2 قال: ذكر الامير الجليل شكيب ارسلان في كتاب حاضر
العالم الاسلامي((1201))، انه التقى باحد رجال الشيعة
المثقفين‏البارزين، فكان هذا الشيعي يمقت العرب اشد المقت،
ويزري بهم ايما ازراء، ويغلو في علي بن ابي طالب وولده غلوا
ياباه‏الاسلام والعقل، فعجب الامير الجليل لامره، وساله: كيف
تجمع بين مقت العرب هذا المقت وحب علي وولده هذاالحب؟
وهل علي وولده الا من ذروة العرب وسنامها الاشم؟ فانقلب
الشيعي ناصبيا، واهتاج واصبح خصما لعلي وبنيه،وقال الفاظا
في الاسلام والعرب مستكرهة (1/14).
الجواب: هذا النقل الخرافي يسف بامير البيان الى حضيض
الجهل والضعة، حيث حكم بثقافة انسان وبروزه‏والى‏اناساوغلا
في حبهم ردحا من الزمن وهو لا يعرف عنصرهم، او كان
يحسب انهم من الترك او الديلم؟ وهل تجد في‏المسلمين
جاهلا لا يعرف ان محمدا وآله صلوات اللّه عليه وعليهم من
ذروة العرب وسنامها الاشم؟ وقد من عليه‏الامير حيث لم
يخبره بان مشرف العترة الرسول الاعظم هو المحتبي على
تلك الذروة وذلك السنام لئلا يرتد المثقف الى‏المجوسية، ولا
ارى سرعة انقلاب المثقف البارز الا معجزة للامير في القرن
العشرين لا القرن الرابع عشر.
هذا عند من يصدق القصيمي المصارع في نقله، واما
المراجع كتاب الامير حاضر العالم الاسلامي فيجد في
الجزءالاول (ص‏164)((1202)) ما نصه:
كنت احادث احدى المرار رجلا من فضلائهم يعني الشيعة
ومن ذوي المناصب العالية في الدولة الفارسية، فوصلنا
في‏البحث الى قضية العرب والعجم، وكان محدثي على جانب
عظيم من الغلو في التشيع الى حد اني رايت له
كتابامطبوعامصدرا بجملة : هو العلي الغالب، فقلت في نفسي:
لا شك ان هذا الرجل لشدة غلوه في آل البيت، ولعلمه انهم
من‏العرب، لا يمكنه ان يكره العرب الذين آل البيت منهم، لانه
يستحيل الجمع بين البغض والحب في مكان واحد (ما جعل‏اللّه
لرجل من قلبين في جوفه)((1203))، ولقد اخطا ظني في هذا
ايضا، فاني عندما سقت الحديث الى مسالة العربية
والعجمية‏وجدته انقلب عجميا صرفا، ونسي ذلك الغلو كله في
علي (ع) وآله، بل قال لي هكذا وكان يحدثني بالتركية: ايران
برحكومت اسلامية دكلدر يالكزدين اسلامي اتخاذ ايتمش بر
حكومتدر. اي ايران ليست بحكومة اسلامية وانما هي‏حكومة
اتخذت لنفسها دين الاسلام.
اقرا واعجب من تحريف الكلم عن مواضعه، هكذا يفعل
القصيمي بكلمات قومه، فكيف بما خطته يد من يضاده
في‏المبدا.
والقارئ جد عليم بان الامير شكيب ارسلان قد غلط ايضا في
فهم ما صدر الشيعي الفاضل به كتابه من جملة
هوالعلي‏الغالب واتخاذه دليلا على الغلو في التشيع، فانها
كلمة مطردة تكتب وتقال كقولهم: هو الواحد الاحد وما
يجري‏مجراه تقصد بها اسماء اللّه الحسنى، وهي كالبسملة في
التيمن بافتتاح القول بها.
وانت لا تجد في الشيعة من يبغض العروبة، وهو يعتنق دينا
عربيا صدع به عربي صميم، وجاء بكتاب عربي مبين وفي‏طيه:
(ااعجمي وعربي)((1204)) وقد خلفه على امر الدين والامة
سادات العرب، ولا يستنبط احكام الدين الا بالماثورات‏العربية
عن اولئك الائمة الطاهرين صلوات اللّه عليهم المنتهية
علومهم الى مؤسس الدعوة الاسلامية (ص)، وهو يدعواللّه في
آناء الليل واطراف النهار بالادعية الماثورة عنهم بلغة الضاد،
ويطبع وينشر آلافا من الكتب العربية في فنونها،فالشيعي عربي
في دينه، عربي في هواه، عربي في مذهبه، عربي في نزعته،
عربي في ولائه، عربي في خلائقه، عربي‏عربي‏عربي....
نعم، يبغض الشيعي زعانفة بخسوا حقوق اللّه، وضعضعوا اركان
النبوة، وظلموا ائمة الدين، واضطهدوا العترة الطاهرة،وخانوا
العروبة عربا كانوا او اعاجم وهذه العقيدة شرع سواء فيها
الشيعي العربي والعجمي.
ولكن شاء الهوى، ودفعت الضغائن اصحابه الى تلقين الامة بان
التشيع نزعة فارسية، والشيعي الفارسي يمقت العرب،شقا
للعصا وتفريقا للكلم وتمزيقا لجمع الامة، وانا ارى ان القصيمي
والامير قبله في كلمات اخرى يريدان ذلك كله، و (مااريكم الا
ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد)((1205)).
نسب مفتعلة على الشيعة. وجوابها
3 قال: ان الشيعة في ايران نصبوا اقواس النصر، ورفعوا اعلام
السرور والابتهاج في كل مكان من بلادهم لما انتصرالروس
على الدولة العثمانية في حروبها الاخيرة(1/18).
الجواب: هذه الكلمة ماخوذة من الالوسي الانف ذكره، وذكر
فريته والجواب عنها(ص‏267)، غير ان القصيمي كساهاطلاء
مبهرجة، وكم ترك الاول للاخر!
افائك مزعومة على الشيعة‏و وجوابها
4 قال: الشيعة قائلون في علي وبنيه قول النصارى في عيسى
بن مريم سواء مثلا، من القول بالحلول والتقديس‏والمعجزات
ومن الاستغاثة به وندائه في الضراء والسراء والانقطاع اليه رغبة
ورهبة وما يدخل في هذا المعنى، ومن شاهدمقام علي او مقام
الحسين او غيرهما من آل البيت النبوي وغيرهم في النجف
وكربلاء وغيرهما من بلاد الشيعة، وشاهدما ياتونه من ذلك
هنالك، علم ان ما ذكرناه عنهم دوين الحقيقة، وان العبارة لا
يمكن ان تفي بما يقع عند ذلك المشاهد من‏هذه الطائفة،
ولاجل هذا فان هؤلاء لم يزالوا ولن يزالوا من شر الخصوم
للتوحيد واهل التوحيد. (1/19).
الجواب: اما الغلو بالتاليه والقول بالحلول فليس من معتقد
الشيعة، وهذه كتبهم في العقائد طافحة بتكفير القائلين
بذلك‏والحكم بارتدادهم، والكتب الفقهية باسرها حاكمة
بنجاسة اسرهم.
واما التقديس والمعجزات فليسا من الغلو في شي‏ء، فان
القداسة بطهارة المولد، ونزاهة النفس عن المعاصي
والذنوب،وطهارة العنصر عن الدنايا والمخازي، لازمة
منصة((1206)) الائمة وشرط الخلافة فيهم كما يشترط ذلك
في النبي (ص).
واما المعجزات فانها من مثبتات الدعوى ومتمات الحجة،
ويجب ذلك في كل مدع للصلة بينه وبين ما فوق الطبيعة نبيا
كان‏او اماما، ومعجز الامام في الحقيقة معجز للنبي الذي يخلفه
على دينه وكرامة له، ويجب على المولى سبحانه في باب
اللطف‏ان يحقق دعوى المحق باجراء الخوارق على يديه، تثبيتا
للقلوب، واقامة للحجة، حتى يقربهم الى الطاعة ويبعدهم
عن‏المعصية، لدة ما في مدعي النبوة من ذلك، كما يجب ايضا
ان ينقض دعوى المبطل اذا تحدى بتعجيزه، كما يؤثر عن
مسيلمة‏واشباهه.
وان من المفروغ عنه في علم الكلام كرامات الاولياء، وقد
برهنت عليها الفلاسفة بما لا معدل عنه ويضيق عنه المقام،
فاذاصح ذلك لكل ولي، فلماذا يعد غلوا في حجج اللّه على
خلقه؟ وكتب اهل السنة وتليفهم مفعمة بكرامات الاولياء، كما
انهامعترفة بكرامات مولانا امير المؤمنين صلوات اللّه عليه.
واما الاستغاثة والنداء والانقطاع وما اشار اليها فلا تعدو ان تكون
توسلا بهم الى المولى سبحانه، واتخاذهم وسائل‏الى‏نجح
طلباتهم عنده جلت عظمته، لقربهم منه وزلفتهم اليه
ومكانتهم عنده لانهم عباد مكرمون، لا لان لذواتهم‏القدسية
دخلا في انجاح المقاصد اولا وبالذات، لكنهم مجاري الفيض
وحلقات الوصل ووسائط بين المولى وعبيده كما هوالشان في
كل متقرب من عظيم يتوسل به اليه، وهذا حكم عام للاولياء
والصالحين جميعا وان كانوا متفاوتين في مراحل‏القرب،
كل‏هذا مع العقيدة الثابتة بانه لا مؤث ر في الوجود الا اللّه
سبحانه، ولا تقع في المشاهد المقدسة كلها من وفودالزائرين
الا ما ذكرناه من التوسل((1207))، فاين هذه من مضادة
التوحيد؟ واين هؤلاء من الخصومة معه ومع اهله؟ (فذرهم‏وما
يفترون)((1208))، (انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بيات
اللّه واولئك هم الكاذبون)((1209)).
فرية القول بالحلول والتشبيه وانكار بعض
صفات اللّهتعالى. وجوابها

5 قال: تذهب الشيعة تبعا للمعتزلة الى انكار رؤية اللّه يوم
القيامة، وانكار صفاته، وانكار ان يكون خالقا افعال‏العباد
لشبهات باطلة معلومة، وقد اجمع العلماء من اهل الحديث
والسنة والاثر كالائمة الاربعة على الايمان بذلك كله،ليس
بينهم خلاف في ان اللّه خالق كل شي‏ء، حتى العباد وافعالهم،
ولا في رؤية اللّه يوم القيامة.
ومن عجب ان تنكر الشيعة ذلك خوف التشبيه، وهم يقولون
بالحلول والتشبيه الصريح، وبتاليه البشر، ووصف اللّهبصفات
النقص، واهل السنة يعدون الشيعة والمعتزلة مبتدعين غير
مهتدين في جحدهم هذه الصفات (1/68).
الجواب: ان الرجل قلد في ذات اللّه وصفاته ابن تيمية وتلميذه
ابن القيم، ومذهبهما في ذلك كما قال الزرقاني المالكي
في‏شرح المواهب (5/12): اثبات الجهة والجسمية، وقال: قال
المناوي: اما كونهما من المبتدعة فمسلم. والقصيمي
يقدسهماورايهما ويصرح بالجهة ويعينها، وله فيها كلمات
كثيرة في ط‏ي كتابه، ونحن لا نناقشه في هذا الراي الفاسد،
ونحيل الوقوف‏على فساده الى الكتب الكلامية من الفريقين،
والذي يهمنا ايقاف القارئ على كذبه في القول، واختلاقه في
النسب.
ان الشيعة لم تتبع المعتزلة في انكار رؤية اللّه يوم القيامة، بل
تتبع برهنة تلك الحقيقة الراهنة من العقل والسمع،
وحاشاهم‏عن القول بالحلول، والتشبيه، وتاليه البشر، وتوصيف
اللّه بصفات النقص، وانكار صفات اللّه الثابتة له. بل انهم
يقولون‏جمعاء بكفر من يعتقد شيئا من ذلك، راجع كتبهم
الكلامية قديما وحديثا، وليس في وسع الرجل ان ياتي بشي‏ء
ممايدل‏على ما باهتهم، ولعمري لو وجد شيئا من ذلك لصدح
به وصدع.
نعم، تنكر الشيعة ان تكون للّه صفات ثبوتية زائدة على ذاته
وانما هي عينها، فلا يقولون بتعدد القدماء معه
سبحانه،وان‏لسان حالهم ليناشد من يخالفهم بقوله:
اخواننا الادنين من ا ارفقوا
لقد رقيتم مرتقى صعبا
ان ثلثت قوم اقانيمهم
فانكم ثمنتم الربا
وللمسالة بحث ضاف مترامي الاطراف تتضمنه كتب الكلام.
واما افعال العباد فلو كانت مخلوقة للّه سبحانه خلق تكوين
لبطل الوعد والوعيد والثواب والعقاب، وان من القبيح
تعذيب‏العاصي على المعصية وهو الذي اجبره عليها، وهذه من
عويصات مسائل الكلام، قد افيض القول فيها بما لا مزيد
عليه،وان من يقول بخلق الافعال فقد نسب اليه سبحانه القبيح
والظلم غير شاعر بهما، وما استند اليه القصيمي من
الاجماع‏وقول القائلين لا يكاد يجديه نفعا تجاه البرهنة الدامغة.
واما قذف اهل السنة الشيعة والمعتزلة بما قذفوه وعد هم من
المبتدعين، فانها شنشنة اعرفها من اخزم((1210)).
عزو عصمة ذرية النبي (ص) الى الشيعة.
وجوابها
6 قال في عد معتقدات الشيعة: وذرية النبي جميعا محرمون
على النار، معصومون من كل سوء. في الجزء الثاني
(ص‏327)من كتاب منهاج الشريعة زعم مؤلفه ان اللّه حرم
جميع اولاد فاطمة بنت النبي على النار، وان من فاته منهم
اولا فلابدان‏يوف ق اليه قبل وفاته. قال: ثم الشفاعة من وراء
ذلك.
وقال في اعيان الشيعة الجزء الثالث (ص‏65): ان اولاد النبي
عليه الصلاة والسلام لا يخطئون ولا يذنبون ولا يعصون‏اللّه
الى قيام الساعة (2/20).
الجواب: ان الشيعة لم تكس حلة العصمة الا خلفاء رسول اللّه
الاثني عشر من ذريته وعترته وبضعته الصديقة الطاهرة،بعد ان
كساهم اللّه تعالى بتلك الحلة الضافية بنص آية التطهير في
خمسة احدهم نفس النبي الاعظم، وفي البقية بملاك
الاية‏والبراهين العقلية المتكثرة والنصوص المتواترة، وعلى هذا
اصفق علماؤهم والامة الشيعية جمعاء في اجيالهم
وادوارهم،وان كان هناك ما يوهم اطلاقا او عموما فهو منزل
على هؤلاء فحسب، وان كان في رجالات اهل البيت غيرهم
اولياءصديقون ازكياء لا يجترحون السيئات الا ان الشيعة لا
توجب لهم العصمة.
واما ما استند اليه الرجل من كلام صاحب منهاج الشريعة،
فليس فيه اي اشارة الى العصمة بل صريح القول منه
خلافها،لانه يثبت ان فيهم من تفوته ثم يتدارك بالتوبة قبل
وفاته ثم الشفاعة من وراء ذلك، فرجل يقترف السيئة، ثم‏يوف
ق‏للتوبة عنها، ثم يعفى عنها بالشفاعة لا يسمى معصوما، بل
هذه خاصة كل مؤمن يتدارك امره بالتوبة، وانما الخاصة‏بالذرية
التمكن من التوبة على اي حال.
كلمة القسطلاني والزرقاني حول حديث
تحريم‏الذرية على النار
قال القسطلاني في المواهب((1211))، والزرقاني في
شرحه(3/203): روي عن ابن مسعود رفعه: «انما سميت
فاطمة‏» بالهام من‏اللّه لرسوله ان كانت ولادتها قبل النبوة، وان
كانت بعدها فيحتمل بالوحي «لان اللّه قد فطمها» من الفطم
وهو المنع‏ومنه فطم الصبي‏«وذريتها من‏النار يوم‏القيامة‏»اي
منعهم منها،فاما هي‏وابناها فالمنع مطلق،واما من عداهم
فالممنوع‏عنهم نار الخلود فلا يمتنع دخول بعضهم للتطهير،
ففيه بشرى لاله (ص) بالموت على الاسلام، وانه لا يختم لاحد
منهم‏بالكفر، نظيره ما قاله الشريف السمهودي في خبر
الشفاعة لمن مات بالمدينة مع انه يشفع لكل من مات مسلما،
او ان اللّهيشاء المغفرة لمن واقع الذنوب منهم اكراما لفاطمة
وابيها(ص)، او يوفقهم للتوبة النصوح ولو عند الموت ويقبلها
منهم.اخرجه الحافظ الدمشقي هو ابن عساكر((1212)).
وروى الغساني((1213)) والخطيب((1214)) وقال: فيه
مجاهيل مرفوعا: «انما سميت فاطمة لان اللّه فطمها ومحبيها
عن النار» ففيه‏بشرى عميمة لكل مسلم احبها، وفيه التاويلات
المذكورة.
واما ما رواه ابو نعيم والخطيب((1215)): ان عليا الرضا بن
موسى الكاظم بن جعفر الصادق سئل عن حديث: «ان
فاطمة‏احصنت فرجها فحرمها اللّه وذريتها على النار». فقال:
«خاص بالحسن والحسين‏» وما نقله الاخباريون عنه من‏توبيخه
لاخيه زيد حين خرج على المامون، وقوله: «ما انت قائل لرسول
اللّه؟ اغرك قوله: ان فاطمة احصنت...؟ ان هذالمن خرج من
بطنها لا لي ولا لك، واللّه ما نالوا ذلك الا بطاعة اللّه، فان اردت
ان تنال بمعصيته ما نالوه بطاعته، انك اذالاكرم على اللّه
منهم‏». فهذا من باب التواضع والحث على الطاعات وعدم
الاغترار بالمناقب وان كثرت، كما كان الصحابة‏المقطوع لهم
بالجنة على غاية من الخوف والمراقبة، والا فلفظ ذرية لا
يختص بمن خرج من بطنها في لسان العرب (ومن‏ذريته داود
وسليمان)((1216)). الاية. وبينه وبينهم قرون كثيرة، فلا يريد
بذلك مثل علي الرضا مع فصاحته ومعرفته لغة‏العرب، على ان
التقييد بالطائع يبطل خصوصية ذريتها ومحبيها، الا ان يقال:
للّه تعذيب الطائع فالخصوصية ان لا يعذبه‏اكراما لها. واللّه
اعلم((1217)).
واخرج الحافظ الدمشقي باسناده عن علي (رضى‏ا... عنه) قال:
«قال رسول اللّه (ص) لفاطمة غ: يا فاطمة تدرين لم‏سميت
فاطمة؟ قال علي (رضى‏ا... عنه): لم سميت؟ قال: ان اللّه عز
وجل قد فطمها وذريتها عن النار يوم القيامة‏».
وقد رواه الامام علي بن موسى الرضا في مسنده((1218))
ولفظه: «ان اللّه فطم ابنتي فاطمة وولدها ومن احبهم
من‏النار»((1219)).
ايرى القصيمي بعد ان الشيعة قد انفردوا بما لم يقله اعلام
قومه؟ او رووا بحديث لم يروه حفاظ مذهبه؟ او اتوا بما
يخالف‏مبادئ الدين الحنيف؟ وهل يسعه ان يتهم ابن حجر
والزرقاني ونظراءهما من اعلام قومه، وحفاظ نحلته
المشاركين‏للشيعة في تفضيل الذرية؟ ويرميهم بالقول
بعصمتهم؟ ويتحامل عليهم بمثل ما تحامل على الشيعة؟
وليس من البدع تفضل المولى سبحانه على قوم بتمكينه
اياهم من النزوع عن الاثام، والندم على ما فرطوا في
جنبه،والشفاعة من وراء ذلك، ولا ينافي شيئا من نواميس
العدل ولا الاصول المسلمة في الدين، فقد سبقت رحمته
غضبه‏ووسعت كل شي‏ء.
الصحابة في الكتاب والسنة
وليس هذا القول المدعوم بالنصوص الكثيرة بابدع من القول
بعدالة الصحابة اجمع، واللّه سبحانه يعرف في كتابه
المقدس‏اناسا منهم بالنفاق وانقلابهم على اعقابهم بيات كثيرة
رامية غرضا واحدا، ولا تنس ما ورد في الصحاح والمسانيد
ومنهاما في صحيح البخاري من ان اناسا من اصحابه (ص)
يؤخذ بهم ذات الشمال، فيقول: «اصحابي اصحابي، فيقال: انهم
لم‏يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم‏».
وفي صحيح آخر: «ليرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني،
فاقول: يا رب اصحابي، فيقال: انك لا تدري ما احدثوابعدك!».
وفي صحيح ثالث: «اقول: اصيحابي، فيقول: لا تدري ما احدثوا
بعدك!».
وفي صحيح رابع: «اقول: انهم مني، فيقال: انك لا تدري ما
احدثوا بعدك! فاقول سحقا سحقا لمن غير بعدي‏».
وفي صحيح خامس: «فاقول: يا رب اصحابي، فيقول: انك لا
علم لك بما احدثوا بعدك، انهم ارتدوا على ادبارهم‏القهقرى!».
وفي صحيح سادس: «بينا انا قائم اذا زمرة حتى اذا عرفتهم،
خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم. فقلت: اين؟ قال:الى
النار واللّه.
قلت: وما شانهم؟ قال: انهم ارتدوا على ادبارهم القهقرى. ثم اذا
زمرة حتى اذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال:هلم.
قلت: اين؟ قال: الى النار واللّه. قلت: ما شانهم؟ قال: انهم ارتدوا
بعدك على ادبارهم القهقرى، فلا اراه يخلص منهم‏الا مثل
همل النعم‏»((1220)).
قال القسطلاني في شرح صحيح البخاري((1221)) (9/325)
في هذا الحديث: همل بفتح الهاء والميم: ضوال الابل،
واحدها:هامل. او: الابل بلا راع. ولا يقال ذلك في الغنم، يعني:
ان الناجي منهم قليل في قلة النعم الضالة، وهذا يشعر
بانهم‏صنفان: كفار وعصاة. انتهى.
وانت من وراء ذلك كله جد عليم بما شجر بين الصحابة من
الخلاف الموجب للتباغض والتشاتم والتلاكم، والمقاتلة‏القاضية
بخروج احدى الفريقين عن حيز العدالة، ودع عنك ما جاء في
التاريخ عن افراد منهم من ارتكاب المثم والاتيان‏بالبوائق.
فاذا كان هذا التعديل عنده وعند قومه لا يستتبع لوما ولا يعقب
هملجة، فاي حزازة في القول بذلك التفضل الذي هو من‏سنة
اللّه في عباده؟ (ولن تجد لسنة اللّه تبديلا)((1222)).
تحريف كلمة سيدنا (الامين) واتهامه
واما ما اردفه في الاستناد الى كلام سيدنا الامين في اعيان
الشيعة((1223)) (3/65) فاني الفت نظر القارئ الى نص
عبارته‏حتى‏يعرف مقدار الرجل من الصدق والامانة في النقل،
ويرى محله من الارجاف وقذف رجل عظيم من عظماء
الامة‏بفاحشة مبينة، واتهامه بالقول بعصمة الذرية وهو ينص
على خلافه، قال بعد ذكر حديث الثقلين((1224))
بلفظ‏مسلم((1225))واحمد((1226)) وغيرهما من الحفاظ ما
نصه:
دلت هذه الاحاديث على عصمة اهل البيت من الذنوب والخطا،
لمساواتهم فيها بالقرآن الثابت عصمته في انهم احدالثقلين
المخلفين في الناس، وفي الامر بالتمسك بهم كالتمسك
بالقرآن، ولو كان الخطا يقع منهم لما صح الامر بالتمسك
بهم‏الذي هو عبارة عن جعل اقوالهم وافعالهم حجة، وفي ان
المتمسك بهم لا يضل كما لا يضل المتمسك بالقرآن، ولو
وقع‏منهم الذنب او الخطا لكان المتمسك بهم يضل، وان في
اتباعهم الهدى والنور كما في القرآن، ولو لم يكونوا معصومين
لكان‏في اتباعهم الضلال، وانهم حبل ممدود من‏السماء
الى‏الارض كالقرآن، وهو كناية عن انهم واسطة بين اللّه تعالى
وبين خلقه،وان اقوالهم عن اللّه تعالى، ولو لم يكونوا معصومين
لم يكونوا كذلك، وفي انهم لن يفارقوا القرآن ولن يفارقهم مدة
عمرالدنيا، ولو اخطاوا او اذنبوا لفارقوا القرآن وفارقهم، وفي
عدم جواز مفارقتهم بتقدم عليهم بجعل نفسه اماما لهم او
تقصيرعنهم وائتمام بغيرهم، كما لا يجوز التقدم على القرآن
بالافتاء بغير ما فيه او التقصير عنه باتباع اقوال مخالفيه، وفي
عدم‏جواز تعليمهم ورد اقوالهم، ولو كانوا يجهلون شيئا لوجب
تعليمهم ولم ينه عن رد قولهم.
ودلت هذه الاحاديث ايضا على ان منهم من هذه صفته في كل
عصر وزمان، بدليل قوله (ص): «انهما لن يفترقا حتى‏يرداعلي
الحوض‏»، وان اللطيف الخبير اخبره بذلك، وورود الحوض
كناية عن انقضاء عمر الدنيا، فلو خلا زمان من احدهمالم يصدق
انهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.
اذا علم ذلك ظهر انه لا يمكن ان يراد باهل البيت جميع بني
هاشم، بل هو من العام المخصوص بمن ثبت
اختصاصهم‏بالفضل والعلم والزهد والعفة والنزاهة من ائمة اهل
البيت الطاهر، وهم الائمة الاثنا عشر وامهم الزهراء البتول،
للاجماع‏على عدم عصمة من عداهم، والوجدان ايضا على
خلاف ذلك، لان من عداهم من بني هاشم تصدر منهم
الذنوب،ويجهلون كثيرا من الاحكام، ولا يمتازون عن غيرهم
من الخلق، فلا يمكن ان يكونوا هم المجعولين شركاء القرآن
في‏الامور المذكورة، بل يتعين ان يكونوا بعضهم لا كلهم ليس
الا من ذكرنا، اما تفسير زيد بن ارقم لهم بمطلق بني
هاشم((1227)) ان صح ذلك عنه فلا تجب متابعته عليه بعد
قيام الدليل على بطلانه.
اقرا واحكم، حيا اللّه الامانة والصدق، هكذا يكون عصر النور!!
تكذيب حديثي: «ان عليا يذود الخلق يوم
العطش‏»و«انه قسيم النار». وجوابها
7 قال: من آفات الشيعة قولهم: ان عليا يذود الخلق يوم
العطش، فيسقي منه اولياءه ويذود عنه اعداءه، وانه قسيم
الناروانها تطيعه يخرج منها من يشاء (2/21).
الجواب: لقد اسلفنا في الجزء الثاني (ص‏321) اسانيد الحديث
الاول عن الائمة والحفاظ، واوقفناك على تصحيحهم
لغيرواحد من طرقه، وبقيتها مؤكدة لها، فليس هو من مزاعم
الشيعة فحسب، وانما اشترك معهم فيه حملة العلم والحديث
من‏اصحاب الرجل، لكن القصيمي، لجهله بهم وبما يروونه او
لحقده على من روي الحديث في حقه، يحسبه من
آفات‏الشيعة.
واما الحديث الثاني فكالاول ليس من آفات الشيعة بل من غرر
الفضائل عند اهل الاسلام، فاخرجه الحافظ ابو اسحاق‏بن ديزيل
المتوفى (280، 281) عن الاعمش، عن موسى بن طريف، عن
عباية، قال: سمعت عليا وهو يقول: «انا قسيم‏النار يوم القيامة،
اقول: خذي ذا، وذري ذا».
وذكره ابن ابي الحديد في شرحه((1228)) (1/200)، والحافظ
ابن عساكر في تاريخه((1229)) من طريق الحافظ ابي بكر
الخطيب‏البغدادي.
وهذا الحديث سئل عنه الامام احمد، كما اخبر به محمد بن
منصور الطوسي، قال: كنا عند احمد بن حنبل فقال له رجل:
ياابا عبداللّه ما تقول في هذا الحديث الذي يروى: ان عليا قال:
«انا قسيم النار»؟
فقال احمد: وما تنكرون من هذا الحديث؟ اليس روينا ان النبي
(ص) قال لعلي: « لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق‏»؟
قلنا: بلى. قال: فاين المؤمن؟ قلنا في الجنة. قال: فاين
المنافق؟ قلنا: في النار. قال: فعلي قسيم النار. كذا في‏طبقات
اصحاب احمد وحكى عنه الحافظ الكنجي في الكفاية((1230))
(ص‏22)، فليت القصيمي يدري كلام امامه.
هذه اللفظة اخذها سلام اللّه عليه من قول رسول اللّه (ص)
له، فيما رواه عنترة [ عن الرضا (ع) ] عنه (ص) انه قال:«انت
قسيم الجنة والنار في يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي وهذا
لك‏». وبهذا اللفظ رواه ابن حجر في‏الصواعق((1231))(ص‏75).
ويعرب عن شهرة هذا الحديث النبوي بين الصحابة احتجاج
امير المؤمنين (ع) به يوم الشورى، بقوله: «انشدكم باللّه
هل‏فيكم احد قال له رسول اللّه (ص): يا علي انت قسيم الجنة
يوم القيامة غيري؟» قالوا: اللهم لا.
والاعلام ترى هذه الجملة من حديث الاحتجاج صحيحا.
واخرجه الدارقطني كما في الصواعق (ص‏75)، ويرى ابن
ابي‏الحديد استفاضة كلا الحديثين النبوي والمناشدة العلوية،
فقال في شرحه((1232)) (2/448):
فقد جاء في حقه الخبر الشائع المستفيض: انه قسيم النار
والجنة، وذكر ابو عبيد الهروي في الجمع بين الغريبين: ان
قومامن‏ائمة العربية فسروه فقالوا: لانه لما كان محبه من اهل
الجنة ومبغضه من اهل النار، كان بهذا الاعتبار قسيم النار
والجنة.قال ابو عبيد: وقال غير هؤلاء: بل هو قسيمها بنفسه في
الحقيقة، يدخل قوما الى الجنة وقوما الى النار، وهذا الذي
ذكره‏ابو عبيد اخيرا هو ما يطابق الاخبار الواردة فيه: يقول
للنار: هذا لي فدعيه، وهذا لك فخذيه.
وذكره القاضي في الشفا((1233)): انه قسيم النار. وقال
الخفاجي في شرحه(3/163): ظاهر كلامه ان هذا مما اخبر به
النبي(ص) الا انهم قالوا: لم يروه احد من المحدثين الا ابن
الاثير، قال في النهاية((1234)): الا ان عليا (رضى‏ا... عنه) قال:
«انا قسيم‏النار»، يعني اراد ان الناس فريقان: فريق معي فهم
على هدى، وفريق علي فهم على ضلال، فنصف معي في
الجنة، ونصف‏علي في النار. انتهى. قلت: ابن الاثير ثقة، وما
ذكره علي لايقال من قبل الراي فهو في حكم المرفوع، اذ لا
مجال فيه‏للاجتهاد، ومعناه: انا ومن معي قسيم لاهل النار، اي
مقابل لهم، لانه من اهل الجنة، وقيل: القسيم: القاسم
كالجليس‏والسمير، وقيل: اراد بهم الخوارج ومن قاتله، كما في
النهاية.
مخازي ومخاريق مكذوبة على الشيعة.
وجوابها
8 قال: جاءت روايات كثيرة في كتبهم يعني الشيعة انه
يعني الامام المنتظر يهدم جميع المساجد، والشيعة ابدا
هم‏اعداء المساجد، ولهذا يقل ان يشاهد الضارب في طول
بلادهم وعرضها مسجدا (2/23).
الجواب: لم يقنع الرجل كل ما في علبة مكره من زور واختلاق،
ولم يقنعه اسناد ما يفتعله الى رواية واحدة يسعه ان
يجابه‏المنكر عليه بانه لم يقف عليه حتى عزاه الى روايات
كثيرة جاءت في كتب الشيعة، وليته ان كان صادقا، وانى
واين؟ آذكر شيئا من اسماء هاتيك الكتب، او اشار الى واحدة من
تلك الروايات، لكنه لم تسبق له لفتة الى ان يفتعل اسماء
ويضع‏اسانيد قبل ان يكتب الكتاب فيذكرها فيه.
ان الحجة المنتظر سيد من آمن باللّه واليوم الاخر، الذين
يعمرون مساجد اللّه، واين هو عن هدمها؟ وان شيعيا يعزو
اليه‏ذلك لم يخلق بعد.
واما ما ذكره عن بلاد الشيعة، فلا ادري هل طرق هو بلاد
الشيعة، فكتب ما كتب، وكذب ما كذب، او انه كان رجما
منه‏بالغيب؟ او استند كصاحب المنار الى سائح سني
مجهول، او مبشر نصراني لم يخلقا بعد؟ واياماكان فهو ماخوذ
بافكه‏الشائن، وقد عرف من جاس خلال ديار الشيعة، وحل في
اوساطهم وحواضرهم وحتى البلاد الصغيرة‏والقرى‏والرساتيق،
ما هنالك من مساجد مشيدة صغيرة او كبيرة، وما في كثير
منها من الفرش والاثاث والمصابيح، وماتقام فيها من جمعة
وجماعة، وليس من شان الباحث ان ينكر المحسوس، ويكذب
في المشهود، وينصر المبدا بالتافهات.
فرية ومجهلة. وجوابها
9 قال: قد استفتى احد الشيعة اماما من ائمتهم لا ادري اهو
الصادق ام غيره؟ في مسالة من المسائل فافتاه فيها، ثم‏جاءه
من قابل واستفتاه في المسالة نفسها فافتاه بخلاف ما افتاه عام
اول، ولم يكن بينهما احد حينما استفتاه في المرتين،فشك
ذلك المستفتي في امامه وخرج من مذهب الشيعة، وقال: ان
كان الامام انما افتاني تقية، فليس معنا من يتقى في‏المرتين،
وقد كنت مخلصا لهم عاملا بما يقولون، وان كان ماتي هذا هو
الغلط والنسيان، فالائمة ليسوا معصومين اذن،والشيعة تدعي
لهم العصمة، ففارقهم وانحاز الى غير مذهبهم، وهذه الرواية
مذكورة في كتب القوم (2/38).
الجواب : انا لا اقول لهذا الرجل الا ما يقوله هو لمن نسب الى
امام من ائمته لا يشخص هو انه اي منهم مسالة‏فاضحة‏مجهولة
لا يعرفها، عن سائل هو احد النكرات، لا يعرف بسبعين (الف
لام)، واسند ما يقول الى كتب لم تؤلف بعد،ثم‏طفق يشن الغارة
على ذلك الامام وشيعته على هذا الاساس الرصين، فنحن لسنا
نرد على القصيمي الا بما يرد هو على‏هذا الرجل. ولعمري لو
كان المؤلف القصيمي يعرف الامام او السائل او المسالة او
شيئا من تلك الكتب لذكرهابهوس وهياج، لكنه لا يعرف ذلك
كله، كما انا نعرف كذبه في ذلك كله، ولا يخفى على القارئ
همزه ولمزه.
القرآن والشيعة دعوى اللحن والتحريف
. وجوابها
10 قال: من نظر في كتب القوم علم ان هم لا يرفعون بكتاب
اللّه راسا، وذلك انه يقل جدا ان يستشهدوا بية من القرآن‏فتاتي
صحيحة غير ملحونة مغلوطة، ولا يصيب منهم في ايراد الايات
الا المخالطون لاهل السنة، العائشون بين اظهرهم،على ان
اصابة هؤلاء لابد ان تكون مصابة، اما البعيدون منهم عن اهل
السنة فلا يكاد احد منهم يورد آية‏فتسلم عن‏التحريف والغلط،
وقد قال من طافوا في بلادهم: انه لا يوجد فيهم من يحفظون
القرآن، وقالوا: انه يندر جدا ان توجدبينهم المصاحف.
الجواب :
بلاء ليس يشبهه بلاء
عداوة غير ذي حسب ودين
يبيحك منه عرضا لم يصنه
ويرتع منك في عرض مصون
ليتني كنت اعلم ان هذه الكلمة متى كتبت؟ افي حال السكر او
الصحو؟ وانها متى رقمت؟ اعند اعتوار الخبل ام الافاقة؟وهل
كتبها متقولها بعد ان تصفح كتب الشيعة فوجدها خلاء من ذكر
آية صحيحة غير ملحونة؟ ام اراد ان يصمهم‏فافتعل لذلك
خبرا؟ وهل يجد المائن في الطليعة من ائمة الادب العربي الا
رجالا من الشيعة الفوا في التفسير كتبا ثمينة، وفي‏لغة الضاد
اسفارا كريمة هي مصادر اللغة، وفي الادب زبرا قيمة هي
المرجع للملا العلمي والادبي، وفي النحو مدونات لهاوزنها
العلمي، وانك لو راجعت كتب الامامية لوجدتها مفعمة
بالاستشهاد بالايات الكريمة، كانها افلاك لتلك الانجم‏الطوالع،
غير مغشاة بلحن او غلط.
وما كنا نعرف حتى اليوم ان مقياس التلاوة صحيحة او ملحونة
هو النزعات والمذاهب التي هي عقود قلبية لا مدخل لهافي
اللسان وما يلهج به، ولا ان لها مساسا باللغة، وسرد الكلمات،
وصياغة الكلام، وحكاية ما صيغ منها من قرآن اوغيره.
وليت شعري ما حاجة الشيعة في اصابة القرآن وتلاوته
[تلاوة]((1235)) صحيحة الى غيرهم؟ الاعواز في العربية؟ او
لجهل‏باساليب القرآن؟ لا ها اللّه ليس فيهم من يتسم بتلك
الشية، اما العربي منهم فالتشيع لم ينتا بهم عن لغتهم
المقدسة، ولاعن جبليات عنصرهم، اوهل ترى ان بلاد العراق
وعاملة وما يشابههما، وهي مفعمة بالعلماء الفطاحل والعباقرة
والنوابغ،اقل حظا في العربية من اعراب بادية نجد والحجاز
اكالة الضب، ومساورة الضباع؟! واما غير العربي منهم فما اكثر
ما فيهم‏من ائمة العربية والفطاحل والكتاب والشعراء، ومن
تصفح السير علم ان الادب شيعي، والخطابة شيعية، والكتابة
شيعية،والتجويد والتلاوة شيعيان. ومن هنا يقول ابن خلكان
في تاريخه في ترجمة علي بن الجهم((1236)) (1/38): كان
مع انحرافه عن‏علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام
واظهاره التسنن مطبوعا مقتدرا على الشعر عذب الالفاظ.
فكانه يرى ان‏مطبوعية الشعر وقرضه بالفاظ عذبة خاصة
للشيعة وانه المطرد نوعا.
وهذه المصاحف المطبوعة في ايران والعراق والهند منتشرة
في ارجاء العالم، والمخطوطة منها التي كادت تعد على عدد
من‏كان يحسن الكتابة منهم قبل بروز الطبع، وفيهم من يكتبه
اليوم تبركا به، ففي اي منها يجد ما يحسبه الزاعم من
الغلط‏الفاشي؟ او خلة في الكتابة؟ او ركة في الاسلوب؟ او
خروج عن الفن؟ غير طفائف يزيغ عنه بصر الكاتب الذي هو
لازم‏كل انسان شيعي او سني، عربي او عجمي.
واحسب ان الذي اخبر القصيمي بما اخبر من الطائفين في بلاد
الشيعة لم يولد بعد، لكنه صوره مثالا وحسب انه يحدثه،او انه
لما جاس خلال ديارهم لم يزد على ان استطرق الازقة
والجواد((1237)) فلم يجد مصاحف ملقاة فيما بينهم وفي
افنية‏الدور، ولو دخل البيوت لوجدها موضوعة في عياب وعلب،
وظاهرة مرئية في كل رف وكوة على عدد نفوس البيت
في‏الغالب، ومنها ما يزيد على ذلك، وهي تتلى آناء الليل
واطراف النهار.
هذه غير ما تتحرز به الشيعة من مصاحف صغيرة الحجم في
تمائم الصبيان واحراز الرجال والنساء، غير ما يحمله
المسافرللتلاوة والتحفظ عن نكبات السفر، غير ما يوضع منها
على قبور الموتى للتلاوة بكرة واصيلا واهداء ثوابها للميت،
غيرما تحمله الاطفال الى المكاتب لدراسته منذ نعومة الاظفار،
غير ما يحمل مع العروس قبل كل شي‏ء الى دار زوجها،ومنهم
من يجعل ذلك المصحف جزء من صداقها تيمنا به في حياتها
الجديدة، غير ما يؤخذ الى المساكن الجديدة المتخذة‏للسكنى
قبل الاثاث كله، غير ما يوضع منها الى جنب النساء لتحصينها
عن عادية الجن والشياطين الذين يوحون‏الى‏اوليائهم ومنهم
القصيمي مخترع الاكاذيب زخرف القول غرورا.
افهؤلاء الذين لا يرفعون بالقرآن راسا؟ افهؤلاء الذين يندر جدا
ان توجد بينهم المصاحف؟ واما ما اخبر به الرجل‏شيطانه
الطائف بلاد الشيعة من عدم وجود من يحفظ القرآن منهم،
فسل حديث هذه الاكذوبة عن كتب التراجم ومعاجم‏السير،
وراجع كتاب كشف الاشتباه((1238)) في رد موسى جار اللّه
(ص‏444 532) تجد هناك من حفاظ الشيعة وقرائهم
مائة‏وثلاثة واربعين.
الشيعة والاراء المكذوبة عليها. وجوابها
11 قال: هل يستطيع ان يجي‏ء الشيعي بحرف واحد من
القرآن يدل على قول الشيعة بتناسخ الارواح، وحلول اللّهفي
اشخاص ائمتهم، وقولهم بالرجعة وعصمة الائمة، وتقديم علي
على ابي بكر وعمر وعثمان؟ او يدل على وجود علي
في‏السحاب، وان البرق تبسمه والرعد صوته كما تقول الشيعة
الامامية؟ (1/72).
الجواب: ان تعجب فعجب ان الرجل ومن شاكله من المفترين
بهتوا الشيعة الامامية باشياء هم براء منها على حين
تداخل‏الفرق، وتداول المواصلات، وسهولة استطراق الممالك
والمدن بالوسائل النقلية البخارية في ايسر مدة، ومن
المستبعدجداان لم يكن من المتعذر جهل كل فرقة بمعتقدات
الاخرى، فمحاول الوقيعة اليوم والحالة هذه على اي فرقة من
الفرق‏قبل الفحص والتنقيب المتيسرين بسهولة مستعمل
للوقاحة والصلافة، وهو الافاك الاثيم عند من يطالع كتابه، او
يصيخ‏الى قيله.
ولو كان الرجل يتدبر في قوله تعالى: (ما يلفظ من قول الا لديه
رقيب عتيد)((1239))، او يصدق ما اوعد اللّه به كل
افاك‏اثيم‏هماز مشاء بنميم، لكف مدته عن البهت، وعرف
صالحه، ولكان هو المجيب عن سؤال شيطانه بان الشيعة
الامامية متى‏قالت بالتناسخ وحلول اللّه في اشخاص ائمتهم؟
ومن الذين ذهب منهم قديما وحديثا الى وجود علي في
السحاب. الخ. حتى‏يوجد حرف واحد منها في القرآن؟
نعم، علي في السحاب كلمة للشيعة تاسيا بالنبي الاعظم (ص)
بالمعنى الذي مر في الجزء الاول (ص‏292) غير ان قوالة‏الاحنة
حرفتها عن موضعها، واولتها بما يشوه الشيعة الامامية.
اليس عارا على الرجل وقومه ان يكذب على امة كبيرة اسلامية
ولا يبالي بما يباهتهم، وينسبهم الى الاراء المنكرة اوالتافهة، ولا
يتحاشى عن سوء صنيعه؟ اليست كتب الشيعة الامامية المؤلفة
في قرونها الماضية ويومها الحاضر وهي‏لسانهم المعرب عن
عقائدهم مشحونة بالبراءة من هذه النسب المختلقة بالسنة
مناوئيهم؟
فان كان لا يدري فتلك مصيبة
وان كان يدري فالمصيبة اعظم
نعم ، له ان يستند في افائكه الى شاكلته طه حسين، واحمد
امين، وموسى جار اللّه، رجال الفرية والبذاءة.
وقول الامامية بالرجعة نطق به القرآن، غير ان الجهل اعشى
بصر الرجل كبصيرته، فلم يره ولم يجده فيه، فعليه
بمراجعة‏كتب الامامية، وقد افردها بالتاليف جماهير من العلماء،
فحبذا لو كان الرجل يراجع شيئا منها.
كما ان آية التطهير ناطقة بعصمة جمع ممن تقول الامامية
بعصمتهم، وفي البقية بوحدة الملاك والنصوص الثابتة،
وفيمااخرجه امام مذهبه احمد بن حنبل في الاية الشريفة في
مسنده((1240)) (1/331 و 3/285 و 4/107 و 6/296، 298،
304،323) مقنع وكفاية.
وكيف لم يقدم القرآن عليا على غيره؟ وقد قرن اللّه ولايته
بولايته وولاية نبيه بقوله العزيز: (انما وليكم اللّه ورسوله‏والذين
آمنوا الذين ى قيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). وقد
مر في هذا الجزء (ص‏156 162): اطباق‏الفقهاء والمحدثين
والمتكلمين على نزولها في علي امير المؤمنين (ع).
والباحث ان اعط‏ى النصفة حقها يجد في كتاب اللّه آيا تعد
بالعشرات نزلت في علي امير المؤمنين (ع)، وهي
تدل‏على‏تقديمه على غيره، ولا بدع وهو نفس النبي (ص) بنص
القرآن، وبولايته اكمل اللّه دينه، واتم علينا نعمه، ورضي
لناالاسلام دينا.
ونحن نعيد السؤال ها هنا على القصيمي فنقول: هل يستطيع
ان يجي‏ء هو وقومه بحرف واحد من القرآن يدل على تقديم‏ابي
بكر وعمر وعثمان على ولي اللّه الطاهر امير المؤمنين (ع)؟
الشيعة والرقاع المزورة. وجوابها
12 قال: والقوم يعني الامامية لا يعتمدون في دينهم على
الاخبار النبوية الصحيحة، وانما يعتمدون على الرقاع‏المزورة
المنسوبة كذبا الى الائمة المعصومين في زعمهم وحدهم
(1/83).
الجواب: عرفت الحال في التوقيعات الصادرة عن الناحية
المقدسة، والرجل قد اتى من شيطانه بوحي
جديد،فيرى‏توقيعات بقية الائمة ايضا مكذوبة على الائمة،
ويرى عصمتهم مزعومة للشيعة فحسب، اذ لم يجدها في
طاموراوهامه.
(فان تنازعتم في شي‏ء فردوه الى اللّه والرسول)((1241)).
المتعة المبتدعة على الشيعة. وجوابها
13 المتعة التي تتعاطاها الرافضه انواع: صغرى وكبرى. فمن
انواعها: ان يتفق الرجل والمراة المرغوب فيها على ان
يدفع‏اليها شيئا من المال او من الطعام والمتاع وان حقيرا
جدا على ان يقضي وطره منها، ويشبع شهوته يوما او اقل او
اكثرحسب ما يتفقان عليه، ثم يذهب كل منهما في سبيله
كانما لم يجتمعا ولم يتعارفا، وهذا من اسهل انواع هذه المتعة.
وهناك نوع آخر اخبث من هذا يسمى عندهم بالمتعة الدورية
وهي ان يحوز جماعة امراة واحدة فيتمتع بها واحد من‏الصبح
الى الضحى، ثم يتمتع بها آخر من الضحى الى الظهر، ثم يتمتع
بها آخر من الظهر الى العصر، ثم آخر الى المغرب،ثم آخر الى
العشاء، ثم آخر الى نصف الليل، ثم آخر الى الصبح، وهم يعدون
هذا النوع دينا للّه يثابون عليه، وهو من شرانواع المحرمات
(1/119).
الجواب: ان المتعة عند الشيعة هي التي جاء بها نبي الاسلام،
وجعل لها حدودا مقررة، وثبتت في عصر النبي الاعظم
وبعده‏الى تحريم الخليفة عمر بن الخطاب، وبعده عند من لم
ير للراي المحدث في الشرع تجاه القرآن الكريم وما جاء به
نبي‏الاسلام قيمة ولا كرامة، وقد اصفقت فرق الاسلام على
اصول المتعة وحدودها المفصلة في كتبها، ولم يختلف قط
اثنان‏فيها، الا وهي:
1 الاجرة.
2 الاجل.
3 العقد المشتمل للايجاب والقبول.
4 الافتراق بانقضاء المدة او البذل.
5 العدة: امة وحرة، حائلا وحاملا.
6 عدم الميراث.
وهذه الحدود هي التي نص عليها اهل السنة والشيعة.
راجع من تليف الفريق الاول: صحيح مسلم، سنن الدارمي،
سنن البيهقي، تفسير الطبري، احكام القرآن للجصاص،تفسير
البغوي، تفسير ابن كثير، تفسير الفخر الرازي، تفسير الخازن،
تفسير السيوط‏ي، كنز العمال((1242)).
ومن تليف الفريق الثاني((1243)): من لا يحضره الفقيه
(3/149)، المقنع للصدوق كسابقه، الهداية له ايضا، الكافي
(2/44)،الانتصار للشريف علم الهدى المرتضى، المراسم لابي
يعلى سلا ر الديلمي، النهاية للشيخ الطوسي، المبسوط للشيخ
ايضا،التهذيب له ايضا (2/189)، الاستبصار له (2/29)، الغنية
للسيد ابي المكارم، الوسيلة لعماد الدين ابي جعفر، نكت
النهاية‏للمحقق الحلي، تحرير العلا مة الحلي (2/27)، شرح
اللمعة (2/82)، المسالك ج‏1، الحدائق (6/152)، الجواهر
(5/165).
والمتعة المعاطاة بين الامة الشيعية ليست الا ما ذكرناه، وليس
الا نوعا واحدا، والشيعة لم تر في المتعة رايا غير هذا، ولم‏تسمع
اذن الدنيا انواعا للمتعة تقول بها فرقة من فرق الشيعة، ولم
تكن لاي شيعي سابقة تعارف بانقسامها على الصغرى‏والكبرى،
وليس لاي فقيه من فقهاء الشيعة ولا لعوامهم من اول يومها
الى هذا العصر، عصر الكذب والاختلاق، عصرالفرية والقذف
عصر القصيمي المام بهذا الفقه الجديد المحدث، فقه القرن
العشرين لا القرون الهجرية.
واما القصيمي ومن يشاكله في جهله المطبق فلا ادري
ممن سمع ما تخيله من الانواع؟ وفي اي كتاب من كتب
الشيعة‏وجده؟ والى فتوى اي عالم من علمائها يستند؟ وعن اي
امام من ائمتها يروي؟ وفي اي بلدة من بلادها او قرية من
قراهااو بادية من بواديها وجد هذه المعاطاة المكذوبة عليها؟
ايم اللّه كل ذلك لم يكن. لكن الشياطين يوحون الى
اوليائهم‏زخرف القول غرورا.
اكاذيب فاحشة على الشيعة. وجوابها
14 قال: ان اغبى الاغبياء واجمد الجامدين من ياتون بشاة
مسكينة وينتفون شعرها ويعذبونها افانين العذاب،موحيااليهم
ضلالهم وجرمهم انها السيدة عائشة زوج النبي الكريم واحب
ازواجه اليه.
ومن ياتون بكبشين وينتفون اشعارهما ويعذبونهما الوان
العذاب، مشيرين بهما الى الخليفتين ابي بكر وعمر، وهذا ما
تاتيه‏الشيعة الغالية.
وان اغبى الاغبياء واجمد الجامدين هم الذين غيبوا امامهم في
السرداب، وغيبوا معه قرآنهم ومصحفهم، ومن يذهبون‏كل‏ليلة
بخيولهم وحميرهم الى ذلك السرداب الذي غيبوا فيه امامهم
ينتظرونه وينادونه ليخرج اليهم، ولا يزال عندهم‏ذلك منذ
اكثر من الف عام.
وان اغبى الاغبياء واجمد الجامدين هم الذين يزعمون ان
القرآن محرف مزيد فيه ومنقوص منه (1/374).
الجواب: يكاد القلم ان يرتج عليه القول في دحض هذه
المفتريات، لانها دعاوى شهودية باشياء لم تظل عليها
الخضراءولا اقلتها الغبراء ، فان الشيعة منذ تكونت في العهد
النبوي يوم كان صاحب الرسالة يلهج بذكر شيعة علي
(ع)،والصحابة تسمي جمعا منهم بشيعة علي الى يومها هذا، لم
تسمع بحديث الشاة والكبشين، ولا ابصرت عيناها ما
يفعل‏بهاتيك البهائم البريئة من الظلم والقساوة، ولا مدت اليها
تلك الايادي العادية، غير انهم شاهدوا القصيمي متبعا
لابن‏تيمية يدنس برودهم النزيهة من ذلك الدرن.
وليت الرجل يعرفنا باحد شاهد شيعيا يفعل ذلك، او بحاضرة
من حواضر الشيعة اطردت فيها هذه العادة، او بصقع‏وقعت فيه
مرة واحدة ولو في العالم كله.
وليتني ادري وقومي هل افتى شيعي بجواز هذا العمل الشنيع؟
او استحسن ذلك الفعل التافه؟ او نوه به ولو قصيص في‏مقاله؟
نعم يوجد هذا الافك الشائن في كتاب القصيمي وشيخه ابن
تيمية المشحون بامثاله.
وفرية السرداب اشنع وان سبقه اليها غيره من مؤلفي اهل
السنة، لكنه زاد في الطنبور نغمات بضم الحمير الى
الخيول،وادعائه اطراد العادة في كل ليلة واتصالها منذ اكثر من
الف عام، والشيعة لا ترى ان غيبة الامام في السرداب، ولا
هم‏غيبوه فيه ولا انه يظهر منه، وانما اعتقادهم المدعوم
باحاديثهم انه يظهر بمكة المعظمة تجاه البيت، ولم يقل احد
في‏السرداب انه مغيب ذلك النور، وانما هو سرداب دار الائمة
بسامراء، وان من المطرد ايجاد السراديب في الدور وقاية
من‏قائظ الحر، وانما اكتسب هذا السرداب بخصوصه الشرف
الباذخ لانتسابه الى ائمة الدين، وانه كان مبوا لثلاثة منهم
كبقية‏مساكن هذه الدار المباركة، وهذا هو الشان في بيوت
الائمة: ومشرفهم النبي الاعظم في اي حاضرة كانت، فقد اذن
اللّه ان‏ترفع ويذكر فيها اسمه.
وليت هؤلاء المتقولين في امر السرداب اتفقوا على راي واحد
في الاكذوبة، حتى لا تلوح عليها لوائح الافتعال فتفضحهم،فلا
يقول ابن بطوطة((1244)) في رحلته((1245))(2/198): ان
هذا السرداب المنوه به في الحلة، ولا يقول القرماني في
اخبارالدول((1246)): انه في بغداد. ولا يقول الاخرون: انه
بسامراء، وياتي القصيمي من بعدهم فلا يدري اين هو، فيطلق
لفظ‏السرداب ليستر سواته.
واني كنت اتمنى للقصيمي ان يحدد هذه العادة باقصر من
اكثر من الف عام حتى لا يشمل العصر الحاضر
والاعوام‏المتصلة به، لان انتفاءها فيه وفيها بمشهد ومراى
ومسمع من جميع المسلمين، وكان خيرا له لو عزاها الى بعض
القرون‏الوسط‏ى حتى يجوز السامع وجودها في الجملة، لكن
المائن غير متحفظ على هذه الجهات.
واما تحريف القرآن فقد مر حق القول فيه (ص‏85) وغيرها.
هذه نبذ من طامات القصيمي وله مئات من امثالها، ومن راجع
كتابه عرف موقفه من الصدق، ومبواه من الامانة، ومقيله‏من
العلم، ومحله من الدين، ومستواه من الادب.
(الذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطان اتاهم كبر مقتا عند
اللّه وعند الذين آمنوا كذلك يطبع اللّه على كل قلب
متكبرجبار)((1247))
(11، 12، 13) فجر الاسلام. ضحى الاسلام. ظهر الاسلام
هذه الكتب الفها الاستاذ احمد امين المصري لغاية هو ادرى
بها، ونحن ايضا لا يفوتنا عرفانها، وهذه‏الاسماء الفخمة لا
تغرالباحث‏النابه مهما وقف على ما في طيها من التافهات
والمخازي، فهي كاسمه الامين لا تطابق المسمى، وايم اللّه
انه لوكان امينا لكان يتحفظ على ناموس العلم والدين والكتاب
والسنة، وكف القلم عن تسويد تلك الصحائف‏السوداء، ولم‏يكن
يشوه سمعة الاسلام‏المقدس قبل سمعة مصره العزيزة بلسانه
اللسابة((1248)) السلا قة، وكان لم يتبع الهوى فيضل
عن‏السبيل، ولم يطمس الحقائق ولم يظهرها للناس بغير
صورها الحقيقية المبهجة، ولم يحرف الكلم عن مواضعها، ولم
يقذف‏امة كبيرة بنسب مفتعلة، ولم يتقول عليهم بما يدنس
ذيل قدسهم.