ومنهم من كان يصلى خمسمائة ركعة، اشباه:
بشر بن منصور البصري المتوفى (180) ((93))، وسمنون بن
حمزة المتوفى (298) ((94)). تاريخ بغداد (9/236)،المنتظم
(6/108).
ومنهم من كان يصلى ستمائة ركعة، امثال:
الحارث بن يزيد الحضرمي المتوفى ((95)) (130). خلاصة
التهذيب (59)، تهذيب التهذيب(2/163)،والحسين بن الفضل
الكوفي المتوفى (282) ((96))، وعلي بن علي بن النجاد ابي
اسماعيل البصري. خلاصة‏التهذيب ((97)) (234)، وام الصهباء
معاذة العدوية. صفة الصفوة ((98)) (4/14).
ومنهم من كان يصلي سبعمائة ركعة، مثيل:
الاسود بن يزيد زيد النخعي المتوفى (75) ((99))،
وعبدالرحمن بن الاسود المتوفى (98). طبقات‏الحفاظ
(1/48). ((100))
وقد ذكروا في ترجمة غير واحد من رجال اهل السنة، وعدوا
من فضائلهم انهم كانوا يصلون في اليوم‏والليلة او في اليوم
فقط الف ركعة، منهم:
1 مرة بن شراحيل الهمداني المتوفى (76): على ما قيل كان
يصلى كل يوم وليلة الف ركعة ((101)). حلية‏الاولياء (4/162)،
البداية والنهاية (8/70)، صفة الصفوة (3/17).
2 عبدالرحمن بن ابان بن عثمان بن عفان: كان يصلى في كل
يوم الف ركعة. انساب البلاذري (5/120)،رسائل الجاحظ
(ص‏98). ((102))
3 عمير بن هانئ ابو الوليد الدمشقي التابعي، قال الترمذي:
كان يصلى كل يوم الف ركعة، ويسبح مائة‏الف تسبيحة. كذا
حكاه الشيخ محمد عبد الحي الانصاري الحنفي في اقامة
الحجة ((103)) (ص‏7)، وفي تهذيب‏التهذيب ((104))
(8/150): كان يصلى كل يوم الف سجدة، ويسبح مائة الف
تسبيحة.
4 علي بن عبداللّه العباسي المتوفى (117): كان يصلى كل
يوم الف ركعة، وقيل: في الليل والنهار ((105)).كامل المبرد
(2/157)، البداية والنهاية (8/306)، تهذيب التهذيب
(3/358)،شذرات الذهب (1/148).
5 ميمون بن مهران الرقى المتوفى (117): عالم اهل الجزيرة،
صلى سبعة عشر يوما سبعة عشر الف ركعة.طبقات الحفاظ
(1/93). ((106))
6 بلال بن سعد الاشعري المتوفى (حدود120): كان يصلى
في اليوم والليلة الف ركعة ((107)). خلاصة‏التهذيب (ص‏45)،
تاريخ الشام (3/315)، البداية والنهاية (9/348)، تهذيب
التهذيب (1/503).
7 عامر بن عبداللّه الاسدي المدني: كان قد فرض على نفسه
كل يوم الف ركعة ((108)). حلية الاولياء(2/89)، صفة الصفوة
(3/128)، تاريخ الشام (7/169) طبقات الاخيار (1/24).
8 مصعب بن ثابت بن عبداللّه بن الزبير المتوفى سنة (157):
كان يصلى في اليوم والليلة الف ركعة ((109)).الترغيب
والترهيب (4/227)، صفة الصفوة(2/99، 111)، ميزان الاعتدال
(3/172)، تهذيب التهذيب(10/159).
9 ابو السائب المخزومي: كان يصلى في كل يوم وليلة الف
ركعة. الاغاني ((110)) (1/109).
10 سليمانان، قال القيسي: كان يصلى كل يوم وليلة الف ركعة
حتى اقعد من رجليه، فكان يصلى‏جالساالف ركعة. حلية الاولياء
(6/195).
11 كهمس بن الحسن ابو عبداللّه الدعاء: كان يصلى في اليوم
والليلة الف ركعة حلية الاولياء (6/211)،صفة الصفوة ((111))
(3/234).
12 محمد بن حفيف الشيرازي ابو عبداللّه المتوفى (371):
ربما كان يصلى من الغداة الى العصر الف ركعة.مفتاح السعادة
(2/177). ((112))
13 ابو حنيفة امام الحنفية: كان يصلى في كل ليلة ثلاثمائة
ركعة، ومر يوما في بعض الطرق، فقالت امراة‏لامراة: هذا الرجل
يصلى في كل ليلة خمسمائة ركعة. فسمع الامام ذلك فجعل
يصلى بعد ذلك في كل ليلة‏خمسمائة ركعة، ومر يوما على
جمع من الصبيان قال بعضهم لبعض: هذا يصلى في كل ليلة
الف ركعة ولا ينام‏بالليل. فقال ابوحنيفة: نويت ان اصلى في كل
ليلة الف ركعة وان لا انام بالليل. اقامة الحجة للشيخ محمدعبد
الحي الحنفي ((113)) (ص‏9).
14 رابعة: كانت تصلى في اليوم والليلة الف ركعة. روض
الاخبار المنتخب من ربيع الابرار (1/5).
ونحن نعرف من اصحابنا اليوم من ياتي بها في الليل تارة، وفي
الليل والنهار اخرى، في اقل من سبع‏ساعات يصليها صلاة تامة
مع سورة التوحيد بالرغم من حسبان ابن تيمية استحالتها في
اليوم والليلة،فاتيان الف ركعة في الليل والنهار لايستوعب كل
الليل، ولا يحتاج الى قيام تمامه ولا الى قيام نصفه، ولاتخالف
السنة، بل هي السنة النبوية المعتضدة بعمل العلماء والاولياء،
فمن شاء استكثر، ومن شاء استقل.
والمداومة على قيام جميع الليل ان لم تكن مستحبا وكانت من
المكروه المخالف للسنة الثابتة عنه (ص) كمازعمه ابن تيمية،
فكيف تعد في طيات الكتب فضيلة لاعلام قومه، منهم:
1 سعيد بن المسيب التابعي المتوفى (93): صلى الغداة
بوضوء العتمة خمسين سنة. صفة‏الصفوة ((114))(2/44).
2 الحسن البصري‏التابعي المتوفى (110): صلى الغداة بوضوء
العتمة اربعين سنة. روضة‏الناظرين ((115)).
3 امام الحنفية نعمان: صلى اربعين سنة صلاة الغداة على
طهارة العشاء. وقال ابن المبارك: خمسا واربعين‏سنة. مناقب
ابي حنيفة للخوارزمي (1/236، 240)، مناقب الكردري
(1/242).
4 ابو جعفر عبدالرحمن بن الاسود النخعي المتوفى (98):
صلى الفجر بوضوء العشاء. صفة‏الصفوة ((116))(3/53).
5 ابو بكر النيسابوري الرحال الفقيه: صلى اربعين سنة صلاة
الصبح على‏طهارة العشاء، قال: انه قام‏اربعين سنة لم ينم الليل،
ويتقوت كل يوم بخمس حبات، يصلى صلاة الغداة على طهارة
العشاءالاخرة ((117)). تاريخ بغداد (10/122)، طبقات الحفاظ
(3/38)، شذرات الذهب (2/302).
6 محمد بن عبد الرحمن ابو الحارث المتوفى (159): كان
يصلى الليل اجمع.صفة الصفوة ((118)) (2/98).
7 هاشم صفة الصفوة: هشيم بن بشير ابو معاوية المتوفى
(183): صلى‏عشرين سنة الصبح بوضوءالعشاء ((119)). دول
الاسلام (1/91)، صفة الصفوة (3/6)، البداية والنهاية (1/184).
8 ابو غياث منصور بن المعتمر السلمي المتوفى (132): كان
يحيي الليل كله في ركعة لا يسجد فيها ولايركع. صفة الصفوة
(3/63). ((120))
9 ابو الحسن الاشعري: مكث عشرين سنة يصلى الصبح بوضوء
العشاء. طبقات الاخيار ((121))(2/172).
10 ابو الحسين بن بكار البصري المتوفى (199): كان يصلى
الغداة بوضوء العتمة. صفة‏الصفوة ((122))(4/240).
11 الحافظ سليمان بن طرخان التيمي: صلى اربعين سنة
صلاة الصبح والعشاء بوضوء واحد ((123)). حلية‏الاولياء (3/29)،
صفة الصفوة (3/218)، طبقات الحفاظ (1/142).
12 ابو خالد يزيد بن هارون الحافظ: صلى نيفا واربعين سنة
صلاة الصبح بوضوء العشاء ((124)). طبقات‏الحفاظ (1/292)،
صفة الصفوة (3/8).
13 عبدالواحد بن زيد: صلى الغداة بوضوء العشاء اربعين سنة
. صفة الصفوة (3/43) طبقات‏الاخيار (1/40). ((125))
على ان ثبوت السنة عند القوم لا يستلزم فعل النبي (ص)
فحسب، بل هي تثبت بفعل اي احد سن سنة‏من افراد الامة،
فليكن امير المؤمنين (ع) اول من سن صلاة الف ركعة في
اليوم والليلة، كما نص الباجي‏والسيوط‏ي والسكتواري وغيرهم،
على ان اول من سن التراويح عمر بن الخطاب(رضى‏ا...عنه)
سنة اربع‏عشرة ((126))، وعلى ان اول من جمع الناس على
التراويح عمر ((217))، وعلى ان اقامة النوافل بالجماعات
في‏شهر رمضان من محدثات عمر (رضى‏ا...عنه)، وانها بدعة
حسنة ((218))، وعلى ان اول من جلد في‏الخمرثمانين عمر
(رضى‏ا...عنه) ((129)). وامثال ذلك بكثير مما سنه عمر بن
الخطاب وصير بدعة حسنة، وسنة‏متبعة.
وكما قال الحافظ ابو نعيم الاصبهاني والخازن وغيرهما، من ان
اول من سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة‏خبيب بن عدي
الانصاري. حلية الاولياء (1/113)، تفسير الخازن ((130))
(1/141).
وكما قال المؤرخون فيما سن معاوية بن ابي سفيان في الارث
والدية خلاف سنة رسول اللّه (ص) والخلفاءالاربعة من بعده
(ص)، وانه يسمى بسنة الخلفاء لاتباعهم اثره بعده واتخاذهم
ذلك سنة. البداية‏والنهاية ((131)) (9/232 و 8/139).
وكما اخذت سنة التبريك في الاعياد من عمر بن عبدالعزيز،
كما قاله الحافظ ابن عساكر في‏تاريخه ((132))(2/365).
وهلا صح عن رسول اللّه (ص) من قوله: «عليكم بسنتي وسنة
الخلفاء الراشدين المهديين‏» ((133))، اوصح‏ذلك غير ان بينه
وبين علي امير المؤمنين حجزا وحددا يخصانه بغيره؟
ولدفع مزعمة ابن تيمية هذه ومن لف لفه، الف الشيخ محمد
عبد الحي الحنفي رسالة اسماها ب: اقامة الحجة‏على ان الاكثار
في التعبد ليس ببدعة، وذكر جماعة من الصحابة والتابعين
الذين اجتهدوا في العبادة وصرفوافيها اعمارهم، والرسالة فيها
فوائد جمة لا يستهان بها، طبعت بالهند سنة (1311).
قال في (ص‏18): خلاصة المرام في هذا المقام، وهو الذي
اختاره تبعا للعلماء الكرام: ان قيام الليل كله،وقراءه القرآن في
يوم وليلة مرة او مرات، واداء الف ركعة او ازيد من ذلك، ونحو
ذلك من المجاهدات‏والرياضات ليس ببدعة، وليس بمنهي
عنه في الشرع، بل هو امر حسن مرغوب اليه.. الخ.
واما دعوى عدم الامكان فمنشؤها تثاقل الطبع والكسل عن
الاكثار من العبادة، فان من لم يتنشط في‏كل‏عمره لامثال
ذلك، البعيد عن عمل العاملين وعادات العب اد يحسب خروج
ذلك عن حيز الامكان،لكن من تذوق حلاوة الطاعة ولذة
العبادة يرى امثال هذه من العاديات المطردة.

مشكلة الاوراد والختمات
يجد الباحث في طيات الكتب والمعاجم اعمالا كبيرة باهظة
تستوعب من‏الوقت اكثر من الف ركعة صلاة،معزوة الى اناس
عاديين لم ينكرها عليهم ولا على‏رواتها احد لا ابن تيمية ولا
غيره، لان بواعث الانكارعلى‏ائمة اهل البيت(ع) لا توجد
هنالك، واليك نبذا من تلك الاعمال:
1 كان عويمر بن زيد ابو الدرداء الصحابي المتوفى (32) يسبح
كل يوم مائة الف تسبيحة. شذرات‏الذهب ((134)) (1/173).
2 كان ابو هريرة الدوسي الصحابي المتوفى (57، 58، 59)
يسبح كل ليلة اثني عشر الف تسبيحة قبل ان‏ينام، ويستغفر اللّه
ويتوب اليه كل يوم اثني عشر الف مرة ((135)). البداية والنهاية
(8/110، 112)، شذرات‏الذهب (1/173).
3 كان خالد بن معدان المتوفى (103، 104، 108) يسبح في
اليوم اربعين الف تسبيحة، سوى ما يقرا من‏القرآن ((136)).
حلية الاولياء (5/210)، خلاصة الخزرجي (ص‏88)، دول
الاسلام (1/54).
4 كان عمير بن هاني المتوفى (127) يسبح كل يوم مائة الف
تسبيحة ((137)). صفة الصفوة (4/163)، ميزان‏الاعتدال
(2/305)، تهذيب التهذيب (8/150)، شذرات الذهب (1/173).
5 كان ابو حنيفة امام الحنفية المتوفى (150) ياتي الى
الجمعة ويصلى قبل صلاتها عشرين ركعة يختم‏فيهن‏القرآن.
مناقب ابي حنيفة للخوارزمي (1/240)، مناقب الكردري
(1/244).
6 كان يعقوب بن يوسف ابو بكر المطوعي المتوف ى (287)
يقرا كل يوم وفي نسخة: وليلة سورة‏التوحيد احدى وثلاثين
الف مرة، او: احدى واربعين الف ((138)) شك جعفر الراوي
عنه تاريخ بغداد(14/289)، البداية والنهاية (11/84)،
المنتظم (6/26).
7 كان الجنيد القواريري المتوفى (298) ورده كل يوم
ثلاثمائة ركعة، قال ابن الجوزي: اربعمائة ركعة‏وثلاثين الف
تسبيحة ((139)). المنتظم (6/106)، صفة الصفوة (2/235)،
البداية والنهاية (11/114)، تاريخ‏بغداد (7/242).
8 كان فقيه الحرم الامام محمد يقرا كل يوم ستة آلاف قل هو
اللّه احد، وهي‏من جملة اوراده. طبقات‏الاخيار ((140))
(2/170).
9 كان الشيخ احمد الزواوي المتوفى (922) يقرا كل يوم وليلة
عشرين الف تسبيحة، واربعين الف صلاة‏على النبي (ص).
شذرات الذهب ((141)).
10 كان محمد بن سليمان الجزولي يقرا نهارا اربعة عشر الف
بسملة، وسلكتين من‏تاليفه دلائل‏الخيرات‏في‏الصلاة على
النبي(ص). نيل‏الابتهاج (ص‏317).
11 كان عبد العزيز المقدسي يقول: حاسبت نفسي من يوم
بلوغي الى يومي هذا فاذا زلا تي لا تجاوزستاوثلاثين زلة، ولقد
استغفرت اللّه لكل زلة مائة الف مرة، وصليت‏لكل زلة‏الف ركعة،
ختمت في كل‏ركعة‏منها ختمة. صفة‏الصفوة ((142)) (4/219).
وانت تعلم ان الف ركعة صلاة تكون ثلاثة وثمانين الف كلمة، اذ
الركعة الاولى من تكبيرة الاحرام الى‏السجدة الاخيرة تعد
كلماتها (69) كلمة، وتكون اذا صليتها تسعة آلاف وستين الفا،
ويخرج من الركعة‏الثانية الف كلمة عن تكبيرة الاحرام غير
الموجودة فيها فتبقى ثمانية وستون الفا، واذا اضفت اليها
كلمات‏التشهد على طريقة الشيعة، والسلام بصيغة (السلام
عليكم ورحمة اللّه وبركاته) وهي خمسة عشر الف‏كلمة، يكون
المجموع ثلاثة وثمانين الف كلمة تربو على كلمات القرآن
الشريف بخمسة آلاف وسبع وخمسين‏كلمة، فقس الاعمال
المذكورة الى هذه تجدها تزيد عليها بكثير، لكن الولاء لصاحب
الاوراد المذكورة يمكنه‏منها، والبغضاء لصاحب الصلاة من
العترة الطاهرة تقعد به عن العمل.
واما ما ختم به ابن تيمية كلامه من قراءة عثمان القرآن في
ركعة واحدة فهو خارج عن موضوع البحث، غيرانه راقه ان
يقابل تلك الماثرة بفضيلة لعثمان ذاهلا عن ان ما اورده على
صلاة الائمة من الاشكال وارد فيها،فهي تخالف السنة
على‏زعمه اولا، اذ لم يثبت عن رسول اللّه قراءة القرآن في ركعة
واحدة، وانها خارجة‏عن نطاق الامكان ثانيا، اذ كلمات القرآن
سبعة وسبعون‏الف وتسعمائة واربع وثلاثون كلمة، وفي
قول‏عطاء بن يسار سبعة وسبعون الف واربعمائة وتسع وثلاثون
كلمة ((143))، وتلك الركعة الواحدة لا بد اما ان‏تقع بين
المغرب والعشاء، واما بعد العشاءالاخرة الى صلاة الصبح، فاتيانها
على كل حال في ركعة غيرممكن الوقوع.
على ان الشيخين البخاري ومسلما قد اخرجا عن رسول اللّه
(ص) انه قال لعبد اللّه بن عمر: «واقرا في‏سبع ولا تزد على
ذلك‏». وصح عنه (ص) «من قرا القرآن في اقل من ثلاث لم
يفقه‏». ثم ان عثمان عد ممن كان‏يختم في كل اسبوع من
الصحابة ((144)).
ومشكلة الختمة في كتب القوم جاءت باذني عناق ((145))،
اثقل من شمام ((146))، تنتهي الى شجنة ((147)) من‏العته،
فذكروا ان منهم من كان يختم القرآن في ركعة ما بين الظهر
والعصر، او بين المغرب والعشاء، او في‏غيرهما، وعد من اولئك:
1 عثمان بن عفان الاموي: كان يختم في ركعة ليلا. حلية
الاولياء (1/57).
2 تميم بن‏اوس‏الداري‏الصحابي: كان يختم في ركعة.
صفة‏الصفوة ((148))(1/310).
3 سعيد بن جبير التابعي المتوفى (95). حلية الاولياء
(4/273).
4 منصور بن زاذان المتوفى (131): كان يختمه مرة فيما بين
الظهر والعصر، واخرى فيما بين المغرب والعشاء،قال هشام:
صليت الى جنب منصور فقرا القرآن فيما بين المغرب والعشاء
ختمتين، ثم قرا الى الطواسين قبل‏ان تقام الصلاة، وكانوا اذ
ذاك يؤخرون العشاء في شهر رمضان الى ان يذهب ربع الليل،
وكان يختم فيما بين‏الظهر والعصر، وفي خلاصة التهذيب:
وكان يختم في الضحى ((149)). حلية الاولياء (3/57)، صفة
الصفوة(3/4)، طبقات الحفاظ (1/134)، دول الاسلام (1/97)،
شذرات الذهب (1/181).
5 ابو الحجاج مجاهد المتوفى (132): ذكره ابن ابي داود كما
في الفتاوى الحديثية ((150)) (ص‏44).
6 ابو حنيفة النعمان بن ثابت امام المذهب : كان يحيي
الليل بقراءة القرآن ثلاثين سنة في ركعة. مناقب‏ابي حنيفة
للقاري (ص‏494).
7 يحيى بن سعيد القطان المتوفى (198). تاريخ بغداد
(14/141)، شذرات الذهب (1/355) ((151)).
8 الحافظ ابو احمد محمد بن احمد العسال المتوفى (349).
طبقات الحفاظ ((152)) (3/97).
9 ابو عبداللّه محمد بن حفيف الشيرازي المتوفى (371): كان
ربما يقرا القرآن‏كله في ركعة واحدة. مفتاح‏السعادة ((153))
(2/177).
10 جعفر بن الحسن الدرزيجاني المتوفى (506): له ختمات
كثيرة جدا كل ختمة منها في ركعة واحدة.شذرات الذهب
(4/16). ((154))
ومنهم من كان يختم في كل يوم ختمة، وعد من اولئك:
1 سعد بن ابراهيم الزهري المتوفى (127). دول الاسلام
(1/66)، وفي خلاصة التهذيب (ص‏113): في كل‏يوم وليلة
. ((155))
2 ابو بكر بن عياش الاسدي الكوفي المتوفى (193). البداية
والنهاية (10/224)، تهذيب التهذيب(12/36) ((156)).
3 ابو العباس محمد بن شاذل النيسابوري المتوفى (311).
شذرات الذهب ((157)) (3/262).
4 ابو جعفر الكتاني: كان يختمها مع الزوال. حلية الاولياء
(10/343).
5 ابو العباس الادمي المتوفى (390): كان يختم في غير شهر
رمضان كل يوم ختمة ((158)). المنتظم(6/160)، صفة الصفوة
(2/251)، شذرات الذهب (2/257).
6 احمد بن حنبل امام مذهبه المتوفى (241). مناقب
احمد لابن الجوزي ((159)) (ص‏287).
7 البخاري صاحب الصحيح المتوفى (256)، تاريخ بغداد
(2/12).
8 الشافعي‏ امام الشافعية المتوفى (204): في غير شهر
رمضان ((160)). صفة الصفوة (2/145)، طبقات‏الاخيار
(1/33).
9 محمد بن يوسف ابو عبداللّه البناء المتوفى (286). المنتظم
(6/24). ((161))
10 محمد بن علي الكرخي المتوفى (343). البداية والنهاية
(11/228)، المنتظم (6/376) ((162)).
11 ابو بكر بن الحداد المصري الشافعي المتوفى (344، 345).
دول الاسلام (1/167)، طبقات الحفاظ(3/108). وفي بعض
المصادر: في اليوم والليلة ((163)).
12 الخطيب‏البغدادي صاحب‏التاريخ
المتوفى(463).تاريخ‏الشام ((164))(1/410).
13 احمد بن احمد ابن السيبي ابو عبد اللّه القصري المتوفى
(439). تاريخ بغداد (4/4).
14 الحافظ ابن عساكر المتوفى (571): كان له ذلك في شهر
رمضان. شذرات الذهب ((165)) (4/239).
15 الشيخ احمد البخاري: له كل يوم ختمة وثلث. طبقات
الاخيار ((166)) (4/170) ((167)).
ومنهم من كان يختمه في الليلة مرة، ومن اولئك:
1 علي بن عبداللّه الازدي التابعي: كان له ذلك في شهر
رمضان. تهذيب التهذيب ((168)) (7/358).
2 قتادة ابو الخطاب البصري المتوفى (117): كان له ذلك في
عشرة شهر رمضان. صفة‏الصفوة ((169))(3/182).
3 وكيع بن الجراح المتوفى (197). دول الاسلام (1/96)،
تاريخ بغداد (13/470)، تهذيب التهذيب(11/129) ((170)).
4 البخاري صاحب الصحيح المتوفى(256): كان له ذلك
في شهر رمضان. البداية والنهاية ((171))(11/26).
5 عطاء بن السائب الثقفي المتوفى (136). خلاصة التهذيب
(ص‏225). ((172))
6 علي بن عيسى‏الحميري: كان له ذلك في كل ليلة. طبقات
القراء (1/560).
7 ابو نصر عبدالملك بن احمد المتوفى (472). المنتظم
(8/324). ((173))
8 الحافظ ابو عبدالرحمن القرطبي المتوفى (206): كان
يختم كل ليلة في ثلاث عشرة ركعة. طبقات‏الحفاظ ((174))
(2/185).
9 الشافعي امام الشافعية : كان له ذلك في غير شهر
رمضان. تاريخ بغداد (2/63).
10 حسين بن صالح بن حي المتوفى (167). طبقات الاخيار
(1/50). ((175))
11 زبيد بن الحارث. حلية الاولياء (5/18).
12 ابو بكر بن عياش: كان يختم القرآن كل ليلة، اربعين سنة.
تاريخ بغداد (1/407).
ومنهم من كان يختمه في كل يوم وليلة مرة، وعد من اولئك:
1 سعد بن ابراهيم ابو اسحاق المدني المتوفى (127). صفة
الصفوة ((176)) (2/82).
2 ثابت بن اسلم البنائي المتوفى (127). حلية الاولياء
(2/321)، طبقات الحفاظ ((177)) (1/118).
3 جعفر بن المغيرة ((178)) التابعي. تاريخ الشام (4/79).
4 عمر بن الحسين الجمحي. تهذيب التهذيب ((179))
(7/434).
5 ابو محمد عبدالرحمن اللخمي الشافعي المتوفى (587).
شذرات الذهب ((180)) (4/289).
6 ابو الفرج ابن الجوزي المتوفى (590). البداية والنهاية
(13/9). ((181))
7 ابو علي عبدالرحيم المصري القاضي الفاضل المتوفى
(596). البداية والنهاية ((182)) (13/24).
8 ابو الحسن المرتضى المتوفى (634). شذرات الذهب
(5/168). ((183))
9 محمود بن عثمان الحنبلي المتوفى (609). شذرات الذهب
(5/29). ((184))
10 ام حبان السلمية. صفة الصفوة ((185)) (4/25).
ومنهم من كان يختم في الليل والنهار ختمتين، مثل:
1 سعيد بن جبير التابعي: ختم ختمتين ونصفا في الصلاة في
((186)). البداية والنهاية (9/98)، صفة‏الصفوة (3/43). الكعبة
2 منصور بن زاذان المتوفى (131): كان يختم في الليل
والنهار مرتين كما مر. صفة الصفوة ((187)) (3/4)،وقال
القسطلاني في ارشاد الساري (3/365): كان يختم بين
المغرب والعشاء ختمتين ويبلغ في الختمة الثالثة‏الى
الطواسين.
3 ابي حنيفة امام الحنفية: كان له ذلك في شهر رمضان،
التذكار (ص‏74)، مناقب ابي حنيفة للقاري(ص‏493، 494).
4 الشافعي امام الشافعية : كان له ذلك في شهر رمضان، ما
منها الا في الصلاة. المواهب اللدنية ((188))،وفي صفة الصفوة
(2/145): كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما ((189))
يقراه في الصلاة.
5 الحافظ العراقي: كان يختم في الجماعة في شهر رمضان
ختمتين. شرح المواهب للزرقاني (7/421).
6 ابي عبداللّه محمد بن عمر القرطبي. الديباج المذهب
(ص‏245). ((190))
7 السيد محمد المنير المتوفى (نيف و 930). طبقات الاخيار
(2/118). ((191))
8 الشيخ عبد الحليم المنزلاوي: المتوفى (نيف و 930).
طبقات الاخيار ((192)) (2/121).
ومنهم من كان يختم في الليلة ختمتين:
1 تقي الدين ابو بكر بن محمد البلاطنسي الشافعي الحافظ
المتوفى (936):كان يختم في شهر رمضان في كل‏ليلة
ختمتين. شذرات الذهب ((193)) (8/213).
2 احمد بن رضوان بن جالينوس المتوفى (423): ختم في
الليلة ختمتين قبل ان يطلع الفجر. تاريخ بغداد(4/261).
ومنهم من يختم في اليوم والليلة ثلاث ختمات، وعد من
اولئك:
1 كرز بن وبرة الكوفي: كان يختم في‏كل يوم وليلة ثلاث
ختمات. صفة الصفوة ((194)) (2/123 و 3/67)،الاصابة
(3/321).
2 زهير بن محمد بن قمير الحافظ البغدادي المتوفى (258):
كان له ذلك في شهر رمضان. تاريخ بغداد(8/485)، المنتظم
(5/4). ((195))
3 ابو العباس بن عطاء الادمي المتوفى (309): كان له ذلك
في شهر رمضان ((196)). تاريخ بغداد (5/27)،المنتظم
(6/160)، البداية والنهاية (11/144).
4 سليم بن عنز التجيبي القاضي المصري، قال العيني في
عمدة القاري ((197)) (9/349): كان يختم القرآن في‏ليلة
ثلاث مرات، وذكر ذلك ابو عبيد. وقال ابن كثير في تاريخه
((198)) (9/118): كان يختم القرآن في كل‏ليلة ثلاث ختمات
في الصلاة وغيرها.
5 عبدالرحمن بن هبة اللّه اليماني المتوفى (821): قرا في
الشتاء في يوم ثلاث ختمات وثلث ختمة. شذرات‏الذهب
(7/151). ((199))
ومنهم من كان يختم في اليوم اربع ختمات، ومن اولئك:
1 ابو قبيصة محمد بن عبدالرحمن الضبى المتوفى (282)،
قال: قرات في اليوم اربع ختمات وبلغت في‏الخامسة الى سورة
البراءة واذن المؤذن العصر. تاريخ بغداد (2/315)، المنتظم
(7/156). ((200))
2 علي بن الازهر ابو الحسن اللاحمي البغدادي المقرئ
المتوفى (707): قرا في يوم واحد بمحضر جماعة من‏القراء
اخذت خطوطهم بتلاوته اربع ختمات الا سبعا. طبقات القراء
(1/526).
ومنهم من ختم بين المغرب والعشاء خمس ختمات. قال
الشعراوي ((201)): دخل سيدي‏ابو العباس المصري‏الحريثي
المتوفى (945) يوما، فجلس عندي بعد المغرب الى ان دخل
وقت العشاء، فقرا خمس ختمات وانااسمع، فذكرت ذلك
لسيدي علي المرصفي، المتوفى (930) فقال: يا ولدي، انا
قرات مرة حال سلوكي ثلاثمائة‏وستين ختمة في اليوم والليلة،
كل درجة ختمة. شذرات الذهب ((202)) (8/75).
ومنهم من كان يختم في اليوم والليلة ثماني ختمات او اكثر،
منهم:
1 السيد ابن الكاتب، قال النووي: ان بعضهم كان يقرا اربع
ختمات بالليل واربعا في النهار، ومنهم السيدابن الكاتب
الصوفي (رضى‏ا...عنه) ((203))، وعده من اولئك صاحب
خزينة الاسرار ((204)) (ص‏78) وقال:كان يختم بالنهار اربعا
وبالليل اربعا، ويمكن حمله على مبادئ ط‏ي اللسان وبسط
الزمان.
وقال صاحب التوضيح: اكثر ما بلغنا قراءة ثمان ختمات في
اليوم والليلة، وقال السلمي: سمعت الشيخ اباعثمان المغربي
يقول: ان ابن الكاتب يختم بالنهار اربع ختمات، وبالليل اربع
ختمات. قاله العيني في عمدة‏القاري ((205)) (9/349).
2 قال الشيخ عبد الحي الحنفي في اقامة الحجة ((206))
(ص‏7): ومنهم: علي بن ابي طالب، فانه كان يختم في‏اليوم
ثماني ختمات، كما ذكره بعض شراح البخاري.
3 بكر بن سهيل الدمياط‏ي المتوفى (289) قال: هجرت اي
بكرت يوم الجمعة فقرات الى العصرثماني‏ختمات. حكاه عنه
الذهبي ((207)) في ميزان الاعتدال (ج‏1) في ترجمته.
وقال القسطلاني: رايت ابا الطاهر المقدسي بالقدس سنة
(867)، وسمعت عنه اذ ذاك انه كان يقرا فيهما في‏اليوم
والليلة اكثر من عشر ختمات، بل قال لي شيخ الاسلام
البرهان بن ابي شريف ادام اللّه النفع‏بعلومه عنه: انه كان يقرا
خمس عشرة في اليوم والليلة، وهذا باب لا سبيل الى ادراكه الا
بالفيض‏الرباني.
وقال: وقرات في الارشاد: ان الشيخ نجم الدين الاصبهاني راى
رجلا من اليمن بالطواف ختم في شوط او في‏اسبوع شك
وهذا لا سبيل الى ادراكه الا بالفيض الرباني والمدد الرحماني.
ارشاد الساري ((208)).
وقال الغزالي في احياء العلوم ((209)) (1/319): كان كرز بن
وبرة مقيما بمكة، فكان‏يطوف في كل يوم سبعين‏اسبوعا، وفي
كل ليلة سبعين اسبوعا، وكان مع ذلك يختم القرآن في اليوم
والليلة مرتين ((210)). فحسب ذلك‏فكان عشرة فراسخ،
ويكون مع كل اسبوع ركعتان، فهو مائتان وثمانون ركعة
وختمتان وعشرة فراسخ.
وقال النازلي في خزينة الاسرار ((211)) (ص‏78): وقد روي
عن الشيخ موسى السدراني من اصحاب الشيخ‏ابي مدين
المغربي انه كان يختم في الليل والنهار سبعين الف ختمة،
ونقل عنه: انه ابتدا بعد تقبيل الحجر،وختم في محاذاة الباب،
بحيث انه سمعه بعض الاصحاب حرفا حرفا، كذا ذكره في
الاحياء، وعلي القاري في‏شرح المشكاة ((212)).
وفي (ص‏180) من خزينة الاسرار: ان الشيخ ابا مدين المغربي،
احد الثلاثة ورئيس الاوتاد الذي كان يختم‏القرآن كل يوم
سبعين الف ختمة.
واخرج البخاري في صحيحه ((213)) عن ابي هريرة يرفعه
قال: قال (ص): خفف على داود القرآن فكان‏يامر بدابته فتسرج
فيقرا القرآن قبل ان تسرج.
وقال القسطلاني في شرح هذا الحديث ((214)): وفيه ان
البركة قد تقع في الزمن اليسير حتى يقع فيه العمل‏الكثير،
وقال: قد دل هذا الحديث على ان اللّه تعالى يطوي الزمان
لمن شاء من عباده كما يطوي‏المكان لهم. ((215))
قال الاميني: ان هي الا اساطير الاولين وخزعبلات السلف
كتبتها يد الاوهام الباطلة، وكلها نصب عيني‏ابن تيمية وقومه
لم تسمع من احدهم فيها ركزا ولم تر منهم غميزة، وكان حقا
على هذه السفاسف ان تكتب‏في طامور القصاصين، او توارى
في مطامير البراري، او تقذف في طمطام البحار، اسفي على
تلكم التليف‏الفخمة الضخمة تحتوي مثل هذه الخرافات، اسفي
على اولئك الاعلام يخضعون اليها ويرونها جديرة بالذكر،ولو
كان يعلم ابن تيمية ان نظارة التنقيب تعرب عن هذه الخزايات
بعد لاي من عمر الدهر لكان يختارلنفسه السكوت، وكف مدته
عن صلاة امير المؤمنين وولده الامام السبط والسيد
السجاد(ع)، وما كان يحوم‏حومة العار ان عقل صالحه.
(ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم
واقوم) ((216))

3 المحدث في الاسلام
اصفقت الامة الاسلامية على ان في هذه الامة لدة الامم
السابقة اناسا محدثين على صيغة المفعول ، وقداخبر بذلك
النبي الاعظم كما ورد في الصحاح والمسانيد من طرق
الفريقين العامة والخاصة والمحدث: من‏تكلمه الملائكة بلا
نبوة. ولا رؤية صورة، او يلهم له ويلقى في روعه شي‏ء من العلم
على وجه الالهام‏والمكاشفة من المبدا الاعلى، او ينكت له في
قلبه من حقائق تخفى‏على غيره، او غير ذلك من المعاني
التي‏يمكن ان يراد منه، فوجود من هذا شانه من رجالات هذه
الامة مطبق عليه بين فرق الاسلام، بيد ان‏الخلاف في
تشخيصه، فالشيعة ترى عليا امير المؤمنين واولاده الائمة
صلوات اللّه عليهم من المحدثين،واهل السنة يرون منهم
عمر بن الخطاب، واليك نماذج من نصوص الفريقين:

نصوص اهل السنة
اخرج البخاري في صحيحه في باب مناقب عمر بن الخطاب
((217)) (2/194)، عن ابي هريرة قال: قال النبي(ص): لقد كان
فيمن كان قبلكم من بني اسرائيل رجال يكلمون من غير ان
يكونوا انبياء، فان يكن من‏امتي منهم احد فعمر.
قال ابن عباس غ: من نبي ولا محدث.
قال القسطلاني ((218)): ليس قوله (فان يكن) للترديد بل
للتاكيد، كقولك: ان يكن لي صديق ففلان. اذالمراد اختصاصه
بكمال الصداقة لا نفي الاصدقاء، واذا ثبت ان هذا وجد في غير
هذه الامة المفضولة،فوجوده في هذه الامة الفاضلة احرى.
وقال في شرح قول ابن عباس (من نبي ولا محدث): قد ثبت
قول‏ابن عباس هذا لابي ذر وسقط لغيره، ووصله سفيان بن
عيينة في اواخر جامعه وعبد بن حميد بلفظ: كان‏ابن عباس
يقرا: وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولامحدث.
واخرج البخاري في صحيحه بعد حديث الغار ((219))
(2/171)، عن ابي هريرة‏مرفوعا: انه قد كان فيما مضى‏قبلكم
من الامم محدثون، ان كان في امتي هذه منهم فانه عمر بن
الخطاب.
قال القسطلاني في شرحه ((220)) (5/431): قال المؤلف:
يجري على السنتهم الصواب من غير نبوة. وقال‏الخطابي: يلقى
الشي‏ء في روعه فكانه قد حدث به، يظن فيصيب ويخطر الشي‏ء
بباله فيكون، وهي منزلة‏رفيعة من منازل الاولياء.
وقال في قوله (ان كان في امتي): قاله (ص) على سبيل التوقع،
وكانه لم يكن اطلع ((221)) على ان ذلك كائن‏وقد وقع، وقصة
يا سارية الجبل ((222)) مشهورة مع غيرها.
واخرج مسلم في صحيحه في باب فضائل عمر ((223)) :
عن عائشة، عن النبي(ص): قد كان في الامم‏قبلكم محدثون،
فان يكن في امتي منهم احد فان عمر ابن الخطاب منهم. قال
ابن وهب: تفسير محدثون:ملهمون.
ورواه ابن الجوزي في صفة الصفوة ((224)) (1/104) وقال:
حديث متفق عليه، واخرجه ابو جعفر الطحاوي‏في مشكل الاثار
(2/257) بطرق شتى عن عائشة وابي هريرة، واخرج قراءة ابن
عباس: وما ارسلنا من‏قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث. قال:
معنى قوله: محدثون اي ملهمون، فكان عمر (رضى‏ا...عنه)
ينطق‏بما كان ينطق ملهما، ثم عد من ذلك ما قد روي عن
انس بن مالك، قال: قال عمر بن الخطاب: وافقني ربي آاو:
وافقت ربي في ثلاث، قلت: يا رسول اللّه، لو اتخذنا من مقام
ابراهيم مصلى، فنزلت: (واتخذوا من مقام‏ابراهيم مصلى)
((225)) وقلت: يا رسول اللّه ان نساءك يدخل عليهن البر
والفاجر فلو امرتهن ان يحتجبن،فنزلت آية الحجاب. واجتمع
على رسول اللّه (ص) نساؤه في الغيرة فقلت: عسى ربى ان
طلقكن ان يبدله‏ازواجا خيرا منكن، فنزلت كذلك.
قال الاميني: ان كان هذا من القول بالالهام فعلى الاسلام
السلام، وما اجهل القوم بالمناقب، حتى اتوابالطامات الكبرى
كهذه وعدوها فضيلة، وعليهم ان عقلوا صالحهم انكار مثل هذا
القول على عمر، وفيه‏حط لمقام النبوة، ومسة على كرامة
صاحب الرسالة (ص).
قال النووي في شرح صحيح مسلم ((226)): اختلف تفسير
العلماء للمراد ب(محدثون)، فقال ابن وهب:ملهمون، وقيل:
مصيبون اذا ظنوا فكانهم حدثوا بشي‏ء فظنوه. وقيل: تكلمهم
الملائكة، وجاء في رواية:مكلمون. وقال البخاري: يجري
الصواب على السنتهم، وفيه اثبات كرامات الاولياء.
وقال الحافظ محب الدين الطبري في الرياض ((227))
(1/199): ومعنى محدثون واللّه اعلم اي يلهمون‏الصواب،
ويجوز ان يحمل على ظاهره وتحدثهم الملائكة لا بوحي وانما
بما يطلق عليه اسم حديث، وتلك‏فضيلة عظيمة.
وقال القرطبي في تفسيره ((228)) (12/79): قال ابن عطية:
وجاء عن ابن عباس انه كان يقرا: وما ارسلنا من‏قبلك من
رسول ولا نبي ولا محدث. ذكره مسلمة بن القاسم بن عبداللّه،
ورواه سفيان، عن عمرو بن دينار،عن ابن عباس. قال مسلمة:
فوجدنا المحدثين معتصمين بالنبوة على قراءة ابن عباس
لانهم تكلموابامور عالية من انباء الغيب خطرات، ونطقوا
بالحكمة الباطنة، فاصابوا فيما تكلموا، وعصموا فيما نطقوا
كعمربن الخطاب في قصة سارية ((229)). وما تكلم به من
البراهين العالية.
واخرج الحافظ ابو زرعة حديث ابي هريرة، في طرح التثريب
في شرح التقريب (1/88) بلفظ: لقد كان‏فيمن كان قبلكم من
بني اسرائيل رجال مكلمون من غير ان يكونوا انبياء، فان يكن
في امتي احد فعمر.
واخرجه البغوي في المصابيح ((230)) (2/270)، والسيوط‏ي
في الجامع الصغير ((231)). وقال المناوي في شرح‏الجامع
الصغير (4/507):
قال القرطبي: محدثون بفتح الدال اسم مفعول، جمع
محدث بالفتح اي ملهم‏او صادق الظن، وهو من القي‏في نفسه
شي‏ء على وجه الالهام والمكاشفة من الملا الاعلى او من يجري
الصواب على لسانه بلا قصد، اوتكلمه الملائكة بلا نبوة، او من
اذا راى رايا او ظن‏ظن ا اصاب كانه حدث به، والقي في روعه
من عالم‏الملكوت فيظهر على نحو ما وقع له، وهذه كرامة يكرم
اللّه بها من شاء من صالح عباده، وهذه منزلة جليلة‏من منازل
الاولياء.
فان يكن من امتي منهم احد فانه عمر، كانه جعله في انقطاع
قرينه في ذلك كانه نبي، فلذلك اتى بلفظ (ان)بصورة الترديد،
قال القاضي: ونظير هذا التعليق في الدلالة على التاكيد
والاختصاص قولك: ان كان لي‏صديق فهو زيد، فان قائله لا
يريد به الشك في صداقته بل المبالغة في ان الصداقة مختصة
به لا تتخطاه الى‏غيره.
وقال القرطبي: قوله (فان يكن) دليل على قلة وقوعه وندرته،
وعلى انه ليس المراد بالمحدثين المصيبون فيمايظنون، لانه
كثير في العلماء بل وفي العوام من يقوى‏حدسه فتصح اصابته
فترتفع خصوصية الخبروخصوصية عمر، ومعنى الخبر قد
تحقق ووجد في عمر قطعا وان كان النبي (ص) لم يجزم
بالوقوع، وقددل‏على وقوعه لعمر اشياء كثيرة كقص ة الجبل يا
سارية الجبل، وغيره. واصح ما يدل على ذلك شهادة‏النبي
(ص) له بذلك حيث قال: ان اللّه جعل الحق على‏لسان عمر
وقلبه ((232)).
قال ابن حجر ((233)): وقد كثر هؤلاء المحد ثون بعد العصر
الاول، وحكمته زيادة شرف هذه الامة بوجودامثالهم فيها
ومضاهاة بني اسرائيل في كثرة الانبياء، فلما فات هذه الامة
المحمدية كثرة الانبياء لكون نبيهم‏خاتم الانبياء عوضوا تكثير
الملهمين.

تنبيه
قال الغزالي ((234)): قال بعض العارفين: سالت بعض الابدال
عن مسالة من مشاهد النفس فالتفت الى شماله‏وقال: ما تقول
رحمك اللّه؟ ثم الى يمينه كذلك، ثم اطرق الى صدره فقال: ما
تقول؟ ثم اجاب. فسالته عن‏التفاته، فقال: لم يكن عندي علم
فسالت الملكين فكل قال: لا ادري، فسالت قلبي فحدثني بما
اجبت، فاذاهو اعلم منهما. قال الغزالي: وكان هذا معنى هذا
الحديث. انتهى.
ويجد الباحث في ط‏ي كتب‏التراجم جمعا ممن كلمتهم
الملائكة، منهم: عمران بن الحصين الخزاعي المتوفى‏سنة
(52)، اخرج ابو عمر في الاستيعاب ((235)) (2/455): انه كان
يرى الحفظة وكانت تكلمه حتى اكتوى.وذكره ابن حجر في
الاصابة (3/26).
وقال ابن كثير في تاريخه ((236)) (8/60): قد كانت الملائكة
تسلم عليه فلما اكتوى انقطع عنه سلامهم، ثم‏عادوا قبل موته
بقليل، فكانوا يسلمون عليه (رضى‏ا...عنه).
وفي شذرات الذهب ((237)) (1/58): انه كان يسمع تسليم
الملائكة عليه، ثم اكتوى بالنار فلم يسمعهم عاما،ثم‏اكرمه اللّه
برد ذلك.
وذكر تسليم الملائكة عليه: الحافظ العراقي في طرح التثريب
(1/90)، وابو الحجاج المزي في تهذيب الكمال‏كما في تلخيصه
((238)) (ص‏250)، وقال ابن سعد ((239)) وابن الجوزي في
صفة الصفوة ((240)) (1/283): كانت‏الملائكة تصافحه. وذكره
ابن حجر في تهذيب التهذيب ((241)) (8/126).
ومنهم: ابو المعالي الصالح المتوفى (427)، اخرج الحافظان ابنا
الجوزي وكثير: ان ابا المعالي اصابته فاقة‏شديدة في شهر
رمضان، فعزم على الذهاب الى رجل من ذوي قرابته
ليستقرض منه شيئا، قال: فبينما انااريده فنزل طائر فجلس
على منكبي وقال: يا ابا المعالي انا الملك الفلاني، لا تمض اليه
نحن ناتيك به. قال:فبكر الي الرجل ((242)). صفة الصفوة
(2/280)، المنتظم (9/136)، البداية والنهاية (12/163).
وقال ابو سليمان الخطابي: قال النبي (ص): قد كان في الامم
ناس محدثون، فان يكن في امتي فعمر، وانا اقول:فان كان في
هذا العصر احد كان ابا عثمان المغربي. تاريخ بغداد (9/113).
ومن هذا القبيل تكلم الحوراء مع ابي يحيى الناقد، اخرج
الخطيب البغدادي وابن الجوزي عن ابي يحيى‏زكريا بن يحيى
الناقد المتوفى (285) احد اثبات المحدثين قال: اشتريت
من اللّه حوراء باربعة آلاف‏ختمة، فلما كان آخر ختمة، سمعت
الخطاب من الحوراء وهي تقول: وفيت بعهدك فها انا التي
قداشتريتني ((243)).
هذا ما عند القوم، واما:

نصوص الشيعة
((244))فاخرج ثقة الاسلام الكليني في كتابه اصول الكافي
(ص‏84) تحت عنوان باب الفرق بين الرسول‏والنبي‏والمحدث
اربعة احاديث، منها: باسناده عن بريد، عن الامامين الباقر
والصادق صلوات اللّه عليهما في قوله عز وجل في سورة
الحج ((245)) (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) ولا
محدث. قال بريد:قلت: جعلت فداك ليست هذه قراءتنا
((246)) فما الرسول والنبي والمحدث؟ قال: «الرسول الذي
يظهر له‏الملك فيكلمه، والنبي هو الذي يرى في منامه، وربما
اجتمعت النبوة والرسالة لواحد، والمحدث الذي يسمع‏الصوت
ولا يرى الصورة‏». قال: قلت اصلحك اللّه كيف يعلم ان الذي
راى في النوم حق وانه من الملك؟قال: «يوفق لذلك حتى
يعرفه، ولقد ختم اللّه عزوجل بكتابكم الكتب، وختم بنبيكم
الانبياء».
وحديث آخر ايضا فصل بهذا البيان بين النبي والرسول
والمحدث، وحديثان بالتفصيل المذكور غير ان فيهمامكان
لفظة المحدث، الامام، احدهما عن زرارة قال: سالت ابا جعفر
(ع) عن قول اللّه عز وجل: (وكان‏رسولا نبيا) ما الرسول وما
النبي؟ قال: «النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا
يعاين الملك،والرسول الذي يسمع الصوت ويرى ويعاين
الملك‏»، ثم تلا هذه الاية (وما ارسلنا من قبلك من رسول
ولانبي) ولا محدث.
والثاني: عن اسماعيل بن مرار، قال: كتب الحسن بن العباس
المعروف الى الرضا (ع): جعلت فداك اخبرني‏ما الفرق بين
الرسول والنبي والامام؟ قال: فكتب او قال : «الفرق بين
الرسول والنبي والامام، ان‏الرسول‏الذي ينزل عليه جبرئيل(ع)
فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي، ورب ما راى في منامه
نحو رؤياابراهيم (ع)، والنبي ربما سمع الكلام وربما راى
الشخص ولم يسمع، والامام هو الذي يسمع الكلام ولا
يرى‏الشخص‏».
هذا تمام ما في هذا الباب من الكافي ((247))، واخرج في
(ص‏135) تحت عنوان باب ان الائمة: محدثون‏مفهمون
خمسة احاديث منها، عن حمران بن اعين، قال: قال ابو جعفر
(ع): «ان عليا كان محدثا» فخرجت‏الى اصحابي فقلت: جئتكم
بعجيبة. فقالوا: وما هي؟ فقلت: سمعت ابا جعفر (ع) يقول: كان
علي محدثا،فقالوا:ما صنعت شيئا الا سالته من كان يحدثه؟
فرجعت اليه فقلت: اني حدثت اصحابي بما حدثتني فقالوا:ما
صنعت شيئا الا سالته من كان يحدثه؟ فقال لي: «يحدثه ملك‏».
قلت: تقول انه نبي؟ قال: فحرك يده‏هكذا، «او كصاحب
سليمان، او كصاحب موسى، او كذي القرنين، اوما بلغكم انه
قال: وفيكم مثله‏».
وحديث آخر ((248)) ما ملخصه: ان عليا امير المؤمنين
كان يعرف قاتله ويعرف الامور العظام التي كان‏يحدث بها
الناس، بقول اللّه عز ذكره: (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا
نبي) ولا محدث.
وحديثان آخران ((249)) احدهما: ان اوصياء محمد (ص)
محدثون. والثاني: الائمة علماء صادقون مفهمون‏محدثون.
والحديث الخامس في معنى المحدث، وانه يسمع الصوت ولا
يرى الشخص. وليس في هذا الباب‏من كتاب الكافي غير ما
ذكرناه.
وروى شيخ الطائفة في اماليه ((250)) (ص‏260) باسناده عن
ابي عبداللّه (ع) قال: «كان علي (ع) محدثا، وكان‏سلمان
محدثا»، قال: قلت: فما آية المحدث؟ قال: «ياتيه ملك فينكت
في قلبه كيت كيت‏».
وبالاسناد عن ابي عبداللّه (ع) قال: منا من ينكت في قلبه، ومنا
من يقذف في قلبه، ومنا من يخاطب.
وباسناده عن الحرث النصري قال: قلت لابي عبداللّه (ع): الذي
يسال عنه الامام وليس عنده فيه شي‏ء من‏اين يعلمه؟ قال:
«ينكت في القلب نكتا، او ينقر في الاذن نقرا». وقيل لابي
عبداللّه (ع): اذا سئل كيف‏يجيب؟ قال: «الهام وسماع وربما كانا
جميعا».
وروى الصفار باسناده في بصائر الدرجات ((251)) عن حمران
بن اعين قال: قلت لابي جعفر (ع):الست‏حدثتني ان عليا كان
محدثا؟ قال: «بلى‏». قلت: من يحدثه؟ قال: «مل ك‏». قلت:
فاقول: انه نبي اورسول؟ قال: «لا. بل مثله مثل صاحب
سليمان، ومثل صاحب موسى، ومثل ذي القرنين، اما بلغك
ان‏على اسئل عن ذي القرنين، فقالوا: كان نبيا؟ قال: لا. بل كان
عبدا احب اللّه فاحبه، وناصح اللّه فناصحه‏».
وباسناده عن حمران قال: قلت لابي جعفر (ع) ما موضع
العلماء؟ قال: «مثل ذى القرنين، وصاحب سليمان،وصاحب
داود».
وبالاسناد عن بريد قال: قلت لابي جعفر وابي عبداللّه (ع): ما
منزلكم؟ بمن تشبهون ممن مضى؟ فقال:«كصاحب موسى،
وذي القرنين، كانا عالمين ولم يكونا نبيين‏».
وبالاسناد عن عمار قال: قلت لابي عبداللّه (ع): ما منزلتهم؟
انبياء هم؟ قال: «لا. ولكن هم علماء كمنزلة‏ذي القرنين في
علمه، وكمنزلة صاحب موسى، وكمنزلة صاحب سليمان‏».
هذه جملة من اخبار الشيعة في الباب وهي كثيرة مبثوثة في
كتبهم ((252))، وهذه رؤوسها، ومؤدى هذه‏الاحاديث هو
الراي العام عند الشيعة سلفا وخلفا، وفذلكته:
ان في هذه الامة اناسا محدثين كما كان في الامم الماضية،
وامير المؤمنين واولاده الائمة الطاهرون علماءمحدثون وليسوا
بانبياء. وهذا الوصف ليس من خاصة منصبهم ولا ينحصر بهم،
بل كانت الصديقة كريمة‏النبي الاعظم محدثة، وسلمان
الفارسي محدثا. نعم، كل الائمة من العترة الطاهرة محدثون،
وليس كل محدث‏بامام، ومعنى المحدث: هو العالم بالاشياء
باحدى الطرق الثلاث المفصلة في الاحاديث المتلوة. هذا ما
عندالشيعة ليس الا .
هذا منتهى القول عند الفريقين ونصوصهما في المحدث، وانت
كما ترى لا يوجد اي خلاف بينهما، ولم‏تشذالشيعة عن بقى ة
المذاهب الاسلامية في هذا الموضوع بشي‏ء من الشذوذ الا في
عدم عدهم عمر بن‏الخطاب من المحدثين، وذلك اخذا بسيرته
الثابتة في صفحات التاريخ من ناحية علمه ولسنا في مقام
البحث‏عنه ((253))، فهل من المعقول ان يعد هذا القول
المتسالم عليه في المحدث لامة من قائليه فضيلة رابية،
وعلى‏الاخرى منهم ضلالا ومنقصة؟ لاها اللّه.