجوز وهل
ذكر العجوز سوى وحي الشياطين
عاندت ربك مغترا بنقمته
وباس ربك باس غير مامون
فقال كن انت قردا في استه ذنب
وامر ربك بين الكاف والنون
وقال كن لي فتى تعلو مراتبه
عند الملوك وفي دور السلاطين
واللّه قد مسخ الادوار قبلك في
زمان موسى وفي ايام هارون
بدون ذنبك فالحق عندهم بهم
ودع لحاقك بي ان كنت تنويني
القصيدة (58) بيتا.
وله من قصيدة قوله:
بالمصطفى وبصهره
ووصيه يوم الغدير
الشاعر
ابو عبداللّه الحسين بن احمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن
الحجاج النيلي البغدادي،احد العمد والاعيان من علماء
الطائفة، وعبقري من عباقرة حملة العلم والادب، وقدعده
صاحب رياض العلماء((273)) من كبراء العلماء، كما عده ابن
خلكان((274)) وابو الفداءمن كبار الشيعة، والحموي في
معجم ادبائه((275)) من كبار شعراء الشيعة، وآخر من‏فحول
الكتاب، فالشعر كان احد فنونه، كما ان الكتابة احدى محاسنه
الجمة، وله في‏العلم قنن راسية، وقدم راسخة، غير ان انتشار
ادبه الفائق، ومقاماته البديعة فيه،وتعريف الادباء اياه بادبه
الباهر، وقريضه الخسرواني والثناء عليه بانه ثاني معلميه‏كما في
نسمة السحر((276))، اخفى صيت علمه الغزير، وغط‏ى ذكره
العلمي، ونحن نقوم‏بواجب الحقين جميعا.
ينم عن مقامه الرفيع في العلوم الدينية وتضلعه فيها وشهرته
في عصره بها توليه‏الحسبة((277)) مرة بعد اخرى في عاصمة
العالم في ذلك اليوم بغداد، وهي من المناصب‏الرفيعة
العلمية التي كانت يخص توليها في العصور المتقادمة بائمة
الدين، وزعماءالاسلام، وكبراء الامة، وهي كما قال الماوردي
في الاحكام السلطانية((278))(ص‏224):من قواعد الامور
الدينية، وقد كان ائمة الصدر الاول يباشرونها. انتهى.
الحسبة: هي الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر بين الناس
كافة، وممن وليها ببغدادقبل المترجم: الفيلسوف الكبير احمد
بن الطيب السرخسي صاحب التليف القيمة في‏فنون متنوعة
المقتول سنة (283) وتولاها بعد عزل المترجم عنها فقيه
الشافعية‏وامامها ابو سعيد الحسن بن احمد الاصطخري
المتوفى سنة (328)، على ما يقال كما في‏تاريخ ابن
خلكان((279))، ومرآة الجنان لليافعي((280)) وغيرهما.
قال الماوردي في الاحكام السلطانية((281)) (ص‏209): فمن
شروط والي الحسبة ان‏يكون حرا، عدلا، ذا راي وصرامة،
وخشونة في الدين، وعلم بالمنكرات الظاهرة.
واختلف الفقهاء من اصحاب الشافعي: هل يجوز له ان يحمل
الناس فيما ينكره من‏الامور التي اختلف الفقهاء فيها على رايه
واجتهاده ام لا ؟
على وجهين: احدهما، وهو قول ابي سعيد الاصطخري، ان له
ان يحمل ذلك على‏رايه‏واجتهاده، فعلى هذا يجب على
المحتسب ان يكون عالما من اهل الاجتهاد في احكام‏الدين
ليجتهد رايه فيما اختلف فيه . انتهى.
وقال رشيد الدين الوطواط المتوفى سنة (573): ان اولى
الامور بان تصرف اعنة‏العناية الى ترتيب نظامه، وتقصر الهمم
على مهمة اتمامه، امر يتعلق به ثبات الدين،ويتوقف عليه
صلاح المسلمين، وهو امر الاحتساب، فان فيه تثبيت الزائغين
عن‏الحق، وتاديب المنهمكين في الفسق، وتقوية اعضاد ارباب
الشرع وسواعدها،
واجراء معاملات الدين على قوانينها وقواعدها، وينبغي ان يكون
متقلد هذا الامرموصوفا بالديانة، معروفا بالصيانة، معرضا عن
مراصد الريب، بعيدا عن مواقف التهم‏والعيب، لابسا مدارع
السداد، سالكا مناهج الرشاد. معجم الادباء (19/31).
ففي تولية شاعرنا المترجم الحسبة مرة بعد اخرى، غنى وكفاية
عن سرد جمل الثناءعلى علمه وفقهه واطراء عدله ورايه،
واجتهاده في جنب اللّه وصرامته، وخشونته في‏الدين، ورشاده
وسداده، وقد تولاها مرتين في بغداد: مرة على عهد الخليفة
العباسي‏المقتدر باللّه كما سمعته من ابن خلكان واليافعي،
واخرى اقامه عليها عز الدولة في‏وزارة ابن بقية الذي استوزره
عز الدولة سنة (362) وتوفي سنة (367)، وقد كتب‏المترجم
اليه في وزارته قصيدة، اولها:
ايهاذا الوزير ان انت انصف
ت والا فقم مع الجيران
ويقول فيها:
ليت شعري الست محتسب النا
س فلم ليس تعرفون مكاني
اما ادبه: فهو كما اوعزنا اليه احد نوابغ شعراء الشيعة، والمقدم
بين كتابها،حتى قيل: انه‏كامرئ القيس في الشعر((282)) لم
يكن بينهما من يضاهيهما، ويقع ديوانه في عشر
مجلدات،والغالب عليه العذوبة والانسجام، وتاتي المعاني
البديعة في طريقته الى الفاظ سهلة،واسلوب حسن، وسبك
مرغوب فيه.
وفي نسمة السحر((283)): انه يعد المعلم الثاني، والمعلم
الاول اما المهلهل بن وائل او امرؤالقيس، اخترع منهجا لم
يسبق اليه وتبعه فيه الناس، ومن اتباعه ابو الرقعمق
وصريع‏الدلاء.
قال الثعالبي((284)): سمعت به من اهل البصيرة في الادب
وحسن المعرفة بالشعر، على انه‏فرد زمانه في فنه الذي شهر
به، وانه لم يسبق الى طريقته، ولم يلحق شاوه في نمطه، ولم‏ير
كاقتداره على ما يريده من المعاني التي تقع في طرزه، مع
سلاسة الالفاظ وعذوبتهاوانتظامها في الملاحة والبلاغة.
انتهى.
رتب ديوانه البديع الاسطرلابي هبة اللّه بن حسن المتوفى سنة
(534) على‏واحدواربعين ومائة باب، وجعل كل باب في فن من
فنون الشعر وسماه: درة التاج من شعرابن الحجاج((285))،
وهي محفوظة في باريس (رقم‏5913) وبها مقدمة لابن
الخشاب‏النحوي.
وللشريف الرضي انتخاب ما استجوده من شعره سماه: الحسن
من شعر الحسين((286))،ورتبه على الحروف، وكان ذلك في
حياة المترجم، وله في ذلك شعر يوجد في المجلدالاخير من
ديوانه، وهو قوله:
اتعرف شعري الى من ضوى
فاضحى على ملكه يحتوي
الى البدر حسنا الى سيدي
الشريف ابي الحسن الموسوي
الى من اعوذه كلما
تلقيته بالعزيز القوي
فتى كنت مسخا بشعري السخيف
وقد ردني فيه خلقا سوي
تاملته وهو طورا يصح
وطورا بصحته يلتوي
فميز معوجه والردي
فيه من الجيد المستوي
وصحح اوزانه بالعروض
وقرر فيه حروف الروي
وارشده لطريق السداد
فاصلح شيطان شعري الغوي
وبين موقع كف الصناع
في نسج ديباجه الخسروي
فاقسم باللّه والشيخ في
اليمين على الحنث لا ينطوي
لو ان زرادشت اصغى له
لازرى على المنطق الفهلوي
وصادف زرع كلامي البليغ
فيه شديد الظما قد ذوي
فما زال يسقيه ماء الطرا
وماء البشاشة حتى روي
فلا زال يحيا وقلب الحسود
بالغيظ من سيدي مكتوي
له كبد فوق جمر الغضا
على النار مطروحة تشتوي
قال الثعالبي((287)): ان ديوان شعره لا تنحط قيمته عن
ستين دينارا لتنافسهم في‏ملحه‏ووفور رغبتهم فيه، وقال:
وديوان شعره اسير في الافاق من الامثال، واسرى من‏الخيال،
وذكر في اليتيمة شطرا مهما من فنون شعره في (62) صحيفة
في الجزء الثالث.
والغالب على شعره الهزل والمجون، كانهما لازما غريزته،
ومطبوعا قريحته، وخمرتاطينته، وكان اذا استرسل فيهما فلا
يجعجع به حضور ملك او هيبة امير، وياتي بما عنده‏غير مكترث
للسامعين، فلا يستقبل منهم الا عطفا وقبولا، كما ان جل
شعره يعرب‏عن ولائه الخالص لاهل البيت والوقيعة في
مناوئيهم.
خلفاء عصره وملوكه
ادرك ابن الحجاج جمعا من خلفاء بني العباس وهم:
1 المعتمد على اللّه ابن المتوكل: المتوفى (279).
2 المعتضد باللّه ابو العباس: المتوفى (289).
3 المكتفي باللّه: المتوفى (295).
4 المقتدر باللّه: المتوفى (320).
5 الراضي باللّه: المتوفى (329).
6 المستكفي باللّه: المتوفى (338).
7 القاهر باللّه: المتوفى (339).
8 المتقي للّه: المتوفى (358).
9 المطيع للّه: المتوفى (364).
10 الطائع للّه: المتوفى (393).
وعاصر من ملوك آل بويه من الذين ملكوا العراق:
1 معز الدولة فاتح العراق: المتوفى سنة (356).
2 عز الدولة ابا منصور بختيار ابن معز الدولة: المقتول (367).
3 عضد الدولة فنا خسرو ابن ركن الدولة: المتوفى (372).
4 شرف الدولة ابن عضد الدولة: المتوفى (379).
5 صمصام الدولة ابن عضد الدولة: المقتول (388).
6 بهاء الدولة ابا نصر ابن عضد الدولة: المتوفى (403).
وكان، كما قال الثعالبي((288))، على طول عمره يتحكم على
وزراء الوقت ورؤساءالعصر، تحكم الصبي على اهله، ويعيش في
اكنافهم عيشة راضية، ويستثمر نعمة‏صافية ضافية.
ويوجد في ديوانه شعر كثير مدحا ورثاء وهجاء في رجالات
عصره من الخلفاءوالوزراء والامراء والكتاب والمثقفين تربو
عدتهم فيما قراناه من مجلدات ديوانه‏على‏ستين، منهم:
ابو عبداللّه هارون ابن المنجم‏المتوفى (288)
ابو الفضل عباس بن الحسن‏المتوفى (296)
الوزير ابو محمد المهلبي‏المتوفى (352)
ابو الطيب المتنبي الشاعرالمتوفى (354)
الوزير ابو الفضل بن العميدالمتوفى (360)
المطيع للّه الخليفة العباسي‏المتوفى (364)
ابو الفتح بن العميدالمتوفى (366)
الوزير ابو ريان خليفة عضد الدولة ببغداد
الوزير ابو طاهر بن بقية‏المتوفى (367)
عز الدولة بختيار بن بويه‏المتوفى (367)
عمران بن شاهين‏المتوفى (369)
الامير ابو تغلب غضنفرالمتوفى (369)
عضد الدولة فناخسروالمتوفى (372)
ابو الفتح بن شاهين‏المتوفى (372)
ابو الفرج بن عمران بن شاهين‏المتوفى (373)
ابو المعالي بن محمد بن عمران‏المتوفى (373)
شرف الدولة بن بويه‏المتوفى (379)
ابو اسحاق ابراهيم الصابي‏المتوفى (384)
القاضي ابو علي التنوخي‏المتوفى (384)
الوزير الصاحب بن عبادالمتوفى (385)
ابن سكرة العباسي الشاعرالمتوفى (385)
ابو علي محمد بن الحسن الحالتي‏المتوفى (388)
ابو القاسم عبد العزيز بن يوسف‏المتوفى (388)
الوزير ابو نصر سابور بن اردشيرالمتوفى (416)
الوزير ابو منصور محمد المرزبان‏المتوفى (416)
ابو احمد بن حفص، عارض المترجم في امور الحسبة.
الوزير ابو الفرج محمد بن العباس بن فسانجس.
قال الثعالبي في اليتيمة((289)) (3/70): كان الوزير ابو الفرج
والوزير ابو الفضل ابن‏العميد قد خلوا في الديوان لعقوبة
اصحاب المهلبي الوزير ابي محمد الحسن‏ عقب‏موته، وامرا
ان تلوث ثياب الناس بالنفط ان قربوا من الباب، وقد كان
المهلبي فعل‏مثل هذا، فحضر ابن الحجاج فعجب وخاف النفط
فانصرف، فقال:
الصفع بالنفط في الثياب
ما لم يكن قط في حسابي
ليس يقوم الوصول عندي
مقام خيطين من‏ثيابي
يا رب من كان سن هذا
فزده ضعفا من العذاب
في قعر حمراء ليس فيها
غير بني البظر والقحاب
تفعل في لحمه المهري((290))
ما يفعل الجمر بالكباب
فالقرد عندي يجل عمن
يسن هذا على الكلاب
اكثر المترجم من مدائح اهل البيت (ع) والنيل من مناوئيهم
نظراء مروان بن ابي‏حفصة، حتى انه ربما كان ينتقد على
تشديده الوط‏ء والنكير المحتدم على فظائع القوم‏اعداء ال اللّه
بلهجة حادة، وسباب مقذع، غير ان ذلك كله كان نفثة مصدور،
وانة‏متوجع من الظلم الواقع على ساداته ائمة اهل البيت (ع)،
لا ولعا منه في البذاء او وقيعة‏في الاعراض لمحض الشهوة
ومتابعة الهوى، ولذلك وقع شعره مقبولا عند مواليه‏صلوات
اللّه عليهم‏ وكانوا اذا مروا باللغو منه مروا كراما.
حدث((291)) سيدنا الاجل زين الدين علي بن عبدالحميد
النيلي النجفي((292)) في كتابه‏الدرالنضيد في تعازي الامام
الشهيد: ان ه كان في زمان ابن الحجاج رجلان
صالحان‏يزدريان بشعره كثيرا، وهما: محمد بن قارون السيبي
وعلي بن زرزور السورائي، فراى‏الاول منهما ليلة في الواقعة
كانه اتى الى روضة الحسين (ع) وكانت فاطمة
الزهراء(عليهاالسلام) حاضرة هناك، مسندة ظهرها الى ركن
الباب الذي هو على‏يسارالداخل، وسائر الائمة الى مولانا الصادق
(ع) ايضا جلوس فى مقابلها في الزاوية بين‏ضريحي الحسين
(ع) وولده علي الاكبر الشهيد، متحدثين بما لا يفهم، ومحمد
بن‏قارون المقدم قائم بين ايديهم، قال السورائي: وكنت انا ايضا
غير بعيد عنهم، فرايت‏ابن الحجاج مارا في الحضرة المقدسة،
فقلت لمحمد بن قارون: الا تنظر الى الرجل‏كيف يمر في
الحضرة ؟ فقال: انا لا احبه حتى انظر اليه.
قال: فسمعت الزهراء بذلك، فقالت له مثل المغضبة: اما تحب ابا
عبداللّه ؟ احبوه فانه‏من لا يحبه ليس من شيعتنا. ثم خرج
الكلام من بين الائمة (ع)، بان من لا يحب اباعبداللّه فليس
بمؤمن. قال الشيخ محمد بن قارون: ولم ادر من قاله منهم، ثم
انتبهت‏فزعا مرعوبا مما فرطت في حق ابي عبداللّه من قبل
ذلك.
قال: ثم نسيت المنام ولم اذكره الى ان اتيح لي زيارة السبط
الشهيد سلام اللّه عليه‏آفاذا بجماعة في الطريق من اصحابنا
يروون شعر ابن الحجاج فلحقتهم، فاذا فيهم‏علي‏بن زرزور
وسلمت عليه، وقلت: كنت تنكر رواية شعر ابن الحجاج
وتكرهها، فمابالك الان تسمعه وتصغي الى انشاده ؟ فقال:
احدثك بما رايت فيما يراه النائم،فقص‏علي بمثل ما رايته في
الطيف حرفى ا وحكيته بما رايت، ثم اتفقا على مدح
الرجل‏وايراد اشعاره، وبث مثره ونشر مناقبه.
وايضا: ان السلطان مسعود بن بابويه((293)) لما بنى سور
المشهد الشريف ودخل الحضرة‏الشريفة وقبل اعتابها واحسن
الادب، وقف ابو عبداللّه المترجم بين يديه وانشدقصيدته
الفائية التي ذكرناها، فلما وصل منها الى الهجاء اغلظ له الشريف
سيدناالمرتضى ونهاه ان ينشد ذلك في باب حضرة الامام (ع)
فقطع عليه فانقطع، فلماجن‏عليه الليل راى ابن الحج اج
الامام عليا (ع) في المنام وهو يقول: لا ينكسرخاطرك فقد
بعثنا المرتضى علم الهدى يعتذر اليك، فلا تخرج اليه حتى
ياتيك. ثم راى‏الشريف المرتضى في تلك الليلة النبي الاعظم
(ص) والائمة (ع) حوله جلوس، فوقف‏بين ايديهم وسلم
عليهم، فحس منهم عدم اقبالهم عليه، فعظم ذلك عنده وكبر
لديه،فقال: يا موالي انا عبدكم وولدكم ومواليكم فبم
استحققت هذا منكم ؟ فقالوا: بماكسرت خاطر شاعرنا ابي
عبداللّه بن الحجاج، فعليك ان تمضي اليه وتدخل عليه‏وتعتذر
اليه وتاخذه وتمضي به الى مسعود بن بابويه وتعرفه عنايتنا به
وشفقتنا عليه،فقام السيد من ساعته ومضى الى ابي عبداللّه
فقرع عليه الباب، فقال ابن الحجاج:سيدي الذي بعثك الي
امرني ان لا اخرج اليك، وقال: انه سياتيك، فقال : نعم
سمعاوطاعة لهم. ودخل عليه واعتذر اليه، ومضى به الى
السلطان وقصا القصة عليه كماراياه، فاكرمه وانعم عليه وخصه
بالرتب الجليلة، وامر بانشاد قصيدته.
ولادته ووفاته
لم يختلف اثنان في تاريخ وفاة المترجم له وانه توفي في
جمادى الاخرة سنة (391)بالنيل، وهي بلدة على الفرات بين
بغداد والكوفة، وحمل الى مشهد الامام الطاهرالكاظمية‏
ودفن فيه، وكان اوصى ان يدفن هناك بحذاء رجلي الامام (ع)
ويكتب‏على قبره: (وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد)((294))
ورثاه الشريف الرضي بقصيدة‏توجد في ديوانه((295))
(2/562)، وذكر ابن الجوزي منها ابياتا في
المنتظم((296))(7/217).
ولم نقف في طيات الكتب والمعاجم على تاريخ ولادته، لكن
الباحث عنها يقطع‏بان‏الرجل ولد في المائة الثالثة وعاش عمرا
طويلا حدود المائة والثلاثين‏ وهناك‏شواهد قوى ة على هذا
منها:
1 ما ذكر ابن شهرآشوب في المعالم((297)) من قراءته على
ابن الرومي المتوفى (282).
2 توليه الحسبة قبل الامام الاصطخري المتوفى (328) كما
في تاريخ ابن خلكان((298))،ومرآة الجنان لليافعي((299))،
وغيرهما، قالوا: انه تولى حسبة بغداد واقام مدة، ويقال:انه عزل
بابي سعيد الاصطخري، وله في عزله ابيات مشهورة. انتهى.
والاصطخري قد تولى الحسبة بامر المقتدر باللّه سنة (320)
كما في شذرات‏الذهب((300)) (2/312) وغيره.
3 شعره الموجود في ديوانه في هجاء ابي عبداللّه هارون بن
علي بن ابي منصورالمنجم المتوفى (288)، وقال في ديوانه:
قاله وهو حدث السن.
4 قصيدته الموجودة في ديوانه في ابي الفضل عباس بن
الحسين وزير المكتفي باللّهالمقتول سنة (296).
وقد ذكر كثيرا في شعره المنظوم في اواسط القرن الرابع
شيخوخته، منه ابيات يمدح بهاابا منصور بختيار ابن معز الدولة
المقتول (367) منها:
قلت اقبلي رايي
وراي الشيخ محمود موافق
وله في الوزير ابي طاهر بن بقية المتوفى (366) يطلب منه
تنجز جرايته ورزقا لابنه في‏ديوان بادويا ابيات منها قوله:
طلبت ما يطلبه
مثلي الشيوخ الفسقه
وانت لا تجد قط شاعرا يذكر شيخوخته وهرمه في شعره كابن
الحجاج، كقوله في ابي‏محمد يحيى بن فهد:
ايها الشاعر الجديد الذي
يعبث بالشاعر النفيس الخليع
انت مثل الثوب الجديد
وشعري مثل قب الغلالة‏المرقوع((301))
انا شيخ طبيعتي تنثر البعر
على كل شاعر مطبوع
وقوله فيما كتبه الى ابي محمد بن فهد المذكور، وقد ولد
للمترجم مولود:
قولوا ليحيى بن فهد يا من
جعلت مما يخشى فداه
اليس قد جاءني غلام
يجلب بالحسن من رآه
كالشمس والشمس في ضحاها
والبدر والبدر في دجاه
يفتنني ريه ويحنو
في المهد قلبي على خصاه
كانني مع وفور نسلي
لم ار من قبله سواه
ومن قصيدة ذات (129) بيتا في الوزير ابي نصر التي اولها:
يا عاذلي كيف اصنع
وليس في الصبر مطمع
قوله:
خذها اليك عروسا
لها من الحسن برقع
الاذن لا العين منها
بحسنها تتمتع
خطيبها فيك شيخ
مهملج الفكر مصقع
ويمدح عضد الدولة فنا خسرو المتوفى (372) بقصيدة ذات
(41) بيتا، ويذكر فيها شيبه‏وهرمه، والباحث جد عليم بانه من
المعمرين وليد القرن الثالث مهما وقف على قوله‏في احدى
مقطوعاته:
وقائلة تعيش مظلوما بسيف((302))
فقلت لها اباكي ذاك حزني
على مائة فجعت بها ونيف
فبعد ذلك كله لا يبقى وزن في تضعيف ابن كثير في تاريخه
(11/329) قول ابن خلكان‏بانه عزل عن حسبة بغداد بابي سعيد
الاصطخري المتوفى(328)، كما لا يبعد عندئذ مافي المعالم
من تلمذه على ابن الرومي المتوفى (283)، اذ تلمذه عليه انما
كان في الادب في‏الاليات، ومن الممكن ان يكون ذلك قبل ان
يبلغ الحلم ايضا، كتلمذ الشريف الرضي‏على استاذه السيرافي
وله دون العشر من عمره كما ياتي في ترجمته.((303))
مصادر ترجمة ابن الحجاج
يتيمة الدهر (3/25) تاريخ الخطيب (8/14)
معجم الادباء (4/6)تاريخ ابن خلكان (1/170)
معالم العلماء (ص‏136)الكامل لابن الاثير (9/63)
المنتظم لابن الجوزي (7/216)تاريخ ابن كثير (1/329)
تاريخ ابي الفداء (3/242)مرآة الجنان (2/444)
معاهد التنصيص (2/62)مجالس المؤمنين (ص‏459)
شذرات الذهب (3/136)ايضاح المقاصد للبهائي، مخطوط
كشف الظنون (1/498)رياض العلماء للميرزا عبداللّه، مخطوط
امل الامل للشيخ الحررياض الجنة للسيد الزنوزي، مخطوط
روضات الجنات (ص‏239)نسمة السحر فيمن تشيع وشعر،
مخطوط
سفينة البحار (1/225)تتميم الامل لابن ابي شبانة، مخطوط
الشيعة وفنون الاسلام (ص‏106)تنقيح المقال (1/318)
دائرة المعارف الاسلامية (1/130)اعلام الزركلي (1/245)
دائرة المعارف للبستاني (1/439)دائرة المعارف لفريد وجدي
(6/12)
(28) ابو العباس الضبي
المتوفى (398)
لعلي الطهر الشهير
مجد اناف على ثبير
صنو النبي محمد
ووصيه يوم الغدير
وحليل فاطمة ووالد
شبر وابو شبير((304))
ما يتبع الشعر
ثبير: بفتح المثلثة ثم الموحدة المكسورة‏ من اعظم جبال
مكة بينها وبين عرفة، سمي‏باسم رجل من هذيل مات في ذلك
الجبل. اخرج ابو نعيم في ما نزل من القرآن في‏امير
المؤمنين((305))، والنطنزي في الخصائص العلوية عن شعبة
بن الحكم، عن ابن‏عباس قال: اخذ النبي (ص) ونحن بمكة
بيدي وبيد علي فصعد بنا الى ثبير، ثم صلى‏بنااربع ركعات، ثم
رفع راسه الى السماء فقال:
((اللهم ان موسى بن عمران سالك وانا محمد نبيك اسالك ان
تشرح لي صدري،وتيسر لي امري، وتحلل عقدة من لساني
يفقهوا قولي، واجعل لي وزيرا من اهلي علي‏بن ابي طالب اخي،
اشدد به ازري واشركه في امري)).
قال ابن عباس: فسمعت مناديا ينادي: يا احمد قد اوتيت ما
سالت.
الشاعر
الكافي الاوحد ابو العباس احمد بن ابراهيم الضبي نسبة الى
ضبة الوزير الملقب‏بالرئيس، احد من ملك ازمة السياسة
والادب بعد الصاحب بن عباد، وكان من‏ندمانه واختص بالزلفة
منه والتادب بدابه، والحظوة بقرباه، حتى عاد منار
الفضل‏والادب ومفزع روادهما، وممن يشار اليه وينص عليه، لم
يفتا كذلك حتى قضى‏الصاحب نحبه سنة (385)، فخلفه على
الوزارة لما استوزره فخر الدولة البويهي، وضم‏اليه ابا علي
الملقب بالجليل، وفي ذلك قال بعض ولد المنجم.
واللّه واللّه لا افلحتم ابدا
بعد الوزير ابن عباد بن عباس
ان جاء منكم جليل فاقطعوا اجلي
او جاء منكم رئيس فاقطعوا راسي
فالمترجم كانت تحط بفنائه الرحال، وتنال منه الامال، وتفد
اليه القوافي من‏كل‏حدب، ويسير شعره مع الركبان، وكان نعم
الخليفة لسلفه الصاحب، والموئل الفذلما كانت له من مراتب،
وله في جامع اصبهان خانكات مرتفعة، وخانات عامرة مت‏سعة،
قد وقفت لابناء السبيل، وبحذائه دار الكتب وحجرها وخزانتها
وقدبناهن‏ونضد فيها من الكتب عيونا، وخلدها من العلوم فنونا،
يشتمل فهرستها على‏ثلاث مجلدات كبيرة كما في محاسن
اصبهان (ص‏85)، وكتب التراجم((306)) تطفح بالثناءعليه،
ولشعراء عصره قصائد رنانة في مدحه، ومنهم:
1 ابو عبداللّه محمد بن حامد الخوارزمي، له قصيدة في
اطرائه، منها:
زمان جديد وعيد سعيد
ووقت حميد فماذا تريد
واحسن من ذاك وجه الرئي
س وقد طلعت من سناه السعود
وكم حلة خطها قد غدت
على برد آل يزيد تزيد
2 ابو الحسن علي بن احمد الجوهري الجرجاني السابق
ذكره، له قصائد في المترجم‏له، منها قصيدة في ميلاده
وتحويل سنه، ذكرها الثعالبي في اليتيمة((307)) (4/38)،
منها:
يوم تبرجت العلى
فيه ومزقت الحجب
يوم اتاه المشتري
بشهاب سعد ملتهب
بسلالة المجد الفصيح
وصفوة المجد الزرب
ملك اذا ادرع العلى
فالدهر مسلوب السلب
واذا تنمر في الخطو
ب فيا لنار في حطب
واذا تبسم للندى
مطرت سحائبه الذهب
ياغرة الحسب الكري
م واين‏مثلك في‏الحسب
هذا صباح حليت
بسعوده عطل الحقب
ميلادك الميمون في
ه وهو ميلاد الادب
عرج عليه بمجلس
ريان من ماء العنب
واضرب عليه سرادقا
للانس ممتد الطنب
3 مهيار الديلمي احد شعراء الغدير الاتي ذكره مدح
المترجم بقصائد منها ميمية(65) بيتا، توجد في ديوانه
(3/344)، اولها:
اجيراننا بالغور والركب متهم
ايعلم خال كيف بات المتيم
رحلتم وعمر الليل فينا وفيكم
سواء ولكن ساهرون ونوم
ومنها بائية (45) بيتا في ديوانه (1/15)، مطلعها:
شفى اللّه نفسا لا تذل لمطلب
وصبرا متى يسمع به الدهر يعجب
ودالية (61) بيتا في ديوانه (1/230)، اولها:
اذا صاح وفد السحب بالريح او حدا
وراح بها ملاى ثقالا او اغتدى
وبائية (37) بيتا في ديوانه (1/12)، مستهلها:
دواعي الهوى لك ان لا تجيبا
هجرنا تقى ما وصلنا ذنوبا
وعينية (40) بيتا في ديوانه (2/179)، مطلعها:
على اي لائمة اربع
وفي ايما سلوة اطمع
وقد اخذ العهد يوم الرحيل
امامي والعهد مستودع
ذولامية (52) بيتا في ديوانه (3/18) مستهلها:
اليوم انجز ماطل الامال
فاتتك طائعة من الاقبال
وقصيدة (69) بيتا توجد في ديوانه (4/30) نظمها سنة (392)،
اولها:
قالوا عساك مرجم فتبين
هيهات ليس بناظري ان غرني
هي تلك دارهم وذلك ماؤهم
فاحبس ورد وشرقت ان لم تسقني
ولقد اكاد اضل لولا عنبر
في الترب من ارج الحبائب دلني
فتقوا به انفاسهن لطائما((308))
وظعن وهي مع الثرى لم تظعن
يا منزلا لعبت به ايدي الصبا
لعب الشكوك وقد بدت بتيقني
اما تناشدني العهود فانها
حفظت فكانت بئس ذخر المقتني
سكنتك بعدهم الوحوش تشبها
بهم وليتك آنفا لم تسكن
لعيونهن علامة سحرية
عندي فما بال الظباء تغشني
ويقول فيها:
حاشا طلابي ان اعم به وقد
خص السماح بموضع متعين
يا حظ قم فاهتف بناحية الغنى
في الري وارحم كد من لم يفطن
واعن على ادراكها فبمثلها
فرقت بين موفق ومحين
لمن الخليط مشرق وضمانه
رزق لنا في غيره لم يؤذن
اشتقت يا سفن الفلاة فابلغي
وطربت يا حادي الركاب فغنني
وانهض فرحل يا غلام مذللا((309))
تتوعر البيداء منه بمدمن
يرضى بشم العشب اما فاته
والسير ياكل منه اكل الممعن
مرح الزمام يكاد يصعب ظهره
فتصيح فاغرة الرحال به لن
الرزق والانصاف قد فقدا فلذ
بالري واستخرجهما من معدن
والى ابي العباس حافظ ملكها
سهل الاشد ولان خبث الاخشن
4 ابو الفياض سعد بن احمد الطبري، له قصيدة في مدح ابي
العباس منها:
واني واقواف القريض احوكها
لا شعر من حاك القريض واقدرا
كما تضرب الامثال وهي كثيرة
بمستبضع تمرا الى اهل خيبرا
ولكنني املت عندك مطلبا
انكبه عمن ورائي من الورى
الم تر ان ابن الامير اجارني
ولم يرض من ادرائه لي سوى الذرى
5 صاعد بن محمد الجرجاني، كتب الى المترجم له بقوله:
ولو انني حسب اشتياقي ومنيتي
منحتك شيئا لم يكن غير مقلتي
ولكنني اهدي على قدر طاقتي
واحمل ديوانا بخط ابن مقلة
6 ابو القاسم عبدالواحد بن محمد بن علي بن الحريش
الاصبهاني، قال في المترجم‏من قصيدة كبيرة:
بنفسي واهلي شعب واد تحله
ودهر مضى لم يجد الا اقله
وعطفة صدغ يهتدي فوق خده
ويضربه روح الصبا فيضله
وطيب عناقي منه بدرا اضمه
الي واهوى لثمه فاجله
وقفنا معا واللوم يصفق رعده
ومنا سحاب الدمع يسجم وبله
ترق على ديباجتيه دموعه
كما غازل الورد المضرج طله
ويناى رقيب عن مقام وداعنا
وتبلغه انفاسنا فتذله
يقلقلني عتب الحبيب وعذره
ويقلقني جد الرقيب وهزله
وكيف اقي قلبي مواقع رميه
ولست ارى من اين ينثال نبله
يولي وبالاحداق تفرش ارضه
ويفدى وبالافواه ترشف رجله((310))
وبعد ردح من تقلده الوزارة كما وصفناه، اتهمته ام مجد الدولة
بانه سم اخاه، فطلبت‏منه مائتي الف دينار لينفقها في ماتم
اخيه فابى عليها ذلك، فهرب عنها سنة (392) الى‏بروجرد
وهي من اعمال بدر بن حسنويه((311))، فبذل بعد ذلك
مائتي الف دينار ليعودالى عمله فلم يقبل منه، ولم يبرح بها
حتى مات سنة (398).
وقيل: ان ابا بكر بن رافع احد قواد فخر الدولة‏ واطا احد
غلمانه فسقاه سما، وارسل‏ابنه تابوته الى بغداد مع احد حجابه،
وكتب الى ابي بكر الخوارزمي يعرفه انه وصى‏بدفنه في مشهد
الحسين (ع) بكربلاء المشرفة، ويساله القيام بامره وابتياع
تربة‏بخمسمائة دينار، فقيل للشريف ابي احمد والد السيدين
علم الهدى‏والشريف الرضي‏آان يبيعه موضع قبره بخمسمائة
دينار، فقال: هذا رجل التجا الى جوار جدي فلا آخذلتربته ثمنا.
وكتب نفسه الموضع الذي طلب منه، واخرج التابوت الى براثا،
وخرج‏الطاهر ابو احمد ومعه الاشراف والفقهاء وصلى عليه،
واصحبه خمسين رجلا من‏رجاله حتى اوصلوه ودفنوه
هناك((312)).
ورثاه مهيار الديلمي الاتي ذكره‏ بقصيدة (59) بيتا، ويعزي
ابنه سعدا وانفذها الى‏الدينور، توجد في ديوانه (3/27) اولها:
ما للدسوت وللسروج تسائل
من قائم عنهن او من نازل
لم سد باب الملك وهو مواكب
وخلت مجالسه وهن محافل
ما للجياد صوافنا وصوامتا
نكسا وهن سوابق وصواهل((313))
من قطر الشجعان عن صهواتها
وهم بها تحت الرماح اجادل((314))
ما للسماء عليلة انوارها
لمن السماء من الكواكب ثاكل
من لجلج الناعي يحدث انه
اودى فقيل اقائل ام قاتل
المجد في جدث ثوى ام كوكب ال
دنيا هوى ام ركن ضبة مائل
ما كنت فيه خائفا ان الردى
من عز جانبه اليه واصل
ادرى الحمام بمن واقسم مادرى
تلتف كفات له وحبائل((315))
خطب اخل الدهر فيه بعقله
والدهر في بعض المواطن جاهل
ياغيث‏ارض الارض سقيا واحتبي
بالروض يشكره المحل الماحل
ينهل منحل المزادة موثقا((316))
ان الثرى الظمن منه ناهل
يسم الصخور كان كل مجودة
لحظ العليق بها حصان ناعل((317))
تمريه غبراء الاهاب كانما
قادت خزائمها النعام الجافل((318))
حلفت لافواه الربى اخلافها
ايمان صدق انهن حوافل((319))
وليت سيوف البرق قطع عروقها
فبكل فج شاريان سائل((320))
ابلغ ابا العباس انك فاحص
حتى تبل جوى ثراه فواغل((321))
مني واطباق الصعيد حجابه
عني فكيف تخاطب وتراسل
سعدت جنادل الحفتك على البلى
لا مثل ما شقيت عليك جنادل
ابكيك لي ولمرملين بنوهم ال
ايتام بعدك والنساء ارامل((322))
ولمستجير والخطوب تنوشه
مستطعم والدهر فيه آكل
متلوم العزمات لا هو قاطن
في داره قفرا ولا هو راحل((323))
اودى به التطواف ينشد ناصرا
فيضل ان يلقاه الا خاذل
حتى اذا الاقبال منك دنا به
انساه عندك عام بؤس قابل
ولمعشر طرق العلوم ذنوبهم
في الناس وهي لهم اليك وسائل
كانوا عن الطلب الذليل بمعزل
ثقة وانت بما كفاهم كافل
قطع الجدا بهم وقد قطع الردى
بك ان يظن تزاور وتواصل
وعصائب هي ان ركبت مواكب
تسع العيون وان غضبت جحافل
تفري باذرعها الكعوب كانما
تحت الرماح على‏الرماح عوامل((324))
لو كان في ثعل بموتك ثارها
ما عاش من ثعل عليك مناضل((325))
نكروا حلومك والمنون تسوقها
حقا وانت مدافع متثاقل
قعد البعيد وقام عنك متاركا
ما جاء يقنصك القريب الواصل
ولج الحمام اليك بابا ما شكا
غير الزحام عليك فيه داخل
مستبشرا بالوفد لم يجبه به
رد ولم ينهر عليه سائل
لم يغنك الكرم العتيد ولا حمى
عنك السماح ولا كفاك النائل
كنت الذي مر الزمان وحلوه
فيمن يصابر عيشه ويعاسل
فغدوت مالك في عدوك حيلة
تغني ولا لك من صديقك طائل
والموت اجور حاكم وكانه
في الناس قسما بالسوية عادل
لا اغتر بعدك بالحياة مجرب
عرف الحقوق فلم يرقه الباطل
يا ثاويا لم تقض حق مصابه
كبد محرقة وجفن هامل
افديك لو ان الردى بك قابل
من مهجتي وذوي ها انا باذل
ما بال اوقاتي بفقدك هجرت
ولقد تكون لديك وهي اصائل((326))
قد كنت ملتحفا بمدحك حلة
فخرا تجر لها علي ذلاذل((327))
ويقول فيها:
لا تحسبن، وسعد ابنك طالع
يحتل برجك، ان سعدك آفل
ما انكر الزوار بعدك وجهه
في البدر من شمس النهار مخايل
اجمل له يا سعد واحمل وزره((328))
ما طال باع او اطاعك كاهل
وانا الذي يرضيك فيه باكيا
ويسره بك في الذي هو قائل
ولشاعرنا ابي العباس الضبي شعر رقيق ونظم جيد، ومنه قوله:
ترفق ايها المولى بعبد
فقد فتنت لواحظك النفوسا
واسكرت العقول فليس ندري
اسحرا ما تسقي ام كؤوسا
وله قوله وهو مما يتغنى به:
الا ياليت شعري ما مرادك
فقلبي قد اضر به بعادك
واي محاسن لك قد سباني
جمالك ام كمالك ام ودادك
واي ثلاثة اوفى سوادا
اخالك ام عذارك ام فؤادك
وله قوله:
قلت لمن احضرني زهرة
ومجلسي بالانس بسام
وقرة العينين نيل المنى
عندي ولا سام ولا حام
تجنب النمام لا تجنه
فانما النمام نمام
اخشى علينا العين من اعين
يبعثها بالسوء اقوام
وله قوله:
لا تركنن الى الفراق
فانه مر المذاق
الشمس عند غروبها
تصفر من فرق الفراق
ومما كتب الى الوزير الصاحب بن عباد قوله:
اكافي كفاة الارض ملكك خالد
وعزك موصول فاعظم بها نعمى
نثرت على القرطاس درا مبددا
وآخر نظما قد فرعت به النجما
جواهر لو كانت جواهر نظمت
ولكنها الاعراض لا تقبل النظما
وله في الثريا:
خلت الثريا اذ بدت
طالعة في الحندس((329))
سنبلة من لؤلؤ
او باقة من نرجس
وقوله فيها:
اذ الثريا اعترضت
عند طلوع الفجر
حسبتها لامعة
سنبلة من در
وقوله في قصر الليل:
وليلة اقصر من
فكري في مقدارها
بدت لعيني وانجلت
عذراء من قرارها
وقوله في طول الليل:
رب ليل سهرته
مفكرا في امتداده
كلما زدت رعيه
زادني من سواده
فتبينت انه
تائه في رقاده
او تفانت نجومه
فبدا في حداده
وخلف المترجم له على مجده وفضله ولده ابوالقاسم سعدبن
احمدالضبي، تبع والده‏لما هرب الى بروجرد، وتوفي بها بعد
والده بشهور، ولمهيار الديلمي في مدحه عدة‏قصائد منها
قصيدة (45) بيتا انشدها اياه وهو مقيم ببروجرد، اولها:
ذكرت وما وفاي بحيث انسى
بدجلة كم صباح لي وممسى
واخرى (45) بيتا، مستهلها:
اشاقك من حسناء وهنا طروقها
نعم كل حاجات النفوس يشوقها
ونونية (44) بيتا في ديوانه (4/51)، مطلعها:
ما انت بعد البين من اوطاني
دار الهوى والدار بالجيران
ويقول فيها:
كثر الحديث عن الكرام وكل من
جربت الفاظ بغير معاني
الا بسعد من تنبه للعلى
هيهات نومهم من اليقظان
مهلا بني الحسد الدخيل فانها
لا تدرك العلياء بالاضغان
سعد بن احمد ابيض من ابيض
في المجد فانتسبوا بني الالوان
بين الجبال الصم بحر ثامن
يحوي جلامدها وبدر ثاني
من معشر سبقوا الى حاجاتهم
شوط الرياح وقد جرت لرهان
قوم اذا وزروا الملوك برايهم
امرت عمائمهم على التيجان
ضربوا بمدرجة السبيل قبابهم
يتقارعون بها على الضيفان
ويكاد موقدهم يجود بنفسه
حب القرى حطبا على النيران
ابناء ضبة واسعون وفي الوغى
يتضايقون تضايق الاسنان
يا راكبا زهر الكواكب قصده
قرب لعلك عندها تلقاني
قف ناد يا سعد الملوك رسالة
من عبدك القاصي بحب داني
غالطت شوقي فيك قبل لقائنا
والقرب ظن والمزار اماني
حتى اذا ما الوصل اطفا غلتي
بك كان اعطش لي من الهجران
ولرب وجد تواصف ناهضته
وضعفت لما صار وجد عيان
ولقد عكست علي ذاك لانني
كنت الحبيب اليك قبل تراني
ومن العجائب والزمان ملون
ان الدنو هو الذي اقصاني
(29) ابو الرقعمق الانطاكي((330))
المتوفى (399)
كتب الحصير الى السرير
ان الفصيل ابن البعير
فلمثلها طرب الام
ير الى طباهجة بقير((331))
فلامنعن حمارتي
سنتين من علف الشعير
لاهم الا ان تط
ير من الهزال مع الطيور
فلاخبرنك قصتي
فلقد وقعت على الخبير
ان الذين تصافعوا
بالقرع في زمن القشور
اسفوا علي لانهم