هلم معي نسائل كيذبان الحجاز عبداللّه القصيمي جرثومة
النفاق، وبذرة الفساد في المجتمع، كيف يرىفي كتابه
الصراع بين الاسلام والوثنية ان الائمة من آل البيت عند
الشيعة انبياء، وانهم يوحى اليهم، وانالملائكة تاتي اليهم
بالوحي، وانهم يزعمون لفاطمة وللائمة من ولدها ما يزعمون
للانبياء؟ ويستند في ذلككله على مكاتبة الحسن بن العباس
المذكور (ص47) نقلا عن الكافي، هلا يعلم هذا المغفل ان
هذهالمفتريات والقذائف على امة كبيرة، اطلت آراؤها الصالحة
على ارجاء الدنيا، ان هي الا مل القولبالمحدث الوارد في
الكتاب العزيز، وتكلم الملائكة مع الائمة من آل البيت وامهم
فاطمة البتول كما هومقتضى استدلاله، واهل الاسلام كلهم
شرع سواء في ذلك. اوللشيعي عندئذ ان يقول: ان عمر بن
الخطابوغيره من المحدثين على زعم العامة عندهم انبياء
يوحى اليهم، وان الملائكة تاتي اليهم بالوحي؟ لكنالشيعة
علماء حكماء لا يخدشون العواطف بالدجل والتمويه وقول
الزور، ولا يسمع لاحد من حملة روحالتشيع، والنزعة العلوية
الصحيحة، ومقتفي الاداب الجعفرية ان يتهم امة كبيرة
بالطامات، وحاشاها انتشوه سمعتها بالاكاذيب والافائك،
وتقذف الامم بما هي بريئة منه، اما كانت بين يدي الرجل
تلكمالنصوص الصريحة للشيعة على ان الائمة علماء وليسوا
بانبياء؟ اما كان صريح تلك الاحاديث بان الائمةمثلهم كمثل
صاحب موسى، وصاحب سليمان، وذي القرنين؟ اما كان في
الكافي في الباب الذي قلبهالرجل على الشيعة قول
الامامين الباقر والصادق: «لقد ختم اللّه بكتابكم الكتب وختم
بنبيكم الانبياء»؟
نعم، هذه كلها كانت بمراى من الرجل غير ان الاناء ينضح بما
فيه، ووليد الروح الاموية الخبيثة وحاملنزعاتها الباطلة سدك
((254)) بالقحة والسفالة، ولا ينفك عن الخنا والقذيعة، ومن
شان الاموي انيتفعى ((255))ويمين ويافك، ويهتك ناموس
المسلمين، ويسلقهم بالسنة حداد، ويفتري على آل
البيتوشيعتهم اقتداءبسلفه، وجريا على شنشنته الموروثة،
ونحن نورد نص كلام الرجل ليكون الباحث علىبصيرة من
امره، ويرىجهده البالغ في تشتيت صفوف الامة، وشق عصا
المسلمين بالبهت وقول الزور، قالفي الصراع (1/1):
الائمة يوحى اليهم عند الشيعة، قال في الكافي ((256)): كتب
الحسن بن العباس الى الرضا يقول: ما الفرق بينالرسول والنبي
والامام؟ فقال: «الرسول هو الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه،
ويسمع كلامه، وينزل عليهالوحي، والنبي ربما يسمع الكلام،
وربما راى الشخص ولم يسمع، والامام هو الذي يسمع الكلام
ولا يرىالشخص». وقال: والائمة لم يفعلوا شيئا ولا يفعلونه الا
بعهد من اللّه وامر منه لا يتجاوزونه. وفي الكتابنصوص اخرى
متعددة في هذا المعنى، فالائمة لدى هؤلاء انبياء يوحى اليهم،
ورسل ايضا، لانهم مامورونبتبليغ ما يوحى اليهم.
وقال في (2/35): قد قدمنا في الجزء الاول: ان القوم يزعمون
ان ائمة اهل البيت يوحى اليهم، وان الملائكةتاتيهم بالوحي من
اللّه ومن السماء، وتقدم قولهم: ان الائمة لا يفعلون شيئا ولا
يقولونه الا بوحي من اللّه،وتقدم: ان الفرق عندهم بين محمد
رسول اللّه وبين الائمة من ذريته، ان محمدا كان يرى الملك
النازل عليهبالوحي، واما الائمة فيسمعون الوحي وصوت الملك
وكلامه ولا يرون شخصه، وهذا هو الفرق لديهم بينالنبي
والامام، وبين الرسل والائمة، وهو فرق لا حقيقة له، فالائمة من
آل البيت عندهم انبياء ورسل بكلمافي كلمة النبي والرسول
من معنى، لان النبي الرسول هو انسان اوحى اللّه اليه رسالة
وكلف تبليغها ونشرها،سواء اكان وحي اللّه اليه بواسطة الملك
ام بلا واسطة، وسواء اري شخص تلك الواسطة ام لم يره، بل
سمعمنه وعقل عنه، هذا هو النبي الرسول. ورؤية الملك لا
دخل له في حقيقة معنى النبي والرسول بالاجماع،ولهذا
يقولون: الرسول هو انسان اوحي اليه وامر بالبلاغ، والنبي هو
انسان اوحي اليه ولم يؤمر بالبلاغ ولميجعلوا لرؤية الملك دخلا
في حقيقة النبي وحقيقة الرسول، وهذا لا ينازع فيه احد من
الناس، فالشيعةيزعمون لفاطمة وللائمة من ولدها ما يزعمون
للانبياء والرسل من المعاني والحقائق، فهم يزعمون
انهممعصومون، وانهم يوحى اليهم، وان الملائكة تنزل عليهم
بالرسالات، وان لهم معجزات، اقلها احياؤهمالاموات، كما
يقولون في افضل كتبهم. انتهى.
(انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بيات اللّه واولئك هم
الكاذبون) ((257))
4 علم ائمة الشيعة بالغيب
شاعت القالة حول علم الائمة من آل محمد صلوات اللّه عليه
وعليهم ممن اضمر الحنق على الشيعةوائمتهم، فعند كل
منهم حوشي من الكلام، يزخرف الزلح ((258)) من القول،
ويخبط خبط عشواء، ويثبتالبرهنة على جهله، كان الشيعة
تفردت بهذا الراي عن المذاهب الاسلامية، وليس في غيرهم
من يقولبذلك في امام من ائمة المذاهب، فاستحقوا بذلك كل
سب وتحامل ووقيعة، فحسبك ما لفقه القصيمي فيالصراع من
قوله في صحيفة (ب) تحت عنوان: الائمة عند الشيعة يعلمون
كل شيء، والائمة اذا شاءوا انيعلموا شيئا اعلمهم اللّه اياه، وهم
يعلمون متى يموتون، ولايموتون الا باختيارهم، وهم يعلمون
علم ما كانوعلم ما يكون ولا يخفى عليهم شيء (ص125، 126)
من الكافي للكليني. ثم قال:
وفي الكتاب نصوص اخرى ايضا في المعنى، فالائمة يشاركون
اللّه في هذه الصفة صفة علم الغيب، وعلم ماكان وما سيكون،
وانه لا يخفى عليهم شيء، والمسلمون كلهم يعلمون ان الانبياء
والمرسلين لم يكونوايشاركون اللّه في هذه الصفة، والنصوص
في الكتاب والسنة وعن الائمة، في انه لا يعلم الغيب الا اللّه،
متواترةلا يستطاع حصرها في كتاب.. الخ.
الجواب: العلم بالغيب اعني الوقوف على ما وراء الشهود
والعيان من حديث ما غبر او ما هو آت، انماهو امر سائغ ممكن
لعامة البشر، كالعلم بالشهادة يتصور في كل ما ينبا الانسان من
عالم غابر، او عهد قادملم يره ولم يشهده، مهما اخبره بذلك
عالم خبير، اخذا من مبدا الغيب والشهادة، او علما بطرق اخرى
معقولة،وليس هناك اي وازع من ذلك، واما المؤمنون خاصة
فاغلب معلوماتهم انما هو الغيب من الايمان باللّهوملائكته
وكتبه ورسله واليوم الاخر، وجنته وناره ولقائه، والحياة بعد
الموت، والبعث والنشور، ونفخالصور والحساب، والحور
والقصور والولدان، وما يقع في العرض الاكبر، الى آخر ما آمن به
المؤمنوصدقه، فهذا غيب كله، واطلق عليه الغيب في الكتاب
العزيز، وبذلك عرف اللّه المؤمنين في قوله تعالى:(الذين
يؤمنون بالغيب) ((259)).
وقوله تعالى: (الذين يخشون ربهم بالغيب) ((260)).
وقوله: (انما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب) ((261)).
وقوله: (انما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب)
. ((262))
وقوله: (من خشي الرحمن بالغيب) ((263)).
وقوله: (ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة) ((264)).
وقوله: (جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب) ((265)).
ومنصب النبوة والرسالة يستدعي لمتوليه العلم بالغيب من
شتى النواحي مضافا الى ما يعلم منه المؤمنون،واليه يشير قوله
تعالى: (وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك
وجاءك في هذه الحق وموعظةوذكرى للمؤمنين) ((266)).
ومن هنا قص على نبيه القصص، وقال بعد النبا عن قصة مريم:
(ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك) ((267)).
وقال بعد سرد قصة نوح: (تلك من انباء الغيب نوحيها اليك)
. ((268))
وقال بعد قصة اخوان يوسف: (ذلك من انباء الغيب نوحيه
اليك) ((269)).
وهذا العلم بالغيبالخاص بالرسل دون غيرهم ينص عليه بقوله
تعالى: (عالمالغيب فلا يظهر على غيبهاحدا# الا من ارتضى من
رسول) ((270))، نعم: (ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما
شاء) ((271)). (وما اوتيتم منالعلم الا قليلا) ((272)).
فالانبياء والاولياء والمؤمنون كلهم يعلمون الغيب بنص من
الكتاب العزيز، ولكل منهم جزء مقسوم، غيران علم هؤلاء كلهم
بلغ ما بلغ محدود لا محالة كما وكيفا، وعارض ليس بذاتي،
ومسبوق بعدمه ليسبازلي، وله بدء ونهاية ليس بسرمدي،
وماخوذ من اللّه سبحانه (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو)(
. ((273))
والنبي ووارث علمه في امته ((274)) يحتاجون في العمل
والسير على طبق علمهمبالغيب من البلايا، والمنايا،والقضايا،
واعلامهم الناس بشيء من ذلك، الى امر المولى سبحانه
ورخصته، وانما العلم، والعمل به، واعلامالناس بذلك، مراحل
ثلاث لا دخل لكل مرحلة بالاخرى، ولا يستلزم العلم بالشيء
وجوب العمل علىطبقه، ولا ضرورة الاعلام به، ولكل منها
جهات مقتضية ووجوه مانعة لابد من رعايتها، وليس كل
مايعلم يعمل به، ولا كل ما يعلم يقال.
قال الحافظ الاصولي الكبير الامام ابو اسحاق ابراهيم بن موسى
اللخمي الشهير بالشاطبي المتوفى (790)في كتابه القيم
الموافقات في اصول الاحكام ((275)) (2/184):
لو حصلت له مكاشفة بان هذا المعين مغصوب او نجس، او ان
هذا الشاهدكاذب، او ان المال لزيد، وقدتحصل للحاكم
بالحجة لعمرو، اوما اشبه ذلك، فلا يصح له العمل على وفق
ذلك ما لم يتعين سببظاهر، فلا يجوز له الانتقال الى التيمم،
ولا ترك قبول الشاهد ولا الشهادة بالمال لذي يد على
حال،فانالظواهر قد تعى ن فيها بحكم الشريعة امر آخر، فلا
يتركها اعتمادا على مجرد المكاشفة او الفراسة، كما لايعتمد
فيها على الرؤيا النومية، ولو جاز ذلك لجاز نقض الاحكام بها
وان ترتبت في الظاهر موجباتها،وهذا غير صحيح بحال فكذا ما
نحن فيه، وقد جاء في الصحيح ((276)): «انكم تختصمون الي،
ولعل بعضكمان يكون الحن بحجته من بعض، فاحكم له على
نحو ما اسمع منه...». فقيد الحكم بمقتضى ما يسمع وترك
ماوراء ذلك.
وقد كان كثير من الاحكام التي تجري على يديه يطلع على
اصلها وما فيها من حق وباطل، ولكنه عليهالصلاة والسلام
لم يحكم الا على وفق ما سمع، لا علىوفق ما علم ((277))،
وهو اصل في منع الحاكم انيحكم بعلمه، وقد ذهب مالك في
القول المشهور عنه: ان الحاكم اذا شهدت عنده العدول بامر
يعلم خلافه،وجب عليه الحكم بشهادتهم اذا لم يعلم تعمد
الكذب، لانه اذا لم يحكم بشهادتهم كان حاكما بعلمه، هذا
معكون علم الحاكم مستفادا من العادات التي لا ريبة فيها لا
من الخوارق التي تداخلها امور، والقائل بصحةحكم الحاكم
بعلمه فذلك بالنسبة الى العلمالمستفاد من العادات لا من
الخوارق، ولذلك لم يعتبره رسول اللّه(ص) وهو الحجة العظمى
الى ان قال ((278)) في (ص187) :
ان فتح هذا الباب يؤدي الى ان لا يحفظ ترتيب الظواهر، فان
من وجب عليهالقتل بسبب ظاهر فالعذر فيهظاهر واضح، ومن
طلب قتله بغير سبب ظاهر بل بمجرد امر غيبي ربما شوش
الخواطر وران على الظواهر،وقد فهم من الشرع سد هذا الباب
جملة، الا ترى الى باب الدعاوي المستند الى ان البينة على
المدعيواليمين علىمن انكر، ولم يستثن من ذلك احد،
حتىان رسول اللّه (ص) احتاج الى البينة في بعض ما انكرفيه
مما كان اشتراه، فقال: من يشهد لي؟ حتى شهد له خزيمة بن
ثابت فجعلها اللّه شهادتين. فما ظنك بحادالامة، فلو ادعى اكبر
الناس على اصلح الناس لكانت البينة على المدعي واليمين
على من انكر، وهذا منذلك والنمط واحد، فالاعتبارات الغيبية
مهملة بحسب الاوامر والنواهي الشرعية.
وقال ((279)) في (ص189): فصل: اذا تقرر اعتبار ذلك
الشرط، فاين يسوغ العمل على وفقها؟ فالقول فيذلك: ان
الامور الجائزات او المطلوبات التي فيها سعة يجوز العمل فيها
بمقتضى ما تقدم، وذلك على اوجه:
احدها: ان يكون في امر مباح، كان يرى المكاشف ان فلانا
يقصده في الوقت الفلاني او يعرف ما قصد اليهفي اتيانه من
موافقة او مخالفة، او يطلع على ما في قلبه من حديث او اعتقاد
حق او باطل وما اشبه ذلك،فيعمل على التهيئة له حسبما
قصد اليه او يتحفظ من مجيئه ان كان قصده بشر، فهذا من
الجائز له كما لو راىرؤيا تقتضي ذلك، لكن لا يعامله الا بما هو
مشروع كما تقدم.
الثاني: ان يكون العمل عليها لفائدة يرجو نجاحها، فان العاقل لا
يدخل علىنفسه ما لعله يخاف عاقبته فقديلحقه بسبب
الالتفات اليها او غيره، والكرامة كما انها خصوصية كذلك هي
فتنة واختبار لينظر كيفتعملون، فان عرضت حاجة او كان
لذلك سبب يقتضيه فلا باس، وقد كان رسول اللّه (ص) يخبر
بالمغيباتللحاجة الىذلك، ومعلوم انه عليه الصلاة والسلام
لم يخبر بكل مغيب اطلع عليه، بل كان ذلك في بعضالاوقات
وعلى مقتضى الحاجات، وقد اخبر عليه الصلاة والسلام
المصلين خلفه انه يراهم من وراءظهره، لما لهم في ذلك من
الفائدة المذكورة فيالحديث، وكان يمكن ان يامرهم وينهاهم
من غير اخبار بذلك،وهكذا سائر كراماته ومعجزاته، فعمل امته
بمثل ذلك في هذا المكان اولى منه في الوجه الاول، ولكنه
معذلك في حكم الجواز لما تقدم من خوف العوارض كالعجب
ونحوه.
الثالث: ان يكون فيه تحذير او تبشير ليستعد لكل عدته، فهذا
ايضا جائز، كالاخبار عن امر ينزل ان لميكن كذا، او لا يكون ان
فعل كذا فيعمل على وفق ذلك.. الخ.
فهلا كان من الغيب نبا ابن نوح، وانباء قوم هود وعاد وثمود،
وقوم ابراهيم ولوط، وذكرى ذي القرنين، ونبامن سلف من
الانبياء والمرسلين؟
وهلا كان منه ما اسر به النبي (ص) الى بعض ازواجه فافشته
الى ابيها (فلما نباها به قالت من انباك هذا قالنباني العليم
الخبير) ((280))؟
وهلا كان منه ما انبا موسى صاحبه من تاويل ما لم يستطع
عليه صبرا ((281))؟
وهلا كان منه ما كان يقول عيسى لامته (وانبئكم بما تاكلون
وما تدخرون في بيوتكم) ((282))؟
وهلا كان منه قول عيسى لبني اسرائيل (يا بني اسرائيل اني
رسول اللّه اليكم مصدقا لما بين يدي منالتوراة ومبشرا برسول
ياتي من بعدي اسمه احمد) ((283))؟
وهلا كان منه ما اوحى اللّه تعالى الى يوسف (لتنبئنهم بامرهم
هذا وهم لا يشعرون) ((284))؟
وهلا كان منه ما انبا آدم الملائكة من اسمائهم امرا من اللّه (يا
آدم انبئهم باسمائهم) ((285))؟
وهلا كانت منه تلكم البشارات الجمة المحكية عن التوراة
والانجيل والزبور وصحف الماضين وزبر الاولينبنبوة نبي
الاسلام وشمائله وتاريخ حياته وذكر امته؟
وهلا كانت منه تلك الانباء الصحيحة المروية عن الكهنة
والرهابين والاقسة حول النبي الاعظم (ص) قبلولادته؟
ليس هناك اي منع وخطر ان علم اللّه احدا ممن خلق بما شاء
واراد من الغيب المكتوم من علم ما كان اوسيكون، من علم
السموات والارضين، من علم الاولين والاخرين، من علم
الملائكة والمرسلين، كما لم يراي وازع اذا حبا احدا بعلم ما
شاءمن الشهادة واراه ما خلق كما ارى ابراهيم ملكوت السموات
والارض،ولا يتصور عندئذ قط اشتراك مع المولى سبحانه في
صفته العلم بالغيب، ولا العلم بالشهادة ولو بلغ علمالعالم اي
مرتبة رابية، وشتان بينهما، اذ القيود الامكانية البشرية ماخوذة
في العلم البشري دائما لا محالة،سواء تعلق بالغيب او تعلق
بالشهادة، وهي تلازمه ولا تفارقه، كما ان العلم الالهي بالغيب
او الشهادة تؤخذفيه قيود الاحدية الخاصة بذات الواجب الاحد
الاقدس سبحانه وتعالى.
وكذلك الحال في علم الملائكة، لو اذن اللّه تعالى لاسرافيل
مثلا، وقد نصب بين عينيه اللوح المحفوظ الذيفيه تبيان كل
شيء، ان يقرا ما فيه ويطلع عليه لم يشارك اللّه قط في صفته
العلم بالغيب، ولا يلزم منهالشرك.
فلا مقايسة بين العلم الذاتي المطلق وبين العرضي المحدود،
ولا بين ما لا يكيف بكيف ولا يؤين باين وبينالمحدود المقيد.
ولا بين الازلي الابدي وبين الحادث المؤقت. ولا بين التاصلي
وبين المكتسب من الغير، كما لايقاس العلم النبوي بعلم غيره
من البشر، لاختلاف طرق علمهما، وتباين الخصوصيات
والقيود المتخذة فيعلم كل منهما، مع الاشتراك في امكان
الوجود. بل لا مقايسة بين علم المجتهد وبين علم المقلد فيما
علما منالاحكام الشرعية ولو احاط المقلد بجميعها، لتباين
المبادئ العلمية فيهما.
فالعلم بالغيب على وجه التاصل والاطلاق من دون قيد بكم
وكيف كالعلم بالشهادة على هذا الوجه، انماهما من صفات
الباري سبحانه، ويخصان بذاته لا مطلق العلم بالغيب
والشهادة، وهذا هو المعني نفياواثباتافي مثل قوله تعالى. (قل لا
يعلم من في السموات والارض الغيب الا اللّه) ((286)).
وقولهتعالى: (ان اللّه عالم غيب السموات والارض انه عليم
بذات الصدور) ((287)).
وقولهتعالى: (ان اللّه يعلم غيب السموات والارض واللّه بصير بما
تعملون) ((288)).
وقوله تعالى: (ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما
كنتم تعملون) ((289)).
وقوله تعالى: (عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم)
. ((290))
وقوله تعالى: (ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم)
. ((291))
وقوله تعالى: (عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم) ((292)).
وقوله تعالى حكاية عن نوح: (ولا اقول لكم عندي خزائن اللّه ولا
اعلم الغيب ولا اءقول اني ملك) ((293)).
وقوله تعالى حكاية: (ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من
الخير) ((294)).
وبهذا التفصيل في وجوه العلم يعلم عدم التعارض نفيا واثباتا
بين ادلة المسالة كتابا وسنة، فكل من الادلةالنافية والمثبتة
ناظر الى ناحية منها، والموضوع المنفي من علم الغيب في
لسان الادلة غير المثبت منه وكذلكبالعكس. وقد يوعز الى
الجهتين في بعض النصوص الواردة عن اهل بيت العصمة(ع)
مثل قول الامام ابيالحسن موسى الكاظم(ع)مجيبا يحيى بن
عبداللّه بن الحسن لما قال له: جعلت فداك انهم يزعمون انك
تعلمالغيب، فقال (ع): «سبحان اللّه ضع يدك على راسي فواللّه
ما بقيت شعرة فيه ولا في جسدي الا قامت».ثمقال: «لا واللّه ما
هي الا وراثة عنرسولاللّه(ص)» ((295)).
وكذلك الحال في بقية الصفات الخاصة بالمولى العزيز سبحانه
وتعالى، فانها تمتاز عن مضاهاة ما عند غيرهتعالى من تلكم
الصفات بقيودها المخصصة، فلو كان عيسى على نبينا وآله
وعليه السلام يحيي كل الموتىباذن اللّه، او كان خلق عالما
بشرا من الطين باذن ربه بدل ذلك الطير الذي اخبر عنه
بقوله: (اني اخلقلك ممن الطين كهيئة الطير فانفخ فيه
فيكون طيرا باذن اللّه) ((296))، لم يكن يشارك المولى
سبحانه في صفتهالاحياء والخلق، واللّه هو الولي، وهو محيي
الموتى، وهو الخلا ق العليم.
وان الملك المصور في الارحام مع تصويره ما شاء اللّه من الصور،
وخلقه سمعها وبصرها وجلدها ولحمهاوعظامها ((297))، لم
يكن يشارك ربه في صفته، واللّه هو الخالق البارئ المصور، وهو
الذي يصور في الارحامكيف يشاء.
والملك المبعوث الى الجنين الذي يكتب رزقه واجله وعمله
ومصائبه، وما قدر له من خير وشر، وشقاوتهوسعادته، ثم ينفخ
فيه الروح ((298))، لا يشارك ربه، واللّه هو الذي لم يكن له
شريك في الملك وخلقكلشيءفقد ره تقديرا.
وملك الموت مع انه يتوفى الانفس، وانزل اللّه فيه القرآن وقال:
(قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكلبكم) ((299))، صح مع
ذلك الحصر فى قوله تعالى: (اللّه يتوفى الانفس حين موتها)
((300)) واللّه هو المميت ولايشاركه ملك الموت في شيء من
ذلك، كما صحت النسبة في قوله تعالى: (الذين تتوفاهم الملا
ئكة ظالميانفسهم) ((301))وفي قوله تعالى: (الذين تتوفاهم
الملا ئكة طيبين) ((302)). ولا تعارض في كل ذلك ولا اثم
ولافسوق في اسناد الاماتة الى غيره تعالى.
والملك لا يغشاه نوم العيون ((303))، ولا تاخذه سنة الراقد
بتقدير من العزيز العليم وجعله، ومع ذلك لايشارك اللّه فيما
مدح نفسه بقوله (لا تاخذه سنة ولا نوم) ((304)).
ولو ان احدا مكنه المولى سبحانه من احياء موتان الارض برمتها
لم يشاركه تعالى، واللّه هو الذي يحييالارض بعد موتها.
فهلم معي نسائل القصيمي عن ان قول الشيعة: بان الائمة اذا
شاءوا ان يعلموا شيئا اعلمهم اللّه اياه، كيفيتفرع عليه القول
بان الائمة يشاركون اللّه في هذه الصفة صفة علم الغيب؟ وما
وجه الاشتراك بعد فرضكون علمهم باخبار من اللّه
تعالىواعلامه؟
وقد ذهب على الجاهل ان الحكم بان القول بعلم الائمة بما كان
وما يكون وليس هو كل الغيب ولا جله آوعدم خفاء شيء من
ذلك عليهم يستلزم الشرك باللّه في صفة علمه بالغيب، تحديد
((305)) لعلم اللّه، وقولبالحد في صفاته سبحانه، ومن حده
فقد عده، تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا. والنصوص الموجودة
فيالكتابوالسنة على ان لا يعلم الغيب الا اللّه قد خفيت مغزاها
على المغفل ولم يفهم منها شيئا (ومن الناسمن يجادل في
اللّه بغير علمويتبع كل شيطان مريد) ((306)).
ونسائل الرجل: كيف خفي هذا الشرك المزعوم على ائمة
قومه؟ فيما اخرجوه عن حذيفة قال: اعلمه رسولاللّه (ص) بما
كان وما يكون الى يوم القيامة ((307)). وما اخرجه احمد امام
مذهب الرجل فيمسنده ((308))(5/388) عن ابي ادريس،
قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: واللّه انى لاعلم الناس بكل
فتنةهي كائنة فيما بيني وبين الساعة.
وقد جهل بان علم المؤمن بموته واختياره الموت واللقاء مهما
خير بينه وبين الحياة ليس من المستحيل، ولابامر خطير بعيد
عن خطر المؤمن فضلا عن ائمة المؤمنين من العترة الطاهرة،
هلا يعلم الرجل ما اخرجهقومه في ائمتهم من ذلك وعدوه
فضائل لهم، ذكروا عن ابن شهاب ((309)) قال: كان ابو بكر
ابن ابي قحافة والحارث بن كلدة ياكلان حريرة اهديت لابي
بكر، فقال الحارث لابي بكر: ارفع يدك يا خليفة رسولاللّه ان
فيها لسم سنة، وانا وانت نموت في يوم واحد، فرفع يده، فلم
يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحدعند انقضاء السنة.
وذكر احمد في مسنده ((310)) (1/48 و 51) والطبري في
رياضه ((311)) (2/74) اخبار عمر عن موته بسببرؤيا رآها، وما
كان بين رؤياه وبين يوم طعن فيه الا جمعة، وفي الرياض
((312)) (2/75) عن كعب الاحبار:انه قال لعمر: يا امير
المؤمنين اعهد بانك ميت الى ثلاثة ايام. فلما قضى ثلاثة ايام
طعنه ابو لؤلؤة، فدخلعليه الناس ودخل كعب في جملتهم،
فقال: القول ما قال كعب.
وروي ان عيينة بن حصن الفزاري قال لعمر: احترس او اخرج
العجم من المدينة، فانى لا آمن ان يطعنكرجل منهم في هذا
الموضع، ووضع يده في الموضع الذي طعنه فيه ابو لؤلؤة.
وعن جبير بن مطعم قال: انا لواقفون مع عمر على الجبل
بعرفة، اذ سمعترجلا يقول: يا خليفة، فقالاعرابي من لهب من
خلفي: ما هذا الصوت؟ قطع اللّه لهجتك، واللّه لا يقف امير
المؤمنين بعد هذا العام ابدا.فسببته وادبته، فلما رمينا الجمرة
مع عمر، جاءت حصاة فاصابت راسه ففتحت عرقا من راسه
فسال الدم،فقال رجل: اشعر امير المؤمنين، اما واللّه لا يقف بعد
هذا العام ههنا ابدا. فالتفت فاذا هو ذلك اللهبي، فواللّهما حج
عمر بعدها. خرجه ابن الضحاك.
وان تعجب فعجب اخبار الميت وهو يدفن عن شهادة عمر في
ايام خلافة ابيبكر، اخرج البيهقي ((313)) عنعبداللّه بن
عبيداللّه الانصاري، قال: كنت فيمن دفن ثابت بن قيس وكان
قتل باليمامة ((314)) فسمعناهحين ادخلناه القبر يقول:
محمد رسول اللّه، ابو بكرالصديق، عمر الشهيد، عثمان البر
الرحيم فنظرنا اليه، فاذاهو ميت.
وذكره القاضي في الشفاء، في فصل احياء الموتى وكلامهم
. ((315))
وعن عبد اللّه بن سلام قال: اتيت عثمان وهو محصور، اسلم
عليه، فقال: مرحبا باخي مرحبا باخي، افلااحدثك ما رايت
الليلة في المنام؟ فقلت: بلى. قال: رايت رسول اللّه (ص) وقد
مثل لي في هذه الخوخة آواشار عثمان الى خوخة في اعلىداره
فقال: حصروك؟ فقلت. نعم. فقال: عطشوك؟ فقلت: نعم،
فادلىدلوا من ماء فشربت حتى رويت، فها انا اجد برودة ذلك
الدلو بين ثديي وبين كتفي. فقال: ان شئت افطرتعندنا وان
شئت نصرت عليهم. فاخترت الفطر ((316)).
وعنه قال: انى رايت رسول اللّه (ص) البارحة وابا بكر وعمر،
فقالوا لي: صبرا فانك تفطر عندنا القابلة.
وعن كثير بن الصلت، عن عثمان، قال: انىرايت رسول اللّه
(ص) في منامي هذا، فقال: انك شاهد معناالجمعة. المستدرك
(3/99). ((317))
وعن ابن عمر: ان عثمان اصبح يحدث الناس، قال: رايت رسول
اللّه (ص) فيالمنام قال: يا عثمان افطر عندناغدا. فاصبح صائما
وقتل من يومه.
قال محب الدين الطبري في الرياض ((318)) (2/127) بعد
رواية ما ذكر: واختلافالروايات محمول علىتكرار الرؤيا، فكانت
مرة نهارا ومرة ليلا.
واخرج الحاكم في المستدرك ((319)) (3/203) بسند صححه،
اخبار عبداللّه بن عمرو الانصاري الصحابيابنه جابرا بشهادته
يوم احد، وانه اول قتيل من اصحاب رسول اللّه (ص)، فكان كما
اخبر به.
وذكر الخطيب البغدادي في تاريخه (2/49) عن ابي الحسين
المالكي انه قال: كنت اصحب خير النساج آمحمد بن اسماعيل
سنين كثيرة، ورايت له من كرامات اللّه تعالى ما يكثر ذكره،
غير انه قال لي قبل وفاتهبثمانية ايام: انى اموت يوم الخميس
المغرب، فادفن يوم الجمعة قبل الصلاة وستنسى فلا تنساه.
قال ابوالحسين: فانسيته الى يوم الجمعة فلقيني من خبرني
بموته، فخرجت لاحضر جنازته فوجدت الناسراجعين،
فسالتهم: لم رجعوا؟ فذكروا انه يدفن بعد الصلاة، فبادرت ولم
التفت الى قولهم، فوجدت الجنازةقد اخرجت قبل الصلاة او
كما قال.
وهذه القصة ذكرها ابن الجوزي ايضا في المنتظم ((320))
(6/274).
غيض من فيض
توجد في طي كتب الحفاظ ومعاجم اعلام القوم قضايا جمة في
اناس كثيرين عدوها لهم فضلا وكرامة تنبئعن علمهم بالغيب
وبما تخفي الصدور، ولا يراها احد منهم شركا، ولا يسمع من
القصيمي ومن لف لفه آفيها ركزا، وامثالها في ائمة الشيعة
هي التي جسها القوم، والقت عليهم جشمها، وكثر فيها
منهمالرطيط ((321))، واليك جملة من تلكم القضايا:
1 قال ابو عمرو بن علوان: خرجت يوما الى سوق الرحبة في
حاجة فرايت جنازة فتبعتها لاصلى عليها،ووقفت حتى يدفن
الميت في جملة الناس، فوقعت عيني على امراة مسفرة من
غير تعمد، فلححت بالنظرواسترجعت واستغفرتاللّه الى ان
قال : فخطر في قلبي ان زر شيخك الجنيد، فانحدرت الى
بغداد، فلماجئت الحجرة التي هو فيها طرقت الباب فقال لي:
ادخل ابا عمرو، تذنب بالرحبة ونستغفرلك ببغداد. تاريخبغداد
(7/247)، صفة الصفوة ((322)) (2/236).
2 قال ابن النجار: كان الشيخ ابو محمد عبداللّه الجبائي
المتوفى (605) يتكلميوما في الاخلاص والرياءوالعجب وانا
حاضر في المجلس، فخطر في نفسي: كيف الخلاص من
العجب؟ فالتفت الي الشيخ وقال: اذارايت الاشياء من اللّه وانه
وفقك لعمل الخير واخرجك من البين سلمت من العجب.
شذراتالذهب ((323))(5/16).
3 عن الشيخ علي الشبلي قال: احتاجت زوجتي الى مقنعة
فقلت: علي دين خمسة دراهم، فمن اين اشتريلك مقنعة؟
فنمت فرايت من يقول لي: اذا اردت ان تنظر الى ابراهيم
الخليل فانظر الى الشيخ عبداللّه بنعبد العزيز. فلما اصبحت
اتيته بقاسيون فقال لي: ما لك يا علي؟ اجلس، وقام الى منزله
وعاد ومعه مقنعةفي طرفها خمسة دراهم، فاخذتها ورجعت.
شذرات الذهب ((324)) (5/74).
4 قال ابو محمد الجوهري: سمعت اخي ابا عبداللّه يقول: رايت
النبي(ص)في المنام فقلت: يا رسول اللّهايالمذاهب خير؟
وقال: قلت: على اي المذاهب اكون؟ فقال: ابن بطة ابن بطة
((325)). فخرجت من بغدادالى عكبرا فصادف دخولي يوم
الجمعة فقصدت الشيخ ابا عبداللّه بن بطة الى الجامع، فلما
رآني قال ليابتداء: صدق رسول اللّه صدق رسول اللّه. شذرات
الذهب ((326)) (3/123).
5 قال ابو الفتح القواس: لحقتني اضاقة وقتا من الزمان،
فنظرت فلم اجد في البيت غير قوس لي وخفينكنت البسهما،
فاصبحت وقد عزمت على بيعهما، وكان يوم مجلس ابي
الحسين بن سمعون، فقلت في نفسي:احضر المجلس ثم
انصرف فابيع الخفين والقوس. قال: وكان القواس قل ما يتخلف
عن حضور مجلس ابنسمعون، قال ابو الفتح: فحضرت
المجلس، فلما اردت الانصراف ناداني ابو الحسين: يا ابا الفتح لا
تبع الخفينلا تبع القوس فان اللّه سياتيك برزق من عنده.
تاريخ بغداد (1/275).
6 قال الحافظ ابن كثير في تاريخه ((327)) (12/144): قدم
الخطيب اردشير بن منصور ابو الحسين العبادي،وكان يحضر
في مجلسه في بعض الاحيان اكثر من ثلاثين الفا من الرجال
والنساء، قال بعضهم: دخلت عليهوهو يشرب مرقا فقلت في
نفسي: ليته اعطاني فضله لاشربه لحفظ القرآن، فناولني فضله
فقال: اشربهاعلى تلك النية. قال:فرزقني اللّه حفظ القرآن.
7 قال ابو الحارث الاولاسي: خرجت من حصن اولاس
((328)) اريد البحر، فقال بعض اخواني: لا تخرجفانى قد هيات
لك عجة ((329)) حتى تاكل، قال: فجلست فاكلت معه، ونزلت
الى الساحل، واذا انا بابراهيمبن سعد ابو اسحاق الحسني
العلوي قائما يصلى، فقلت في نفسي: ما اشك الا انه يريد ان
يقول: امشمعي على الماء، ولئن قال لي لامشين معه، فما
استحكم الخاطر حتى قال: هيه يا ابا الحارث امش علىالخاطر،
فقلت: بسم اللّه فمشى هو على الماء فذهبت امشي فغاصت
رجلي، فالتفت الي، وقال لي: يا اباالحارث، العجة اخذت
برجلك، فذهب وتركني ((330)). تاريخ بغداد (6/86)، تاريخ
الشام (2/208)، صفةالصفوة (2/242).
8 كان ابن سمعون محمد بن احمد الواعظ المتوفى (387)
يعظ يوما على المنبر وتحته ابو الفتح بنالقواس ((331))،
فنعس ابن القواس، فامسك ابن سمعون عن الوعظ حتى
استيقظ، فحين استيقظ قال ابنسمعون: رايت رسول اللّه في
منامك هذا؟ قال: نعم. قال: فلهذا امسكت عن الوعظ حتى لا
ازعجك عماكنت فيه ((332)). تاريخ بغداد (1/276)، المنتظم
(7/199)، تاريخ ابن كثير (11/323).
9 روي عن ابن الجنيد انه قال: رايت ابليس في المنام وكانه
عريان فقلت: الا تستحي من الناس؟ فقال آوهو لا يظنهم ناسا
: لو كانوا ناسا ما كنت العب بهم كما يلعب الصبيان بالكرة، انما
الناس جماعة غيرهؤلاء فقلت: اين هم؟ فقال: في مسجد
الشونيزي قد اضنوا قلبي واتعبوا جسدي، كلما هممت بهم
اشارواالى اللّه عز وجل فاكاد احترق، قال: فلما انتبهت لبست
ثيابي ورحت الى المسجد الذي ذكر، فاذا ثلاثةجلوس
ورؤوسهم في مرقعاتهم، فرفع احدهم راسه الي وقال: يا ابا
القاسم لا تغتر بحديث الخبيث وانتكلما قيل لك شيء تقبل.
فاذا هم: ابو بكر الدقاق، وابو الحسين النوري ((333))، وابو
حمزة محمد بن عليالجرجاني الفقيه الشافعي. ذكره ابن الاثير
كما في تاريخ ابن كثير ((334)) (11/97)، وابن الجوزي في
صفةالصفوة ((335)) (2/234).
10 جاء يوما شاب نصراني في صورة مسلم الى ابي القاسم
الجنيد الخزاز،فقال له: يا ابا القاسم ما معنىقول النبي (ص):
«اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور اللّه» فاطرق الجنيد ثم رفع
راسه اليه وقال: اسلم، فقدآن لك ان تسلم، قال: فاسلم الغلام.
تاريخ ابن كثير ((336)) (11/114).
وحكي عنابي الحسن الشاذلي المتوفى (656) قوله: لولا لجام
الشريعة على لسانيلاخبرتكمبما يحدث فيغد ومابعده
الىيومالقيامة. شذراتالذهب ((337)) (5/279).
العجب العجاب
واعجب من هذه كلها دعوى الرجل من القوم انه يرى اللوح
المحفوظ ويقراه فتؤخذ منه تلكم الدعاوىالضخمة، وتذكر في
سلسلة الفضائل، وتاتي في كتبهم حقائق راهنة من دون اي
مناقشة في الحساب.
قال ابن العماد في شذرات الذهب ((338)) (8/286) في
ترجمة المولى محيي الدين محمد بن مصطفى
القوجويالحنفي المتوفى (950) صاحب الحواشي على
البيضاوي ومؤلفات اخرى: كان يقول: اذا شككت في آية
منالقرآن اتوجه الى اللّه تعالى، فيتسع صدري حتى يصير قدر
الدنيا ويطلع فيه قمران لا ادري هما اي شيء، ثميظهر نور
فيكون دليلا الى اللوح المحفوظ، فاستخرج منه معنى الاية.
وقال ((339)) في (8/178) في ترجمة المولى بخشي الرومي
الحنفي المتوفى(931): رحل الى ديار العرب فاخذعن علمائهم
وصارت له يد طولى في الفقه والتفسير الى ان قال : كان
ربما يقول: رايت في اللوح المحفوظمسطورا كذا وكذا، فلا
يخطئ اصلا.
وقال اليافعي في مرآة الجنان (3/471): ان الشيخ جاكير،
المتوفى (590) كان يقول: ما اخذت العهد على احد حتى رايت
اسمه مرفوعا في اللوح المحفوظ من جملة مريدي.
وقال في المرآة (4/25): كان الشيخ ابن الصباغ ابو الحسن علي
بن حميد المتوفى(612) لا يصحب الا من يراهمكتوبا في اللوح
المحفوظ من اصحابه.
وذكره ابن العماد في شذراته ((340)) (5/52).
توجد جملة كثيرة من هذه الاوهام الخرافية في طبقات
الشعراني، والكواكب الدرية للنووي، وروضالرياحين لليافعي،
وروضة الناظرين للشيخ احمد الوتري وامثالها.
(والذين كذبوا بياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)
((341))
5 نقل الجنائز الى المشاهد
لقد كثرت الجلبة واللغط حول هذه المسالة من اناس جاهلين
بمواقع الاحكام، ذاهلين عن مصادر الفتيا،حسبوا انها من
مختصات الشيعة فحسب، ففوقوا اليهم نبال الطعن، وشنوا
عليهم الغارات، وهناك اغرارتصدوا للدفاع وهم مشاركون
لاولئك في الجهل او الذهول بانها من عمل الدهماء فلا يحتج
بها علىالمذهب او العلماء، وآخر حرف الكلم عن مواضعه ابتغاء
اثبات امنيته، ولكن وراء الكل حذاق البحثكشفوا عن تلكم
السوءات.
عزب على المساكين ان للشيعة موافقين من اهل المذاهب
الاربعة في جواز نقل الموتى لاغراض صحيحةالى غير محال
موتهم قبل الدفن وبعده، مهما اوصى به الميت او لم يوص به.
قالت المالكية: يجوز نقل الميت قبل الدفن وبعده من مكان
الى آخر بشروط ثلاثة: اولها: ان لا ينفجر حالنقله. ثانيها: ان لا
تنهتك حرمته بان ينقل على وجه يكون فيه تحقير له. ثالثها:
ان يكون نقله لمصلحة كانيخشى من طغيان البحر علىقبره،
او يراد نقله الى مكان ترجى بركته، او الى مكان قريب من اهله،
اولاجل زيارة اهله اياه، فان فقد شرط من هذه الشروط الثلاثة
حرم النقل ((342)).
وقالت الحنابلة: لا باس بنقل الميت من الجهة التي مات فيها
الى جهة بعيدة عنها، بشرط ان يكون النقللغرض صحيح كان
ينقل الى بقعة شريفة ليدفن فيها، او ليدفن بجوار رجل صالح،
وبشرط ان يؤمن تغيررائحته، ولا فرق في ذلك بين ان يكون
قبل الدفن او بعده ((343)).
وقالت الشافعية: يحرم نقل الميت الى بلد آخر ليدفن فيه.
وقيل: يكره الا انيكون بقرب مكة او المدينة اوبيت المقدس او
بقرب قبر صالح، ولو اوصى بنقله الى احد الاماكن المذكورة
لزم تنفيذ وصيته عند الامن منالتغيير، والمراد بمكة جميع
الحرم لا نفس البلد ((344)).
وقالت الحنفية: يستحب ان يدفن الميت في الجهة التي مات
فيها، ولا باس بنقله من بلدة الى اخرى قبلالدفن عند امن
تغير رائحته، اما بعد الدفن فيحرم اخراجه، الا اذا كانت الارض
التي دفن فيها مغصوبة اواخذت بعد دفنه بشفعة ((345)).
ومن سبر التاريخ وجد الاطباق من علماء المذاهب على جواز
النقل في الصورتين عملا، وكان من المرتكزفي الاذهان نقل
الجثث الى البقاع الشريفة من ارض بيت اللّه الحرام، او جوار
النبي الاعظم، او قرب اماممذهب، او مرقد ولي صالح، او بقعة
اختصها اللّه بالكرامة، او الى حيث مجتمع اهل الميت، او قبور
ذويه.
وكان يوم نقل رفات اولئك الرجال من المذاهب الاربعة يوما
مشهودا تقام فيه حفلات مكتظة يحضر فيهاحشد من العلماء
والخطباء والقراء واناس آخرين، كل ذلك ينبئ عن جوازه،
واصفاق الامة الاسلاميةعليه، بل كان ذلك مطردا منذ عهد
الصحابة الاولين والتابعين لهم باحسان ((346)) بوصية من
الميت اوبترجيح من اوليائه، وكاد ان يكون من المجمع عليه
عملا عند فرق المسلمين في القرون الاسلامية. ولو لميكن
كذلك لما اختلف الصحابة في دفن رسول اللّه (ص)، بالمدينة
او بمكة او عند جده ابراهيمالخليل ((347)).
وتراه كان مشروعا في الشرائع السالفة، فقد مات آدم (ع) بمكة
ودفن في غار ابي قبيس، ثم حمل نوحتابوته في السفينة، ولما
خرج منها دفنه في بيت المقدس ((348))، وفي احاديث
الشيعة انه دفنه في النجفالاشرف، ومات يعقوب (ع) بمصر
ونقل الى الشام ((349))، ونقل النبي موسى (ع) جثة يوسف
(ع) من مصربعد دفنه بها الى فلسطين مدفن آبائه ((350)).
ونقل يوسف (ع) جثمان ابيه يعقوب (ع) من مصر ودفنه عند
اهله في حبرون في المغارة المعدة لدفن تلكالاسرة الشريفة
((351)). كما في تاريخ الطبري (1/161، 169)، ومعجم البلدان
(3/208)، وتاريخ ابن كثير(1/174، 197).
وقد نقل الامامان السبطان صلوات اللّه عليهما جثمان
ابيهما الطاهر امير المؤمنين سلام اللّه عليه منالكوفة الى
حيث بقعته الان من النجف الاشرف، وكان ذلك قبل دفنه
(ع)، غير ان في دلائل النبوة ((352)):اناول من نقل من قبر
الى قبر علي ابن ابي طالب (رضىا...عنه)، لما استشهد يوم
الجمعة سابع عشررمضان ومات بعد يومين وصلى عليه ابنه
الحسن (رضىا...عنه)، ودفن بدار الامارة بالكوفة، وغيب
قبرهونقل الى محل يقال له (نجف) فاظهره هارون الرشيد
وبنى عليه عمائر، حين وجد وحوشا تستانس بذلكالمحل،
وتقر اليه التجاء من اهل الصيد، فسال عن سبب ذلك من اهل
قرية قريبة هناك، فاخبره شيخ منالقرية بان فيه قبر امير
المؤمنين علي(رضىا...عنه) مع قبر نوح(ع) ((353)). ونحن
نذكر جملة من الجثثالمنقولة تحت عنوانين:
من نقلت جنازته قبل الدفن
1 المقداد بن عمرو بن ثعلبة الصحابي المتوفى (33): توفى
بالجرف على ثلاثة اميال من المدينة، فحمل علىرقاب الرجال
حتى دفن بالبقيع ((354)). الاستيعاب (1/280)، اسد الغابة
(4/411)، مجمع الزوائد (9/307).
2 سعيد بن زيد القرشي العدوي احد العشرة المبشرة توفى
(51، 52): بالعقيق على عشرة اميال منالمدينة، وحمل اليها
ودفن بها ((355)). صفة الصفوة (1/140)، تاريخ الشام
(6/127).
3 عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق: توفى بالحبشي سنة
(53)، بينها وبين مكة ستة اميال، فحمل الى مكةودفن بها،
فقدمت عائشة من المدينة واتت قبره وصلت عليه وتمثلت:
وكنا كندمانى جذيمة حقبة
من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كانى ومالكا
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا ((356))
معجم البلدان ((357)) (3/211)، واخرجه الترمذي مع زيادة.
4 سعد بن ابي وقاص الصحابي: توفى سنة (54، 55) في
حمراء الاسد ((358))، وحمل الى المدينة ودفنبها ((359)).
تاريخ بغداد (1/146)، صفة الصفوة (1/140)، تاريخ الشام
(6/108) البداية والنهاية (8/78).
5 اسامة بن زيد الصحابي: توفى (54) بالجرف، وحمل الى
المدينة ((360)). صفة الصفوة (1/210)، اسدالغابة (1/66).
6 ابو هريرة الصحابي الشهير المتوفى (57، 58، 59): توفى
بالعقيق، فحمل الى المدينة المشرفة. الاصابة(4/210).
7 يزيد بن معاوية بن ابي سفيان المتوفى (64): توفى
بحوارين من قرى دمشق، وحمل الى دمشق ودفن بها.البداية
والنهاية ((361)) (8/236).
8 ابو اسحاق ابراهيم بن ادهم: توفى (162) بالجزيرة، فحمل
الى صور فدفن هنالك. صفةالصفوة ((362))(2/132).
9 جعفر بن يحيى: قتل بالغمر سنة (189)، وبعث بجثته الى
بغداد. شذرات الذهب ((363)) (1/337).
10 ابو الفيض ذو النون المصري: توفى (246) بالحيرة، وحمل
في مركب الى الفسطاط، ودفن في مقابر اهلالمعافر. صفة
الصفوة ((364)) (4/293).
11 هارون بن العباس الهاشمي: توفى (267) بالرويثة
((365)) وقيل بالعرج ثم حمل الى المدينة فدفن بها.تاريخ
بغداد (14/27).
12 احمد بن محمد بن غالب الباهلي: توفى ببغداد سنة
(275) وحمل في تابوت الىالبصرة، وبنيت عليه قبه.تاريخ
بغداد (5/80)، ميزان الاعتدال ((366)) (1/67).
13 محمد بن اسحاق بن ابراهيم ابوالعنبس الصيمري
المتوفى (275): توفى ببغداد وحمل الى الكوفة فدفنبها.
المنتظم ((367)) (5/99).
14 المعتمد على اللّه الخليفة العباسي: توفى (279) ببغداد
فجاة، وحمل الىسر من راى ودفن بها. تاريخبغداد (4/61).
15 جعفر بن المعتضد المتوفى (280): توفى بمدينة الدينور
وحمل الى بغداد. البداية والنهاية ((368))(11/69).
16 علي بن محمد بن ابي الشوارب ابو الحسن الاموي
البصري: توفى (282، 283) ببغداد فصلى عليه، ثمحمل الى
سر من راى وهناك تربته. تاريخ بغداد (12/61)، المنتظم
(5/164). ((369))
17 جعفر بن محمد بن عرفة: توفى في ذي الحجة (287)
بالعمق احد منازل طريق الحج من بغداد آوحمل الى بغداد
ودفن بها في المحرم سنة (288). المنتظم (6/25) وغيره
. ((370))
18 حسين بن عمر بن ابي الاحوص ابو عبداللّه الكوفي
المتوفى(300): توفى في بغداد، وحمل الى الكوفةفدفن بها.
المنتظم ((371)) (6/117)، تاريخ بغداد (8/81).
19 محمد بن جعفر ابو عمر القتات الكوفي المتوفى (300):
توفى ببغداد، وحمل الى الكوفة.المنتظم ((372))(6/120).
20 ابو القاسم عبداللّه بن ابراهيم المعروف بابن الاكفاني:
توفى (307) بالقصر، وحمل تابوته الى مكةودفن بها. تاريخ
بغداد (9/405).
21 ابراهيم بن نجيح ابو القاسم الكوفي المتوفى (313): توفى
ببغداد، وجيء به الى الكوفة فدفن بها.المنتظم ((373))
(6/197).
22 بدر بن الهيثم الكوفي القاضي: توفي (317) ببغداد،
وحمل الى الكوفة فدفن بها، تاريخ بغداد (7/108).
23 محمد بن الحسين ابو الطيب اللخمي: توفى (318)
ببغداد، وحمل الىالكوفة ودفن بها، وكان فيها اهله.تاريخ بغداد
(2/238)، المنتظم ((374)) (6/226).
24 ابو اسحاق ابراهيم بن محمد الخطابي العمري الكوفي
من احفاد عمر بن الخطاب : توفى (320)ببغداد، وحمل الى
الكوفة ودفن بها. تاريخ بغداد (6/158).
25 اسماعيل بن العباس ابو علي الوراق: توفى (323) في
طريق الحج فيرجوعه منه، وحمل الى بغداد فدفنبها. تاريخ
بغداد (6/301)، المنتظم ((375)) (6/278).
26 علي بن عبدالرحمن الكوفي: توفى (347) ببغداد، وحمل
الى الكوفة.
تاريخ بغداد (12/32)، المنتظم ((376)) (6/389).
27 ابو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي: توفى (348)
ببغداد، وحمل الى الكوفة. تاريخ بغداد(12/81).
28 مطرف بن عيسى ابو القاسم الغساني الالبيري المتوفى
(356، 357): مات بقرطبة فحمل الى بلدهفدفن به. بغية
الوعاة ((377)) (ص392).
29 ابراهيم بن محمد ابو الطيب العطار: توفى (362)
بسوسنقين ((378)) او ساوة، وحمل الى نيسابور ودفنبها.
تاريخ بغداد (6/169).
30 المطيع للّه الخليفة العباسي: توفى (364) في المعسكر
بدير العاقول لما خرج الى واسط مع ابنه الطائع للّه،وحمل الى
بغداد ودفن بها في الرصافة. تاريخ بغداد (12/379).
31 احمد بن عطاء ابو عبداللّه الزاهد المتوفى (369): توفى في
منواث من عكا، وحمل الى صفد صور آفدفن بها. تاريخ بغداد
(4/237)، شذرات الذهب ((379)) (3/68).
32 محمد بن العباس بن احمد ابو عبداللّه الضبى الهراتي:
توفى (378) برستاق خواف من نيسابور واوصىان يحمل تابوته
الى هراة، فنقل اليها ودفن بها. تاريخ بغداد (3/121)، المنتظم
(7/146). ((380))
33 علي بن عبد العزيز الجرجاني: توفى (392) ((381))
بنيسابور، وحمل تابوته الى جرجان ودفنبها ((382)).
المنتظم (7/222)، البداية والنهاية (11/332)، شذرات الذهب
(3/57).
34 ابو عبداللّه القمى المصري المتوفى (400): توفى عند
توجهه من مصر الى مكة، وحمل الى المدينة ودفنبها.
المنتظم ((383)) (7/248).
35 اسماعيل بن الحسن ابو القاسم الصرصري المتوفى
(403): توفى ببغداد، وحمل الى صرصر بعد ان صلىعليه ابو
حامد الاسفراييني. تاريخ بغداد (6/312).
36 ابو نصر فيروز بهاء الدين المتوفى (403): توفى بارجان
وحمل الىالكوفة ودفن بالمشهد.المنتظم ((384))(7/264).
37 ابو اسحاق الاسفراييني الشافعي ((385)): توفى (418)
بنيسابور، ثم نقل الىبلده ودفن بمشهده ((386)).البداية
والنهاية (12/24)، شذرات الذهب (3/210).
38 ابو القاسم الحسين بن علي المغربي المتوفى (418):
توفى بميافارقين، وحمل الى مشهد امير المؤمنينودفن به.
المنتظم ((387)) (8/33).
39 ابو بكر البيهقي الحافظ الكبير: توفى (458) بنيسابور،
ونقل تابوته الى بيهق ((388)). المنتظم (8/24)،البداية
والنهاية (12/94).
40 محمد بن احمد بن مشارة ((389)) ابو عبداللّه الاصبهاني
الشافعي: توفى (464) ببغداد، وحمل الىدجيل ((390)).
المنتظم (8/275)، البداية والنهاية (12/105).
41 علي بن ابي نصر الموصلي المتوفى (479): توفى ببغداد،
وحملت جنازته الى الموصل فكان يومامشهودا. المنتظم
(9/32). ((391))
42 ابو بكر محمد بن عبداللّه الناصحي النيسابوري امام
الحنفية في وقته : توفى (484) بطريق الري،وحمل تابوته الى
نيسابور، وقيل: حمل الى اصبهان ودفن بها. الجواهر المضية
(2/64). ((392))
43 القاضي ابو احمد القسم بن مظفر الشهرزوري المتوفى
(489): توفىبمدائن كسرى، وحمل الىالاسكندرية فدفن عند
امه. شذرات الذهب ((393)) (3/393).
44 ابو بكر احمد بن علي العلبي الحنبلي: توفى (503) في
عرفات، فحمل الىمكة وطيف به حول البيتودفن بها
الىجانب الفضيل بن عياض، ولما بلغ خبره الى بغداد صلى
الناس عليه صلاة الغائب فامتلاالجامع من الناس ((394)).
المنتظم (9/164)، صفة الصفوة (2/279)، شذرات الذهب
(4/6).
45 الحافظ ابو الغنائم محمد بن علي النرسي الكوفي المقري:
توفى (510) بالحلة، وحمل الى الكوفة فدفنبها. المنتظم
(9/189). ((395))
46 ابو بكر محمود بن مسعود قاضي القضاة الشعيبي الحنفي
المفتي: توفى (514) بسمرقند، وحمل تابوته الىبخارى.
الجواهر المضية ((396)) (2/162).
|