قال لي: كان حدثني
علي بن شجرة عن ابي بجير عن الصادق
ابي عبداللّه(ع): ان ابا خالد الكابلي كان يقول
بامامة
ابنالحنفية، فقدم من كابلشاه الى المدينة فسمع
محمدا
يخاطب علي بن الحسين فيقول: يا سيدي، فقال ابو خالد:
اتخاطب ابناخيك بمالايخاطبك بمثله؟ فقال: انه
حاكمني
الى الحجر الاسود وزعم انه ينطقه، فصرت معه اليه
فسمعت
الحجر يقول: يامحمد سلم الامر الى ابن اخيك فانه احق
منك!.
فقلت شعري هذا. قال: وصار ابو خالد الكابلي اماميا.
قال:
فسالت بعضالامامية عن هذا، فقال لي: ليس بامامي من
لا
يعرف هذا. فقلت للسيد: فانت على هذا المذهب او على ما
اعرف؟فانشدني بيت عقيل بن علفة:
خذا جنب هرشى((1025)) اوقفاه فانه
كلا جانبي هرشى لهن طريق
ومما رواه المرزباني((1026)) له في مذهبه قوله:
صح قولي بالامامه
وتعجلت السلامه
وازال اللّه عني
اذ تجعفرت الملامه
قلت من بعد حسين
بعلي ذي العلامه
اصبح السجاد للا
سلام والدين دعامه
قد اراني اللّه امرا
اسال اللّه تمامه
كي الاقيه به في
وقت اهوال القيامه
4 كلمة المفيد : قال في الفصول المختارة((1027))
(ص93): وكان من الكيسانية ابو هاشم اسماعيل بن محمد
الحميريالشاعر(ره) وله في مذهبهم اشعار كثيرة، ثم
رجع
عن القول بالكيسانية وتبرا منه ودان بالحق، لان ابا
عبداللّه
جعفر بنمحمد(ع) دعاه الى امامته وابان له عن فرض
طاعته،
فاستجاب له فقال بنظام الامامة وفارق ما كان عليه
من
الضلالة، ولهفي ايضا ذلك شعر معروف.
ومن بعض قوله في امامة محمد رضوان اللّه عليه ومذهب
الكيسانية قوله:
الا حي مقيما شعب رضوى
واهد له بمنزله السلاما
الى ان قال: وله عند رجوعه الى الحق وفراقه
الكيسانية:
تجعفرت باسم اللّه واللّه اكبر
وايقنت ان اللّه يعفو ويغفر
ودنت بدين غير ما كنت دائنا
به ونهاني سيد الناس جعفر
الى آخر ما مر باختلاف يسير.
وقال في الارشاد((1028)): فصل: وفيه يعني الامام
الصادق(ع) يقول السيد اسماعيل بن محمد الحميري(ره)
وقد رجععن قوله بمذهب الكيسانية، لما بلغه انكار
ابي
عبداللّه(ع) مقاله، ودعاؤه له الى القول بنظام
الامامة:
ايا راكبا نحو المدينة جسرة
عذافرة يطوى بها كل سبسب
وذكر منها (13) بيتا ثم قال: وفي هذا الشعر دليل على
رجوع
السيد (ره) عن مذهب الكيسانية وقوله بامامة
الصادق(ع)،ووجوه الدعوة ظاهرة من الشيعة في ايام
ابي
عبداللّه الى امامته والقول بغيبة صاحب الزمان(ع)
وانها احدى
علاماته،وهو صريح قول الامامية الاثنيعشرية.
5 كلمة ابن شهرآشوب : روى في المناقب((1029))
(2/323)
عن داود الرقي قال: بلغ السيد الحميري انه ذكر
عندالصادق(ع) فقال: ((السيد كافر)) فاتاه وسال: يا
سيدي، انا
كافر مع شدة حبي لكم ومعاداتي الناس فيكم؟
قال: ((وما ينفعك ذاك وانت كافر بحجة الدهر
والزمان؟)) ثم
اخذ بيده وادخله بيتا، فاذا في البيت قبر فصلى
ركعتين،ثمضرب بيده على القبر فصار القبر قطعا،
فخرج
شخص من قبره ينفض التراب عن راسه ولحيته، فقال له
الصادق: ((منانت؟)) قال: انا محمد بن علي المسمى
بابن
الحنفية. فقال: ((فمن انا؟)) فقال: جعفر بن محمد، حجة
الدهر والزمان((1030))فخرج السيد يقول:
تجعفرت باسم اللّه في من تجعفرا
وايقنت ان اللّه يعفو ويغفر
الى آخر الابيات.
وفي اخبار السيد: انه ناظره مؤمن الطاق في ابن
الحنفية فغلبه
عليه فقال:
تركت ابن خولة لا عن قلى
واني لكالكلف الوامق
واني له حافظ في المغيب
ادين بما دان في الصادق
هو الحبر حبر بني هاشم
ونور من الملك الرازق
به ينعش اللّه جمع العباد
ويجري البلاغة في الناطق
اتاني برهانه معلنا
فدنت ولم اك كالمائق
كمن صد بعد بيان الهدى
الى حبتر وابي حامق
فقال الطائي: احسنت، الان اوتيت رشدك، وبلغت اشدك،
وتبوات من الخير موضعا ومن الجنة مقعدا، وانشا
السيديقول:
تجعفرت باسم اللّه واللّه اكبر
وايقنت ان اللّه يعفو يغفر((1031))
ذكر منها خمسة ابيات ثم ذكر من بائيته المذكورة ستة
ابيات
فقال: وانشد فيه يعني الصادق(ع) :
امدح ابا عبد الال
ه فتى البرية في احتماله
سبط النبي محمد
حبل تفرع من حباله
تغشى العيون الناظرات
اذا سمون الى جلاله
عذب الموارد بحره
يروي الخلائق من سجاله
بحر اطل على البحور
يمدهن ندى بلاله((1032))
سقت العباد يمينه
وسقى البلاد ندى شماله
يحكي السحاب يمينه
والودق يخرج من خلاله
الارض ميراث له
والناس طرا في عياله
يا حجة اللّه الجليل
وعينه وزعيم آله
وابن الوصي المصطفى
وشبيه احمد في كماله
انت ابن بنت محمد
حذوا خلقت على مثاله
فضياء نورك نوره
وظلال روحك من ظلاله
فيك الخلاص عن الردى
وبك الهداية من ضلاله
اثني ولست ببالغ
عشر الفريدة من خصاله
6 الاربلي : قال في كشف الغمة((1033)) (ص124): السيد
الحميري(ره) كان كيسانيا يقول برجعة ابي القاسم
محمد
بنالحنفية، فلما عرفه الامام جعفر بن محمد
الصادق(ع) الحق
والقول بمذهب الامامية الاثني عشرية ترك ما كان
عليه
ورجعالى الحق وقال به، وشعره(ره) في مذهبه مشهور
لا
حاجة الى ذكره لاشتهاره.
وينبئك عن مذهبه الحق الصحيح قوله:
على آل الرسول واقربيه
سلام كلما سجع الحمام
اليسوا في السماء هم نجوم
وهم اعلام عز لا يرام
فيا من قد تحير في ضلال
امير المؤمنين هو الامام
رسول اللّه يوم غدير خم
اناف به وقد حضر الانام
وثاني امره الحسن المرجى
له بيت المشاعر والمقام
وثالثه الحسين فليس يخفى
سنا بدر اذا اختلط الظلام
ورابعهم علي ذو المساعي
به للدين والدنيا قوام
وخامسهم محمد ارتضاه
له في الماثرات اذن مقام
وجعفر سادس النجباء بدر
ببهجته زها البدر التمام
وموسى سابع وله مقام
تقاصر عن ادانيه الكرام
علي ثامن والقبر منه
بارض الطوس ان قحطوا رهام((1034))
وتاسعهم طريد بني البغايا
محمد الزكي له حسام
وعاشرهم علي وهو حصن
يحن لفقده البلد الحرام
وحادي العشر مصباح المعالي
منير الضوء الحسن الهمام
وثاني العشر حان له القيام
محمد الزكي به اعتصام
اولئك في الجنان بهم مساغي
وجيرتي الخوامس والسلام
نقد او اصحار بالحقيقة
قال الدكتور طه حسين المصري
في ذكرى ابي
العلاء((1035))
(ص358): التناسخ معروف عند العرب منذ
اواخر القرنالاول، والشيعة تدين به وببعض
المذاهب التي
تقرب منه كالحلول والرجعة، وليس بين اهل الادب من
يجهل
ما كان منسخافات الحميري وكثير في ذلك. انتهى.
كنت لا اعجب لو كان هذا العزو المختلق صادرا ممن
تقدم طه
حسين من بسطاء الاعصر الخرافية الذين قالوا وهم
لايشعرون،
وجمعوا من غير تمييز، والفوا لا عن تنقيب، وعزوا من
دون
دراية. لكن عجبي كله من مثل هذا الذي يرى
نفسهمنقبا
ويحسبه فذا من افذاذ هذا العصر الذهبي، عصر النور،
عصر
البحث والتنقيب الذي مني بمثل هذا الدكتور وامثاله
منجمال مستنوقة((1036)) يسرون حسوا في
ارتغاء((1037))يريدون ان يفخذوا امة كبيرة تعد
بالملايين عن
الامة الاسلاميةبنسبة الالحاد اليهم من تناسخ
وحلول فيلعن
هؤلاء اولئك لاعتقادهم بكفرهم، ويغضب اولئك على
هؤلاء
عندما يقفونعلى مثل هذا الافك الشائن، فيقع مالا
تحمد
مغبته من شق العصا وتفريق الكلمة، وذلك منية من قيض
طه
حسين لمثلهذه المعرة واثابه عليها.
الم يسائل هذا الرجل باحث عن مصدر هاتين الفريتين؟
هل
قراهما في كتاب من كتب الشيعة؟ ام سمعهما من شيعي؟
اوبلغه الخبر عن عالم من علماء الامامية؟ وهؤلاء
الشيعة
وكتبهم منذ العصور المتقادمة حتى اليوم تحكم بكفر
من
يقولبالتناسخ والحلول وتدين بالبراءة منه، فهلا
راجع
الدكتورهاتيك الكتب قبل ان يرمي لا عن سدد؟ وتخط
يمينه
لا عنرشد؟ نعم سبقه في نسبة التناسخ الى السيد،
ابن حزم
الاندلسي في الفصل((1038))، وقد عرفت ابن حزم ونزعاته
فيالجزء الاول (ص323 339).
واما القول بالرجعة فليس من سنخ القول بالتناسخ
والحلول،
وقد نطق بها الكتاب والسنة كما فصل في طيات
الكتبالكلامية وتضمنته التليف التي افردها اعلام
الامامية
فيها، وقد عرف من وقف على اخبار السيد وشعره وحجاجه
براءتهمن كل ما نبذه به من سخافة، ان لم يكن
الدكتور ممن
يرى ان التهالك في موالاة اهل البيت ومودتهم
ومدحهموالذبعنهم سخافة!.
حديثه مع من لم يتشى
لم يكن يرى السيد لمناوئي
العترة الطاهرة صلوات اللّه عليهم
حرمة وقدرا، وكان يشدد النكير عليهم في كل
موقفويلفظهم بالسنة حداد بكل حول وطول، وله في
ذلك
اخبار، منها:
1 عن محمد بن سهل الحميري عن ابيه قال((1039)):
انحدر
السيد الحميري في سفينة الى الاهواز، فماراه رجل
فيتفضيل
علي(ع) وباهله على ذلك، فلما كان الليل قام الرجل
ليبول
على حرف السفينة، فدفعه السيد فغرقه، فصاحالملا
حون: غرق
واللّه الرجل. فقال السيد: دعوه فانه باهلي((1040)).
2 ان السيد كان بالاهواز، فمرت به امراة من آل
الزبير تزف
الى اسماعيل بن عبد اللّه بن العباس، وسمع الجلبة
فسال
عنهافاخبر بها، فقال:
اتتنا تزف على بغلة
وفوق رحالتها قبه
زبيرية من بنات الذياحل الحرام من الكعبه((1041))
تزف الى ملك ماجد
فلا اجتمعا وبها الوجبه
فدخلت في طريقها الى خربة للخلاء فنهشتها افعى
فماتت،
فكان السيد يقول: لحقتها دعوتي((1042)).
3 عن عبداللّه بن الحسين بن عبداللّه بن اسماعيل بن
جعفر
قال: خرج اهل البصرة يستسقون، وخرج فيهم السيد
وعليهثياب خز وجبة ومطرف وعمامة فجعل يجر مطرفه
ويقول:
اهبط الى الارض فخذ جلمدا
ثم ارمهم يا مزن بالجلمد
لا تسقهم من سبل قطرة فانهم حرب بني
احمد((1043))
4 حدثني ابو سليمان الناجي قال: جلس المهدي يوما
يعطي
قريشا صلات لهم وهو ولي عهد، فبدا ببني هاشم ثم
بسائرقريش، فجاء السيد فرفع الى الربيع حاجب
المنصور
رقعة مختومة وقال: ان فيها نصيحة للامير فاوصلها
اليه.فاوصلها، فاذا فيها:
قل لابن عباس سمي محمد
لا تعطين بني عدي درهما
احرم بني تيم بن مرة انهم
شر البرية آخرا ومقدما
ان تعطهم لا يشكروا لك نعمة
ويكافئوك بان تذم وتشتما
وان ائتمنتهم او استعملتهم
خانوك واتخذوا خراجك مغنما
ولئن منعتهم لقد بدؤوكم
بالمنع اذ ملكوا وكانوا اظلما
منعوا تراث محمد اعمامه
وابنيه وابنته عديلة مريما
وتامروا من غير ان يستخلفوا
وكفى بما فعلوا هنالك ماثما
لم يشكروا لمحمد انعامه
افيشكرون لغيره ان انعما
واللّه من عليهم بمحمد
وهداهم وكسا الجنوب واطعما
ثم انبروا لوصيه ووليه
بالمنكرات فجرعوه العلقما
قال: فرمى بها الى ابي عبيد اللّه معاوية بن يسار
الكاتب
للمهدي ثم قال: اقطع العطاء. فقطعه، وانصرف الناس،
ودخلالسيد اليه، فلما رآه ضحك وقال: قد قبلنا
نصيحتك يا
اسماعيل. ولم يعطهم شيئا((1044)).
5 عن سويد بن حمدان بن الحصين قال: كان السيد يختلف
الينا ويغشانا، فقام من عندنا ذات يوم، فخلفه رجل
وقال:لكم
شرف وقدر عند السلطان، فلا تجالسوا هذا فانه مشهور
بشرب
الخمر وشتم السلف. فبلغ ذلك السيد فكتب اليه:
وصفت لك الحوض يا ابن الحصينعلى صفة الحارث
الاعور((1045))
فان تسق منه غدا شربة
تفز من نصيبك بالاوفر
فمالي ذنب سوى انني
ذكرت الذي فر عن خيبر
ذكرت امرا فر عن مرحب
فرار الحمار من القسور
فانكر ذاك جليس لكم
زنيم اخو خلق اعور
لحاني بحب امام الهدى
وفاروق امتنا الاكبر
ساحلق لحيته انها
شهود على الزور والمنكر
قال: فهجر واللّه مشايخنا جميعا ذلك «الرجل»((1046))
ولزموا
محبة السيد ومجالسته. الاغاني((1047)) (7/250 254).
6 عن معاذ بن سعيد الحميري قال: شهد السيد اسماعيل بن
محمد الحميري(ره) عند سوار القاضي بشهادة، فقال
له:الست
اسماعيل بن محمد الذي يعرف بالسيد؟ فقال: نعم. فقال
له:
كيف اقدمت على الشهادة عندي وانا اعرف
عداوتكللسلف؟
فقال السيد: قد اعاذني اللّه من عداوة اولياء اللّه
وانما هو شيء
لزمني. ثم نهض فقال له: قم يا رافضي، فواللّه ماشهدت
بحق.
فخرج السيد(ره) وهو يقول:
ابوك ابن سارق عنز النبي
وانت ابن بنت ابي جحدر
ونحن على رغمك الرافضو
ن لاهل الضلالة والمنكر
ثم عمل شعرا وكتبه في رقعة وامر من القاها في الرقاع
بين
يدي سوار.
قال: فاخذ الرقعة سوار، فلما وقف عليها خرج الى ابي
جعفر
المنصور وكان قد نزل الجسر الاكبر ليستعدي على
السيد،فسبقه السيد الى المنصور فانشا قصيدته التي
يقول
فيها((1048)):
يا امين اللّه يامن
صور يا خير الولاة
ان سوار بن عبد الل
ه من شر القضاة
نعثلي((1049))
جملي
لكم غير مواتي
جده سارق عنز
فجرة من فجرات
لرسول اللّه والقاذفه بالمنكرات((1050))
والذي كان ينادي من وراء الحجرات((1051))
يا هناة اخرج الينا
اننا اهل هنات
فاكفنيه لا كفاه الل
ه شر الطارقات سن فينا سننا كا
نت مواريث الطغاة
فهجوناه ومن يهجويصب بالفاقرات((1052))
قال: فضحك ابو جعفر المنصور وقال: نصبتك قاضيا
فامدحه
كما هجوته، فانشد(ره) يقول:
اني امرؤ من حمير اسرتي
بحيث تحوي سروها حمير
آليت لا امدح ذا نائل
له سناء وله مفخر
الا من الغر بني هاشم
ان لهم عندي يدا تشكر
ان لهم عندي يدا شكرها
حق وان انكرها منكر
يا احمد الخير الذي انما
كان علينا رحمة تنشر
حمزة والطيار في جنة
فحيث ما شاء دعا جعفر
منهم وهادينا الذي نحن من
بعد عمانا فيه نستبصر
لما دجا الدين ورق الهدى
وجار اهل الارض واستكبروا
ذاك علي بن ابي طالب
ذاك الذي دانت له خيبر
دانت وما دانت له عنوة
حتى تدهدى عرشه الاكبر
ويوم سلع اذ اتى عاتبا
عمرو بن عبد مصلتا يخطر
يخطر بالسيف مدلا كما
يخطر فحل الصرمة الدوسر((1053))
اذ جلل السيف على راسه
ابيض عضبا حده مبتر
فخر كالجذع واوداجه
ينصب منها حلب احمر
وكان ايضا مما جرى له مع سوار، ما حدث به الحرث بن
عبيداللّه الربيعي، قال: كنت جالسا في مجلس المنصور
وهوبالجسر الاكبر وسوار عنده والسيد ينشده:
ان الاله الذي لا شيء يشبهه
آتاكم الملك للدنيا وللدين
آتاكم اللّه ملكا لا زوال له
حتى يقاد اليكم صاحب الصين
وصاحب الهند ماخوذ برمته
وصاحب الترك محبوس على هون
حتى اتى «على» القصيدة والمنصور يضحك، فقال سوار:
هذا
واللّه يا امير المؤمنين يعطيك بلسانه ما ليس في
قلبه،
واللّهانالقوم الذين يدين بحبهم لغيركم، وان ه
لينطوي في
عداوتكم.
فقال السيد: واللّه انه لكاذب وانني في مديحكم
لصادق، ولكنه
حمله الحسد اذ رآك على هذه الحال، وان انقطاعي
ومودتيلكم اهل البيت لعرق لي فيها عن ابوي، وان
هذا وقومه
لاعداؤكم في الجاهلية والاسلام، وقد انزل اللّه غ
على نبيه
آعليه وآله السلام في اهل بيت هذا((1054)) (ان الذين
ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون) سورة
الحجرات
:(4). فقال المنصور: صدقت. فقال سوار: يا امير المؤمنين
انه
يقول بالرجعة، ويتناول الشيخين بالسب والوقيعة
فيهما.
فقالالسيد: اما قوله: باني اقول بالرجعة فان قولي
في ذلك
على ما قال اللّه تعالى: ( ويوم نحشر من كل امة فوجا
ممنيكذببياتنا فهم يوزعون) سورة النمل : (83).
وقد قال في موضع آخر: ( ...وحشرناه م فلم نغادر منهم
احدا)
سورة الكهف(47)، فعلمت ان هاهنا حشرين، احدهماعام
والاخر خاص. وقال سبحانه (ربنا امتنا اثنتين
واحييتنا اثنتين
فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل) سورةغافر
(11).
وقال اللّه تعالى: (فاماته اللّه مائة عام ثم بعثه)
سورة البقرة
(259). وقال اللّه تعالى: (الم تر الى الذين خرجوا
منديارهم
وهم الوف حذر الموت فقال لهم اللّه موتوا ثم احياهم)
سورة
البقرة(243).
فهذا كتاب اللّه غ، وقد قال رسول اللّه(ص): ((يحشر
المتكبرون
في صور الذر يوم القيامة))((1055))، وقال(ص): ((لم يجر
فيبني اسرائيل شيء الا ويكون في امتي مثله حتى
المسخ
والخسف والقذف))((1056))، وقال حذيفة: واللّه ما
ابعد ان
يمسخاللّه كثيرا من هذه الامة قردة وخنازير((1057)).
فالرجعة
التي نذهب اليها هي ما نطق به القرآن وجاءت به
السنة.
واننيلاعتقد ان اللّه تعالى يرد هذا يعني سوارا
الى الدنيا كلبا
او قردا او خنزيرا او ذرة، فانه واللّه متجبر متكبر
كافر.
قال: فضحك المنصور، وانشد السيد يقول:
جاثيت سوارا ابا شملة
عند الامام الحاكم العادل
فقال قولا خطا كله
عند الورى الحافي والناعل
ما ذب عما قلت من وصمة
في اهله بل لج في الباطل
وبان للمنصور صدقي كما
قد بان كذب الانوك الجاهل
يبغض ذا العرش ومن يصطفي
من رسله بالنير الفاضل
ويشنا الحبر الجواد الذي
فضل بالفضل على الفاضل
ويعتدي بالحكم في معشر
ادوا حقوق الرسل للراسل
فبين اللّه تزاويقه
فصار مثل الهائم الهائل
قال: فقال المنصور: كف عنه. فقال السيد: يا امير
المؤمنين،
البادي اظلم، يكف عني حتى اكف عنه. فقال المنصور
لسوار:تكلم بكلام فيه نصفة، كف عنه حتى لا يهجوك.
الفصول
المختارة((1058)) (1/61 64). وروى ابو الفرج
للسيد مما
انشدهالمنصور في سوار القاضي قوله:
قل للامام الذي ينجى بطاعته
يوم القيامة من بحبوحة النار
لا تستعينن جزاك اللّه صالحة
يا خير من دب في حكم بسوار
لا تستعن بخبيث الراي ذي صلف
جم العيوب عظيم الكبر جبار
تضحي الخصوم لديه من تجبره
لا يرفعون اليه لحظ ابصار
تيها وكبرا ولولا ما رفعت له
من ضبعه كان عين الجائع العاري
فدخل سوار، فلما رآه المنصور تبسم وقال اما بلغك
خبر اياس
بن معاوية((1059)) حيث قبل شهادة الفرزدق
واستزاد
فيالشهود؟ فما احوجك للتعريض للسيد ولسانه؟ ثم
امر السيد
بمصالحته وامره بان يصير اليه معتذرا ففعل فلم
يعذره،فقال:
اتيت دعي بني العنبر
اروم اعتذارا فلم اعذر
فقلت لنفسي وعاتبتها
علىاللؤم فيفعلها: اقصري
ايعتذر الحر مما اتى
الى رجل من بني العنبر
ابوك ابن سارق عنز النبي
وامك بنت ابي جحدر
ونحن على رغمك الرافضو
ن لاهل الضلالة والمنكر
قال: وبلغ السيد ان سوارا قد اعد جماعة يشهدون عليه
بسرقة
ليقطعه، فشكاه الى ابي جعفر، فدعا بسوار وقال له:
قدعزلتك
عن الحكم للسيد او عليه، فما تعرض له بسوء حتى
مات((1060)).
7 عن اسماعيل بن الساحر قال: تلاحى رجلان من بني
عبداللّه بن دارم في المفاضلة بعد رسول اللّه(ص)
فرضيا
بحكماول من يطلع فطلع السيد، فقاما اليه وهما لا
يعرفانه،
فقال له مفضل علي بن ابي طالب(ع) منهما: اني وهذا
اختلفنا
في خيرالناس بعد رسول اللّه(ص) فقلت: علي بن ابي
طالب.
فقطع السيد كلامه ثم قال: واي شيء قال هذا الاخر
ابنالزانية؟!فضحك من حضر، ووجمالرجل، ولم يحر
جوابا.
الاغاني((1061))
(7/241)، وطبقات الشعراء لابن
المعتز((1062))
(ص7) عن محمد بن عبداللّه السدوسي عن
السيدنفسه.
8 في كتاب الحيوان للجاحظ((1063)) (1/91): شبه السيد
بن محمد الحميري عائشةغ في نصبها الحرب يوم
الجمللقتال
بنيها بالهرة حين تاكل اولادها، فقال:
جاءت مع الاشقين في هودج
تزجي الى البصرة اجنادها
كانها في فعلها هرة
تريد ان تاكل اولادها
اخباره وملحه
روى ابو الفرج وغيره شطرا
وافيا من اخبار السيد وملحه
ونوادره، لو جمعت لاتى كتابا، ونحن نضرب عن ذكر
جميعهاصفحا، ونقتصر منها بنبذة يسع لذكرها المجال.
1 روى ابو الفرج في الاغاني((1064)) (7/250) باسناده عن
رجل قال: كنت اختلف الى ابني قيس، وكانا يرويان
عنالحسن((1065))، فلقيني السيد يوما وانا
منصرف من
عندهما، فقال: ارني الواحك اكتب فيها شيئا والا
اخذتها
فمحوت مافيها. فاعطيته الواحي فكتب فيها:
لشربة من سويق عند مسغبة
واكلة من ثريد لحمه واري
اشد مما روى حبا الي بنو
قيس ومما روى صلت بندينار
مما رواه فلان عن فلانهم
ذاك الذي كانيدعوهم الىالنار
2 جلس السيد يوما الى قوم فجعل ينشدهم وهم يلغطون.
فقال:
قد ضيع اللّه ما جمعت من ادب
بين الحمير وبين الشاء والبقر
لا يسمعون الى قول اجيء به
وكيف تستمع الانعام للبشر
اقول ما سكتوا انس فان نطقواقلت الضفادع بين الماء
والشجر((1066))
3 اجتمع السيد في طريقه بامراة تميمية اباضية،
فاعجبها
وقالت: اريد ان اتزوج بك ونحن على ظهر الطريق. قال:
يكونكنكاح ام خارجة قبل حضور ولي وشهود، فاستضحكت
وقالت: ننظر في هذا، وعلى ذلك فمن انت؟ فقال:
ان تساليني بقومي تسالي رجلا
في ذروة العز من احياء ذي يمن
حولي بها ذو كلاع في منازلها
وذو رعين وهمدان وذو يزن
والازد ازد عمان الاكرمون اذا
عدت مثرهم في سالف الزمن
بانت كريمتهم عني فدارهم
داري وفيالرحب مناوطانهم وطني
لي منزلان بلحج منزل وسط
منها ولي منزل للعز في عدن
ثم الولاء الذي ارجو النجاة به
من كبة النار للهادي ابي حسن
فقالت: قد عرفناك ولا شيء اعجب من هذا: يمان
وتميمية،
ورافضي واباضية، فكيف يجتمعان؟. فقال: بحسن
رايكفيتسخو نفسك، ولا يذكر احدنا سلفا ولا
مذهبا. قالت:
افليس التزويج اذا علم انكشف معه المستور، وظهرت
خفياتالامور؟ قال: اعرض عليك اخرى. قالت: ما هي؟
قال:
المتعة التي لا يعلم بها احد. قالت: تلك اخت الزنا.
قال:اعيذكباللّه ان تكفري بالقرآن بعد الايمان.
قالت: فكيف؟
قال: قال اللّه تعالى: (فما استمتعتم به منهن
فتوهناجورهنفريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم
به من
بعد الفريضة)((1067)).
فقالت: الا تستخير اللّه واقلدك ان كنت صاحب قياس؟
قال: قد فعلت. فانصرفت معه وبات معرسا بها، وبلغ
اهلها من
الخوراج امرها، فتوعدوها بالقتل وقالوا: تزوجت
بكافر.فجحدت
ذلك ولم يعلموا بالمتعة. فكانت مدة تختلف اليه على
هذه
السبيل من المتعة وتواصله حتى افترقا((1068)).
قول السيد في صدر القصة: يكون كنكاح ام خارجة: ايعاز
الى
المثل السائر: اسرع من نكاح ام خارجة، يضرب به
فيالسرعة.
وام خارجة هي عمرة بنت سعد ابن عبداللّه بن قدار بن
ثعلبة،
كان ياتيها الخاطب فيقول: خطب. فتقول:نكحفيقول:
انزلي
فتقول: انخ .
قال المبرد: ولدت ام خارجة للعرب في نيف وعشرين حيا
من
آباء متفرقة، وكانت هي احدى النساء اللا تي اذا
تزوجتواحد
الرجل فاصبحت عنده كان امرها اليها ان شاءت اقامت
وان
شاءت ذهبت، وعلامة ارتضائها للزوج ان تعالج
لهطعاما اذا
اصبح((1069)).
4 قال علي بن المغيرة: كنت مع السيد على باب عقبة بن
سلم، ومعنا ابن لسليمان بن علي ننتظره وقد اسرج له
ليركب،
اذقال ابن سليمان بن علي يعرض بالسيد: اشعر الناس
واللّه
الذي يقول:
محمد خير من يمشي علىقدم
وصاحباه وعثمان بن عفانا
فوثب السيد وقال: اشعر واللّه منه الذي يقول:
سائل قريشا اذا ما كنت ذا عمه
من كان اثبتها في الدين اوتادا؟
من كان اعلمها علما واحلمها
حلما واصدقها قولا وميعادا؟
ان يصدقوك فلن يعدوا اباحسن
ان انت لم تلق للابرار حسادا
ثم اقبل على الهاشمي فقال: يا فتى نعم الخلف انت
لشرف
سلفك، اراك تهدم شرفك، وتثلب سلفك، وتسعى بالعداوة
علىاهلك، وتفضل من ليس اصلك من اصله على من فضلك
من فضله، وساخبر امير المؤمنين عنك بذا حتى يضعك.
فوثبالفتى خجلا ولم ينتظر عقبة بن سلم. وكتب اليه
صاحب
خبره بما جرى عند الر كوبة حتى خرجت
الجائزةللسيد((1070)).
5 روى ابو سليمان الناجي: ان السيد قدم الاهواز وابو
بجير بن
سماك الاسدي يتولا ها وكان له صديقا، وكان لابي
بجيرمولى
يقال له يزيد بن مذعور يحفظ شعر السيد وينشده ابا
بجير،
وكان ابو بجير يتشيع فذهب السيد الى قوم من
اخوانهبالاهواز
فنزل بهم وشرب عندهم، فلما امسى انصرف، فاخذه
العسس((1071))
فحبس. فكتب من غده الابيات وبعثبها الى
يزيد بن مذعور. فدخل على ابي بجير وقال: قد جنى عليك
صاحب عسسك ما لا قوام لك به. قال: وما ذلك؟قال: اسمع
هذه الابيات كتبها السيد من الحبس، فانشده يقول:
قف بالديار وحيها يا مربع
واسال وكيف يجيب من لا يسمع
ان الديار خلت وليس بجوها
الا الضوابح والحمام الوقع
ولقد تكون بها اوانس كالدمى((1072))جمل وعزة
والرباب وبوزع
حور نواعم لا ترى في مثلها
امثالهن من الصيانة اربع
فعرين بعد تالف وتجمع
والدهر صاح مشتت ما تجمع
فاسلم فانك قد نزلت بمنزل
عند الامير تضر فيه وتنفع
تؤتى هواك اذا نطقت بحاجة
فيه وتشفع عنده فيشفع
قل للامير اذا ظفرت بخلوة
منه ولم يك عنده من يسمع
هب لي الذي احببته في احمد
وبنيه انك حاصد ما تزرع
يختص آل محمد بمحبة
في الصدر قد طويت عليها الاضلع((1073))
ويقول فيها:
قم يا ابن مذعور فانشد نكسوا
خضع الرقاب باعين لا ترفع
لولا حذار ابي بجير اظهروا
شننهم وتفرقوا وتصدعوا
لا تجزعوا فلقد صبرنا فاصبروا
سبعين عاما والانوف تجدع
اذ لا يزال يقوم كل عروبة((1074))
منكم بصاحبنا خطيب مصقع
مسحنفر ((1075))في
غيه متتابع
في الشتم مثله بخيل يسجع
ليسر مخلوقا ويسخط خالقا
ان الشقي بكل شر مولع
فلما سمعها ابو بجير دعا صاحب عسسه فشتمه، وقال:
جنيت
علي ما لا يد لي به، اذهب صاغرا الى الحبس وقل:
ايكمابو
هاشم؟، فاذا اجابك فاخرجه واحمله على دابتك وامش
معه
صاغرا حتى تاتيني به. ففعل، فابى السيد ولم يجبه
الىالخروج
الا بعد ان يطلق له كل من اخذ معه، فرجع الى ابي بجير
فاخبره، فقال: الحمد للّه الذي لم يقل اخرجهم واعط
كلواحد
منهم مالا. فما كنا نقدر على خلافه، افعل ما احب
برغم انفك
الان، فمضى فخلى سبيله وسبيل كل من كان معه ممناخذ
في تلك الليلة، واتي به الى ابيبجير: فتناوله
بلسانه وقال:
قدمت علينا فلم تاتنا واتيت بعض اصحابك
الفساق،وشربت ما
حرم عليك حتى جرى ما جرى. فاعتذر من ذلك اليه، فامر
له
ابو بجير بجائزة سنية وحمله واقام عندهمدة((1076)).
6 قال ابو الفرج في الاغاني((1077)) (7/259): اخبرني احمد
بن عبدالعزيز الجوهري قال: حدثنا عمر بن شبة
قال:حدثنا
حاتم بن قبيصة قال: سمع السيد محدثا يحدث: ان
النبي(ص)
كان ساجدا فركب الحسن والحسين على ظهره،
فقالعمر(رض): نعم المطي مطيكما.
فقال النبي(ص): ((ونعم الراكبان هما)). فانصرف السيد
من
فوره فقال في ذلك:
اتى حسن والحسين النبي
وقد جلسا حجرة يلعبان
ففداهما ثم حياهما
وكانا لديه بذاك المكان
فراحا وتحتهما عاتقاه
فنعم المطية والراكبان
وليدان امهما برة
حصان مطهرة للحصان
وشيخهما ابن ابي طالب
فنعم الوليدان والوالدان
خليلي لا ترجيا واعلما
بان الهدى غير ما تزعمان
وان عمى الشك بعد اليقين
وضعف البصيرة بعد العيان
ضلال فلا تلججا فيهما
فبئست لعمركما الخصلتان
ايرجى علي امام الهدى
وعثمان ما اعند المرجيان
ويرجى ابن حرب واشياعه
وهوج الخوارج بالنهروان
يكون امامهم في
المعادخبيثالهوىمؤمنالشيصبان((1078))
وذكر ابن المعتز في طبقاته((1079)) (ص8) ابياتا من
دون
ذكر الحديث وهي:
اتى حسنا والحسين الرسول
وقد برزا ضحوة يلعبان
وضمهما وتفداهما
وكانا لديه بذاك المكان
وطاطا تحتهما عاتقيه
فنعم المطية والراكبان
وذكر المرزباني في اخبار السيد ستة ابيات منها، ولم
يذكر
الحديث وزاد:
جزى اللّه عنا بني هاشم
بانعام احمد اعلى الجنان
فكلهم طيب طاهر
كريم الشمائل حلو اللسان
قال الاميني: هذه القصيدة تتضمن احاديث وردت في
الامامين السبطين، وقد تلفت جملة من ابياتها،
فقوله:
اتى حسن والحسين النبي
وقد جلسا حجرة يلعبان
اشارة الى ما اخرجه الطبراني((1080)) وابن عساكر في
تاريخه((1081))
(4/314) عن ابي ايوب الانصاري قال:
دخلتعلى رسول اللّه(ص) والحسن والحسين يلعبان بين
يديه
وفي حجره فقلت: يا رسول اللّه اتحبهما؟ فقال: ((كيف
لا
احبهما،وهما ريحانتاي من الدنيا اشمهما)).
وعن جابر قال: دخلت على رسول اللّه(ص) وهو حامل الحسن
والحسين على ظهره، وهو يمشي بهما فقلت: نعم
الجملجملكما. فقال: ((نعم الراكبان هما)). وفي لفظ:
دخلت
عليه والحسن والحسين على ظهره، وهو يمشي بهما على
اربعيقول(ص): ((نعم الجمل جملكما ونعم العدلان
انتما)).
اخرجه ابن عساكر في تاريخ الشام((1082))(4/207).
وقوله:
اتى حسنا والحسين الرسول
وقد برزوا ضحوة يلعبان
وبعده منابيات اشارةالى ما اخرجه الطبراني((1083))
عن
يعلى بن مرة وسلمان قالا:
كنا حول النبي(ص) فجاءت ام ايمن فقالت: يا رسول
اللّه، لقد
ضل الحسن والحسين، وذلك راد النهار يقول:
ارتفاعالنهار
فقال رسول اللّه(ص): ((قوموا فاطلبوا ابني، واخذ كل
رجل
تجاه وجهة، واخذت نحو النبي(ص)، فلم يزل حتى اتى
سفحجبل، واذا الحسن والحسين يلتزق كل واحد منهما
صاحبه، واذا شجاع على ذنبه يخرج من فيه شبه النار،
فاسرع
اليهرسول اللّه(ص) فالتفت مخاطبا لرسول اللّه(ص)
ثم انساب
فدخل بعض الاجحرة، ثم اتاهما فافرق بينهما ومسح
وجوههما،وقال: ((بابي وامي انتما ما اكرمكما على
اللّه!)) ثم
حمل احدهما على عاتقه الايمن والاخر على عاتقه
الايسر،
فقلت: طوبىلكما نعم المطية مطيتكما، فقال رسول
اللّه(ص):
((ونعم الراكبان هما! وابوهما خير منهما)). الجامع
الكبير
للسيوطي كما فيترتيبه((1084)) (7/106). واخرج ابن عساكر
في تاريخه((1085)) (4/317) عن عمر قال: رايت الحسن
والحسين علىعاتقي النبي، فقلت: نعم الفرس
راحلتكما وفي
لفظ ابن شاهين في السنة: نعم الفرس تحتكما . فقال
النبي(ص):((ونعمالفارسان هما)).
7 عن سليمان بن ارقم قال: كنت مع السيد فمر بقاص على
باب ابي سفيان بن العلاء وهو يقول: يوز ن
رسولاللّه(ص)يوم
القيامة في كفة بامته اجمع فيرجح بهم ، ثم يؤتى
بفلان فيوزن
بهم فيرجح، ثم يؤتى بفلان فيوزن بهم فيرجح،فاقبل
على ابي
سفيان فقال: لعمري ان رسول اللّه(ص)ليرجح على امته
في
الفضل، والحديث حق، وانما رجح الاخرانالناس في
سيئاتهم،
لان من سن سنة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزرها
ووزر
من عمل بها((1086)).
قال: فما اجابهاحد، فمضى فلم يبقاحد من
القومالا سبه.
الاغاني((1087))
(7/271).
8 عن محمد بن كناسة قال: اهدى بعض ولاة الكوفة الى
السيد رداءا عدنيا، فكتب اليه السيد، فقال:
وقد اتانا رداء من هديتكم
فلا عدمتك طول الدهر من وال
هو الجمال جزاك اللّه صالحة
لو انه كان موصولا بسربال
فبعث اليه بخلعة تامة وفرس جواد، وقال: يقطع عتاب
ابي
هاشم واستزادته ايانا((1088)).
9 روى المرزباني((1089)) مسندا عن الحرث بن
عبيداللّه بن
الفضل قال: كنا عند المنصور، فامر باحضار السيد
فحضر.قال:
انشدني مدحك لنا في قصيدتك الميمية التي اولها:
اتعرف دارا عفى رسمها
. . . .
ودع التشبيب. فانشده وقال:
فدع ذا وقل في بني هاشم
فانك باللّه تستعصم
بني هاشم حبكم قربة
وحبكم خير ما يعلم
بكم فتح اللّه باب الهدى
كذاك غدا بكم يختم
الام والقى الاذى فيكم
الا لائمي فيكم الوم
وما لي ذنب يعدونه
سوى انني بكم مغرم
واني لكم وامق ناصح
واني بحبكم معصم((1090))
فاصبحت عندهم ماثمي
مثر فرعون او اعظم
فلا زلت عندكم مرتضى
كما انا عندهم متهم
جعلت ثنائي ومدحي لكم
على رغم انف الذي يرغم
فقال له المنصور: اظنك اوديت في مدحنا كما اودى((1091))
حسان بن ثابت في مدح رسول اللّه(ص)، وما اعرف
هاشمياالا
ولك عليه حق. والسيد يشكره، وهو يكلمه بكلام من وصفه
ما
سمعته يقول لاحد مثله.
10 روى المرزباني في اخبار السيد((1092)) باسناده عن
جعفر بن سليمان، قال:
كنا عندالمنصور فدخل عليه السيد، فقال له: انشدني
قصيدتك
التي تقول فيها:
ملك ابن هند وابن اروى قبله
ملكا امر بحله الابرام
«فانشدها حتى بلغ الى قوله:»((1093))
واضاف ذاك الى يزيد ملكه
اثم عليه في الورى وغرام
اخزى الاله بني امية انهم
ظلموا العباد بما اتوه وحاموا
نامت جدودهم واسقط نجمهم
والنجم يسقط والجدود تنام
جزعت امية من ولاية هاشم
وبكت ومنهم قد بكى الاسلام
ان يجزعوا فلقد اتتهم دولة
وبها تدوم عليكم الايام
فلكم يكون بكل شهر اشهر
وبكل عام واحد اعوام
يا رهط احمد ان من اعطاكم
ملك الورى وعطاوه اقسام
رد الوراثة والخلافة فيكم
وبنو امية صاغرون رغام
لمتمم لكم الذي اعطاكم
ولكم لديه زيادة وتمام
انتم بنو عم النبي عليكم
من ذي الجلال تحية وسلام
وورثتموه وكنتم اولى به
ان الولاء تحوزه الارحام
ما زلت اعرف فضلكم ويحبكم
قلبي عليه وانني لغلام
اوذى واشتم فيكم ويصيبني
من ذي القرابة جفوة وملام
حتى بلغت مدىالمشيب فاصبحتمني القرون كانهن
ثغام((1094))
قال: فرايت المنصور يلقمه من كل شيء كان بين يديه
ويقول:
شكرا للّه ولك يا اسماعيل حبك لاهل البيت صلى
اللّهعليهم
ومدحك لهم، وجزاك عنا خيرا. ياربيع ادفع الى
اسماعيل فرسا
وعبدا وجارية والف درهم، واجعل الالف له فيكل شهر.
11 عن الجاحظ عن اسماعيل الساحر قال: كنت اسقي السيد
الحميري وابا دلامة، فسكر السيد، وغمض عينيه
حتىحسبناه
نام، فجاءت بنت لابي دلامة قبيحة الصورة، فضمها
اليه
ورقصها وهو يقول:
ولم ترضعك مريم ام عيسى
ولم يكفلك لقمان الحكيم
ففتح السيد عينه وقال:
ولكن قد تضمك ام سوء
الى لباتها واب لئيم
لسان الميزان((1095)) (1/438)
12 روى شيخ الطائفة، كما في امالي ولده((1096))
(ص124)
باسناده عن محمد بن جبلة الكوفي قال: اجتمع عندنا
السيدبن محمد الحميري وجعفر بن عفان الطائي((1097))،
فقال له السيد: ويحك اتقول في آل محمد(ع) شرا:
ما بال بيتكم يخرب سقفه
وثيابكم من ارذل الاثواب
فقال جعفر: فما انكرت من ذلك؟ فقال له السيد: اذا لم
تحسن
المدح فاسكت. ايوصف آل محمد بمثل هذا؟ ولكني
اعذرك،هذا طبعك وعلمك ومنتهاك، وقد قلت امحو عنهم
عار مدحك:
اقسم باللّه وآلائه
والمرء عما قال مسؤول
ان علي بن ابي طالب
على التقى والبر مجبول
وانه كان الامام الذي
له على الامة تفضيل
يقول بالحق ويعني به
ولا تلهيه الاباطيل
كان اذا الحرب مرتها القنا
واحجمت عنها البهاليل
يمشي الى القرن وفي كفه
ابيض ماضي الحد مصقول
مشي العفرنى((1098)) بين اشباله
ابرزه للقنص((1099)) الغيل((1100))
ذاك الذي سلم في ليلة
عليه ميكال وجبريل
ميكال في الف وجبريل في
الف ويتلوهم سرافيل
ليلة بدر مددا انزلوا
كانهم طير ابابيل
فسلموا لما اتوا حذوه
وذاك اعظام وتبجيل
كذا يقال فيه يا جعفر، وشعرك يقال مثله لاهل
الخصاصة
والضعف. فقبل جعفر راسه، وقال: انت واللّه الراس يا
ابا
هاشمونحن الاذناب.
وهذا الحديث رواه ابو جعفر الطبري في الجزء الثاني
من بشارة
المصطفى((1101))
عن الشيخ ابي علي ابن شيخ الطائفة
عنابيه باسناده.
خلفاء عصره
ادركالسيد عشرا
منالخلفاء: خمسة من بنيامية وخمسة من
بنيالعباس، وهم:
1 هشام بن عبدالملك: المتوفى (125) عن خلافة (19) سنة
و(9) اشهر. ولد السيد في اول خلافته.
2 الوليد بن يزيد بن عبدالملك: المقتول (126).
3 يزيد بن الوليد: المتوفى (126) عن ملك ستة اشهر.
4 ابراهيم بن الوليد: المتوفى (127) عن ملك ثلاثة اشهر.
5 مروان بن محمد بن مروان بن الحكم: المقتول (132) وبه
انقرضت دولتهم.
6 السفاح: اول من تسنم الملك من بني العباس سنة (132)
توفي (136) وللسيد فيه شعر يوجد في
الاغاني((1102))،وفوات الوفيات((1103))،
وشرح النهج لابن
ابي الحديد((1104)) (2/214)، وكانت جراية السيد
منه كل
سنة جارية ومنيخدمها، وبدرة دراهم وحاملها،
وفرسا
وسائسها، وتختا من صنوف الثياب وحامله.
7 المنصور: المتوفى (158) وكان حسن الحال عنده يطلق
لسانه بما اراد، وكانت جرايته للسيد كل شهر الف
درهم.
8 المهدي بن المنصور: المتوفى (169) تورع عنه السيد في
اول خلافته وهجاه، فاخذ واعتذر، فرضي عنه
فمدحه.مربعض
اخباره معه.
9 الهادي بن المهدي: المتوف ى (170).
10 الرشيد: المتوفى (193) بعد ملك (23) عاما، مدحه السيد
بقصيدتين، فامر له ببدرتين ففرقهما، فبلغ ذلك
الرشيدفقال:
احسب ابا هاشم تورع عن قبول جوائزنا.
قال المرزباني في اخبار السيد((1105)): لما ولي الرشيد
رفع
اليه في السيد انه رافضي فاحضره، فقال: ان كان
الرافضي
هوالذي يحب بني هاشم ويقدمهم على سائر الخلق فما
اعتذر
منه ولا ازول عنه، وان كان غير ذلك فما اقول به ثم
انشد:
شجاك الحي اذ بانوا
فدمع العين هتان
كانييوم ردوا العيس
للرحلة نشوان
وفوق العيس اذ ولوا
بها حور وغزلان
اذا ما قمن فالاعجا
ز في التشبيه كثبان
وما جاوز للاعلى
فاقمار واغصان
ومنها:
علي وابو ذر
ومقداد وسلمان
وعباس وعمار
وعبداللّه اخوان
دعوا فاستودعوا علما
فادوه وما خانوا
ادين اللّه ذا العزة
بالدين الذي دانوا
وعندي فيه ايضاح
عن الحق وبرهان
وما يجحد ما قد قل
ت في السبطين انسان
وان انكر ذو النصب
فعندي فيه عرفان
وان عدوه لي ذنبا
وحال الوصل هجران
فلا كان لهذا الذنب
عند القوم غفران
وكم عدت اساءات
لقوم وهي احسان
وسري فيه يا داعي
دين اللّه اعلان
فحبي لك ايمان
وميلي عنك كفران
فعد القوم ذا رفضا
فلا عدوا ولا كانوا
قال: فالطف له الرشيد ووصله جماعة من بني هاشم.
صفته في خلقته
كان السيد الحميري اسمر، تام
القامة، اشنب((1106)) ذا
وفرة((1107))،
جميل الوجه، رحيب الجبهة، عريض ما
بينالسالفتين، حسن الالفاظ، جميل الخطاب، اذا
تحدث في
مجلس قوم اعطى كل رجل في المجلس نصيبه من حديثه،
وكان مناظرف الناس.
قال شيبان بن محمد الحراني وكان يلقب بعوضة
«وصار»((1108))
من سادات الازد : كان السيد جاري وكان
ادلم،وكان ينادم فتيانا من فتيان الحي فيهم فتى
مثله ادلم
غليظ الانف والشفتين مزنج الخلقة. وكان السيد من
انتن
الناس ابطين،وكانا يتمازحان، فيقول له السيد: انت
زنجي
الانف والشفتين. ويقول الفتى للسيد: انت زنجي اللون
والابطين. فقال السيد:
اعارك يوم بعناه رباح((1109))
مشافره وانفك ذا القبيحا
وكانت حصتي ابطي منه
ولونا حالكا امسى فضوحا
فهل لك في مبادلتيك ابطي
بانفك تحمد البيع الربيحا
فانك اقبح الفتيان انفا
وابطي انتن الاباط ريحا
الاغاني((1110))
(7/331)، امالي ابن الشيخ((1111)) (ص43).
ولادته ووفاته
ولد سيد الشعراء الحميري سنة
(105) بعمان((1112))، ونشا
في البصرة في حضانة والديه الاباضيين، الى ان عقل
وشعرفهاجرهما، واتصل بالامير عقبة بن سلم وتزلف
لديه حتى
مات والداه فورثهما كما مر (ص232 234)، ثم غادر
البصرةالى الكوفة واخذ فيها الحديث عن الاعمش
وعاش
مترددا بينهما.
وتوفي في الرميلة ببغداد في خلافة الرشيد، وهذا هو
المتسالم
عليه، وكفن باكفان وجهها الرشيد باخيه، وصلى عليه
اخوهعلي بن المهدي((1113)) وكبر خمسا على طريق
الامامية، ووقف على قبره الى ان سطح بامر من الرشيد
ودفن
فيجنينة((1114)) ناحية من الكرخ مما يلي
قطيعة
الربيع((1115)).
اما سنة وفاته فقد ارخها المرزباني((1116))
بسنة (173)،
ونقلها القاضي المرعشي في مجالسه((1117))
عنخطالكفعمي((1118)). وقال ابن حجر((1119))
بعد نقل
التاريخ المذكور عن ابي الفرج: ارخه غيره سنة (178)
وارخه
ابنالجوزي((1120)) سنة تسع.
روى المرزباني((1121)) باسناده عن ابن ابي حردان
قال:
حضرت السى د ببغداد عند موته، فقال لغلام له:
اذامتفاتمجمع البصريين واعل مهم بموتي، وما اظن
ه يجيء
منهم الا رجل او رجلان، ثم اذهب الى مجمع
الكوفيينفاعلمهم بموتي وانشدهم:
يا اهل كوفان اني وامق لكم
مذ كنت طفلا الى السبعين والكبر
اهواكم واواليكم وامدحكم
حتما علي كمحتوم من القدر
لحبكم لوصي المصطفى وكفى
بالمصطفى وبه من سائر البشر
والسيدين اولي الحسنى ونجلهم
سمي من جاء بالايات والسور
هو الامام الذي نرجو النجاة به
من حر نار على الاعداء مستعر
كتبت شعري اليكم سائلا لكم
اذ كنت انقل من دار الى حفر
ان لا يليني سواكم اهل بصرتنا
الجاحدون او الحاوون للبدر
ولا السلاطين ان الظلم حالفهم
فعرفهم صائر لا شك للنكر
وكفنوني بياضا لا يخالطه
شيء من الوشياو من فاخر الحبر
ولا يشيعني النصاب انهم
شر البرية من انثى ومن ذكر
عسى الاله ينجيني برحمته
ومدحي الغرر الزاكين من سقر
فانهم ليسارعون الي ويكبرون((1122)).
فلما مات فعل الغلام ذلك، فما اتى من البصريين الا
ثلاثة
معهم ثلاثة اكفان وعطر، واتى من الكوفيين خلق عظيم
معهمسبعون كفنا، ووجه الرشيد، باخيه علي وباكفان
وطيب،
فردت اكفان العامة عليهم وكفن في اكفان الرشيد،
وصلى
عليهعلي ابن المهدي وكبر خمسا ووقف على قبره الى
ان
سطح ومضى، كل ذلك بامر الرشيد.
وروي مجيء الكوفيين بسبعين كفنا عن ابي العينا((1123))
عن ابيه وزاد: فلما مات دفن بناحية الكرخ مما يلي
قطيعةالربيع.
وفي حديث موته له مكرمة خالدة تذكر مدى الدهر،
وتقرا
فيصحيفة التاريخ مع الابد. قال بشير بن عمار: حضرت
وفاةالسيد في الرميلة ببغداد، فوجه رسولا الى صف
الجزارين
الكوفيين يعلمهم بحاله ووفاته، فغلط الرسول فذهب
الىصفالسموسين (كذا) فشتموه ولعنوه، فعلم انه قد
غلط،
فعاد الى الكوفى ين يعلمهم بحاله ووفاته فوافاه
سبعون
كفنا.قال:وحضرنا جميعا وانه ليتحسر تحسرا شديدا وان
وجهه
لاسود كالقار وما يتكلم، الى ان افاق افاقة وفتح
عينيه فنظر
الىناحية القبلة جهة النجف الاشرف ثم قال: يا امير
المؤمنين، اتفعل هذا بوليك؟قالها ثلاث مرات مرة
بعد اخرى.
قال: فتجلى واللّه في جبينه عرق بياض، فما زال يتسع
ويلبس
وجهه حتى صار كله كالبدر، وتوفي فاخذنا في
جهازهودفناه
في الجنينة ببغداد، وذلك في خلافة الرشيد. الاغاني((1124))
(7/277).
وقال ابو سعيد محمد بن رشيد الهروي: ان السيد اسود
وجهه
عند الموت، فقال: هكذا يفعل باوليائكم يا امير
المؤمنين؟قال:
فابيض وجهه كانه القمر ليلة البدر، فانشا يقول:
احب الذي من مات من اهل وده
تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك
ومن مات يهوى غيره من عدوه
فليس له الا الى النار مسلك
ابا حسن افديك نفسي واسرتي
ومالي وما اصبحت فيالارض املك
ابا حسن اني بفضلك عارف
واني بحبل من هواك لممسك
وانت وصي المصطفى وابن عمه
فانا نعادي مبغضيك ونترك
ولاح لحاني في علي وحزبه
فقلت: لحاك اللّه انك اعفك
مواليك ناج مؤمن بين الهدى
وقاليك معروف الضلالة مشرك
رجال الكشي((1125))(ص185)، امالي
ابنالشيخ((1126))(ص31)، بشارةالمصطفى((1127)).
وقال الحسين بن عون: دخلت على السيد الحميري عائدا
في
علته التي مات فيها، فوجدته يساق به، ووجدت
عندهجماعة
من جيرانه وكانوا عثمانية، وكان السيد جميل الصورة
رحيب
الجبهة عريض ما بين السالفتين، فبدت في وجهه
نكتةسوداء
مثلالنقطة منالمداد، ثم لمتزل تزيد وتنمى حتى
طبقت
وجهه يعني اسودادا فاغتم لذلك من حضره من
الشيعة،فظهر من الناصبة سرور وشماتة، فلم يلبث
بذلك الا
قليلا حتى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء،
فلم
تزل تزيدبياضا وتنمى حتى اسفر وجهه واشرق، وافتر
السيد
ضاحكا، وانشا يقول:
كذب الزاعمون ان عليا
لن ينجي محبه من هنات
قد وربي دخلت جنة عدن
وعفا لي الاله عن سيئاتي
فابشروا اليوم اولياء علي
وتولوا علي حتى الممات
ثم من بعده تولوا بنيه
واحدا بعد واحد بالصفات
ثم اتبع قوله هذا: اشهد ان لا اله الا اللّه حقا حقا،
واشهد ان
محمدا رسول اللّه حقا حقا((1128))، واشهد ان عليا
اميرالمؤمنين حقا حقا. اشهد ان لا اله الا اللّه. ثم
غمض عينيه
لنفسه فكانما كانت روحه ذبالة((1129)) طفئت او
حصاةسقطت.
اماليالشيخ((1130))(ص43)، مناقبالسروي((1131))
(2/20)، كشفالغمة((1132)) (ص124).
تضلعه في العلم والتاريخ
|