الغدير في الكتاب والسنة
الجزء السابع

العلامة الشيخ عبدالحسين الاميني

بسم اللّه الرحمن الرحيم
شعراء الغدير في القرن التاسع
وهم ثلاثة حليون
وفي هذا الجزء من الدروس العلمية الدينية التاريخية
ما تدعم به الحقائق، ويحق للباحث ان يكون به اعنى
سبحانك انت ولينا من دونهم، واجعل لنا من لدنك وليا واجعل
لنا من‏لدنك نصيرا، يا ايها الناس‏قدجاءكم الحق من ربكم فمن
اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها وما
اناعليكم‏بوكيل ، وما علينا الا البلاغ، قد جاءكم من اللّه نور
وكتاب مبين، ليهلك من هلك عن بينة‏ويحيى من حي عن
بينة، ويحذركم اللّه نفسه وان تقولوا على اللّه ما لا تعلمون، هذا
كتاب انزلناه‏مبارك‏فاتبعوه‏واتق وا لعلكم ترحمون، ولقد
جئناكم بالحق ولكن اكثركم للحق كارهون، يعرفون‏نعمة اللّه
ثم ينك رونها، تحاجون فيما ليس لكم به علم، ان تتبعون الا
الظن وان انتم الا تخرصون، لاتتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل
واضلوا كثيرا، اطيعوا اللّه واطيعوا الرسول واولي الامر
منكم،الذين‏ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية،
ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيماواسيرا، الذين آمنوا
وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية .
الاميني
شعراء الغدير
في القرن التاسع
1 ابن العرندس الحلي
2 ابن داغر الحلي
3 الحافظ البرسي الحلي
(72) ابن العرندس الحلي
اضحى يميس كغصن بان في حلى
قمر اذا ما مر في قلبي حلا
سلب العقول بناظر في فترة
فيها حرام السحر بان محللا
وانحل شد عزائمي لما غدا
عن خصره بند القباء محللا
وزها بها كافور سالف خده
لما بريحان العذار تسلسلا
وتسلسلت عبثا سلاسل صدغه
فلذاك بت مقيدا ومسلسلا
قمر قويم قوامه كقناته
ولحاظه في القتل تحكي المنصلا
وجناته جورية وعيونه
حورية تسبي الغزال الاكحلا
اهوى فواترها المراض اذا رنت
واحب جفنيها المراض الغزلا
جارت وما صفحت على عشاقه
فتكا وعامل قده ما اعدلا
ملكت محاسنه ملوكا طالما
اضحى لها الملك العزيز مذللا
كسرى بعينيه الصحاح وخده
النعمان بالخال النجاشي خولا
كتب العلي على صحائف خده
نوني قسي الحاجبين ومثلا
فرمى بها في عين غنج عيونه
سهم السهام اصاب مني المقتلا
فاعجب لعين عبير عنبر خاله
في جيم جمرة خده لن تشعلا
وسلا الفؤاد بحر نيران الجوى
مني فذاب وعن هواه ما سلا
فمتى بشير الوصل ياتي منجحا
وابيت مسرورا سعيدا مقبلا
ولقد برى مني السقام وبت في
لجج الغرام معالجا كرب البلا
وجرت سحائب عبرتي في وجنتي
كدم الحسين على اراضي كربلا
الصائم القوام والمتصدق
الطعام افرس من على فرس علا
رجل بصيوان الغمامة جده
المختار في حر الهجير تظللا
وابوه حيدرة الذي بعلومه
وبفضله شرح الكتاب تفصلا
والام فاطمة المطهرة التي
بالمجد تاج فخارها قد كللا
نسب كمنبلج الصباح يزينه
حسب شبيه الشمس زاهي المجتلى
السيد السند السعيد الساجد
السبط الشهيد المستضام المبتلى
قمر بكت عين السماء لاجله
اسفا وقلب الدهر بات مقلقلا
تاللّه لا انساه فردا ظاميا
والماء ينهل منه ذيبان الفلا
والسيد العباس قد سلب العدى
عنه اللباس وصيروه مجدلا
والطفل شمس حياته قد اصبحت
بالخسف في طفل وجل مؤثلا((1))
وبنو امية في جسوم صحابه
قد حطموا السمر اللدان الذبلا
شربوا بكاسات القنا خمر الفنا
مزج البلاء به فامسوا في البلا
وتقاطعت ارحامهم وجسومهم
كرما واوصلت الرؤوس الارجلا
وتوارثوا من بعد سلب نفوسهم
دار المقامة في القيامة موئلا
والسبط شاك ما له من ناصر
شاك الى رب السموات العلى
ظام الى ماء الفرات فان يرم
نهلا يرى البيض الصوارم منهلا
والقوم محدقة عليه بجحفل
كالبحر آخره يحاكي الاولا
متلاطم سغبت((2)) به اسيافهم
فغدا لهم لحم الفوارس ماكلا
ومن العجائب انه يشكو الظما
وابوه يسقي في المعاد السلسلا
حامت عليه للحمام كواسر
ظمئت فاشربت الحمام دم الطلا((3))
امست به سمر الرماح وزرقها
حمرا وشهب الخيل دهما جفلا((4))
هاتيك بالدم قد صبغن وهذه
صبغت بنقع صبغة لن تنصلا
عقدت سنابك صافنات خيوله
من‏فوق‏هامات‏الفوارس قسطلا((5))
ودجت عجاجته ومد سواده
حتى اعاد الصبح ليلا اليلا
وكانما لمع الصوارم تحته
برق تالق في غمام فانجلى
جيش ملا فوه الفلا واتى فلا
امست سنابك خيله تفلي الفلا
ابناء من جحد الوصي وكذب ال
هادي النبي وكان حقا مرسلا
بذلوا النفوس وبدلوا من جهلهم
ما ليس في الاسلام كان مبدلا
فمحلل قد صيروه محرما
ومحرم قد غادروه محللا
وتعمدوا قتل الوصي وحرفوا
ما كان احمد في الكتاب له تلا
واتوا الى قتل الحسين واججوا
نارا لهيب ضرامها لن يصطلى
فسطا عليهم بالنزال بعزمة
تذر الحسام المشرفي مفللا
من فوق طرف اعوجي سابح
كالبرق يسبق في سراه الشمالا((6))
فرس حوافره بغير جماجم ال
فرسان في يوم الوغى لن تنعلا
اضحى بمبيض الصباح مجللا
وغدا بمسود الظلام مسربلا
وبكفه سيف جراز باتر
عضب يضم الغمد منه جدولا((7))
فقر الجماجم والطلا بغراره((8))
من كل كفار وابرى المفصلا
فكانه وجواده وحسامه((9))
يا صاحبي لمن اراد تاملا
شمس على الفلك المدار بكفه
قمر منازله الجماجم والطلا
والخيل محدقة بجيم جماله
وقلوبهم في الغلي تحكي المرجلا((10))
والسبط يخترق المواكب حاملا
بعزيمة تردي الخميس الجحفلا
فبسين سمر الخط يطعن انجلا
وبباء بيض الهند يضرب اهدلا((11))
فتخال طاء الطعن انى اعجمت
نقطا وضاد الضرب كيف تشكلا
حتى اذا ما السبط آن مماته
وعليه سلطان الحمام توكلا
داروا به النفر الطغاة بنو الزنا
ة العاهرات وطبقوا رحب الفلا
ورماه بعض المارقين بعيطل
سهما فخر على الصعيد مجدلا
واتى بغي بني ضباب صائلا
بالقس تغميض القطامي الاجدلا((12))
وجثا على صدر الحسين وقلبه
حقدا وعدوانا عليه قد امتلا
فبرى بسيف البغي راسا طالما
لثم النبي ثنيتيه وقبلا
واسود قرص الشمس ساعة قتله
اسفا وشهب الفلك امست افلا
ونعاه جبريل وميكال واس
رافيل والعرش المجيد تزلزلا
والطير في الاغصان ناح مغردا
والوحش في القيعان ناح واعولا
واتى الجواد ولا جواد فوقه
متوجعا متفجعا متوجلا
عالي الصهيل بمقلة انسانها
باك يسح الدمع نقطا مهملا
فسمعن نسوان الحسين صهيله
فبرزن من خلل المضارب ثكلا
ينثون من جون العيون مدامعا
حمرا على بيض السوالف هطلا((13))
حتى اذا قتل الحسين واصبحت
من بعده غر المدارس عطلا
ومنازل التنزيل حل بها العزا
ومن الجليس انيس مربعها خلا
بغت البغاة جهالة سبي النسا
وبغت وحق لمن بغى ان يجهلا
نصبوا بمرفوع القناة كريمة((14))
جهرا وجروا للمعاصي اذيلا
وسروا بنسوته السراة بلا ملا
حسرى يلاحظهن الحاظ الملا
وغدوا بزين العابدين الساجد ال
حبر الامين مقيدا ومغللا
وسكينة امست وساكن قلبها
متحرك فيه الاسى لن يرحلا
وبدال دمع العين منها غرقت
صاد الصعيد وانبتت كاف الكلا
وديارهن الانسات بلاقع
اقوت((15)) وكن بها الاحبة نزلا
والصبر عني ظاعن مترحل
لما شددن على المط‏ي الارحلا
ومدامعي فوق الخدود نوازل
لما زممن جمالهن البزلا((16))
تسري بهن الى الشم عصابة
اموية تبغي العطاء الاجزلا
ترضي يزيد لكي يزيد لها العطا
جهلا ويتحفها السؤال معجلا
فلالعنن بني امية ما حدا ال
حادي وما سرت الركائب قفلا
ولالعنن زيادها ويزيدها
ويزيدها ربي عذابا منزلا
تبا لهم فعلوا بل محمد
ما ليس تفعله الجبابرة الالى
ولابكين على الحسين بمدمع
قان ابل به الصعيد الممحلا
ياطف طاف على ثراك من الحيا
هام تسير به السحائب جفلا((17))
ذو هيدب متراكب متلاحم((18))
عالي البروق يسح دمعا مسبلا
يشفيك اذ يسقيك منه بوابل
عذب له ارج يحاكي المندلا((19))
ثم السلام من السلام على الذي
نصبت له في خم رايات الولا
تالي كتاب اللّه اكرم من تلا
واجل من للمصطفى الهادي تلا
زوج البتول اخ الرسول
مطلق الدنيا وقاليها بنيران القلا
رجل تسربل بالعفاف وحبذا
رجل باثواب العفاف تسربلا
تلقاه يوم السلم غيثا مسبلا
وتراه يوم الحرب ليثا مشبلا
ذو الراحة اليمنى التي حسناتها
مدت على كيوان باعا اطولا((20))
والمعجزات الباهرات النيرا
ت المشرقات المعذرات لمن غلا
منها رجوع‏الشمس بعد غروبها((21))
نبا تصير له البصائر ذهلا
ولسيره فوق البساط فضيلة((22))
اوصافها تعيي الفصيح المقولا
وخطاب اهل الكهف منقبة غلت
وعلت فجاوزت السماك الاعزلا
وصعود غارب احمد فضل له
دون القرابة والصحابة افضلا
هذا الذي حاز العلوم باسرها
ما كان منها مجملا ومفصلا
هذا الذي بصلاته وصلاته
للدين والدنيا اتم واكملا
هذا الذي بحسامه وقناته
في خيبر صعب الفتوح تسهلا
واباد مرحب في النزال بضربة
القت على الكفار عبئا مثقلا
وكتائب الاحزاب صير عمرها
بدمائه فوق الرمال مرملا
وتبوك نازل شوسها فابادهم
ضربا بصارم عزمة لن يفللا
وبه توسل آدم لما عصى
حتى اجتباه ربنا وتقبلا
وبه دعا نوح فسارت فلكه
والارض بالطوفان مفعمة ملا
وبه الخليل دعا فاضحت ناره
بردا وقد اذكت حريقا مشعلا
وبه دعا موسى تلقفت العصا
حيات سحر كن قدما احبلا
وبه دعا عيسى المسيح فانطق ال
ميت الدفين به وقام من البلا
وبخم واخاه النبي محمد
حقا وذلك في الكتاب تنزلا
عذل النواصب في هواه وعنفوا
فعصيتهم واطعت فيه من غلا
ومدحته رغما على آنافهم
مدحا به ربي صدا قلبي جلا
وتراب نعل ابي تراب كلما
مس القذا عيني يكون لها جلا
فعليه اضعاف التحية ما سرى
سار وما سح السحاب واهملا
سمعا امير المؤمنين قصائدا
تزداد ما مر الزمان تجملا
عربية نشات بحلة بابل
فغدت تخجل بالفصاحة جرولا((23))
سادت فشادت للعرندس صالح
مجدا على هام النجوم مؤثلا
وسمت قلوب‏حواسدي‏وسمت على
(نم العذار بعارضيه وسلسلا)((24))
وعلت بمدحك يا علي ووازنت
(لم ابك ربعا للاحبة قد خلا)((25))
ما يتبع الشعر
ذكر شاعرنا ابن العرندس في قصيدته هذه جملة من مناقب
مولانا امير المؤمنين وقد مر تفصيل بعضها،وستوافيك كلمتنا
الضافية في بعضها الاخر، ونقتصر في المقام على ما اشار اليه
بقوله:
وصعود غارب احمد فضل له
دون القرابة والصحابة افضلا
عن علي (رضي اللّه عنه) قال: «انطلق بي رسول اللّه (ص) الى
الاصنام فقال: اجلس.
فجلست الى جنب الكعبة ثم صعد رسول اللّه (ص) على منكبي
ثم قال: انهض بي الى الصنم. فنهضت به‏فلما راى ضعفي تحته
قال: اجلس فجلست وانزلته عني وجلس لي رسول اللّه (ص)
ثم قال لي: يا علي‏اصعدعلى منكبي. فصعدت على منكبيه ثم
نهض بي رسول اللّه (ص) فلما نهض بي خيل لي اني لو شئت
نلت افق‏السماء، وصعدت على الكعبة وتنحى رسول اللّه (ص)،
فالقيت صنمهم الاكبر صنم قريش وكان من نحاس‏موتدا باوتاد
من حديد الى الارض، فقال لي رسول اللّه (ص):
عالجه فعالجته فما زلت اعالجه ورسول اللّه (ص) يقول ايه ايه
ايه. فلم ازل اعالجه حتى استمكنت منه.فقال: دقه فدققته
وكسرته ونزلت‏».
وفي لفظ: «قال رسول اللّه (ص): اقذف به. فقذفت به فتكسر
كما تنكسر القوارير ثم نزلت. وفي لفظ:ونزوت من فوق الكعبة‏».
وعن جابر بن عبداللّه قال: دخلنا مع النبي (ص) مكة وفي
البيت وحوله ثلاثمائة وستون صنما، فامر بهارسول اللّه (ص)
فالقيت كلها لوجوهها، وكان على البيت صنم طويل يقال له:
هبل. فنظر النبي (ص)الى‏علي وقال له: «يا علي تركب علي او
اركب عليك لالقي هبل عن ظهر الكعبة؟ قلت: يا رسول اللّه
بل‏تركبني، فلما جلس على ظهري لم استطع حمله لثقل
الرسالة قلت: يا رسول اللّه بل اركبك. فضحك ونزل‏وطاطا لي
ظهره واستويت عليه فوالذي فلق الحبة وبرا النسمة لو اردت
ان امسك السماء لامسكتها بيدي،فالقيت هبل عن ظهر الكعبة
فانزل اللّه تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان
زهوقا )((26)).
وعن ابن عباس قال: قال النبي (ص) لعلي: «قم بنا الى الصنم
في اعلى الكعبة لنكسره‏» فقاما جميعا، فلمااتياه قال له النبي
(ص): «قم على عاتقي حتى ارفعك عليه‏» فاعطاه علي ثوبه
فوضعه رسول اللّه (ص)على عاتقه ثم رفعه حتى وضعه على
البيت فاخذ علي الصنم وهو من نحاس، فرمى به من فوق
الكعبة‏فنادى رسول‏اللّه(ص): «انزل‏» فوثب من اعلى الكعبة
كانما كان له جناحان.
هذه الاثارة اخرجتها امة من الحفاظ وائمة الحديث والتاريخ،
واخذها منهم رجال التاليف في القرون‏المتاخرة وذكروها في
كتبهم مرسلين اياها ارسال المسلم من دون اي غمز في
سندها.
واليك جملة منهم:
1 اسباط بن محمد القرشي: المتوفى (200) روى عنه احمد
في المسند((27)).
2 الحافظ ابو بكر الصنعاني: المتوفى (211) حكاه عنه
السيوط‏ي((28)).
3 الحافظ ابن ابي شيبة((29)): المتوفى (235) حكاه عنه
الزرقاني((30)) والسيوط‏ي.
4 امام الحنابلة احمد: المتوفى (241) في مسنده((31))
(1/84) باسناد صحيح رجاله كلهم ثقات.
5 ابو علي احمد المازني: المتوفى (263) روى عنه
النسائي((32)).
6 الحافظ ابو بكر البزار: المتوفى (292)، كما في
الينابيع((33)).
7 الحافظ ابن شعيب النسائي: المتوفى (303)، في الخصائص
(ص‏31)((34)).
8 الحافظ ابو يعلى الموصلي: المتوفى (307)، في
مسنده((35)).
9 الحافظ ابو جعفر الطبري: المتوفى (310)، كما في جمع
الجوامع((36)).
10 الحافظ ابو القاسم الطبراني: المتوفى (360)، كما في
تاريخ الخميس((37)).
11 الحافظ الحاكم النيسابوري: المتوفى (405)، في
المستدرك (2/367) وصححه((38)).
12 الحافظ ابوبكر الشيرازي: المتوفى (407، 410)، في نزول
القرآن من طريق جابر.
13 الحافظ ابو محمد احمد بن محمد العاصمي في زين الفتى
شرح سورة هل اتى.
14 الحافظ ابو نعيم الاصبهاني: المتوفى (340)، روى عنه
الخطيب املاء.
15 الحافظ ابو بكر البيهقي: المتوفى (458)، روى من طريقه
الخوارزمي((39)).
16 الحافظ الخطيب البغدادي: المتوفى (463)، في تاريخه
(13/302).
17 الفقيه ابو الحسن ابن المغازلي: المتوفى (483)، في
مناقبه من طريق ابي هريرة((40)).
18 الحافظ ابو عبد اللّه الفراوي: المتوفى (350)، كما في
كفاية الكنجي((41)).
19 اخطب خطباء خوارزم: المتوفى (568)، في
المناقب((42)) (ص‏73) من طريق الحافظين:
البيهقي‏والحاكم.
20 الحافظ ابو الفرج ابن الجوزي: المتوفى(597)، في صفة
الصفوة((43))(1/119).
21 الحافظ رضي الدين ابو الخير الحاكمي في اربعينه في
فضائل علي (ع)((44)).
22 الحافظ ابو عبداللّه ابن النجار: المتوفى (643)، كما في
الكفاية((45)).
23 ابو سالم بن طلحة الشافعي: المتوفى (652)، في مطالب
السؤول (ص‏12).
24 ابو المظفر يوسف سبط ابن الجوزي: المتوفى (654)، في
التذكرة((46)).
25 الحافظ ابو عبداللّه الكنجي: المتوفى (658)، في الكفاية
(ص‏128)((47)).
وقال: رواه الحاكم والبيهقي، وهو حديث حسن ثابت عند اهل
النقل.
26 الحافظ الصالحاني، كما في تاريخ الخميس.
27 الحافظ محب الدين الطبري: المتوفى (694)، في الرياض
النضرة((48))(2/200) نقلا عن احمد وابن‏الجوزي والحاكمي.
28 جمال الدين ابو عبداللّه ابن النقيب المتوفى (698)، في
تفسيره والعبر.
29 شيخ الاسلام الحموئي: المتوفى (722)، في فرائد
السمطين((49)).
30 الحافظ شمس الدين الذهبي: المتوفى (748)، في
تلخيص المستدرك((50))وقال: اسناده نظيف والمتن‏منكر.
قال الاميني : لم يك يعرف اي حافظ هذه النكارة في تلكم
القرون الخالية الى ان جاد الدهر بالذهبي، وكوى‏الحديث
بعينه، فكوه نار حقده، غير ان تلك النكارة الموهومة دفنت معه
ولم يتبع اثره فيها اي محدث‏بعده.
31 الحافظ الزرندي: المتوفى بضع و (750) في نظم درر
السمطين((51)).
32 الحافظ جلال الدين السيوط‏ي: المتوفى (911)، في
الجامع الكبير كما في ترتيبه((52)) (6/407) عن ابن‏ابي شيبة،
وعبد الرزاق، واحمد، وابن جرير، والخطيب، والحاكم وقال:
صححه. وذكره في الخصائص‏الكبرى((53))(1/264).
33 الحافظ ابو العباس القسطلاني: المتوفى (923)، في
المواهب اللدنية((54))(1/204) نقلا عن ابن النقيب.
34 القاضي الدياربكري المالكي: المتوفى (966، 982)، في
تاريخ الخميس((55))(2/95) نقلا عن الطبراني‏والزرندي
والصالحاني وابن النقيب المقدسي والمحب الطبري وصاحب
شواهد النبوة فقال: ثم ان عليا ارادان ينزل فالقى نفسه من
صوب الميزاب تادبا وشفقة على النبي (ص) ولما وقع على
الارض تبسم فساله‏النبي (ص) عن تبسمه، قال: «لاني القيت
نفسي من هذا المكان الرفيع وما اصابني الم‏». قال:
«كيف‏يصيبك الم وقد رفعك محمد وانزلك جبريل؟» وقال
الشاعر:
قيل لي قل في علي مدحا
ذكره يخمد نارا موصده
قلت لا اقدم في مدح امرئ
ضل ذو اللب الى ان عبده
والنبي المصطفى قال لنا
ليلة المعراج لما صعده
وضع اللّه بظهري يده
فاحس القلب ان قد برده
وعلي واضع اقدامه
في محل وضع اللّه يده
35 نور الدين‏الحلبي الشافعي: المتوفى(1044)، في السيرة
الحلبية (3/97)((56)).
36 ابو عبداللّه الزرقاني المالكي: المتوفى (1122)، في شرح
المواهب (2/336) عن ابن ابي شيبة والحاكم‏فقال: قد اجاد
القائل:
يارب بالقدم التي اوطاتها
من قاب قوسين المحل الاعظما
وبحرمة القدم التي جعلت لها
كتف المؤيد بالرسالة سلما
ثبت على متن الصراط تكرما
قدمي وكن لي منقذا ومسلما
واجعلهما ذخري فمن كانا له
ذخرا فليس يخاف قط جهنما
37 السيد احمد زيني دحلان المكي: المتوفى (1232)، في
السيرة النبوية((57))هامش الحلبية (2/293) فقال:وقد اجاد
القائل:
يارب بالقدم التي اوطاتها
. . . . . .
الى آخر الابيات المذكورة.
38 شهاب الدين الالوسي: المتوفى (1270)، في شرح العينية
(ص‏75) وقد مرت كلمته في (6/22).
39 خواجه كلان القندوزي: المتوفى (1293)، في ينابيع
المودة((58))(ص‏193) عن البزار وابي يعلى‏الموصلي.
40 الشيخ ابو بكر بن محمد الحنفي: المتوفى (1270)، في
قرة العيون المبصرة (1/185).
41 السيد محمود القراغولي الحنفي، في جوهرة الكلام
(ص‏55، 59).
الشاعر
الشيخ صالح بن عبدالوهاب بن العرندس الحلي الشهير بابن
العرندس، احد اعلام الشيعة ومن مؤلفي‏علمائها في الفقه
والاصول، وله مدائح ومراث لائمة اهل البيت (ع) تنم عن
تفانيه في ولائهم ومناواته‏لاعدائهم، ذكر شطرا منها شيخنا
الطريحي في المنتخب((59))، وجملة منها مبثوثة في
المجاميع والموسوعات،وعقد له العلامة السماوي في الطليعة
ترجمة اطراه فيها بالعلم والفضل والتقى والنسك والمشاركة
في العلوم.واشفع ذلك الخطيب الفاضل اليعقوبي في
البابليات((60))، واثنى‏عليه ثناء جميلا، وذكر في الطليعة انه
توفي‏حدود (840) بالحلة الفيحاء ودفن فيها وله قبر يزار
ويتبرك به.
كان ابن العرندس يحاول في‏شعره كثيرا الجناس على نمط
الشيخ علاء الدين الشفهيني المترجم في الجزءالسادس
(ص‏356) وتعلوه القوة والمتانة، ويعرب عن تضلعه من العربية
واللغة، ولولا تهالكه على ما تجده‏في شعره من الجناس الكثير
لكان ما ينظمه ابلغ وابرع مما هو الان.
ومن شعر شيخنا الصالح رائية اشتهر بين الاصحاب انها لم تقرا
في مجلس الا وحضره الامام الحجة المنتظرعجل اللّه تعالى
فرجه، توجد برمتها في منتخب شيخنا الطريحي((61))
(2/75) وهي:
طوايا نظامي في الزمان لها نشر((62))
يعطرها من طيب ذكراكم نشر
قصائد ما خابت لهن مقاصد
بواطنها حمد ظواهرها شكر
مطالعها تحكي النجوم طوالعا
فاخلاقها زهر وانوارها زهر
عرائس تجلي حين تجلى قلوبنا
اكاليلها در وتيجانها تبر
حسان لها حسان بالفضل شاهد
على وجهها تبر يزان بها التبر
انظمها نظم اللالي واسهر ال
ليالي ليحيى لي بها وبكم ذكر
فيا ساكني ارض الطفوف عليكم
سلام محب ما له عنكم صبر
نشرت دواوين الثنا بعد طيها
وفي كل طرس من مديحي‏لكم سطر
فطابق شعري فيكم دمع ناظري
فمبيض ذا نظم ومحمر ذا نثر
فلا تتهموني بالسلو فانما
مواعيد سلواني وحقكم الحشر
فذلي بكم عز وفقري بكم غنى
وعسري‏بكم‏يسر وكسري‏بكم‏جبر
ترق بروق السحب لي من دياركم
فينهل من دمعي لبارقها القطر
فعيناي كالخنساء((63)) تجري دموعها
وقلبي شديد في محبتكم صخر
وقفت على الدار التي كنتم بها
فمغناكم من بعد معناكم فقر
وقد درست منها الدروس وطالما
بها درس العلم الالهي والذكر
وسالت عليها من دموعي سحائب
الى ان تروى البان بالدمع والسدر
فراق فراق الروح لي بعد بعدكم
ودار برسم الدار في خاطري الفكر
وقد اقلعت عنها السحاب ولم يجد
ولا در من بعد الحسين لها در
امام الهدى سبط النبوة والد ال
ائمة رب النهي مولى له الامر
امام ابوه المرتضى علم الهدى
وصي رسول اللّه والصنو والصهر
امام بكته الانس والجن والسما
ووحش الفلا والطير والبر والبحر
له القبة البيضاء بالطف لم تزل((64))
تطوف بها طوعا ملائكة غر
وفيه رسول اللّه قال وقوله
صحيح صريح ليس في ذلكم نكر
حبي بثلاث ما احاط بمثلها
ولي فمن زيد هناك ومن عمرو
له تربة فيها الشفاء وقبة
يجاب بها الداعي اذا مسه الضر
وذرية درية منه تسعة
ائمة حق لا ثمان ولا عشر
ايقتل ظمنا حسين بكربلا
وفي كل عضو من انامله بحر
ووالده الساقي على الحوض في غد
وفاطمة ماء الفرات لها مهر
فوالهف نفسي للحسين وما جنى
عليه غداة الطف في حربه الشمر
رماه بجيش كالظلام قسيه ال
اهلة والخرصان انجمه الزهر((65))
لراياتهم نصب واسيافهم جزم
وللنقع رفع والرماح لها جر
تجمع فيها من طغاة امية
عصابة غدر لا يقوم لها عذر
وارسلها الطاغي يزيد ليملك ال
عراق وما اغنته شام ولا مصر
وشد لهم ازرا سليل زيادها
فحل به من شد ازرهم الوزر
وامر فيهم نجل سعد لنحسه
فما طال في الري اللعين له عمر
فلما التقى الجمعان في ارض كربلا
تباعد فعل الخير واقترب الشر
فحاطوا به في عشر شهر محرم
وبيض المواضي في الاكف لها شمر
فقام الفتى لما تشاجرت القنا
وصال وقد اودى بمهجته الحر
وجال بطرف في المجال كانه
دجى الليل في لالاء غرته الفجر
له اربع للريح فيهن اربع
لقد زانه كر وما شانه الفر1
ففرق جمع القوم حتى كانهم
طيور بغاث((66)) شت شملهم الصقر
فاذكرهم ليل الهرير فاجمع ال
كلاب على الليث الهزبر وقد هروا((67))
هناك فدته الصالحون بانفس
يضاعف في يوم الحساب لها الاجر
وحادوا عن الكفار طوعا لنصره
وجاد له بالنفس من سعده الحر((68))
ومدوا اليه ذبلا سمهرية((69))
لطول حياة السبط في مدها جزر
فغادره في مارق((70)) الحرب مارق
بسهم لنحر السبط من وقعه نحر
فمال عن الطرف الجواد اخو الندى
الجواد قتيلا حوله يصهل المهر((71))
سنان سنان خارق منه في الحشا
وصارم شمر في الوريد له شمر((72))
تجر عليه العاصفات ذيولها
ومن نسج ايدي الصافنات له طمر((73))
فرجت له السبع الطباق وزلزلت
رواسي جبال الارض والتطم البحر
فيالك مقتولا بكته السما دما
فمغبر وجه الارض بالدم محمر
ملابسه في الحرب حمر من الدما
وهن غداة الحشر من‏سندس خضر
ولهفي لزين العابدين وقد سرى
اسيرا عليلا لا يفك له اسر
وآل رسول اللّه تسبى نساؤهم
ومن حولهن الستر يهتك والخدر
سبايا باكوار المطايا حواسرا
يلاحظهن العبد في الناس والحر
ورملة((74)) في ظل القصور مصونة
يناط على اقراطها الدر والتبر
فويل يزيد من عذاب جهنم
اذا اقبلت في الحشر فاطمة الطهر
ملابسها ثوب من السم اسود
وآخر قان من دم السبط محمر
تنادي وابصار الانام شواخص
وفي كل قلب من مهابتها ذعر((75))
وتشكو الى اللّه العلي وصوتها
علي ومولانا علي لها ظهر
فلا ينطق الطاغي يزيد بما جنى
وانى له عذر ومن شانه الغدر
فيؤخذ منه بالقصاص فيحرم النعيم
ويخلى في الجحيم له قصر
ويشدو له الشادي فيطربه الغنا
ويسكب في الكاس النضار له خمر
فذاك الغنا في البعث تصحيفه العنا
وتصحيف ذاك الخمر في قلبه الجمر
ايقرع جهلا ثغر سبط محمد
وصاحب ذاك الثغر يحمى به الثغر
فليس لاخذ الثار الا خليفة
يكون لكسر الدين من‏عدله جبر
تحف به الاملاك من كل جانب
ويقدمه الاقبال والعز والنصر
عوامله في الدارعين شوارع
وحاجبه عيسى وناظره الخضر
تظلله حقا عمامة جده
اذا ما ملوك الصيد ظللها الجبر
محيط على علم النبوة صدره
فطوبى لعلم ضمه ذلك الصدر
هو ابن الامام العسكري محمد الت
قي النقي الطاهر العلم الحبر
سليل علي الهادي ونجل محمد ال
جواد ومن في ارض طوس له قبر
علي‏الرضا وهوابن‏موسى‏الذي‏قضى
ففاح على بغداد من نشره عطر
وصادق وعد انه نجل صادق
امام به في العلم يفتخر الفخر
وبهجة مولانا الامام محمد
امام لعلم الانبياء له بقر
سلالة زين العابدين الذي بكى
فمن دمعه يبس الاعاشيب مخضر
سليل حسين الفاطمي وحيدر ال
وصي فمن طهر نمى ذلك الطهر
له الحسن المسموم عم فحبذا ال
امام الذي عم الورى جوده الغمر
سمي رسول اللّه وارث علمه
امام على آبائه نزل الذكر
هم النور نور اللّه جل جلاله
هم التين والزيتون والشفع والوتر
مهابط وحي اللّه خزان علمه
ميامين في ابياتهم نزل الذكر
واسماؤهم مكتوبة فوق عرشه
ومكنونة من قبل ان يخلق الذر
ولولاهم لم يخلق اللّه آدما
ولا كان زيد في الانام ولا عمرو
ولا سطحت ارض ولا رفعت سما
ولا طلعت شمس ولا اشرق البدر
ونوح به في الفلك لما دعا نجا
وغيض به طوفانه وقضي الامر
ولولاهم نار الخليل لما غدت
سلاما وبردا وانطفى ذلك الجمر
ولولاهم يعقوب ما زال حزنه
ولا كان عن ايوب ينكشف الضر
ولان لداود الحديد بسرهم
فقدر في سرد يحير به الفكر
ولما سليمان البساط به سرى
اسيلت له عين يفيض له القطر
وسخرت الريح الرخاء بامره
فغدوتها شهر وروحتها شهر
وهم‏سر موسى‏والعصا عندما عصى
اوامره فرعون والتقف السحر
ولولاهم ما كان عيسى بن مريم
لعازر من ط‏ي اللحود له نشر
سرى سرهم في الكائنات وفضلهم
وكل نبي فيه من سرهم سر
علا بهم قدري وفخري بهم غلا
ولولاهم ما كان في الناس لي ذكر
مصابكم يا آل طه مصيبة
ورزء على الاسلام احدثه الكفر
ساندبكم يا عدتي عند شدتي
وابكيكم حزنا اذا اقبل العشر
وابكيكم ما دمت حيا فان امت
ستبكيكم بعدي المراثي والشعر
عرائس فكر الصالح بن عرندس
قبولكم يا آل طه لها مهر
وكيف يحيط الواصفون بمدحكم
وفي مدح آيات الكتاب لكم ذكر
ومولدكم بطحاء مكة والصفا
وزمزم والبيت المحرم والحجر
جعلتكم يوم المعاد وسيلتي
فطوبى لمن امسى وانتم له ذخر
سيبلي الجديدان الجديد وحبكم
جديد بقلبي ليس يخلقه الدهر
عليكم سلام اللّه ما لاح بارق
وحلت عقود المزن وانتشر القطر
وله من قصيدة يرثي بها الحسين (ع):
بات العذول على الحبيب مسهدا
فاقام عذري في الغرام ومهدا
وراى العذار بسالفيه مسلسلا
فاقام في سجن الغرام مقيدا
هذا الذي امسى عذولي عاذري
فيه وراقد مقلتيه تسهدا
ريم((76)) رمى قلبي بسهم لحاظه
عن قوس حاجبه اصاب المقصدا
قمر هلال الشمس فوق جبينه
عال تغار الشمس منه اذا بدا
وقوامه كالغصن رنحه الصبا
فيه حمام الحي بات مغردا
فاذا اراد الفتك كان قوامه
لدنا وجردت اللحاظ مهندا
تلقاه منعطفا قضيبا اميدا
وتراه ملتفتا غزالا اغيدا((77))
في طاء طرته وجيم جبينه
ضدان شانهما الضلالة والهدى
ليل وصبح اسود في ابيض
هذا اضل العاشقين وذا هدى
لا تحسبوا داود قدر سرده
في سين سالفه فبات مسردا
لكنما ياقوت خاء خدوده
نم((78)) العذار به فصار زبرجدا
يا قاتل العشاق يا من طرفه
الرشاق يرشقنا سهاما من ردى((79))
قسما بثاء الثغر منك لانه
ثغر به جيم الجمان تنضدا((80))
وبراء ريق كالمدام مزاجه
شهد به تروى القلوب من الصدى
اني لقد اصبحت عبدك في الهوى
وغدوت في شرح المحبة سيدا
فاعدل بعبدك لا تجر واسمح ولا
تبخل بقرب من وفاك الابعدا
وابد الوفا ودع الجفا وذر العفا
فلقد غدوت اخا غرام مكمدا
وفجعت قلبي بالتفرق مثلما
فجعت امية بالحسين محمدا
سبط النبي المصطفى الهادي الذي
اهدى الانام من الضلال وارشدا
وهو ابن مولانا علي المرتضى
بحر الندى مروي الصدا مردي العدا
اسمى الورى نسبا واشرفهم ابا
واجلهم حسبا واكرم محتدا
بحر طما ليث حمى غيث همى
صبح اضا نجم هدى بدر بدا
السيد السند الحسين اعم اه
ل الخافقين ندى واسمحهم يدا
لم انسه في كربلا متلظيا
في الكرب لا يلقى لماء موردا
والمقنب الاموي حول خبائه
النبوي قد ملا الفدافد فدفدا((81))
عصب عصت غصت بخيلهم الفضا
غصبت حقوق بني الوصي واحمدا
حمت كتائبه وثار عجاجه
فحكى الخضم المدلهم المزبدا
للنصب فيه زماجر مرفوعة
جزمت بها الاسماء من حرف الندا
صامت صوافنه وبيض صفاحه
صلت فصيرت الجماجم سجدا
نسج الغبار على الاسود مدارعا
فيه فجسدت النجيع وعسجدا
والخيل عابسة الوجوه كانها
العقيان تخترق العجاج الاربدا
حتى اذا لمعت بروق صفاحها
وغدا الجبان من الرواعد مرعدا
صال الحسين على الطغاة بعزمه
لا يختشي من شرب كاسات الردى
وغدا بلام اللدن يطعن انجلا
وبغين غرب العضب يضرب اهودا((82))
فاعاد بالضرب الحسام مفللا
وثنى السنان من الطعان مقصدا((83))
فكانما فتكاته في جيشهم
فتكات حيدر يوم احد في العدى
جيش يريد رضا يزيد عصابة
غصبت فاغضبت العلي واحمدا
جحدوا العلي مع النبي وخالفوا
الهادي الوصي ولم يخافوا الموعدا
وغواهم شيطانهم فاضلهم
عمدا فلم يجدوا وليا مرشدا
ومن العجائب ان عذب فراتها
تسري مسلسلة ولن تتقيدا
طام وقلب السبط ظام نحوه
وابوه يسقي الناس سلسله غدا
وكانه والطرف والبتار وال
خرصان في ظلل العجاج وقد بدا((84))
شمس على فلك وطوع يمينه
قمر يقابل في الظلام الفرقدا((85))
والسيد العباس قد سلب العدا
عنه اللباس وصيروه مجردا
وابن الحسين السبط ظمن الحشا
والماء تنهله الذئاب مبردا
كالبدر مقطوع الوريد له دم
امسى على ترب الصعيد مبددا
والسادة الشهداء صرعى في الفلا
كل لاحقاف((86)) الرمال توسدا
فاولئك القوم الذين على هدى
من ربهم فمن اقتدى بهم اهتدى
والسبط حران الحشا لمصابهم
حيران لا يلقى نصيرا مسعدا
حتى اذا اقتربت اباعيد الردى
وحياته منها القريب تبعدا
دارت عليه علوج آل امية
من كل ذي نقص يزيد تمردا
فرموه عن صفر القسي باسهم((87))
من غير ما جرم جناه ولا اعتدا
فهوى الجواد عن الجواد فرجت
السبع الشداد وكان يوما انكدا
واحتز منه الشمر راسا طالما
امسى له حجر النبوة مرقدا
فبكته املاك السموات العلى
والدهر بات عليه مشقوق الردا
وارتد كف الجود مكفوفا وطر
ف العلم مطروفا((88)) عليه ارمدا
والوحش صاح لما عراه من الاسى
والطير ناح على عزاه وعددا((89))
وسروا بزين العابدين الساجد ال
باكي الحزين مقيدا ومصفدا
وسكينة سكن الاسى في قلبها
فغدا بضامرها((90)) مقيما مقعدا
واسال قتل الطف مدمع زينب
فجرى ووسط الخد منها خددا
ورايت ساجعة تنوح بايكة((91))
سجعت فاخرست الفصيح المنشدا
بيضاء كالصبح المضي‏ء اكفها
حمر تطوقت الظلام الاسودا
ناشدتها يا ورق ما هذا البكا
ردي الجواب فجعت قلبي المكمدا
والطوق فوق بياض عنقك اسود
واكفك حمر تحاكي العسجدا
لما رات ولهي وتسلي لها
ولهيب قلبي ناره لن تخمدا
رفعت بمنصوب الغصون لها يدا
جزمت به نوح النوائح سرمدا
قتل الحسين بكربلا يا ليته
لاقى النجاة بها وكنت له الفدا
فاذا تطوق ذاك دمعي احمر
قان مسحت به يدي توردا
ولبست فوق بياض عنقي من اسى
طوقا بسين سواد قلبي اسودا
فالان ها ذي قصتي يا سائلي
ونجيع دمعي سائل لن يجمدا
فاندب معي بتقرح وتحرق
وابكي وكن لي في بكائي مسعدا
فلالعنن بني امية ما حدا
حاد وما غار الحجيج وانجدا((92))
ولالعنن يزيدها وزيادها
ويزيدها ربي عذابا سرمدا
ولابكين عليك يابن محمد
حتى اوسد في التراب ملحدا
ولاحلين على علاك مدائحا
من در الفاظ‏ي حسانا خردا
عربا فصاحا في الفصاحة جاوزت
قسا((93)) وبات لها لبيد((94)) مبلدا
قلدتها بقلائد من جودكم
اضحى بها جيد الزمان مقلدا
يرجو بها نجل العرندس صالح
في الخلد مع حور الجنان تخلدا
وسقى الطفوف الهامرات من الحيا
سحبا تسح عيونها دمع الندى((95))
ثم السلام عليك يابن المرتضى
ما ناح طير في الغصون وغردا
وله قصيدة تناهز (56) بيتا يرثي بها الامام السبط الشهيد
صلوات اللّه عليه، توجد في المنتخب
لشيخناالطريحي((96))(2/19) طبع بمبي مطلعها:
نوحوا ايا شيعة المولى ابي حسن
على الحسين غريب الدار والوطن
(73) ابن داغر الحلي
حيا الاله كتيبة مرتادها
يطوى له سهل الفلا ووهادها
قصدت امير المؤمنين بقبة
يبنى على هام السماك عمادها
وفدت على خير الانام بحضرة
عند الاله مكرم وفادها
فيها الفتى وابن الفتى واخو الفتى
اهل الفتوة ربها مقتادها
فله الفخار قديمه وحديثه
والفاضلات طريفها وتلادها((97))
مولى البرية بعد فقد نبيها
وامامها وهمامها وجوادها
واذا القروم تصادمت في معرك
والخيل قد نسج القتام طرادها
وترى القبائل عند مختلف القنا
منه يحذر جمعها آحادها
والشوس تعثر في المجال وتحتها
جرد تجذ الى القتال جيادها((98))
فكان منتشر الرعال لدى الوغى
زجل تنشر في البلاد جرادها
ورماحهم قد شظيت عيدانها((99))
وسيوفهم قد كسرت اغمادها
والشهب تغمد في الرؤوس نصولها
والسمر تصعد في النفوس صعادها((100))
فترى هناك اخا النبي محمد
وعليه من جهد البلاء جلادها
مترديا عند اللقا بحسامه
متصديا لكماتها يصطادها
عضد النبي الهاشمي بسيفه
حتى تقطع في الوغى اعضادها
واخاه دونهم وسد دوينه
ابوابهم فتاحها سدادها
وحباه في يوم الغدير ولاية
عام الوداع وكلهم اشهادها
فغدا به يوم الغدير مفضلا
بركاته ما تنتهي اعدادها
قبلت وصية احمد وبصدرها
تخفى لال محمد احقادها
حتى اذا مات النبي فاظهرت
اضغانها في ظلمها اجنادها
منعوا خلافة ربها ووليها
ببصائر عميت وضل رشادها
واعصوصبوا في منع فاطم حقها
فقضت وقد شاب الحياة نكادها((101))
وتوفيت غصصا وبعد وفاتها
قتل الحسين وذبحت اولادها
وغدا يسب على المنابر بعلها
في امة ضلت وطال فسادها
ولقد وقفت على مقالة حاذق
في السالفين فراق لي انشادها
(اعلى المنابر تعلنون بسبه
وبسيفه نصبت لكم اعوادها)((102))
يا آل بيت محمد يا سادة
ساد البرية فضلها وسدادها
انتم مصابيح الظلام وانتم
خير الانام وانتم امجادها
فضلاؤها علماؤها حلماؤها
حكماؤها عبادها زهادها
اما العباد فانتم ساداتها
اما الحروب فانتم آسادها
تلك المساعي للبرية اوضحت
نهج الهدى ومشت به عبادها
واليكم من شاردات (مغامس)
بكرا يقر بفضلها حسادها
كملت بوزن كمالكم وتزينت
بمحاسن من حسنكم تزدادها
ناديتها صوتا فمذ اسمعتها
لبت ولم يصلد علي زنادها
نفقت لدي لانها في مدحكم
فلذاك لا يخشى علي كسادها
رحم الاله ممدها اقلامه
ورجاؤه ان لا يخيب مدادها
فتشفعوا لكبائر اسلفتها
قلقت لها نفسي وقل رقادها
جرما لو ان الراسيات حملنه
دكت وذاب صخورها وصلادها
هيهات تمنع عن شفاعة جدكم
نفس وحب ابي تراب زادها
صلى الاله عليكم ما ارعدت
سحب واسبل ممطرا ارعادها
وله قوله من قصيدة تناهز الاثنين والتسعين بيتا:
كيف السلامة والخطوب تنوب
ومصائب الدنيا الغرور تصوب
ان البقاء على اختلاف طبائع
ورجاء ان ينجو الفتى لعصيب
العيش اهونه وما هو كائن
حتم وما هو واصل فقريب
والدهر اطوار وليس لاهله
ان فكروا في حالتيه نصيب
ليس اللبيب من استغر بعيشه
ان المفكر في الامور لبيب
يا غافلا والموت ليس بغافل
عش ما تشاء فانك المطلوب
ابديت لهوك اذ زمانك مقبل
زاه واذ غصن الشباب رطيب
فمن النصير على الخطوب اذا اتت
وعلا على شرخ الشباب مشيب
علل الفتى من علمه مكفوفة
حتى الممات وعمره مكتوب
وتراه يكدح في المعاش ورزقه
في الكائنات مقدر محسوب
ان الليالي لا تزال مجدة
في الخلق احداث لها وخطوب
من سر فيها ساءه من صرفها
ريب له طول الزمان مريب
عصفت بخير الخلق آل محمد
نكباء اعصار لها وهبوب((103))
اما النبي فخانه من قومه
في اقربيه مجانب وصحيب
من بعد ما ردوا عليه وصاته
حتى كان مقاله مكذوب
ونسوا رعاية حقه في حيدر
في خم وهو وزيره المصحوب
فاقام فيهم برهة حتى قضى
في الغيظ وهو بغيظهم مغضوب
ومنها قوله في رثاء الامام السبط (ع):
بابي الامام المستضام بكربلا
يدعو وليس لما يقول مجيب
بابي الوحيد وما له من راحم
يشكو الظما والماء منه قريب
بابي الحبيب الى النبي محمد
ومحمد عند الاله حبيب
يا كربلاء افيك يقتل جهرة
سبط المطهر ان ذا لعجيب
ما انت الا كربة وبلية
كل الانام بهولها مكروب
لهفي عليه وقد هوى متعفرا
وبه اوام فادح ولغوب((104))
لهفي عليه بالطفوف مجدلا
تسفي عليه شمال وجنوب
لهفي عليه والخيول ترضه
فلهن ركض حوله وخبيب((105))
لهفي له والراس منه مميز
والشيب‏من‏دمه‏الشريف‏خضيب
لهفي عليه ودرعه مسلوبة
لهفي عليه ورحله منهوب
لهفي على حرم الحسين حواسرا
شعثا وقد ريعت لهن قلوب
حتى اذا قطع الكريم بسيفه
لم يثنه خوف ولا ترعيب
للّه كم لطمت خدود عنده
جزعا وكم شقت عليه جيوب
ما انس ان انس الزكية زينبا
تبكي له وقناعها مسلوب
تدعو وتندب والمصاب تكظها
بين الطفوف ودمعها مسكوب((106))
ااخي بعدك لاحييت بغبطة
واغتالني حتف الي قريب
ااخي بعدك من يدافع جاهلا
عني ويسمع دعوتي ويجيب
حزني تذوب له الجبال وعنده
يسلو وينسى يوسفا يعقوب

الشاعر
الشيخ مغامس بن داغر الحلي، طفح بذكر المغامس في حب
آل اللّه صلى اللّه عليهم غير واحد من المعاجم‏المتاخرة
كالحصون المنيعة للعلامة الشيخ علي آل كاشف الغطاء،
والطليعة للعلامة السماوي، والبابليات‏للخطيب
اليعقوبي((107))، وذكر شطرا من شعره شيخنا فخر الدين
الطريحي في المنتخب((108))، والاديب‏الاصبهاني في التحفة
الناصرية، وتضمن غير واحد من المجاميع قريضه المتدفق
بمدح اهل بيت الوحي ائمة‏الهدى ورثائهم صلوات اللّه عليهم
حتى جمع منها الشيخ السماوي ديوانا باسم المترجم يربو على
الف‏وثلاثمائة وخمسين بيتاولعل التالف منها اكثر واكثر.
فهو من شعراء اهل البيت المكثرين المتفانين في حبهم
وولائهم غير ان الدهر انسى ذكره الخالد، ولعل هذاالانقطاع
عن غيرهم (ع) هو الذي قطع اطراد ذكره في جملة من
الموسوعات او المعاجم لمن لا يالف‏الى‏ودهم كما فعلوا ذلك
بالنسبة الى كثيرين من امثال المترجم فتركوا ذكره او اثبتوه
بصورة مصغرة،وعندهم مكبرات لذكريات اناس هم دون اولئك
في الفضيلة والادب، وكم للتاريخ من جنايات في
الخفض‏والرفع والجر والنصب لا تستقصى!
كان الشيخ مغامس من احدى القبائل العربية في ضواحي الحلة
الفيحاء فهبطها للدراسة، ولم يبارحهاحتى‏قضى بها نحبه شاعرا
خطيبا في اواسط القرن التاسع، ويعرب شعره عن انه كان له
شوط في مضمارالخطابة كما كان يركض في كل حلبة من
حلبات القريض، قال:
فتارة انظم الاشعار ممتدحا
وتارة انثر الاقوال في الخطب
وكان ابوه داغر شاعرا مواليا وهو الذي علمه قرض الشعر ومرنه
على ولاء العترة الطاهرة كما ياتي في‏قوله:
اعملت في مدحكم فكري فعلمني
نظم المديح واوصاني بذاك ابي
فحيى اللّه الوالد والولد. واليك فهرست قصائده التي وقفنا
عليها في‏مجاميع الادب:
عدد القصائد المطلع عدد الابيات
(1) محب الليالي في مساعيه متعب
يساق اليه حتفه وهو يداب (93)
(2) تذكر ما احصى الكتاب فتابا
وحاذر من مس العذاب عقابا (92)
(3) اصبحت للتقوى بجهلك تدعي
دعواك باطلة اذا لم تقلع (81)
(4) هل حين عممه المشيب وقنعا
اتراه يصنع في الهداية مصنعا (90)
(5) اتطلب دنيا بعد شيب قذال((109))
وتذكر اياما مضت وليالي (92)
توجد جملة من هذه القصيدة في المنتخب((110)) (2/45)
طبع بمبي.
(6) فصلت صروف الحادثات مفاصلي
واصاب سهم النائبات مقاتلي
قطع الزمان عرى قواي وكل ما
قطع الزمان فما له من واصل (77)
هذه القصيدة ذكرها شيخنا الطريحي في
المنتخب((111))(2/36).
(7) لغيرك يا دنيا ثنيت عناني
وذاك لامر عن غناك عناني (99)
توجد هذه القصيدة برمتها في المنتخب((112)) (2/58).
(8) لبني الهادي مناحي
في غدوي ورواحي
صاح ما قلبي بصاح
ما لحزني من براح (105)
(9) هجر الغمض وسادي
وكوى الحزن فؤادي
فحياتي في نكادي
لقتيل ابن زياد (62)
(10) ليتني كنت فداء للحسين
وهو بالطف قطيع الودجين
ينظر الشمر بعين وبعين
ينظر النسوة بين العسكرين (106)
(11) بكيت وما لريعان الشباب
ولا لدروس منزلة خراب
ولا لفوات عيش مستطاب
ولا لفراق زينب والرباب (80)
(12) صحبتك لا اني بودك مغرم
فبيني فغيري في هواك المتيم (88)
(13) رحل الشباب وانه لكريم
وفراغه عند النفوس عظيم (81)
(14) ازال الشباب الغض عنك مزيل
فهل‏انت للبيض‏الحسان خليل (75)
(15)يمدح بها النبي الاعظم (ص) قوله:
عرج على المصطفى يا سائق النجب
عرج على خير مبعوث وخير نبي
عرج على السيد المبعوث من مضر
عرج‏على‏الصادق‏المنعوت في الكتب
عرج على رحمة الباري ونعمته
عرج على الابطحي الطاهر النسب
رآه آدم نورا بين اربعة
لالاؤها فوق ساق العرش من كثب
فقال يا رب من هذا فقيل له
قول المحب وما في القول من ريب
هم اوليائي وهم ذرية لكما
فقر عينا ونفسا فيهم وطب
اما وحقهم لولا مكانهم
مني لما دارت الافلاك بالقطب
كلا ولا كان من شمس ولا قمر
ولا شهاب ولا افق ولا حجب
ولا سماء ولا ارض ولا شجر
للناس يهمي عليه واكف السحب((113))
ولا جنان ولا نار مؤججة
جعلت اعداءهم فيها من الحطب
وقال للملا الاعلى الا احد
ينبي باسمائهم صدقا بلا كذب
فلم يجيبوا فانبا آدم بهم
لها بعلم من الجبار مكتسب
فقال للملا الاعلى اسجدوا كملا
لادم واطيعوا واتقوا غضبي
وصير اللّه ذاك النور ملتمعا
في الوجه منه بوعد منه مرتقب
وخاف نوح فناجى ربه فنجا
بهم على دسر الالواح والخشب
وفي الجحيم دعا اللّه الخليل بهم
فاخمدت بعد ذاك الحر واللهب
وقد دعا اللّه موسى اذ هوى صعقا
بحقهم فنجا من شدة الكرب
فظل منتقلا واللّه حافظه
على تنقله من حادث النوب
حتى تقسم في عبد الاله معا
وفي ابي طالب عن عبد مطلب
فاودع اللّه ذاك القسم آمنة
يوما الى اجل بالحمل مقترب
حتى اذا وضعته انهد من فزع
ركن الضلال ونادى‏الشرك بالحرب
وانشق ايوان كسرى‏وانطفت حذرا
نيرانهم واقر الكفر بالغلب
تساقطت انجم الاملاك مؤذنة
بالرجم فاحترق الاصنام باللهب
حتى اذا حاز سن الاربعين دعا
ربي به في لسان الوحي بالكتب
فقال لبيك من داع وارسله
الى البرية من عجم ومن عرب
فاظهر المعجزات الواضحات لهم
بالبينات ولم يحذر ولم يهب
اراهم الاية الكبرى فواعجبا
ما بالهم خالفوا من اعجب العجب
رامت بنو عمه تبييته سحرا
فعاذ منهم رسول اللّه بالهرب
وبات يفديه خير الخلق حيدرة((114))