اخرج الحافظ الكبير ابو عبداللّه الحاكم في المستدرك ((1463)) (3/371) عن ابي الوليدوابي بكر بن قريش، قالا: حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن عبدة،حدثنا الحسن بن الحسين ((1464)) ، حدثنارفاعة بن اياس الضبي، عن ابيه، عن جده ((1465)) ، قال:

كنا مع علي يوم الجمل، فبعث الى طلحة بن عبيداللّه ان القني،فاتاه طلحة.

فقال: «نشدتك اللّه هل سمعت رسول اللّه(ص) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟» قال: نعم. قال: «فلم تقاتلني؟» قال: لم اذكر. قال: فانصرف طلحة.

ورواه المسعودي في مروج الذهب ((1466)) (2/11) ولفظه:

ثم نادى علي(رضى ا... عنه) طلحة حين رجع الزبير : «ياابا محمد ما الذي اخرجك؟» قال: الطلب بدم عثمان!! قال علي: «قتل اللّه اولانا بدم عثمان، اما سمعت رسول اللّه(ص) يقول: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟ وانت اول‏من بايعني، ثم نكثت، وقد قال اللّه عز وجل: (فمن نكث فانما ينكث على نفسه) ((1467)) ».

فقال: استغفر اللّه، ثم رجع.

ورواه الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب ((1468)) (ص‏112) باسناده من طريق 1الحافظ ابي عبداللّه الحاكم، عن‏رفاعة، عن ابيه، عن جده قال:

كنا مع علي يوم الجمل، فبعث الى طلحة بن عبيداللّه التيمي، فاتاه، فقال:

«نشدتك اللّه هل سمعت رسول اللّه(ص) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل‏من خذله، وانصر من نصره؟» قال: نعم. قال: «فلم تقاتلني؟» قال: نسيت ولم اذكر. قال:

فانصرف طلحة ولم يرد جوابا.

ورواه ((1469)) الحافظ الكبير ابن عساكر في تاريخ الشام (7/83)، وسبط ابن الجوزي في تذكرته (ص‏42)، والحافظ‏ابو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد (9/107) من طريق البزار، وابن حجر في تهذيبه (1/391) باسناده من طريق‏النسائي، والسيوط‏ي في جمع الجوامع كما في كنز العمال (6/83) قريبا من لفظ الخوارزمي من طريق ابن عساكر، وابوعبداللّه محمد بن محمد بن يوسف السنوسي في شرح مسلم (6/236)، وابو عبداللّه محمد بن خليفة الوشتاني المالكي‏في شرح مسلم (6/236)، والشيخ ابراهيم الوصابي في الاكتفاء من طريق ابن عساكر. ((1470)) 5 حديث الركبان في الكوفة سنة (36 37 ه) ((1471)) ، عن يحيى بن اخرج‏امام‏الحنابلة احمد بن حنبل ادم، عن حنش بن الحارث ابن لقيط النخعي الاشجعي، عن‏رياح بالمثناة ابن الحارث ((1472)) ، قال: جاء رهط الى علي بالرحبة، فقالوا: السلام عليك يا مولانا. قال: «وكيف‏اكون مولاكم وانتم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول اللّه(ص) يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه‏».

قال رياح: فلما مضوا تبعتهم فسالت من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الانصار فيهم ابو ايوب الانصاري.

وباسناده عن رياح قال: رايت قوما من الانصار قدموا على علي في الرحبة، فقال: «من القوم؟» فقالوا: مواليك ياامير المؤمنين...

الحديث.1 وعنه قال: بينما علي جالس اذ جاء رجل فدخل عليه اثر السفر فقال: السلام عليك يا مولاي. قال: «من هذا؟»قال: ابو ايوب الانصاري. فقال علي: «افرجوا له‏»، ففرجوا.

فقال ابو ايوب: سمعت رسول اللّه(ص) يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏».

وقال ابراهيم بن الحسين ((1473)) بن علي الكسائي المعروف بابن ديزيل، المترجم (ص‏97) في كتاب صفين((1474)) : حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا ابن فضيل محمد الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن الحكم‏النخعي، عن رياح بن الحارث النخعي قال:

كنت جالسا عند علي(ع) اذ قدم عليه قوم متلثمون فقالوا:

السلام عليك يا مولانا. فقال لهم: «اولستم قوما عربا؟ قالوا:بلى، ولكنا سمعنا رسول اللّه(ص) يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه،وانصر من نصره، واخذل من خذله. فقال: لقد رايت عليا(ع) ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: اشهدوا».

ثم ان القوم مضوا الى رحالهم، فتبعتهم، فقلت لرجل منهم: من القوم؟ قالوا: نحن رهط من الانصار، وذلك يعنون رجلامنهم ابو ايوب صاحب منزل رسول اللّه(ص). قال: فاتيته وصافحته.

وروى الحافظ ابو بكر بن مردويه كما في كشف الغمة (ص‏93) عن رياح بن الحارث قال: ((1475)) كنت في‏الرحبة مع اميرالمؤمنين اذ اقبل ركب يسيرون، حتى‏اناخوا بالرحبة،ثم اقبلوا يمشون حتى اتوا عليا(ع) فقالوا:السلام عليك يا اميرالمؤمنين ورحمة اللّه وبركاته. قال:

«من القوم؟ قالوا: مواليك يا امير المؤمنين.

قال: فنظرت اليه وهو يضحك ويقول: من اين وانتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول اللّه يقول يوم غدير خم وهو اخذبعضدك:

ايها الناس الست اولى بالمؤمنين من انفسهم؟ قلنا: بلى يا رسول اللّه.

فقال: ان اللّه مولاي، وانا مولى المؤمنين، وعلي مولى من كنت مولاه، اللهم‏وال من والاه، وعاد من عاداه.

فقال: انتم تقولون ذلك؟ قالوا: نعم. قال: وتشهدون عليه؟ قالوا:

نعم. قال: 1صدقتم‏».

فانطلق القوم وتبعتهم، فقلت لرجل منهم: من انتم يا عبداللّه؟ قالوا: نحن رهط من الانصار، وهذا ابو ايوب صاحب‏منزل رسول اللّه(ص)، فاخذت بيده، فسلمت عليه، وصافحته.

وروى عن حبيب بن يسار، عن ابي رميلة: ان ركبا اربعة اتوا عليا(ع) حتى اناخوا بالرحبة، ثم اقبلوا اليه، فقالوا: السلام‏عليك يا امير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته. قال: «وعليكم السلام، انى اقبل الركب؟ قالوا: اقبل مواليك من ارض كذاوكذا. قال: انى انتم موالي؟ قالوا: سمعنا رسول اللّه(ص) يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه‏».

وروى ابن الاثير في اسد الغابة ((1476)) (1/368) عن كتاب الموالاة لابن عقدة باسناده عن ابي مريم زر بن حبيش،قال:

خرج علي من القصر، فاستقبله ركبان متقلدو السيوف، فقالوا:

السلام عليك يا امير المؤمنين، السلام عليك يا مولاناورحمة اللّه وبركاته.

فقال علي(ع): «من هاهنا من اصحاب النبي(ص)؟» فقام اثناعشر، منهم: قيس بن ثابت بن شماس، وهاشم‏بن عتبة، وحبيب بن بديل بن ورقاء، فشهدوا انهم سمعواالنبي(ص) يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏». واخرجه ابو موسى المديني.

ورواه عن كتاب الموالاة لابن عقدة ابن حجر في الاصابة (1/304)، واسقطصدره الى قوله: فقال علي، ولم يذكر من‏الشهود هاشم بن عتبة، جريا على عادته بتنقيص فضائل ال اللّه.

وروى محب الدين الطبري في الرياض النضرة ((1477)) (2/169) من طريق احمد بلفظه الاول، وعن معجم الحافظ‏البغوي‏ابي القاسم بلفظ احمد الثاني، وابن كثير في تاريخه ((1478)) (5/212) عن احمد بطريقيه ولفظيه الاولين، وفي(7/347) عن احمد بلفظه الاول، وقال في (ص‏348): قال ابو بكر بن ابي شيبة: حدثنا شريك، عن حنش، عن رياح بن‏الحارث، قال:

بينا نحن جلوس في الرحبة مع علي اذ جاء رجل عليه اثر السفر، فقال: السلام عليك يا مولاي. قالوا: من هذا؟ فقال‏ابو ايوب: سمعت رسول اللّه يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏».

ورواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (9/104) بلفظ احمد الاول، ثم قال:رواه احمد والطبراني ((1479)) ، الا انه‏قال:

قالوا: سمعنا رسول اللّه(ص) يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه‏». وهذا ابو ايوب بيننا، فحسر ابو ايوب العمامة عن وجهه، ثم قال: سمعت رسول اللّه(ص) يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه‏». ورجال احمد ثقات. انتهى.

وقال جمال الدين عطاء اللّه بن فضل اللّه الشيرازي في كتابه الاربعين في مناقب امير المؤمنين ((1480)) عند ذكر حديث الغدير : ورواه زر بن حبيش فقال:

خرج علي من القصر، فاستقبله ركبان متقلدو السيوف، عليهم العمائم، حديثوعهد بسفر، فقالوا: السلام عليك يا امير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته، السلام عليك يا مولانا. فقال علي بعدما رد السلام : «من هاهنا من اصحاب رسول اللّه(ص)؟» فقام اثنا عشر رجلا، منهم خالد بن زيد ابو ايوب الانصاري، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن ثابت بن شماس، وعمار بن ياسر، وابو الهيثم بن التيهان، وهاشم بن عتبة بن ابي وقاص، وحبيب بن بديل بن ورقاء، فشهدوا انهم سمعوا رسول اللّه يوم غدير خم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه...» الحديث.

فقال علي لانس بن مالك والبراء بن عازب: «ما منعكما ان تقوما فتشهدا، فقد سمعتما كما سمع القوم؟ ((1481)) فقال:

اللهم‏ان‏كانا كتماها معاندة فابلهما».

فام ا البراء فعمي، فكان يسال عن منزله، فيقول: كيف يرشد من ادركته الدعوة؟! واما انس فقد برصت قدماه.

وقيل: لما استشهد علي(ع) قول النبي(ص): «من كنت مولاه فعلي مولاه‏»، اعتذر بالنسيان! فقال:اللهم ان كان كاذبا فاضربه ببياض لا تواريه العمامة‏». فبرص وجهه، فسدل بعد ذلك برقعا على وجهه. ع ((1482)) (1/211، 2/137).

وقال ابو عمرو الكشي في فهرسته ((1483)) (ص‏30): فيما روي من جهة العامة، روى عبداللّه بن ابراهيم قال: اخبرنا ابو مريم الانصاري، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، قال:

خرج علي بن ابي طالب(ع) من القصر، فاستقبله ركبان متقلدون بالسيوف عليهم العمائم، فقالوا: السلام عليك يا امير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته، السلام عليك يا مولانا. فقال علي: «من هاهنا من اصحاب رسول اللّه(ص)؟» فقام خالد بن زيد ابو ايوب، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن سعد ابن عبادة، وعبداللّه بن بديل بن ورقاء، فشهدوا جميعا: انهم سمعوا رسول اللّه(ص)يقول يوم غدير خم: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏».

فقال علي(ع) لانس بن مالك والبراء بن عازب: «ما منعكما ان تقوما فتشهدا، فقد سمعتما كما سمع القوم؟ ثم قال: اللهم ان كانا كتماها معاندة فابتلهما». فعمي البراء بن عازب، وبرص قدما انس بن مالك. فحلف انس بن مالك ان لا يكتم منقبة لعلي بن ابي طالب ولا فضلا ابدا.

اما البراء بن عازب فكان يسال عن منزله فيقال: هو في موضع كذا وكذا. فيقول: كيف يرشد من اصابته الدعوة؟! وهناك غير واحد من محدثي المتاخرين ذكروا هذه الاثارة لا نطيل بذكرهم المقال. ((1484)) اعلام الشهود لامير المؤمنين(ع)بحديث الغدير يوم‏الركبان حسب ما مر من الاحاديث 1 ابو الهيثم بن التيهان بدري.

2 ابو ايوب خالد بن زيد الانصاري.

3 حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي.

4 خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الشهيد بصفين بدري .

5 عبد اللّه بن بديل بن ورقاء الشهيد بصفين.

6 عمار بن ياسر قتيل الفئة الباغية بصفين بدري .

7 قيس بن ثابت بن شماس الانصاري.

8 قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي بدري .

9 هاشم المرقال ابن عتبة صاحب راية علي والشهيد بصفين.

من اصابته الدعوة باخفاء حديث الغدير قد مر الايعاز في غير واحد من احاديث المناشدة يومي الرحبة والركبان الى ان قوما من اصحاب النبي(ص) الحضور في يوم غدير خم قد كتموا شهادتهم لامير المؤمنين(ع) بالحديث، فدعا عليهم، فاخذتهم الدعوة، كما وقع النص بذلك في غير واحد من المعاجم، والقوم هم:

1 ابو حمزة انس بن مالك: المتوفى (90، 91، 93).1 2 البراء بن عازب الانصاري: المتوفى (71، 72).

3 جرير بن عبداللّه البجلي: المتوفى (51، 54).

4 زيد بن ارقم الخزرجي: المتوفى (66، 68).

5 عبدالرحمن بن مدلج ((1485)) .

6 يزيد بن وديعة.

نظرة في حديث اصابة الدعوة ربما يقف في صدر القارئ الاختلاف بين الاحاديث الناصة بان انسا قد اصابته الدعوة بكتمان الشهادة، وما جاء موهما بشهادته، لكن: عرفت ان الفريق الاخير منهما محرف المتن فيه تصحيف، وعلى تقدير سلامته لا يقاوم الاول كثرة وصحة وصراحة، مع ما هناك من نصوص اخرى غير ما ذكر، منها:

قال ابو محمد بن قتيبة المترجم (ص‏96) في المعارف (ص‏251): ((1486)) انس بن مالك كان بوجهه برص، وذكر قوم: ان عليا(رضى ا...

عنه) ساله عن قول رسول اللّه: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فقال: كبرت سني ونسيت، فقال علي: ان كنت كاذبا فضربك اللّه ببيضاء لا تواريها العمامة‏».

قال الاميني : هذا نص ابن قتيبة في الكتاب، وهو الذي اعتمد عليه ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ((1487)) (4/388) حيث قال:

قد ذكر ابن قتيبة حديث البرص والدعوة التي دعا بها امير المؤمنين(ع) على انس بن مالك في كتاب المعارف في باب البرص من اعيان الرجال، وابن قتيبة غير متهم في حق علي(ع) على المشهور من انحرافه عنه. انتهى.

وهو يكشف عن جزمه بصحة العبارة وتطابق النسخ على ذلك، كما يظهر من غيره ممن نقل هذه الكلمة عن كتاب المعارف.

لكن اليد الامينة على ودائع العلماء في كتبهم في المطابع المصرية، دست في الكتاب ما ليس منه، فزادت بعد القصة ما لفظه: قال ابو محمد: ليس لهذا اصل.ذهولا عن ان سياق الكتاب يعرب عن هذه الجناية، ويابى هذه الزيادة، اذ المؤلف‏يذكر فيه من مصاديق كل موضوع ما هو المسلم عنده، ولا يوجد من اول الكتاب 1 الى اخره حكم في موضوع بنفي شي‏ء من مصاديقه بعد ذكره الا هذه، فاول رجل يذكره في عد من كان عليه البرص هو انس ثم يعد من دونه، فهل يمكن ان يذكر مؤلف في اثبات ما يرتئيه مصداقا، ثم ينكره بقوله: لا اصل له؟! وليس هذا التحريف في كتاب المعارف باول في بابه، فسيوافيك في المناشدة الرابعة عشرة حذفها منه، وقد وجدنا في ترجمة المهلب بن ابي صفرة من تاريخ ابن خلكان (2/273) نقلا عن المعارف ما حذفته المطابع. ((1488)) وقال احمد بن جابر البلاذري المتوفى (279) في الجزء الاول من انساب الاشراف ((1489)) :

قال علي على المنبر: «انشد اللّه رجلا سمع رسول اللّه يقول يوم غدير خم: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، الا قام وشهد».

وتحت المنبر انس بن مالك، والبراء بن عازب، وجرير بن عبداللّه البجلي، فاعادها فلم يجبه احد، فقال:

«اللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها، فلا تخرجه من الدنيا حتى تجعل به اية يعرف بها».

قال [ابو وائل((1490)) ] : فبرص انس، وعمي البراء، ورجع جرير اعرابيا بعد هجرته، فاتى الشراة ((1491)) ، فمات في بيت‏امه((1492)) « .

وقال ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ((1493)) (4/488):

المشهور ان عليا(ع) ناشد الناس في الرحبة بالكوفة،فقال:

«انشدكم اللّه رجلا سمع رسول اللّه(ص) يقول لي وهو منصرف من حجة الوداع: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم‏وال من والاه، وعاد من عاداه‏».

فقام رجال، فشهدوا بذلك. فقال(ع) لانس بن مالك: «ولقد حضرتها، فما لك؟» فقال: يا امير المؤمنين كبرت سني،وصار ما انساه اكثر مما اذكره. فقال له: «ان كنت كاذبا فضربك اللّه بها بيضاء لا تواريها العمامة‏». فما مات حتى‏اصابه البرص.

وقال في ((1494)) (1/361): وذكر جماعة من شيوخنا البغداديين: ان عدة من الصحابة والتابعين والمحدثين كانوامنحرفين عن علي(ع) قائلين فيه السوء، ومنهم من كتم مناقبه، واعان اعداءه ميلا مع الدنيا وايثارا للعاجلة، فمنهم:

انس‏بن مالك.

ناشد علي(ع) في رحبة القصر او قالوا: برحبة الجامع بالكوفة : «ايكم سمع رسول اللّه(ص) يقول: من كنت مولاه‏فعلي مولاه؟».

فقام اثنا عشر رجلا، فشهدوا بها وانس بن مالك في القوم لم يقم! فقال له: «يا انس ما يمنعك ان تقوم فتشهد، ولقدحضرتها؟ فقال: يا امير المؤمنين كبرت ونسيت! فقال: اللهم ان كان كاذبا فارمه بيضاء لا تواريها العمامة‏».

قال طلحة بن عمير: فواللّه لقد رايت الوضح به بعد ذلك ابيض بين عينيه.

وروى عثمان بن مطرف: ان رجلا سال انس بن مالك في اخر عمره عن علي ابن ابي طالب.

فقال: اني اليت ان لا اكتم حديثا سئلت عنه في علي بعد يوم الرحبة: ذاك راس المتقين يوم القيامة، سمعته واللّه من‏نبيكم.

وفي تاريخ ابن عساكر ((1495)) (3/150): قال احمد بن صالح العجلي: لم يبتل احد من اصحاب النبي(ص) الا رجلين:معيقيب ((1496)) كان به داء الجذام، وانس بن مالك كان به وضح، يعني البرص.

وقال ابو جعفر: رايت انسا ياكل، فرايته يلقم لقما كبارا، ورايت به وضحا، وكان يتخلق بالخلوق.

وقول العجلي المذكور حكاه ابو الحجاج المزي في تهذيبه ، كما في خلاصة الخزرجي ((1497)) ((1498))(ص‏35).((1499)) وقد نظم السيد الحميري ((1500)) اصابة الدعوة عليه في لاميته الاتية بقوله:

في رده سيد كل الورى مولاهم في‏المحكم المنزل فصده ذوالعرش عن رشده وشانه بالبرص الانكل وقال الزاهي ((1501)) في قصيدته التي تاتي:

ذاك الذي‏استوحش‏منه‏انس ان يشهد الحق فشاهد البرص اذ قال من يشهد بالغدير لي؟ فبادر السامع وهو قد نكص فقال انسيت، فقال كاذب سوف ترى ما لا تواريه‏القمص وهناك حديث مجمل احسبه اجمال هذا التفصيل:

اخرج الخوارزمي من طريق الحافظ ابن مردويه في مناقبه ((1502)) عن زاذان ابي عمرو: ان عليا سال رجلا في‏الرحبة عن حديث فكذبه! فقال علي: «انك قد كذبتني.

فقال: ما كذبتك!! فقال: ادعو اللّه عليك ان كنت كذبتني ان يعمي بصرك‏». قال: ادع اللّه. فدعا عليه، فلم يخرج من‏الرحبة حتى قبض بصره.

ورواه خواجه پارسا في فصل الخطاب من طريق الامام المستغفري ((1503)) ، وكذلك‏نور الدين عبدالرحمن الجامي‏عن المستغفري، وعده ابن حجر في الصواعق ((1504)) (ص‏77) من كرامات امير المؤمنين(ع)، ورواه الوصابي في‏محكي‏الاكتفاء عن زاذان من طريق الحافظ عمر بن محمد الملا في سيرته، وجمع اخرون. ((1505)) 6 مناشدة امير المؤمنين(ع)يوم صفين سنة (37) ((1506)) التابعي الكبير قال ابو صادق سليم بن قيس الهلالي في كتابه ((1507)) :

صعد علي(ع) المنبر في صفين في عسكره، وجمع الناس ومن بحضرته من النواحي والمهاجرين والانصار، ثم حمداللّه واثنى عليه، ثم قال:

«معاشر الناس، ان مناقبي اكثر من ان تحصى، وبعدما انزل اللّه في كتابه من ذلك، وما قال رسول اللّه(ص)، اكتفي بها عن‏جميع مناقبي وفضلي:

اتعلمون ان اللّه فضل في كتابه السابق على المسبوق، وانه لم يسبقني الى اللّه 1ورسوله احد من الامة؟ قالوا: نعم.

قال: انشدكم اللّه: سئل رسول اللّه(ص) عن قوله: (السابقون السابقون # اولئك المقربون) فقال رسول اللّه(ص): انزلها اللّه في‏الانبياء واوصيائهم، وانا افضل انبياء اللّه ورسله، ووصيي علي بن ابي طالب افضل الاوصياء؟» فقام نحو من سبعين بدريا جلهم من الانصار وبقيتهم من المهاجرين، منهم: ابو الهيثم بن التيهان، وخالد بن زيد ابوايوب الانصاري، وفي المهاجرين عمار بن ياسر، فقالوا: نشهد انا قد سمعنا رسول اللّه(ص) قال ذلك.

قال: «فانشدكم باللّه في قول اللّه: (يا ايها الذين امنوا اطيعوا اللّه واطيعوا الرسول واولي الا مر منكم) وقوله: (انما وليكم اللّه ورسوله والذين‏امنوا...) الاية، ثم‏قال: (ولم يتخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة). فقال الناس: يا رسول اللّه، اخاص لبعض المؤمنين،ام عام لجميعهم؟ فامر اللّه عز وجل رسوله ان يعلمهم، وان يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجهم،فنصبني بغدير خم، وقال:

ان اللّه ارسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت ان الناس مكذبي، فاوعدني: لا بلغها او يعذبني، قم يا علي. ثم نادى‏بالصلاة جامعة فصلى بهم الظهر، ثم قال:

ايها الناس ان اللّه مولاي، وانا مولى المؤمنين، واولى بهم من انفسهم، من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه،وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. فقام اليه سلمان الفارسي، فقال: يا رسول اللّه ولاء كماذا؟ فقال: ولاء كولاي، من كنت اولى به من نفسه، فعلي اولى به من نفسه، وانزل اللّه (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم‏نعمتي ورضيت لكم الا سلام دينا)...» الى ان قال :

فقام اثنا عشر رجلا من البدريين، فقالوا: نشهد انا سمعنا ذلك من رسول اللّه كما قلت... الحديث، وهو طويل، وفيه‏فوائد جمة.

7 احتجاج الصديقة فاطمة بنت رسول اللّه(ص) قال شمس‏الدين‏ابو الخيرالجزري‏الدمشقي‏المقري‏الشافعي المترجم(ص‏129) في كتابه اسنى المطالب ((1508)) في‏مناقب علي بن ابي طالب ((1509)) :

والطف طريق وقع لهذا الحديث يعني حديث الغدير واغربه ما حدثنا به‏شيخنا خاتمة الحفاظ ابو بكر محمد بن‏عبداللّه بن المحب المقدسي مشافهة، اخبرتنا الشيخة ام محمد زينب ابنة احمد بن عبدالرحيم المقدسية، عن ابي المظفرمحمد بن فتيان بن المثنى، اخبرنا ابو موسى محمد بن ابي بكر الحافظ، اخبرنا ابن عمة والدي القاضي ابو القاسم‏عبدالواحد بن محمد بن عبدالواحد المدني بقراءتي عليه، اخبرنا ظفر بن داعي العلوي باستراباد، اخبرنا والدي وابواحمد بن مطرف المطرفي قالا: حدثنا ابو سعيد الادريسي اجازة فيما اخرجه في تاريخ استراباد، حدثني محمد بن‏محمد بن الحسن ابو العباس الرشيدي من ولد هارون الرشيد بسمرقند وما كتبناه الا عنه حدثنا ابو الحسن محمد بن‏جعفر الحلواني، حدثنا علي بن محمد بن جعفر الاهوازي مولى الرشيد، حدثنا بكر بن احمد القصري، حدثتنا فاطمة‏وزينب وام كلثوم بنات موسى بن جعفر(ع)، قلن: حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد الصادق، حدثتني فاطمة بنت‏محمد بن علي، حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين، حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي، عن ام كلثوم بنت‏فاطمة بنت النبي، عن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه ورضي عنها قالت:

«انسيتم قول رسول اللّه(ص) يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله(ص): انت مني بمنزلة هارون من‏موسى(ع)؟».

وهكذا اخرجه الحافظ الكبير ابو موسى المديني في كتابه المسلسل بالاسماء، وقال: هذا الحديث مسلسل من وجه،وهو ان كل واحدة من الفواطم تروي عن عمة لها، فهو رواية خمس بنات اخ، كل واحدة منهن عن عمتها.

8 احتجاج الامام السبط ابي محمد الحسن(ع) سنة(41) اخرج الحافظ الكبير ابو العباس بن عقدة: ان الحسن بن علي(ع) لما اجمع على صلح معاوية قام خطيبا، وحمد اللّهواثنى عليه، وذكر جده المصطفى بالرسالة والنبوة، ثم قال:

«انااهل بيت‏اكرمنااللّه بالاسلام‏واختارناواصطفانا،واذهب عناالرجس‏وطهرناتطهيرا، لم تفترق الناس فرقتين الا جعلنااللّه في خيرهما من ادم الى جدي محمد.

فلما بعث اللّه محمدا للنبوة واختاره للرسالة، وانزل عليه كتابه، ثم امره بالدعاء الى اللّه عز وجل، فكان ابي اول من‏استجاب للّه ولرسوله، واول من امن وصدق اللّه ورسوله(ص)، وقد قال اللّه في كتابه المنزل على نبيه المرسل: (افمن كان‏على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه((1510)) ) ، فجدي الذي على بينة من ربه، وابي الذي يتلوه وهو شاهد منه...الى ان قال:

وقد سمعت هذه الامة جدي(ص) يقول: ما ولت امة امرها رجلا وفيهم من هو اعلم منه، الا لم يزل يذهب امرهم سفالاحتى يرجعوا الى ما تركوه.

وسمعوه يقول لابي: انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي.

وقد راوه وسمعوه حين اخذ بيد ابي بغدير خم وقال لهم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من‏عاداه. ثم امرهم ان يبلغ الشاهد الغائب‏».

وذكر شطرا من هذه الخطبة القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ((1511)) (ص‏482)، وفيه الحجاج بحديث الغدير.

9 مناشدة الامام السبط الحسين(ع) بحديث الغدير سنة (58، 59) ذكر التابعي الكبير ابو صادق سليم بن قيس الهلالي في كتابه ((1512)) جملا ضافية‏حول شدة نكير معاوية بن ابي‏سفيان على شيعة امير المؤمنين(ع) ومواليه بعد شهادته ثم قال:

فلما كان قبل موت معاوية بسنتين ((1513)) حج الحسين بن علي(ع)، وعبداللّه بن عباس، وعبداللّه بن جعفر، فجمع‏الحسين(ع) بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم، من حج منهم ومن لم يحج، ومن الانصار ممن يعرف‏الحسين واهل بيته، ثم لم يترك احدا حج ذلك العام من اصحاب رسول اللّه ومن التابعين من الانصار المعروفين‏بالصلاح والنسك الا جمعهم، واجتمع عليه بمنى اكثر من سبعمائة رجل، وهم في سرادقه عامتهم من التابعين، ونحو من‏مائتي رجل من اصحاب النبي، فقام فيهم، فحمد اللّه، واثنى عليه، ثم قال:

«اما بعد: فان هذا الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما علمتم ورايتم وشهدتم وبلغكم، واني اريد ان اسالكم عن شي‏ء فان‏صدقت فصدقوني، وان كذبت فكذبوني، واسمعوا مقالتي، واكتبوا قولي، ثم ارجعوا الى امصاركم وقبائلكم، ومن‏ائتمنتموه من الناس ووثقتم به، فادعوه الى ما تعلمون من حقنا فانا نخاف ان يدرس ((1514)) هذا الحق، ويذهب‏ويغلب، (...واللّه متم نوره ولو كره الكافرون((1515)) ) ».

وما ترك شيئا مما انزل اللّه في القران فيهم الا تلاه وفسره، ولا شيئا مما قاله رسول اللّه(ص) في ابيه وامه ونفسه واهل‏بيته الا رواه، وكل ذلك يقولون: اللهم نعم قد سمعنا وشهدنا، ويقول التابعون: اللهم نعم قد حدثني به من اصدقه وائتمنه‏من الصحابة...

الى ان قال: قال(ع):

«انشدكم اللّه اتعلمون ان رسول اللّه نصبه يوم غدير خم، فنادى له بالولاية، وقال: ليبلغ الشاهد الغائب؟» قالوا: اللهم‏نعم...

الحديث.

وفيه طرف مما تواترت اسانيده من فضائل امير المؤمنين(ع)، فراجع.

10 احتجاج عبداللّه بن جعفر على معاوية بعد شهادة امير المؤمنين(ع) قال عبداللّه بن جعفر بن ابي طالب: كنت عند معاوية ومعنا الحسن والحسين(ع)، وعنده عبداللّه بن العباس والفضل بن‏عباس، فالتفت الي معاوية، فقال:

يا عبداللّه ما اشد تعظيمك للحسن والحسين وما هما بخير منك، ولا ابوهما خير من ابيك، ولولا ان فاطمة بنت رسول‏اللّه(ص) لقلت: ما امك اسماء بنت عميس بدونها.

فقلت: واللّه انك لقليل العلم بهما وبابيهما وبامهما، بل واللّه لهما خير مني، وابوهما خير من ابي، وامهما خير من امي.

يامعاوية انك لغافل عما سمعته انا من رسول اللّه(ص) يقول فيهما وفي ابيهما وامهما، قد حفظته ووعيته ورويته.

قال: هات يا ابن جعفر، فو اللّه ما انت بكذاب ولا متهم.

فقلت: انه اعظم مما في نفسك.

قال: وان كان اعظم من احد وحراء بكسر المهملة جميعا، فلست ابالي اذا قتل اللّه صاحبك، وفرق جمعكم، وصارالامر في اهله، فحدثنا فما نبالي بما قلتم ولا يضرنا ما عددتم.

قلت: سمعت رسول اللّه(ص) وقد سئل عن هذه الاية (وما جعلنا الرؤيا التي‏اريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في‏القران((1516)) فقال:

«اني رايت اثني عشر رجلا من ائمة الضلالة يصعدون منبري، وينزلون، يردون امتي على ادبارهم القهقرى‏».

وسمعته يقول: «ان بني ابي العاص اذا بلغوا خمسة عشر رجلا جعلوا كتاب اللّه دخلا، وعباد اللّه خولا، ومال اللّهدولا».

يا معاوية اني سمعت رسول اللّه(ص) يقول على المنبر وانا بين يديه وعمر بن ابي سلمة، واسامة بن زيد، وسعد بن ابي‏وقاص، وسلمان الفارسي، وابو ذر، والمقداد، والزبير بن العوام، وهو يقول:

«الست اولى بالمؤمنين من انفسهم؟ فقلنا: بلى يا رسول اللّه.

قال: اليس ازواجي امهاتكم؟ قلنا: بلى يا رسول اللّه.

قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اولى به من نفسه. وضرب بيده على منكب علي، فقال: اللهم وال من والاه، وعاد من‏عاداه.

ايها الناس انا اولى بالمؤمنين من انفسهم ليس لهم معي امر، وعلي من بعدي اولى بالمؤمنين من انفسهم ليس لهم معه‏امر، ثم ابني الحسن اولى بالمؤمنين من انفسهم ليس لهم معه امر».

ثم عاد فقال: «ايها الناس اذا انا استشهدت فعلي اولى بكم من انفسكم، فاذا استشهد علي فابني الحسن اولى‏بالمؤمنين منهم بانفسهم، واذا استشهد الحسن فابني الحسين اولى بالمؤمنين منهم بانفسهم...»الى ان قال:

فقال معاوية: يا ابن جعفر لقد تكلمت بعظيم، ولئن كان ما تقول حقا لقد هلكت‏امة محمد من المهاجرين والانصارغيركم اهل البيت واوليائكم وانصاركم.

فقلت: واللّه ان الذي قلت حق سمعته من رسول اللّه(ص).

قال معاوية: يا حسن ويا حسين ويا ابن عباس ما يقول ابن جعفر؟ فقال ابن عباس: ان كنت لا تؤمن بالذي قال، فارسل الى الذين سماهم فاسالهم عن ذلك.

فارسل معاوية الى عمر بن ابي سلمة والى اسامة بن زيد، فسالهما فشهدا ان الذي قال ابن جعفر قد سمعناه من رسول‏اللّه(ص) كما سمعه...الى ان قال من كلام ابن جعفر :

ونبينا(ص) قد نصب لامته افضل الناس واولاهم وخيرهم بغدير خم وفي غير موطن، واحتج عليهم به وامرهم بطاعته،واخبرهم انه منه بمنزلة هارون من‏موسى، وانه ولي كل مؤمن من بعده، وانه كل من كان هو وليه فعلي وليه، ومن كان‏2اولى به من نفسه فعلي اولى به، وانه خليفته فيهم ووصيه، وان من اطاعه اطاع اللّه ومن عصاه عصى اللّه. ومن والاه والى‏اللّه ومن عاداه عادى اللّه. الحديث، وفيه فوائد كثيرة قيمة جدا. كتاب سليم ((1517)) .

11 احتجاج برد على عمرو بن العاص بحديث الغدير قال ابو محمد بن‏قتيبة المترجم (ص‏96) في الامامة والسياسة ((1518)) (ص‏93) :

وذكروا ان رجلا من همدان يقال له: برد، قدم على معاوية فسمع عمرا يقع في علي(ع) فقال له: يا عمرو ان اشياخناسمعوا رسول اللّه(ص) يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏»، فحق ذلك ام باطل؟ فقال عمرو: حق وانا ازيدك: انه ليس احد من صحابة رسول اللّه له مناقب مثل مناقب علي! ففزع الفتى. فقال عمرو: انه افسدها بامره في عثمان. فقال برد:

هل امر او قتل؟ قال: لا، ولكنه اوى ومنع. قال: فهل‏بايعه الناس عليها؟ قال: نعم. قال: فما اخرجك من بيعته؟ قال: اتهامي اياه في عثمان. قال له: وانت ايضا قد اتهمت.قال: صدقت، فيها خرجت الى فلسطين.

فرجع الفتى الى قومه، فقال: انا اتينا قوما اخذنا الحجة عليهم من افواههم، علي على الحق فاتبعوه.

12 احتجاج عمرو بن العاص على معاوية بحديث الغدير ذكر الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب ((1519)) (ص‏124) كتابا لمعاوية كتبه الى عمرو بن العاص يستهويه‏لنصرته في حرب صفين، ثم ذكر كتابا لعمرو مجيبا به معاوية وستقف على الكتابين في ترجمة عمرو بن العاص آومن كتاب عمرو قوله:

واما ما نسبت ابا الحسن اخا رسول اللّه ووصيه الى البغي والحسد على عثمان وسميت الصحابة فسقة، وزعمت انه‏اشلاهم ((1520)) على قتله، فهذا كذب وغواية. ويحك يا معاوية،اما علمت‏ان‏ابا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول‏اللّه(ص) وبات على فراشه؟! وهو صاحب السبق الى‏الاسلام والهجرة، وقدقال فيه رسول‏اللّه(ص): «هو مني وانا منه‏». و«هو مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي‏بعدي‏».

وقال في يوم غدير خم: «الا من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، 2وعاد من عاداه، وانصر من نصره،واخذل من خذله‏».

13 احتجاج عمار بن ياسر يوم صفين‏بحديث الغدير على عمرو بن العاص سنة (37) روى نصر بن مزاحم الكوفي ((1521)) في كتاب صفين (ص‏176) في حديث طويل عن عمار بن ((1522)) ياسريخاطب عمرو بن العاص يوم صفين، قال:

امرني رسول اللّه(ص) ان اقاتل الناكثين، وقد فعلت، وامرني ان اقاتل القاسطين، فانتم هم، واما المارقون فما ادري‏ادركهم ام لا، ايها الابتر الست تعلم ان رسول‏اللّه(ص) قال لعلي: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعادمن عاداه‏» وانا مولى اللّه ورسوله وعلي بعده، وليس لك مولى. فقال له عمرو:

لم تشتمني يا ابا اليقظان؟ ياتي تمام الحديث في ترجمة عمرو بن العاص فراجع، وذكره ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ((1523))(2/273). 14 احتجاج اصبغ بن نباتة بحديث الغدير في مجلس معاوية سنة (37) كتب امير المؤمنين صلوات اللّه عليه ايام صفين كتابا الى معاوية بن ابي سفيان، وارسله اليه بيد اصبغ بن نباتة آالمترجم (ص‏62) قال الاصبغ:

فدخلت على معاوية وهو جالس على نطع من الادم متكئا على وسادتين خضراوين، وعن يمينه عمرو بن العاص،وحوشب، وذو الكلاع ((1524)) ، وعن شماله اخوه عتبة المتوفى (43، 44) وابن عامر بن كريز عبداللّه المتوفى (57،58) والوليد ابن عقبة الفاسق بنص القران، وعبدالرحمن بن خالد المتوفى (47) ، وشرحبيل بن‏السمط المتوفى (40،41)، وبين يديه ابو هريرة، وابو الدرداء ((1525)) والنعمان بن بشير 2المتوفى (65)، وابو امامة الباهلي صدي المتوفى(81) فلما قرا الكتاب قال: ان عليا لايدفع الينا قتلة عثمان.

قال الاصبغ: فقلت له: يا معاوية لا تعتل بدم عثمان، فانك تطلب الملك والسلطان، ولو كنت اردت نصره حيا لنصرته،ولكنك تربصت به، لتجعل ذلك سببا الى وصول الملك. فغضب من كلامي، فاردت ان يزيد غضبه، فقلت لابي هريرة:

يا صاحب رسول اللّه اني احلفك بالذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة، وبحق حبيبه المصطفى عليه واله السلام آالا اخبرتني اشهدت يوم غدير خم؟ قال: بلى شهدته. قلت: فما سمعته يقول في علي؟ قال: سمعته يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من‏خذله‏».

فقلت له: فاذا انت يا ابا هريرة واليت عدوه، وعاديت وليه.

فتنفس ابو هريرة الصعداء، وقال: انا للّه وانا اليه راجعون.

رواه‏الحنفي في مناقبه ((1526)) (ص‏130)، وسبط ابن الجوزي في تذكرته ((1527)) (ص‏48).

15 مناشدة شاب ابا هريرة بحديث الغدير في مسجد الكوفة اخرج الحافظ ابو يعلى الموصلي ((1528)) المترجم(ص‏100) قال: حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة، انبانا شريك، عن‏ابي يزيد داود الاودي المتوفى (150) عن ابيه يزيد الاودي.

واخرج الحافظ ابن جرير الطبري، عن ابي كريب، عن شاذان، عن شريك، عن ادريس واخيه داود، عن ابيهما يزيدالاودي قال:

دخل ابو هريرة المسجد فاجتمع اليه الناس، فقام اليه شاب، فقال: انشدك باللّه سمعت رسول اللّه(ص) يقول: «من كنت‏مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه‏»؟ قال: فقال: اني اشهد اني سمعت رسول اللّه يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من‏عاداه‏».

ورواه الحافظ ابو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد (9/105) نقلا عن ابي يعلى‏والطبراني والبزار بطريقيه، وصحح احدهماووثق رجاله، وذكره ابن كثير في تاريخه ((1529)) (5/213) من طريق ابي يعلى الموصلي، وابن جرير الطبري.

وقال ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ((1530)) (1/360):

روى سفيان الثوري عن عبدالرحمن بن القاسم، عن عمربن عبدالغفار: ان ابا هريرة لما قدم الكوفة مع‏معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة، ويجلس الناس اليه، فجاءشاب‏من الكوفة فجلس اليه فقال:

يا ابا هريرة انشدك اللّه اسمعت رسول اللّه(ص) يقول لعلي بن ابي طالب: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه‏»؟.فقال: اللهم نعم. قال: فاشهد باللّه لقد واليت عدوه وعاديت وليه. ثم قام عنه. ((1531)) وروت الرواة ان ابا هريرة كان يؤاكل الصبيان في الطريق ويلعب معهم، وكان يخطب وهو امير المدينة، فيقول: الحمد للّهالذي جعل الدين قياما، وابا هريرة اماما، يضحك الناس بذلك. وكان يمشي وهو امير المدينة في السوق، فاذا انتهى الى‏رجل يمشي‏امامه ضرب برجليه‏الارض ويقول: الطريق‏الطريق، قد جاءالامير. يعني نفسه.

قلت: قد ذكر ابن قتيبة هذا كله في كتاب المعارف ((1532)) في ترجمة ابي هريرة، وقوله فيه حجة لانه غير متهم‏عليه.

قال الاميني : هذا كله قد اسقطته عن كتاب المعارف طبعة مصر (1353ه) يد التحريف اللاعبة به، وكم فعلت هذه اليدالامينة لدة ((1533)) هذه في عدة موارد منه، كما انها ادخلت فيه ما ليس منه، وقد مر الايعاز اليه (ص‏192).

16 مناشدة رجل زيد بن ارقم بحديث الغدير ((1534)) قال: روي عن ابي عبداللّه الشيباني(رضى ا... عنه) بينما انا جالس عند زيد بن ارقم اذ جاء رجل، فقال: ايكم زيدبن ارقم؟ فقال القوم: هذا زيد.

فقال: انشدك بالذي لا اله الا هو سمعت رسول اللّه(ص) يقول:

«من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعادمن عاداه‏»؟ قال: نعم.

مودة القربى ((1535)) ، وينابيع المودة ((1536)) (ص‏249).

((1537)) 17 مناشدة رجل عراقي جابر الانصاري بحديث الغدير اخرج العلا مة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ((1538)) (ص‏16) قال:

اخبرني بذلك عاليا المشايخ منهم: الشريف الخطيب ابو تمام علي بن ابي الفخار بن ابي منصور الهاشمي بكرخ‏بغداد، وابو طالب عبداللطيف بن محمد بن علي ابن حمزة القبيط‏ي بنهر معلى، وابراهيم بن عثمان بن يوسف بن ايوب‏الكاشغري، قالوا جميعا:

اخبرنا ابوالفتح محمد بن عبدالباقي بن سليمان المعروف بنسيب ابن البط‏ي، وقال الكاشغري ايضا: اخبرنا ابو الحسن‏علي‏بن ابي القاسم الطوسي المعروف بابن تاج القراء، قالا: اخبرنا ابو عبداللّه مالك بن احمد بن علي البانياسي، اخبرناابو الحسن احمد بن محمد بن موسى بن الصلت، حدثنا ابراهيم بن عبدالصمد الهاشمي، حدثنا ابو سعيد الاشج، حدثنامطلب بن زياد، عن عبداللّه بن محمد بن عقيل، قال:

كنت عندجابر بن‏عبداللّه في‏بيته و[ عنده ] علي‏بن الحسين،ومحمد بن الحنفية، وابو جعفر، فدخل رجل من اهل العراق، فقال: باللّه ((1539)) الا ما حدثتني ما رايت وما سمعت من‏رسول اللّه(ص)، فقال:

كنا بالجحفة بغدير خم، وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول اللّه(ص) من خباء في الفرائد:

اوفسطاط فاشار بيده ثلاثا، فاخذ بيد علي ابن ابي طالب، وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏».

ورواه الحموئي في فرائد السمطين في الباب التاسع ((1540)) قال: اخبرني الشيخ مجدالدين عبداللّه بن محمود بن‏مودود الحنفي بقراءتي عليه ببغداد ثالث رجب سنة اثنتين وسبعين وستمائة: قال: انبانا الشيخ ابو بكر المسمار بن عمربن العويس البغدادي سماعا عليه، قال: انبانا ابو الفتح محمد بن عبدالباقي المعروف بابن البط‏ي سماعا عليه.

واخبرنا الامام الفقيه كمال الدين ابو غالب هبة اللّه [بن ابي القاسم بن ابي غالب((1541)) ] السامري بقراءتي عليه‏بجامع النصر ((1542)) ببغداد ليلة الاحد السابع والعشرين‏من شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين وستمائة، قال: انباناالشيخ محاسن بن عمر بن رضوان الخزائني سماعا عليه في الحادي والعشرين من المحرم سنة اثنتين وعشرين‏وستمائة، قال: انبانا ابو بكر محمد بن عبيداللّه بن نصر الزاغوني سماعا عليه في السادس عشر من شهر رجب سنة‏خمسين وخمسمائة، قالا ((1543)) :

انبانا ابو عبداللّه مالك ابن احمد بن علي بن ابراهيم الفرا البانياسي سماعا عليه،قال: انبانا ابن الزاغوني ((1544)) المترجم (ص‏113) في شهر شعبان سنة ثلاث وستين ((1545)) واربعمائة، قال: انباناابو الحسن احمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت قراءة عليه وانا اسمع في رجب ثالث عشر من الشهر سنة‏خمس واربعمائة، قال: انبانا ابراهيم بن عبدالصمد الهاشمي المكنى بابي اسحاق، قال: انبانا ابو سعيد الاشج، قال: انباناابو طالب المطلب بن زياد، عن عبداللّه بن محمد بن عقيل، قال: كنت عند جابر... الحديث بلفظه.

ورواه ابن كثير في تاريخه ((1546)) (5/213) قال: قال المطلب بن زياد عن عبداللّه ابن محمد بن عقيل، سمع جابر بن‏عبداللّه يقول:

كنا بالجحفة بغدير خم، فخرج علينا رسول اللّه(ص) من خباء او فسطاط، فاخذ بيد علي، فقال: «من كنت مولاه فعلي‏مولاه‏».

قال شيخنا الذهبي: هذا حديث حسن. ((1547)) قال الاميني : لا يهمنا اسقاط ابن كثير من الحديث شطرا فيه الجمع الحضور عند جابر ومناشدة العراقي اياه، وذكره‏الحديث بصورة مصغرة، اذ صحائف تاريخه‏البداية والنهاية تنم عن لسانه البذي، ويده الجانية على ودائع‏النبي‏الاعظم فضائل ال اللّه، وعن قلبه المحتدم بعدائهم، فتراه يسب ويشتم من والاهم ويمدح ويثني على من ناواهم،وينبز الصحاح من مناقبهم بالوضع، ويقذف الراوي لها على ثقته بالضعف، كل ذلك تحك ما منه بلا دليل، ويحرف الكلم‏عن مواضعها، ولو ذهبنا لنذكر كل ما فيه من هذا القبيل لجاء منه كتاب ضخم، وحسبك من تحريفه ما ذكره من حديث‏بدء الدعوة النبوية عند نزول قوله تعالى: (وانذر عشيرتك الاقربين) ((1548)) قال في تاريخه ((1549)) (3/40) بعد ذكرالحديث الوارد في الاية الشريفة من طريق البيهقي:

وقد رواه ابو جعفر بن جرير عن محمد بن حميد الرازي...وساق الى اخر السند ثم قال: وزاد بعد قوله:

«واني قد جئتكم بخير الدنيا والاخرة، وقد امرني اللّه ان ادعوكم اليه، فايكم يؤازرني على هذا الامر على ان يكون‏اخي وكذا وكذا؟ قال:

فاحجم القوم عنها جميعا، وقلت ولا ني لا حدثهم سنا وارمصهم عينا،واعظمهم بطنا، واحمشهم ساقا: انا يا نبي اللّهاكون وزيرك عليه، فاخذ برقبتي، فقال: ان هذا اخي وكذا وكذا، فاسمعوا له واطيعوا.

قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لابي طالب: قد امرك ان تسمع لابنك وتطيع‏».

وبهذا اللفظ ذكره في تفسيره (3/351)، وقال: وقد رواه ابو جعفر بن جرير عن ابن حميد...الى اخره حرفيا.

وها نحن نذكر لفظ الطبري بنصه حتى يتبين الرشد من الغي:

قال في تاريخه ((1550)) (2/217) من الطبعة الاولى:

«اني قد جئتكم بخير الدنيا والاخرة، وقد امرني اللّه تعالى ان ادعوكم اليه، فايكم يؤازرني على هذا الامر على ان‏يكون اخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال: فاحجم القوم عنها جميعا، وقلت: واني لاحدثهم سنا، وارمصهم عينا، واعظمهم بطنا، واحمشهم ساقا: انا يا نبي‏اللّهاكون وزيرك عليه، فاخذ برقبتي، ثم قال: ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له واطيعوا.

قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لابي طالب: قد امرك ان تسمع لابنك وتطيع‏». فالى اللّه المشتكى.

نعم، رواه الطبري في تفسيره ((1551)) (19/74) محرفا، فهلا وقف ابن كثير على ما في تاريخه وقد اخرجه غير محرف،او على ما اخرجه غير الطبري من ائمة الحديث والتاريخ في تاليفهم، او حدته ضغينته على اختيار المحرف من الكلم،واللّه يعلم ما تكن صدورهم. ((1552)) 18 احتجاج قيس بن سعد بحديث الغدير على معاوية‏سنة (50، 56) قدم معاوية بن ابي سفيان حاجا الى المدينة في ايام خلافته بعد ما توفي الامام السبط الحسن صلوات اللّه عليه آفاستقبله اهل المدينة، فجرى بينه وبين قيس بن سعد بن عبادة الانصاري الخزرجي الصحابي الكبير حديث ياتي ذكره‏بطوله في ترجمة قيس في شعراء القرن الاول، وفيه بعد قول قيس:

ولعمري ما لاحد من الانصار ولا لقريش ولا لا حدمن العرب في الخلافة حق مع علي وولده من بعده ما نصه:

فغضب معاوية، وقال: يا ابن سعد ممن اخذت هذا؟ وعمن رويته؟ وعمن‏سمعته؟ ابوك اخبرك بذلك وعنه اخذته؟ فقال قيس: سمعته واخذته ممن هو خير من ابي واعظم حقا من ابي. قال: من؟ قال: علي بن ابي طالب عالم هذه الامة وصديقها الذي انزل اللّه فيه (قل كفى باللّه شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم‏الكتاب((1553)) ) فلم يدع اية نزلت في علي(ع) الا ذكرها.

قال معاوية: فان صديقها ابو بكر، وفاروقها عمر، والذي عنده علم الكتاب‏عبداللّه بن سلام.

قال قيس: احق هذه ((1554)) الاسماء واولى بها الذي انزل اللّه فيه: (افمن كان على‏بينة من ربه ويتلوه شاهد منه((1555)) ) ،والذي نصبه رسول اللّه(ص) بغدير خم، فقال:

«من كنت مولاه اولى به من نفسه فعلي اولى به من نفسه‏»، وفي غزوة تبوك:

«انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي‏». كتاب سليم الهلالي ((1556)) .

19 احتجاج دارمية الحجونية على معاوية سنة في‏ربيع‏الابرار في الباب(50،56)قال‏الزمخشري المترجم(ص‏114) الحادي والاربعين ((1557)) :

حج معاوية، فطلب امراة يقال لها: دارمية ((1558)) الحجونية من شيعة علي، وكانت سوداء ضخمة، فقال: كيف حالك يابنت حام؟ فقالت: بخير ولست بحام، انما انا امراة من بني كنانة.

فقال: صدقت، هل تعلمين لم دعوتك؟ قالت: يا سبحان اللّه، واني لم اعلم الغيب. قال: لا سالك لم احببت علياوابغضتني، وواليته وعاديتني؟ قالت: او تعفني؟ قال: لا.

قالت: اما اذا ابيت فاني احببت عليا على عدله في الرعية، وقسمه بالسوية، وابغضتك على قتال من هو اولى بالامرمنك، وطلبك ما ليس لك، وواليت عليا على ما عقد له رسول اللّه(ص) من الولاية يوم خم بمشهد منك، وحبه للمساكين،واعظامه لاهل الدين، وعاديتك على سفكك الدماء، وشقك العصا، وجورك في القضاء،2 وحكمك بالهوى.

الحديث((1559)) .

20 احتجاج عمرو الاودي على مناوئي امير المؤمنين(ع)