ابو عبداللّه محمد بناحمد بن عبداللّه((1392))الكاتبالنحوي
البصري الملقب بالمفجع، اوحدي من رجالات العلم
والحديث،وواسطة العقد بين ائمة اللغة والادب، وبيت القصيد
في صاغة القريض، ومن المعدودين من اصحابنا الامامية،
مدحوهبحسن العقيدة، وسلامة المذهب، وسداد الراي، وكان
كل جنوحه الى ائمة اهل البيت:، وقد اكثر في شعره من الثناء
عليهم،والتفجع لما انتابهم من المصائب والفوادح، فلم يزل
على ذلك حتى لقبه مناوئوه المتنابزون بالالقاب بالمفجع،
واليه يوعزبقوله:
ان يكن قيل لي المفجع نبزا
فلعمري انا المفجع هما
ثم صار لقبا له حتى عند اوليائه لذلك السبب المذكور، كما
قاله النجاشي والعلا مة، ولبيت قاله كما في معجم
الشعراءللمرزباني((1393)) (ص464)، وكانه يريد البيت
المذكور.
ثم ان المصرح به في معجمي الشعراء والادباء للمرزباني
والحموي((1394))، والوافي بالوفيات للصفدي((1395)): ان
المترجم منالمكثرين من الشعر، وذكر ابن النديم((1396)) ان
شعره فيمائةورقة، ويؤكده ما قالهالنجاشي((1397))والعلا
مة((1398))من ان له شعراكثيرافي اهل البيت:، وهوالذي
يعطيه وصفهم له من انه كان كاتبا شاعرا، بصيرا بالغريب كما
في مروجالذهب((1399))، ومنانهمن وجوهاهلاللغة والادب،
وقالابو محمد بن بشران((1400)):
كان شاعر البصرة واديبها، وكان يجلس في الجامع بالبصرة
فيكتب عنه ويقرا عليه الشعر واللغة والمصنفات،
وشعرهمشهور، وكان ابو عبداللّه الاكفاني راويته، وكتب لي
بخطه من مليح شعره شيئا كثيرا، وشعره كثير حسن، وله في
جماعةمن كبار اهل الاهواز مدائح كثيرة واهاج، وله قصيدة في
ابي عبداللّه بن درستويه يرثيه فيها وهو حي، يقول فيها
ويلقبهبدهن الاجر:
مات دهن الاجر فاخضرت الار
ض وكادت جبالها لا تزول
ويصف اشياء كثيرة فيها، وكان يكثر عند والدي ويطيل المقام
عنده، وكنت اراه عنده وانا صبي بالاهواز، وله اليهمراسلات،
وله فيه مدح كثيرة كنت جمعتها فضاعت ايام دخول ابن ابي
ليلى الاهواز ونهب روزناماتها((1401))، وكان منهاقصيدة
بخطه عندي يقول فيها:
لو قيل للجود من مولاك قال نعم
عبدالمجيد المغيرة بن بشران
واذكر له من قصيدة اخرى:
يا من اطال يدي اذ هاضني((1402)) زمني
وصرت في المصر مجفوا ومطرحا
انقذتني من اناس عند دينهم
قتل الاديب اذا ما علمه اتضحا
لقي المفجع ثعلبا واخذ عنه وعن غيره، وكان بينه وبين ابن
دريد مهاجاة كما في فهرست ابن النديم((1403))، والوافي
بالوفياتللصفدي((1404))، ويقوي القول ما في مروج الذهب
من انه صاحب الباهلي المصري الذي كان يناقض ابن دريد،
غيرانالثعالبي ذكر في اليتيمة((1405)) انه صاحب ابن دريد،
وقام مقامه في التاليف والاملاء، ولعلهما كانا في وقتين من
امدتعاصرهما.
يروي عنه ابو عبداللّه الحسين بن خالويه، وابو القاسم الحسن
بن بشير بن يحيى، وابو بكر الدوري. وكان ينادم ويعاشرابا
القاسم نصر بن احمد البصري الخبزارزي الشاعر المجيد
المتوفى (327)، وابا الحسين محمد بن محمد المعروف بابن
لنككالبصري النحوي، وابا عبداللّه الاكفائي الشاعر البصري.
آثاره القيمة
1 كتاب المنقذ من الايمان. قال الصفدي في الوافي بالوفيات
(ص130): يشبه كتاب الملاحن لابن دريد وهو اجود منه.ينقل
عنه السيوطي في شرح المغني((1406)) فوائد ادبية.
2 كتاب قصيدته في اهل البيت:.
3 كتاب الترجمان في معاني الشعر. يحتوي على ثلاثة عشر
حدا وهي: حد الاعراب، حد المديح، حد البخل، حد
الحلموالراي، حد الهجاء، حد اللغز، حد المال، حد الاغتراب،
حدالمطايا، حد الخطوب، حد النبات، حد الحيوان، حد
الغزل.قال النجاشي: لم يعمل مثله في معناه.
4 كتاب الاعراب.
5 كتاب اشعار الجواري لم يتم.
6 كتاب عرائس المجالس.
7 كتاب غريب شعر زيد الخيل الطائي.
8 كتاب اشعار ابي بكر الخوارزمي.
9 كتاب سعادة العرب.
ذكر المرزباني للمفجع في مدح ابي الحسن محمد بن
عبدالوهاب الزينبي الهاشمي من قصيدة قوله:
للزينبي على جلالة قدره
خلق كطعم الماء غير مزند((1407))
وشهامة تقصي الليوث اذا سطا
وندى يغرق كل بحر مزبد
يحتل بيتا في ذؤابة هاشم
طالت دعائمه محل الفرقد
حر يروح المستميح ويغتدي
بمواهب منه تروح وتغتدي
فاذا تحيف مالهاعطاؤه
في يومه نهك البقية في غد((1408))
بضياء سنته المكارم تهتدي
وبجود راحته السحائب تقتدي
مقدار ما بيني وما بين الغنى
مقدار ما بيني وبين المربد((1409))
وفي معجم الادباء((1410)) نقلا عن تاريخ ابي محمد عبداللّه
بن بشران انه قال: دخل المفجع يوما الى القاضي ابي القاسم
علي بنمحمد التنوخي فوجده يقرا معاني الشعر على العبيسي،
فانشد:
قد قدم العجب على الرويس
وشارف الوهد ابا قبيس((1411))
وطاول البقل فروع الميس
وهبت العنز لقرع التيس((1412))
وادعتالروم ابا في قيس
واختلط الناس اختلاط الحيس((1413))
اذ قرا القاضي حليف الكيس
معاني الشعر على العبيسي
والقى ذلك الى التنوخي وانصرف.
قال: ومدح ابا القاسم التنوخي فراى منه جفاء، فكتب اليه:
لو اعرض الناس كلهم وابوا
لم ينقصوا رزقي الذي قسما
كان وداد فزال وانصرما
وكان عهد فبان وانهدما
وقد صحبنا في عصرنا امما
وقد فقدنا من قبلهم امما
فما هلكنا هزلا ولا ساخت ال
ارض ولم تقطر السماء دما
في اللّه من كل هالك خلف
لا يرهب الدهر من به اعتصما
حر ظننا به الجميل فما
حقق ظنا ولا رعى الذمما
فكان ماذا ما كل معتمد
عليه يرعى الوفاء والكرما
غلطت والناس يغلطون وهل
تعرف خلقا من غلطة سلما
من ذا اذا اعطي السداد فلم
يعرف بذنب ولم يزل قدما
شلت يدي لم جلست عن تفه
اكتب شجوي وامتطي القلما
ياليتني قبلها خرست فلم
اعمل لسانا ولا فتحت فما
يا زلة ما اقلت عثرتها
ابقت على القلب والحشا الما
من راعه بالهوان صاحبه
فعاد فيه فنفسه ظلما
وله قوله:
لنا صديق مليح الوجد مقتبل
وليس في وده نفع ولا بركه
شبهته بنهار الصيف يوسعنا
طولا ويمنع منا النوم والحركه
وللمفجع كما في شرح ابن ابي الحديد((1414)) قوله:
ان كنت خنتكم المودة غادرا
او حلت عن سنن المحب الوامق
فمسحت في قبح ابن طلحة انه
ما دل قط على كمال الخالق
وله في معجم الادباء((1415)) ما قاله حين دامت الامطار
وقطعت عن الحركة:
يا خالق الخلق اجمعينا
وواهب المال والبنينا
ورافع السبع فوق سبع
لم يستعن فيهما معينا
ومن اذا قال كن لشيء
لم تقع النون او يكونا
لا تسقنا العام صوب غيث
اكثر من ذا فقد روينا
وله وقد سال بعض اصدقائه ايضا رقعة وشعرا له يهنئه في
مهرجان الى بعض فقصر حتى مضى المهرجان، قوله:
ان الكتاب وان تضمن طيه
كنه البلاغة كالفصيح الاخرس
فاذا اعانته عناية حامل
فجوابه ياتي بنجح منفس
واذا الرسول ونى وقصر عامداكان الكتاب صحيفة
المتلمس((1416))
قد فات يوم المهرجان فذكره
في الشعر ابرد من سخاء المفلس
فسئل عن سخاء المفلس، فقال: يعد في افلاسه بما لا يفي به
عند امكانه.
ومن ملحه قوله لانسان اهدى اليه طبقا فيه قصب السكر
والاترنج والنارنج:
ان شيطانك في الظر
ف لشيطان مريد
فلهذا انت فيه
تبتدي ثم تعيد
قد اتتنا تحفة من
ك على الحسن تزيد
طبق فيه قدود
ونهودوخدود((1417))
وذكر له الوطواط في غرر الخصائص((1418)) (ص270) قوله
يستنجز به:
ايها السيد عش في غبطة
ما تغنى طائر الايك الغرد
لي وعد منك لا تنكره
فاقضه انجز حر ماوعد
انت احييت بمبذول الندى
سنن الجود وقد كان همد
فاذا صال زمان اوسطا
فعلى مثلك مثلي يعتمد
ذكر له النويري في نهاية الارب((1419)) (ص77):
ظبي اذا عقرب اصداغه
رايت ما لا يحسن العقرب
تفاح خديه له نضرة
كانه من دمعتي يشرب
ولد المفجع بالبصرة وتوفي بها سنة (327) كما في معجم
الادباء، نقلا عن تاريخ معاصره ابي محمد عبداللّه بن بشران،
قال:كانت وفاته قبل وفاة والدي بايام يسيرة، ومات والدي في
يوم السبت لعشر خلون من شعبان سنة سبع وعشرينوثلاثمائة.
وقال المرزباني: انه مات في سنة قبل الثلاثين وثلاثمائة. وارخه
الصفدي في الوافي بالوفيات بسنة عشرين وثلاثمائة،وكذلك
القاضي في المجالس، والسيوطي في البغية، وتبعهم آخرون.
والمختار ما حكاه الحموي عن تاريخ ابي محمد بنبشران.
تجد ترجمة المفجع((1420)) في : فهرست ابن النديم
(ص123)، فهرست الشيخ (ص150)، معجم الشعراء للمرزباني
(ص464)،يتيمة الدهر (2/334)، فهرست النجاشي (ص264)،
مروج الذهب (2/519)، معجم الادباء (17/190 205)،
الوافيبالوفيات للصفدي (1/129)، خلاصة الاقوال للعلا مة،
بغية الوعاة (ص13)، مجالس المؤمنين (ص234)، جامع
الرواةللاردبيلي، منهج المقال (ص280)، روضات الجنات
(ص554)، الكنى والالقاب (3/163)، الاعلام للزركلي
(3/845)،آثار العجم (ص377).
(18) ابو القاسم الصنوبري
المتوفى (334)
ما في المنازل حاجة نقضيها
الا السلام وادمع نذريها
وتفجع للعين فيها حيث لا
عيش اوازيه بعيشي فيها
ابكي المنازل وهي لو تدري الذي
بحث البكاء لكنت استبكيها
باللّه يا دمع السحائب اسقها
ولئن بخلت فادمعي تسقيها
يا مغريا نفسي بوصف عزيزة
اغريت عاصية على مغريها
لا خير في وصف النساء فاعفني
عما تكلفنيه من وصفيها
يارب قافية حلا امضاؤها
لم يحل ممضاها الى ممضيها
لا تطمعن النفس في اعطائها
شيئا فتطلب فوق ما تعطيها
حب النبي محمد ووصيه
مع حب فاطمة وحب بنيها
اهل الكساء الخمسة الغرر التي
يبني العلا بعلاهم بانيها
كم نعمة اوليت يا مولاهم
في حبهم فالحمد للموليها
ان السفاه بشغل مدحي عنهم
فيحق لي ان لا اكون سفيها
هم صفوة الكرم الذي اصفاهم
ودي واصفيت الذي يصفيها
ارجو شفاعتهم فتلك شفاعة
يلتذ برد رجائها راجيها
صلوا على بنت النبي محمد
بعد الصلاة على النبي ابيها
وابكوا دماء لو تشاهد سفكها
في كربلاء لما ونت تبكيها
تلك الدماء لو انها توقى اذن
كانت دماء العالمين تقيها
لو ان منها قطرة تفدى اذن
كنا بنا وبغيرنا نفديها
ان الذين بغوا اراقتها بغوا
مشؤومة العقبى على باغيها
قتل ابن من اوصى اليه خير من
اوصى الوصايا قط او يوصيها
رفع النبي يمينه بيمينه
ليرى ارتفاع يمينه رائيها
في موضع اضحى عليه منبها
فيه وفيه يبدئ التنبيها
آخاه في خم ونوه باسمه
لم يال في خير به تنويها
هو قال افضلكم علي انه
امضى قضيته التي يمضيها
هو لي كهارون لموسى حبذا
تشبيه هارون به تشبيها
يوماه يوم للعدى يرويهم
جورا ويوم للقنا يرويها
يسع الانام مثوبة وعقوبة
كلتاهما تمضي لما يمضيها
الى آخر القصيدة (42) بيتا
وله من قصيدة ذكرها صاحب الدر النظيم في الائمة
اللهاميم((1421)):
هل اضاخ كما عهدنا اضاخا((1422))
حبذا ذلك المناخ مناخا
يقول فيها:
ذكر يوم الحسين بالطف اودى
بصماخي فلم يدع لي صماخا
متبعات نساؤه النوح نوحا
رافعات اثر الصراخ صراخا
منعوه ماء الفرات وظلوا
يتعاطونه زلالا نقاخا((1423))
بابي عترة النبي وامي
سد عنهم معاند اصماخا
خير ذا الخلق صبية وشبابا
وكهولا وخيرهم اشياخا
اخذوا صدر مفخر العز مذ كا
نوا وخلوا للعالمين المخاخا
النقيون حيث كانوا جيوبا
حيث لا تامن الجيوب اتساخا
يالفون الطوى اذا الف النا
س اشتواء من فيئهم واطباخا
خلقوا اسخياء لا متساخي
ن وليس السخي من يتساخى
اهل فضل تناسخوا الفضل شيبا
وشبابا اكرم بذاك انتساخا
بهواهم يزهو ويشمخ من قد
كان في الناس زاهيا شماخا
يا ابن بنت النبي اكرم به ابنا
وباسناخ جده اسناخا
وابن من وازر النبي ووالا
ه وصافاه في الغدير وواخى
وابن من كان للكريهة ركا
با وفي وجه هولها رساخا
للطلى((1424)) تحت قسطل الحرب ضرا
با وللهام في الوغى شداخا
ذو الدماء التي يطيل موالي
يه اختضابا بطيبها والتطاخا
ما عليكم اناخ كلكله الده
ر ولكن على الانام اناخا
الشاعر
ابو القاسم وابو بكر وابو الفضل((1425)) احمد بن
محمد((1426)) بن الحسن بن مرار الجزري الرقي((1427))
الضبي((1428)) الحلبي، الشهيربالصنوبري.
شاعر شيعي مجيد، جمع شعره بين طرفي الرقة والقوة، ونال
من المتانة وجودة الاسلوب حظه الاوفر، ومن البراعةوالظرف
نصيبه الاوفى، وتواتر في المعاجم وصفه بالاحسان
تارة((1429)) وبه وبالاجادة اخرى((1430)) وان شعره في
الذروة العلياثالثة((1431)) وكان يسمى حبيبا الاصغر لجودة
شعره((1432)). وقال الثعالبي: تشبيهات ابن المعتز، واوصاف
كشاجم، وروضياتالصنوبري، متى اجتمعت اجتمع الظرف
والطرف، وسمع السامع من الاحسان العجب.
وله في وصف الرياض والانوار تقدم باهر، وذكر ابن عساكر: ان
اكثر شعره فيه. وقال ابن النديم في
فهرسته((1433)):انالصولي عمل شعر الصنوبري على
الحروف في مائتي ورقة. انتهى. فيكون المدو ن على ما التزم
به ابن النديم من تحديدكل صفحة من الورقة بعشرين بيتا
ثمانية آلاف بيت، وسمع الحسن بن محمد الغساني من شعره
مجلدا((1434)).
وله في وصف حلب ومنتزهاتها قصيدة تنتهي الى مائة واربعة
ابيات، توجد في معجم البلدان للحموي((1435)) (3/317
آ321)، وقال البستاني في دائرة المعارف(7/137): هي اجود ما
وصف به حلب، مستهلها:
احبسا العيس احبساها
وسلا الدار سلاها
واما نسبته الى الصنوبر فقد ذكر ابن عساكر((1436)) عن
عبداللّه الحلبي الصفري انه قال: سالت الصنوبري عن السبب
الذيمن اجله نسب جده الى الصنوبر حتى صار معروفا به،
فقال لي: كان جدي صاحب بيت حكمة من بيوت حكم
المامون،فجرت له بين يديه مناظرة فاستحسن كلامه وحدة
مزاجه، وقال له: انك لصنوبري الشكل. يريد بذلك الذكاء
وحدةالمزاج. انتهى.
وذكر له النويري في نهاية الارب (11/98) في نسبته هذه قوله:
واذا عزينا الى الصنوبر لم
نعز الى خامل من الخشب
لا بل الى باسق الفروع علا
مناسبا في ارومة الحسب
مثل خيام الحرير تحملها
اعمدة تحتها من الذهب
كان ما في ذراه من ثمر
طير وقوع على ذرى القضب
باق على الصيف والشتاء اذا
شابت رؤوس النبات لم يشب
محصن الحب في جواشن((1437)) قد
امن((1438)) في لبسها من الحرب
حب حكى الحب صين في قرب((1439)) ال
اصداف حتى بدا من القرب
ذو نثة((1440)) ما ينال من عنب
ما نيل من طيبها ولا رطب
يا شجرا حبه حداني ان
افدي بامي محبة وابي
فالحمد للّه ان ذا لقب
يزيد في حسنه على النسب
واما تشيعه فهو الذي يطفح به شعره الرائق كما وقفت على
شطر منه، وستقف فيما يلي على شطر آخر، ونص
بذلكاليمانيفي نسمةالسحر((1441))، وعد ابن
شهرآشوب((1442)) له من مادحي اهل البيت: يؤذن بذلك.
واما دعوى صاحب النسمة انه كانزيديا واستظهاره ذلك من
شعره فاحسب انها فتوى مجردة، فانه لم يدعمها بدليل، وشعره
الذي ذكره هو وغيره خال مناي ظهور ادعاه، واليك نبذا مما
وقفنا عليه في المذهب. قال في قصيدة يمدح بها عليا امير
المؤمنين (ع):
واخى حبيبي حبيب اللّه لا كذب
وابناه للمصطفى المستخلص ابنان
صلى الى القبلتين المقتدى بهما
والناس عن ذاك في صم وعميان
ما مثل زوجته اخرى يقاس بها
ولا يقاس على سبطيه سبطان
فمضمر الحب في نور يخص به
ومضمر البغض مخصوص بنيران
هذا غدا مالك في النار يملكه
وذاك رضوان يلقاه برضوان
ردت له الشمس في افلاكها فقضى
صلاته غيرما ساه ولا وان
اليس من حل منه في اخوته
محل هارون من موسى بن عمران
وشافع الملك الراجي شفاعته
اذ جاءه ملك في خلق ثعبان
قال النبي له اشقى البرية يا
علي اذ ذكر الاشقى شقيان
هذا عصى صالحا في عقر ناقته
وذاك فيك سيلقاني بعصيان
ليخضبن هذه من ذا ابا حسن
في حين يخضبها من احمر قان
ويرثي فيها امير المؤمنين وولده السبط الشهيد بقوله:
نعم الشهيدان رب العرش يشهد لي
والخلق انهما نعم الشهيدان
من ذا يعزي النبي المصطفى بهما
من ذا يعزيه من قاص ومن دان
من ذا لفاطمة اللهفاء ينبئها
عن بعلها وابنها انباء لهفان
عن قابض النفس في المحراب منتصبا
وقابض النفس في الهيجاء عطشان
نجمان في الارض بل بدران قد افلا
نعم وشمسان اما قلت شمسان
سيفان يغمد سيف الحرب ان برزا
وفي يمينيهما للحرب سيفان
وله يرثي الامام السبط الشهيد (ع)((1443)):
يا خير من لبس النب
وة من جميع الانبياء
وجدي على سبطيك وج
د ليس يؤذن بانقضاء
هذا قتيل الاشقيا
ء وذا قتيل الادعياء
يوم الحسين هرقت دم
ع الارض بل دمع السماء
يوم الحسين تركت باب العز مهجور الفناء
يا كربلاء خلقت من
كرب علي ومن بلاء
كم فيك من وجه تشر
ب ماؤه ماء البهاء
نفسي فداء المصطلي نار
الوغى اي اصطلاء
حيث الاسنة في الجوا
شن كالكواكب في السماء
فاختار درع الصبر حي
ث الصبر من لبس السناء
وابى اباء الاسد ان
الاسد صادقة الاباء
وقضى كريما اذ قضى
ظمن في نفر ظماء
منعوه طعم الماء لا
وجدوا لماء طعم ماء
من ذا لمعفور الجوا
د ممال اعواد الخباء
من للطريح الشلو عر
يانا مخلى بالعراء
من للمحنط بالترا
ب وللمغسل بالدماء
من لابن فاطمة المغي
ب عن عيون الاولياء
ويؤكد ما ذكرنا للمترجم من المذهب شدة الصلة بينه وبين
كشاجم المسلم تشيعه، وتؤكد المواخاة بينهما كما ستقف
عليهفي ترجمة كشاجم، ويعرب عن الولاء الخالص بينهما قول
كشاجم في الثناء عليه:
لي من ابي بكر اخي ثقة
لم استرب باخائه قط
ما حال في قرب ولا بعد
سيان فيه الثوب والشط
جسمان والروحان واحدة
كالنقطتين حواهما خط
فاذا افتقرت فلي به جدة((1444))
واذا اغتربت فلي به رهط
ذاكره او حاوله مختبرا
تر منه بحرا ما له شط
في نعمة منه جلبت بها
لا الشيب يبلغها ولا القرط
وبدلة بيضاء ضافية
مثل الملاءة حاكها القبط
متذلل سهل خلائقه
وعلى عدو صديقه سلط
ونتاج مغناه متممة
ونتاج مغنى غيره سقط
وجنان آداب مثمرة
ما شانها اثل ولا خمط
وتواضع يزداد فيه علا
والحر يعلو حين ينحط
واذا امرؤ شيبت خلائقه
غدرا فما في وده خلط
وقصيدته الاخرى وقد كتبها اليه:
الا ابلغ ابا بكر
مقالا من اخ بر
يناديك باخلاص
وان ناداك عن عقر
اظن الدهر اعداك
فاخلدت الى الغدر
فما ترغب في وصل
ولا تعرض من هجر
ولا تخطرني منك
على بال من الذكر
اتنسى زمنا كنا
به كالماء في الخمر
اليفين حليفين
على الايسار والعسر
مكبين على اللذا
ت في الصحو وفي السكر
نرى في فلك الادا
ب كالشمس وكالبدر
كما الفت الحكم
ة بين العود والزمر
فالهتك بساتين
ك ذات النور والزهر
وما شيدت للخلو
ة من دار ومن قصر
كان المترجم يسكن حلب دمشق، وبها انشد شعره، ورواه عنه
ابو الحسن محمد بن احمد بن جميع الغساني، كما في
انسابالسمعاني((1445))، وتوفي في سنة (334) كما ارخه
صاحب شذرات الذهب((1446))، وغيره.
وعده ابن كثير في تاريخه((1447))(11/119) ممن توفي في
حدودالثلاثمائة، وهذا بعيد عنالصحةجدا منوجوه،
منها:انهاجتمع((1448)) مع ابيالطيبالمتنبي بعد ما نظم
القريض، وقد ولد بالكوفة سنة(303)،ومنها: مدحه
سيفالدولةالحمداني وقدولد سنة(303).
اعقب المترجم ولده ابا علي الحسين، حكى ابن
جني((1449))، قال: حدثني ابو علي الحسين بن احمد
الصنوبري، قال: خرجتمن حلب اريد سيف الدولة، فلما برزت
من السور اذا انا بفارس متلثم قد اهوى نحوي برمح طويل،
وسدده الى صدري،فكدت اطرح نفسي من الدابة فرقا، فلما
قرب مني ثنى السنان وحسر لثامه، فاذا المتنبي الشاعر
المعروف وانشدني:
نثرنا رؤوسا بالاحيدب منهم
كما نثرت فوق العروس الدراهم
ثم قال: كيف ترى هذا القول؟ احسن هو؟ فقلت له: ويحك! قد
قتلتني يا رجل. قال ابن جني: فحكيت انا هذه الحكايةبمدينة
السلام لابي الطيب، فعرفها وضحك لها.
وتوفيت للصنوبري بنت في حياته، رثاها زميله كشاجم وعزاه
بقوله:
اتاسى يا ابا بكر
لموت الحرة البكر
وقد زوجتها قبرا
وما كالقبر من صهر
وعوضت بها الاجر
وما للاجر من مهر
زفاف اهديت فيه
من الخدر الى القبر
فتاة اسبل اللّه
عليها اسبغ الستر
ورده اشبه النعم
ة في الموقع والقدر
وقد يختار في المكرو
ه للعبد وما يدري
فقابل نعمة اللّه ال
تي اولاك بالشكر
وعز النفس مما فا
ت بالتسليم والصبر
وكتب المترجم على كل جانب من جوانب قبة قبرها الستة
بيتين، توجد الابيات في تاريخ ابن عساكر((1450))
(1/456،457).
حكاية
حدث المترجم له ابو بكر احمد بن محمد الصنوبري، قال: كان
بالرها((1451)) وراق يقال له سعد، وكان في دكانه
مجلسكلاديب، وكان حسن الادب والفهم يعمل شعرا رقيقا،
وما كن ا نفارق دكانه انا وابو بكر المعوج الشامي الشاعر
وغيرنامن شعراء الشام وديار مصر، وكان لتاجر بالرها نصراني
من كبار تجارها ابن اسمه عيسى من احسن الناس
وجها،واحلاهم قدا، واظرفهم طبعا ومنطقا، وكان يجلس الينا
ويكتب عنا اشعارنا، وجميعنا يحبه ويميل اليه، وهو حينئذ
صبيفيالكتاب، فعشقه سعد الوراق عشقا مبرحا واخذ يعمل
فيه الاشعار، فمن ذلك وقد جلس عنده في دكانه قوله:
اجعل فؤادي دواة والمداد دمي
وهاك فابر عظامي موضع القلم
وصير اللوح وجهي وامحه بيد
فان ذلك برء لي من السقم
ترى المعلم لا يدري بمن كلفي
وانت اشهر في الصبيان من علم
ثم شاع بعشق الغلام في الرها خبره، فلما كبر وشارف الائتلاف،
احب الرهبنة وخاطب اباه وامه في ذلك، والح عليهماحتى
اجاباه وخرجا به الى دير زكي بنواحي الرقة((1452)) وهو في
نهاية حسنه، فابتاعا له قلا ية((1453)) ودفعا الى راس
الديرجملة من المال عنها، فاقام الغلام فيها وضاقت على سعد
الوراق الدنيا بما رحبت، واغلق دكانه، وهجر اخوانه، ولزم
الديرمع الغلام، وسعد في خلال ذلك يعمل فيه الاشعار، فمما
عمل فيه وهو في الدير والغلام قد عمل شماسا((1454)):
يا حمة((1455)) علت غصنا من البان
كان اطرافها اطراف ريحان
قد قايسوا الشمس بالشماس فاعترفوا
بانما الشمس والشماس سيان
فقل لعيسى بعيسى كم هراق دما
انسان عينك من عين لانسان
ثم ان الرهبان انكروا على الغلام كثرة المام سعد به، ونهوه عنه
وحرموه ان ادخله، وتوعدوه باخراجه من الدير ان لميفعل،
فاجابهم الى ما سالوه من ذلك.
فلما راى سعد امتناعه منه شق عليه، وخضع للرهبان ورفق
بهم، ولم يجيبوه وقالوا: في هذا علينا اثم وعار
ونخافالسلطان، فكان اذا وافى الدير اغلقوا الباب في وجهه،
ولم يدعوا الغلام يكلمه.
فاشتد وجده وازداد عشقه، حتى صار الى الجنون، فخرق ثيابه،
وانصرف الى داره فضرب جميع ما فيها بالنار، ولزمصحراء
الدير، وهو عريان يهيم، ويعمل الاشعار ويبكي.
قال ابو بكر الصنوبري: ثم عبرت يوما انا والمعوج من بستان بتنا
فيه فرايناه جالسا في ظل الدير، وهو عريان وقد طالشعره،
وتغيرت خلقته، فسلمنا عليه، وعذلناه وعتبناه، فقال: دعاني
من هذا الوسواس، اتريان ذلك الطائر على هيكل؟واوما بيده
الى طائر هناك. فقلنا: نعم. فقال: انا وحقكما يا اخوي اناشده
منذ الغداة ان يسقط فاحمله رسالة الى عيسى. ثمالتفت الي
وقال: يا صنوبري معك الواحك؟ قلت: نعم. قال: اكتب:
بدينك يا حمامة دير زكي
وبالانجيل عندك والصليب
قفي وتحملي عني سلاما
الى قمر على غصن رطيب
حماه جماعة الرهبان عني
فقلبي ما يقر من الوجيب
عليه مسوحه((1456)) واضاء فيها
وكان البدر في حلل المغيب
وقالوا رابنا المام سعد
ولا واللّه ما انا بالمريب
وقولي سعدك المسكين يشكو
لهيب جوى احر من اللهيب
فصله بنظرة لك من بعيد
اذا ما كنت تمنع من قريب
وان انا مت فاكتب حول قبري
محب مات من هجر الحبيب
رقيب واحد تنغيص عيش
فكيف بمن له الفا رقيب
ثم تركنا وقام يعدو الى باب الدير وهو مغلق دونه، وانصرفنا عنه
وما زال كذلك زمانا، ثم وجد في بعض الايام ميتاالىجانب
الدير، وكان امير البلد يومئذ العباس بن كيغلغ، فلما اتصل ذلك
به وباهل الرها خرجوا الى الدير، وقالوا ما قتلهغير الرهبان. وقال
لهم ابن كيغلغ: لابد من ضرب رقبة الغلام واحراقه بالنار، ولابد
من تعزير جميع الرهبان بالسياط،وتعصب في ذلك، فافتدى
النصارى نفوسهم وديرهم بمائة الف درهم((1457)).
(19) القاضي التنوخي
المولود (278)
المتوفى(342)
من ابن رسول اللّه وابن وصيه
الى مدغل((1458)) في عقبة الدين ناصب
نشا بين طنبور وزق ومزهر((1459))
وفي حجر شاد او على صدر ضارب
ومن ظهر سكران الى بطن قينة
على شبه في ملكها وشوائب
يعيب عليا خير من وطئ الحصى
واكرم سار في الانام وسارب
ويزري على السبطين سبطي محمد
فقل في حضيض رام نيل الكواكب
وينسب افعال القراميط كاذبا
الى عترة الهادي الكرام الاطائب
الى معشر لا يبرح الذم بينهم
ولا تزدرى اعراضهم بالمعايب
اذا ما انتدوا كانوا شموس بيوتهم
وان ركبوا كانوا شموس المواكب
وان عبسوا يوم الوغى ضحك الردى
وان ضحكوا ابكوا عيون النوادب
نشوا بين جبريل وبين محمد
وبين علي خير ماش وراكب
وزير النبي المصطفى ووصيه
ومشبهه في شيمه وضرائب
ومن قال في يوم الغدير محمد
وقد خاف من غدر العداة النواصب
اما انني اولى بكم من نفوسكم
فقالوا بلى قول المريب الموارب
فقال لهم من كنت مولاه منكم
فهذا اخي مولاه بعدي وصاحبي
اطيعوه طرا فهو مني بمنزل
كهارون من موسى الكليم المخاطب
القصيدة (83) بيتا
ما يتبع الشعر
كان عبداللّه بن المعتز العباسي المتوفى سنة (296) ممن
ينصب العداء للطالبيين، ويتحرى الوقيعة فيهم بما ينم عن
سوءسريرته، ويشف عن خبث طينته، وكثيرا ما كان يفرغ ما
ينفجر به بركان ضغائنه في قوالب شعرية، فجاءت من
ذلكقصائد خلدت له السواة والعار، ولقد تصدى غير واحد من
الشعراء لنقض حججه الداحضة، منهم :
الامير ابو فراس الاتي ذكره وترجمته، غير انه اربى بنفسه الابية
عن ان تقابل ذلكالرجسبالموافقة فيالبحروالقافية،فصاغ
قصيدتهالذهبيةالخالدةالميمية ينصر فيها العلويين، وينال من
مناوئيهمالعباسيين،ويوعز الى فضائحهموطاماتهمالتي لا
تحصى.
ومنهم: تميم بن معد الفاطمي: المولود (237) والمتوفى
(374)، رد على قصيدة ابن المعتز الرائية اولها:
اي ربع لال هند ودار
واول قصيدة ابن معد:
يا بني هاشم ولسنا سواء
في صغار من العلى وكبار
ومنهم: ابن المنجم((1460)).
و [ منهم ] : ابو محمد المنصور باللّه: المتوفى (614) الاتي
ذكره في شعراء القرن السابع.
ومنهم: صفي الدين الحلي: المتوفى (752) فقد رد عليه
ببائيته الرنانة المنشورة في ديوانه، المذكورة في ترجمته الاتية
فيشعراء القرن الثامن.
ومنهم: القاضي التنوخي المترجم له، فقد نظم هذه القصيدة
التي ذكرنا منها شطرا ردا عليه، وهي مذكورة في
كتابالحدائق الوردية((1461)) (83) بيتا، واحسبها كما في
غير واحد من المجاميع المخطوطة انها تمام القصيدة، وذكرت
في مطلعالبدور((1462)) (74) بيتا، وذكر منها اليماني في
نسمة السحر((1463)) (48) بيتا، والحموي (14) بيتا في
معجم الادباء (14/181)وقال: كان عبداللّه بن المعتز قد قال
قصيدة يفتخر فيها ببني العباس على بني ابي طالب اولها:
ابى اللّه الا ما ترون فما لكم
غضابا على الاقدار يا آل طالب
فاجابه ابو القاسم التنوخي بقصيدة نحلها بعض العلويين، وهي
مثبتة في ديوانه اولها:
من ابن رسول اللّه وابن وصيه
الى مدغل في عقدة الدين ناصب
نشا بين طنبور ودف ومزهر
وفي حجر شاد او على صدر ضارب
ومن ظهر سكران الى بطن قينة
على شبه في ملكها وشوائب
يقول فيها:
وقلت بنو حرب كسوكم عمائما
من الضرب في الهامات حمر الذوائب
صدقت منايانا السيوف وانما
تموتون فوق الفرش موت الكواعب
ونحن الالى لا يسرح الذم بيننا
ولا تدري((1464)) اعراضنا بالمعايب
اذا ما انتدوا كانوا شموس نديهم
وان ركبوا كانوا بدور الركائب
وان عبسوا يوم الوغى ضحك الردى
وان ضحكوا بكوا عيون النوائب
وما للغواني والوغى فتعودوا
بقرع المثاني من قراع الكتائب
ويوم حنين قلت حزنا فخاره
ولو كان يدري عدها في المثالب
ابوه مناد والوصي مضارب((1465))
فقل في مناد صيت ومضارب
وجئتم مع الاولاد تبغون ارثه
فابعد بمحجوب بحاجب حاجب
وقلتم نهضنا ثائرين شعارنا
بثارات زيد الخير عند التحارب
فهلا بابراهيم كان شعاركم
فترجع دعواكم تعلة((1466)) خائب
ورواها عماد الدين الطبري في الجزء العاشر من كتابه بشارة
المصطفى لشيعة المرتضى((1467)) وقال: حدثنا الحسين بن
ابيالقاسم التميمي، قال: اخبرنا ابو سعيد السجستاني، قال
انبانا القاضي ابن القاضي ابو القاسم علي بن المحسن
بنعليالتنوخي ببغداد، قال: انشدني ابي ابو علي المحسن،
قال: انشدني ابي ابو القاسم علي ابن محمد بن ابي الفهم
التنوخيلنفسه من قصيدة:
ومن قال في يوم الغدير محمد
وقد خاف من غدر العداة النواصب
اما انا اولى منكم بنفوسكم
فقالوا بلى قول المريب الموارب
فقال لهم من كنت مولاه منكم
فهذا اخي مولاه فيكم وصاحبي
اطيعوه طرا فهو مني كمنزل
لهارون من موسى الكليم المخاطب
فقولا له: ان كنت من آل هاشم
فما كل نجم في السماء بثاقب
وروى القصيدة وانها في رد عبداللّه بن المعتز صاحب تاريخ
طبرستان (ص100) بهاء الدين محمد بن حسن، وذكر
منهاخمسة عشر بيتا ومنها:
فكم مثل زيد قد ابادت سيوفكم
بلا سبب غير الظنون الكواذب
اما حمل المنصور من ارض يثرب
بدور هدى تجلو ظلام الغياهب
وقطعتم بالبغي يوم محمد
قرائن ارحام له وقرائب
وفي ارض باخمرى((1468)) مصابيح قدثوت
متربة الهامات حمر الترائب
وغادر هاديكم بفخ((1469)) طوائفا
يغاديهم بالقاع بقع النواعب((1470))
وهارونكم اودى بغير جريرة
نجوم تقى مثل النجوم الثواقب
ومامونكم سم الرضا بعد بيعة
تؤد((1471)) ذرى شم الجبال الرواسب
فهذا جواب للذي قال مالكم
غضابا على الاقدار يا آل طالب
الشاعر
ابو القاسم التنوخي علي بن محمد بن ابي الفهم داود بن
ابراهيم بن تميم بن جابر بن هاني بن زيد بن عبيد بن مالك
بنمريط بن سرح بن نزار بن عمرو بن الحارث بن صبح بن
عمرو بن الحرث بن عمرو بن الحارث بن عمرو ملك تنوخ
ابن فهم بن تيم اللّه وهو تنوخ بن اسد بن وبرة بن تغلب بن
حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة [ بن ] ملك بنحمير بن
سبا بن سحت بن يعرب بن قحطان بن غابن بن شالح بن
الشحد بن سام بن نوح النبي (ع)((1472)).
من اغزر عيالم العلم، وملتقى الفضائل، ومجتمع الفنون
المتنوعة، مشاركا في علوم كثيرة، مقدما في الكلام، متضلعا
في الفقهوالفرائض، حافظا في الحديث، قدوة في الشعر
والادب، بصيرا بعلم النجوم والهيئة، خبيرا بالشروط
والمحاضروالسجلا ت، استاذا في المنطق، متبحرا في النحو،
واقفا على اللغة، معلما في القوافي، عبقريا في العروض، وكما
انه من اعيانالعلم فهو مفرد في الكرم وحسن الشيم، فذ في
الظرف والفكاهة، دمث الخلائق، لين الجانب.
ولادته ونشاته
ولد بانطاكية يوم الاحد لاربع ليال بقين من ذي الحجة سنة
(278)، ونشا بها حتى غادرها في حداثته سنة ست وثلاثمائةالى
بغداد، وتفقه بها على مذهب ابي حنيفة، وسمع الحديث من
الحسن بن احمد بن حبيب الكرماني صاحب مسدد، واحمدابن
خليل الحلبي صاحب ابي اليمان الحمصي، واحمد بن محمد
بن ابي موسى الانطاكي، وانس بن سالم الخولاني، والحسنبن
احمد بن ابراهيم بن فيل، والفضل ابن محمد العطار
الانطاكيين، والحسين بن عبداللّه القطان الرقي، واحمد بن
عبداللّه بنزياد الجبلي، ومحمد بن حصن بن خالد الالوسي
الطرسوسي، والحسن بن الطيب الشجاعي، وعمر بن ابي
غيلان الثقفي،وابي بكر محمد بن محمد الباغندي، وحامد بن
محمد بن شعيب البلخي، وابي القاسم البغوي، وابي بكر بن ابي
داود. وقرافي النجوم على البنائي المنجم، صاحب الزيج.
يروي عنه: ابو حفص بن الاجري البغدادي، وابو القاسم بن الثلا
ج البغدادي، وعمر بن احمد بن محمد المقري، وابنه ابوعلي
المحسن التنوخي.
واول من قلده القضاء بعسكر مكرم وتستر وجندي سابور، في
ايام المقتدر باللّه الخليفة الذي ولي الخلافة من سنة
(295)حتى قتل سنة (320) من قبل القاضي ابي جعفر احمد
بن اسحاق بن البهلول التنوخي، وكتبه له ابو علي بن مقلة
وكانذلك سنة (310) في السنة الثانية والثلاثين من عمره، ثم
تقلد القضاء بالاهواز وكورة واسط واعمالها والكوفة
وسقيالفرات، وعدة نواح من الثغور الشامية، وارجان وكورة
سابور مجتمعا ومفترقا، وتولى قضاء ايذج وجند حمص من
قبلالمطيع للّه الذي ولي الخلافة سنة (334)، وكان المطيع
للّه قد عول على ابي السائب عن قضاء القضاة وتقليده اياه،
فافسدذلك بعض اعدائه، وكان ابن مقلة قلده المظالم بالاهواز،
واستخلفه ابو عبداللّه البريدي بواسط على بعض امور النظر.
وقال الثعالبي((1473)): كان يتقلد قضاء البصرة والاهواز بضع
سنين، وحين صرف عنه ورد حضرة سيف الدولة زائراومادحا،
فاكرم مثواه واحسن قراه، وكتب في معناه الى الحضرة ببغداد
حتى اعيد الى عمله، وزيد في رزقه ورتبته، وكانالمهلبي
الوزير وغيره من رؤساء العراق يميلون اليه جدا، ويتعصبون له
ويعدونه ريحانة الندماء، وتاريخ الظرفاء،ويعاشرون منه من
تطيب عشرته، وتكرم اخلاقه، وتحسن اخباره.
حديث حفظه وذكائه
كان المترجم آية في الحفظ والذكاء، قال ولده القاضي ابو علي
المحسن في نشوار المحاضرة((1474)) (ص176): حدثني ابي
قال:سمعت ابي ينشد يوما وسني اذ ذاك خمس عشرة سنة
بعض قصيدة دعبل الطويلة التي يفتخر فيها باليمن ويعدد
مناقبهم،ويرد على الكميت مناقبه بنزار اولها:
افيقي من ملامك ياظعينا
كفاني اللوم مر الاربعينا
وهي نحو ستمائة بيت فاشتهيت حفظها لما فيها من مفاخر
اليمن واهلي، فقلت: يا سيدي تخرجها الي حتى احفظها،
فدافعنيفالححت عليه فقال: كاني بك تاخذها فتحفظ منها
خمسين بيتا او مائة بيت ثم ترمي بالكتاب وتخلقه علي. فقلت:
ادفعهاالي.
فاخرجها وسلمها الي وقد كان كلامه اثر في، فدخلت حجرة
كانت برسمي من داره فخلوت فيها ولم اتشاغل يوميوليلتي
بشيء غير حفظها.
فلما كان في السحر كنت قد فرغت من جميعها واتقنتها،
فخرجت اليه غدوة على رسمي فجلست بين يديه. فقال:
هي((1475))،كم حفظت من القصيدة؟ فقلت: قد حفظتها
باسرها. فغضب وقد رآني قد كذبته وقال لي: هاتها.
فاخرجت الدفتر من كمي، فاخذه، وفتحه، ونظر فيه وانا انشد،
الى ان مضيت في اكثر من مائة بيت. فصفح منها عدةاوراق
وقال: انشد من ها هنا. فانشدت مقدار مائة بيت الى آخرها،
فهاله ما رآه من حسن حفظي، فضمني اليه وقبلراسي
وعيني، وقال: باللّه يا بني لا تخبر بها احدا فاني اخاف عليك من
العين.
وذكر ابن كثير هذه القصة ملخصا في تاريخه((1476))
(11/227).
وقال ابو علي((1477)) ايضا: حفظني ابي وحفظت بعده من
شعر ابي تمام والبحتري سوى ما كنت احفظ لغيرهما من
المحدثينوالقدماء مائتي قصيدة، قال: وكان ابي وشيوخنا
بالشام يقولون: من حفظ للطائيين((1478)) اربعين قصيدة
ولم يقل الشعر فهوحمار في مسلاخ انسان، فقلت الشعر وسني
دون العشرين، وبدات بعمل مقصورتي التي اولها:
لولا التناهي لم اطع نهي النهى
اي مدى يطلب من جاز المدى
وقال ابو علي((1479)): كان ابي يحفظ للطائيين سبعمائة
قصيدة ومقطوعة سوى ما يحفظ لغيرهم من المحدثين
والمخضرمينوالجاهليين، ولقد رايت له دفترا بخطه هو
عندي يحتوي على رؤوس ما يحفظه من القصائد مئتين
وثلاثين((1480)) ورقةاثمان منصوري لطاف، وكان يحفظ من
النحو واللغة شيئا عظيما مع ذلك، الى ان قال : وكان مع
ذلك يحفظ ويجيب فيمايفوق عشرين الف حديث، وما رايت
احدا احفظ منه، ولولا ان حفظه افترق في جميع هذه العلوم
لكان امرا هائلا.
تليفه
ان تضلع المترجم في العلوم الجمة، وشهرته الطائلة في جل
الفنون النقلية والعقلية والرياضية، وتجوله في
الاقطاروالامصار، تستدعي وجود تليف له قيمة، كما قال ولده
ابو علي: ان له في علم العروض والفقه وغيرهما عدة
كتبمصنفة، وقال الحموي((1481)): ان له تصانيف في
الادب، منها كتاب في العروض، قال الخالع: ما عمل في
العروض اجود منه،وكتاب علم القوافي. وذكر السمعاني
واليافعي وابن حجر وصاحب الشذرات له ديوان شعر، واختار
منه الثعالبي ما ذكرمن شعره، وسمعت فيما يتبع شعره في
الغدير. نقل الحموي عن ديوانه بائيته كغيرها، وذكر المسعودي
له
قصيدته المقصورة التي عارض بها ابن دريد، يمدح فيها تنوخ
وقومه من قضاعة اولها:
لولا انتهائي لم اطع نهي النهى
مدى الصبا نطلب من جاز المدى
ان كنت اقصرت فما اقصر قل
ب داميا ترميه الحاظ الدمى
ومقلة ان مقلت اهل الفضا
اغضت وفي اجفانها جمر الغضا
وفيها يقول:
وكم ظباء رعيها الحاظها
اسرع في الانفس من حد الظبا
اسرع من حرف الى جر ومن
حب الى حبة قلب وحشا
قضاعة من ملك بن حمير
ما بعده للمرتقين مرتقى
وقال ابو علي في نشوار المحاضرة((1482)): ان ما ضاع من
شعره اكثر مما حفظ. انتهى. غير ان هذه الكتب قد عصفت
عليهاعواصف الضياع، كما ان التصدي لمنصب القضاء عاقه عن
الاكثار من التاليف على قدر غزارة علمه.
مذهبه
من العويص جدا البحث والتنقيب عن مذهب من نشا في مثل
القرن الثالث والرابع، عصر التحزب للاراء والنزعات،عصر تشتت
الاعتقادات، عصر تكثر النحل، وتوفر الدواعي على انتحال
الرجل لما يخالف عقده القلبي، وتظاهره بما لايظهره سر
جنانه، وقد قضت الايام، ومرت الاعوام على آثارهم ونتائج
افكارهم مما كان يمكننا منه استظهار المعتقدات،وحكم الدهر
على منشور فلتات السن كانت تعرب عن مكنون الضمائر، وتقرا
علينا دروس الحقيقة من جانب مذهبالغابرين.
واضطراب كلمات ارباب المعاجم حول مذهب شاعرنا التنوخي
وولده ابي علي منذ عهدهم الى اليوم ينم عن انهم كانوايخفون
مختارهم من المذهب، وكانوا يظهرون في كل صقع وناحية
نزلوا ما يلائم مذهب اهليها، فقال الخطيب البغدادي
فيتاريخه، والسمعاني في انسابه، وابن كثير في تاريخه،
وصاحب شذرات الذهب، والسيد العباسي في المعاهد، وشيخنا
ابوالحسن الشريف في ضياء العالمين: ان المترجم تفقه على
مذهب ابي حنيفة. ونص اليافعي في مرآة الجنان، والذهبي
فيميزان الاعتدال، والسيوطي في البغية، وابو الحسنات في
الفوائد البهية بانه حنفي المذهب. وقال الخطيب البغدادي
فيتاريخه، والسمعاني في انسابه: انه كان يعرف الكلام في
الاصول على مذهب المعتزله. وفي كامل ابن الاثير:
كانعالماباصول المعتزلة. وفي لسان الميزان: انه يرمى
بالاعتزال، وعده سيدنا القاضي في مجالس المؤمنين من قضاة
الشيعة،وبذلك نص صاحب مطلع البدور، ونقل صاحب نسمة
السحر عن المسوري اليمني: انه كان معتزلي الاصول، متشيعا
جدا، حنفيالمذهب.
والذي يجمع بين هذه الشتات ان الرجل كان معتزلي الاصول،
حنفي الفروع، زيدي المذهب، ويؤكد مذهبه هذا ما
ذكرهمعاصره المسعودي في مروج الذهب((1483))(2/519)
من قوله: انه في وقتنا هذا وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة
آبالبصرة في جملة الزيديين((1484)). انتهى. وقصيدته البائية
التي ذكرنا شطرا منها ترجح كفة التشيع في ميزانه، كما ان
غيرواحدة من قضايا ذكرها ولده ابو علي في كتابه الفرج بعد
الشدة نقلا عن المترجم تؤذن بذلك.
وفاته
توفي في عصر يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر ربيع الاول سنة
(342) بالبصرة، ودفن من الغد في تربة اشتريت لهبشارع
المربد. قال ولده ابو علي في نشوار المحاضرة((1485)): وفيما
شاهدناه من صحة احكام النجوم كفاية، هذا ابي حول
مولدنفسه في السنة التي مات فيها، وقال لنا: هذه سنة قطع
على مذهب المنجمين. وكتب بذلك الى بغداد الى ابي الحسن
البهلولالقاضي صهره ينعى نفسه ويوصيه.
فلما اعتل ادنى علة وقبل ان تستحكم علته اخرج التحويل
ونظر فيه طويلا، وانا حاضر، فبكى ثم اطبقه،واستدعىكاتبه،
واملى عليه وصيته التي مات عنها، واشهد فيها من يومه.
فجاءه ابو القاسم غلام زحل المنجم، فاخذ يطيب نفسه، ويورد
عليه شكوكا. فقال له: يا ابا القاسم لست ممن يخفى هذاعليه
فانسبك الى غلط، ولا انا ممن يجوز عليه هذا فتستغفلني،
وجلس فوافقه على الموضع الذي خافه وانا حاضر.
ثم قال له ابي: دعني من هذا، بيننا شك في انه اذا كان يوم
الثلاثاء العصر لسبع بقين من الشهر فهو ساعة قطع((1486))
عندهم؟فامسك ابو القاسم غلام زحل لانه كان خادما لابي،
وبكى طويلا، وقال: يا غلام الطست، فجاءه به، فغسل
التحويل،وقطعه، وودع ابا القاسم توديع مفارق. فلما كان في
ذلك اليوم العصر مات كما قال.
اخذنا ترجمته((1487)) من : يتيمة الدهر (2/309)، نشوار
المحاضرة، تاريخ الخطيب البغدادي (12/77)، تاريخ ابن
خلكان(1/288)، معجم الادباء (14/162)، انساب السمعاني،
فواتالوفيات(2/68)، كاملابنالاثير(8/168)،
تاريخابنكثير(11/227)، مرآة الجنان (2/334)، لسان الميزان
(4/256)، معاهد التنصيص(1/136)، شذرات الذهب
(2/342)،مجالس المؤمنين (ص255)، الفوائد البهية في
تراجم الحنفية (ص137)، مطلع البدور، الحدائق الوردية،
نسمة السحر(ج2)، روضات الجنات (ص447، 477)، تنقيح
المقال (2/302).
قد يوجد الاشتباه في غير واحد من هذه المعاجم كمجالس
المؤمنين، ونسمة السحر، وتنقيح المقال بين ترجمة
المترجموبين ترجمة حفيده ابي القاسم علي بن المحسن
للاتحاد في الاسم والكنية والشهرة بالتنوخي، فوقع الخلط بين
الترجمتين.يطلع عليه الباحث بمعونة ما ذكرناه.
خلف المترجم على علمه الجم وفضائله الكثيرة ولده ابو علي
المحسن بن علي وهو كما قال الثعالبي((1488)): هلال ذلك
القمر،وغصن هاتيك الشجر، والشاهد العدل بمجد ابيه وفضله،
والفرع المثيل لاصله، والنائب عنه في حياته، والقائم مقامه
بعدوفاته، وفيه يقول ابو عبداللّه بن الحجاج الاتي ذكره:
اذا ذكر القضاة وهم شيوخ
تخيرت الشباب على الشيوخ
ومن لم يرض لم اصفعه الا
بحضرة سيدي القاضي التنوخي
له كتاب الفرج بعد الشدة، ونشوار المحاضرة، والمستجاد من
فعلات الاجواد، ديوان شعره وهو اكبر من ديوان ابيه،
سمعبالبصرة من مشايخها، ونزل بغداد وحدث بها، واول
سماعه بالحديث سنة (333)، واول ما تقلد القضاء بالقصر
وبابلوارباضهما في سنة (349)، ثم ولا ه المطيع للّه بعسكر
مكرم وايذج ورامهرمز، وتقلد غيرها اعمالا كثيرة في شتى
الجهات.
ولد ليلة الاحد لاربع بقين من شهر ربيع الاول سنة (327)
بالبصرة، وتوفي ليلة الاثنين لخمس بقين من المحرم
سنة(384) ببغداد، وهو في المذهب شبيه ابيه، لكن شواهد
التشيع فيه اكثر واوضح من ابيه.
واعقب ابو علي المحسن ابا القاسم عليا، خلف ابيه وجده على
علمهما الكثار، وادبهما الغزير، كان يصحب الشريفالمرتضى
علم الهدى ويلازمه، وكان من خاصته، وصحب ابا العلاء
المعري واخذ عنه، وكانت بينه وبين الخطيب ابيزكريا
التبريزي صلة ومؤانسة، وتقلد قضاء المدائن واعمالها،
ودرزنجان، والبردان، وقرميسين وغيرها.
يروي عنه الخطيب البغدادي في تاريخه((1489))، وترجمه
وذكر مشايخه، ويروي عنه ابو الغنائم محمد بن علي بن
الميمونالنرسي المعروف بابي، وهو يروي عن ابي الحسن علي
بن عيسى الرماني كما في اجازة العلا مة الحلي الكبيرة
لبنيزهرة((1490))، وعن ابي عبداللّه المرزباني المتوفى
(384)، وامره في المذهب اوضح من والده وجده، وتشيعه من
المتسالم عليهعند ارباب المعاجم، ولد في منتصف شعبان سنة
(370)بالبصرة، وتوفي ليلة الاثنين ثاني المحرم سنة (447)
ودفن بدارهبدرب التل.
|