هلم معي نسائل كيذبان الحجاز عبداللّه القصيمي جرثومة
النفاق، وبذرة الفساد في المجتمع، كيف يرى‏في كتابه
الصراع بين الاسلام والوثنية ان الائمة من آل البيت عند
الشيعة انبياء، وانهم يوحى اليهم، وان‏الملائكة تاتي اليهم
بالوحي، وانهم يزعمون لفاطمة وللائمة من ولدها ما يزعمون
للانبياء؟ ويستند في ذلك‏كله على مكاتبة الحسن بن العباس
المذكور (ص‏47) نقلا عن الكافي، هلا يعلم هذا المغفل ان
هذه‏المفتريات والقذائف على امة كبيرة، اطلت آراؤها الصالحة
على ارجاء الدنيا، ان هي الا مل القول‏بالمحدث الوارد في
الكتاب العزيز، وتكلم الملائكة مع الائمة من آل البيت وامهم
فاطمة البتول كما هومقتضى استدلاله، واهل الاسلام كلهم
شرع سواء في ذلك. اوللشيعي عندئذ ان يقول: ان عمر بن
الخطاب‏وغيره من المحدثين على زعم العامة عندهم انبياء
يوحى اليهم، وان الملائكة تاتي اليهم بالوحي؟ لكن‏الشيعة
علماء حكماء لا يخدشون العواطف بالدجل والتمويه وقول
الزور، ولا يسمع لاحد من حملة روح‏التشيع، والنزعة العلوية
الصحيحة، ومقتفي الاداب الجعفرية ان يتهم امة كبيرة
بالطامات، وحاشاها ان‏تشوه سمعتها بالاكاذيب والافائك،
وتقذف الامم بما هي بريئة منه، اما كانت بين يدي الرجل
تلكم‏النصوص الصريحة للشيعة على ان الائمة علماء وليسوا
بانبياء؟ اما كان صريح تلك الاحاديث بان الائمة‏مثلهم كمثل
صاحب موسى، وصاحب سليمان، وذي القرنين؟ اما كان في
الكافي في الباب الذي قلبه‏الرجل على الشيعة قول
الامامين الباقر والصادق: «لقد ختم اللّه بكتابكم الكتب وختم
بنبيكم الانبياء»؟
نعم، هذه كلها كانت بمراى من الرجل غير ان الاناء ينضح بما
فيه، ووليد الروح الاموية الخبيثة وحامل‏نزعاتها الباطلة سدك
((254)) بالقحة والسفالة، ولا ينفك عن الخنا والقذيعة، ومن
شان الاموي ان‏يتفعى ((255))ويمين ويافك، ويهتك ناموس
المسلمين، ويسلقهم بالسنة حداد، ويفتري على آل
البيت‏وشيعتهم اقتداءبسلفه، وجريا على شنشنته الموروثة،
ونحن نورد نص كلام الرجل ليكون الباحث على‏بصيرة من
امره، ويرى‏جهده البالغ في تشتيت صفوف الامة، وشق عصا
المسلمين بالبهت وقول الزور، قال‏في الصراع (1/1):
الائمة يوحى اليهم عند الشيعة، قال في الكافي ((256)): كتب
الحسن بن العباس الى الرضا يقول: ما الفرق بين‏الرسول والنبي
والامام؟ فقال: «الرسول هو الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه،
ويسمع كلامه، وينزل عليه‏الوحي، والنبي ربما يسمع الكلام،
وربما راى الشخص ولم يسمع، والامام هو الذي يسمع الكلام
ولا يرى‏الشخص‏». وقال: والائمة لم يفعلوا شيئا ولا يفعلونه الا
بعهد من اللّه وامر منه لا يتجاوزونه. وفي الكتاب‏نصوص اخرى
متعددة في هذا المعنى، فالائمة لدى هؤلاء انبياء يوحى اليهم،
ورسل ايضا، لانهم مامورون‏بتبليغ ما يوحى اليهم.
وقال في (2/35): قد قدمنا في الجزء الاول: ان القوم يزعمون
ان ائمة اهل البيت يوحى اليهم، وان الملائكة‏تاتيهم بالوحي من
اللّه ومن السماء، وتقدم قولهم: ان الائمة لا يفعلون شيئا ولا
يقولونه الا بوحي من اللّه،وتقدم: ان الفرق عندهم بين محمد
رسول اللّه وبين الائمة من ذريته، ان محمدا كان يرى الملك
النازل عليه‏بالوحي، واما الائمة فيسمعون الوحي وصوت الملك
وكلامه ولا يرون شخصه، وهذا هو الفرق لديهم بين‏النبي
والامام، وبين الرسل والائمة، وهو فرق لا حقيقة له، فالائمة من
آل البيت عندهم انبياء ورسل بكل‏مافي كلمة النبي والرسول
من معنى، لان النبي الرسول هو انسان اوحى اللّه اليه رسالة
وكلف تبليغها ونشرها،سواء اكان وحي اللّه اليه بواسطة الملك
ام بلا واسطة، وسواء اري شخص تلك الواسطة ام لم يره، بل
سمع‏منه وعقل عنه، هذا هو النبي الرسول. ورؤية الملك لا
دخل له في حقيقة معنى النبي والرسول بالاجماع،ولهذا
يقولون: الرسول هو انسان اوحي اليه وامر بالبلاغ، والنبي هو
انسان اوحي اليه ولم يؤمر بالبلاغ ولم‏يجعلوا لرؤية الملك دخلا
في حقيقة النبي وحقيقة الرسول، وهذا لا ينازع فيه احد من
الناس، فالشيعة‏يزعمون لفاطمة وللائمة من ولدها ما يزعمون
للانبياء والرسل من المعاني والحقائق، فهم يزعمون
انهم‏معصومون، وانهم يوحى اليهم، وان الملائكة تنزل عليهم
بالرسالات، وان لهم معجزات، اقلها احياؤهم‏الاموات، كما
يقولون في افضل كتبهم. انتهى.
(انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بيات اللّه واولئك هم
الكاذبون) ((257))

4 علم ائمة الشيعة بالغيب
شاعت القالة حول علم الائمة من آل محمد صلوات اللّه عليه
وعليهم ممن اضمر الحنق على الشيعة‏وائمتهم، فعند كل
منهم حوشي من الكلام، يزخرف الزلح ((258)) من القول،
ويخبط خبط عشواء، ويثبت‏البرهنة على جهله، كان الشيعة
تفردت بهذا الراي عن المذاهب الاسلامية، وليس في غيرهم
من يقول‏بذلك في امام من ائمة المذاهب، فاستحقوا بذلك كل
سب وتحامل ووقيعة، فحسبك ما لفقه القصيمي في‏الصراع من
قوله في صحيفة (ب) تحت عنوان: الائمة عند الشيعة يعلمون
كل شي‏ء، والائمة اذا شاءوا ان‏يعلموا شيئا اعلمهم اللّه اياه، وهم
يعلمون متى يموتون، ولايموتون الا باختيارهم، وهم يعلمون
علم ما كان‏وعلم ما يكون ولا يخفى عليهم شي‏ء (ص‏125، 126)
من الكافي للكليني. ثم قال:
وفي الكتاب نصوص اخرى ايضا في المعنى، فالائمة يشاركون
اللّه في هذه الصفة صفة علم الغيب، وعلم ماكان وما سيكون،
وانه لا يخفى عليهم شي‏ء، والمسلمون كلهم يعلمون ان الانبياء
والمرسلين لم يكونوايشاركون اللّه في هذه الصفة، والنصوص
في الكتاب والسنة وعن الائمة، في انه لا يعلم الغيب الا اللّه،
متواترة‏لا يستطاع حصرها في كتاب.. الخ.
الجواب: العلم بالغيب اعني الوقوف على ما وراء الشهود
والعيان من حديث ما غبر او ما هو آت، انماهو امر سائغ ممكن
لعامة البشر، كالعلم بالشهادة يتصور في كل ما ينبا الانسان من
عالم غابر، او عهد قادم‏لم يره ولم يشهده، مهما اخبره بذلك
عالم خبير، اخذا من مبدا الغيب والشهادة، او علما بطرق اخرى
معقولة،وليس هناك اي وازع من ذلك، واما المؤمنون خاصة
فاغلب معلوماتهم انما هو الغيب من الايمان باللّهوملائكته
وكتبه ورسله واليوم الاخر، وجنته وناره ولقائه، والحياة بعد
الموت، والبعث والنشور، ونفخ‏الصور والحساب، والحور
والقصور والولدان، وما يقع في العرض الاكبر، الى آخر ما آمن به
المؤمن‏وصدقه، فهذا غيب كله، واطلق عليه الغيب في الكتاب
العزيز، وبذلك عرف اللّه المؤمنين في قوله تعالى:(الذين
يؤمنون بالغيب) ((259)).
وقوله تعالى: (الذين يخشون ربهم بالغيب) ((260)).
وقوله: (انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب) ((261)).
وقوله: (انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب)
. ((262))
وقوله: (من خشي الرحمن بالغيب) ((263)).
وقوله: (ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة) ((264)).
وقوله: (جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب) ((265)).
ومنصب النبوة والرسالة يستدعي لمتوليه العلم بالغيب من
شتى النواحي مضافا الى ما يعلم منه المؤمنون،واليه يشير قوله
تعالى: (وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك
وجاءك في هذه الحق وموعظة‏وذكرى للمؤمنين) ((266)).
ومن هنا قص على نبيه القصص، وقال بعد النبا عن قصة مريم:
(ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك) ((267)).
وقال بعد سرد قصة نوح: (تلك من انباء الغيب نوحيها اليك)
. ((268))
وقال بعد قصة اخوان يوسف: (ذلك من انباء الغيب نوحيه
اليك) ((269)).
وهذا العلم بالغيب‏الخاص بالرسل دون غيرهم ينص عليه بقوله
تعالى: (عالم‏الغيب فلا يظهر على غيبه‏احدا# الا من ارتضى من
رسول) ((270))، نعم: (ولا يحيطون بشي‏ء من علمه الا بما
شاء) ((271)). (وما اوتيتم من‏العلم الا قليلا) ((272)).
فالانبياء والاولياء والمؤمنون كلهم يعلمون الغيب بنص من
الكتاب العزيز، ولكل منهم جزء مقسوم، غيران علم هؤلاء كلهم
بلغ ما بلغ محدود لا محالة كما وكيفا، وعارض ليس بذاتي،
ومسبوق بعدمه ليس‏بازلي، وله بدء ونهاية ليس بسرمدي،
وماخوذ من اللّه سبحانه (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو)(
. ((273))
والنبي ووارث علمه في امته ((274)) يحتاجون في العمل
والسير على طبق علمهم‏بالغيب من البلايا، والمنايا،والقضايا،
واعلامهم الناس بشي‏ء من ذلك، الى امر المولى سبحانه
ورخصته، وانما العلم، والعمل به، واعلام‏الناس بذلك، مراحل
ثلاث لا دخل لكل مرحلة بالاخرى، ولا يستلزم العلم بالشي‏ء
وجوب العمل على‏طبقه، ولا ضرورة الاعلام به، ولكل منها
جهات مقتضية ووجوه مانعة لابد من رعايتها، وليس كل
مايعلم يعمل به، ولا كل ما يعلم يقال.
قال الحافظ الاصولي الكبير الامام ابو اسحاق ابراهيم بن موسى
اللخمي الشهير بالشاطبي المتوفى (790)في كتابه القيم
الموافقات في اصول الاحكام ((275)) (2/184):
لو حصلت له مكاشفة بان هذا المعين مغصوب او نجس، او ان
هذا الشاهدكاذب، او ان المال لزيد، وقدتحصل للحاكم
بالحجة لعمرو، اوما اشبه ذلك، فلا يصح له العمل على وفق
ذلك ما لم يتعين سبب‏ظاهر، فلا يجوز له الانتقال الى التيمم،
ولا ترك قبول الشاهد ولا الشهادة بالمال لذي يد على
حال،فان‏الظواهر قد تعى ن فيها بحكم الشريعة امر آخر، فلا
يتركها اعتمادا على مجرد المكاشفة او الفراسة، كما لايعتمد
فيها على الرؤيا النومية، ولو جاز ذلك لجاز نقض الاحكام بها
وان ترتبت في الظاهر موجباتها،وهذا غير صحيح بحال فكذا ما
نحن فيه، وقد جاء في الصحيح ((276)): «انكم تختصمون الي،
ولعل بعضكم‏ان يكون الحن بحجته من بعض، فاحكم له على
نحو ما اسمع منه...». فقيد الحكم بمقتضى ما يسمع وترك
ماوراء ذلك.
وقد كان كثير من الاحكام التي تجري على يديه يطلع على
اصلها وما فيها من حق وباطل، ولكنه عليه‏الصلاة والسلام
لم يحكم الا على وفق ما سمع، لا على‏وفق ما علم ((277))،
وهو اصل في منع الحاكم ان‏يحكم بعلمه، وقد ذهب مالك في
القول المشهور عنه: ان الحاكم اذا شهدت عنده العدول بامر
يعلم خلافه،وجب عليه الحكم بشهادتهم اذا لم يعلم تعمد
الكذب، لانه اذا لم يحكم بشهادتهم كان حاكما بعلمه، هذا
مع‏كون علم الحاكم مستفادا من العادات التي لا ريبة فيها لا
من الخوارق التي تداخلها امور، والقائل بصحة‏حكم الحاكم
بعلمه فذلك بالنسبة الى العلم‏المستفاد من العادات لا من
الخوارق، ولذلك لم يعتبره رسول اللّه(ص) وهو الحجة العظمى
الى ان قال ((278)) في (ص‏187) :
ان فتح هذا الباب يؤدي الى ان لا يحفظ ترتيب الظواهر، فان
من وجب عليه‏القتل بسبب ظاهر فالعذر فيه‏ظاهر واضح، ومن
طلب قتله بغير سبب ظاهر بل بمجرد امر غيبي ربما شوش
الخواطر وران على الظواهر،وقد فهم من الشرع سد هذا الباب
جملة، الا ترى الى باب الدعاوي المستند الى ان البينة على
المدعي‏واليمين على‏من انكر، ولم يستثن من ذلك احد،
حتى‏ان رسول اللّه (ص) احتاج الى البينة في بعض ما انكرفيه
مما كان اشتراه، فقال: من يشهد لي؟ حتى شهد له خزيمة بن
ثابت فجعلها اللّه شهادتين. فما ظنك بحادالامة، فلو ادعى اكبر
الناس على اصلح الناس لكانت البينة على المدعي واليمين
على من انكر، وهذا من‏ذلك والنمط واحد، فالاعتبارات الغيبية
مهملة بحسب الاوامر والنواهي الشرعية.
وقال ((279)) في (ص‏189): فصل: اذا تقرر اعتبار ذلك
الشرط، فاين يسوغ العمل على وفقها؟ فالقول في‏ذلك: ان
الامور الجائزات او المطلوبات التي فيها سعة يجوز العمل فيها
بمقتضى ما تقدم، وذلك على اوجه:
احدها: ان يكون في امر مباح، كان يرى المكاشف ان فلانا
يقصده في الوقت الفلاني او يعرف ما قصد اليه‏في اتيانه من
موافقة او مخالفة، او يطلع على ما في قلبه من حديث او اعتقاد
حق او باطل وما اشبه ذلك،فيعمل على التهيئة له حسبما
قصد اليه او يتحفظ من مجيئه ان كان قصده بشر، فهذا من
الجائز له كما لو راى‏رؤيا تقتضي ذلك، لكن لا يعامله الا بما هو
مشروع كما تقدم.
الثاني: ان يكون العمل عليها لفائدة يرجو نجاحها، فان العاقل لا
يدخل على‏نفسه ما لعله يخاف عاقبته فقديلحقه بسبب
الالتفات اليها او غيره، والكرامة كما انها خصوصية كذلك هي
فتنة واختبار لينظر كيف‏تعملون، فان عرضت حاجة او كان
لذلك سبب يقتضيه فلا باس، وقد كان رسول اللّه (ص) يخبر
بالمغيبات‏للحاجة الى‏ذلك، ومعلوم انه عليه الصلاة والسلام
لم يخبر بكل مغيب اطلع عليه، بل كان ذلك في بعض‏الاوقات
وعلى مقتضى الحاجات، وقد اخبر عليه الصلاة والسلام
المصلين خلفه انه يراهم من وراءظهره، لما لهم في ذلك من
الفائدة المذكورة في‏الحديث، وكان يمكن ان يامرهم وينهاهم
من غير اخبار بذلك،وهكذا سائر كراماته ومعجزاته، فعمل امته
بمثل ذلك في هذا المكان اولى منه في الوجه الاول، ولكنه
مع‏ذلك في حكم الجواز لما تقدم من خوف العوارض كالعجب
ونحوه.
الثالث: ان يكون فيه تحذير او تبشير ليستعد لكل عدته، فهذا
ايضا جائز، كالاخبار عن امر ينزل ان لم‏يكن كذا، او لا يكون ان
فعل كذا فيعمل على وفق ذلك.. الخ.
فهلا كان من الغيب نبا ابن نوح، وانباء قوم هود وعاد وثمود،
وقوم ابراهيم ولوط، وذكرى ذي القرنين، ونبامن سلف من
الانبياء والمرسلين؟
وهلا كان منه ما اسر به النبي (ص) الى بعض ازواجه فافشته
الى ابيها (فلما نباها به قالت من انباك هذا قال‏نباني العليم
الخبير) ((280))؟
وهلا كان منه ما انبا موسى صاحبه من تاويل ما لم يستطع
عليه صبرا ((281))؟
وهلا كان منه ما كان يقول عيسى لامته (وانبئكم بما تاكلون
وما تدخرون في بيوتكم) ((282))؟
وهلا كان منه قول عيسى لبني اسرائيل (يا بني اسرائيل اني
رسول اللّه اليكم مصدقا لما بين يدي من‏التوراة ومبشرا برسول
ياتي من بعدي اسمه احمد) ((283))؟
وهلا كان منه ما اوحى اللّه تعالى الى يوسف (لتنبئنهم بامرهم
هذا وهم لا يشعرون) ((284))؟
وهلا كان منه ما انبا آدم الملائكة من اسمائهم امرا من اللّه (يا
آدم انبئهم باسمائهم) ((285))؟
وهلا كانت منه تلكم البشارات الجمة المحكية عن التوراة
والانجيل والزبور وصحف الماضين وزبر الاولين‏بنبوة نبي
الاسلام وشمائله وتاريخ حياته وذكر امته؟
وهلا كانت منه تلك الانباء الصحيحة المروية عن الكهنة
والرهابين والاقسة حول النبي الاعظم (ص) قبل‏ولادته؟
ليس هناك اي منع وخطر ان علم اللّه احدا ممن خلق بما شاء
واراد من الغيب المكتوم من علم ما كان اوسيكون، من علم
السموات والارضين، من علم الاولين والاخرين، من علم
الملائكة والمرسلين، كما لم يراي وازع اذا حبا احدا بعلم ما
شاءمن الشهادة واراه ما خلق كما ارى ابراهيم ملكوت السموات
والارض،ولا يتصور عندئذ قط اشتراك مع المولى سبحانه في
صفته العلم بالغيب، ولا العلم بالشهادة ولو بلغ علم‏العالم اي
مرتبة رابية، وشتان بينهما، اذ القيود الامكانية البشرية ماخوذة
في العلم البشري دائما لا محالة،سواء تعلق بالغيب او تعلق
بالشهادة، وهي تلازمه ولا تفارقه، كما ان العلم الالهي بالغيب
او الشهادة تؤخذفيه قيود الاحدية الخاصة بذات الواجب الاحد
الاقدس سبحانه وتعالى.
وكذلك الحال في علم الملائكة، لو اذن اللّه تعالى لاسرافيل
مثلا، وقد نصب بين عينيه اللوح المحفوظ الذي‏فيه تبيان كل
شي‏ء، ان يقرا ما فيه ويطلع عليه لم يشارك اللّه قط في صفته
العلم بالغيب، ولا يلزم منه‏الشرك.
فلا مقايسة بين العلم الذاتي المطلق وبين العرضي المحدود،
ولا بين ما لا يكيف بكيف ولا يؤين باين وبين‏المحدود المقيد.
ولا بين الازلي الابدي وبين الحادث المؤقت. ولا بين التاصلي
وبين المكتسب من الغير، كما لايقاس العلم النبوي بعلم غيره
من البشر، لاختلاف طرق علمهما، وتباين الخصوصيات
والقيود المتخذة في‏علم كل منهما، مع الاشتراك في امكان
الوجود. بل لا مقايسة بين علم المجتهد وبين علم المقلد فيما
علما من‏الاحكام الشرعية ولو احاط المقلد بجميعها، لتباين
المبادئ العلمية فيهما.
فالعلم بالغيب على وجه التاصل والاطلاق من دون قيد بكم
وكيف كالعلم بالشهادة على هذا الوجه، انماهما من صفات
الباري سبحانه، ويخصان بذاته لا مطلق العلم بالغيب
والشهادة، وهذا هو المعني نفياواثباتافي مثل قوله تعالى. (قل لا
يعلم من في السموات والارض الغيب الا اللّه) ((286)).
وقوله‏تعالى: (ان اللّه عالم غيب السموات والارض انه عليم
بذات الصدور) ((287)).
وقوله‏تعالى: (ان اللّه يعلم غيب السموات والارض واللّه بصير بما
تعملون) ((288)).
وقوله تعالى: (ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما
كنتم تعملون) ((289)).
وقوله تعالى: (عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم)
. ((290))
وقوله تعالى: (ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم)
. ((291))
وقوله تعالى: (عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم) ((292)).
وقوله تعالى حكاية عن نوح: (ولا اقول لكم عندي خزائن اللّه ولا
اعلم الغيب ولا اءقول اني ملك) ((293)).
وقوله تعالى حكاية: (ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من
الخير) ((294)).
وبهذا التفصيل في وجوه العلم يعلم عدم التعارض نفيا واثباتا
بين ادلة المسالة كتابا وسنة، فكل من الادلة‏النافية والمثبتة
ناظر الى ناحية منها، والموضوع المنفي من علم الغيب في
لسان الادلة غير المثبت منه وكذلك‏بالعكس. وقد يوعز الى
الجهتين في بعض النصوص الواردة عن اهل بيت العصمة(ع)
مثل قول الامام ابي‏الحسن موسى الكاظم(ع)مجيبا يحيى بن
عبداللّه بن الحسن لما قال له: جعلت فداك انهم يزعمون انك
تعلم‏الغيب، فقال (ع): «سبحان اللّه ضع يدك على راسي فواللّه
ما بقيت شعرة فيه ولا في جسدي الا قامت‏».ثم‏قال: «لا واللّه ما
هي الا وراثة عن‏رسول‏اللّه(ص)» ((295)).
وكذلك الحال في بقية الصفات الخاصة بالمولى العزيز سبحانه
وتعالى، فانها تمتاز عن مضاهاة ما عند غيره‏تعالى من تلكم
الصفات بقيودها المخصصة، فلو كان عيسى على نبينا وآله
وعليه السلام يحيي كل الموتى‏باذن اللّه، او كان خلق عالما
بشرا من الطين باذن ربه بدل ذلك الطير الذي اخبر عنه
بقوله: (اني اخلق‏لك م‏من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه
فيكون طيرا باذن اللّه) ((296))، لم يكن يشارك المولى
سبحانه في صفته‏الاحياء والخلق، واللّه هو الولي، وهو محيي
الموتى، وهو الخلا ق العليم.
وان الملك المصور في الارحام مع تصويره ما شاء اللّه من الصور،
وخلقه سمعها وبصرها وجلدها ولحمهاوعظامها ((297))، لم
يكن يشارك ربه في صفته، واللّه هو الخالق البارئ المصور، وهو
الذي يصور في الارحام‏كيف يشاء.
والملك المبعوث الى الجنين الذي يكتب رزقه واجله وعمله
ومصائبه، وما قدر له من خير وشر، وشقاوته‏وسعادته، ثم ينفخ
فيه الروح ((298))، لا يشارك ربه، واللّه هو الذي لم يكن له
شريك في الملك وخلق‏كل‏شي‏ءفقد ره تقديرا.
وملك الموت مع انه يتوفى الانفس، وانزل اللّه فيه القرآن وقال:
(قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل‏بكم) ((299))، صح مع
ذلك الحصر فى قوله تعالى: (اللّه يتوفى الانفس حين موتها)
((300)) واللّه هو المميت ولايشاركه ملك الموت في شي‏ء من
ذلك، كما صحت النسبة في قوله تعالى: (الذين تتوفاهم الملا
ئكة ظالمي‏انفسهم) ((301))وفي قوله تعالى: (الذين تتوفاهم
الملا ئكة طيبين) ((302)). ولا تعارض في كل ذلك ولا اثم
ولافسوق في اسناد الاماتة الى غيره تعالى.
والملك لا يغشاه نوم العيون ((303))، ولا تاخذه سنة الراقد
بتقدير من العزيز العليم وجعله، ومع ذلك لايشارك اللّه فيما
مدح نفسه بقوله (لا تاخذه سنة ولا نوم) ((304)).
ولو ان احدا مكنه المولى سبحانه من احياء موتان الارض برمتها
لم يشاركه تعالى، واللّه هو الذي يحيي‏الارض بعد موتها.
فهلم معي نسائل القصيمي عن ان قول الشيعة: بان الائمة اذا
شاءوا ان يعلموا شيئا اعلمهم اللّه اياه، كيف‏يتفرع عليه القول
بان الائمة يشاركون اللّه في هذه الصفة صفة علم الغيب؟ وما
وجه الاشتراك بعد فرض‏كون علمهم باخبار من اللّه
تعالى‏واعلامه؟
وقد ذهب على الجاهل ان الحكم بان القول بعلم الائمة بما كان
وما يكون‏ وليس هو كل الغيب ولا جله آوعدم خفاء شي‏ء من
ذلك عليهم يستلزم الشرك باللّه في صفة علمه بالغيب، تحديد
((305)) لعلم اللّه، وقول‏بالحد في صفاته سبحانه، ومن حده
فقد عده، تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا. والنصوص الموجودة
في‏الكتاب‏والسنة على ان لا يعلم الغيب الا اللّه قد خفيت مغزاها
على المغفل ولم يفهم منها شيئا (ومن الناس‏من يجادل في
اللّه بغير علم‏ويتبع كل شيطان مريد) ((306)).
ونسائل الرجل: كيف خفي هذا الشرك المزعوم على ائمة
قومه؟ فيما اخرجوه عن حذيفة قال: اعلمه رسول‏اللّه (ص) بما
كان وما يكون الى يوم القيامة ((307)). وما اخرجه احمد امام
مذهب الرجل في‏مسنده ((308))(5/388) عن ابي ادريس،
قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: واللّه انى لاعلم الناس بكل
فتنة‏هي كائنة فيما بيني وبين الساعة.
وقد جهل بان علم المؤمن بموته واختياره الموت واللقاء مهما
خير بينه وبين الحياة ليس من المستحيل، ولابامر خطير بعيد
عن خطر المؤمن فضلا عن ائمة المؤمنين من العترة الطاهرة،
هلا يعلم الرجل ما اخرجه‏قومه في ائمتهم من ذلك وعدوه
فضائل لهم، ذكروا عن ابن شهاب ((309)) قال: كان ابو بكر
ابن ابي قحافة‏ والحارث بن كلدة ياكلان حريرة اهديت لابي
بكر، فقال الحارث لابي بكر: ارفع يدك يا خليفة رسول‏اللّه ان
فيها لسم سنة، وانا وانت نموت في يوم واحد، فرفع يده، فلم
يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحدعند انقضاء السنة.
وذكر احمد في مسنده ((310)) (1/48 و 51) والطبري في
رياضه ((311)) (2/74) اخبار عمر عن موته بسبب‏رؤيا رآها، وما
كان بين رؤياه وبين يوم طعن فيه الا جمعة، وفي الرياض
((312)) (2/75) عن كعب الاحبار:انه قال لعمر: يا امير
المؤمنين اعهد بانك ميت الى ثلاثة ايام. فلما قضى ثلاثة ايام
طعنه ابو لؤلؤة، فدخل‏عليه الناس ودخل كعب في جملتهم،
فقال: القول ما قال كعب.
وروي ان عيينة بن حصن الفزاري قال لعمر: احترس او اخرج
العجم من المدينة، فانى لا آمن ان يطعنك‏رجل منهم في هذا
الموضع، ووضع يده في الموضع الذي طعنه فيه ابو لؤلؤة.
وعن جبير بن مطعم قال: انا لواقفون مع عمر على الجبل
بعرفة، اذ سمعت‏رجلا يقول: يا خليفة، فقال‏اعرابي من لهب من
خلفي: ما هذا الصوت؟ قطع اللّه لهجتك، واللّه لا يقف امير
المؤمنين بعد هذا العام ابدا.فسببته وادبته، فلما رمينا الجمرة
مع عمر، جاءت حصاة فاصابت راسه ففتحت عرقا من راسه
فسال الدم،فقال رجل: اشعر امير المؤمنين، اما واللّه لا يقف بعد
هذا العام ههنا ابدا. فالتفت فاذا هو ذلك اللهبي، فواللّهما حج
عمر بعدها. خرجه ابن الضحاك.
وان تعجب فعجب اخبار الميت وهو يدفن عن شهادة عمر في
ايام خلافة ابي‏بكر، اخرج البيهقي ((313)) عن‏عبداللّه بن
عبيداللّه الانصاري، قال: كنت فيمن دفن ثابت بن قيس وكان
قتل باليمامة ((314)) فسمعناه‏حين ادخلناه القبر يقول:
محمد رسول اللّه، ابو بكرالصديق، عمر الشهيد، عثمان البر
الرحيم فنظرنا اليه، فاذاهو ميت.
وذكره القاضي في الشفاء، في فصل احياء الموتى وكلامهم
. ((315))
وعن عبد اللّه بن سلام قال: اتيت عثمان وهو محصور، اسلم
عليه، فقال: مرحبا باخي مرحبا باخي، افلااحدثك ما رايت
الليلة في المنام؟ فقلت: بلى. قال: رايت رسول اللّه (ص) وقد
مثل لي في هذه الخوخة آواشار عثمان الى خوخة في اعلى‏داره
فقال: حصروك؟ فقلت. نعم. فقال: عطشوك؟ فقلت: نعم،
فادلى‏دلوا من ماء فشربت حتى رويت، فها انا اجد برودة ذلك
الدلو بين ثديي وبين كتفي. فقال: ان شئت افطرت‏عندنا وان
شئت نصرت عليهم. فاخترت الفطر ((316)).
وعنه قال: انى رايت رسول اللّه (ص) البارحة وابا بكر وعمر،
فقالوا لي: صبرا فانك تفطر عندنا القابلة.
وعن كثير بن الصلت، عن عثمان، قال: انى‏رايت رسول اللّه
(ص) في منامي هذا، فقال: انك شاهد معناالجمعة. المستدرك
(3/99). ((317))
وعن ابن عمر: ان عثمان اصبح يحدث الناس، قال: رايت رسول
اللّه (ص) في‏المنام قال: يا عثمان افطر عندناغدا. فاصبح صائما
وقتل من يومه.
قال محب الدين الطبري في الرياض ((318)) (2/127) بعد
رواية ما ذكر: واختلاف‏الروايات محمول على‏تكرار الرؤيا، فكانت
مرة نهارا ومرة ليلا.
واخرج الحاكم في المستدرك ((319)) (3/203) بسند صححه،
اخبار عبداللّه بن عمرو الانصاري الصحابي‏ابنه جابرا بشهادته
يوم احد، وانه اول قتيل من اصحاب رسول اللّه (ص)، فكان كما
اخبر به.
وذكر الخطيب البغدادي في تاريخه (2/49) عن ابي الحسين
المالكي انه قال: كنت اصحب خير النساج آمحمد بن اسماعيل
سنين كثيرة، ورايت له من كرامات اللّه تعالى ما يكثر ذكره،
غير انه قال لي قبل وفاته‏بثمانية ايام: انى اموت يوم الخميس
المغرب، فادفن يوم الجمعة قبل الصلاة وستنسى فلا تنساه.
قال ابوالحسين: فانسيته الى يوم الجمعة فلقيني من خبرني
بموته، فخرجت لاحضر جنازته فوجدت الناس‏راجعين،
فسالتهم: لم رجعوا؟ فذكروا انه يدفن بعد الصلاة، فبادرت ولم
التفت الى قولهم، فوجدت الجنازة‏قد اخرجت قبل الصلاة او
كما قال.
وهذه القصة ذكرها ابن الجوزي ايضا في المنتظم ((320))
(6/274).

غيض من فيض
توجد في ط‏ي كتب الحفاظ ومعاجم اعلام القوم قضايا جمة في
اناس كثيرين عدوها لهم فضلا وكرامة تنبئ‏عن علمهم بالغيب
وبما تخفي الصدور، ولا يراها احد منهم شركا، ولا يسمع من
القصيمي ومن لف لفه آفيها ركزا، وامثالها في ائمة الشيعة
هي التي جسها القوم، والقت عليهم جشمها، وكثر فيها
منهم‏الرطيط ((321))، واليك جملة من تلكم القضايا:
1 قال ابو عمرو بن علوان: خرجت يوما الى سوق الرحبة في
حاجة فرايت جنازة فتبعتها لاصلى عليها،ووقفت حتى يدفن
الميت في جملة الناس، فوقعت عيني على امراة مسفرة من
غير تعمد، فلححت بالنظرواسترجعت واستغفرت‏اللّه الى ان
قال : فخطر في قلبي ان زر شيخك الجنيد، فانحدرت الى
بغداد، فلماجئت الحجرة التي هو فيها طرقت الباب فقال لي:
ادخل ابا عمرو، تذنب بالرحبة ونستغفرلك ببغداد. تاريخ‏بغداد
(7/247)، صفة الصفوة ((322)) (2/236).
2 قال ابن النجار: كان الشيخ ابو محمد عبداللّه الجبائي
المتوفى (605) يتكلم‏يوما في الاخلاص والرياءوالعجب وانا
حاضر في المجلس، فخطر في نفسي: كيف الخلاص من
العجب؟ فالتفت الي الشيخ وقال: اذارايت الاشياء من اللّه وانه
وفقك لعمل الخير واخرجك من البين سلمت من العجب.
شذرات‏الذهب ((323))(5/16).
3 عن الشيخ علي الشبلي قال: احتاجت زوجتي الى مقنعة
فقلت: علي دين خمسة دراهم، فمن اين اشتري‏لك مقنعة؟
فنمت فرايت من يقول لي: اذا اردت ان تنظر الى ابراهيم
الخليل فانظر الى الشيخ عبداللّه بن‏عبد العزيز. فلما اصبحت
اتيته بقاسيون فقال لي: ما لك يا علي؟ اجلس، وقام الى منزله
وعاد ومعه مقنعة‏في طرفها خمسة دراهم، فاخذتها ورجعت.
شذرات الذهب ((324)) (5/74).
4 قال ابو محمد الجوهري: سمعت اخي ابا عبداللّه يقول: رايت
النبي(ص)في المنام فقلت: يا رسول اللّهاي‏المذاهب خير؟
وقال: قلت: على اي المذاهب اكون؟ فقال: ابن بطة ابن بطة
((325)). فخرجت من بغدادالى عكبرا فصادف دخولي يوم
الجمعة فقصدت الشيخ ابا عبداللّه بن بطة الى الجامع، فلما
رآني قال لي‏ابتداء: صدق رسول اللّه صدق رسول اللّه. شذرات
الذهب ((326)) (3/123).
5 قال ابو الفتح القواس: لحقتني اضاقة وقتا من الزمان،
فنظرت فلم اجد في البيت غير قوس لي وخفين‏كنت البسهما،
فاصبحت وقد عزمت على بيعهما، وكان يوم مجلس ابي
الحسين بن سمعون، فقلت في نفسي:احضر المجلس ثم
انصرف فابيع الخفين والقوس. قال: وكان القواس قل ما يتخلف
عن حضور مجلس ابن‏سمعون، قال ابو الفتح: فحضرت
المجلس، فلما اردت الانصراف ناداني ابو الحسين: يا ابا الفتح لا
تبع الخفين‏لا تبع القوس فان اللّه سياتيك برزق من عنده.
تاريخ بغداد (1/275).
6 قال الحافظ ابن كثير في تاريخه ((327)) (12/144): قدم
الخطيب اردشير بن منصور ابو الحسين العبادي،وكان يحضر
في مجلسه في بعض الاحيان اكثر من ثلاثين الفا من الرجال
والنساء، قال بعضهم: دخلت عليه‏وهو يشرب مرقا فقلت في
نفسي: ليته اعطاني فضله لاشربه لحفظ القرآن، فناولني فضله
فقال: اشربهاعلى تلك النية. قال:فرزقني اللّه حفظ القرآن.
7 قال ابو الحارث الاولاسي: خرجت من حصن اولاس
((328)) اريد البحر، فقال بعض اخواني: لا تخرج‏فانى قد هيات
لك عجة ((329)) حتى تاكل، قال: فجلست فاكلت معه، ونزلت
الى الساحل، واذا انا بابراهيم‏بن سعد ابو اسحاق الحسني
العلوي قائما يصلى، فقلت في نفسي: ما اشك الا انه يريد ان
يقول: امش‏معي على الماء، ولئن قال لي لامشين معه، فما
استحكم الخاطر حتى قال: هيه يا ابا الحارث امش على‏الخاطر،
فقلت: بسم اللّه فمشى هو على الماء فذهبت امشي فغاصت
رجلي، فالتفت الي، وقال لي: يا اباالحارث، العجة اخذت
برجلك، فذهب وتركني ((330)). تاريخ بغداد (6/86)، تاريخ
الشام (2/208)، صفة‏الصفوة (2/242).
8 كان ابن سمعون محمد بن احمد الواعظ المتوفى (387)
يعظ يوما على المنبر وتحته ابو الفتح بن‏القواس ((331))،
فنعس ابن القواس، فامسك ابن سمعون عن الوعظ حتى
استيقظ، فحين استيقظ قال ابن‏سمعون: رايت رسول اللّه في
منامك هذا؟ قال: نعم. قال: فلهذا امسكت عن الوعظ حتى لا
ازعجك عماكنت فيه ((332)). تاريخ بغداد (1/276)، المنتظم
(7/199)، تاريخ ابن كثير (11/323).
9 روي عن ابن الجنيد انه قال: رايت ابليس في المنام وكانه
عريان فقلت: الا تستحي من الناس؟ فقال آوهو لا يظنهم ناسا
: لو كانوا ناسا ما كنت العب بهم كما يلعب الصبيان بالكرة، انما
الناس جماعة غيرهؤلاء فقلت: اين هم؟ فقال: في مسجد
الشونيزي قد اضنوا قلبي واتعبوا جسدي، كلما هممت بهم
اشارواالى اللّه عز وجل فاكاد احترق، قال: فلما انتبهت لبست
ثيابي ورحت الى المسجد الذي ذكر، فاذا ثلاثة‏جلوس
ورؤوسهم في مرقعاتهم، فرفع احدهم راسه الي وقال: يا ابا
القاسم لا تغتر بحديث الخبيث وانت‏كلما قيل لك شي‏ء تقبل.
فاذا هم: ابو بكر الدقاق، وابو الحسين النوري ((333))، وابو
حمزة محمد بن علي‏الجرجاني الفقيه الشافعي. ذكره ابن الاثير
كما في تاريخ ابن كثير ((334)) (11/97)، وابن الجوزي في
صفة‏الصفوة ((335)) (2/234).
10 جاء يوما شاب نصراني في صورة مسلم الى ابي القاسم
الجنيد الخزاز،فقال له: يا ابا القاسم ما معنى‏قول النبي (ص):
«اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور اللّه» فاطرق الجنيد ثم رفع
راسه اليه وقال: اسلم، فقدآن لك ان تسلم، قال: فاسلم الغلام.
تاريخ ابن كثير ((336)) (11/114).
وحكي عن‏ابي الحسن الشاذلي المتوفى (656) قوله: لولا لجام
الشريعة على لساني‏لاخبرتكم‏بما يحدث في‏غد ومابعده
الى‏يوم‏القيامة. شذرات‏الذهب ((337)) (5/279).

العجب العجاب
واعجب من هذه كلها دعوى الرجل من القوم انه يرى اللوح
المحفوظ ويقراه فتؤخذ منه تلكم الدعاوى‏الضخمة، وتذكر في
سلسلة الفضائل، وتاتي في كتبهم حقائق راهنة من دون اي
مناقشة في الحساب.
قال ابن العماد في شذرات الذهب ((338)) (8/286) في
ترجمة المولى محيي الدين محمد بن مصطفى
القوجوي‏الحنفي المتوفى (950) صاحب الحواشي على
البيضاوي ومؤلفات اخرى: كان يقول: اذا شككت في آية
من‏القرآن اتوجه الى اللّه تعالى، فيتسع صدري حتى يصير قدر
الدنيا ويطلع فيه قمران لا ادري هما اي شي‏ء، ثم‏يظهر نور
فيكون دليلا الى اللوح المحفوظ، فاستخرج منه معنى الاية.
وقال ((339)) في (8/178) في ترجمة المولى بخشي الرومي
الحنفي المتوفى(931): رحل الى ديار العرب فاخذعن علمائهم
وصارت له يد طولى في الفقه والتفسير الى ان قال : كان
ربما يقول: رايت في اللوح المحفوظ‏مسطورا كذا وكذا، فلا
يخطئ اصلا.
وقال اليافعي في مرآة الجنان (3/471): ان الشيخ جاكير،
المتوفى (590) كان يقول: ما اخذت العهد على احد حتى رايت

اسمه مرفوعا في اللوح المحفوظ من جملة مريدي.
وقال في المرآة (4/25): كان الشيخ ابن الصباغ ابو الحسن علي
بن حميد المتوفى(612) لا يصحب الا من يراه‏مكتوبا في اللوح
المحفوظ من اصحابه.
وذكره ابن العماد في شذراته ((340)) (5/52).
توجد جملة كثيرة من هذه الاوهام الخرافية في طبقات
الشعراني، والكواكب الدرية للنووي، وروض‏الرياحين لليافعي،
وروضة الناظرين للشيخ احمد الوتري وامثالها.
(والذين كذبوا بياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)
((341))

5 نقل الجنائز الى المشاهد
لقد كثرت الجلبة واللغط حول هذه المسالة من اناس جاهلين
بمواقع الاحكام، ذاهلين عن مصادر الفتيا،حسبوا انها من
مختصات الشيعة فحسب، ففوقوا اليهم نبال الطعن، وشنوا
عليهم الغارات، وهناك اغرارتصدوا للدفاع وهم مشاركون
لاولئك في الجهل او الذهول بانها من عمل الدهماء فلا يحتج
بها على‏المذهب او العلماء، وآخر حرف الكلم عن مواضعه ابتغاء
اثبات امنيته، ولكن وراء الكل حذاق البحث‏كشفوا عن تلكم
السوءات.
عزب على المساكين ان للشيعة موافقين من اهل المذاهب
الاربعة في جواز نقل الموتى لاغراض صحيحة‏الى غير محال
موتهم قبل الدفن وبعده، مهما اوصى به الميت او لم يوص به.
قالت المالكية: يجوز نقل الميت قبل الدفن وبعده من مكان
الى آخر بشروط ثلاثة: اولها: ان لا ينفجر حال‏نقله. ثانيها: ان لا
تنهتك حرمته بان ينقل على وجه يكون فيه تحقير له. ثالثها:
ان يكون نقله لمصلحة كان‏يخشى من طغيان البحر على‏قبره،
او يراد نقله الى مكان ترجى بركته، او الى مكان قريب من اهله،
اولاجل زيارة اهله اياه، فان فقد شرط من هذه الشروط الثلاثة
حرم النقل ((342)).
وقالت الحنابلة: لا باس بنقل الميت من الجهة التي مات فيها
الى جهة بعيدة عنها، بشرط ان يكون النقل‏لغرض صحيح كان
ينقل الى بقعة شريفة ليدفن فيها، او ليدفن بجوار رجل صالح،
وبشرط ان يؤمن تغيررائحته، ولا فرق في ذلك بين ان يكون
قبل الدفن او بعده ((343)).
وقالت الشافعية: يحرم نقل الميت الى بلد آخر ليدفن فيه.
وقيل: يكره الا ان‏يكون بقرب مكة او المدينة اوبيت المقدس او
بقرب قبر صالح، ولو اوصى بنقله الى احد الاماكن المذكورة
لزم تنفيذ وصيته عند الامن من‏التغيير، والمراد بمكة جميع
الحرم لا نفس البلد ((344)).
وقالت الحنفية: يستحب ان يدفن الميت في الجهة التي مات
فيها، ولا باس بنقله من بلدة الى اخرى قبل‏الدفن عند امن
تغير رائحته، اما بعد الدفن فيحرم اخراجه، الا اذا كانت الارض
التي دفن فيها مغصوبة اواخذت بعد دفنه بشفعة ((345)).
ومن سبر التاريخ وجد الاطباق من علماء المذاهب على جواز
النقل في الصورتين عملا، وكان من المرتكزفي الاذهان نقل
الجثث الى البقاع الشريفة من ارض بيت اللّه الحرام، او جوار
النبي الاعظم، او قرب امام‏مذهب، او مرقد ولي صالح، او بقعة
اختصها اللّه بالكرامة، او الى حيث مجتمع اهل الميت، او قبور
ذويه.
وكان يوم نقل رفات اولئك الرجال من المذاهب الاربعة يوما
مشهودا تقام فيه حفلات مكتظة يحضر فيهاحشد من العلماء
والخطباء والقراء واناس آخرين، كل ذلك ينبئ عن جوازه،
واصفاق الامة الاسلامية‏عليه، بل كان ذلك مطردا منذ عهد
الصحابة الاولين والتابعين لهم باحسان ((346)) بوصية من
الميت اوبترجيح من اوليائه، وكاد ان يكون من المجمع عليه
عملا عند فرق المسلمين في القرون الاسلامية. ولو لم‏يكن
كذلك لما اختلف الصحابة في دفن رسول اللّه (ص)، بالمدينة
او بمكة او عند جده ابراهيم‏الخليل ((347)).
وتراه كان مشروعا في الشرائع السالفة، فقد مات آدم (ع) بمكة
ودفن في غار ابي قبيس، ثم حمل نوح‏تابوته في السفينة، ولما
خرج منها دفنه في بيت المقدس ((348))، وفي احاديث
الشيعة انه دفنه في النجف‏الاشرف، ومات يعقوب (ع) بمصر
ونقل الى الشام ((349))، ونقل النبي موسى (ع) جثة يوسف
(ع) من مصربعد دفنه بها الى فلسطين مدفن آبائه ((350)).
ونقل يوسف (ع) جثمان ابيه يعقوب (ع) من مصر ودفنه عند
اهله في حبرون في المغارة المعدة لدفن تلك‏الاسرة الشريفة
((351)). كما في تاريخ الطبري (1/161، 169)، ومعجم البلدان
(3/208)، وتاريخ ابن كثير(1/174، 197).
وقد نقل الامامان السبطان صلوات اللّه عليهما جثمان
ابيهما الطاهر امير المؤمنين سلام اللّه عليه من‏الكوفة الى
حيث بقعته الان من النجف الاشرف، وكان ذلك قبل دفنه
(ع)، غير ان في دلائل النبوة ((352)):ان‏اول من نقل من قبر
الى قبر علي ابن ابي طالب (رضى‏ا...عنه)، لما استشهد يوم
الجمعة سابع عشررمضان ومات بعد يومين وصلى عليه ابنه
الحسن (رضى‏ا...عنه)، ودفن بدار الامارة بالكوفة، وغيب
قبره‏ونقل الى محل يقال له (نجف) فاظهره هارون الرشيد
وبنى عليه عمائر، حين وجد وحوشا تستانس بذلك‏المحل،
وتقر اليه التجاء من اهل الصيد، فسال عن سبب ذلك من اهل
قرية قريبة هناك، فاخبره شيخ من‏القرية بان فيه قبر امير
المؤمنين علي(رضى‏ا...عنه) مع قبر نوح(ع) ((353)). ونحن
نذكر جملة من الجثث‏المنقولة تحت عنوانين:

من نقلت جنازته قبل الدفن
1 المقداد بن عمرو بن ثعلبة الصحابي المتوفى (33): توفى
بالجرف على ثلاثة اميال من المدينة، فحمل على‏رقاب الرجال
حتى دفن بالبقيع ((354)). الاستيعاب (1/280)، اسد الغابة
(4/411)، مجمع الزوائد (9/307).
2 سعيد بن زيد القرشي العدوي احد العشرة المبشرة توفى
(51، 52): بالعقيق على عشرة اميال من‏المدينة، وحمل اليها
ودفن بها ((355)). صفة الصفوة (1/140)، تاريخ الشام
(6/127).
3 عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق: توفى بالحبشي سنة
(53)، بينها وبين مكة ستة اميال، فحمل الى مكة‏ودفن بها،
فقدمت عائشة من المدينة واتت قبره وصلت عليه وتمثلت:
وكنا كندمانى جذيمة حقبة
من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كانى ومالكا
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا ((356))
معجم البلدان ((357)) (3/211)، واخرجه الترمذي مع زيادة.
4 سعد بن ابي وقاص الصحابي: توفى سنة (54، 55) في
حمراء الاسد ((358))، وحمل الى المدينة ودفن‏بها ((359)).
تاريخ بغداد (1/146)، صفة الصفوة (1/140)، تاريخ الشام
(6/108) البداية والنهاية (8/78).
5 اسامة بن زيد الصحابي: توفى (54) بالجرف، وحمل الى
المدينة ((360)). صفة الصفوة (1/210)، اسدالغابة (1/66).
6 ابو هريرة الصحابي الشهير المتوفى (57، 58، 59): توفى
بالعقيق، فحمل الى المدينة المشرفة. الاصابة(4/210).
7 يزيد بن معاوية بن ابي سفيان المتوفى (64): توفى
بحوارين من قرى دمشق، وحمل الى دمشق ودفن بها.البداية
والنهاية ((361)) (8/236).
8 ابو اسحاق ابراهيم بن ادهم: توفى (162) بالجزيرة، فحمل
الى صور فدفن هنالك. صفة‏الصفوة ((362))(2/132).
9 جعفر بن يحيى: قتل بالغمر سنة (189)، وبعث بجثته الى
بغداد. شذرات الذهب ((363)) (1/337).
10 ابو الفيض ذو النون المصري: توفى (246) بالحيرة، وحمل
في مركب الى الفسطاط، ودفن في مقابر اهل‏المعافر. صفة
الصفوة ((364)) (4/293).
11 هارون بن العباس الهاشمي: توفى (267) بالرويثة
((365)) وقيل بالعرج ثم حمل الى المدينة فدفن بها.تاريخ
بغداد (14/27).
12 احمد بن محمد بن غالب الباهلي: توفى ببغداد سنة
(275) وحمل في تابوت الى‏البصرة، وبنيت عليه قبه.تاريخ
بغداد (5/80)، ميزان الاعتدال ((366)) (1/67).
13 محمد بن اسحاق بن ابراهيم ابوالعنبس الصيمري
المتوفى (275): توفى ببغداد وحمل الى الكوفة فدفن‏بها.
المنتظم ((367)) (5/99).
14 المعتمد على اللّه الخليفة العباسي: توفى (279) ببغداد
فجاة، وحمل الى‏سر من راى ودفن بها. تاريخ‏بغداد (4/61).
15 جعفر بن المعتضد المتوفى (280): توفى بمدينة الدينور
وحمل الى بغداد. البداية والنهاية ((368))(11/69).
16 علي بن محمد بن ابي الشوارب ابو الحسن الاموي
البصري: توفى (282، 283) ببغداد فصلى عليه، ثم‏حمل الى
سر من راى وهناك تربته. تاريخ بغداد (12/61)، المنتظم
(5/164). ((369))
17 جعفر بن محمد بن عرفة: توفى في ذي الحجة (287)
بالعمق احد منازل طريق الحج من بغداد آوحمل الى بغداد
ودفن بها في المحرم سنة (288). المنتظم (6/25) وغيره
. ((370))
18 حسين بن عمر بن ابي الاحوص ابو عبداللّه الكوفي
المتوفى(300): توفى في بغداد، وحمل الى الكوفة‏فدفن بها.
المنتظم ((371)) (6/117)، تاريخ بغداد (8/81).
19 محمد بن جعفر ابو عمر القتات الكوفي المتوفى (300):
توفى ببغداد، وحمل الى الكوفة.المنتظم ((372))(6/120).
20 ابو القاسم عبداللّه بن ابراهيم المعروف بابن الاكفاني:
توفى (307) بالقصر، وحمل تابوته الى مكة‏ودفن بها. تاريخ
بغداد (9/405).
21 ابراهيم بن نجيح ابو القاسم الكوفي المتوفى (313): توفى
ببغداد، وجي‏ء به الى الكوفة فدفن بها.المنتظم ((373))
(6/197).
22 بدر بن الهيثم الكوفي القاضي: توفي (317) ببغداد،
وحمل الى الكوفة فدفن بها، تاريخ بغداد (7/108).
23 محمد بن الحسين ابو الطيب اللخمي: توفى (318)
ببغداد، وحمل الى‏الكوفة ودفن بها، وكان فيها اهله.تاريخ بغداد
(2/238)، المنتظم ((374)) (6/226).
24 ابو اسحاق ابراهيم بن محمد الخطابي العمري الكوفي
من احفاد عمر بن الخطاب : توفى (320)ببغداد، وحمل الى
الكوفة ودفن بها. تاريخ بغداد (6/158).
25 اسماعيل بن العباس ابو علي الوراق: توفى (323) في
طريق الحج في‏رجوعه منه، وحمل الى بغداد فدفن‏بها. تاريخ
بغداد (6/301)، المنتظم ((375)) (6/278).
26 علي بن عبدالرحمن الكوفي: توفى (347) ببغداد، وحمل
الى الكوفة.
تاريخ بغداد (12/32)، المنتظم ((376)) (6/389).
27 ابو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي: توفى (348)
ببغداد، وحمل الى الكوفة. تاريخ بغداد(12/81).
28 مطرف بن عيسى ابو القاسم الغساني الالبيري المتوفى
(356، 357): مات بقرطبة فحمل الى بلده‏فدفن به. بغية
الوعاة ((377)) (ص‏392).
29 ابراهيم بن محمد ابو الطيب العطار: توفى (362)
بسوسنقين ((378)) او ساوة، وحمل الى نيسابور ودفن‏بها.
تاريخ بغداد (6/169).
30 المطيع للّه الخليفة العباسي: توفى (364) في المعسكر
بدير العاقول لما خرج الى واسط مع ابنه الطائع للّه،وحمل الى
بغداد ودفن بها في الرصافة. تاريخ بغداد (12/379).
31 احمد بن عطاء ابو عبداللّه الزاهد المتوفى (369): توفى في
منواث من عكا، وحمل الى صفد صور آفدفن بها. تاريخ بغداد
(4/237)، شذرات الذهب ((379)) (3/68).
32 محمد بن العباس بن احمد ابو عبداللّه الضبى الهراتي:
توفى (378) برستاق خواف من نيسابور واوصى‏ان يحمل تابوته
الى هراة، فنقل اليها ودفن بها. تاريخ بغداد (3/121)، المنتظم
(7/146). ((380))
33 علي بن عبد العزيز الجرجاني: توفى (392) ((381))
بنيسابور، وحمل تابوته الى جرجان ودفن‏بها ((382)).
المنتظم (7/222)، البداية والنهاية (11/332)، شذرات الذهب
(3/57).
34 ابو عبداللّه القمى المصري المتوفى (400): توفى عند
توجهه من مصر الى مكة، وحمل الى المدينة ودفن‏بها.
المنتظم ((383)) (7/248).
35 اسماعيل بن الحسن ابو القاسم الصرصري المتوفى
(403): توفى ببغداد، وحمل الى صرصر بعد ان صلى‏عليه ابو
حامد الاسفراييني. تاريخ بغداد (6/312).
36 ابو نصر فيروز بهاء الدين المتوفى (403): توفى بارجان
وحمل الى‏الكوفة ودفن بالمشهد.المنتظم ((384))(7/264).
37 ابو اسحاق الاسفراييني الشافعي ((385)): توفى (418)
بنيسابور، ثم نقل الى‏بلده ودفن بمشهده ((386)).البداية
والنهاية (12/24)، شذرات الذهب (3/210).
38 ابو القاسم الحسين بن علي المغربي المتوفى (418):
توفى بميافارقين، وحمل الى مشهد امير المؤمنين‏ودفن به.
المنتظم ((387)) (8/33).
39 ابو بكر البيهقي الحافظ الكبير: توفى (458) بنيسابور،
ونقل تابوته الى بيهق ((388)). المنتظم (8/24)،البداية
والنهاية (12/94).
40 محمد بن احمد بن مشارة ((389)) ابو عبداللّه الاصبهاني
الشافعي: توفى (464) ببغداد، وحمل الى‏دجيل ((390)).
المنتظم (8/275)، البداية والنهاية (12/105).
41 علي بن ابي نصر الموصلي المتوفى (479): توفى ببغداد،
وحملت جنازته الى الموصل فكان يومامشهودا. المنتظم
(9/32). ((391))
42 ابو بكر محمد بن عبداللّه الناصحي النيسابوري امام
الحنفية في وقته : توفى (484) بطريق الري،وحمل تابوته الى
نيسابور، وقيل: حمل الى اصبهان ودفن بها. الجواهر المضية
(2/64). ((392))
43 القاضي ابو احمد القسم بن مظفر الشهرزوري المتوفى
(489): توفى‏بمدائن كسرى، وحمل الى‏الاسكندرية فدفن عند
امه. شذرات الذهب ((393)) (3/393).
44 ابو بكر احمد بن علي العلبي الحنبلي: توفى (503) في
عرفات، فحمل الى‏مكة وطيف به حول البيت‏ودفن بها
الى‏جانب الفضيل بن عياض، ولما بلغ خبره الى بغداد صلى
الناس عليه صلاة الغائب فامتلاالجامع من الناس ((394)).
المنتظم (9/164)، صفة الصفوة (2/279)، شذرات الذهب
(4/6).
45 الحافظ ابو الغنائم محمد بن علي النرسي الكوفي المقري:
توفى (510) بالحلة، وحمل الى الكوفة فدفن‏بها. المنتظم
(9/189). ((395))
46 ابو بكر محمود بن مسعود قاضي القضاة الشعيبي الحنفي
المفتي: توفى (514) بسمرقند، وحمل تابوته الى‏بخارى.
الجواهر المضية ((396)) (2/162).