1 سورة العنكبوت: فانها مكية، الا من اولها عشر ايات، كما رواه الطبري في تفسيره ((1751)) في الجزء العشرين(ص86)، والقرطبي في ((1752))تفسيره (13/323)، والشربيني في السراج المنير ((1753)) (3/116). 2 سورة الكهف: فانها مكية، الا من اولها سبع ايات، فهي مدنية وقوله: 2(واصبر نفسك) الاية. كما في تفسير القرطبي((1754))(10/346)، واتقان السيوطي ((1755)) (1/16). 3 سورة هود: مكية، الا قوله: (واقم الصلاة طرفي النهار)، كما في تفسير القرطبي ((1756)) (9/1) وقوله: (فلعلك تارك بعض مايوحى اليك)، كما في السراج ((1757))المنير (2/40). 4 سورة مريم: مكية الا اية السجدة، وقوله: (وان منكم الا واردها)، كما في اتقان السيوطي ((1758)) (1/16). 5 سورة الرعد: فانها مكية الا قوله: (ولا يزال الذين كفروا) وبعض ايها الاخر، او بالعكس، كما نص عليه القرطبي فيتفسيره ((1759)) (9/278)، والرازي في تفسيره ((1760)) (6/258)، والشربيني في تفسيره ((1761)) (2/137). 6 سورة ابراهيم: مكية الا قوله: (الم تر الى الذين بدلوا نعمة اللّه...) الايتين. نص به القرطبي في تفسيره ((1762)) (9/338)، والشربيني في السراجالمنير ((1763)) (2/159). 7 سورة الاسراء: مكية الا قوله (وان كادوا ليستفزونك من الا رض) الى قوله: (واجعل لي من لدنك نصيرا)، كما في تفسيرالقرطبي ((1764)) (10/203)، والرازي ((1765)) (5/540)، والسراج المنير ((1766)) (2/261). 8 سورة الحج: مكية الا قوله: (ومن الناس من يعبد اللّه على حرف)، كما في تفسير القرطبي ((1767)) (12/1)،والرازي((1768)) (6/206)، والسراج المنير ((1769)) (2/511). 9 سورة الفرقان: مكية الا قوله: (والذين لا يدعون مع اللّه الها اخر)، كما في تفسير القرطبي ((1770)) (13/1)، والسراجالمنير ((1771))(2/617). 10 سورة النحل: مكية الا قوله: (وان عاقبتم فعاقبوا) الاية. الى اخر السورة. نص على ذلك القرطبي في تفسيره ((1772)) (15/65)، والشربيني في تفسيره ((1773)) (2/205). 11 سورة القصص: مكية الا قوله: (الذين اتيناهم الكتاب من قبله)، وقيل: الا اية: (ان الذي فرض عليك القران) الاية، كما فيتفسيري القرطبي ((1774)) (13/247)،والرازي ((1775)) (6/585).2 12 سورة المدثر: مكية غير اية من اخرها على ما قيل، كما في تفسير الخازن ((1776)) (4/343). 13 سورة القمر: مكية الا قوله: (سيهزم الجمع ويولون الدبر). قاله الشربيني في السراج المنير ((1777)) (4/136). 14 سورة الواقعة: مكية الا اربع ايات، كما في السراج المنير (4/171). ((1778)) 15 سورة المطففين: مكية الا الاية الاولى، ومنها انتزع اسم السورة، كما اخرجه الطبري في الجزء الثلاثين من تفسيره((1779))(ص58). 16 سورة الليل: مكية الا اولها، ومنها اسم السورة، كما في الاتقان ((1780)) (1/17). 17 سورة يونس: مكية الا قوله: ( فان كنت في شك... ) الايتين، او الثلاث، او قوله: (ومنهم من يؤمن به)، كما في تفسيرالرازي ((1781)) (4/774)، واتقان السيوطي ((1782)) (1/15)، وتفسير الشربيني (2/2). كما ان غير واحد من السور المدنية فيها ايات مكية: منها: سورة المجادلة، فانها مدنية الا العشر الاول، ومنها تسمية السورة، كما في تفسير ابي السعود ((1783)) في هامشالجزء الثامن من تفسير الرازي (ص148)، والسراج المنير ((1784)) (4/210). ومنها: سورة البلد مدنية الا الاية الاولى وبها تسميتها بالبلد الى غاية الاية الرابعة كما قيل في الاتقان((1785))(1/17) وسور اخرى لا نطيل بذكرها المجال. على ان من الجائز نزول الاية مرتين، كايات كثيرة نص العلماء على نزولها مرة بعد اخرى عظة وتذكيرا، او اهتمامابشانها، او اقتضاء موردين لنزولها غير مرة، نظير البسملة، واول سورة الروم، واية الروح، وقوله: (ما كان للنبي والذين امنواان يستغفروا للمشركين) ((1786)) وقوله: (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) ((1787)) ...الى اخر النحل. وقوله: (من كان عدواللّه((1788)) ) الاية، وقوله: (اقم الصلاة طرفي النها((1789))ر ) ، وقوله: (اليس اللّه بكاف عبده((1790)) ) ، وسورة الفاتحة، فانهانزلت مرة بمكة حين فرضت الصلاة، ومرة بالمدينة حين حولت القبلة. ولتثنية نزولها سميت بالمثاني . ((1791)) الوجه الثالث : ان قوله تعالى: (واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندكفامطر علينا حجارة من السماء) ((1792)) نزلت عقيببدر بالاتفاق قبل يوم الغدير بسنين. الجواب : كان هذا الرجل يحسب ان من يروي تلك الاحاديث المتعاضدة يرى نزول ما لهج به الحارث بن النعمان الكافر منالاية الكريمة السابق نزولها، وافرغها في قالب الدعاء في اليوم المذكور، والقارئ لهاتيك الاخبار جد عليم بمينه فيهذا الحسبان، او انه يرى حجرا على الايات السابق نزولها ان ينطق بها احد، فهل في هذه الرواية غير ان الرجل المرتد الحارث او جابر تفوه بهذه الكلمات؟ واين هو من وقت نزولها؟ فدعها يكن نزولها في بدر او احد، فالرجل ابدىكفره بها، كما ابدى الكفار قبله الحادهم بها. لكن ابن تيمية يريد تكثير الوجوه في ابطال الحق الثابت. الوجه الرابع : انها نزلت بسبب ما قاله المشركون بمكة، ولم ينزل عليهم العذاب هناك لوجود النبي(ص) بينهم، لقولهتعالى: (وما كان اللّه ليعذبهم وانت فيهم وما كان اللّه معذبهم وهم يستغفرون((1793)) ) . الجواب : لا ملازمة بين عدم نزول العذاب في مكة على المشركين، وبين عدم نزوله هاهنا على الرجل، فان افعال المولىسبحانه تختلف باختلاف وجوه الحكمة، فكان في سابق علمه اسلام جماعة من اولئك بعد حين، او وجود مسلمين فياصلابهم، فلو ابادهم بالعذاب النازل لاهملت الغاية المتوخاة من بعث الرسول(ص). ولما لم ير سبحانه ذلك الوجه في هذا المنتكس على عقبه عن دين الهدى بقيله ذلك، ولم يكن ليلدمؤمنا، كما عرفذلك نوح(ع) من قومه، فقال: (ولا يلدوا الا فاجرا كفارا((1794)) ) ، قطع جرثومة فساده بما تمناه من العذاب الواقع. وكم فرق بين اولئك الذين عوملوا بالرفق رجاء هدايتهم، وتشكيل امة مرحومة منهم ومن اعقابهم، مع العلم بانالخارجمنهم عن هاتين الغايتين سوف يقضى عليه في حروب دامية، او ياتي عليه الخزي المبير، فلا يسعه بث ضلالة، او اقامةعيث، وبين هذا الذي اخذته الشد ة، مع العلم بان حياته مثار فتن، ومنزع الحاد، وما عساه يتوفق لهدايته، او يستفادبعقبه. ووجود الرسول(ص) رحمة تدرا العذاب عن الامة، الا ان تمام الرحمة انيكون فيها مكتسح للعراقيل امام السير فيلاحب الطريق المهيع، ولذلك قم سبحانه ذلك الجذم ((1795)) الخبيث، للخلاف عما ابرمه النبي الاعظم في امر الخلافة،كما انه في حروبه ومغازيه كان يجتاح اصول الغي بسيفه الصارم، وكان يدعو على من شاهد عتوه، ويئس من ايمانه،فتجاب دعوته: اخرج مسلم في صحيحه ((1796)) (2/468) بالاسناد عن ابن مسعود: ان قريشا لما استعصت على رسول اللّه(ص)وابطؤوا عن الاسلام، قال: «اللهم اعني عليهم بسبع كسبع يوسف»، فاصابتهم سنة فحصت كل شيء، حتى اكلواالجيف والميتة، حتى ان احدهم كان يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع، فذلك قوله: (يوم تاتي السماء بدخانمبين((1797)) ) ، ورواه البخاري ((1798)) (2/125). وفي تفسيرالرازي ((1799)) (7/467): انالنبي(ص) دعا على قومه بمكةلما كذبوه، فقال: «اللهم اجعل سنيهم كسني يوسف»، فارتفع المطر، واجدبت الارض، واصابت قريشا شدة المجاعة حتى اكلوا العظاموالكلاب والجيف، فكان الرجل لما به من الجوع يرى بينه وبين السماء كالدخان، وهذا قول ابن عباس ومقاتلومجاهد واختيار الفراء والزجاج، وهو قول ابن مسعود. وروى ابن الاثير في النهاية ((1800)) (3/124): ان النبي(ص) قال: «اللهم اشدد وطاتك على مضر مثل سني يوسف»،فجهدوا حتى اكلوا العلهز ((1801)) . ورواه السيوطي في الخصائص الكبرى ((1802)) (1/257) من طريق البيهقي ((1803)) عن عروة ومن طريقه وطريق ابينعيم ((1804))عن ابي هريرة. وقال ابن الاثير في الكامل (2/27): ((1805)) كان ابو زمعة الاسود بن المطلب بن اسد بن عبدالعزى واصحابه يتغامزون بالنبي(ص) فدعا عليه رسول اللّه(ص) ان يعمىويثكل ولده، فجلس في ظل شجرة، فجعل جبريل يضرب وجهه وعينيه بورقة من ورقها وبشوكها حتى عمي. وقال: دعا رسول اللّه(ص) على مالك بن الطلالة بن عمرو بن غبشان، فاشار جبريل الى راسه، فامتلا قيحا فمات. وروى ابن عبدالبر في الاستيعاب ((1806)) هامش الاصابة (1/318): ان النبي(ص) 2كان اذا مشى يتكفا، وكان الحكم بنابي العاص يحكيه، فالتفت النبي(ص) يوما فراه يفعل ذلك، فقال(ص): «فكذلك فلتكن»، فكان الحكم مختلجا يرتعشمن يومئذ، فعيره عبدالرحمن بن حسان بن ثابت، فقال في عبدالرحمن بن الحكم يهجوه: ان اللعين ابوك فارم عظامه ان ترم ترم مخلجا مجنونا يمسيخميصالبطنمنعمل التقى ويظل من عمل الخبيث بطينا وروى ابن الاثير في النهاية ((1807)) (1/345) من طريق عبدالرحمن بن ابي بكر: ان الحكم بن ابي العاص بن امية ابا مروان كان يجلس خلف النبي(ص) فاذا تكلم اختلج بوجهه، فراه فقال له: «كنكذلك»، فلم يزل يختلج حتى مات. وفي رواية: فضرب به شهرين ثم افاق خليجا: اي صرع، ثم افاق مختلجا ((1808)) ، قد اخذ لحمه وقوته. وقيل:مرتعشا. وروى ابن حجر في الاصابة (1/345) من طريق الطبراني ((1809)) ، والبيهقي في الدلائل ((1810)) ، والسيوطي فيالخصائص الكبرى ((1811)) (2/79) عن الحاكم ((1812)) وصححه، وعن البيهقي والطبراني عن عبدالرحمن بن ابي بكرالصديق قال: كان الحكم بن ابي العاص يجلس الى النبي(ص) فاذا تكلم النبي(ص) اختلج بوجهه، فقال له النبي: «كنكذلك». فلم يزل يختلج حتى مات. وروى مثله بطريق اخر. وفي الاصابة (1/346): اخرج البيهقي ((1813)) من طريق مالك بن دينار: حدثني هند بن خديجة زوج النبي(ص): مر النبي(ص) بالحكم، فجعل الحكم يغمز النبي(ص) باصبعه فالتفت فراه، فقال:«اللهم اجعله وزغا»، فزحف مكانه. وفي الاصابة (1/276)، والخصائص الكبرى ((1814)) (2/79): ذكر ابن فتحون عن الطبري: ان النبي(ص) خطب الى الحارث بن ابي الحارثة ابنته جمرة بنت الحارث، فقال: ان بهاسوء. ولم تكن كما قال، فرجع فوجدها قد برصت. وفي الخصائص الكبرى ((1815)) (2/78) من طريق البيهقي عن اسامة بن زيد 2قال: ((1816)) بعث رسول اللّه(ص) رجلا، فكذب عليه، فدعا عليه رسول اللّه(ص)، فوجد ميتا قد انشق بطنه، ولم تقبله الارض. وفي الخصائص ((1817)) (1/147): اخرج البيهقي ((1818)) وابو نعيم من طريق ابي نوفل بن ابي عقرب عن ابيه قال: اقبل لهب بن ابي لهب يسب النبي، فقال النبي(ص): «اللهم سلط عليه كلبك». قال: وكان ابو لهب يحتمل البز الى الشام، ويبعث بولده مع غلمانه ووكلائه، ويقول: ان ابني اخاف عليه دعوة محمدفتعاهدوه. فكانوا اذا نزلوا المنزل الزقوه الى الحائط وغطوا عليه الثياب والمتاع، ففعلوا ذلك به زمانا، فجاء سبع، فتله فقتله. واخرج البيهقي عن قتادة: ان عتبة ((1819)) بن ابي لهب تسلط على رسول اللّه(ص)، فقال رسول اللّه: «اما اني اسال اللّهان يسلط عليه كلبه»، فخرج في نفر من قريش حتى نزلوا في مكان من الشام يقال له الزرقاء ليلا، فاطاف بهم الاسد،فغدا اي وثب عليه الاسد من بين القوم، واخذ براسه فضغمه ضغمة فذبحه. ((1820)) واخرج البيهقي ((1821)) عن عروة: ان الاسد لما كان بهم تلك الليلة انصرف عنهم، فقاموا وجعلوا عتبة في وسطهم،فاقبل الاسد يتخطاهم، حتى اخذ براس عتبة ففدغه . ((1822)) وروي عن ابي نعيم ((1823)) وابن عساكر ((1824)) من طريق عروة مثله، واخرجه ابن اسحاق وابو نعيم ((1825)) منطريق اخر عن محمد بن كعب القرظي وغيره. وزاد: ان حسان بن ثابت قال في ذلك: سائل بنيالاشقر ان جئتهم ((1826)) ما كان انباء ابي واسع ((1827)) لا وسع اللّه له قبره بل ضيق اللّه على القاطع رحم نبي جده ثابت يدعو الى نور له ساطع اسبل بالحجر لتكذيبه دون قريش نهزة القارع فاستوجب الدعوة منه ما بين للناظر والسامع ان سلط اللّه بها كلبه يمشي الهوينا مشية الخادع حتى اتاه وسط اصحابهوقد علتهم سنة الهاجع2 فالتقم الراس بيافوخه والنحر منه فغرة الجائع قلت: لا يوجد في ديوان حسان من هذه الابيات الا البيت الاول، وفيه بعده قوله: اذ تركوه وهو يدعوهم بالنسب الاقصى وبالجامع والليث يعلوه بانيابه منعفرا وسط دم ناقع لا يرفع الرحمن مصروعهم ولا يوهن قوة الصارع واخرج ابو نعيم ((1828)) عن طاووس قال: لما تلا رسول اللّه(ص) (والنجم اذا هوى) قال عتبة بن ابي لهب: كفرت برب النجم. فقال رسول اللّه(ص): «سلط اللّه عليككلبا من كلابه»...الحديث. واخرج ابو نعيم عن ابي الضحى قال: قال ابن ابي لهب: هو يكفر بالذي قال (والنجم اذا هوى) فقال النبي(ص)...الحديث. وبهذه كلها تعلم ان العذاب المنفي في الايتين بسبب وجوده المقدس يراد به النفي في الجملة لا بالجملة، وهو الذيتقتضيه الحكمة، ويستدعيه الصالح العام، فان في الضرورة ملزما لقطع العضو الفاسد، اتقاء سراية الفساد منه الى غيره،بخلاف الجثمان الدنف ((1829)) بعضه، بحيث لا يخشى بداره الى غيره، او المضنى كله ويؤمل فيه الصحة، فانه يعالجحتى يبرا. وان اللّه سبحانه هدد قريشا بمثل صاعقة عاد وثمود ان مردوا عن الدين جميعا،وقال: (فان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثلصاعقة عاد وثمود((1830)) ) ، واذ كان مناط الحكم اعراض الجميع لم تاتهم الصاعقة بحصول المؤمنين فيهم، ولو كانوااستمروا على الضلال جميعا لاتاهم ما هددوا به، ولو كان وجود الرسول(ص) مانعا عن جميع اقسام العذاب بالجملة لماصح ذلك التهديد، ولما اصيب النفر الذين ذكرناهم بدعوته، ولما قتل احد في مغازيه بعضبه الرهيف، فان كل هذه اقسامالعذاب اعاذنا اللّه منها. الوجه الخامس : انه لو صح ذلك لكان اية كاية اصحاب الفيل، ومثلها تتوفر الدواعي لنقله، ولما وجدنا المصنفين فيالعلم من ارباب المسانيد والصحاح والفضائل والتفسير والسير ونحوها قد اهملوه راسا، فلا يروى الا بهذا الاسنادالمنكر، فعلم انه كذب باطل. الجواب : ان قياس هذه التي هي حادثة فردية لا تحدث في المجتمع فراغا كبيرا يؤبه له، ووراءها اغراض مستهدفة تحاولاسدال ستور الانساء عليها، كما اسدلوها على نص الغدير نفسه، وهملجوا ((1831)) وراء ابطاله حتى كادوا ان يبلغواالامل بصور خلا بة، وتلفيقات مموهة، واحاديث مائنة، بيد ان اللّه ابى الا ان يتم نوره. ان قياسها بواقعة اصحاب الفيل تلك الحادثة العظيمة التي عدادها في الارهاصات النبوية، وفيها تدمير امة كبيرة يشاهدالعالم كله فراغها الحادث، وانقاذ امة هي من ارقى الامم، والابقاء عليها وعلى مقدساتها، وبيتها الذي هو مطاف الامم،ومقصد الحجيج، وتعتقد الناس فيه الخير كله والبركات باسرها، وهو يومئذ اكبر مظهر من مظاهر الصقع الربوبي. ان قياس تلك بهذه في توفر الدواعي لنقلها مجازفة ظاهرة، فان من حكم الضرورة ان الدواعي في الاولى دونها فيالثانية، كما تجد هذا الفرق لائحا بين معاجز النبي(ص)، فمنها ما لم ينقل الا باخبار احاد، ومنها ما تجاوز حد التواتر،ومنها ما هو المتسالم عليه بين المسلمين بلا اعتناء بسنده، وما ذلك الا لاختلاف موارد العظمة فيها او المقارناتالمحتفة بها. واما ما ادعاه ابن تيمية من اهمال طبقات المصنفين لها فهو مجازفة اخرى، لما اسلفناه من رواية المصنفين لها من ائمةالعلم وحملة التفسير، وحفاظ الحديث، ونقلة التاريخ الذين تضمنت المعاجم فضائلهم الجمة، وتعاقب من العلماءاطراؤهم. والى الغاية لم نعرف المشار اليه في قوله: بهذا الاسناد المنكر، فانه لا ينتهي الا الى حذيفة بن اليمان المترجم(ص27) الصحابي العظيم، وسفيان بن عيينة المعروف امامته في العلم والحديث والتفسير وثقته فيالروايةالمترجم(ص80). واما الاسناد اليهما فقد عرفه الحفاظ والمحدثون والمفسرون المنقبون في هذا الشان، فوجدوه حريا بالذكر والاعتماد،وفسروا به اية من الذكر الحكيم من دون اي نكير، ولم يكونوا بالذين يفسرون الكتاب بالتافهات. نعم، هكذا سبقالعلماء وفعلوا، لكن ابن تيمية استنكر السند، وناقش في المتن، لان شيئا من ذلك لا يلائم دعارة خطته. الوجه السادس : ان المعلوم من هذا الحديث ان حارثا المذكور كان مسلما 2باعترافه بالمبادئ الخمسة الاسلامية، ومنالمعلوم بالضرورة ان احدا من المسلمين لم يصبه عذاب على العهد النبوي. الجواب : ان الحديث كما اثبت اسلام الحارث فكذلك اثبت ردته برده قول النبي(ص) وتشكيكه فيما اخبر به عن اللّه تعالى،والعذاب لم ياته على حين اسلامه، وانما جاءه بعد الكفر والارتداد، وقد مر في (ص245) انه بعد سماعه الحديثشك في نبوة النبي(ص) على ان في المسلمين من شملته العقوبة لما تجرؤوا على قدس صاحب الرسالة كجمرة ابنةالحارث التي اسلفنا حديثها (ص260)، وبعض اخر مر حديثه في جواب الوجه الرابع. وروى مسلم في صحيحه عن((1832))سلمة بن الاكوع: ان رجلا اكل عند النبي(ص) بشماله، فقال: «كل بيمينك». قال: لا استطيع. قال: «لا استطعت». قال: فما رفعها الى فيه بعد. وفي صحيح البخاري ((1833)) (5/227): ان النبي دخل على اعرابي يعوده، قال: وكان النبي(ص) اذا دخل على مريضيعوده قال: «لا باس طهور». قال: قلت: طهور، كلا بل هي حمى تفور او تثور على شيخ كبير تزيره القبور. فقال النبي(ص): «فنعم اذا». فما امسى من الغد الا ميتا. وفي اعلام النبوة للماوردي ((1834)) (ص81) قال: «نهى رسول اللّه(ص) ان ينقي الرجل شعره في الصلاة، فراى رجلاينقي شعره في الصلاة، فقال: «قبح اللّه شعرك» فصلع مكانه. الوجه السابع : ان الحارث بن النعمان غير معروف في الصحابة، ولم يذكره ابن عبدالبر في الاستيعاب، وابن مندة وابونعيم الاصبهاني وابو موسى في تاليف الفوها في اسماء الصحابة، فلم نتحقق وجوده. الجواب : ان معاجم الصحابة غير كافلة لاستيفاء اسمائهم، فكل مؤلف من اربابها جمعما وسعته حيطته ((1835)) ، واحاط بهاطلاعه، ثم جاء المتاخر عنه فاستدرك على من قبله بما اوقفه السير في غضون الكتب وتضاعيف الاثار، واوفى ماوجدناه من ذلك كتاب الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني، ومع ذلك فهو يقول في مستهل كتابه((1836)): فان من اشرف العلوم الدينية علم الحديث النبوي، ومن اجل معارفه تمييز اصحاب رسول اللّه(ص) ممن خلف بعدهم،وقد جمع في ذلك جمع من الحفاظ تصانيفبحسب ما وصل اليه اطلاع كل منهم.2 فاول من عرفته صنف في ذلك ابو عبداللّه البخاري، افرد في ذلك تصنيفا، فنقل منه ابو القاسم البغوي وغيره، وجمعاسماء الصحابة مضمومة الى من بعدهم جماعة من طبقة مشايخه، كخليفة بن خياط، ومحمد بن سعد، ومن قرنائهكيعقوب بن سفيان، وابي بكر بن ابي خيثمة. وصنف في ذلك جمع بعدهم كابي القاسم البغوي، وابي بكر بن ابي داود، وعبدان، ومن قبلهم بقليل كمطين، ثم كابيعليبن السكن، وابي حفص بن شاهين، وابي منصور الماوردي، وابي حاتم بن حب ان، وكالطبراني ضمن معجمهالكبير، ثم كابي عبداللّه بن مندة، وابي نعيم، ثم كابي عمر بن عبد البر، وسمى كتابه الاستيعاب، لظنه انه استوعب ما فيكتب من قبله، ومع ذلك ففاته شيء كثير، فذيل عليه ابو بكر ابن فتحون ذيلا حافلا، وذيل عليه جماعة في تصانيفلطيفة، وذيل ابو موسى المديني على ابن مندة ذيلا كبيرا. وفي اعصار هؤلاء خلائق يتعسر حصرهم ممن صنف في ذلك ايضا الى ان كان في اوائل القرن السابع، فجمععزالدين بن الاثير كتابا حافلا سم اه اسد الغابة،جمع فيه كثيرا من التصانيف المتقدمة الا انه تبع من قبله، فخلط منليس صحابيا بهم، واغفل كثيرا من التنبيه على كثير من الاوهام الواقعة في كتبهم. ثم جرد الاسماء التي في كتابه مع زيادات عليها الحافظ ابو عبداللّه الذهبي، وعلم لمن ذكر غلطا ولمن لا تصحصحبته، ولم يستوعب ذلك ولا قارب. وقد وقع لي بالتتبع كثير من الاسماء التي ليست في كتابه ولا اصله على شرطهما، فجمعت كتابا كبيرا في ذلك ميزتفيه الصحابة من غيرهم، ومع ذلك فلم يحصل لنا من ذلك جميعا الوقوف على العشر من اسامي الصحابة بالنسبة الى ماجاء عن ابي زرعة الرازي: قال: توفي النبي(ص) ومن راه وسمع منه زيادة على مائة الف انسان من رجل وامراة، كلهم قد روى عنه سماعا اورؤية. قال ابن فتحون في ذيل الاستيعاب بعد ان ذكر ذلك: اجاب ابو زرعة بهذا سؤال من ساله عن الرواة خاصة، فكيفبغيرهم؟! ومع هذا فجميع من في الاستيعاب يعني بمن ذكر فيه باسم او كنية وهما ثلاثة الاف وخمسمائة، وذكر انهاستدرك عليه على شرطه قريبا ممن ذكر. قلت: وقرات بخط الحافظ الذهبي من ظهر كتابه التجريد: لعل الجميع ثمانية الاف ان لم يزيدوا لم ينقصوا. ثم رايتبخطه: ان جميع من في اسد الغابة سبعة الافوخمسمائة واربعة وخمسون نفسا. ومما يؤيد قول ابي زرعة ما ثبت في الصحيحين ((1837)) عن كعب بن مالك في قصة تبوك: والناس كثير لا يحصيهمديوان. وثبت عن الثوري فيما اخرجه الخطيب ((1838)) بسنده الصحيح اليه قال: من قدمعليا على عثمان فقد ازرى على اثنيعشر الفا مات رسول اللّه(ص) وهو عنهم راض. فقال النووي: وذلك بعد النبي باثني عشر عاما بعد ان مات في خلافة ابي بكر في الردة والفتوح الكثير ممن لم يضبطاسماؤهم، ثم مات في خلافة عمر في الفتوح وفي الطاعون العام وعمواس ((1839)) وغير ذلك من لا يحصى كثرة،وسبب خفاء اسمائهم ان اكثرهم اعراب واكثرهم حضروا حجة الوداع. واللّه اعلم. انتهى. وقد اسلفنا في (ص9): ان الحضور في حجة الوداع مع رسول اللّه كانوا مائة الف او يزيدون، اذا فاين لهذه الكتب استيفاء ذلك العدد الجم؟وليس في مجاري الطبيعة الخبرة بجميع هاتيك التراجم بحذافيرها، فان اكثر القوم كانوا مبثوثين في البراري والفلواتتقلهم مهابط الاودية وقلل الجبال، ويقطنون المفاوز والحزوم ((1840)) ، ولا يختلفون الى الاوساط والحواضر الا لغايات وقتية تقع عندها الصحبة والرواية فيايام وليال تبطئ بهم الحاجاتفيها، وليس هناك ديوان تسجل فيهالاسماء،ويتعرفاحوالالوارد والصادر. اذا فلا يسع اي باحث الاحاطة باحوال امة هذه شؤونها، وانما قيد المصنفون اسماء كثر تداولها في الرواية، او لاربابهااهمية في الحوادث، وبعد هذا كله فالنافي لشخص لم يجد اسمه في كتب هذا شانها خارج عن ميزان النصفة، ومتحايدعن نواميس البحث. على ان من المحتمل قريبا ان مؤلفي معاجم الصحابة اهملوا ذكره لردته الاخيرة. (ومن الناس من يجادل في اللّه بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير((1841)) ) عيد الغدير في الاسلام ومما هيا من جهته لحديث الغدير الخلود والنشور، ولمفاده التحقق والثبوت، 2اتخاذه عيدا يحتفل به وبليلته بالعبادةوالخشوع، وادرار وجوه البر، وصلة الضعفاء، والتوسع على النفس والعائلات، واتخاذ الزينة والملابس القشيبة، فمتىكان للملا الديني نزوع الى تلكم الاحوال، فبطبع الحال يكون له اندفاع الى تحري اسبابها، والتثبت في شؤونها،فيفحص عن رواتها، او ان الاتفاق المقارن لهاتيك الصفات يوقفه على من ينشدها ويرويها، وتتجدد له وللاجيال فيكل دور لفتة اليها في كل عام، فلا تزال الاسانيد متواصلة، والطرق محفوظة، والمتون مقروءة والانباء بها متكررة. ان الذي يتجلى للباحث حول تلك الصفة امران: الاول: انه ليس صلة هذا العيد بالشيعة فحسب، وان كانت لهم به علاقة خاصة، وانما اشترك معهم في التعيد به غيرهممن فرق المسلمين فقد عده البيروني في الاثار الباقية عن القرون الخالية (ص334) مما استعمله اهل الاسلام منالاعياد، وفي مطالب السؤول ((1842)) لابن طلحة الشافعي (ص53): يوم غدير خم ذكره امير المؤمنين(ع) في شعره،وصار ذلك اليوم عيدا وموسما، لكونه كان وقتا خصهرسولاللّه(ص) بهذه المنزلة العلية، وشرفه بها دون الناس كلهم. وقال (ص56): وكل معنى امكن اثباته مما دل عليه لفظ المولى لرسول اللّه(ص) فقد جعله لعلي، وهي مرتبة سامية، ومنزلة سامقة،ودرجة علية، ومكانة رفيعة، خصصه بها دون غيره، فلهذا صار ذلك اليوم يوم عيد وموسم سرور لاوليائه. انتهى. تفيدنا هذه الكلمة اشتراك المسلمين قاطبة في التعيد بذلك اليوم سواء رجع الضمير في اوليائه الى النبي او الوصيصلى اللّه عليهما والهما: اما على الاول: فواضح. واما على الثاني: فكل المسلمين يوالون امير المؤمنين عليا شرع سواء في ذلكمن يواليه بما هو خليفة الرسول بلافصل، ومن يراه رابع الخلفاء، فلن تجد في المسلمين من ينصب له العداء، الا شذاذا من الخوارج مرقوا عن الدينالحنيف. وتقرئنا كتب التاريخ دروسا من هذا العيد، وتسالم الامة الاسلامية عليه في الشرق والغرب، واعتناء المصريينوالمغاربة والعراقيين بشانه في القرون المتقادمة وكونه عندهم يوما مشهودا للصلاة والدعاء والخطبة وانشاد الشعر علىما فصل في المعاجم. ويظهر من غير مورد من الوفيات لابن خلكان ((1843)) التسالم على تسمية هذا اليوم عيدا، ففي ترجمة المستعلي بنالمستنصر (1/60): فبويع في يوم عيد غدير خم، وهو الثامن عشر من ذي الحجة سنة (487). وقال في ترجمة المستنصر باللّه العبيدي (2/223): وتوفي ليلة الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنةسبع وثمانين واربعمائة رحمه اللّه تعالى. قلت: وهذه الليلة هي ليلة عيد الغدير، اعني ليلة الثامن عشر من ذي الحجة، وهو غدير خم بضم الخاء وتشديد الميم ورايت جماعة كثيرة يسالون عن هذه الليلة متى كانت من ذي الحجة، وهذا المكان بين مكة والمدينة، وفيه غدير ماءويقال: انه غيضة هناك، ولما رجع النبي(ص) من مكة شرفها اللّه تعالى عام حجة الوداع، ووصل الى هذا المكان واخىعلي بن ابي طالب(رضى ا... عنه) قال: «علي مني كهارون من موسى، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر مننصره، واخذل من خذله». وللشيعة به تعلق كبير. وقال الحازمي: وهو واد بين مكة والمدينة عند الجحفة غدير عندهخطب النبي(ص) وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة وشدة الحر. انتهى. وهذا الذي يذكره ابن خلكان من كبر تعلق الشيعة بهذا اليوم هو الذي يعنيه المسعودي في التنبيه والاشراف((1844))(ص221) بعد ذكر حديث الغدير بقوله: وولد علي(رضى ا... عنه) وشيعته يعظمون هذا اليوم. ونحوه الثعالبي فيثمار القلوب ((1845))بعد ان عد ليلة الغدير من الليالي المضافات المشهورة عند الامة بقوله (ص511): وهي الليلة التي خطب رسول اللّه(ص) في غدها بغدير خم على اقتاب الابل، فقال في خطبته: «من كنت مولاه فعليمولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه،وانصر من نصره، واخذل من خذله». فالشيعة يعظمون هذه الليلة، ويحيونهاقياما. 2 انتهى. وذلك لاعتقادهم وقوع النص على الخلافة بلا فصل فيه، وهم وان انفردوا عن غيرهم بهذه العقيدة لكنهم لم يبرحوامشاطرين الامة التي لم تزل ليلة الغدير عندهم من الليالي المضافة المشهورة، وليست شهرة هذه الاضافة الا لاعتقادخطر عظيم وفضيلة بارزة في صبيحتها، ذلك الذي جعله يوما مشهودا وعيدا مباركا. ومن جراء هذا الاعتقاد في فضيلة يوم الغدير وليلته وقع التشبيه بهما في الحسن والبهجة، قال تميم بن المعز صاحبالديار المصرية المتوفى (374) من قصيدة له ذكرها الباخرزي في دمية القصر ((1846)) (ص38): تروح علينا باحداقها حسان حكتهن من نشر هنه نواعم لا يستطعن النهوض اذا قمن من ثقل اردافهنه حسن كحسن ليالي الغدير وجئن ببهجة ايامهنه ومما يدل على ذلك: التهنئة لامير المؤمنين(ع) من الشيخين وامهات المؤمنينوغيرهم من الصحابة بامر من رسولاللّه(ص)، كما ستقف على ذلك مفصلا ان شاء اللّه، والتهنئة من خواص الاعياد والافراح. الامر الثاني: ان عهد هذا العيد يمتد الى امد قديم متواصل بالدور النبوي، فكانت البداة به يوم الغدير من حجة الوداعبعد ان اصحر نبي الاسلام(ص) بمرتكز خلافته الكبرى، وابان للملا الديني مستقر امرته من الوجهة الدينية والدنيوية،وحدد لهم مستوى امر دينه الشامخ، فكان يوما مشهودا يسر موقعه كل معتنق للاسلام، حيث وضح له فيه منتجعالشريعة،ومنبثق انوار احكامها، فلا تلويه من بعده الاهواء يمينا وشمالا، ولا يسف به الجهل الى هوة السفاسف، واييوم يكون اعظم منه؟ وقد لاح فيه لاحب السنن، وبان جدد الطريق، واكمل فيه الدين، وتمت فيه النعمة، ونوه بذلكالقران الكريم. وان كان حقا اتخاذ يوم تسنم فيه الملوك عرش السلطنة عيدا يحتفل به بالمسرة والتنوير، وعقد المجتمعات والقاءالخطب وسرد القريض وبسط الموائد، كما جرت به العادات بين الامم والاجيال، فيوم استقرت فيه الملوكية الاسلاميةوالولاية الدينيةالعظمى، لمن جاء النص به من الصادع بالدين الكريم الذي لا ينطق عن الهوى ان هو 2الا وحييوحى، اولى ان يتخذ عيدا يحتفل به بكل حفاوة وتبجيل، وبما انه من الاعياد الدينية يجب ان يزاد فيه على ذلك بمايقرب الى اللّه زلفى، من صوم وصلاة ودعاء وغيرها من وجوه البر، كما سنوقفك عليه في الملتقى ان شاء اللّه تعالى. ولذلك كله امر رسول اللّه(ص) من حضر المشهد من امته، ومنهم الشيخان ومشيخة قريش ووجوه الانصار، كما امرامهات المؤمنين بالدخول على امير المؤمنين(ع) وتهنئته على تلك الحظوة الكبيرة باشغاله منصة الولاية ومرتبع الامروالنهي في دين اللّه. حديث التهنئة اخرج الامام الطبري محمد بن جرير في كتاب الولاية حديثا باسناده عن زيد ابن ارقم، مر شطر كبير منه (ص214 آ216)، وفي اخره: فقال: «معاشر الناس قولوا: اعطيناك على ذلك عهدا عن انفسنا، وميثاقا بالسنتنا، وصفقة بايدينا، نؤديه الى اولادنا واهالينا،لا نبغي بذلك بدلا، وانت شهيد علينا، وكفى باللّه شهيدا. قولوا ما قلت لكم، وسلموا على علي بامرة المؤمنين، وقولوا: (الحمد للّه الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانااللّه((1847)) ) ، فان اللّه يعلم كل صوت وخائنة كل نفس (فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد عليه اللّه فسيؤتيهاجرا عظيما )((1848)) . قولوا ما يرضي اللّه عنكم ف (ان تكفروا فان اللّه غني عنكم) ((1849)) ». قال زيد بن ارقم: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم سمعنا واطعنا على امر اللّه ورسوله بقلوبنا، وكان اول من صافقالنبي(ص) وعليا: ابو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والانصار وباقي الناس الى ان صلى الظهرينفي وقت واحد، وامتد ذلك الى ان صلى العشاءين في وقت واحد، واوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثا. ورواه احمد بن محمد الطبري الشهير بالخليلي في كتاب مناقب علي بن ابي طالب المؤلف سنة (411) بالقاهرة منطريق شيخه محمد بن ابي بكر بن عبدالرحمن، وفيه: فتبادر الناس الى بيعته، وقالوا: سمعنا واطعنا لما امرنا اللّه ورسوله بقلوبنا وانفسنا والسنتنا وجميع جوارحنا، ثم انكبواعلى رسول اللّه وعلى علي بايديهم، وكاناول من صافق رسول اللّه ((1850)) ابو بكر وعمر وطلحة والزبير، ثم باقيالمهاجرين 2والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم الى ان صليت الظهر والعصر في وقت واحد والمغرب والعشاءالاخرة في وقت واحد، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثا، ورسول اللّه كلما بايعه فوج بعد فوج يقول:«الحمد للّه الذي فضلنا على جميع العالمين». وصارت المصافقة سنة ورسما، واستعملها من ليس له حق فيها. وفي كتاب النشر والطي: فبادر الناس بنعم نعم، سمعنا واطعنا امر اللّه وامر رسوله، امنا به بقلوبنا، وتداكوا على رسولاللّه وعلي بايديهم الى ان صليت الظهر والعصر في وقت واحد وباقي ذلك اليوم الى ان صليت العشاءان في وقت احد،ورسول اللّه كان يقول كلما اتى فوج: «الحمد للّه الذي فضلنا على العالمين». وقال المولوي ولي اللّه اللكهنوي في مراة المؤمنين ((1851)) في ذكر حديث الغدير ما معربه: فلقيه عمر بعد ذلك، فقالله: هنيئا يا ابن ابي طالب اصبحت وامسيت... وكان يهنئ امير المؤمنين كل صحابي لاقاه. وقال المؤرخ ابن خاوند شاه ((1852)) المتوفى (903) في روضة الصفا ((1853)) في الجزء الثاني من (مج1/173) بعدذكر حديث الغدير ما ترجمته: ثم جلس رسول اللّه في خيمة تختص به، وامر امير المؤمنين عليا(ع) ان يجلس في خيمة اخرى، وامر اطباق((1854))الناس بان يهنئوا عليا في خيمته. ولما فرغ الناس عنالتهنئة له امر رسول اللّه امهات المؤمنين بان يسرن اليهويهنئنه ففعلن، وممن هناه من الصحابة عمر بن الخطاب، فقال: هنيئا لك يا ابن ابي طالب اصبحت مولاي ومولى جميعالمؤمنين والمؤمنات. وقال المؤرخ غياث الدين ((1855)) المتوفى (942) في حبيب السير ((1856)) في الجزء الثالث من (مج1 / 144) مامعربه: ثم جلس امير المؤمنين بامر من النبي(ص) في خيمة تختص به يزوره الناس ويهنئونه، وفيهم عمر بن الخطاب، فقال:بخ بخ ياابن ابي طالب اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. ثم امر النبي امهات المؤمنين بالدخول على اميرالمؤمنين والتهنئة له. وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من ائمة الحديث والتفسير والتاريخ من رجال السنة كثير لا يستهان بعدتهم بينراو مرسلا له ارسال المسلم، وبين راو اياه بمسانيد صحاح برجال ثقات تنتهي الى غير واحد من الصحابة، كابنعباس، وابي هريرة، والبراء بن عازب، وزيد بن ارقم، فممن رواه: 1 الحافظ ابو بكر عبداللّه بن محمد بن ابي شيبة : المتوفى (235)، المترجم(ص89). اخرج باسناده في المصنف ((1857)) عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول اللّه(ص) في سفر، فنزلنا بغدير خم،فنودي: الصلاة جامعة، وكسح لرسول اللّه(ص) تحت شجرة فصلى الظهر، فاخذ بيد علي، فقال: «الستم تعلمون اني اولىبكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. فاخذ بيد علي، فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه». فلقيه عمر بعد ذلك، فقال: هنيئا لك يا ابن ابي طالب اصبحت وامسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. 2 امام الحنابلة احمد بن حنبل : المتوفى (241) . في مسنده ((1858)) (4/281) عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازبقال: كنا مع رسول اللّه... الى اخر اللفظ المذكور من طريق ابن ابي شيبة غير انه ليست فيه كلمة (اللهم) الاولى. 3 الحافظ ابو العباس [ الحسن بن سفيان ]الشيباني، النسوي : المتوفى (303)، المترجم (ص100). قال: حدثنا هدبة، حدثنا حماد بن سلمة عن زيد، وابو هارون عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: كنا مع رسول اللّه(ص)في حجة الوداع، فلما اتينا على غدير خم كسح لرسول اللّه تحت شجرتين، ونودي في الناس: الصلاة جامعة، ودعارسول اللّه عليا، واخذ بيده، فاقامه عن يمينه، فقال: «الست اولى بكل امرئ من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فان هذا مولى من انا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه». فلقيه عمر بن الخطاب، فقال: هنيئا لك اصبحت وامسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. 4 الحافظ ابو يعلى الموصلي : المتوفى (307)، المترجم (ص100).2 رواه في مسنده عن هدبة عن حماد..الى اخر السند والمتن المذكورين في طريق الشيباني. 5 الحافظابو جعفر محمد بنجريرالطبري: المتوفى(310)فيتفسيره(3/428). قال بعد ذكر حديث الغدير : فلقيه عمر، فقال: هنيئا لك يا ابن ابي طالب اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.وهو قول ابن عباس، والبراء بن عازب، ومحمد بن علي. 6 الحافظ احمد بن عقدة الكوفي : المتوفى (333). اخرج في كتاب الولاية وهو اول الكتاب عن شيخه ابراهيم بن الوليد بن حماد، عن يحيى بن يعلى، عن حرب بنصبيح، عن ابن اخت حميد الطويل، عن ابن جدعان، عن سعيد بن المسيب، قال: قلت لسعد بن ابي وقاص: اني اريد ان اسالك عن شيء، واني اتقيك. قال: سل عما بدا لك، فانما انا عمك. قال: قلت: مقام رسول اللّه(ص) فيكم يوم غدير خم؟ قال: نعم قام فينا بالظهيرة، فاخذ بيد علي بن ابي طالب، فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعادمن عاداه». قال: فقال ابو بكر وعمر: امسيت يا ابن ابي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة. 7 الحافظ ابو عبداللّه المرزباني، البغدادي : المتوفى (384). رواه باسناده عن ابي سعيد الخدري في كتابه سرقات الشعر. 8 الحافظ علي بن عمر الدارقطني، البغدادي : المتوفى (385). اخرج باسناده حديث الغدير، وفيه: ان ابا بكر وعمر لما سمعا قالا له: امسيت يا ابن ابي طالب مولى كل مؤمنومؤمنة. حكاه عنه ابن حجر في الصواعق ((1859)) (ص26)، ومر عنه من طريق الخطيب البغدادي بلفظ اخر (ص232). 9 الحافظ ابو عبداللّه بن بطة الحنبلي : المتوفى (387). اخرجه باسناده في كتابه الابانة عن البراء بن عازب بلفظ الحافظ ابي العباس الشيباني المذكور باسقاط كلمة :امسيت. 10 القاضي ابو بكر الباقلاني، البغدادي : المتوفى(403)، المترجم(ص107). اخرجه في كتابه التمهيد في اصول الدين (ص171). 11 الحافظ ابو سعيد الخركوشي، النيسابوري : المتوفى (407).2 رواه في تاليفه شرف المصطفى باسناده عن البراء بن عازب بلفظ احمد بن حنبل، وباسناد اخر عن ابي سعيد الخدري،ولفظه: ثم قال النبي(ص): «هنئوني هنئوني ان اللّه تعالى خصني بالنبوة، وخص اهل بيتي بالامامة». فلقي عمر بن الخطاب امير المؤمنين، فقال: طوبى لك يا ابا الحسن اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. 12 الحافظ احمد بن مردويه الاصبهاني : المتوفى (410). اخرجه في تفسيره عن ابي سعيد الخدري، وفيه: فلقي عليا(ع) عمر بن الخطاب بعد ذلك، فقال: هنيئا لك يا ابن ابيطالب اصبحت وامسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. 13 ابو اسحاق الثعلبي : المتوفى (427). اخرج في تفسيره الكشف والبيان ((1860)) ، قال: اخبرنا ابو القاسم يعقوب بن احمدالسري، اخبرنا ابو بكر محمد بنعبداللّه بن محمد، حدثنا ابو مسلم ابراهيم بن عبداللّه الكجي، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد بن سلمة، عنعليبن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: لم ا نزلنا مع رسول اللّه (ص) في حجة الوداع كنا بغدير خم فنادى: ان الصلاة جامعة، وكسح للنبي تحت شجرتين، فاخذبيد علي، فقال: «الست اولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا: بلى. قال: هذا مولى من انا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه». قال: فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا ابن ابي طالب اصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة. 14 الحافظ ابن السمان الرازي : المتوفى (445). اخرجه باسناده عن البراء بن عازب باللفظ المذكور عن احمد بن حنبل، حكاه عنه محب الدين الطبري في الرياضالنضرة ((1861)) (2/69)، والشنقيطي في حياة علي بن ابي طالب (ص28). 15 الحافظ ابو بكر البيهقي : المتوفى (458). رواه مرفوعا الى البراء بن عازب، كما في الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي المكي ((1862)) (ص25)، ونظم دررالسمطين لجمال الدين الزرندي الحنفي ((1863)) ، بسند ياتي عنه عن ابي هريرة، وياتي من طريق الخوارزمي عنه عنالبراء وابي هريرة. 16 الحافظ ابو بكر الخطيب البغدادي : المتوفى (463). مر عنه بسندين صحيحين عن ابي هريرة (ص232، 233). 17 الفقيه ابو الحسن بن المغازلي : المتوفى (483).2 في كتاب المناقب ((1864)) قال: اخبرنا ابو بكر احمد بن محمد بن طاوان، قال: اخبرنا ابو الحسن احمد بن الحسين بنالسماك، قال: حدثني ابو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثني علي بن سعيد بن قتيبة الرملي، قال: حدثنيضمرة... الى اخر السند واللفظ المذكورين من طريق الخطيب البغدادي (ص232، 233). وقال: اخبرنا ابو الحسن احمد بن المظفر العطار، قال: اخبرنا ابو محمد بن السقاء، واخبرنا ابو الحسن علي بن عبداللّهالقصاب البيع الواسطي مما اذن لي في روايته انه قال: حدثني ابو بكر محمد بن الحسن بن محمد البياسري، قال:حدثني ابو الحسن علي بن محمد بن الحسن الجوهري، قال: حدثني محمد بن زكريا العبدي، قال: حدثني حميدالطويل، عن انس في حديث: فاخذ بيده، وارقاه المنبر. فقال: «اللهم هذا مني، وانا منه، الا انه مني بمنزلة هارون من موسى، الا من كنت مولاه فهذاعلي مولاه». قال: فانصرف علي قرير العين، فاتبعه عمر بن الخطاب، فقال: بخ بخ يا ابا الحسن اصبحت مولايومولى كل مسلم. 18 ابو محمد احمد العاصمي : قال في تاليفه زين الفتى : اخبرني شيخي محمد بن احمد(ره)، قال: اخبرنا ابو احمد الهمداني، قال: حدثنا ابو جعفرمحمد بن ابراهيم بن محمد بن عبداللّه ((1865)) بن جبلة القهستاني، قال: حدثنا ابو قريش محمد بن جمعة بن خلفالقايني، قال: حدثنا ابو يحيى محمد بن عبداللّه بن يزيد المقري، قال: حدثنا ابي، قال: حدثنا حماد بنسلمة عن عليبن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: لما قال رسول اللّه(ص): «من كنت مولاه فعلي مولاه». قال عمر: هنيئا لك يا ابا الحسن اصبحت مولى كل مسلم. وقال: اخبرنا محمد بن ابي زكريا(ره) قال: اخبرنا ابو الحسن محمد ((1866)) بن عمر ابن بهته البزاز بقراءة ابي الفتح بنابي الفوارس الحافظ عليه ببغداد، فاقر به، قال:2 اخبرنا ابو العباس احمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن بن عقدةالهمداني مولى بني هاشم، قراءة عليه من اصل كتابه سنة ثلاثين وثلاثمائة، لما قدم علينا بغداد، قال: حدثنا ابراهيم بنالوليد بن حماد قال: اخبرنا ابي قال: اخبرنا يحيى بن يعلى...الى اخر المذكور (ص273) من طريق الحافظ ابن عقدةسندا ومتنا. 19 الحافظ ابو سعد السمعاني : المتوفى (562). في كتابه فضائل الصحابة بالاسناد عن البراء بن عازب بلفظ احمد بن حنبل المذكور (ص272). 20 حجة الاسلام ابو حامد الغزالي : المتوفى (505). قال في تاليفه سر العالمين ((1867)) (ص9): اجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته(ص) في يوم غدير خم باتفاقالجميع وهو يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه». فقال عمر: بخ بخ لك يا ابا الحسن لقد اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. 21 ابو الفتح الاشعري ، الشهرستاني : المتوفى (548). قال في الملل والنحل المطبوع في هامش الفصل لابن حزم (1/220): ومثل ما جرى في كمال الاسلام ((1868)) وانتظامالحال حين نزل قوله تعالى: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته)، فلما وصل الى غدير خم امربالدرجات ((1869)) فقممن، ونادوا: الصلاة جامعة، ثم قال(ع) وهو على الرحال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهموال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره،واخذل من خذله، وادر الحق معه حيث دار، الا هل بلغت؟». ثلاثا. فادعت الامامية ان هذا نص صريح، فانا ننظر: من كان النبي مولى له؟ وباي معنى؟ فيطرد ذلك في حق علي، وقدفهمت الصحابة من التولية ما فهمناه ((1870)) حتى قال عمر حين استقبل عليا: طوبى لك يا علي اصبحت مولى كلمؤمن ومؤمنة. 22 اخطب الخطباء الخوارزمي، الحنفي : المتوفى (568). اخرج في مناقبه ((1871)) (ص94) عن ابي الحسن علي بن احمد العاصمي الخوارزمي، عن اسماعيل بن احمدالواعظ، عن الحافظ ابي بكر البيهقي، عن علي بن احمد بن حمدان، عن احمد بن عبيد، عن احمد بن سليمان المؤدب،عن عثمان بن ابيشيبة، عن زيد بن الحباب، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن 2 عدي بن ثابت،عن البراء بن عازب قال: |