لا! لان الحيلة لازمة في
استدرار الجوائز والمثوبات لزومها في
كل غرض من اغراض المعاش، ولا سيما في ذلك
الزمانالذي
شاعت فيه الفتن والسعايات، وما كانت تنقضي منه سنة
واحدة
بغير مكيدة خبيثة تودي بحياة خليفة، او امير،
اووزير، وربما
كانت مصانعة الحجاب، والتماس مواقع الهوى من نفوس
الحاشية والندمان، واللعب بمغامز النفوس
الخفية،واضحاك
هؤلاء وهؤلاء، اجدى على الشاعر في هذا الباب من
بلاغة شعره
وغزارة علمه.
وبسط الكلام في الموضوع الى (ص235) فقال:
ابن الرومي وشعراء عصره
عاصر ابن الرومي في بيئته
كثير من الشعراء، اشهرهم في عالم
الشعر: الحسين ابن الضحاك، ودعبل الخزاعي،
والبحتري،وعلي بن الجهم، وابن المعتز، وابوعثمان
الناجم.
وليس لهؤلاء ولا لغيرهم ممن عاصروه وعرفوه او لم
يعرفوه اثر
يذكر في تكوينه غير اثنين فيما نظن، هما الحسين
بنالضحاك
ودعبل الخزاعي.
قال الاميني: وكان بين ابن الرومي والشاعر المفلق
ابن
الحاجب محمد بن احمد صلة ومودة، وجرت بينهما نوادر،
منها:انابن الحاجب ساله ابن الرومي زيارته في يوم
معلوم،
فصاروا اليه فلم يجدوه، فقال ابن الرومي فيه شعرا
او له:
نجاك يا ابن الحاجب الحاجب
وليس ينجو مني الهارب
واجابه ابن الحاجب بابيات توجد في معجم
المرزباني((159))(ص453).
قال((160)):
فكان ابن الرومي معجبا بالحسين بن الضحاك،
يروي شعره، ويستملح اخباره، ويذكرها لاصحابه، وكان
ابنالرومي يافعا يحضر مجالس الادب ويتلقى دروسه،
والحسين في اوج شهرته يتناشد اشعاره ادباء الكوفة
وبغداد
ومدنالعراق. ثم ذكر بعض مارواه ابن الرومي من شعر
ابن
الضحاك نقلا عن الاغاني فقال:
وقد مات الحسين بن الضحاك وابن الرومي في التاسعة
والعشرين، ولم نر في تاريخه ولا في تاريخ الحسين ما
يشيرالىتلاقيهما في بغداد حيث عاش ابن الرومي
معظم
حياته، او في غير بغداد حيث كان يرحل ابن الضحاك.
اما دعبل فابن الرومي عارضه في موضعين: احدهما
القصيدة
الطائية التي نظمها دعبل حين اتهم خالدا بسرقة
ديكهواطعامه لضيوفه، وقال في مطلعها:
اسر المؤذن خالد وضيوفه
اسر الكمي هفا خلال الماقط((161))
والاخر في قصيدة لدعبل مطلعها:
اتيت ابن عمرو فصادفته
مريض الخلائق ملتاثها
وكان دعبل عدا ذلك متشيعا لال علي غاليا في
تشيعه((162))،
فجذب ذلك كله نفس ابن الرومي الفتى نحوه،
وحبب اليهمحاكاته ومجاراته، وربما كانت الرغبة
في مجاراته
احدى دواعيه الى الهجاء، ومات دعبل وابن الرومي في
الخامسةوالعشرين، ولا نعلم انهما تعارفا او كان
بينهما لقاء.
واما البحتري وابو عثمان الناجم فالثابت ان ابن
الرومي كان
على معرفة وصحبة معهما، عرف البحتري في بيت
الناجم،وكان هذا صديقا له بقي على صداقته الى يوم
موته.
قال الاميني: لابن الرومي قصيدة في البحتري وادبه
وشعره،
توجد منها ابيات في ثمار القلوب للثعالبي((163))
(ص200و342).
واما علي بن الجهم المتوفى(249) فقد كان بينه وبين ابن
الرومي برزخ واسع من اختلاف المذهب في الدين
والشعر،
فابنالرومي متشيع، وابن الجهم ناصب يذم عليا
وآله، ولا
يلتقي الشيعي والناصب كما يقول ابن الرومي . وكان
ابن
الجهمشديد النقمة على المعتزلة وعلى اهل العدل
والتوحيد
منهم خاصة، يهجوهم ويدس لهم، ويقول في زعيمهم احمد
بن ابيدؤاد:
ما هذه البدع التي سميتها
بالجهل منك العدل والتوحيدا((164))
وابن الرومي كما مر بك من هذه الجماعة، فمذهبه في
الدين
ينفره من ابن الجهم ولايرغبه في مجاراته ولو تشابها
فيما
عداذلك من المزاج والنزعة. لقد يهون هذا الفارق
ويسهل على
ابن الرومي الاغضاء عنه، وهو ناشئ يتلمس القدوة،
ويخطوفي
سبيل الشهرة، ولكنك تقرا شعر ابن الجهم في فخره
ومزاحه
فيخيل اليك انك تقرا كلام جندي يتنفج او يعربد
لخلوهمن
كل عاطفة غير عواطف الجند الذين يقضون اوقاتهم بين
الفخر
والضجيج واللهو والسكر، وليس بين هذه
الطبيعةوطبيعة ابن
الرومي مسرب للقدوة او للمقاربة في الميل والاحساس.
واما ابن المعتز فقد ولد في سنة سبع واربعين
ومائتين، فلما
ايفع وبلغ السن التي يقول فيها الشعر كان ابن
الرومي قد
جاوزالاربعين او ضرب في حدود الخمسين، ولما بلغ
واشتهر
له كلام يروى في مجالس الادباء كان ابن الرومي قد
اوفى
علىالستين وفرغ من التعلم والاقتباس، ولو انعكس
الامر وكان
ابن المعتز هو السابق في الميلاد لما اخذ منه ابن
الرومي
شيئا،او لكان افسد سليقته بالاخذ عنه، لان ابن
المعتز انما
امتاز بين شعراء بغداد في عصره بمزاياه الثلاث، وهي
البديعوالتوشيح والتشبيه بالتحف والنفائس. وابن
الرومي لم
يرزق نصيبا معدودا من هذه المزايا، ولم يكن قط من
اصحابالبديع واصحاب التوشيح او اصحاب التشبيهات
التي
تدور على الزخرف، وتستفيد نفاستها من نفاسة
المشبهات.
تاريخ وفاته
قال ابن خلكان((165)):
توفي يوم الاربعاء لليلتين بقيتا من
جمادى الاولى سنة ثلاث وثمانين. وقيل ست وسبعين
ومائتين،ودفن في مقبرة باب البستان.
والذين جاؤوا بعد ابن خلكان تابعوه في هذا الشك،
ولا مسوغ
لهذا الشك لامور((166)).
الاول: قوله:
طربت ولم تطرب على حين مطرب
وكيف التصابي بابن ستين اشيب
فبملاحظة تاريخ ولادته المتسالم عليه بين ارباب
المعاجم
يوافق ستين مع سنة(281)، فهو لم يمت في سنة (276)
علىالتحقيق. ولا يظن ان الستين هنا تقريبية
لضرورة الشعر،
فانه ذكر الخمس والخمسين في موضع آخر، حيث قال:
كبرت وفي خمس وخمسين مكبر
وشبت فالحاظ المها عنك نفر((167))
الثاني: مافي مروج الذهب((168)) (2/ 488) للمسعودي: من
ان قطر الندى بنت خمارويه وصلت الى مدينة السلام مع
ابنالجصاص في ذي الحجة سنة احدى وثمانين، ففي ذلك
يقول ابن الرومي:
ياسيد العرب الذي زفت له
باليمن والبركات سيدة العجم
قال الاميني: قال الطبري في تاريخه((169)) (11/345): كان
دخولهم بغداد يوم الاحد لليلتين خلتا من المحرم سنة
(282).
الثالث: مقطوعاته التي نظمها الشاعر في العرس الذي
احتفل
به الخليفة سنة اثنتين وثمانين.
قال الاميني: ومما ينفي الشك عن عدم وقوع وفاة
المترجم
سنة (270) قصيدته التي يمدح بها المعتضد باللّه ابا
العباس
احمدفي ايام خلافته، وقد بويع له في شهر رجب بعد عمه
المعتمد سنة (279) قال فيها:
هنيئا بني العباس ان امامكم
امام الهدى والباس والجود احمد
كما بابي العباس انشئ ملككم
كذا بابي العباس ايضا يجدد
قال العقاد: واما التاريخان الاخران، اي سنتا ثلاث
واربع
وثمانين فعندنا تاريخ اليوم والشهر من اولاهما
وليس عندنا
مثلذلك من الثانية، وهذا مما يرجح وفاته في سنة
ثلاث
وثمانين دون اربع وثمانين.
قال الاميني: لم نعرف وجه الترجيح بذكر تاريخ اليوم
والشهر
لمجرده، مع قطع النظر عما ذكره بعد من مضاهاة
التاريخبقوله:
ويقوي هذا الترجيح ان مضاهاة التواريخ تثبت لنا ان
جمادى
الاخرى من سنة ثلاث وثمانين بدات يوم جمعة، فيكون
يومالاربعاء قد جاء لليلتين بقيتا من جمادى
الاولى في تلك
السنة كما جاء في تاريخ الوفاة.
وقد ضاهينا هذا اليوم على التاريخ الافرنجي
فوجدناه يوافق
الرابع عشر من شهر يونيو، اي يوافق ابان الصيف
فيالعراق،
وابن الرومي مات في الصيف كما يؤخذ من قول الناجم:
انه
دخل عليه في مرضه الذي مات فيه وبين يديهماءمثلوج
،
فيجوز لنا على هذا ان نجزم بان اصح التواريخ هو
التاريخ الاول،
وهو يوم الاربعاء لليلتين بقيتا من جمادىالاولى
سنة ثلاث
وثمانين.
شهادته
الاقوال بعد ذلك مجمعة على
موت ابن الرومي بالسم، وان
الذي سمه هو القاسم بن عبيداللّه او ابوه. قال ابن
خلكان
فيوفيات الاعيان((170)) (1/386): ان الوزير ابا الحسين
القاسم بن عبيداللّه بن سليمان بن وهب وزير الامام
المعتضد
كان يخافمن هجوه و فلتات لسانه بالفحش، فدس عليه
ابن
فراس فاطعمه خشكنانجة((171)) مسمومة وهو في مجلسه،
فلما اكلهااحس بالسم، فقام فقال له الوزير: الى اين
تذهب؟
فقال: الى الموضع الذي بعثتني اليه. فقال له: سلم على
والدي.
فقال له:ماطريقي على النار.
وقال الشريف المرتضى في اماليه (2/101): انه قد اتصل
بعبيداللّه بن سليمان بن وهب امر علي بن العباس
الرومي
وكثرةمجالسته لابي الحسين القاسم،فقال لابي
الحسين: قد
احببت ان ارى ابن روميك هذا. فدخل يوما عبيداللّه
الى ابي
الحسينوابن الرومي عنده، فاستنشده من شعره
فانشده
وخاطبه، فرآه مضطرب العقل جاهلا. فقال لابي الحسين
بينه
وبينه:انلسان هذا اطول من عقله، ومن هذه صورته لا
تؤمن
عقاربه عند او ل عتب، ولا يفكر في عاقبته، فاخرجه
عنك.فقال: اخاف حينئذ ان يعلن ما يكتمه في دولتنا،
ويذيعه
في تمكننا. فقال: يابني اني لم ارد باخراجك له طرده.
فاستعمل فيهبيت ابي حية النميري:
3/56
فقلن لها سرا فديناك لا يرح
سليما والا تقتليه فالممي
فحدث القاسم ابن فراس بما جرى وكان اعدى الناس لابن
الرومي وقد هجاه باهاج قبيحة، فقال له: الوزير اعزه
اللّهاشار
بان يغتال حتى يستراح منه، وانا اكفيك ذلك. فسمه في
الخشكنانج فمات. قال الباقطاني: والناس يقولون:
ماقتله
ابنفراس وانما قتله عبيداللّه.
ثم ضعف((172))
الرواية الاولى بان عبيداللّه بن سليمان مات
سنة (288) بعد وفاة ابن الرومي فلا معنى لقول القاسم
له:
سلمعلى والدي، ووالده بقيد الحياة.
واستشكل في الرواية الثانية: بان عبيداللّه كانت له
سوابق
معرفة مع ابن الرومي، فلا يتم ما فيها من طلبه
رؤيته.
وانت ترى ان التضعيف الثاني ليس في محله، اذ الرؤية
المطلوبة لعبيداللّه كما يظهر من نفس الرواية رؤية
اختبار لا
مجردرؤية حتى تنافي التعارف والاجتماع قبلها،
فيحتمل
عندئذ ان عبيداللّه هو القائل: سلم على والدي لا
ابنه، واللّه
العالم((173)).
(14) الحماني الافوه
المتوفى (301)
ابن الذي ردت عليه الشم
س في يوم الحجاب
وابن القسيم النار في
يوم المواقف والحساب
مولاهم يوم الغديربرغم مرتاب وآبي((174))
وله:
قالوا ابو بكر له فضله
قلنا لهم هناه اللّه
نسيتم خطبة خم وهل
يشبه العبد بمولاه
ان عليا كان مولى لمن كان رسول اللّه مولاه((175))
الشاعر
ابو الحسين علي بن محمد بن
جعفر بن محمد بن محمد بن
زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) الكوفي
الحمانيالمعروف بالافوه.
وفي لباب الانساب((176)): يلقب هو ووالده محمد
بالحمال،
ويقال لاولاده بنو الحمال.
حمان بكسر المهملة وتشديد الميم محلة بالكوفة،
والنسبة
الى حمان قبيلة من تميم، وهم بنو حمان بن عبد العزيز
بنكعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. واسم حمان: عبد
العزى. وقد سكن هذه المحلة من نسب اليها وان لم يكن
منها((177))،
فمافي بعض المعاجم ضبطه بالمعجمة تصحيف.
المترجم له في الرعيل الاول من فقهاء العترة
ومدرسيهم في
عاصمة التشيع بالعراق في القرون الاولى الكوفة
وفيالسنام
الاعلى من خطباء بني هاشم وشعرائهم المفلقين، وقد
سار
بذكره وبشعره الركبان، وعرفه القريب والبعيد
بحسنالصياغة
وجودة السرد، اضف الى ذلك علمه الغزير، ومجده
الاثيل،
وسؤدده الباهر، ونسبه العلوي الميمون،
وحسبهالوضاح، الى
فضائل جمة تسنمت به الى ذروة الخطر المنيع.
سال المتوكل ابن الجهم: من اشعر الناس؟ فذكر شعراء
الجاهلية والاسلام، ثم انه سال ابا الحسن الامام
علي بن
محمدالهادي فقال: الحماني، حيث يقول:
لقد فاخرتنا من قريش عصابة
بمط خدود وامتداد اصابع
فلما تنازعنا المقال قضى لنا
عليهم بما يهوى نداء الصوامع
ترانا سكوتا والشهيد بفضلنا
عليهم جهير الصوت في كل جامع
فان رسول اللّه احمد جدنا
ونحن بنوه كالنجوم الطوالع
قال: وما نداء الصوامع يا ابا الحسن؟ قال: اشهد ان لا
اله الا اللّه،
واشهد ان محمدا رسول اللّه، جدي ام جدك؟
فضحكالمتوكل،
ثم قال: هو جدك لا ندفعك عنه.
هذا الحديث ذكره الجاحظ في المحاسن والاضداد((178))
(ص104)، والبيهقي في المحاسن والمساوئ((179))
(1/74)
غير ان فيها:الرضي مكان ابي الحسن، واحسبه تصحيف
المرتضى، وهو لقب الامام الهادي سلام اللّه عليه.
ورواه شيخ الطائفة في اماليه((180)) (ص180)، وبهاء
الدين
في تاريخ طبرستان((181))(ص224)، وابن شهرآشوب
فيالمناقب((182)) (5/ 118) طبعة الهند.
واثنى عليه المسعودي في مروج الذهب((183))
(2/322) في
كلام ياتي له، وقال: كان علي بن محمد الحماني مفتيهم
بالكوفة،وشاعرهم ومدرسهم ولسانهم، ولم يكن احد
بالكوفة
من آل علي بن ابي طالب يتقدمه في ذلك الوقت.
وذكره النسابة العمري في المجدي((184)) واطراه بما
ملخصه: كان مشهورا بالشعر، رثى يحيى بن عمر، وكان
اشعر
ولد ابيهيكنى ابا الحسين. وقال في ترجمة الشريف
الرضي: هو
اشعر قريش الى وقتنا، وحسبك ان يكون قريش في اولها
الحارثبن هشام، والعبلي، وعمر بن ابي ربيعة، وفي
آخرها
بالنسبة الى زمانه محمد بن صالح الموسوي، وعلي بن
محمد
الحماني.
وذكره الرفاعي في صحاح الاخبار(ص40) وقال: كان
شهما،
شجاعا، شاعرا، مفلقا، وخطيبا مصقعا. واثنى عليه
بالعلموجودة
الشعر سهل بن عبداللّه البخاري النسابة في سر
السلسلة((185))،
وصاحب بحر الانساب المشجر، والبيهقي في
لبابالانساب((186))، وابن المهنا في عمدة
الطالب((187))
(ص269)، وذكر الاخير ان له ديوان شعر مشهورا.
وقال الحموي في معجم الادباء((188)) (5/285) في ترجمة
محمد بن احمد الحسني العلوي بعدما اثنى عليه بانه
شاعر
مفلق،وعالم محقق، شائع الشعر، نبيه الذكر،ليس في
ولد
الحسن من يشبهه، بل يقاربه علي بن محمد الافوه.
وحكى صاحب نسمة السحر((189)) عن الحموي انه قال: كان
المترجم في العلوية من الشهرة والادب والطبع
كعبداللّه
بنالمعتز في العباسية، وكان يقول: انا شاعر، وابي
شاعر،
وجدي شاعر الى ابي طالب.
كان سيدنا الحماني في جانب عظيم من الاباء،
والحماسة، وقوة
القلب، ورباطة الجاش، وصراحة اللهجة،
والجراةعلىمناوئيه،
كل ذلك وراثة من سلفه الطاهر وبيته الرفيع. قال
المسعودي:
لما دخل الحسن بن اسماعيل الكوفة وهوصاحب الجيش
الذي
لقي يحيى بن عمر الشهيد سنة (250)، قعد عن سلامه ولم
يمض اليه، ولم يتخلف عن سلامه احد منآل عليبن
ابي طالب
الهاشميين، وكان علي بن محمد الحماني مفتيهم
بالكوفة
الى ان قال : فتفقده الحسن بن اسماعيل،وسال عنه،
وبعث
بجماعة فاحضروه، فانكر الحسن تخلفه، فاجابه علي بن
محمد
بجواب مستقتل آيس من الحياة. فقال:اردت ان آتيك
مهنئا
بالفتح، وداعيا بالظفر.
وانشد شعرا لا يقوم على مثله من يرغب في الحياة:
قتلت اعز من ركب المطايا
وجئتك استلينك في الكلام
وعز علي ان القاك الا
وفيما بيننا حد الحسام
ولكن الجناح اذا اهيضت
قوادمه يرف على الاكام
فقال له الحسن بن اسماعيل: انت موتور فلست انكر ما
كان
منك. وخلع عليه وحمله الى منزله((190)).
حبسه ابو احمد الموفق باللّه المتوفى (278) مرتين مرة
لكفالته
بعض اهله، ومرة لسعاية عليه من انه يريد الخروج
علىالخليفة،
فكتب اليه من الحبس:
قد كان جدك عبداللّه خير اب
لابني علي حسين الخير والحسن
فالكف يوهن منها كل انملة
ما كان من اختها الاخرى من الوهن
فلما وصل اليه الشعر كفل وخلى سبيله، فلقيه ابو علي
وقال
له: قد عدت الى وطنك الذي تلذه، واخوانك الذين
تحبهم.
فقال: يا ابا علي ذهب الاتراب والشباب والاصحاب،
وانشد:
هبني بقيت على الايام والابد
ونلت ما شئت من مال ومن ولد
من لي برؤية من قد كنت آلفه
وبالشباب الذي ولى ولم يعد
لا فارق الحزن قلبي بعد فرقتهم
حتى يفرق بين الروح والجسد((191))
نماذج من شعره
ومن نماذج شعره قوله:
بين الوصي وبين المصطفى نسب
تختال فيه المعالي والمحاميد
كانا كشمس نهار في البروج كما
ادارها ثم احكام وتجويد
كسيرها انتقلا من طاهر علم
الى مطهرة آباؤها صيد
تفرقا عند عبداللّه واقترنا
بعد النبوة توفيق وتسديد
وذر ذو العرش ذرا طاب بينهما
فانبث نور له في الارض تخليد
نور تفرع عند البعث فانشعبت
منه شعوب لها في الدين تمهيد
هم فتية كسيوف الهند طال بهم
على المطاول آباء مناجيد
قوم لماء المعالي في وجوههم
عند التكرم تصويب وتصعيد
يدعون احمد ان عد الفخار ابا
والعود ينسب في افنائه العود
والمنعمون اذا ما لم تكن نعم
والذائدون اذا قل المذاويد
اوفوا من المجد والعلياء في قلل
شم قواعدهن الفضل والجود
ما سود الناس الا من تمكن في
احشائه لهم ود وتسويد
سبط الاكف اذا شيمت مخايلهم
اسد اللقاء اذا صيد الصناديد
يزهو المطاف اذا طافوا بكعبته
وتشرئب((192))
لهم منها القواعيد
في كل يوم لهم باس يعاش به
وللمكارم من افعالهم عيد
محسدون ومن يعقد بحبهم
حبل المودة يضحى وهو محسود((193))
لا ينكر الدهر ان الوى بحقهمفالدهر مذ كان مذموم
ومحمود((194))
ولعل قوله: محسدون. اشارة الى قوله تعالى: (ام يحسدون
الناس على ما آتاهم اللّه من فضله)((195)) وقد ورد فيها انهم
الائمةمن آل محمد.
قال ابن ابي الحديد في شرح النهج((196)) (2/ 236): ان ها
نزلت في علي (ع) وما خص به من العلم. واخرج ابن حجر
فيالصواعق((197)) (ص91) عن الباقر (ع) انه قال
في هذه
الاية: «نحن الناس واللّه».
حسدوا الفتى اذ لم ينالوا سعيه
فالناس اعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها
حسدا وبغضا انه لدميم
واخرج الفقيه ابن المغازلي في المناقب((198))،
عن ابن
عباس: ان الاية نزلت في النبي (ص) وعلي (رضىا... عنه).
وقالالصبان في اسعاف الراغبين هامش نور الابصار
(ص109):
اخرج بعضهم عن الباقر فيقوله تعالى (ام يحسدون
الناسعلى
ما آتاهماللّه منفضله) انه قال: «اهل البيت هم
الناس».
وذكر ابو الفرج في المقاتل((199)) (ص420) للحماني
قوله
يرثي به يحيى الشهيد:
فان يك يحيى ادرك الحتف يومه
فما مات حتى مات وهو كريم
وما مات حتى قال طلا ب نفسه
سقى اللّه يحيى انه لصميم
فتى آنست بالباس والروع نفسه
وليس كما لاقاه وهو سؤوم
الى آخر الابيات.
وذكر له المسعودي((200)) وابو الفرج في رثاء يحيى
ايضا قوله:
تضوع مسكا جانب النهر اذ ثوى
وما كان الا شلوه يتضوع
مصارع اقوام كرام اعزة
ابيح ليحيى الخير في القوم مصرع
وذكر المسعودي في مروج الذهب قوله في يحيى بن عمر
ايضا:
يا بقايا السلف الصا
لح والبحر الربيح
نحن للايام من بين
قتيل وجريح
خاب وجه الارض كم
غيب من وجه صبيح
آه من يومك ما او
راه((201))
للقلب القريح
وفي المروج للمسعودي((202))، وربيع الابرار
للزمخشري((203))، قوله:
اني وقومي من احساب قومكم
كمسجد الخيف من بحبوحة الخيف
ما علق السيف منا بابن عاشرة
الا وهمته امضى من السيف
وله في رثاء يحيى قوله كما في مروج الذهب:
لعمري لئن سرت قريش بهلكه
لما كان وقافا غداة التوقف
فان مات تلقاء الرماح فانه
لمن معشر يشنون((204)) موت التترف
فلا تشمتوا فالقوم من يبق منهم
على سنن منهم مقام المخلف
لهم معكم اما جدعتم انوفكم
مقامات ما بين الصفا والمعرف((205))
تراث لهم من آدم ومحمد
الى الثقلين من وصايا ومصحف
وله في يحيى بن عمر ايضا قوله:
قد كان حين علا الشباب به
يقق السوالف((206)) حالك الشعر
وكانه قمر تمنطق في
افق السماء بدارة البدر
يا ابن الذي جعلت فضائله
فلك العلا وقلائد السور
من اسرة جعلت مخايلهم
للعالمين مخايل النظر
تتهيب الاقدار قدرهم
فكانهم قدر على قدر
والموت لا تشوي((207)) رميته
فلك العلا ومواضع الغرر
وله في رثاء اخيه لامه اسماعيل العلوي شعر كثير،
ومنه قوله:
هذا ابن امي عديل الروح في جسدي
شق الزمان به قلبي الى كبدي
فاليوم لم يبق شيء استريح به
الا تفتت اعضائي من الكمد
او مقلة بحياء الهم باكية
او بيت مرثية تبقى على الابد
ترى اناجيك فيها بالدموع وقد
نام الخلي ولم اهجع ولم اكد
من لي بمثلك يانور الحياة ويا
يمنى يدي التي شلت من العضد
من لي بمثلك ادعوه لحادثة
تشكى اليه ولا اشكو الى احد
قد ذقت انواع ثكل كنت ابلغها
على القلوب واجناها على كبدي
قل للردى لا تغادر بعده احدا
وللمنية من احببت فاعتمدي
ان الزمان تقضى بعد فرقته
والعيش آذن بالتفريق والنكد
وقال في نسب علي بن الجهم السامي احد الشعراء
المنحرفين
عن علي امير المؤمنين (ع)، وكان ممن يظهر عداءه،
وقدطعن
على نسبه من طعن، وقال اناس: من عقب سامة بن لؤي بن
غالب:
وسامة منا فاما بنوه
فامرهم عندنا مظلم
اناس اتونا بانسابهم
خرافة مضطجع يحلم
وقلت لهم مثل قول النبي
وكل اقاويله محكم
اذا ما سئلت ولم تدر ما
تقول فقل ربنا اعلم
وقال فيه ايضا:
لو اكتنفت النضر او معدا
او اتخذت البيت كفا مهدا
وزمزما شريعة ووردا
والاخشبين((208)) محضرا ومبدا
ما ازددت الا في قريش بعدااو كنت الا مصقليا وغدا((209))
وذكر له الثعالبي في ثمار القلوب((210)) (ص223) قوله:
ويوم قد ظللت قرير عينبه في مثل نعمة ذو رعين((211))
تفكهني احاديث الندامى
وتطربني مثقفة اليدين
فلولا خوف ما تجني الليالي
قبضت على الفتوة باليدين
وذكر له قوله في بني طاهر لما مر على دورهم وقد
سلبها
الدهر البهجة، ونزل بها من غدره رجة:
مررت بدور بني طاهر
بدور السرور ودور الفرح
فشبهت سرعة ايامهم
بسرعة قوس يسمى قزح
تالق معترضا في السماء
قليلا ومادام حتى مصح((212))
وذكر البيهقي في المحاسن والمساوئ((213)) (1/75)قوله:
عصيت الهوى وهجرت النساء
وكنت دواء فاصبحت داء
وما انس لا انس حتى الممات
نزيب((214))الظباء
تجيب الظباء
دعيني وصبري على النائبات
فبالصبر نلت الثرى والثواء
وان يك دهري لوى راسه
فقد لقي الدهر مني التواء
ونحن اذا كان شرب المدام
شربنا على الصافنات الدماء
بلغنا السماء بانسابنا
ولولا السماء لجزنا السماء
فحسبك من سؤدد اننا
بحسن البلاء كشفنا البلاء
يطيب الثناء لابائنا
وذكر علي يزين الثناء
اذا ذكر الناس كنا ملوكا
وكانوا عبيدا وكانوا اماء
هجاني قوم ولم اهجهم
ابى اللّه لي ان اقول الهجاء
وذكر له النسابة العمري في المجدي((215)) قوله:
هبني حننت الى الشباب
فطمست شيبي باختضابي
ونفقت عند الغانيات
بحيلتي وجهلت ما بي
من لي بما وقف المشيب
عليه من ذل الخضاب
ولقد تاملت الحياة
بعيد فقدان التصابي
فاذا المصيبة بالحياة
هي المصيبة بالشباب
ومن شعره ما ذكره الزمخشري في ربيع الابرار((216)) في
الباب (34) وهو:
لعمرك للمشيب علي مما
فقدت من الشباب اشد فوتا
تمليت((217))
الشباب فصار شيبا
وابليت المشيب فصار موتا
وذكر له الحموي في معجم البلدان((218)) (7/266)قوله:
فيا اسفي على النجف المعرى
واودية منورة الاقاحي
وما بسط الخورنق من رياض
مفجرة بافنية فساح
ووا اسفا على القناص تغدو
خرائطها على مجرى الوشاح
ولعل من هذه القصيدة ماذكره ابن شهرآشوب((219)) له:
واذ بيتي على رغم الملاحي
هو البيت المقابل للضراح
ووالدي المشار به اذا ما
دعا الداعي بحي على الفلاح
ومن شعره في عمدة الطالب((220)) (ص269) قوله:
لنا من هاشم هضبات عز
مطنبة بابراج السماء
تطوف بنا الملائك كل يوم
ونكفل في حجور الانبياء
ويهتز المقام لنا ارتياحا
ويلقانا صفاه بالصفاء
وذكر له ابن شهرآشوب في المناقب((221)) (4/39) طبعة
الهند قوله:
يا ابن من بيته من الدين والاس
لام بين المقام والمنبرين
لك خير البيتين من مسجدي جد
ك والمنشاين والمسكنين
والمساعي منلدن جدك اسما
عيل حتى ادرجت في الريطتين
يوم نيطت بك التمائم ذات الريش من جبرئيل في
المنكبين
ومنها:
انتما سيدا شباب الجنا
ن يوم الفوزين والروعتين
ياعديل القرآن من بين ذا الخل
ق ويا واحدا من الثقلين
انتما والقرآن في الارض مذ ا
زل مثل السماء والفرقدين
فهما من خلافة اللّه في الار
ض بحق مقام مستخلفين
قاله الصادق الحديث ولن
يفترقا دون حوضه واردين
اشار الى ما صح عند ائمة فرق الاسلام من قول النبي
(ص) في
خطبة له: «اني تارك او مخلف فيكم الثقلين
اوالخليفتين
كتاب اللّه وعترتي اهل بيتي، وانهما لن يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
وله في حديث الثقلين كما في المناقب((222))
(5/18) قوله:
يا آل حاميم الذين بحبهم
حكم الكتاب منزل تنزيلا
كان المديح حلى الملوك وكنتم
حلل المدائح غرة وحجولا
بيت اذا عد المثر اهله
عدوا النبي وثانيا جبريلا
قوم اذا اعتدلوا الحمائل اصبحوا
متقسمين خليفة ورسولا
نشاوا بيات الكتاب فما انثنوا
حتى صدرن كهولة وكهولا
ثقلان لن يتفرقا او يطفيا
بالحوض من ظما الصدور غليلا
وخليفتان على الانام بقوله
الحق اصدق من تكلم قيلا
فاتوا اكف الايسين فاصبحوا
ما يعدلون سوى الكتاب عديلا
وله قوله:
وانزله منه على رغمة العدى
كهارون من موسى على قدم الدهر
فمن كان فياصحاب موسى وقومه
كهارون لازلتم على ظلل الكفر
وآخاهم مثلا لمثل فاصبحت
اخوته كالشمس ضمت الى البدر
فخى عليا دونكم واصاره
لكم علما بين الهداية والكفر
وانزله منه النبي كنفسه
رواية ابرار تادت الى البشر
فمن نفسه منكم كنفس محمد
الا بابي نفس المطهر والطهر((223))
كل هذه الابيات ماخوذة من الاحاديث النبوية
الصحيحة من
حديث الثقلين وحديث المنزلة وحديث المؤاخاة الاتية
فيمحلها، واشار بالبيتين الاخيرين الى ما اخرجه
الحافظ
النسائي في خصائصه((224)) (ص19) باسناده عن ابي ذر،
قال: قالرسول اللّه (ص): «لينتهين بنو وليعة او
لابعثن عليهم
رجلا كنفسي ينفذ فيهم امري...».
وله في المناقب((225))، قوله في العترة الطاهرة:
هم صفوة اللّه التيليس مثلها
وما مثلهم في العالمين بديل
خيار خيار الناس من لايحبهم
فليس له الا الجحيم مقيل
وذكر له ابو نصر المقدسي في الظرائف واللطائف((226))
(ص123) قوله في صديق له ولدت له بنت فسخطها:
قالوا له ماذا رزقت
فاصاخ ثمة قال بنتا
واجل من ولد النسا
ء ابو البنات فلم جزعتا
ان الذين تود من
بين الخلائق ما استطعتا
نالوا بفضل البنت ما
كبتوا به الاعداء كبتا
وذكر له المقدسي ايضا قوله:
ان صدر النهار انضر شطر
يه كما نضرة الفتى في فتائه
ويوجد له في مجموعة المعاني((227))(ص59):
كان يبكيني الغناء سرورا
فاراني ابكي له اليوم حزنا
قد مضى ما مضى فليس يرجى
وبقي ما بقي فما فيه مغنى
وله في (ص82):
لا تكتسي النور الرياض اذالم يروهن مخايل
المطر((228))
والغيث لا يجدي اذا ذرفت
آماق مدمعه على حجر
وكذاك لو نيل الغنى بيد
لم تجتذب بسواعد القدر
وله في انوار الربيع((229)) (ص456) قوله:
يا شادنا افرغ من فضه
في خده تفاحة غضه
كانما القبلة في خده
للحسن من رقته عضه
يهتز اعلاه اذا ما مشى
وكله في يمنه قبضه
ارحم فتى لما تملكته
اقر بالرق فلم ترضه
وله في الانوار (ص480) قوله:
بابي فم شهد الضمير له
قبل المذاق بانه عذب
كشهادتي للّه خالصة
قبل العيان بانه الرب
والعين لا تغني بنظرتها
حتى يكون دليلها القلب
وله في (ص481) قوله:
كان هموم الناس في الارض كلها
علي وقلبي بينهم قلب واحد
ولي شاهدا عدل سهاد وعبرة
وكم مدع للحق من غير شاهد
وله في (ص528) قوله:
وجه هو البدر الا ان بينهما
فضلا تحير عن حافاته النور
في وجه ذاك اخاليط مسودة
وفي مضاحك هذا الدر منثور
وذكر له في نشوة السكران (ص79) قوله:
عريت عن الشباب وكنت غضا
كما يعرى عن الورق القضيب
ونحت على الشباب بدمع عيني
فما نفع البكاء ولا النحيب
الا ليت الشباب يعود يوما
فاخبره بما فعل المشيب((230))
ولادته ووفاته
لم نقف على تاريخ ولادة
المترجم سيدنا الحماني، غير ان
المستفاد من وفاته سنة (301)، ووفاة والده سنة ست بعد
المائتينفي خلافة المعتمد((231))، كما في مروج
الذهب((232))
(2/413): هو ان السيد كان من المعمرين،
ادرك القرن الثالث من اولهالىآخره.
واما وفاته فقد اختلف في تاريخها. قال النسابة
العمري في
المجدي((233))
ما ملخصه: ذكر شيخنا ابو الحسن بن [ ابي ]
جعفران الحماني مات سنة (270) بعد مخرجه من المحبس،
وقال ابن حبيب صاحب التاريخ في اللوامع: انه مات سنة
(301)،وهذا هو الصحيح . انتهى .
وقال ابن الاثير في الكامل((234)) (7/90): انه توفي سنة
(260) واللّه اعلم.
ونحن نرى الصحيح ماصححه النسابة صاحب المجدي،
لمكان
ابياته المذكورة في بني طاهر بن مصعب بعدما حكم
عليهمالدهر، وانقرضت حكومتهم بعد موت آخر رئيسهم
عبيداللّه بن عبداللّه بن طاهر المتوفى في
الثانيعشر من شوال
سنة(300)، فشعره فيهم يقتضي بقاءه الى هذا التاريخ
(301).
ولسيدنا المترجم ذرية كريمة واحفاد علماء ائمة
اعلام، فيهم
من هو في الطليعة من الشعراء والادباء والخطباء،
واليه
ينتهينسب الاسرة الشهيرة القزوينية العريقة في
العلم والفضل
والادب، النازلين في مدن العراق، كما ان له آباء
اعلاما نالواسنام
المجد وذروة الشرف، فمن اولئك جده الاعلى زيد
الشهيد،
ويهمنا الان بيان مجمل اعتقاد الشيعة فيه لاماطة
السترعما
هناك من الجنايات المخباة والنسب المختلقة.
زيد الشهيد والشيعة الامامية
الاثنا عشرية
هو احد اباة الضيم، ومن مقدمي
علماء اهل البيت، قد اكتنفته
الفضائل من شتى جوانبه، علم متدفق، وورع
موصوف،وبسالة
معلومة، وشدة في الباس، وشمم يخضع له كل جامح،
واباء
يكسح عنه اي ضيم، كل ذلك موصول بشرف نبوي،ومجد
علوي، وسؤدد فاطمي، وروح حسيني.
والشيعة على بكرة ابيها لا تقول فيه الا بالقداسة،
وترى من
واجبها تبرير كل عمل له من جهاد ناجع، ونهضة
كريمة،ودعوة
الى الرضا من آل محمد، تشهد لذلك كله احاديث
اسندوها الى
النبي(ص) وائمتهم (ع)، ونصوص علمائهم، و
مدائحشعرائهم
وتابينهم له، وافراد مؤلفيهم اخباره بالتدوين.
اما الاحاديث فمنها قول رسول اللّه (ص) للحسين
السبط:
«يخرج من صلبك رجل يقال له زيد، يتخطى هو
واصحابهرقاب
الناس، يدخلون الجنة بغير حساب»((235)).
وقوله (ص) فيه: «انه يخرج ويقتل بالكوفة، ويصلب
بالكناسة،
يخرج من قبره نبشا، وتفتح لروحه ابواب السماء،
وتبتهجبه اهل
السموات والارض»((236)).
وقول امير المؤمنين (ع) وقد وقف على موضع صلبه
بالكوفة،
فبكى وبكى اصحابه، فقالوا له: ما الذي ابكاك؟
قال:«انرجلا
من ولدي يصلب في هذا الموضع، من رضي ان ينظر الى
عورته
كب ه اللّه على وجهه في النار»((237)).
وقول الامام الباقر محمد بن علي (ع) : «اللهم اشدد
ازري
بزيد».
وكان اذا نظر اليه يتمثل:
لعمرك ما ان ابو مالك
بواه ولا بضعيف قواه
ولا بالالد له وازع
يعادي اخاه اذا مانهاه
ولكنه هين لين
كعالية الرمح عرد نساه
اذا سدته سدت مطواعة
ومهما وكلت اليه كفاه
ابو مالك قاصر فقره
على نفسه ومشيع غناه((238))
ودخل عليه زيد فلما رآه تلا: (ياايها الذين آمنوا
كونوا قوامين
بالقسط شهداء للّه)((239)) ثم قال: «انت واللّه يازيد
من
اهلذلك»((240)).
وقول الصادق (ع): «انه كان مؤمنا، وكان عارفا، وكان
عالما،
وكان صدوقا، اما انه لو ظفر لوفى، اما انه لو ملك
لعرفكيف
يضعها»((241)).
وقوله الاخر لما سمع قتله: «انا للّه وانا اليه
راجعون، عنداللّه
احتسب عمي انه كان نعم العم، ان عمي كان رجلا
لدنياناوآخرتنا، مضى واللّه عمي شهيدا كشهداء
استشهدوا مع
رسول اللّه وعلي والحسين، مضى واللّه شهيدا»((242)).
وقوله الاخر: «ان زيدا كان عالما، وكان صدوقا، ولم
يدعكم الى
نفسه وانما دعاكم الى الرضا من آل محمد، ولو
ظفرلوفىبما
دعاكم اليه، وانما خرج الى سلطان مجتمع لينقضه»((243)).
وقوله الاخر في حديث: «اما الباكي على زيد فمعه في
الجنة،
واما الشامت فشريك في دمه».
وقول الرضا سلام اللّه عليه : «انه كان من علماء آل
محمد،
غضب للّه، فجاهد اعداءه حتى قتل»((244)). والاحاديث
فيذلك كثيرة، وانما اقتصرنا على المذكور تحريا
للايجاز.
واما نصوص العلماء((245))، فدونك كلمة الشيخ المفيد
في
ارشاده، والخزاز القمي في كفاية الاثر، والنسابة
العمري في
المجدي،وابن داود في رجاله، والشهيد الاول في
قواعده،
والشيخ محمد ابن الشيخ صاحب المعالم في شرح
الاستبصار،والاسترابادي في رجاله، وابن ابي جامع
في رجاله،
والعلا مة المجلسي في مرآة العقول، وميرزا
عبداللّه الاصبهاني
في رياضالعلماء، والشيخ عبدالنبي الكاظمي في
تكملة
الرجال، والشيخ الحر العاملي في خاتمة الوسائل،
والسيد محمد
جد آية اللّهبحر العلوم في رسالته، والشيخ ابي علي
في رجاله،
وشيخنا النوري في خاتمة المستدرك، وشيخنا
المامقاني في
تنقيحالمقال.الى كثيرين منامثالهم، فقد اتفقوا
جميعا على
معنى واحد هو تنزيه ساحة زيد عن اي عاب وشية، وان
دعوته
كانت الهية،وجهاده في سبيل اللّه.
ويعرب عن راي الشيعة جمعاء قول شيخهم بهاء الملة
والدين
العاملي في رسالة اثبات وجود الامام المنتظر: انا
معشرالامامية
لا نقول في زيد بن علي الا خيرا، والروايات عن
ائمتنا في هذا
المعنى كثيرة.
وقال العلا مة الكاظمي في التكملة((246)): اتفق علماء
الاسلام على جلالة زيد وورعه وفضله.
واما شعراء الشيعة فللكميت من هاشمياته قصيدة يرثي
بها زيد
بن علي وابنه الحسين، ويمدح بني هاشم مطلعها:
الا هل عم في رايه متامل
وهل مدبر بعد الاساءة مقبل
وله قوله في زيد:
يعز على احمد بالذي
اصاب ابنه امس من يوسف((247))
خبيث من العصبة الاخبثين
وان قلت زانين لم اقذف
وقال سديف بن ميمون في قصيدة له:
لاتقيلن عبد شمس عثارا
واقطعوا كل نخلة وغراس
واذكروا مصرع الحسين وزيد
وقتيلا بجانب المهراس((248))
وقال ابو محمد العبدي الكوفي المترجم في كتابنا (2/
326
329):
حسبت امية ان سترضى هاشم
عنها ويذهب زيدها وحسينها
كلا ورب محمد والهه
حتى تباح سهولها وحزونها
وتذل ذل حليلة لحليلها
بالمشرفي وتسترد ديونها
وقال السيد الحميري المترجم (2/213 289) كما في تاريخ
الطبري((249))
(8/278):
بت ليلي مسهدا
ساهر الطرف مقصدا
ولقد قلت قولة
واطلت التبلدا
لعن اللّه حوشبا
وخراشا ومزيدا
ويزيدا فانه
كان اعتى واعندا
الف الف والف ال
ف من اللعن سرمدا
انهم حاربوا الاله وآذوا محمدا
شركوا في دم المط
هر زيد تعندا
ثم عالوه فوق جذ
ع صريعا مجردا
يا خراش بن حوشب((250))
انت اشقى الورى غدا
ورثاه الفضل بن عبدالرحمن بن ربيعة بن الحارث بن
عبدالمطلب المتوفى(129) بقصيدة اولها:
الا ياعين لا ترقي وجودي
بدمعك ليس ذا حين الجمود
غداة ابن النبي ابو حسين
صليب بالكناسة فوق عود
وابو ثميلة صالح بن ذبيان الراوي عن زيد بقصيدة
مستهلها:
اابا الحسين اعار فقدك لوعة
من يلق ما لاقيت منها يكمد
والوزير الصاحب بن عباد((251))، بمقطوعة اولها:
بدا من الشيب في راسي تفاريق
وحان للهو تمحيق وتطليق
هذا فلا لهو من هم يعوقني
بيوم زيد وبعض الهم تعويق
وقال ابو الحسن بن حماد في ابيات له تاتي:
ودليل ذلك قول جعفر عندما
عزي بزيد قال كالمستعبر
لو كان عمي ظافرا لوفى بما
قد كان عاهد غير ان لم يظفر
وللشيخ صالح الكواز((252)) في قصيدة يرثي بها الامام
السبط
قوله:
وزيد وقد كان الاباء سجية
لابائه الغر الكرام الاطايب
كان عليه القي الشبح الذي
تشكل فيه شبه عيسى لصالب
وقال الشيخ يعقوب النجفي المتوفى (1329) :
يبكي الامام لزيد حين يذكره
وان زيدا بسهم واحد ضربا
فكيف حال علي بن الحسين وقد
راى ابنه لنبال القوم قد نصبا
وللشيخ ميرزا محمد علي الاوردبادي قصيدة في مدحه
ورثائه،
اولها:
ابت علياؤه الا الكرامه
فلم تقبر له نفس مضامه
(25) بيتا
وللسيد مهدي الاعرجي قصيدة في رثائه، مطلعها:
خليلي عوجا بي على ذلكالربع
لاسقيه ان شح الحيا هاطل الدمع
(19) بيتا
ورثاه السيد علي النقي النقوي اللكهنوي بقصيدة
استهلها:
ابى اللّه للاشراف من آل هاشم
سوى ان يموتوا فيظلال الصوارم
(22) بيتا
وللشيخ جعفر النقدي قصيدة في رثائه، اولها:
يامنزل بالبلى غيبن ارسمه
يبكيه شجوا على بعد متيمه
(31) بيتا
وافرد غير واحد من اعلام الامامية تاليفا في زيد
وفضله ومثره،
فمنهم:
1 ابراهيم بن سعيد بن هلال الثقفي: المتوفى (283)، له
كتاب اخبار زيد.
2 محمد بن زكريا مولى بني غلا ب: المتوفى (298)، له كتاب
اخبار زيد.
3 الحافظ احمد بن عقدة: المتوفى (333)، له كتاب من روى
اخبار زيد ومسنده.
4 عبد العزيز بن يحيى الجلودي: المتوفى (368)، له كتاب
اخبار زيد.
5 محمد بن عبداللّه الشيباني: المتوفى (372)، له كتاب
فضائل زيد.
6 الشيخ الصدوق ابو جعفر القمي: المتوفى (381)، له كتاب
في اخباره.
7 ميرزا محمد الاسترابادي، صاحب الرجال الكبير.
8 السيد عبد الرزاق المقرم((253)) احد اعلام العصر
المنقدين المكثرين من التاليف في المذهب، على
تضلعه في
العلم، وقدمهفي الشرف، واحتوائه للمثر الجليلة،
ومن مهمات
تليفه واوفرها فائدة: كتاب الامام السبط المجتبى،
وكتاب حياة
الامامالسبط الشهيد ومقتله، وكتاب السيدة سكينة،
ورسالة
في علي بن الحسين الاكبر، وكتاب زيد الشهيد، وكتاب
في
تنزيهالمختار بن ابي عبيد الثقفي طبع مع كتاب
زيد، وكتاب
ابي الفضل العباس ابن امير المؤمنين. الى غيرها من
كتابات
ورسائلقد جمع فيها واوعى، واتى بما خلت عنه زبر
الاولين،
فحياه اللّه ووفقه للخير كله.
القول الفصل
هذا زيد ومقامه وقداسته عند
الشيعة جمعاء، فلست ادري اين
يكون اذا مقيل قول ابن تيمية من مستوى
الحقيقة:انالرافضة
رفضوا زيد بن علي بن الحسين ومن والاه، وشهدوا عليه
بالكفر
والفسق ؟!((254))
وتبعه على هذه الهفوة السيد محمود الالوسي في
رسالته
المطبوعة في كتاب السنة والشيعة (ص52) وقال:
الرافضة
مثلهمكمثل اليهود، الرافضة يبغضون كثيرا من
اولاد فاطمة
رضي اللّه عنها بل يسبونهم كزيد بن علي، وقد كان في
العلموالزهد على جانب عظيم. واخذ عنه القصيمي هذه
الاكذوبة، وذكرها في كتابه الصراع بين الاسلام
والوثنية.
ذكر هؤلاء عزوهم المختلق هذا الى الشيعة في عداد
مساوئهم،
فشنوا عليهم الغارات. الا من يسائلهم عن ان
الشيعةمتىلهجت
بهذه؟ ومن ذا الذي حكاها؟ وعلى اي كتاب تستند
مزعمتهم؟
ومن ذا الذي شافههم بها حيث خلت عنهاالكتب؟
نعم، لم يقصدوا الا اسقاط محل الشيعة بهذه السفاسف،
فكشفوا
عن سواة افكهم.
واذا كان الكاتب عن اي امة لايعرف شيئا من معالمهم
واحوالهم، او يعرفها ثم يقلبها ظهرا لبطن، يكون مثل
هؤلاء
الكتبةموردا للمثل: حن قدح ليس منها((255)).
وكان هؤلاء المدافعين عن ساحة قدس زيد يحسبون
القراء
جهلاء بالتاريخ الاسلامي، وانهم لايعرفون شيئا
منه،وتخفىعليهم حقيقة هذا القول المزور.
الا من مسائل هؤلاء عن ان زيدا، ان كان عندهم وعند
قومهم
في جانب عظيم من العلم والزهد، فباي كتاب ام باية
سنةحاربه اسلافهم، وقاتلوه، وقتلوه، وصلبوه،
واحرقوه، وداروا
براسه في البلاد؟!
اليس منهم ومن قومهم امير مناوئيه وقاتله يوسف بن
عمر؟
اوليس منهم صاحب شرطته العباس بن سعد؟
اوليس منهم قاطع راسه الشريف ابن الحكم بن الصلت؟
اوليس منهم مبشر يوسف بن عمر بقتله الحجاج بن
القاسم؟
اوليس منهم خراش بن حوشب الذي اخرج جسده من قبره؟
اوليس من خلفائهم الامر باحراقه الوليد او هشام بن
عبد
الملك؟
اوليس منهم حامل راسه الى هشام زهرة بن سليم؟
اوليس من خلفائهم هشام بن عبدالملك، وقد بعث راس
زيد
الى مدينة الرسول، فنصب عند قبر النبي يوما وليلة؟
اوليس هشام بن عبدالملك، كتب الى خالد القسري يقسم
عليه ان يقطع لسان الكميت شاعر اهل البيت ويده،
بقصيدةرثى بها زيد بن علي وابنه، ومدح بني هاشم؟
اوليس عامل خليفتهم بالمدينة محمد بن ابراهيم
المخزومي
كان يعقد حفلات بها سبعة ايام، ويخرج اليها ويحضر
الخطباءفيها، فيلعنون هناك عليا والحسنين وزيدا
واشياعهم؟
اوليس من شعراء قومهم الحكيم الاعور؟ وهو القائل:
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة
ولم نر مهديا على الجذع يصلب
وقستم بعثمان عليا سفاهة
وعثمان خير من علي واطيب!!
اوليس سلمة بن الحر بن الحكم شاعرهم هو القائل في
قتل
زيد؟ :
واهلكنا جحاجح من قريش
فامسى ذكرهم كحديث امس
وكنا اس ملكهم قديما
وما ملك يقوم بغير اس
ضمنا منهم نكلا وحزنا
ولكن لا محالة من تاس
اوليس منهم من يقول بحيال راس زيد وهو مصلوب
بالمدينة؟:
الايا ناقض الميثا
ق ابشر بالذي ساكا
نقضت العهد والميثا
ق قدما كان قدما كا
لقد اخلف ابليس ال
ذي قد كان منا كا
هذه حقيقة الحال، فاقض ما انت قاض.
(افمن هذا الحديث تعجبون # وتضحكون ولا تبكون # وانتم
سامدون)((256))
نقد واصلاح حول الكتب والتليف
المزورة
واذ لم تكن هذه الفرية
الشائنة على الشيعة حول زيد الشهيد
مجردة عن امثالها الكثيرة في كتب القوم قديما
وحديثا آوهي
بذرة كل شر وفساد، تحيي في النفوس نعرات الطائفية،
وتفرق
جمع الاسلام، وتشتت شمل الامة، و تضاد
الصالحالعام.
يهمنا ان نذكر جملة منها عن عدة من الكتب، ليقف
القارئ
على ما لهم من هوس وهياج في تخذيل عواطف المجتمع
عنالشيعة، وليعرف محلهم من الصدق والامانة،
وليتخذ به
المتكلم دروسا عالية في معرفة الاراء والمعتقدات،
ويظهر
للمفسرما حرفته يد التاويل من اي الكتاب العزيز عن
مواضعها،
وللفقيه ما لعبت به ايدي الهوى من احكام اللّه،
وللمحدث
ماضيعته الاهواء المضلة من السنة النبوية،
وللاخلاقي مصارع
الهوى ومساقط الاستهتار، وبذلك كله يتخذ
المؤلفدستوراصحيحا ، وخطة راقية، واسلوبا صالحا،
وادبا
بارعا في التاليف.
(ولئن اتبعت اهواءهم من بعدما جاءك من العلم انك اذا
لمن
الظالمين)((257))
((258)) (1)
العقد الفريد
قد يحسب القارئ لاول وهلة انه
كتاب ادب لا كتاب مذهب،
فيرى فيه نوعا من النزاهة، غير انه متى انهى
سيرهالىمناسبات
المذهب تجد مؤلفه ذلك المهوس المهملج، ذلك الافاك
الاثيم، قال((259)) (1/269):
فرية الرافضة يهود هذه الامة.
وجوابها
1 الرافضة يهود هذه الامة،
يبغضون الاسلام كما يبغض اليهود
النصرانية!
الجواب: كيف يرتضي القارئ هذه الكلمة القارصة؟ وبين
يديه
القرآن المجيد وفيه قوله تعالى: (ان الذين آمنوا
وعملواالصالحات اولئك هم خير البرية)((260)).
وقد ثبت فيها عن النبي (ص) قوله لعلي: «هم انت
وشيعتك»((261)).
وكيف يرتضيها وهو يقرا في الحديث قول الرسول الامين
(ص)
لعلي (ع): «انت وشيعتك في الجنة»؟ تاريخ بغداد
(12/289).
وقوله (ص): «اذا كان يوم القيامة دعي الناس باسمائهم
واسماء
امهاتهم الا هذا يعني عليا وشيعته. فانهم
يدعونباسمائهم
واسماء آبائهم لصحة ولادتهم»((262)).
وقوله (ص) لعلي: «ياعلي ان اللّه قد غفر لك، ولذريتك،
ولولدك، ولاهلك، وشيعتك، ولمحبي شيعتك»((263)).
وقوله (ص): «انك ستقدم على اللّه انت وشيعتك راضين
مرضيين»((264)).
وقوله(ص): «انت اول داخل الجنة من امتي، وان شيعتك
على
منابر من نور، مسرورون مبيضة وجوههم حولي،
اشفعلهم
فيكونون غدا في الجنة جيراني»((265)).
وقوله (ص): «انا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها،
والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها، واصل
الشجرة
فيجنة عدن وسائر ذلك في سائر الجنة»((266)).
وقوله (ص): «ياعلي ان اول اربعة يدخلون الجنة: انا
وانت
والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وازواجنا
خلفذرارينا، وشيعتنا عن ايماننا وعن شمائلنا»((267)).
وفي لفظ: «اما ترضى انك معي في الجنة، والحسن
والحسين
وذريتنا خلف ظهورنا؟»((268)).
وقوله (ص) : «ان هذا يعني عليا وشيعته هم الفائزون
يوم
القيامة»((269))
|