((اللهم ان اخي موسى سالك فقال: (رب اشرح لي صدري
ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي #واجعل لي
وزيرا من‏اهلي هارون اخي اشدد به ازري واشركه في
امري)((247)) فانزلت عليه قرآنا (سنشد عضدك‏باخيك
ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما)((248)) اللهم، واني
محمد نبيك وصفيك، اللهم واشرح لي صدري، ويسر لي‏امري،
واجعل لي وزيرا من اهلي، عليا اشدد به ظهري)).
قال ابو ذر(رض): فما استتم دعاءه حتى نزل جبرئيل(ع) من
عند اللّه غ وقال: يا محمد اقرا (انما وليكم اللّهورسوله‏والذين‏آم
ن وا) الاية.
اخرج هذه الاثارة ونزول الاية فيها، جمع كثير من ائمة التفسير
والحديث منهم: الطبري في تفسيره (6/165) من طريق‏ابن
عباس، وعتبة بن ابي حكيم، ومجاهد. الواحدي في اسباب
النزول (ص‏148) من طريقين. الرازي في تفسيره(3/431) عن
عطاء، عن عبد اللّه بن سلام وابن عباس وحديث ابي ذر
المذكور. الخازن في تفسيره (1/496). ابو البركات‏في تفسيره
(1/496). النيسابوري في تفسيره (3/461). ابن الصباغ المالكي
في الفصول المهمة (ص‏123) حديث الثعلبي‏المذكور. ابن
طلحة الشافعي في مطالب السؤول (ص‏31) بلفظ ابي ذر
المذكور. سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص‏9) عن‏تفسير
الثعلبي، عن السدي، وعتبة، وغالب بن عبداللّه. الكنجي
الشافعي في الكفاية (ص‏106) باسناده عن انس‏و(ص‏122) عن
ابن عباس، من طريق حافظ العراقين والخوارزمي وابن عساكر،
عن ابي نعيم والقاضي ابي المعالي.الخوارزمي في مناقبه
(ص‏178) بطريقين. الحموئي في فرائده في الباب الرابع عشر،
من طريق الواحدي، وفي التاسع‏والثلاثين عن انس، ومن طرق
اخرى عن ابن عباس، وفي الباب الاربعين عن ابن عباس
وعمار بن ياسر. القاضي عضدالايجي في المواقف (3/276).
محب الدين الطبري في الرياض (2/227) عن عبد اللّه بن
سلام، من طريق الواحدي وابي‏الفرج والفضائلي، و(ص‏206)،
وفي الذخائر (ص‏102) من طريق الواقدي وابن الجوزي. ابن
كثير الشامي في تفسيره(2/71) بطريق عن امير المؤمنين،
ومن طريق ابن ابي حاتم عن سلمة بن كهيل، وعن ابن جرير
الطبري باسناده عن‏مجاهد والسدي، وعن الحافظ عبد الرزاق
باسناده عن ابن عباس، وبطريق الحافظ ابن مردويه بالاسناد
عن سفيان‏الثوري عن ابن عباس، ومن طريق الكلبي عن ابن
عباس وقال: هذا اسناد لا يقدح به، وعن الحافظ ابن مردويه
بلفظ‏امير المؤمنين، وعمار، وابي رافع. ابن كثير ايضا في
البداية والنهاية (7/357) عن الطبراني باسناده عن امير
المؤمنين، ومن‏طريق ابن عساكر عن سلمة ابن كهيل. الحافظ
السيوط‏ي في جمع الجوامع كما في الكنز (6/391) من طريق
الخطيب في‏المتفق عن ابن عباس، و(ص‏405) من طريق ابي
الشيخ وابن مردويه عن امير المؤمنين. ابن حجر في الصواعق
(ص‏25).الشبلنجي في نور الابصار (ص‏77) حديث ابي ذر
المذكور عن الثعلبي. الالوسي في روح
المعاني(2/329)((249))وغيرهم. ولحسان بن ثابت في
هذه‏الماثرة شعر ياتي((250)) ان شاءاللّه تعالى.
نزول‏آية:((اجعلتم سقاية الحاج...)) في‏علي (ع)
6 ( اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن
باللّه واليوم الاخر وجهد في سبيل اللّه لا يستوون
عنداللّه)((251)).
اخرج الطبري في تفسيره((252)) (10/59) باسناده عن انس
انه قال: قعد العباس وشيبة بن عثمان صاحب البيت
آيفتخران، فقال له العباس: انا اشرف منك، انا عم رسول اللّه،
ووصي ابيه، وساقي الحجيج. فقال شيبة: انا اشرف منك،
اناامين اللّه على بيته وخازنه، افلا ائتمنك كما ائتمنني؟!
فهما على ذلك يتشاجران، حتى اشرف عليهما علي، فقال له
العباس: ان شيبة فاخرني، فزعم انه اشرف مني، فقال:
((فماقلت له يا عماه؟)). قال: قلت: انا عم رسول اللّه، ووصي
ابيه، وساقي الحجيج، انا اشرف منك. فقال لشيبة: ((ماذا قلت
انت‏يا شيبة؟)) قال: قلت: انا اشرف منك، انا امين اللّه على بيته
وخازنه، افلا ائتمنك كما ائتمنني؟!
قال: فقال لهما: ((اجعلاني معكما فخرا)). قالا: نعم. قال: ((فانا
اشرف منكما، انا اول من آمن بالوعيد من ذكور هذه
الامة،وهاجر، وجاهد)).
وانطلقوا ثلاثتهم الى النبي، فاخبر كل واحد منهم بمفخره، فما
اجابهم النبي بشي‏ء، فانصرفوا عنه، فنزل جبرئيل(ع)بالوحي
بعد ايام فيهم، فارسل النبي اليهم ثلاثتهم حتى اتوه، فقرا
عليهم: ( اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجدالحرام‏كمن آمن
ب اللّه واليوم الاخر) الاية.
حديث هذه المفاخرة ونزول الاية فيها اخرجه كثير من الحفاظ
والعلماء مجملا ومفصلا، منهم: الواحدي في
اسباب‏النزول((253)) (ص‏182) نقلا عن الحسن والشعبي
والقرظ‏ي. القرطبي في تفسيره((254)) (8/91) عن السدي.
الرازي في‏تفسيره((255)) (4/422). الخازن في
تفسيره((256)) (2/221) قال: وقال الشعبي ومحمد بن كعب
القرظ‏ي: نزلت في علي بن‏ابي طالب والعباس بن عبدالمطلب
وطلحة بن ابي شيبة((257)) افتخروا فقال طلحة: انا صاحب
البيت بيدي مفاتيحه.وقال العباس: وانا صاحب السقاية والقيام
عليها. وقال علي: ((ما ادري ما تقولون، لقد صليت الى القبلة
ستة اشهر قبل‏الناس، وانا صاحب الجهاد)). فانزل اللّه هذه الاية.
ومنهم: ابو البركات النسفي في تفسيره((258)) (2/221).
الحموئي في الفرائد((259))في الباب الواحد والاربعين
باسناده عن‏انس. ابن الصباغ المالكي في الفصول
المهمة((260)) (ص‏123) من طريق الواحدي عن الحسن
والشعبي والقرظ‏ي. جمال‏الدين محمد بن يوسف الزرندي في
نظم درر السمطين((261)). الكنجي في الكفاية((262))
(ص‏113) من طريق ابن جريروابن عساكر((263))، عن انس
بلفظه المذكور. ابن كثير الشامي في تفسيره (2/341) عن
الحافظ عبد الرزاق باسناده عن‏الشعبي، ومن طريق ابن جرير
عن محمد بن كعب القرظ‏ي، وعن السدي وفيه: افتخر علي
والعباس وشيبة كما مر، ومن‏طريق الحافظ عبد الرزاق ايضا
عن الحسن، ومحمد بن ثور عن معمر، عن الحسن. الحافظ
السيوط‏ي في الدرالمنثور((264))(3/218) من طريق الحافظ
ابن مردويه عن ابن عب اس، ومن طريق الحفاظ عبد الرزاق
وابن ابي شيبة وابن جريروابن منذر وابن ابي حاتم وابي الشيخ
عن الشعبي، وعن ابن مردويه عن الشعبي، وعن عبدالرزاق عن
الحسن، ومن طريق‏ابن ابي شيبة وابي الشيخ وابن مردويه عن
عبيد اللّه بن عبيدة، ومن طريق الفريابي عن ابن سيرين، وعن
ابن جرير عن‏محمد بن كعب القرظ‏ي، ومن طريق ابن جرير
وابي الشيخ عن الضحاك، وعن الحافظين ابي نعيم وابن
عساكر باسنادهماعن انس، باللفظ المذكور.
ومنهم: الصفوري في نزهة المجالس (2/242) وفي طبعة
(209) نقلا عن شوارد الملح وموارد المنح: ان العباس وحمزة
غ‏تفاخرا، فقال حمزة: انا خير منك لاني على عمارة الكعبة.
وقال العباس: انا خير منك لاني على سقاية الحاج. فقالا:
نخرج‏الى الابطح ونتحاكم الى اول رجل نلقاه، فوجدا
عليا(رض) فتحاكما على يديه فقال: ((انا خير منكما لاني
سبقتكما الى‏الاسلام)). فاخبر النبي بذلك، فضاق صدره
لافتخاره على عميه، فانزل اللّه تعالى تصديقا لكلام علي وبيانا
لفضله:(اجعلتم سقاية الحاج) الاية.
ولا يسعنا ذكر جميع المصادر التي وقفنا فيها على هذه
المفاخرة ونزول الاية فيها((265))، وكذلك في بقية
الايات‏والاحاديث، بل لم نذكر جلها روما للاختصار، وقد بسطنا
القول في جميعها في كتابنا العترة الطاهرة في الكتاب
العزيز،يتضمن الايات النازلة فيهم صلوات اللّه عليهم.
وهذه المفاخرة ونزول الاية فيها نظمها غير واحد من شعراء
السلف الحافظين لناموس الحديث، كسيد الشعراء
الحميري،والناشئ، والبشنوي، ونظرائهم، وستقف عليه في
تراجمهم ان شاء اللّه.
نزول آية:((سيجعل لهم الرحمن‏ودا))في‏علي(ع)
7 (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن
ودا)((266)).
اخرج ابو اسحاق الثعلبي في تفسيره((267))، باسناده عن البراء
بن عازب قال:
قال رسول اللّه(ص) لعلي: (( قل: اللهم اجعل لي عندك عهدا،
واجعل لي في صدور المؤمنين مودة)). فانزل اللّه هذه الاية.
ورواه ابو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي في
تذكرته((268)) (ص‏10) وقال: وروي عن ابن عباس ان هذا
الود جعله اللّهلعلي في قلوب المؤمنين.
وفي مجمع الزوائد (9/125) عن ابن عباس قال: نزلت في علي
بن ابي طالب ( ان الذين آمنوا) الاية. قال: محبة في
قلوب‏المؤمنين.
واخرج الخطيب الخوارزمي في مناقبه((269)) (ص‏188)
حديث ابن عباس، وبعده بالاسناد عن علي(ع) انه قال:
((لقيني‏رجل فقال: يا ابا الحسن واللّه اني احبك في اللّه.
فرجعت الى رسول اللّه فاخبرته بقول الرجل، فقال: لعلك يا
علي‏اصطنعت‏اليه معروفا. قال: فقلت: واللّه ما اصطنعت اليه
معروفا. فقال رسول اللّه: الحمد للّه الذي جعل قلوب المؤمنين
تتوق اليك‏بالمودة، فنزل قوله: (ان الذين آمنوا وعملوا
الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)...)).
واخرجه صدر الحفاظ الكنجي في الكفاية((270)) (ص‏121).
واخرج محب الدين الطبري في رياضه((271)) (2/207)
في‏الاية من طريق الحافظ السلفي، عن ابن الحنفية: لا يبقى
مؤمن الا وفي قلبه ود لعلي واهل بيته.
واخرج الحموئي في فرائده((272)) في الباب الرابع عشر، من
طريق الواحدي بسندين عن ابن عباس، والسيوط‏ي
في‏الدرالمنثور((273)) (4/287) من طريق الحافظ ابن
مردويه والديلمي عن البراء، ومن طريق الطبراني وابن مردويه
عن‏ابن عب اس، والقسطلاني في المواهب((274)) (7/14) من
طريق النقاش، والشبلنجي في نور الابصار((275))
(ص‏112)عن النقاش، وذكر ما مر عن ابن الحنفية، والحضرمي
في رشفة الصادي (ص‏25).
نزول آية:((ام حسب الذين اجترحوا)) في‏علي(ع)
8 (ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا
وعملوا الصالحات)((276)).
قال ابو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرته((277))
(ص‏11): قال السدي عن ابن عباس: نزلت هذه الاية
في‏علي(ع) يوم بدر: ف ( الذين اجترحوا السيئات) عتبة وشيبة
والوليد والمغيرة، (والذين آمنوا وعملوا الصالحات)علي(ع).
وتجد ما يقرب منه في كفاية الكنجي((278)) (ص‏120).
نزول آية: ((ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات
اولئك‏هم خير البرية))
9 (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير
البرية)((279)).
اخرج الطبري في تفسيره((280)) (30/146) باسناده عن ابي
الجارود، عن محمد ابن علي: (اولئك هم خير البرية).
فقال:((قال النبي(ص): انت يا علي وشيعتك)).
وروى الخوارزمي في مناقبه((281)) (ص‏66) عن جابر، قال:
كنا عند النبي(ص) فاقبل علي بن ابي طالب، فقال رسول
اللّه:((قد اتاكم اخي، ثم التفت الى الكعبة فضربها بيده. ثم قال:
والذي نفسي بيده، ان هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة.
ثم قال: انه اولكم ايمانا معي، واوفاكم بعهد اللّه، واقومكم بامر
اللّه، واعدلكم في الرعية، واقسمكم بالسوية، واعظمكم عنداللّه
مزية)).
قال: وفي ذلك الوقت نزلت فيه: (ان الذين آمنوا وعملوا
الصالحات اولئك هم خير البرية)، وكان اصحاب النبي(ص) اذا
اقبل‏علي قالوا: قد جاء خير البرية.
وروى في (ص‏178) من طريق الحافظ ابن مردويه، عن يزيد
بن شراحيل الانصاري كاتب علي(ع) ، قال: سمعت‏عليايقول:
((حدثني رسول اللّه وانا مسنده الى صدري، فقال: اي علي، الم
تسمع قول اللّه تعالى: (ان الذين آمنوا وعملواالصالحات اولئك
هم خير البرية)؟ انت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض،
اذا جاءت الامم للحساب تدعون غرامحجلين)).
واخرج الكنجي في الكفاية((282)) (ص‏119) حديث يزيد بن
شراحيل.
وارسل ابن الصباغ المالكي في فصوله((283)) (ص‏122) عن
ابن عباس، قال: لما نزلت هذه الاية قال النبي(ص) لعلي:((انت
وشيعتك، تاتي يوم القيامة انت وهم راضين مرضيين، وياتي
اعداؤك غضابا مقمحين)).
وروى الحموئي في فرائده((284)) بطريقين عن جابر: انها
نزلت في علي، وكان اصحاب محمد اذا اقبل علي قالوا: قد
جاءخير البرية.
وقال ابن حجر في الصواعق((285)) (ص‏96) في عد الايات
الواردة في اهل البيت: الاية الحادية عشرة قوله تعالى:
(ان‏ال‏ذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية).
اخرج الحافظ جمال الدين الزرندي((286))، عن ابن
عباس(رض):
ان هذه الاية لما نزلت قال(ص) لعلي: ((هو انت وشيعتك، تاتي
انت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، وياتي عدوك‏غضابا
مقمحين. قال: ومن عدوي؟ قال: من تبرا منك ولعنك. ثم قال
رسول اللّه(ص): ومن قال: رحم اللّه عليا، رحمه‏اللّه)).
وقال جلال الدين السيوط‏ي في الدر المنثور((287))
(6/379): اخرج ابن عساكر((288)) عن جابر بن عبد اللّه قال:
كنا عندالنبي(ص) فاقبل علي، فقال النبي(ص): ((والذي
نفسي بيده، ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة)).
ونزلت: ( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير
البرية)، فكان اصحاب النبي(ص) اذا اقبل علي قالوا: جاء
خيرالبرية.
واخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت (ان الذين آمنوا
وعملواالصالحات)الاية:قال‏رسول‏اللّه(ص)لعلي:((انت‏وشيعتك
يوم‏القيامة‏راضين‏مرضيين)).
واخرج ابن مردويه عن علي قال: قال رسول اللّه(ص)، وذكر
حديث يزيد بن شراحيل المذكور، وذكر الشبلنجي في
نورالابصار((289)) (ص‏78 و112) عن ابن عباس باللفظ
المذكور عن ابن الصباغ المالكي.
نزول آية: ((والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين
آمنوا))
10 (والعصر # ان الانسان لفي خسر# الا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات).
قال جلال الدين السيوط‏ي في الدر المنثور((290)) (6/392):
اخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى: (والعصر# ان
الانسان لفي خسر). يعني ابا جهل بن هشام (الا الذين آمنوا
وعم لوا الصالحات) ذكر عليا وسلمان.
ومن شعر حسان في امير المؤمنين:
ابا حسن تفديك نفسي ومهجتي وكل بط‏ي‏ء في الهدى
ومسارع ايذهب مدحي والمحبين ضائعاوما المدح في ذات
الاله‏بضائع‏فانت الذي اعطيت اذ انت راكع‏فدتك نفوس القوم
يا خير راكع‏بخاتمك((291)) الميمون يا خير سيدويا خير
شارثم‏ياخير بائع‏فانزل فيك اللّه خير ولاية وبينها في محكمات
الش رائع
نظم بها حديث تصدق امير المؤمنين(ع) بخاتمه للسائل راكعا
ونزول قوله تعالى: (انما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنواالذين
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فيه كما مر حديثه
(ص‏52).
ذكرها لحسان الخطيب الخوارزمي في المناقب((292))
(ص‏178)، وشيخ الاسلام الحموئي في فرائده((293)) في
الباب‏التاسع والثلاثين، وصدر الحفاظ الكنجي في
الكفاية((294)) (ص‏107)، وسبط ابن الجوزي في
تذكرته((295)) (ص‏10)،وجمال الدين الزرندي في نظم درر
السمطين((296)).
ومن شعر حسان في امير المؤمنين:
جبريل نادى معلناوالنقع ليس بمنجلي‏والمسلمون قد احدقوا
حول النبي المرسل‏لا سيف الا ذو الفقارولا فتى الا علي
يشيربها الى ما هتف به امين الوحي جبرئيل(ع) يوم احد في
علي وسيفه.
حديث: ((لا فتى الا علي))
اخرج الطبري في تاريخه((297)) (3/17) عن ابي رافع، قال:
لما قتل علي بن ابي طالب يوم احد اصحاب الالوية، ابصررسول
اللّه(ص) جماعة من مشركي قريش، فقال لعلي: ((احمل
عليهم)). فحمل عليهم ففرق جمعهم، وقتل عمرو بن عبد
اللّهالجمحي.
قال: ثم ابصر رسول اللّه(ص) جماعة من مشركي قريش، فقال
لعلي: ((احمل عليهم)). فحمل عليهم ففرق جماعتهم،
وقتل‏شيبة بن مالك.
فقال جبريل: يا رسول اللّه ان هذا للمواساة. فقال رسول
اللّه(ص): ((انه مني وانا منه)). فقال جبريل: وانا منكما.
قال: فسمعوا صوتا:
لا سيف الا ذو الفقارولا فتى الا علي
واخرجه احمد بن حنبل في الفضائل((298)) عن ابن عباس،
وابن هشام في سيرته((299)) (3/52) عن ابن ابي
نجيح،والخثعمي في الروض الانف((300)) (2/143)، وابن ابي
الحديد في شرح النهج((301)) (1/9) وقال: انه المشهور
المروي.وفي (2/236) وقال: ان رسول اللّه قال: ((هذا صوت
جبرئيل))، و(3/281).
والخوارزمي في المناقب((302)) (ص‏104) عن محمد بن
اسحاق بن يسار، قال: هاجت ريح في ذلك اليوم،
فسمع‏مناديقول:
لا سيف الا ذو الفقارولا فتى الا علي فاذا ندبتم
هالكافابكوا الوفي اخا الوفي((303))
وروى الحموئي نحوه في فرائده((304)) في الباب التاسع
والاربعين، وروى باسناده من طرق شتى عن الحافظ البيهقي
الى‏علي(ع) قال:
((اتى جبريل النبي(ص) فقال: ان صنما في اليمن مغفرا في
حديد، فابعث اليه فادققه، وخذ الحديد.
قال: فدعاني وبعثني اليه، فدققت الصنم، واخذت الحديد،
فجئت به الى رسول اللّه، فاستنصرت منه سيفين،
فسمى‏واحداذا الفقار، والاخر مجذما ، فتقلد رسول اللّه ذا
الفقار، واعطاني مجذما، ثم اعطاني بعد ذا الفقار، ورآني رسول
اللّه وانااقاتل دونه يوم احد، فقال:
لا سيف الا ذو الفقارولا فتى الا علي))
وفي تذكرة سبط ابن الجوزي((305)) (ص‏16): ذكر احمد في
الفضائل ايضا انهم سمعوا تكبيرا من السماء في ذلك اليوم
يوم‏خيبر وقائلا يقول:
لا سيف الا ذو الفقارولا فتى الا علي
فاستاذن حسان بن ثابت رسول اللّه(ص) ان ينشد شعرا، فاذن
له، فقال:
جبريل نادى معلنا والنقع ليس بمنجلي
الى آخر الابيات المذكورة.
ثم قال ما ملخصه يقال: ان الواقعة كانت يوم احد، كما رواه
احمد بن حنبل عن ابن عباس، وقيل: ان ذلك كان يوم
بدر،والاصح انه كان في يوم خيبر، فلم يطعن فيه احد من
العلماء. انتهى.
قال الاميني: ان الاحاديث تؤذننا بتعدد الواقعة، وان المنادي
يوم احد كان جبريل كما مر، والمنادي يوم بدر ملك يقال
له‏رضوان. قد اجمع ائمة الحديث على نقله، كما قال الكنجي،
واخرجه في كفايته((306)) (ص‏144) من طريق ابي الغنائم،
وابن‏الجوزي، والسلفي، وابن الجواليقي، وابن ابي الوفاء
البغدادي، وابن الوليد، وابن ابي الفهم، والمفتي عبد الكريم
الموصلي،ومحمد بن القاسم العدل، والحافظ محمد بن
محمود، وابن ابي البدر، والفقيه عبد الغني بن احمد، وصدقة
بن الحسين،ويوسف ابن شروان المقري، والصاحب ابي المعالي
الدوامي، وابن بطة، وشيخ الشيوخ عبد الرحمن بن عبد
اللطيف،وعلي‏بن محمد المقري، وابن بكروس، والحافظ « علي
» بن المعالي، وابي عبد اللّه محمد بن عمر، باسانيدهم عن سعد
بن‏طريف الحنظلي، عن ابي جعفر محمد بن علي الامام
الباقر قال: ((نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان:
لا سيف الا ذو الفقارولا فتى الا علي))
ثم قال: قلت: اجمع ائمة الحديث على نقل هذا الجزء كابرا عن
كابر، رزقناه عاليا بحمد اللّه عن الجم الغفير كما سقناه،
ورواه‏الحاكم مرفوعا، واخرجه عنه البيهقي في مناقبه، اخبرنا
بذلك الحافظ ابن النجار، اخبرنا المؤيد الطوسي الى آخر
السند عن جابر بن عبداللّه قال: قال رسول اللّه يوم بدر: ((هذا
رضوان ملك من ملائكة اللّه ينادي:
لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي))
واخرجه محب الدين الطبري باللفظ المذكور في
رياضه((307))(2/190)، وذخائر العقبى (ص‏74) ، والخوارزمي
في‏المناقب((308))(ص‏101) حديث جابر، وفي كتاب صفين
لنصر بن مزاحم((309))(ص‏257) وفي طبع مصر
(ص‏546)عن جابر بن نمير الصحيح عمير الانصاري قال:
سمعت رسول اللّه(ص) يقول كثيرا:
لا سيف الا ذو الفقار
ولا فتى الا علي
ومن شعر حسان :
وان مريم احصنت فرجها
وجاءت بعيسى كبدر الدجى
فقد احصنت فاطم بعدها
وجاءت بسبط‏ي نبي الهدى((310))
حديث: ((فاطمة احصنت فرجها...))يشير الى ما
صح‏عن النبي الطاهر في بضعته الصديقة فاطمة:
((ان فاطمة احصنت فرجها، فحرم اللّه ذريتها على النار)).
اخرجه الحاكم في المستدرك((311))(3/152) وقال: هذا
حديث صحيح الاسناد. والخطيب في تاريخه(3/54)، ومحب
الدين‏الطبري في ذخائر العقبى (ص‏48) عن تمام في
فوائده((312))، وصدر الحفاظ الكنجي الشافعي في
الكفاية((313))(ص‏222) باسناده عن حذيفة بن اليمان، قال:
قال رسول اللّه: ((ان فاطمة احصنت فرجها فحرمها اللّه وذريتها
على‏النار)).
وفي (ص‏223) بسند آخر عن ابن مسعود بلفظ حذيفة.
والسيوط‏ي في احياء الميت (ص‏257) عن ابن مسعود من
طريق‏البزار وابي يعلى والعقيلي والطبراني((314))وابن
شاهين، واخرجه في جمع الجوامع((315)) من طريق
البزار((316)) والعقيلي‏والطبراني والحاكم بلفظ حذيفة
اليماني.
وذكر المتقي الهندي فى اكماله في كنز
العمال((317))(6/219) من طريق الطبراني بلفظ:((ان فاطمة
احصنت فرجها،وان‏اللّهادخلها باحصان فرجها وذريتها الجنة)).
وابن حجر في الصواعق((318)) من طريق تمام والبزار
والطبراني وابي نعيم باللفظ المذكور، وقال: وفي رواية:
((فحرمها اللّهوذريتها على النار)). ورواه في (ص‏112) من
طريق البزار وابي يعلى والطبراني والحاكم باللفظ الثاني.
وذكره الشبلنجي في‏نور الابصار((319)) (ص‏45) باللفظين.
الشاعر
ابو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد
مناة بن عدي ابن عمرو بن مالك بن النجار تيم اللّه بن‏ثعلبة
بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة العنقاء سمي به
لطول عنقه ابن عمرو بن عامر بن ماء السماء بن
حارثة‏الغطريف ابن امرئ القيس البطريق ابن ثعلبة البهلول
ابن مازن بن الازد بن الغوث ابن نبت بن مالك بن زيد بن
كهلان‏بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان((320)).
بيت حسان احد بيوتات الشعر، عريق في الادب ونظم القريض،
قال المرزباني في معجم الشعراء((321)) (ص‏366): قال‏دعبل
والمبرد: اعرق الناس كانوا في الشعر آل حسان، فمنهم يعدون
ستة في نسق كلهم شاعر، سعيد بن عبد الرحمن بن‏حسان بن
ثابت بن المنذر بن حرام. انتهى.
وولده عبد الرحمن المذكور شاعر، قليل الحديث، توفي (104)،
وفيه وفي والده حسان، قال شاعر:
فمن للقوافي بعد حسان وابنه‏ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت
واما المترجم نفسه فعن ابي عبيدة: ان العرب قد اجتمعت
على‏ان حسان اشعر اهل المدن، وانه فضل الشعراء بثلاث: كان
شاعر الانصار، وشاعر النبي في ايامه(ص)، وشاعر اليمن
كلهافي الاسلام. قال له النبي(ص): ((ما بقي من لسانك؟))
فاخرج لسانه حتى قرع بطرفه طرف ارنبته ثم قال: واللّه اني
لووضعته على صخر لفلقه، او على شعر لحلقه، وما يسرني به
مقول من معد((322)). وكان رسول اللّه(ص) يضع له منبرا
في‏مسجده الشريف يقوم عليه قائما، ويفاخر عن رسول اللّه،
ويقول رسول اللّه(ص): ((ان اللّه يؤيد حسان بروح القدس،
مانافح او فاخر عن رسول اللّه))((323)).
كانت الحالة على هذا في عهد النبي(ص) ولما توفي(ص) مر
عمر على حسان وهو ينشد في المسجد فانتهره((324))،فقال:
افي‏مسجد رسول اللّه تنشد؟ فقال: كنت انشد وفيه من هو خير
منك. ثم التفت الى ابي هريرة، فقال: سمعت رسول
اللّه(ص)يقول: ((اجب عني، اللهم ايده بروح القدس))؟ قال:
نعم.
قال ابو عبد اللّه الابي المالكي في شرح صحيح مسلم
(ص‏317): وهذا يدل على ان عمر(رض) كان يكره انشاد الشعر
في‏المسجد، وكان قد بنى رحبة خارجه وقال: من اراد ان يلغط
او ينشد شعرا، فليخرج الى هذه الرحبة.
كل ذلك على خلاف ما كان عليه النبي(ص)، وفي وقته افحمه
حسان بما ذكر من قوله، لكن لا راي لمن لا يطاع، وقبل‏حسان
نهاه النبي(ص) عن فكرته هذه، وفهمه بما هناك من الغاية
الدينية المتوخاة حين تعرض لعبد اللّه بن رواحة، لما
كان‏رسول اللّه(ص) يطوف البيت على بعير، وعبد اللّه آخذ
بغرزه وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله‏خلوا فكل الخير مع رسوله‏نحن
ضربناكم على تنزيله‏ضربا يزيل الهام عن
مقيله‏ويذهل‏الخليل‏عن خليله‏يارب اني مؤمن بقيله
فقال له عمر: او هاهنا يا ابن رواحة ايضا؟ فقال رسول اللّه(ص):
((او ما تعلمن، اولا تسمع ما قال؟!)).
وفي رواية ابي يعلى ان النبي قال: ((خل عنه يا عمر، فو الذي
نفسي بيده لكلامه اشد عليهم من وقع النبل))((325)).
وكان حسان من المعروفين بالجبن، ذكره ابن الاثير في ا سد
الغابة((326))(2/6) وقال: كان من اجبن الناس. وعده‏الوطواط
في غرر الخصائص((327))(ص‏355) من الجبناء وقال: ذكر
ابن قتيبة في كتاب المعارف((328)): انه لم يشهد مع‏رسول
اللّه(ص) مشهدا قط. قالت صفية بنت عبدالمطلب عمة رسول
اللّه: كان معنا حسان في حصن فارغ يوم الخندق مع‏النساء
والصبيان، فمر بنا في الحصن رجل يهودي، فجعل يطوف
بالحصن وقد حاربت بنو قريظة وقطعت مابينها وبين‏رسول
اللّه، وليس بيننا وبينهم احد يدفع عنا، ورسول اللّه والمسلمون
في نحور عدوهم لا يستطيعون ان ينصرفوا الينا ان‏اتانا آت .
قالت: فقلت: يا حسان انا واللّه لا آمن ان يدل علينا هذا اليهودي
اصحابه، ورسول اللّه(ص) قد شغل عنا، فانزل‏اليه واقتله. قال:
يغفر اللّه لك (يابنت عبدالمطلب) ما انا بصاحب شجاعة.
قالت: فلما قال لي ذلك ولم ار عنده شيئا، اعتجرت((329))،
ثم اخذت عمودا ونزلت اليه فضربته بالعمود حتى
قتلته،ثم‏رجعت الى الحصن، وقلت: يا حس ان انزل اليه
واسلبه، فانه لم يمنعني من سلبه الا انه رجل.
فقال: مالي بسلبه من حاجة (يا بنت عبدالمطلب)((330))،
وكان حسان اقتدى في فعله بهذا الشاعر في قوله:
باتت تشجعني هند وما علمت‏ان الشجاعة مقرون بها العطب‏لا
والذي منع الابصار رؤيته‏ما يشتهي الموت عندي من
له‏ارب‏للحرب قوم اضل اللّه سعيهم‏اذا دعتهم الى نيرانها
وثبواولست منهم ولا ابغي فعالهم‏لا القتل يعجبني منهم
ولاالسلب
تحريف كتاب المعارف لابن قتيبة
قال الاميني: هذا ما نقله الوطواط عن المعارف لابن قتيبة،
لكن اسفي على مطابع مصر وعلى يد الطبع الامينة فيها،
فانهاتحرف الكلم عن مواضعها، فاسقطت هذه القصة عن
المعارف كما حرفت عنه غيرها.
ولد المترجم قبل مولد النبي القدسي(ص) بثمان سنين،
وعاش عند الجمهور مائة وعشرين سنة، وقال ابن الاثير: لم
يختلفوافي عمره. وفي المستدرك((331))(3/486)، واسد
الغابة((332))(2/7): اربعة تناسلوا من صلب واحد، عاش كل
منهم مائة‏وعشرين سنة، وهم: حسان بن ثابت بن المنذر بن
حرام.
يكنى بابي الوليد، وابي المضرب، وابي حسام، وابي عبد
الرحمن، والاول اشهر، وكان يقال له: الحسام. وذلك لكثرة
دفاعه‏عن حامية الاسلام المقدس بشعره.
وروى الحاكم((333)) عن مصعب «بن عبد اللّه
الزبيري‏»((334)) انه قال: عاش حسان ستين في الجاهلية
وستين في‏الاسلام، وذهب بصره وتوفي على قول
سنة(55)((335)) اعمى البصر والبصيرة، كما نص عليه
الصحابي الكبير سيدالخزرج قيس بن سعد بن عبادة، لما عزله
امير المؤمنين(ع) من ولاية مصر، ورجع الى المدينة، فانه
حينما قدمها جاءه‏حسان شامتا به، وكان عثمانيا بعد ما كان
علويا، فقال له: نزعك علي بن ابي طالب وقد قتلت عثمان،
فبقي عليك الاثم ولم‏يحسن لك الشكر. فزجره قيس، وقال: يا
اعمى القلب واعمى البصر، واللّه لولا ان القي بين رهط‏ي
ورهطك حربا لضربت‏عنقك، ثم اخرجه من عنده((336)).
3 قيس الانصاري
قلت لما بغى العدو عليناحسبنا ربنا ونعم الوكيل‏حسبنا ربنا
الذي فتح البصرة بالامس والحديث‏طويل
ويقول فيها:
وعلي امامنا وامام لسوانا اتى به التنزيل‏يوم قال النبي من كنت
مولاه فهذا مولاه خطب جليل‏ان ما قاله النبي على‏الامة‏حتم ما
فيه قال وقيل
ما يتبع الشعر
هذه الابيات انشدها الصحابي العظيم سيد الخزرج قيس بن
سعد بن عبادة بين يدي امير المؤمنين(ع) بصفين،
رواهاشيخنا المفيد معلم الامة المتوفى (413) في الفصول
المختارة((337))(2/87) ، وقال بعد ذكرها: ان هذه الاشعار
مع تضمنهاالاعتراف بامامة امير المؤمنين، فهي دلائل على
ثبوت سلف الشيعة وابطال عناد المعتزلة في انكارهم ذلك.
وذكرها في رسالته في معنى المولى((338))، وقال فيها:
قصيدة قيس التي لا يشك احد من اهل النقل فيها، والعلم بها
من‏قوله كالعلم بنصرته لامير المؤمنين وحربه اهل البصرة
وصفين معه، وهي التي اولها:
قلت لما بغى العدو عليناحسبنا ربنا ونعم الوكيل
فشهد هكذا شهادة قطعية بامامة امير المؤمنين(ع) من جهة
خبر يوم ا لغدير، صرح بان القول فيه يوجب رئاسته على‏الكل،
وامامته عليهم.
ورواها سيدنا الشريف الرضي المتوفى (406) في خصائص
الائمة((339))، وقال: اتفق حملة الاخبار على نقل شعر
قيس‏وهو ينشده بين يدي امير المؤمنين(ع) بعد رجوعهم من
البصرة، في قصيدته التي اولها:
قلت لما بغى العدو عليناحسبنا ربنا ونعم الوكيل
وهذان الشاعران قيس وحسان صحابيان، شهدا بالامامة
لامير المؤمنين، شهادة من حضر المشهد، وعرف
المصدروالمورد.
واخرجها العلم الحجة الشيخ عبيداللّه السدابادي في
المقنع((340)) الموجود عندنا فقال: قالوا: ومن الدليل
على ان اميرالمؤمنين هو الامام المنصوص عليه، قول قيس ابن
سعد بن عبادة، وهذا من خيار الصحابة يشهد له بالامامة،
وانه‏منصوص عليه، وانه خولف، وقال الكميت بن زيد يصدق
قول قيس بن سعد وحسان بن ثابت...
ورواها العلا مة الكراجكي المتوفى (449) في كنز
الفوائد((341))(ص‏234) فقال: انه مما حفظ عن قيس بن
سعد بن عبادة،وانه كان يقوله بين يدي امير المؤمنين(ع)
بصفين ومعه ا لراية.
واخرجها ابو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى (654)
في التذكرة((342))(ص‏20) فقال: ان قيسا انشدها بين
يدي‏علي بصفين.
ورواها((343)) سيدنا هبة اللّه الموسوي في المجموع الرائق
الموجود عندنا والمفسر الكبير الشيخ ابوالفتوح الرازي
في‏تفسيره (2/193)، وشيخ السروي الاتي شيخنا الشهيد
الفتال في روضة الواعظين (ص‏90)، وسيدنا القاضي نور
اللّهالمرعشي الشهيد (1019) في مجالس المؤمنين (ص‏101)،
والعلا مة المجلسي المتوفى (1111) في البحار (9/245)،
والسيدعلي خان المتوفى (1120) في الدرجات الرفيعة
الموجود عندنا في ذكر وقعة صفين، وشيخنا صاحب الحدائق
البحراني‏المتوفى (1186) في كشكوله (2/318). وجمع آخر من
متاخري اعلام الطائفة.
الشاعر
ابو القاسم وقيل: ابو الفضل((344)) قيس بن سعد بن
عبادة بن دليم((345)) بن حارثة بن ابي حزيمة بالحاء
المهملة‏المفتوحة ((346)) بن ثعلبة بن ظريف بن الخزرج بن
ساعدة بن كعب بن الخزرج الاكبر((347)) بن حارثة بن ثعلبة.
الى‏آخر النسب المذكور(ص‏62).
امه فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة.
هو ذلك الصحابي العظيم، كان يعد من اشراف العرب، وامرائها،
ودهاتها، وفرسانها، واجوادها، وخطبائها، وزهادها،وفضلائها،
ومن عمدالدين، واركان المذهب.
شرفه
فكان هو سيد الخزرج وابن سادتها، وقد حاز بيته الشرف
والمجد جاهلية واسلاما، قال سليم بن قيس الهلالي
في‏كتابه((348)): ان قيس بن سعد كان سيد الانصار وابن
سيدها.
وفي كامل المبرد((349))(1/309): كان شجاعا جوادا سيدا.
وقال ابو عمرو الكشي في رجاله((350))(ص‏73): لم يزل
قيس‏سيدا في الجاهلية والاسلام، وابوه وجده وجد جده لم
يزل فيهم الشرف، وكان سعد يجير فيجار وذلك له لسؤدده،
ولم‏يزل هو وابوه اصحاب اطعام في الجاهلية والاسلام، وقيس
ابنه بعده على مثل ذلك.
وفي الاستيعاب((351))(2/538): كان قيس شريف قومه غير
مدافع هو وابوه وجده. وفي اسد الغابة((352))(4/215):
كان‏شريف قومه غير مدافع، ومن بيت سيادتهم. وقال ابن كثير
في تاريخه((353))(8/99): كان سيدا مطاعا، كريما،
ممدحا،شجاعا.
وقال المترجم له في ابيات له:
واني من القوم اليمانين سيدوما الناس الا سيد ومسودوبز
جميع‏الناس اصلي ومنصبي‏وجسم به اعلو الرجال مديد
وكان والده احد النقباء الاثني عشر الذين ضمنوا لرسول
اللّه(ص) اسلام قومهم. والنقيب: الضمين. راجع تاريخ
ابن‏عساكر((354))(1/86).
امارته
ففي العهد النبوي كان من النبي(ص) بمنزلة صاحب الشرطة
من الامير، يلي ما يلي من اموره((355)). وكان حامل
راية‏الانصار مع رسول اللّه(ص) في بعض الغزوات، واستعمله
على الصدقة، وكان من ذوي الراي من الناس((356))، وبعده
ولا ه‏امير المؤمنين(ع) مصر، وكان اميرها الطاهر.
كان قيس من شيعة علي(ع) ومناصحيه، بعثه علي اميرا على
مصر في صفر (سنة‏36)، وقال له: ((سر الى مصر فقدوليتكها،
واخرج الى ظاهر المدينة، واجمع اليك ثقاتك ومن احببت ان
يصحبك، حتى تاتي مصر ومعك جند، فان ذلك‏ارعب لعدوك،
واعز لوليك، فاذا انت قدمتها ان شاء اللّه فاحسن الى المحسن،
واشدد على المريب، وارفق بالعامة‏والخاصة، فان الرفق يمن)).
فقال قيس: رحمك اللّه يا امير المؤمنين، قد فهمت ما ذكرت،
فاما الجند فاني ادعه لك، فاذا احتجت اليهم كانوا قريبا
منك،وان اردت بعثتهم الى وجه من وجوهك كان لك عدة،
ولكني اسير الى مصر بنفسي واهل بيتي، واما ما اوصيتني به
من‏الرفق والاحسان، فاللّه تعالى هو المستعان على ذلك.
فخرج قيس في سبعة نفر من اهله، حتى دخل مصر مستهل
ربيع الاول، فصعد المنبر فجلس عليه خطيبا، فحمد اللّهواثنى
عليه، وقال: الحمد للّه الذي جاء بالحق، وامات الباطل، وكبت
الظالمين. ايها الناس، انا بايعنا خير من نعلم بعد
نبينامحمد(ص)، فقوموا فبايعوا على كتاب اللّه وسنة رسوله،
فان نحن لم نعمل لكم بذلك فلا بيعة لنا عليكم.
فقام الناس فبايعوا واستقامت مصر واعمالها لقيس، وبعث عليها
عماله، الا ان قرية منها يقال لها: خربتا((357)) قد اعظم‏اهلها
قتل عثمان، وبها رجل من بني كنانة يقال له: يزيد بن الحارث،
فبعث الى قيس: انا لا ناتيك، فابعث عمالك، فالارض‏ارضك،
ولكن اقرنا على حالنا حتى ننظر الى ما يصير امر الناس.
ووثب محمد بن مسلمة بن مخلد بن صامت الانصاري، فنعى
عثمان ودعا الى الطلب بدمه، فارسل اليه قيس:
ويحك‏اعلي‏تثب؟ واللّه ما احب ان لي ملك الشام ومصر واني
قتلتك! فاحقن دمك. فارسل اليه مسلمة: اني كاف عنك ما
دمت‏انت والي مصر. وكان قيس له حزم وراي((358)).
خرج امير المؤمنين(ع) الى الجمل وقيس على مصر، ورجع
من البصرة الى الكوفة وهو بمكانه، ووليها اربعة اشهر
وخمسة‏ايام، دخلها كما مر في مستهل ربيع الاول، وصرف منها
لخمس خلون من رجب، كما في الخطط للمقريزي((359))،
فما في‏الاستيعاب((360)) وغيره: انه شهد الجمل الواقع في
جمادى الاخرة سنة (36) في غير محله. نعم ، يظهر من
التاريخ‏شهوده((361)) في مقدمات الجمل.
وولا ه علي امير المؤمنين آذربيجان كما في تاريخ
اليعقوبي((362))(2/178)، وكتب اليه وهو عليها:
اما بعد: فاقبل على خراجك بالحق، واحسن الى جندك
بالانصاف، وعلم من قبلك مما علمك اللّه، ثم ان عبداللّه بن
شبيل‏الاحمسي سالني الكتاب اليك فيه بوصايتك به خيرا، فقد
رايته وادعا متواضعا، فالن حجابك، وافتح بابك، واعمد
الى‏الحق، فان من وافق الحق ما يحبو اسره، (ولا تتبع الهوى
فيضلك عن سبيل اللّه ان الذين يضلون عن سبيل اللّه
لهم‏عذاب‏شديد بما نسوا يوم الحساب)((363)).
قال غياث: ولما اجمع علي على القتال لمعاوية، كتب ايضا الى
قيس:
((اما بعد: فاستعمل عبداللّه بن شبيل الاحمسي خليفة لك
واقبل الي، فان المسلمين قد اجمع ملؤهم وانقادت
جماعتهم،فعجل الاقبال، فانا ساحضرن الى المحلين عند غرة
الهلال ان شاء اللّه، وما تاخري الا لك، قضى اللّه لنا ولك
بالاحسان في‏امرنا كله)).
وروى الطبري في تاريخه((364))(6/91)، وابن كثير في
تاريخه((365))(8/14) عن الزهري، انه قال: جعل علي(ع)
قيس بن‏سعد على مقدمته من اهل العراق الى قبل آذربيجان
وعلى ارضها، وشرطة الخميس التي ابتدعتها العرب وكانوا
اربعين‏الفا بايعوا عليا(ع) على الموت، ولم يزل قيس يداري
ذلك البعث حتى قتل علي(ع) واستخلف اهل العراق الحسن
بن‏علي(ع) على الخلافة.
حديث دهائه
يجد القارئ شواهد قوية على ذلك من مواقفه العظيمة في
المغازي، ونظراته العميقة في الحروب، وآرائه المتبعة في
مهمات‏القضايا، وافكاره العالية في امارته، واعظام الامام امير
المؤمنين محله من الدهاء، واكباره رايه في حكومته، فانه لما
قدم‏قيس من ولاية مصر على علي، واخبره الخبر الجاري بينه
وبين رجال مصر ومعاوية، علم انه كان يقاسي اموراعظامامن
المكايدة، فعظم محل قيس عنده، واطاعه في الامر كله. تاريخ
الطبري((366))(5/231).
فعندها تجد سيد الخزرج قيسا في الطبقة العليا من اصحاب
الراي، ومن مقدمي رجالات النهى والحجا، وتشاهد هناك‏آيات
عقله المطبوع والمكتسب، وتعده اعظم دهاة العرب حين
ثارت الفتن، وسعرت نار الحرب، ان لم نقل: اعظم دهاة‏العالم،
ونرى له التقدم في الفضيلة على الخمسة((367)) الذين عدوه
منهم، واولاهم بالعقلية الناضجة، وتجد دون محله‏الشامخ ما
في الاستيعاب((368))(2/538) وغيره((369))من انه احد
الفضلاء الجلة من دهاة العرب، من اهل الراي والمكيدة‏في
الحرب، مع النجدة والسخاء والشجاعة.
قال الحلبي في سيرته: من وقف على ما وقع بينه وبين معاوية
لراى العجب من وفور عقله.
وقال ابن كثير في البداية((370))(8/99): ولا ه علي نيابة مصر
وكان يقاوم بدهائه وخديعته وسياسته لمعاوية وعمرو
بن‏العاص.
وكان الامام السبط الحسن يوصي امير عسكره عبداللّه بن
العباس وهو امير اثني عشر الفا من فرسان العرب، وقراءمصر،
بمشاورة قيس بن سعد والمراجعة اليه في مهام الحرب مع
معاوية، والاخذ برايه في سياسة الجيش، كما ياتي‏حديثه.
وكان ثقيلا جدا على معاوية واصحابه، ولما قدم قيس الى
المدينة من مصر، اخافه مروان والاسود بن ابي البختري،
فظهرقيس الى علي(ع) فكتب معاوية الى مروان والاسود
يتغيظ عليهما، ويقول: امددتما عليا بقيس بن سعد ورايه
ومكايدته،فواللّه لو انكما امددتماه بمائة الف مقاتل، ما كان ذلك
باغيظ الي من اخراجكما قيس ابن سعد الى علي.
تاريخ‏الطبري((371))(6/53).
وعالج معاوية قلوب اصحابه، وامنهم من ناحية قيس، بافتعال
كتاب عليه وقراءته على اهل الشام، كما ياتي تفصيله.
وكان قيس يرى نفسه في المكيدة والدهاء فوق الكل واولى
الجميع، ويقول: لولا اني سمعت رسول اللّه(ص) يقول:
((المكروالخديعة في النار)) لكنت من امكر هذه الامة((372))،
ويقول: لولا الاسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب((373)).
فشهرته بالدهاء مع تقيده المعروف بالدين، وكلاءته حمى
الشريعة، والتزامه البالغ في اعمال الراي بما يوافق رضا
مولاه‏سبحانه، وكفه نفسه عما يخالف ربه، تثبت له الاولوية
والتقدم والبروز بين دهاة العرب، ولا يعادله من الدهاة
الخمسة‏المشهورين احد الا عبداللّه بن بديل وذلك لاشتراكهما
في المبدا، والتزامهما بالدين الحنيف، والكف عن الهوى،
والوقوف‏عند مضلا ت الفتن.
وكلامه لمالك الاشتر مالك وما مالك؟! ينم عن غزارة عقله،
وحسن تدبيره، واستقامة رايه، وقوة ايمانه، وهو من غررالكلم،
ودرر الحكم، رواه شيخ الطائفة في اماليه((374))(ص‏86) في
حديث طويل فقال: قال الاشتر لعلي(ع): دعني يا
اميرالمؤمنين اوقع بهؤلاء الذين يتخلفون عنك. فقال له:
((كف عني)).
فانصرف الاشتر وهو مغضب! ثم ان قيس بن سعد لقي مالكا في
نفر من المهاجرين والانصار، فقال: يا مالك كلما ضاق‏صدرك
بشي‏ء اخرجته، وكلما استبطات امرا استعجلته، ان ادب الصبر
التسليم، وادب العجلة الاناة، وان شر القول ماضاهى العيب،
وشر الراي ما ضاهى التهمة، فاذا ابتليت فاسال، واذا امرت
فاطع، ولا تسال قبل البلاء، ولا تكلف قبل‏ان ينزل الامر، فان
في انفسنا ما في نفسك، فلا تشق على صاحبك.
ولما بويع امير المؤمنين بلغه ان معاوية قد وقف من اظهار
البيعة له، وقال: ان اقرني على الشام واعمالي التي ولا نيها
عثمان‏بايعته. فجاء المغيرة الى امير المؤمنين فقال له: يا امير
المؤمنين ان معاوية من قد عرفت، وقد ولا ه الشام من كان
قبلك،فوله انت كيما تتسق عرى الامور، ثم اعزله ان بدا لك.
فقال امير المؤمنين: ((اتضمن لي عمري يا مغيرة فيما بين
توليته الى خلعه؟)). قال: لا. قال: ((لا يسالني اللّه عز وجل
عن‏توليته على رجلين من المسلمين ليلة سوداء ابدا، (وما
كنت متخذ المضلين عضدا)((375))، لكن ابعث اليه وادعوه
الى ما في‏يدي من الحق، فان اجاب فرجل من المسلمين، له
مالهم، وعليه ما عليهم، وان ابى حاكمته الى اللّه)). فولى
المغيرة وهويقول: فحاكمه اذا، فحاكمه اذا، وانشا يقول:
نصحت عليا في ابن حرب نصيحة‏فرد فما مني له الدهر
ثانيه‏ولم يقبل النصح الذي جئته به‏وكانت له
تلك‏النصيحة‏كافيه‏وقالوا له ما اخلص النصح كله فقلت له ان
النصيحة غاليه
فقام قيس بن سعد فقال: يا امير المؤمنين ان المغيرة اشار
عليك بامر لم يرد اللّه به، فقدم فيه رجلا واخر فيه اخرى،
فان‏كان لك الغلبة تقرب اليك بالنصيحة، وان كانت لمعاوية
تقرب اليه بالمشورة. ثم انشا يقول:
يكاد ومن ارسى ثبيرا مكانه مغيرة ان يقوى عليك معاويه‏وكنت
بحمد اللّه فينا موفقاوتلك التي ارآكها غيركافيه‏فسبحان‏من
علا السماء مكان هاوارضا دحاها فاستقرت كما هيه فكان هو
صاحب الراي الوحيد بعين الامام‏الطاهر، تجاه تلك الاراء التعسة
الفارغة عن النزعات الروحية، في
كل منحسة ومتعسة، بين حاذف وقاذف((376)).
فروسيته
ان الباحث لا يقف على اي معجم يذكر فيه قيس، الا ويجد في
طيه جمل الثناء متواصلة على حماسته وشجاعته، ويقرا
له‏دروسا وافية حول فروسيته، وباسه في الحروب، وشدته في
المواقف الهائلة، فما عساني ان اكتب عن فارس سجل له‏التاريخ
انه كان سياف النبي الاعظم، واشد الناس في زمانه بعد امير
المؤمنين؟((377))
وما عساني ان اقول في باسل كان اثقل خلق اللّه على معاوية،
جبن اصحابه الشجاع والجبان، وكان اشد عليه من جيش‏عرام،
وكتائب تحشد مائة الف مقاتل؟ وكان يوم صفين يقول: واللّه ان
قيسا يريد ان يفنينا غدا ان لم يحبسه عنا حابس‏الفيل((378)).
تعرب عن هذه الناحية مواقفه في العهدين: النبوي والعلوي.
اما مواقفه على العهد النبوي فتجد نباها العظيم في صحائف
بدر، وفتح‏«مكة‏»، وحنين، واحد، وخيبر، والنضير،والاحزاب،
وهو يعد مواقفه هذه كلها في شعره، ويقول:
اننا اننا الذين اذا الفتح‏شهدنا وخيبرا وحنينابعد بدر وتلك
قاصمة الظهرواحد وبالنضير ثنينا
وقال سيدنا صاحب الدرجات الرفيعة((379)): انه شهد مع
النبي المشاهد كلها، وكان حامل راية الانصار مع رسول
اللّه،اخذ النبي(ص) يوم الفتح الراية من ابيه سعد ودفعها اليه.
وقال الخطيب في تاريخه(1/177): انه حمل لواء رسول اللّه
في‏بعض مغازيه. وفي تاريخي الطبري((380)) وابن
الاثير((381))(3/106): انه كان صاحب راية الانصار مع رسول
اللّه(ص)وكان من ذوي الراي والباس. وفي
الاستيعاب((382)): انه كان حامل راية النبي في فتح مكة اذ
نزعها من ابيه، وارسل‏عليا(رض) ان ينزع اللواء منه ويدفعه
لابنه قيس، ففعل.
واما مواقفه على العهد العلوي: فكان يحض امير المؤمنين على
قتال معاوية، ويحثه على محاربة مناوئيه ويقول: يا
اميرالمؤمنين ما على الارض احد احب الينا ان يقيم فينا منك،
لانك نجمنا الذي نهتدي به، ومفزعنا الذي نصير اليه،
وان‏فقدناك لتظلمن ارضنا وسماونا، ولكن واللّه لو خليت
معاوية للمكر ليرومن مصر، وليفسدن اليمن، وليطمعن في
العراق،ومعه قوم يمانيون قد اشربوا قتل عثمان، وقد اكتفوا
بالظن عن العلم، وبالشك عن اليقين، وبالهوى عن الخير، فسر
باهل‏الحجاز واهل العراق ثم ارمه بامر يضيق فيه خناقه، ويقصر
له من نفسه.
فقال: ((احسنت واللّه يا قيس واجملت))((383)).
فارسله علي(ع) مع ولده الحسن الزكي وعمار بن ياسر الى
الكوفة، ودعوة اهلها الى نصرته، فخطب الحسن(ع)
هناك‏وعمار، وبعدهما قام قيس، فحمد اللّه واثنى عليه، ثم قال:
ايها الناس ان هذا الامر لو استقبلنا به الشورى،
لكان‏علي‏احق‏الناس به، في سابقته، وهجرته، وعلمه، وكان قتل
من ابى ذلك حلالا، وكيف، والحج ة قامت على طلحة
والزبير،وقد بايعاه وخلعاه حسدا؟
فقام خطباوهم، واسرعوا الى الرد بالاجابة، فقال
النجاشي((384)):
رضينا بقسم اللّه اذ كان قسمناعليا وابناء النبي محمدوقلنا له
اهلا وسهلا ومرحبانقبل يديه من هوى وتودد فمرنا بماترضى
نجبك الى الرضا بصم العوالي والصفيح المهند((385))
وتسويد من سودت غير مدافع‏وان كان من سودت غير
مسودفان نلت ما تهوى فذاك نريده‏وان تخط ما تهوى
فغيرتعمد
وقال قيس بن سعد حين اجاب اهل الكوفة:
جزى اللّه اهل الكوفة اليوم نصرة اجابوا ولم يابوا بخذلان من
خذل‏وقالوا علي خير حاف وناعل‏رضينا به من ناقضي‏العهد من
بدل‏هما ابرزا زوج النبي تعمدايسوق‏بها الحادي‏المنيخ على
جمل‏فما هكذا كانت وصاة نبيكم‏وما هكذاالانصاف‏اعظم بذا
المثل
فهل بعد هذا من مقال لقائل
الا قبح اللّه الاماني والعلل