قال
الاميني: هذا المنام ذكره القاضي الشهيد المرعشي في
مجالس المؤمنين((938))(ص436) نقلا عن رجال الكشي،
ولميوجد في المطبوع منه. ولعل القاضي وقف على اصل
النسخة الكاملة ووجده فيه، ونقله الشيخ ابو علي في
رجاله
منتهىالمقال((939)) (ص143) عن عيون الاخبار
لشيخنا
الصدوق، وتبعه الشيخ المعاصر في تنقيح المقال((940))
(1/59).والسيد الامين في اعيان الشيعة (13/170)، ولم نجده
في نسخ العيون المخطوطة والمطبوعة.
ورواه شيخنا المولى محمد قاسم الهزارجريبي في شرح
القصيدة، والسيد الزنوزي في الروضة الاولى من
كتابه
الضخمالفخم رياض الجنة، والسيد محمد مهدي في آخر
كتابه
رياض المصائب((941)).
شروح القصيدة
شرح هذه العينية جمع من اعلام
الطائفة منهم:
1 الشيخ حسين بن جمال الدين الخوانساري: المتوفى
(1099).
2 ميرزا علي خان الگلپايگاني تلميذ العلا مة
المجلسي.
3 المولى محمد قاسم الهزارجريبي: المتوفى بعد سنة
(1112) وقد صنف فيها كتابه التحفة الاحمدية، ويوجد هذا
الشرحفي النجف الاشرف.
4 بهاء الدين محمد بن تاج الدين الحسن الاصبهاني،
الشهير
بالفاضل الهندي المولود (1062) والمتوفى(1135).
5 الحاج المولى محمد حسين القزويني: المتوفى في
القرن
الثاني عشر.
6 الحاج المولى صالح بن محمد البرغاني.
7 الحاج ميرزا محمد رضا القراجة داغي التبريزي، فرغ
منه
سنة (1289) وطبع في تبريز سنة (1301).
8 السيد محمد عباس ابن السيد علي اكبر الموسوي:
المتوفى (1306)، احد شعراء الغدير في القرن الرابع
عشر،
ياتيهناك شعره وترجمته.
9 الحاج المولى حسن ابن الحاج محمد ابراهيم ابن
الحاج
محتشم الاردكاني: المتوفى(1315).
10 الشيخ بخش علي اليزدي الحائري: المتوفى(1320).
11 ميرزا فضل علي ابن المولى عبد الكريم الايرواني
التبريزي: المتوفى سنة نيف و(1330) مؤلف
حدائقالعارفين((942)).
12 الشيخ علي بن علي رضا الخوئي: المتوفى(1350).
13 السيد انور حسين الهندي: المتوفى (1350).
14 السيد علي اكبر ابن السيد رضي الرضوي القمي:
المولود
سنة(1317).
15 الحاج المولى علي التبريزي مؤلف وقائع الايام
المطبوع((943)).
وخمسها جمع من العلماء والادباء منهم: شيخنا الحر
العاملي
صاحب الوسائل وحفيده الشيخ عبد الغني العاملي
نزيلالبصرة
والمتوفى بها، ومطلع تخميسه:
جوى به كاس الاسى اجرع
صرفا واجفاني حيا((944)) تدمع
فاسمع حديثا بالاسى مسمع
لام عمرو باللوى مربع
ومنهم: الشيخ حسن بن مجلي الخطي، واول تخميسه:
لا تنكروا ان جيرتي ازمعوا
هجرا وحبل الوصل قد قطعوا
كم دمنة خاوية تجزع
لام عمرو باللوى مربع
كانت باهل الود انسية
تزهو بزهر الروض موشية
فاصبحت بالرغم منسية
تروع عنها الطير وحشية
ومنهم: سيدنا السيد علي النقي النقوي الهندي، الاتي
شعره
وترجمته في القرن الرابع عشر، ومستهل تخميسه:
اتنطوي فوق الاسى الاضلع
صبرا وترقا مني الادمع؟
وذاك حيث الظعن قد ازمعوا
لام عمرو باللوى مربع
قد ذاكرته السحب وسمية
ولاعبته الريح شرقية
لارسم اصبحن منسية
تروع عنها الطير وحشية
ومن غديريات السيد الحميري
11
هب علي بالملام والعذل
وقال كم تذكر بالشعر الاول
كف عن الشر فقلت لا تقل
ولا تخل اكف عن خير العمل
اني احب حيدرا مناصحا
لمن قفا مواثبا لمن نكل
احب من آمن باللّه ولم
يشرك به طرفة عين في الازل
ومن غدا نفس الرسول المصطفى
صلى عليه اللّه عند المبتهل
وثاني النبي في يوم الكسا
اذ طهر اللّه به من اشتمل
وقال خلفت لكم كتابه
وعترتي وكل هذين ثقل
فليت شعري كيف تخلفونني
في ذا وذا اذا اردت المرتحل؟
وجاء من مكة والحجيج قد
صاحبه من كل سهل وجبل
حتى اذا صار بخم جاءه
جبريل بالتبليغ فيهم فنزل
وقم ذاك الدوح فاستوى على
رحل ونادى بعلي فارتحل
وقال هذا فيكم خليفتي
ومن عليه في الامور المتكل
نحن كهاتين واوما باصبع
من كفه عن اصبع لم تنفصل
لا تبتغوا بالطهر عنه بدلا
فليس فيكم لعلي من بدل
ثم ادار كفه لكفه
يرفعها منه الى اعلى محل
فقال بايعوا له وسلموا ال
امر اليه واسلموا من الزلل
الست مولاكم فذا مولى لكم
واللّه شاهد بذا عزوجل
يا رب وال من يوالي حيدرا
وعاد من عاداه واخذل من خذل
يا شاهدي بلغت ما انزله
الي جبريل وعنه لم احل
فبايعوا وهناوا وبخبخوا
والصدر مطوي له على دغل
فقل لمن ينقم منه ما راى؟
وقل لمن يعدل عنه لم عدل؟
12
اعلماني اي برهان جلي
فتقولان بتفضيل علي؟
بعدما قام خطيبا معلنا
يوم خم باجتماع المحفل
احمد الخير ونادى جاهرا
بمقال منه لم يفتعل
قال ان اللّه قد اخبرني
في معاريض الكتاب المنزل
انه اكمل دينا قيما
بعلي بعد ان لم يكمل
وهو مولاكم فويل للذي
يتولى غير مولاه الولي
وهو سيفي ولساني ويدي
ونصيري ابدا لم يزل
وهو صنوي وصفيي والذي
حبه في الحشر خير العمل
نوره نوري ونوري نوره
وهو بي متصل لم يفصل
وهو فيكم من مقامي بدل
ويل من بدل عهد البدل
قوله قولي فمن يامره
فليطعه فيه وليمتثل
انما مولاكم بعدي اذا
حان موتي ودنا مرتحلي
ابن عمي ووصيي واخي
ومجيبي في الرعيل الاول
وهو باب لعلومي فسقوا
ماء صبر بنقيع الحنظل
قطبوا في وجهه وائتمروا
بينهم فيه بامر معضل
13
اشهد باللّه وآلائه
والمرء عما قاله يسال
ان علي بن ابي طالب
خليفة اللّه الذي يعدل
وانه قد كان من احمد
كمثل هارون ولا مرسل
لكن وصي خازن عنده
علم من اللّه به يعمل
قد قام يوم الدوح خير الورى
بوجهه للناس يستقبل
وقال من قد كنت مولى له
فذا له مولى لكم موئل
لكن تواصوا بعلي الهدى
ان لا يوالوه وان يخذلوا
14
قام النبي يوم خم خاطبا
بجانب الدوحات او حيالها
فقال من كنت له مولى فذا
مولاه ربي اشهد مرارا قالها
قالوا سمعنا واطعنا كلنا
واسرعوا بالالسن اشتغالها
وجاءه مشيخة يقدمهم
شيخ يهني حيدرا مثالها
قال له بخ بخ من مثلكا
اصبحت مولى المؤمنين يالها
يا عجبا وللزمان عجب
تلقى ذوو الفكر به ضلالها
ان رجالا بايعته انما
بايعت اللّه، فما بدا لها؟
وكيف لم تشهد رجال عندما
استشهد في خطبته رجالها؟
وناشد الشيخ فقال انني
كبرت حتى لم اجد امثالها
فقال والكاذب يرمى بالتي
ليس تواري عمة تنالها
اشار في الابيات الاخيرة الى ما مر (1/166 185 و191 195)
من حديث مناشدة امير المؤمنين(ع) في الرحبة
بحديثالغدير
لما نوزع في خلافته، وكتمان انس ابن مالك شهادته
له، واصابة
دعوته(ع) عليه.
15
لمن طلل كالوشم لم يتكلم
ونؤي وآثار كترقيش معجم؟
الا ايها العاني الذي ليس في الاذى
ولا اللوم عندي في علي بمحجم
ستاتيك مني في علي مقالة
تسوؤك فاستاخر لها او تقدم
علي له عندي على من يعيبه
من الناس نصر باليدين وبالفم
متى ما يرد عندي معاديه عيبه
يجد ناصرا من دونه غير مفحم
علي احب الناس الا محمدا
الي فدعني من ملامك او لم
علي وصي المصطفى وابن عمه
واول من صلى ووحد فاعلم
علي هو الهادي الامام الذي به
انار لنا من ديننا كل مظلم
علي ولي الحوض والذائد الذي
يذبب عن ارجائه كل مجرم
علي قسيم النار من قوله لها
ذري ذا وهذا فاشربي منه واطعمي
خذي بالشوى ممن يصيبك منهم
ولا تقربي من كان حزبي فتظلمي
علي غدا يدعى فيكسوه ربه
ويدنيه حقا من رفيق مكرم
فان كنت منه يوم يدنيه راغما
وتبدي الرضا عنه من الان فارغم
فانك تلقاه لدى الحوض قائما
مع المصطفى الهادي النبي المعظم
يجيزان من والاهما في حياته
الى الروح والظل الظليل المكمم
علي امير المؤمنين وحقه
من اللّه مفروض على كل مسلم
لان رسول اللّه اوصى بحقه
واشركه في كل فيء ومغنم
وزوجته صديقة لم يكن لها
مقارنة غير البتولة مريم
وكان كهارون بن عمران عنده
من المصطفى موسى النجيبالمكلم
واوجب يوما بالغدير ولاءه
على كل بر من فصيح واعجم
لدى دوح خم آخذا بيمينه
ينادي مبينا باسمه لم يجمجم
اما والذي يهوي الى ركن بيتهبشعث النواصي كل
وجناء
عيهم((945))
يوافين بالركبان من كل بلدة
لقد ضل يوم الدوح من لم يسلم
واوصى اليه يوم ولى بامره
وميراث علم من عرىالدين محكم
القصيدة يوجد منها (42) بيتا
قال الحافظ المرزباني في اخبار السيد((946)): ان
السيد
الحميري كتب بهذه القصيدة الى عبد اللّه بن اباض
راس
الاباضية،لما بلغه انه يعيب على علي(ع) ويتهدد
السيد بذكره
عند المنصور بما يوجب قتله، فلما وصلت الى ابن اباض
امتعض
منهاجدا، واجلب في اصحابه وسعى به الى الفقهاء
والقراء،
فاجتمعوا وصاروا الى المنصور وهو بدجلة البصرة،
فرفعوا
قصتهفاحضرهم، واحضر السيد فسالهم عن دعواهم،
فقالوا: انه
يشتم السلف، ويقول بالرجعة، ولا يرى لك ولا لاهلك
امامة.فقال لهم: دعوني انا واقصدوا لما في انفسكم.
ثم اقبل على السيد فقال: ما تقول فيما يقولون؟ فقال:
ما اشتم
احدا، وا ني لاترحم على اصحاب رسول اللّه (ص) ، وهذا
ابناباض قل له يترحم على علي وعثمان وطلحة
والزبير.
فقال له: ترحم على هؤلاء. فتلوى تثاقل ساعة فخذفه
المنصور بعود كان بين يديه، وامر بحبسه فمات في
الحبس،
وامربمن كان معه فضربوا بالمقارع، وامر للسيد
بخمسة آلاف
درهم.
16
يالقومي للنبي المصطفى
ولما قد نال من خير الامم
جحدوا ما قاله في صنوه
يوم خم بين دوح منتظم
ايها الناس فمن كنت له
واليا يوجب حقي في القدم
فعلي هو مولاه لمن
كنت مولاه قضاء قد حتم
افلا ينفذ فيهم حكمه
عجبا يولع في القلب الضرم
17
الا ان الوصية دون شك
لخير الخلق من سام وحام
وقال محمد بغدير خم
عن الرحمن ينطق باعتزام
يصيح وقد اشار اليه فيكم
اشارة غير مصغ للكلام
الا من كنت مولاه فهذا
اخي مولاه فاستمعوا كلامي
فقال الشيخ يقدمهم اليه
وقد حصدت يداه من الزحام
ينادي انت مولاي ومولى ال
انام فلم عصى مولى الانام؟
وقد ورث النبي رداه يوما
وبردته ولائكة اللجام
18
على آل الرسول واقربيه
سلام كلما سجع الحمام
اليسوا في السماء هم نجوم
وهم اعلام عز لا يرام
فيا من قد تحير في ضلال
امير المؤمنين هو الامام
رسول اللّه يوم غدير خم
اناف به وقد حضر الانام
تاتي القصيدة بتمامها في ترجمته.
قال ابن المعتز في طبقاته((947)) (ص8): حكوا عن بعضهم
انه قال: رايت حمالا عليه حمل ثقيل وقد جهده،
فقلت:ماهذا؟
فقال: ميميات السيد.
19
نفسي فداء رسول اللّه يوم اتى
جبريل يامر بالتبليغ اعلانا
ان لم تبلغ فما بلغت فانتصب
النبي ممتثلا امرا لمن دانا
وقال للناس من مولاكم قبلا
يوم الغدير فقالوا انت مولانا
انت الرسول ونحن الشاهدون على
ان قد نصحت وقد بينت تبيانا
هذا وليكم بعدي امرت به
حتما فكونوا له حزبا واعوانا
هذا ابركم برا واكثركم
علما واولكم باللّه ايمانا
هذا له قربة مني ومنزلة
كانت لهارون من موسى بن عمرانا
20
اتى جبرئيل والنبي بضحوة
فقال اقم والناس في الوخد((948)) تمحن
وبلغ والا لم تبلغ رسالة
فحط وحط الناس ثم ووطنوا
على شجرات في الغدير تقادمت
فقام على رحل ينادي ويعلن
وقال الا من كنت مولاه منكم
فمولاه من بعدي علي فاذعنوا
فقال شقي منهم لقرينه
وكم من شقي يستزل ويفتن
يمد بضبعيه عليا وانه
لما بالذي لم يؤته لمزين
كان لم يكن في قلبه ثقة به
فيا عجبا انى ومن اين يؤمن؟!
21
منحت الهوى المحض مني الوصيا
ولا امنح الود الا عليا
دعاني النبي عليه السلام
الى حبه فاجبت النبيا
فعاديت فيه وواليته
وكنت لمولاه فيه وليا
اقام بخم بحيث الغدير
فقال فاسمع صوتا نديا
الا ذا اذا مت مولاكم
فافهمه العرب والاعجميا
22
به وصى النبي غداة خم
جميع الناس لو حفظوا النبيا
وناداهم الست لكم بمولى
عباد اللّه فاستمعوا اليا
فقالوا انت مولانا واولى
بنا منا فضم له عليا
وقال لهم بصوت جهوري
واسمع صوته من كان حيا
فمن انا كنت مولاه فاني
جعلت له ابا حسن وليا
فعادى اللّه من عاداه منكم
وكان بمن تولاه حفيا
23
وقام محمد بغدير خم
فنادى معلنا صوتا نديا
لمن وافاه من عرب وعجم
وحفوا حول دوحته حنيا
الا من كنت مولاه فهذا
له مولى وكان به حفيا
الهي عاد من عادى عليا
وكن لوليه ربي وليا((949))
الشاعر
ابو هاشم وابو عامر اسماعيل
بن محمد بن يزيد بن وداع
الحميري، الملقب بالسيد.
نسبه : ذكر ابو الفرج الاصبهاني((950)) وكثير من المؤرخين
انه حفيد يزيد بن ربيعة مفرغ او ابن مفرغ
الحميريالشاعر
المشهور، الذي هجا زيادا وبنيه ونفاهم عنآل حرب،
وحبسه
عبيداللّه بن زياد لذلك وعذبه ثم اطلقه معاوية.لكن
المرزباني
نسبه الى يزيد بن وداع، وقال في كتاب اخبار
الحميري((951)): امه من حدان((952))، تزوج بها ابوه
لانهكان نازلا فيهم، وام هذه المراة بنت يزيد بن
ربيعة بن
مفرغ الحميري الشاعر المعروف، وليس ليزيد بن مفرغ
عقب
منولد ذكر، ولقد غلط الاصمعي في نسبة السيد الى
يزيد بن
مفرغ من جهة ابيه، لانه جده من جهة امه. انتهى.
وذكر المرزباني له في معجم الشعراء:
اني امرؤ حميري حين تنسبني
جدي رعين واخوالي ذوو يزن
ثم الولاء الذي ارجو النجاة بهيوم القيامة للهادي
ابي
الحسن((953))
يكنى بابي هاشم، وقال شيخ الطائفة((954)): بابي عامر، وكان
يلقب منذ صغر سنه بالسيد، قال ابو عمرو الكشي
فيرجاله((955)) (ص186): روي ان ابا
عبداللّه(ع) لقي السيد
بن محمد الحميري وقال: ((سمتك امك سيدا، وفقت في
ذلك،وانت سيد الشعراء)). ثم انشد السيد في ذلك:
ولقد عجبت لقائل لي مرة
علا مة فهم من الفقهاء
سماك قومك سيدا صدقوا به
انت الموفق سيد الشعراء
ما انت حين تخص آل محمد
بالمدح منك وشاعر بسواء
مدح الملوك ذوي الغنى لعطائهم
والمدح منك لهم بغير عطاء
فابشر فانك فائز في حبهم
لو قد وردت عليهم بجزاء
ما يعدل الدنيا جميعا كلها
من حوض احمد شربة من ماء
ابواه وقصته معهما
روى ابو الفرج في الاغاني((956))(7/230)
باسناده عن
سليمان بن ابي شيخ: ان ابوي السيد كانا اباضيين((957))،
وكانمنزلهما بالبصرة في غرفة بني ضبة، وكان السيد
يقول:
طالما سب امير المؤمنين في هذه الغرفة، فاذا سئل عن
التشيع
مناين وقع له؟ قال: غاصت علي الرحمة غوصا. وروي عن
السيد: ان ابويه لما علما بمذهبه هما بقتله، فاتى
عقبة بن
سلمالهنائي فاخبره بذلك، فاجاره وبواه منزلا
وهبه له، فكان
فيه حتى ماتا فورثهما.
وروى المرزباني في اخبار السيد((958)) باسناده عن
اسماعيل بن الساحر راوية السيد قال: كنت اتغدى مع
السيد
فيمنزله، فقال لي: طال واللّه ما شتم امير
المؤمنين(ع) ولعن
في هذا البيت. قلت: ومن فعل ذلك؟ قال: ابواي كانا
اباضيين.قلت: فكيف صرت شيعيا؟ قال: غاصت علي الرحمة
فاستنقذتني.
روى المرزباني((959)) ايضا عن حردان الحفار، عن
ابيه وكان
اصدق الناس انه قال: شكا الي السيد ان امه توقظه
بالليلوتقول: اني اخاف ان تموت على مذهبك فتدخل
النار،
فقد لهجت بعلي وولده فلا دنيا ولا آخرة. ولقد نغصت
عليمطعميومشربي، وقد تركت الدخول اليها، وقلت
انشد
قصيدة منها:
الى اهل بيت ما لمن كان مؤمنا
من الناس عنهم في الولاية مذهب
وكم من شقيق لامني في هواهم
وعاذلة هبت بليل تؤنب
تقول ولم تقصد وتعتب ضلة
وآفة اخلاق النساء التعتب
وفارقت جيرانا واهل مودة
ومن انت منه حين تدعى وتنسب
فانت غريب فيهم متباعد
كان ك مما يتقونك اجرب
تعيبهم في دينهم وهم بما
تدين به ازرى عليك واعيب
فقلت دعيني لن احبر مدحة
لغيرهم ما حج للّه اركب
اتنهينني عن حب آل محمد
وحبهم مما به اتقرب
وحبهم مثل الصلاة وانه علىالناس من بعدالصلاة
لاوجب((960))
وقال المرزباني((961)): اخبرني محمد بن عبيداللّه
البصري
عن محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثتني العباسة بنت
السيدقالت: قال لي ابي: كنت وانا صبي اسمع ابوي
يثلبان امير
المؤمنين(ع) فاخرج عنهما وابقى جائعا، واوثر ذلك
على
الرجوعاليهما، فابيت في المساجد جائعا لحبي
فراقهما وبغضي
اياهما، حتى اذا اجهدني الجوع رجعت فاكلت ثم خرجت،
فلماكبرت قليلا وعقلت وبدات اقول الشعر قلت لابوي:
ان لي
عليكما حقا يصغر عند حقكما علي، فجنباني اذا
حضرتكماذكر
امير المؤمنين(ع) بسوء، فان ذلك يزعجني واكره
عقوقكما
بمقابلتكما، فتماديا في غيهما فانتقلت عنهما،
وكتبت
اليهماشعراوهو:
خف يا محمد فالق الاصباح
وازل فساد الدين بالاصلاح
اتسب صنو محمد ووصيه
ترجو بذلك فوزة الانجاح؟
هيهات قد بعدا عليك وقربا
منك العذاب وقابض الارواح
اوصى النبي له بخير وصية
يوم الغدير بابين الافصاح
الى آخر الابيات المذكورة في غديرياته. فتواعدني
بالقتل،
فاتيت الامير عقبة ابن سلم فاخبرته خبري، فقال لي:
لاتقربهما، واعد لي منزلا امر لي فيه بما احتاج
اليه، واجرى
علي جراية تفضل على مؤونتي.
وقال((962)):
كان ابواه يبغضان عليا(ع) فسمعهما يسبانه بعد
صلاة الفجر! فقال:
لعن اللّه والدي جميعا
ثم اصلاهما عذاب الجحيم
حكما غدوة كما صليا الفج
ر بلعن الوصي باب العلوم
لعنا خير من مشى فوق ظهر ال
ارض او طاف محرما بالحطيم
كفرا عند شتم آل رسول ال
له نسل المهذب المعصوم
والوصي الذي به تثبت الار
ض ولولاه دكدكت كالرميم
وكذا آله اولوالعلم والفه
م هداة الى الصراط القويم
خلفاء الاله في الخلق بالعد
ل وبالقسط عند ظلم الظلوم
صلوات الاله تترى عليهم
مقرنات بالرحب والتسليم
ورواها ابن شاكر في الفوات((963))(1/19).
عظمته والمؤلفون في اخباره
لم تفتا الشيعة تبجل كل
متهالك في ولاء ائمة اهل البيت،
وتقدر له مكانة عظيمة، وتكبر منه ما اكبره اللّه
سبحانه
ورسولهمن منصة العظمة. اضف الى ذلك ما كان بمراى
منهم
ومسمع في حق السيد خاصة من تكريم ائمة الحق صلوات
اللّهعليهم مثواه، وتقريبهم لمحله منهم، وازلافهم
اياه،
وتقديرهم لسعيه المشكور في الاشادة بذكرهم والذب
عنهم،والبثلفضائلهم، وتظاهره بموالاتهم،
واكثاره من
مدائحهم، مع رد ه الصلات تجاه هاتيك العقود
الذهبية، لان ما
كانيصدر منه من تلكم المظاهر لم تكن الا تزلفا منه
الى
المولى سبحانه، واداء لاجر الرسالة، وصلة للصادع
بها(ص)،
ولقدكاشف في ذلك كله ابويه الناصبيين الخارجيين،
فكان
معجزة وقته في التلفع بهذه المثر كلها، والتظاهر
بهذا المظهر
الطاهر،ومنبته ذلك المنبت الخبيث، فما كان الشيعي
يومذاك
وهلم جرا يجد من واجبه الديني الا اكباره وخفض
الجناح
عندعظمته.
قال ابن عبد ربه في العقد الفريد((964))(2/289): السيد
الحميري وهو راس الشيعة، وكانت الشيعة من تعظيمها
له
تلقي لهوسادة بمسجد الكوفة.
وفي حديث شيخ الطائفة الاتي: قال جعفر بن عفان
الطائي
للسيد: يا ابا هاشم انت الراس ونحن الاذناب.
وليس ذلك ببدع من الشيعة بعد ما ازلفه الامام
الصادق(ع)
واراه من دلائل الامامة ما ابقى له مكرمة خالدة
حفظها
لهالتاريخ كحديث انقلاب الخمر لبنا، والقبر،
واطلاق لسانه في
مرضه وغيرها، واستفاض الحديث بترحمه(ع) عليه
والدعاءله
والشكر لمساعيه، وبلغهم قوله(ع) لعذاله فيه: ((لو زلت
له قدم
فقد ثبتت الاخرى)). وقد اخبره بالجنة.
وكان يستنشد الامام(ع) شعره ويحتفل به، وقد انشده
اياه
فضيل الرسان وابو هارون المكفوف، والسيد نفسه.
روى ابو الفرج عن علي بن اسماعيل التميمي عن ابيه
قال:
كنت عند ابي عبداللّه جعفر بن محمد(ع) اذ استاذن
آذنه
للسيدفامره بايصاله، واقعد حرمه خلف ستر، ودخل
فسلم
وجلس، فاستنشده فانشد قوله:
امرر على جدث الحسي
ن فقل لاعظمه الزكيه
يا اعظما لازلت من
وطفاء((965))
ساكبة رويه
فاذا مررت بقبره
فاطل به وقف المطيه
وابك المطهر للمطه
ر والمطهرة النقيه
كبكاء معولة اتتيوما لواحدهاالمنيه((966))
قال: فرايت دموع جعفر بن محمد تتحدر على خديه،
وارتفع
الصراخ والبكاء من داره، حتى امره بالامساك،
فامسك.قال:
فحدثت ابي بذلك لما انصرفت، فقال لي: ويلي على
الكيساني
الفاعل ابن الفاعل يقول:
فاذا مررت بقبره
فاطل به وقف المطيه
فقلت: يا ابت وماذا يصنع؟ قال: اولا ينحر؟! اولا يقتل
نفسه؟!
فثكلته امه. الاغاني((967))(7/240).
وهذه القصيدة انشدها ابو هارون المكفوف الامام
الصادق(ع).
روى شيخنا ابن قولويه في الكامل (ص104 آ106باب33) عن
ابي هارون، قال: قال ابو عبداللّه(ع): ((يا ابا هارون
انشدني في
الحسين(ع))).
قال: فانشدته فبكى. فقال: ((انشدني كما تنشدون)) يعني
بالرقة. قال: فانشدته:
امرر على جدث الحسي
ن فقل لاعظمه الزكيه
«قال: فبكى»((968))ثم قال: ((زدني)). قال: فانشدته
القصيدة
الاخرى. وفي لفظه الاخر: فانشدته:
يا مريم قومي اندبي مولاك
وعلى الحسين فاسعدي ببكاك
قال: فبكى وسمعت البكاء من خلف الستر. الحديث.
ورواه شيخنا الصدوق في ثواب الاعمال((969)).
وهناك منامات صادقة تنم عن تزلف السيد عند النبي
الاعظم(ص) مرت جملة منها (ص221 224)، وروى ابو
الفرجعن ابراهيم بن هاشم العبدي انه قال: رايت
النبي(ص)
وبين يديه السيد الشاعر وهو ينشد:
اجد بل فاطمة البكور
فدمع العين منهمر غزير
حتى انشده اياها على آخرها وهو يسمع قال: فحدثت هذا
الحديث رجلا جمعتني واياه طوس عند قبر علي بن
موسىالرضا، فقال لي: واللّه لقد كنت على خلاف،
فرايت
النبي(ص) في المنام وبين يديه رجل ينشد:
اجد بل فاطمة البكور
فدمع العين منهمر غزير
الى آخر القصيدة .
فاستيقظت من نومي، وقد رسخ في قلبي من حب علي بن ابي
طالب(رض) ما كنت اعتقده. الاغاني((970))(7/246)
هذه مكرمة للسيد تشف عن عظمة محله، وحسن عقيدته،
وخلوص نيته، وسلامة مذهبه، وطهارة ضميره،
وصدقموقفه.
ومهما عرف اعلام الامة مسيس حاجة المجتمع الى سرد
تاريخ
مثل السيد من رجالات الفضيلة سلفا وخلفا، افردجمع
منهم
تليف في اخبار السيد وشعره، فمنهم:
1 ابو احمد عبد العزيز الجلودي الازدي البصري:
المتوفى
(332).
2 الشيخ صالح بن محمد الصرمي، شيخ ابي الحسن الجندي.
3 ابو بكر محمد بن يحيى الكاتب الصولي: المتوفى (335).
4 ابو بشر احمد بنابراهيم العميالبصري، ذكر له
شيخ
الطائفة في فهرسته (ص30) كتاب اخبار السيد وشعره،
وفيمعجم الادباء(2/226): كتاب اخبار السيد، ويظهر من
رجال النجاشي(ص70) ومعالم العلماء انه الف كتابا في
اخبارهوكتابا في شعره.
5 ابو عبداللّه احمد بن عبد الواحد، المعروف بابن
عبدون
شيخ النجاشي.
6 ابوعبيداللّه محمد بن عمران المرزباني: المتوفى
(378)، له
كتاب اخبار السيد، وقفنا على بعض اجزائه، وهو جزء
منكتابه
اخبار الشعراء المشهورين المكثرين في عشرة آلاف
ورقة كما
في فهرست ابن النديم((971)).
7 ابو عبداللّه احمد بن محمد بن عياش الجوهري:
المتوفى(401).
8 اسحاق بن محمد بن احمد بن ابان النخعي.
9 المستشرق الفرنسوي بربيه دي مينار، جمع اخباره في
مائة
صحيفة، طبعت في پاريس.
فهرست النجاشي (ص53، 63، 64، 70، 141، 171)، فهرست
ابن النديم (ص215)، فهرست شيخ الطائفة (ص30)،معالم
العلماء (ص16)، الاعلام (1/112)((972)).
الثناء على ادبه وشعره
كان السيد في مقدمي المكثرين
المجيدين واحد الشعراء
الثلاثة الذين عدوا اكثر الناس شعرا في الجاهلية
والاسلام،
وهم:السيد، وبشار، وابو العتاهية.
قال ابو الفرج((973)): لا يعلم ان احدا قدر على
تحصيل شعر
احد منهم اجمع. وقال المرزباني((974)): لم يسمع
اناحداعمل شعرا جيدا واكثر غير السيد، وروى عن
عبداللّه بن
اسحاق الهاشمي قال: جمعت للسيد الفي قصيدة وظننت
انهما
بقي علي شيء، فكنت لا ازال ارى من ينشدني ماليس
عندي،
فكتبت حتى ضجرت ثم تركت.
وقال: سئل ابو عبيدة من اشعر المولدين؟ قال: السيد
وبشار.
ونقل عن الحسين بن الضحاك انه قال: ذاكرني مروان بن
ابيحفصة امر السيد بعد موته، وانا احفظ الناس
لشعر بشار
والسيد، فانشدته قصيدته المذهبة التي اولها((975)):
اين التطرب بالولاء وبالهوى
االى الكواذب من بروق الخلب
االى امية ام الى شيع التي
جاءت على الجمل الخدب الشوقب
حتى اتى على آخرها، فقال لي مروان: ما سمعت قط شعرا
اكثر
معاني والخص منه وعدد ما فيه من الفصاحة. وكان
يقوللكل
بيت منها: سبحان اللّه، ما اعجب هذا الكلام. وروى عن
التوزي
انه قال: لو ان شعرا يستحق ان لا ينشد الا
فيالمساجد لحسنه
لكان هذا، ولو خطب به خاطب على المنبر في يوم الجمعة
لاتى حسنا ولحاز اجرا.
وقال ابو الفرج((976)): كان شاعرا متقدما مطبوعا،
وله طراز
من الشعر ومذهب قلما يلحق فيه او يقاربه. وروى
عنلبطة بن
الفرزدق قال: تذاكرنا الشعراء عند ابي فقال: ان
هاهنا لرجلين لو
اخذا في معنى الناس لما كنا معهما في شيء.فسالناه
من هما؟
فقال: السيد الحميري وعمران بن حطان السدوسي، ولكن
اللّه
قد شغل كل واحد منهما بالقول في
مذهبه((977)).الاغاني((978)
(7/231)
وعن التوزي: قال: راى الاصمعي جزء فيه من شعر السيد،
فقال: لمن هذا؟ فسترته عنه لعلمي بما عنده فيه،
فاقسمعليان اخبره فاخبرته، فقال: انشدني قصيدة
منه،
فانشدته قصيدة ثم اخرى وهو يستزيدني، ثم قال: قبحه
اللّه ما
اسلكهلطريق الفحول لولا مذهبه! ولولا ما في شعره
ما قدمت
عليه احدا من طبقته. وفي لفظه الاخر: لما تقدمه من
طبقته
احد.وعن ابي عبيدة انه قال: اشعر المحدثين السيد
الحميري
وبشار. الاغاني((979))(7/232، 236)
وقف السيد على بشار وهو ينشد الشعر فاقبل عليه وقال:
ايها المادح العباد ليعطى
ان للّه ما بايدي العباد
فاسال اللّه ما طلبت اليهم
وارج نفع المنزل العواد
لا تقل في الجواد ما ليس فيه
وتسمي البخيل باسم الجواد
قال بشار: من هذا؟ فعرفه. فقال: لولا ان هذا الرجل قد
شغل عنا
بمدح بني هاشم لشغلنا، ولو شاركنا في مذهبنا
لاتعبنا.الاغاني((980))(7/237)
وعن غانم الوراق قال: خرجت الى بادية البصرة، فصرت
الى
عمرو بن تميم، فجلسوا الي فانشدتهم للسيد:
اتعرف رسما بالسويين قد دثر
عفته اهاضيب السحائب والمطر
وجرت به الاذيال ريحان خلفة
صبا ودبور بالعشيات والبكر
منازل قد كانت تكون بجوها
هضيم الحشا ريا الشوى سحرها النظر
قطوف الخطا خمصانة بخترية
كان محياها سنا دارة القمر
رمتني ببعد بعد قرب بها النوى
فبانت ولما اقض من عندها الوطر
ولما راتني خشية البين موجعا
اكفكف مني ادمعا فيضها درر
اشارت باطراف الي ودمعها
كنظم جمان خانه السلك فانتثر
وقد كنت مما احدث البين حاذرا
فلم يغن عني منه خوفي والحذر
قال: فجعلوا يمرقون((981)) لانشادي ويطربون وقالوا:
لمن
هذا؟ فاعلمتهم. فقالوا: هو واللّه احد المطبوعين،
لا واللّه ما
بقيفي هذا الزمان مثله. الاغاني((982))(7/238)
عن الزبير بن بكار قال: سمعت عمي يقول: لو ان قصيدة
السيد
التي يقول فيها:
ان يوم التطهير يوم عظيم
خص بالفضل فيه اهل الكساء
قرئت على منبر ما كان فيها باس، ولو ان شعره كله كان
مثله
لرويناه وما عبناه.
وروي عن الحسين بن ثابت قال: قدم علينا رجل بدوي
وكان
اروى الناس لجرير، فكان ينشدني الشيء من
شعره،فانشد في
معناه للسيد حتى اكثرت، فقال لي: ويحك من هذا؟ هو
واللّه
اشعر من صاحبنا. الاغاني((983))(7/239)
ويروى عن اسحاق بن محمد قال: سمعت العتبي((984))
يقول: ليس في عصرنا هذا احسن مذهبا في شعره ولا
انقىالفاظامن السيد، ثم قال لبعض من حضر: انشدنا
قصيدته
اللامية التي انشدتناها اليوم، فانشده قوله:
هل عند من احببت تنويل
ام لا فان اللوم تضليل
ام في الحشا منك جوى باطن
ليس تداويه الاباطيل
علقت يا مغرور خداعة
بالوعد منها لك تخييل
ريا رداح النوم خمصانة
كانها ادماء عطبول
يشفيك منها حين تخلو بها
ضم الى النحر وتقبيل
وذوق ريق طيب طعمه
كانه بالمسك معلول
في نسوة مثل المها خرد
تضيق عنهن الخلاخيل
يقول فيها:
اقسم باللّه وآلائه
والمرء عما قال مسؤول
ان علي بن ابي طالبعلىالتقى والبر مجبول((985))
فقال العتبي: احسن واللّه ما شاء، هذا واللّه الشعر
الذي يهجم
على القلب بلا حجاب. الاغاني((986))(7/247)
وقبل هذه كلها حسبه ثناء عليه قول الامام الصادق(ع):
((انت
سيد الشعراء)) فينم عن مكانته الرفيعة في
الادب،يقصرالوصف
عن استكناهها، ولا ى درك البيان مداها. فكان يعد من
شعرائه(ع) وولده الطاهر الكاظم، كما في نورالابصار
للشبلنجي((987)).
اكثاره في آل اللّه
كان السيد بعيد المنزعة، ولعا
باعادة السهم الى النزعة، وقد
اشف وفاق كثيرين من الشعراء بالجد والاجتهاد في
الدعايةالى
مبدئه القويم، والاكثار في مدح العترة الطاهرة،
وساد الشعراء
ببذل النفس والنفيس في تقوية روح الايمان في
المجتمعواحياء ميت القلوب ببث فضائل آل اللّه،
ونشر مثالب
مناوئيهم ومساوئ اعدائهم قائلا:
ايارب اني لم ارد بالذي به
مدحت عليا غير وجهك فارحم
وصدق بشعره رؤياه التي رواها عنه ابو الفرج
والمرزباني في
اخباره، انه قال: رايت النبي(ص) في النوم وكانه في
حديقةسبخة فيها نخل طوال، والى جانبها ارض كانها
الكافور
ليس فيها شيء، فقال: اتدري لمن هذا النخل؟ قلت: لا
يا
رسولاللّه. قال: لامريء القيس بن حجر، فاقلعها
واغرسها في
هذه الارض، ففعلت. واتيت ابن سيرين فقصصت رؤياي
عليه.فقال: اتقول الشعر؟ قلت: لا. قال: اما انك ستقول
شعرا
مثل شعر امريء القيس، الا انك تقوله في قوم بررة
اطهار.
وكان كما قال ابو الفرج: لا يخلو شعره من مدح بني
هاشم او ذم
غيرهم ممن هو عنده ضد لهم. وروى عن الموصلي عنعمه
قال: جمعت للسيد في بني هاشم الفين وثلاثمائة
قصيدة،
فخلت ان قد استوعبت شعره، حتى جلس الي يوما
رجلذواطمار رثة، فسمعني انشد شيئا من شعره،
فانشدني به
ثلاث قصائد لم تكن عندي. فقلت في نفسي: لو كان هذا
يعلم
ماعندي كله ثم انشدني بعده ما ليس عندي لكان عجبا،
فكيف
وهو لا يعلم وانما انشد ما حضره! وعرفت حينئذ ان
شعرهليس
مما يدرك، ولا يمكن جمعه كله. الاغاني((987))(7/236،
237).
قال ابو الفرج: كان السيد ياتي الاعمش سليمان بن
مهران
الكوفي: المتوفى (148)، فيكتب عنه فضائل علي امير
المؤمنين آسلام اللّه عليه ويخرج من عنده ويقول في
تلك
المعاني شعرا. فخرج ذات يوم من عند بعض امراء الكوفة
وقد
حمله علىفرس وخلع عليه، فوقف بالكناسة ثم قال: يا
معشر
الكوفيين من جاءني منكم بفضيلة لعلي بن ابي طالب لم
اقل
فيهاشعرا اعطيته فرسي هذا وما علي. فجعلوا يحدثونه
وينشدهم، حتى اتاه رجل منهم، وقال: ان امير
المؤمنين علي
بن ابيطالب سلام اللّه عليه عزم على الركوب فلبس
ثيابه
واراد لبس الخف فلبس احد خفيه، ثم اهوى الى الاخر
لياخذه،فانقض عقاب من السماء، فحلق به، ثم القاه
فسقط منه
اسود وانساب فدخل جحرا، فلبس علي(ع) الخف. قال: ولم
يكنقال في ذلك شيئا، ففكر هنيهة ثم قال:
الا يا قوم للعجب العجاب
لخف ابي الحسين وللحباب
عدو من عداة الجن وغد
بعيد في المرادة من صواب
اتى خفا له وانساب فيه
لينهش رجله منه بناب
لينهش خير من ركب المطايا
امير المؤمنين ابا تراب
فخر من السماء له عقاب
من العقبان او شبه العقاب
فطار به فحلق ثم اهوى
به للارض من دون السحاب
فصك بخفه وانساب منه
وولى هاربا حذر الحصاب
الى جحر له فانساب فيه
بعيد القعر لم يرتج بباب
كريه الوجه اسود ذو بصيص
حديد الناب ازرق ذو لعاب
يهل له الجري اذا رآه
حثيث الشد محذور الوثاب
تاخر حينه ولقد رماه
فاخطاه باحجار صلاب
ودوفع عن ابي حسن علينقيع سمامه
بعدانسياب((989))
قال المرزباني: ثم حرك فرسه وثناها، واعطى ما كان
معه من
المال والفرس للذي روى له الخبر، وقال: اني لم اكن
قلت
فيهذا شيئا. وذكر المرزباني من تشبيبها احد عشر
بيتا لم يرو
ابو الفرج منه الا مستهلها:
صبوت الى سليمى والرباب
وما لاخي المشيب وللتصابي
قال ابو الفرج: اما العقاب الذي انقض على خف علي بن
ابي
طالب(رض) فحدثني بخبره احمد بن محمد بن سعيد
الهمداني،قال: حدثني جعفر بن علي بن نجيح قال: حدثنا
ابو
عبد الرحمن المسعودي عن ابي داود الطهوي، عن ابي
الزغلالمرادي
قال: قام علي بن ابي طالب(رض) فتطهر للصلاة، ثم نزع
خفه
فانساب فيه افعى، فلما عاد ليلبسه انقضت عقاب
فاخذته،فحلقت به ثم القته فخرج الافعى منه. وقد روي
مثل
هذا لرسول اللّه(ص).
وقال ابن المعتز في طبقاته((990)) (ص7): كان السيد
احذق
الناس بسوق الاحاديث والاخبار والمناقب في الشعر،
لميترك
لعلي بن ابي طالب فضيلة معروفة الا نقلها الى الشعر.
وكان
يمله الحضور في محتشد لا يذكر فيه آل محمد
صلواتاللّه
عليهم ولم يانس بحفلة تخلو عن ذكرهم.
وروى ابو الفرج عن الحسن بن علي بن حرب بن ابي
الاسود
الدؤلي قال: كنا جلوسا عند ابي عمرو بن العلاء
فتذاكرناالسيد،
فجاء فجلس، وخضنا في ذكر الزرع والنخل ساعة فنهض.
فقلنا:
يا ابا هاشم مم القيام؟ فقال:
اني لاكره ان اطيل بمجلس
لا ذكر فيه لفضل آل محمد
لا ذكر فيه لاحمد ووصيهوبنيه ذلك مجلس نطف
ردي((991))
ان الذي ينساهم في مجلس
حتى يفارقه لغير مسدد
وكان اذا استنشد شيئا من شعره لم يبدا بشيء الا
بقوله:
اجد بل فاطمة البكور
فدمع العين منهمر غزير
الاغاني((992))(7/246
266)
رواة شعره وحفاظه
1 ابو داود سليمان بن سفيان
المسترق الكوفي المنشد:
المتوفى سنة(230)عن (70) عاما، كان راوية شعره كما في
الاغاني((993))،
وفهرست الكشي((994)) (ص205).
2 اسماعيل بن الساحر: كان راويته كما في الاغاني((995))
في غير موضع.
3 ابو عبيدة معمر بن المثنى: المتوفى (209)، كان يروي
شعره كما في الاغاني((996))، ولسان الميزان((997))
(1/437).
4 السدري: كان راويته كما في طبقات ابن المعتز((998))
(ص7).
5 محمد بن زكريا الغلابي الجوهري البصري: المتوفى
(298)، كان يحفظ شعر السيد ويقرؤه على العباسة بنت
السيد،ويصححه عليها كما في اخبار السيد((999))
للمرزباني.
6 جعفر بن سليمان الضبعي البصري: المتوفى (178)، كان
ينشد شعر السيد كثيرا، فمن انكره عليه لم يحدثه كما
فيالاغاني((1000))، ولسان الميزان((1001))
(1/437).
7 يزيد بن محمد بن عمر بن مذعور التميمي، كان يروي
للسيد ويعاشره كما في اخبار السيد((1002)) للمرزباني، وقال
ابوالفرج((1003)): كان يحفظ شعر السيد وينشده
لابي بجير
الاسدي.
8 فضيل بن الزبير الرسان الكوفي، كان ينشد شعر
السيد، وقد
انشده للامام الصادق(ع) وقد مر بعض حديثه.
9 الحسين بن الضحاك، قال المرزباني((1004)):
كان احفظ
الناس لشعره.
10 الحسين بن ثابت، كان يروي كثيرا من شعره.
11 العباسة بنت السيد، كانت حافظة لشعر ابيها، وكانت
الرواة
يقرؤون عليها شعر السيد وتصححه لهم، كما
ذكرهالمرزباني
في اخبار السيد((1005)).
وكانت للسيد كريمتان اخريان تحفظان شعره، وفي بعض
المعاجم كانت كل واحدة تحفظ ثلاثمائة قصيدة. وقال
ابن
المعتزفيطبقات الشعراء((1006)) (ص8): حكي عن السدري
انه قال: كان له اربع بنات، وانه كان حفظ كل واحدة
منهناربعمائةقصيدة من شعره.
12 عبداللّه بن اسحاق الهاشمي، جمع شعره كما مر عن
المرزباني((1007)).
13 عم الموصلي، جمع شعره في بني هاشم كما مر عن
الاغاني((1008)).
14 الحافظ ابو الحسن الدارقطني علي بن عمر: المتوفى
(385) كان يحفظ ديوان السيد كما في تاريخي الخطيب
البغدادي(12/35)، وابن خلكان((1009)) (1/359)، وتذكرة
الحفاظ((1010))
(3/200).
مذهبه وكلمات الاعلام حوله
عاش السيد ردحا من الزمن على
الكيسانية((1011))، يقول
بامامة محمد بن الحنفية وغيبته، وله في ذلك شعر، ثم
ادركتهسعادة ببركة الامام الصادق(ع) وشاهد منه
حججه
القوية وعرف الحق ، ونبذ ما كان عليه من سفاسف
الكيسانية
عندمانزل الامام(ع) الكوفة عند منصرفه من عند
المنصور او
ملاقاته اياه في الحج.
ولعبد اللّه بن المعتز المتوفى (296)، وشيخ الامة
الصدوق
المتوفى (381)، والحافظ المرزباني المتوفى(384)،
وشيخنا
المفيدالمتوفى(413)، وابي عمرو الكشي، والسروي
المتوفى(588)، والاربلي المتوفى(692) وغيرهم حول مذهبه
كلمات ضافيةيكتفى بواحدة منها في اثبات الحق فضلا
عن
جميعها، فاليك نصوصها.
1 كلمة ابن المعتز: قال في طبقات الشعراء((1012))
(ص7):
حدثني محمد بن عبد اللّه قال: قال السدري راوية
السيد:كان
السيد اول زمانه كيسانيا يقول برجعة محمد ابن
الحنفية،
وانشدني في ذلك:
حتى متى والى متى ومتى المدى
يا ابن الوصي وانت حي ترزق
والقصيدة مشهورة. وحدثني محمد بن عبد اللّه قال: قال
السدري: ما زال السيد يقول بذلك حتى لقي الصادق(ع)
بمكة
ايامالحج، فناظره والزمه الحجة، فرجع عن ذلك،
فذلك قوله
في تركه تلك المقالة ورجوعه عما كان عليه، ويذكر
الصادق:
تجعفرت باسم اللّه واللّه اكبر
وايقنت ان اللّه يعفو ويغفر
ويثبت مهما شاء ربي بامره
ويمحو ويقضي في الامور ويقدر
2 كلمة الصدوق : قال في كمال الدين((1013)) (ص20): فلم
يزل السيد ضالا في امر الغيبة يعتقدها في محمد بن
الحنفية،حتى لقي الصادق جعفر بن محمد(ع) وراى منه
علامات الامامة وشاهد منه دلالات الوصية، فساله عن
الغيبة
فذكر له انهاحق، ولكنها تقع بالثاني عشر من
الائمة(ع) واخبره
بموت محمد بن الحنفية، وان اباه محمد ابن علي بن
الحسين
بن علي(ع)شاهد دفنه، فرجع السيد عن مقالته واستغفر
من
اعتقاده، ورجع الى الحق عند اتضاحه له ودان
بالامامة.
حدثنا عبد الواحد بن محمد العطار(رض) قال: حدثنا علي
بن
محمد بن قتيبة النيسابوري قال: حدثنا حمدان بن
سليمان
عنمحمد بن اسماعيل بن بزيع عن حيان السراج قال:
سمعت
السيد بن محمد الحميري يقول: كنت اقول بالغلو،
واعتقد
غيبةمحمد بن علي الملقب بابن الحنفية قد ضللت في
ذلك
زمانا، فمن اللّه علي بالصادق جعفر بن محمد(ع)
وانقذني به
من النار،وهداني الى سواء الصراط، فسالته بعد ماصح
عندي
بالدلائل التي شاهدتها((1014)) منه انه حجة اللّه علي وعلى
جميعاهل زمانه، وانه الامام الذي فرض اللّه
طاعته، واوجب
الاقتداء به فقلت له: ياابن رسول اللّه قد روي لنا
اخبار
عنآبائك(ع) في الغيبة وصحة كونها فاخبرني بمن تقع؟
فقال(ع): ((ان الغيبة ستقع بالسادس من ولدي، وهو
الثاني
عشر منالائمة الهداة بعد رسول اللّه(ص)، اولهم
امير المؤمنين
علي بن ابي طالب، وآخرهم القائم بالحق بقية اللّه
في
الارضوصاحب الزمان. واللّه لو بقي في غيبته ما بقي
نوح في
قومه، لم يخرج من الدنيا حتى يظهر، فيملا الارض
قسطا
وعدلا كماملئت جورا وظلما)).
قال السيد: فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن
محمد(ع) تبت الى اللّه تعالى ذكره على يديه، وقلت
قصيدتي
التياولها:
ولما رايت الناس في الدين قد غووا
تجعفرت باسم اللّه فيمن تجعفروا
وناديت باسم اللّه واللّه اكبر
وايقنت ان اللّه يعفو ويغفر
ودنت بدين غير ما كنت دائنا
به ونهاني سيد الناس جعفر
فقلت فهبني قد تهودت برهة
والا فديني دين من يتنصر
واني الى الرحمن من ذاك تائب
واني قد اسلمت واللّه اكبر
فلست بغال ما حييت وراجع
الى ما عليه كنت اخفي واضمر
ولا قائلا حي برضوى محمد((1015))
وان عاب جهال مقاليفاكثروا
ولكنه مما مضى لسبيله
على افضل الحالات يقفى ويخبر
مع الطيبين الطاهرين الالى لهم
من المصطفى فرع زكي وعنصر
الى آخر القصيدة وهي طويلة. وقلت بعد ذلك قصيدة
اخرى:
ايا راكبا نحو المدينة جسرة
عذا فرة يطوى بها كل سبسب((1016))
اذا ما هداك اللّه عاينت جعفرا
فقل لولي اللّه وابن المهذب
الا يا امين اللّه وابن امينه
اتوب الى الرحمن ثم تاوبي
اليك من الامر الذي كنت مطنبا
احارب فيه جاهدا كل معرب
وماكان قولي في ابن خولة مبطنا
معاندة مني لنسل المطيب
ولكن روينا عن وصي محمد
وما كان فيما قال بالمتكذب
بان ولي الامر يفقد لا يرى
ستيرا((1017))
كفعل الخائف المترقب
فيقسم اموال الفقيد كانما
تعيبه بين الصفيح المنصب
فيمكث حينا ثم ينبع نبعة
كنبعة جدي منالافق كوكب((1018))
يسير بنصر اللّه من بيت ربه
على سؤدد منه وامر مسبب
يسير الى اعدائه بلوائه
فيقتلهم قتلا كحران مغضب
فلما روي ان ابن خولة غائب
صرفنا اليه قولنا لم نكذب
وقلنا هو المهدي والقائم الذي
يعيش به من عدله كل مجدب((1019))
فان قلت لا فالحق قولك والذي
امرت فحتم غير ما متعصب
واشهد ربي ان قولك حجة
على الخلق طرا من مطيع ومذنب
بان ولي الامر والقائم الذي
تطلع نفسي نحوه بتطرب
له غيبة لابد من ان يغيبها
فصلى عليه اللّه من متغيب
فيمكث حينا ثم يظهر حينه
فيملا عدلا كل شرق ومغرب
بذاك امين اللّه سرا وجهرة
ولست وان عوتبت فيه بمعتب
وكان حيان السراج الراوي لهذا الحديث من
الكيسانية، ورواه
الاربلي في كشف الغمة((1020)).
3 كلمة المرزباني : قال في اخبار السيد((1021)):
كان السيد
ابن محمد(ره) بلاشك كيسانيا، يذهب الى ان محمد
بنالحنفية(رض) هو القائم المهدي وانه مقيم في جبال
رضوى، وشعره في ذلك يدل على انه كان كما ذكرنا
كيسانيا،
فمن قوله:
يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى
وبنا اليه من الصبابة اولق((1022))
حتى متى والى متى وكم المدى
ياابن الوصي وانت حي ترزق
اني لامل ان اراك وانني
من ان اموت ولا اراك لافرق
غير انه(ره) رجع عن ذلك وذهب الى امامة الصادق(ع)
وقال:
تجعفرت باسم اللّه واللّه اكبر
وايقنت ان اللّه يعفو ويغفر
ومن زعم ان السيد اقام على الكيسانية فهو بذلك كاذب
عليه
وطاعن فيه. ومن اوضح ما دل على بطلان ذلك دعاءالصادق
له(ع) وثناؤه عليه، فمن ذلكما اخبرنا به محمد بن
يحيى قال:
حدثنا ابو العينا قال: حدثني علي بن الحسين
بنعليابن عمر
بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب صلوات اللّه
عليهم
قال: قيل لابي عبد اللّه(ع) وذكر عندهالسيد: بانه
ينال من
الشراب. فقال(ع): ((ان كان السيد زلت به قدم فقد ثبتت
له
اخرى)).
وباسناده عن عباد بن صهيب قال: كنت عند ابي عبداللّه
جعفر
بن محمد(ع) فذكر السيد فدعا له فقال له: يا ابن رسول
اللّهاتدعو له وهو يشرب الخمر، ويشتم ابابكر وعمر،
ويوقن
بالرجعة؟ فقال: ((حدثني ابي عن ابيه علي بن الحسين ان
محبيآل محمد(ص) لا يموتون الا تائبين وانه قد تاب)).
ثم
رفع راسه واخرج من مصلى عليه كتابا من السيد يتوب
فيه مما
كانعليه((1023))، وفي آخر الكتاب:
ايا راكبا نحو المدينة جسرة
عذافرة يطوى بها كل سبسب
الى آخر الابيات كما مرت.
وروى باسناده عن خلف الحادي قال: قدم السيد من
الاهواز
بمال ورقيق وكراع، فجئته مهنئا له، فقال: ان
ابابجير((1024))
امامي وكان يعيرني بمذهبي ويامل مني تحولا الى
مذهبه
فكتبت اقول له: قد انتقلت اليه، وقلت:
ايا راكبا نحو المدينة جسرة
عذافرة يطوى بها كل سبسب
وذكر الابيات الى آخرها كما مرت.
ثم قال: فقال له ابو بجير يوما: لو كان مذهبك الامامة
لقلت
فيها شعرا. فانشدته هذه القصيدة فسجد وقال: الحمد
للّه
الذيلم يذهب حبي لك باطلا. ثم امر لي بما ترى.
وروى باسناده عن خلف الحادي قال: قلت للسيد: ما معنى
قولك:
عجبت لكر صروف الزمان
وامر ابي خالد ذي البيان
ومن رده الامر لا ينثني
الى الطيب الطهر نور الجنان
علي وما كان من عمه
برد الامامة عطف العنان
وتحكيمه حجرا اسودا
وما كان من نطقه المستبان
بتسليم عم بغير امتراء
الى ابن اخ منطقا باللسان
شهدت بذلك صدقا كما
شهدت بتصديق آي القران
علي امامي لا امتري
وخليت قولي بكان وكان
|