وهذه الاولوية المعدودة من اصول الدين والمولوية التي ينفى الايمان بانتفائها كما مر في كلام عمر (ص‏382) صرح بها عمر لابن عباس في كلامه الاخر، ذكره الراغب في محاضراته (2/213) عن ابن عباس قال: ((2360)) كنت اسير مع عمر بن الخطاب في ليلة وعمر على بغل وانا على فرس، فقرا اية فيها ذكر علي بن ابي طالب، فقال: اما واللّه يا بني عبدالمطلب لقد كان علي فيكم اولى بهذا الامر مني ومن ابي بكر.

فقلت في نفسي: لا اقالني اللّه ان اقلته، فقلت: انت تقول ذلك يا امير المؤمنين، وانت وصاحبك وثبتما وافرغتما ((2361)) الامر منا دون الناس.

فقال: اليكم يا بني عبدالمطلب، اما انكم اصحاب عمر بن الخطاب، فتاخرت وتقدم هنيهة، فقال: سر، لا سرت، وقال: اعد علي كلامك.

فقلت: انما ذكرت شيئا فرددت عليك جوابه، ولو سكت سكتنا.

فقال: انا واللّه ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة، ولكن استصغرناه، وخشينا ان لايجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها.

قال: فاردت ان اقول: كان رسول اللّه(ص) يبعثه، فينطح كبشها، فلم يستصغره، افتستصغره انت وصاحبك؟ فقال: لا جرم، فكيف ترى؟ واللّه ما نقطع امرا دونه، ولا نعمل شيئا حتى نستاذنه.

وفي شرح نهج البلاغة ((2362)) (2/20)قال عمر: يا ابن عباس اما واللّه ان صاحبك هذا لاولى الناس بالامر بعد رسول اللّه(ص) الا انا خفناه على اثنين .... الى ان قال ابن عباس : فقلت: وما هما يا امير المؤمنين؟ قال: خفناه على حداثة سنه، وحبه بني عبدالمطلب، وفي (2/115): كرهناه على حداثة السن وحبه بني عبدالمطلب.

والشهادة بولاية امير المؤمنين بالمعنى المقصود هي نور وحكمة مودوعة في قلوب مواليه(ع) ودونها كانت تشد الرحال، ولتعيين حامل عبئها كانت تبعث الرسل، كما ورد فيما اخرجه البيهقي في المحاسن والمساوئ ((2363)) (1/30) في حديث طويل جرى بين ابن عباس ورجل من اهل الشام من حمص ففيه:

قال الشامي: يا ابن عباس ان قومي جمعوا لي نفقة، وانا رسولهم اليك 3وامينهم، ولا يسعك ان تردني بغير حاجتي، فان‏القوم هالكون في امر علي ، ففرج عنهم فرج اللّه عنك.

فقال ابن عباس: يا اخا اهل الشام ان مثل علي في هذه الامة في فضله وعلمه كمثل العبد الصالح الذي لقيه موسى(ع) ثم‏ذكر حديث ام سلمة، وفيه لعلي فضائل جمة فقال الشامي يا ابن عباس ملات صدري نورا وحكمة، وفرجت عني فرج اللّه عنك، اشهد ان عليا(رضى ا... عنه) مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

(وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الايات لقوم يذكرون((2364)) ) كلمات حول مفاد الحديث للاعلام الائمة في تليفهم لقد تمخضت الحقيقة عن معنى المولى، وظهرت باجلى مظاهرها، بحيث لم يبق 3للخصم منتدح عن الخضوع لها، الا من يبغي لدادا، او يرتاد انحرافا عن الطريقة المثلى، ولقد اوقفنا السير على كلمات درية لجمع من العلماء حداهم التنقيب الى صراح الحق، فلهجوا به غير ابهين بما هنالك من جلبة ولغط، فاليك عيون الفاظهم:

1 قال ابن زولاق الحسن بن ابراهيم، ابو محمد المصري:

المتوفى (387) في تاريخ مصر:

وفي ثمانية عشر من ذي الحجة سنة (362) وهو يوم الغدير تجمع خلق من اهل مصر والمغاربة ومن تبعهم للدعاء، لانه يوم عيد، لان رسول اللّه(ص) عهد الى امير المؤمنين علي بن ابي طالب فيه واستخلفه ((2365)) .

يعرب هذا الكلام عن ان ابن زولاق وهو ذلك العربي المتضلع لم يفهم من الحديث الا المعنى الذي نرتئيه، ولم ير ذلك اليوم الا يوم عهد الى امير المؤمنين واستخلاف.

2 قال الامام ابو الحسن الواحدي : المتوفى (468) بعد ذكر حديث الغدير: هذه الولاية التي اثبتها النبي(ص) لعلي‏مسؤول عنها يوم القيامة.

راجع تمام العبارة (ص‏387).

3 قال حج ة الاسلام ابو حامد الغزالي : المتوفى (505) في كتابه سر العالمين ((2366)) (ص‏9):

اختلف العلماء في ترتيب الخلافة وتحصيلها لمن ال امرها اليه، فمنهم من زعم‏انها بالنص، ودليلهم في المسالة قوله تعالى:

(قل للمخلفين من الا عراب ستدعون الى قوم اولي باس شديد تقاتلونهم او يسلمون فان تطيعوا يؤتكم اللّه اجرا حسنا وان تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا اليما) ((2367)) وقد دعاهم ابو بكر(رضى ا... عنه) بعد رسول اللّه(ص) الى الطاعة فاجابوا، وقال بعض المفسرين في قوله تعالى: (واذ اسر النبي الى بعض ازواجه حديثا((2368)) ) قال في الحديث: ان اباك هو الخليفة من بعدي يا حميراء. وقالت امراة: اذا فقدناك فالى من نرجع؟ فاشار الى ابي بكر. ولانه ام بالمسلمين ((2369)) على بقاء رسول اللّه، والامامة عماد الدين.

هذا جملة ما يتعلق به القائلون بالنصوص، ثم تاولوا وقالوا: لو كان علي اول الخلفاء لانسحب عليهم ذيل الفناء، ولم ياتوا بفتوح ولا مناقب، ولا يقدح في كونه رابعا، كما لا يقدح في نبوة رسول اللّه(ص) اذا كان اخرا، والذين عدلوا عن هذا الطريق زعموا ان هذا وما يتعلق به فاسد وتاويل بارد جاء على زعمكم واهويتكم، وقد وقع‏الميراث في الخلافة والاحكام مثل داود، وزكريا، وسليمان، ويحيى. قالوا: كان لازواجه ثمن الخلافة، فبهذا تعلقوا، وهذا باطل اذ لو كان ميراثا لكان العباس اولى.

لكن اسفرت الحجة وجهها، واجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم باتفاق الجميع، وهو يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏». فقال عمر: بخ بخ [لك] يا ابا الحسن لقد اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، فهذا تسليم، ورضا وتحكيم، ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرئاسة، وحمل عمود الخلافة، وعقود البنود، وخفقان الهوى في قعقعة الرايات، واشتباك ازدهام ((2370)) الخيول، وفتح الامصار سقاهم كاس الهوى، فعادوا الى الخلاف الاول فنبذوه وراء ظهورهم، واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ((2371)) .

4 قال شمس الدين سبط ابن الجوزي الحنفي : المتوفى (654) في تذكرة خواص الامة ((2372)) (ص‏18):

اتفق علماء السير ان قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي(ص)من حجة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة، جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين الفا، وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏».

الحديث. نص(ص) على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والاشارة.

وذكر ابو اسحاق الثعلبي في تفسيره ((2373)) باسناده: ان النبي(ص) لما قال ذلك طارفي الاقطار، وشاع في البلاد والامصار. ثم ذكر ما مر في اية (سال)، فقال :3 فاما قوله: «من كنت مولاه‏» فقال علماء العربية: لفظ المولى ترد على وجوه.

ثم ذكر من معاني المولى تسعة ((2374)) ، فقال :

والعاشر بمعنى الاولى، قال اللّه تعالى: (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا ماواكم النار هي مولاكم((2375)) ) . ثم طفق يبطل ارادة كل من المعاني المذكورة واحدا واحدا فقال:

والمراد من الحديث الطاعة المحضة المخصوصة، فتعين الوجه العاشر، وهو: الاولى ومعناه: من كنت اولى به من نفسه فعلي اولى به، وقد صرح بهذا المعنى الحافظ ابو الفرج يحيى بن سعيد الثقفي الاصبهاني في كتابه المسمى ب (مرج البحرين) فانه روى هذا الحديث باسناده الى مشايخه وقال فيه: فاخذ رسول اللّه(ص)بيد علي(ع) فقال: «من كنت وليه واولى به من نفسه فعلي وليه‏»، فعلم ان جميع المعاني راجعة الى الوجه العاشر، ودل عليه ايضا قوله(ع): «الست اولى بالمؤمنين من انفسهم؟»، وهذا نص صريح في اثبات امامته وقبول طاعته، وكذا قوله(ص) : «وادر الحق معه حيثما دار وكيفما دار».

5 قال كمال الدين بن طلحة الشافعي: المتوفى (652) في مطالب السؤول (ص‏16) بعد ذكر حديث الغدير ونزول اية التبليغ فيه:

فقوله(ص): «من كنت مولاه فعلي مولاه‏» قد اشتمل على لفظة (من) وهي موضوعة للعموم، فاقتضى ان كل انسان كان رسول اللّه(ص) مولاه كان علي مولاه، واشتمل على لفظه (المولى) وهي لفظة مستعملة بازاء معان متعددة قد ورد القران الكريم بها، فتارة تكون بمعنى (اولى)، قال اللّه تعالى في حق المنافقين: (ماواكم النار هي مولاكم) معناه: اولى بكم.

ثم ذكر من معانيها: الناصر والوارث والعصبة والصديق والحميم والمعتق، فقال:

واذا كانت واردة لهذه المعاني فعلى ايها حملت؟ اما على كونه اولى، كما ذهب اليه طائفة، او على كونه صديقا حميما، فيكون معنى الحديث: من كنت اولى به او ناصره او وارثه او عصبته او حميمه او صديقه فان عليا منه كذلك. وهذا صريح في تخصيصه لعلي(ع) بهذه المنقبة العلية وجعله لغيره كنفسه بالنسبة الى من دخلت‏عليهم كلمة (من) التي هي للعموم بما لا يجعله لغيره.

وليعلم ان هذا الحديث هو من اسرار قوله تعالى في اية المباهلة: (قل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم((2376)) ) ، والمراد نفس علي على ما تقدم، فان اللّه تعالى لما قرن بين نفس رسول اللّه(ص) وبين نفس علي وجمعهما بضمير مضاف الى رسول اللّه(ص) اثبت رسول اللّه لنفس علي بهذا الحديث ما هو ثابت لنفسه على المؤمنين عموما، فانه(ص) اولى بالمؤمنين، وناصر المؤمنين، وسيد المؤمنين، وكل معنى امكن اثباته مما دل عليه لفظ المولى لرسول اللّه فقد جعله لعلي(ع) وهي مرتبة سامية، ومنزلة سامقة، ودرجة علية، ومكانة رفيعة، خصصه بها دون غيره، فلهذا صار ذلك اليوم يوم عيد وموسم سرور لاوليائه.

تقرير ذلك وشرحه وبيانه: اعلم اظهرك اللّه بنوره على اسرار التنزيل، ومنحك بلطفه تبصرة تهديك الى سواء السبيل، انه لما كان من محامل لفظة (المولى) الناصر، وان معنى الحديث: من كنت مولاه فعلي ناصره، فيكون النبي(ص) قد وصف عليا بكونه ناصرا لكل من كان النبي ناصره، فانه ذكر ذلك بصيغة العموم، وانما اثبت النبي هذه الصفة وهي الناصرية لعلي لما اثبتها اللّه غ لعلي، فانه نقل الامام ابواسحاق الثعلبي يرفعه بسنده في تفسيره ((2377)) الى اسماء بنت عميس قالت: لما نزل قوله تعالى: (وان تظاهرا عليه فان اللّه هو مولاه وجبريل وصالح المومنين((2378)) ) سمعت رسول اللّه(ص) يقول:

«صالح المؤمنين علي بن ابي طالب(ع)»، فلما اخبر اللّه فيما انزله على رسوله، وان ناصره هو اللّه وجبريل وعلي، يثبت الناصرية لعلي، فاثبتها النبي(ص) اقتداء بالقران الكريم في اثبات هذه الصفة له.

ثم وصفه(ص) بما هو من لوازم ذلك بصريح قوله، رواه الحافظ ابو نعيم في حليته (1/66) بسنده: ان عليا دخل عليه، فقال:

«مرحبا بسيد المسلمين، وامام المتقين‏» فسيادة المسلمين وامامة المتقين لما كانت من صفات نفسه(ص) وقد عبر اللّه تعالى عن نفس علي بنفسه ووصفه بما هو من صفاته، فافهم ذلك.

ثم لم يزل(ص) يخصصه بعد ذلك بخصائص من صفاته نظرا الى ما ذكرناه، حتى‏روى الحافظ ايضا في حليته (1/67) بسنده عن انس بن مالك قال: قال رسول اللّه لابي برزة وانا اسمع: «يا ابا برزة ان اللّه عهد الي في علي بن ابي طالب انه راية الهدى، ومنار الايمان، وامام اوليائي، ونور جميع من اطاعني، يا ابا برزة علي امام المتقين، من احبه احبني، ومن ابغضه ابغضني، فبشره بذلك‏»، فاذا وضح لك هذا المستند ظهرت حكمة تخصيصه(ص) عليا بكثير من الصفات دون غيره، (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) ((2379)) .

6 قال صدر الحفاظ فقيه الحرمين ابو عبداللّه الكنجي، الشافعي : المتوفى (658) في كفاية الطالب ((2380)) (ص‏69) بعد ذكر قول رسول اللّه(ص) لعلي: «لو كنت‏مستخلفا احدا لم يكن احد احق منك لقدمتك في الاسلام، وقرابتك من رسول اللّه، وصهرك، عندك فاطمة سيدة نساء العالمين‏»:

وهذا الحديث وان دل على عدم الاستخلاف، لكن حديث غدير خم دليل على التولية، وهي الاستخلاف، وهذا الحديث اعني حديث غدير خم ناسخ، لانه كان في اخر عمره(ص).

7 قال سعيد الدين الفرغاني: المتوفى (699) كما ذكره الذهبي في العبر ((2381)) في شرح تائية ابن الفارض الحموي ((2382)) المتوفى (576) التي اولها:

سقتني حميا الحب راحة مقلتي وكاسي محيا من عن الحسن جلت في شرح قوله:

واوضح بالتاويل ما كان مشكلا علي بعلم ناله بالوصية وكذا هذا البيت مبتدا محذوف الخبر تقديره: وبيان علي كرم اللّه وجهه وايضاحه بتاويل ما كان مشكلا من الكتاب والسنة بواسطة علم ناله، بان جعله النبي(ص) وصيه، وقائما مقام نفسه بقوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏» وذلك كان يوم غدير خم على ما قاله كرم اللّه وجهه في جملة ابيات منها قوله:

واوصاني النبي على اختياري لامته رضا منه بحكمي واوجب لي ولايته عليكم رسول اللّه يوم غدير خم وغدير خم ماء على منزل من المدينة على طريق يقال له الان طريق المشاة الى‏مكة، كان هذا البيان بالتاويل بالعلم الحاصل بالوصية من جملة الفضائل التي لاتحصى خصه بها رسول اللّه(ص) فورثها عليه الصلاة والسلام وقال:

واما حصة علي بن ابي طالب كرم اللّه وجهه من العلم والكشف، وكشف معضلات الكلام العظيم، والكتاب الكريم الذي هو من اخص معجزاته(ص) باوضح بيان بما ناله بقوله(ص): «انا مدينة العلم وعلي بابها»، وبقوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏»، مع فضائل اخر لا تعد ولا تحصى.

8 قال علاء الدين ابو المكارم السمناني، البياضي، المكي :

المتوفى (736) في العروة الوثقى:

وقال لعلي عليه السلام وسلام الملائكة الكرام : «انت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي بعدي‏»، وقال في غدير خم بعد حجة الوداع على ملا من المهاجرين والانصار اخذا بكتفه: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه‏»، وهذا حديث متفق على صحته فصار سيد الاولياء، وكان قلبه على قلب محمد عليه التحية والسلام والى هذا السر اشار سيد الصديقين صاحب غار النبي(ص) ابو بكر حين بعث ابا عبيدة بن الجراح الى علي‏لاستحضاره بقوله: يا ابا عبيدة انت امين هذه الامة ابعثك الى من هو في مرتبة من فقدناه بالامس، ينبغي ان تتكلم عنده بحسن الادب.

9 قال الطيبي حسن بن محمد: المتوفى (743) في الكاشف في شرح حديث الغدير:

قوله: «اني اولى بالمؤمنين من انفسهم‏» يعني به قوله تعالى:

(النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم((2383)) ) اطلق فلم يعرف باي شي‏ء هو اولى بهم من انفسهم، ثم قيد بقوله: (وازواجه امهاتهم)، ليؤذن بانه بمنزلة الاب، ويؤيده قراءة ابن مسعود(رضى ا... عنه): (النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم)، وهو اب لهم. وقال مجاهد: كل نبي فهو ابو امته، ولذلك صار المؤمنون اخوة، فاذن وقع التشبيه في قوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏» في كونه كالاب، فيجب على الامة احترامه وتوقيره وبره، وعليه(رضى ا... عنه) ان يشفق عليهم ويراف بهم رافة الوالد على الاولاد، ولذا هنا عمر بقوله: يا ابن ابي طالب اصبحت وامسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

10 آ قال شهاب الدين بن شمس الدين دولت ابادي : المتوفى (1049) في هداية السعداء:

وفي التشريح قال ابو القاسم(ره) : من قال: ان عليا افضل من عثمان فلا شي‏ء 3عليه، لانه قال ابو حنيفة(رضى ا... عنه) وقال ابن مبارك: من قال: ان عليا افضل العالمين، او افضل الناس، واكبر الكبراء فلا شي‏ء عليه، لان المراد منه افضل الناس في عصره وزمان خلافته، كقوله(ص): «من كنت مولاه فعلي مولاه‏»، اي في زمان خلافته، ومثل هذا الكلام قد ورد في القران والاحاديث وفي اقوال العلماء بقدر لا يحصى ولا يعد.

وقال ايضا في هداية السعداء وفي حاصل التمهيد في خلافة ابي بكر ودستور الحقائق:

ان النبي(ص) لما رجع من مكة نزل في غدير خم، فامر ان يجمع رحال الابل، فجعلها كالمنبر، فصعد عليها، فقال: «الست اولى بالمؤمنين من انفسهم؟».

فقالوا: نعم.

فقال النبي(ص): «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله‏»، وقال اللّه غ: (انما وليكم اللّه ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) قال اهل السنة: المراد من الحديث: «من كنت مولاه فعلي مولاه‏»، اي في وقت خلافته وامامته ((2384)) .

11 قال ابو شكور محمد بن عبدالسعيد بن محمد الكشي، السالمي، الحنفي في التمهيد في بيان التوحيد ((2385)) :

قالت الروافض: الامامة منصوصة لعلي بن ابي طالب(رضى ا...

عنه) بدليل ان النبي(ص) جعله وصيا لنفسه وجعله خليفة من بعده، حيث قال: «اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي‏»، ثم هارون(ع) كان خليفة موسى(ع) فكذلك علي(رضى ا... عنه). والثاني: وهو ان‏النبي(ع) جعله واليا للناس لما رجع من مكة ونزل في غدير خم، فامر النبي ان يجمع رحال الابل، فجعلها كالمنبر، وصعد عليها، فقال:

«الست باولى المؤمنين ((2386)) من انفسهم؟ فقالوا: نعم.

فقال(ص): من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه،وانصر من نصره، واخذل من خذله‏»، واللّه جل جلاله يقول: (انما وليكم اللّه ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) نزلت في شان علي(رضى ا... عنه)، دل على انه كان اولى الناس بعد رسول اللّه(ص).

ثم قال في الجواب عما ذكر:

واما قوله: بان النبي(ع) جعله وليا، قلنا: اراد به في وقته يعني بعد عثمان(رضى ا... عنه)، وفي زمن معاوية(رضى ا... عنه) ونحن كذا نقول، وكذا الجواب عن قوله تعالى: ( انما وليكم اللّهورسوله والذين امنوا...) الاية. فنقول: ان عليا(رضى ا... عنه) كان وليا واميرا بهذا الدليل في ايامه ووقته، وهو بعد عثمان(رضى ا... عنه)، واما قبل ذلك فلا.

12 قال ابن باكثير المكي، الشافعي : المتوفى (1047) في وسيلة المال في عد مناقب الال ((2387)) بعد ذكر حديث الغدير بعدة طرق :

واخرج الدارقطني في الفضائل عن معقل بن يسار(رضى ا... عنه) قال: سمعت ابا بكر(رضى ا... عنه) يقول: علي بن ابي طالب عترة رسول اللّه(ص) اي: الذين حث النبي(ص) على التمسك بهم، والاخذ بهديهم، فانهم نجوم الهدى من اقتدى بهم اهتدى، وخصه ابو بكر بذلك(رضى ا... عنه) لانه الامام في هذا الشان، وباب مدينة العلم والعرفان، فهو امام الائمة، وعالم الامة، وكانه اخذ ذلك من تخصيصه(ص) له من بينهم يوم غدير خم بما سبق، وهذا حديث صحيح لا مرية فيه ولا شك‏ينافيه، وروي عن الجم الغفير من الصحابة، وشاع واشتهر، وناهيك بمجمع حج ة الوداع.

13 قال السيد الامير محمد اليمني : المتوفى (1182) في الروضة الندية شرح التحفة العلوية ((2388)) بعد ذكر حديث الغدير بعدة طرق :

وتكلم الفقيه حميد على معانيه واطال، وننقل بعض ذلك ...

الى ان قال : ومنها قوله: اخذ بيده ورفعها، وقال: «من كنت مولاه فهذا مولاه‏»، والمولى اذا اطلق من غير قرينة فهم منه انه المالك المتصرف، واذا كان في الاصل يستعمل لمعان عدة منها: المالك للتصرف، ولذا اذا قيل: هذا مولى القوم سبق الى الافهام انه المالك للتصرف في امورهم ثم عدمنها: الناصر وابن العم والمعتق والمعتق، فقال : ومنها: بمعنى الاولى، قال تعالى: (ماواكم النار هي مولاكم) اي اولى بكم وبعذابكم.

وبعد فلو لم يكن السابق الى الافهام من لفظة (مولى) السابق المالك للتصرف 3لكانت منسوبة الى المعاني كلها على سواء، وحملناها عليها جميعا، الا ما يتعذر في حقه(ع) من المعتق والمعتق، فيدخل في ذلك المالك للتصرف، والاولى المفيد ملك التصرف على الامة، واذا كان اولى بالمؤمنين من انفسهم كان اماما، ومنها قوله(ص): «من كنت وليه فهذا وليه‏»، والولي المالك للتصرف بالسبق الى الفهم، وان استعمل في غيره، وعلى هذا قال(ص): «والسلطان ولي من لا ولي له‏» يريد ملك التصرف في عقد النكاح، يعني ان الامام له الولاية فيه حيث لا عصبة بطريق الحقيقة، فانه يجب حملها عليها اجمع اذا لم يدل دليل على التخصيص.

14 قال الشيخ احمد العجيلي، الشافعي في ذخيرة المال شرح عقد جواهر اللال في فضائل الال بعد ذكر حديث الغدير وقصة الحارث بن النعمان الفهري :

وهو من اقوى الادلة على ان عليا(رضى ا... عنه) اولى بالامامة والخلافة والصداقة والنصرة والاتباع باعتبار الاحوال والاوقات والخصوص والعموم، وليس في هذا مناقضة لما سبق وما سياتي ان شاء اللّه تعالى من ان عليا (رضى ا... عنه) تكلم فيه بعض من كان معه في اليمن، فلما قضى حجه خطب بهذا تنبيها على قدره وردا على من تكلم فيه كبريدة، فانه كان يبغضه، ولما خرج الى اليمن راى جفوة فقصه للنبي(ص) فجعل يتغير وجهه، ويقول: «يا بريدة الست اولى بالمؤمنين من انفسهم ؟ من كنت مولاه فعلي مولاه، لا تقع يا بريدة في علي، فان عليا مني وانا منه، وهو وليكم بعدي((2389)) » .

(وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد ((2390)) ) توضيح للواضح في ظرف مفاد الحديث دعانا اليه اغضاء غير واحد ((2391)) ممن اعترف بالحق في مفاد الحديث، حيث 4وجده كالشمس الضاحية بلجا ونورا، او تسالم عليه ((2392)) عن لازم هذا الحق، وهو: انه اذا ثبتت لمولانا امير المؤمنين خلافة الرسول(ص) فان لازمه الذي لا ينفك عنه ان تكون الخلافة بلا فصل، كما هو الشان في قول الملك الذي نصب احد من يمت اليه ولي عهده من بعده، او من حضره الموت اوصى الى احد، واشهد على ذلك، فهل يحتمل الشهداء او غيرهم ان الملوكية للاول والوصاية للثاني تثبتان بعد ردح من الزمن مضى على موت الملك والموصي، او بعد قيام اناس اخرين بالامر بعدهما ممن لم يكن لهم ذكر عند عقد الولاية، او بيان الوصية؟ وهل من المعقول مع هذا النص ان ينتخبوا للملوكية بعد الملك، ولتنفيذ مقاصد الموصي بعده، رجالا ينهضون بذلك، كما هو المطرد فيمن لا وصية له ولا عهد الى احد؟ اللهم لا، لا يفعل ذلك الا من عزب عن الراي، فصدف عن الحق الصراح.

وهلا يوجد هناك من يجابه المنتخبين بالكسر بانه لو كان للملك نظر الى غير من عهد اليه، وللموصي جنوح الى سوى من افضى اليه امره، فلماذا لم ينصا عليه وهما يشهدانه ويعرفانه؟ فاين اولئك الرجال ليجابهوا من مرت عليك كلماتهم من ان الولاية الثابتة لمولانا بنص يوم الغدير تثبت له في ظرف خلافته الصورية بعد عثمان؟ او ما كان رسول اللّه(ص) يعرف المتقدمين على ابن عمه، ويشهد موقفهم، ويعلم بمقاديرهم من الحنكة؟ فلماذا خص النص بعلي(ع) بعدما خاف ان يدعى فيجيب، وامر الملا الحضور ان يبايعوه، ويبلغ الشاهد الغائب ((2393)) ؟ ولو كان يرى لهم نصيبا من الامر فلماذا اخر البيان عن وقت الحاجة؟ وهو اهم فرائض الدين، واصل من اصوله، وبطبع الحال ان الاراء في مثله تتضارب كما تضاربت وقد يتحول الجدال جلادا، والحوار قتالا، فباي مبرر ترك نبي الرحمة امته سدى في اعظم معالم الدين؟ لم يفعل نبي الرحمة ذلك، ولكن حسن ظن القوم بالسلف الماضين العاملين في امر الخلافة، المتوثبين على صاحبها لحداثة سنه وحبه بني عبدالمطلب كما مر (ص‏389) حداهم الى ان يزحزحوا مفاد النص الى ظرف الخلافة الصورية، ولكن حسن اليقين برسول اللّه(ص) يلزمنا بالقول بانه لم يترك واجبه من البيان الوافي لحاجة الامة. هدانا اللّه الى سواء السبيل.

القربان يوم الغدير بما ان هذا اليوم يوم اكمل اللّه به الدين، واتم النعمة على عباده، حيث رضي بمولانا امير المؤمنين اماما عليهم، ونصبه علما للهدى، يحدو بالامة الى سنن السعادة وصراط حق مستقيم، ويقيهم عن مساقط الهلكة ومهاوي الضلال، فلن تجد بعد يوم المبعث النبوي يوما قد اسبغت فيه النعم ظاهرة وباطنة ، وشملت الرحمة الواسعة ، اعظم من هذا اليوم الذي هو فرع ذلك الاساس المقدس ومسدد تلك الدعوة القدسية.

كان من واجب كل فرد من افراد الملا الديني القيام بشكر تلكم النعم بانواع من مظاهر الشكر، والتزلف اليه سبحانه بما يتسنى له من القرب من صلاة وصوم وبر وصلة رحم واطعام واحتفال باليوم بما يناسب الوقت والمجتمع، وفي الماثور من ذلك اشياء، منها: الصوم.

حديث صوم يوم الغدير : اخرج الحافظ ابو بكر الخطيب البغدادي : المتوفى (463) في تاريخه (8/290) عن عبداللّه بن علي بن محمد بن بشران، عن الحافظ علي بن عمر الدارقطني، عن ابي نصر حبشون الخلا ل، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة بن ربيعة، عن عبداللّه بن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن ابي هريرة، قال: من صام يوم‏ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لما اخذ 4 النبي(ص) بيد علي بن ابي طالب، فقال:

«الست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه.

قال: من كنت مولاه فعلي مولاه‏». فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن ابي طالب اصبحت مولاي ومولى كل مسلم فانزل اللّه: (اليوم اكملت لكم دينكم)، ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب، كتب له صيام ستين شهرا، وهو اول يوم نزل جبريل(ع) على محمد(ص) بالرسالة.

ورواه بطريق اخر عن علي بن سعيد الرملي. واخرج العاصمي في زين الفتى قال: اخبرنا محمد بن ابي زكريا، اخبرنا ابو اسماعيل بن محمد الفقيه، اخبرنا ابو محمد يحيى بن محمد العلوي الحسيني، اخبرنا ابراهيم بن محمد العامي، اخبرنا حبشون بن موسى البغدادي، حدثنا علي بن سعيد الشامي، حدثنا ضمرة عن ابن شوذب ... الى اخر السند والمتن المذكورين من دون ذكر صوم المبعث.

واخرجه ابن المغازلي الشافعي في مناقبه ((2394)) عن ابي‏بكر احمد بن محمد بن طاوان، قال: اخبرنا ابو الحسين احمد بن الحسين بن السماك، حدثني ابو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثني علي بن سعيد الرملي... الى اخر السند والمتن.

ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرته ((2395)) (ص‏18)، والخطيب الخوارزمي في مناقبه ((2396)) (ص‏94) من طريق الحافظ البيهقي عن الحافظ الحاكم النيسابوري ابن البيع صاحب المستدرك عن ابي يعلى الزبيري، عن ابي جعفر احمد بن عبداللّه البزاز، عن علي بن سعيد الرملي...، وشيخ الاسلام الحموئي في فرائد السمطين في الباب الثالث عشر ((2397)) من طريق الحافظ البيهقي.

رجال سند الحديث : 1 ابو هريرة : اجمع الجمهور على عدالته وثقته، فلا نحتاج الى بسط المقال فيه.

2 شهر بن حوشب الاشعري : عده الحافظ ابو نعيم من الاولياء وافرد له ترجمة ضافية في حليته (6/59 67)، وحكى الذهبي في ميزانه ((2398)) ثناء البخاري عليه، وذكر عن احمد بن عبداللّه العجلي ((2399)) ويحيى وابن شيبة واحمد والنسوي ثقته،وترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخه ((2400)) (6/343) وقال:

سئل عنه الامام احمد، فقال: ما احسن حديثه. ووثقه واثنى عليه، وقال مرة: ليس به باس، وقال العجلي: هو شامي‏تابعي ثقة، ووثقه يحيى بن معين، وقال يعقوب بن شيبة: هو ثقة على ان بعضهم طعن فيه.

وترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب ((2401)) (4/370) وحكى عن احمد ثقته وحسن حديثه والثناء عليه، وعن البخاري حسن حديثه وقوة امره، وعن ابن معين ثقته وثبته، وعن العجلي ويعقوب والنسوي ثقته، وعن ابي جعفر الطبري:

انه كان فقيها قارئا عالما.

وهناك من ضعفه، فهو كما قال ابو الحسن القطان: لم يسمع له حجة. وقد اخرج الحديث عنه البخاري ومسلم والائمة الاربعة الاخرون ارباب الصحاح: الترمذي، ابو داود، النسائي، ابن ماجة.

3 مطر بن طهمان الوراق، ابو رجاء الخراساني : مولى علي سكن البصرة وادرك انسا، عده الحافظ ابو نعيم من الاولياء، وافرد له ترجمة في حليته (3/75)، وروى عن ابي عيسى انه قال: ما رايت مثل مطر في فقهه وزهده.

وترجمه ابن حجر في تهذيبه ((2402)) (10/167)، ونقل قول ابي نعيم المذكور، وذكر ابن حبان له في الثقات ((2403)) ، وعن العجلي ((2404)) صدقه ونفي الباس عنه، وعن البزاز:

ليس به باس راى انسا، ولا نعلم‏احدا يترك حديثه، مات (125)، وقيل: (129). وقيل: قتله المنصور قرب (140). اخرج عنه الحديث البخاري ومسلم وبقية الائمة الستة ارباب الصحاح.

4 ابو عبدالرحمن [ عبداللّه ] بن شوذب : ذكره الحافظ ابو نعيم من الاولياء في حليته (6/129 135)، وروى عن كثير بن الوليد انه قال: كنت اذا رايت ابن شوذب ذكرت الملائكة.

وحكى الخزرجي في خلاصته ((2405)) (ص‏170) عن احمد وابن معين ثقته، وفي تهذيب ابن حجر ((2406)) (5/255) ما ملخصه:

سمع الحديث وتفقه، كان من الثقات، قال سفيان الثوري: كان من ثقات مشايخنا. ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير وغيره، وعن ابي طالب والعجلي وابن عمار وابن معين والنسائي: انه ثقة، ولد (86)، وتوفي (144، 156، 157) اخرج حديثه‏الائمة‏الستة غير مسلم، وصحح حديثه‏الحاكم في‏المستدرك‏والذهبي في تلخيصه.

5 ضمرة بن ربيعة‏القرشي،ابو عبداللّه الدمشقي :

المتوفى(182،200، 202).ترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخه (7/36)، وحكى عن احمد ((2408)) انه قال: ((2407)) بلغني‏انه كان شيخا صالحا، وقال لما سئل عنه: ذلك الثقة المامون رجل صالح مليح الحديث، ونقل عن ابن معين ثقته، وعن ابن سعد ((2409)) : كان ثقة مامونا خيرا لم يكن هناك افضل منه، وعن ابن يونس: كان فقيها في زمانه.

وذكر الخزرجي في خلاصته ((2410)) (ص‏150) ثقته عن احمد والنسائي وابن معين وابن سعد.

وفي تهذيب ابن حجر ((2411)) ما ملخصه: عن احمد: رجل صالح الحديث من الثقات المامونين لم يكن بالشام رجل يشبهه، وعن ابن معين والنسائي وابن حبان ((2412)) والعجلي: ثقة، وعن ابي حاتم ((2413)) : صالح، وعن ابن سعد وابن يونس ما مر عنهما.

اخرج الحديث من طريقه الائمة ارباب الصحاح غير مسلم، وصحح حديثه الحاكم في المستدرك والذهبي في تلخيصه.

6 ابونصر علي بن سعيد ابي حملة الرملي : المتوفى (216) كذا ارخه البخاري ((2414)) . وثقه الذهبي في ميزان الاعتدال ((2415)) (2/224) وقال : ما علمت به باسا ، ولا رايت احدا الى الان تكلم فيه ، وهو صالح الامر ، ولم يخرج له احد من اصحاب الكتب الستة مع ثقته . وترجمه بعنوان علي بن سعيد ايضا وقال: يتثبت في امره كانه صدوق. واختار ابن حجر ثقته في لسانه ((2416)) (4/227) واورد على الذهبي ، وقال : اذا كان ثقة ولم يتكلم فيه احد ، فكيف تذكره في الضعفاء! 7 ابو نصر حبشون بن موسى بن ايوب الخلا ل : المتوفى (331).

ترجمه الخطيب البغدادي في تاريخه (8/289 291)، وقال:

كان ثقة يسكن باب البصرة من بغداد. وحكي عن الحافظ الدارقطني: انه صدوق.

8 آ الحافظ علي بن عمر، ابو الحسن البغدادي الشهير بالدارقطني : صاحب السنن: المتوفى (385). ترجمه الخطيب البغدادي في تاريخه (12/34 40)، وقال: كان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وامام وقته، انتهى اليه علم الاثر والمعرفة بعلل الحديث واسماء الرجال واحوال الرواة مع الصدق والامانة والفقه‏والعدالة وقبول الشهادة وصحة الاعتقاد وسلامة المذهب والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث.

وحكى عن ابي الطيب طاهر بن عبداللّه الطبري انه قال: كان الدارقطني‏امير المؤمنين في الحديث، وما رايت حافظا ورد بغداد الا مضى اليه وسلم له، يعني: فسلم له التقدمة في الحفظ وعلو المنزلة في العلم.

ثم بسط القول في ترجمته والثناء عليه.

وترجمه ابن خلكان في تاريخه ((2417)) (1/359) واثنى عليه، والذهبي في تذكرته ((2418)) (3/199 203)، وقال: قال الحاكم: صار الدارقطني اوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، واماما في القراء والنحويين، واقمت في سنة سبع وستين ببغداد اربعة اشهر، وكثر اجتماعنا، فصادفته فوق ما وصف لي، وسالته عن العلل والشيوخ، وله مصنفات يطول ذكرها، فاشهد انه لم يخلف على اديم الارض مثله...

وهناك توجد في كثير من المعاجم جمل الثناء عليه في تراجم ضافية لا نطيل بذكرها المقام، ولقد اطلنا القول في اسناد هذا الحديث لان نوقفك على مكانته من الصحة وان رجاله كلهم ثقات، وبلغت ثقتهم من الوضوح حدا لا يسع معه اي محور للقول او متمحل في الجدل ان يغمز فيها، فتلك معاجم الرجال حافلة بوصفهم بكل جميل.

على ان ما فيه من نزول الاية الكريمة (اليوم اكملت‏لكم دينكم) يوم غدير خم معتضد بكل ما اسلفناه من‏الاحاديث الناصة بذلك، وفي رواتها مثل الطبري‏وابن مردويه وابي‏نعيم والخطيب‏والسجستاني وابن عساكر والحسكاني واضرابهم من الائمة والحفاظ. راجع (ص‏230 آ 238). نقد على ابن كثير فى‏تزييفه حديث يوم الغدير فاذا وضح لديك ذلك فهلم معي الى ما يتعقبه ابن كثير هذا الحديث، ويحسب انه حديث منكر بل كذب، لما ((2419)) روي من نزول الاية يوم عرفة من حجة الوداع، وان تعجب فعجب ان يجزم جازم بمنكرية احد الفريقين في الروايات المتعارضة وهما متكافئان في الصحة، فليت شعري اي مرجح في الكفة المقابلة لحديثنا بالصحة؟ وما المطفف في الميزان في كفة هذا الحديث؟ مع امكان معارضة ابن‏كثير بمثل قوله في الجانب الاخر لمخالفته لما اثبتناه من نزول الاية الكريمة، وهل لمزعمة ابن كثير مبرر غير انه يهوى ان يزحزح القران الكريم عن هذا النبا العظيم؟ والا لكان في وسعه ان يقول كما قال سبط ابن الجوزي في تذكرته ((2420)) (ص‏18) بامكان نزولها مرتين، كما وقع في البسملة وايات اخرى قدمنا ذكرها (ص‏257).

ولابن كثير في تاريخه ((2421)) (5/214) شبهة اخرى في تدعيم انكاره للحديث، وهي حسبان ان ما فيه من ان صوم يوم الغدير يعدل ستين شهرا يستدعي‏تفضيل 4 المستحب على الواجب، لان الوارد في صوم شهر رمضان كله انه يقابل بعشرة اشهر، وهذا منكر من القول باطل.

ويقال في دحض هذه المزعمة بالنقض تارة، وبالحل اخرى:

اما النقض: فبما جاء من احاديث جمة لا يسعنا ذكر كلها بل جلها ((2422)) ، ونقتصر منها على عدة احاديث، وهي:

1 حديث «من صام رمضان ثم اتبعه بست من شوال فكانما صام الدهر»، اخرجه ((2423)) مسلم بعدة طرق في صحيحه (1/323)، وابو داود في سننه (1/381)،وابن ماجة في سننه (1/524)، والدارمي في سننه (2/21)، واحمد في مسنده (5/417 و419)، وابن الديبع في تيسير الوصول (2/329) نقلا عن الترمذي ومسلم، وعليه اسند قوله كل من ذهب الى استحباب صوم هذه الايام الستة.

2 حديث «من صام ستة ايام بعد الفطر كان تمام السنة‏»، اخرجه ((2424)) ابن ماجة في سننه (1/524)، والدارمي في سننه (2/21)، واحمد في مسنده (3/308، 324، 344 و 5/280)، والنسائي وابن حبان في سننهما، وصححه السيوط‏ي في الجامع الصغير((2425)) « (2/79).

3 كان رسول اللّه(ص) يامر بصيام الايام البيض ثلاث عشرة واربع عشرة وخمس عشرة، ويقول: «هو كصوم الدهر اوكهيئة الدهر»، اخرجه ابن ماجة في سننه ((2426)) (1/522)، والدارمي في سننه (2/19).

4 «ما من ايام الدنيا ايام احب الى اللّه سبحانه ان يتعبد له فيها من ايام العشر في‏ذي الحجة وان صيام يوم فيهاليعدل صيام سنة، وليلة فيها بليلة القدر»، اخرجه ابن ماجة في سننه (1/527)، والغزالي في احياء العلوم((2428)) ((2427)) (1/227) وفيه: «من صام ثلاثة ايام من شهر حرام: الخميس، والجمعة، والسبت، كتب اللّه له بكل يوم عبادة‏تسعمائة عام‏».

5 عن انس بن مالك قال:

كان يقال في ايام العشر: بكل يوم الف يوم، ويوم عرفة عشرة الاف يوم. قال: يعني في الفضل.

اخرجه المنذري في الترغيب والترهيب ((2429)) (2/66) نقلا عن البيهقي 4والاصبهاني.

6 «صيام ثلاثة ايام من كل شهر صيام الدهر وافطاره‏». اخرجه احمد في مسنده (5/34)، وابن حبان في‏صحيحه، ((2430)) وصححه السيوط‏ي في الجامع الصغير (2/78)، واخرجه النسائي وابو يعلى في مسنده والبيهقي عن جريربلفظ: «صيام ثلاثة ايام من كل شهر صيام الدهر» ، كما في الجامع الصغير (2/78) ، واخرج الترمذي والنسائي كمافي تيسير الوصول (2/330) : «من صام من كل شهر ثلاثة ايام فذلك صيام الدهر»، فانزل اللّه تعالى تصديق ذلك في‏كتابه: (من جاء بالحسنة فله عشر امثالها) ((2431)) ، اليوم بعشرة ايام، واخرجه بلفظ يقرب من هذا مسلم في صحيحه(1/319 و321) ، واخرج النسائي من حديث جرير: «صيام ثلاثة ايام من كل شهر كصيام الدهر ثلاث ايام البيض‏»،واخرجه الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب (2/33)، وذكره ابن حجر في سبل السلام (2/234)، وصححه.

7 «صيام يوم عرفة كصيام الف يوم‏».

اخرجه ابن حبان عن عائشة، كما في الجامع الصغير ((2432)) (2/78)، واخرجه الطبراني في الاوسط والبيهقي، كما في‏الترغيب والترهيب ((2433)) (2/27 و66).

8 عن عبداللّه بن عمر قال: كنا ونحن مع رسول اللّه(ص) نعدل صوم يوم عرفة بسنتين.

رواه الطبراني في الاوسط ((2434)) ، وهو عند النسائي ((2435)) بلفظ: (سنة)، كما في الترغيب والترهيب (2/27). ((2436)) 9 «من صام يوم سبع وعشرين من رجب كتب اللّه تعالى له صيام ستين شهرا».

اخرجه الحافظ الدمياط‏ي ((2437)) في سيرته، كما في السيرة الحلبية ((2438)) (1/254)، ورواه الصفوري في نزهة‏المجالس (1/154).

10 عن ابي هريرة وسلمان عن رسول اللّه(ص): «ان في رجب يوما وليلة من صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة كان له‏من الاجر كمن صام مائة سنة وقامها، وهي: لثلاث بقين من رجب‏». رواه الشيخ عبدالقادر الجيلاني في غنية الطالبين ((2439)) ، كما في نزهة المجالس للصفوري (1/154).

11 «شهر رجب شهر عظيم من صام منه يوما كتب اللّه له صوم ثلاثة الاف سنة‏».

رواه الكيلاني في غنيته، كما في نزهة المجالس للصفوري (1/153).

12 «من صام يوم عاشوراء فكانما صام الدهر كله، مكتوب في التوراة‏».

ذكره الصفوري في نزهته (1/174).

13 «من صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوما».

رواه الطبراني في الصغير ((2440)) ، كما ذكره الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب ((2441)) (2/28).

واما الحل :

فليس عندنا اصل مسلم يركن اليه في لزوم زيادة اجر الفرائض على المثوبة في المستحبات، بل امثال الاحاديث‏السابقة في النقض ترشدنا الى امكان العكس، بل وقوعه، وتؤكد ذلك الاحاديث الواردة في غير الصيام من الاعمال‏المرغب فيها.

على ان المثوبة واقعة تجاه حقائق الاعمال ومقتضياتها الطبيعية، لا ما يعروها من عوارض كالوجوب والندب حسب‏المصالح المقترنة بها، فليس من المستحيل ان يكون في طبع المندوب في ماهيات مختلفة، او بحسب المقارنات‏المحتفة به في المتحدة منها ما يوجب المزيد له.

ويقال في المقام: ان ترتب المثوبة على العمل انما هو بمقدار كشفه عن حقيقة الايمان، وتوغله في نفس العبد، ومما لاشك‏فيه ان الاتيان بما هو زائد على الوظائف المقررة من الواجبات وترك المحرمات من المستحبات والتجنب عن‏المكروهات اكشف عن ثبات العبد في مقام الامتثال، وخضوعه لمولاه، وحبه له، وبه يكمل الايمان، ولم يزل العبديتقرب به الى المولى سبحانه حتى يحبه، كما ورد فيما اخرجه البخاري في صحيحه ((2442)) (9/214) عن ابي هريرة،قال: قال رسول اللّه(ص): «ان اللّه عز وجل قال: ما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه، فاذا احببته كنت سمعه‏الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها،ورجله التي‏ى مشي بها» الحديث ((2443)) .

بل من الممكن ان يقال: انه ليس في نواميس العدل ما يحتم ترتيب اجر على اقامة الواجب وترك المحرم، زائدا على مامنح به من الحياة والعقل والعافية ومؤن الحياة، ومعدات العمل، والنجاة من النار في الاخرة، بل ان كلا من هاتيك النعم‏الجزيلة يصغر عنه صالحات العبد جمعاء، وليس هناك الا الفضل.

وهذا الذي يستفاد من غير واحد من ايات الكتاب العزيز نظير قوله تعالى: (ان المتقين في مقام امين # في جنات وعيون #يلبسون من سندس واستبرق متقابلين‏# كذلك وزوجناهم بحور عين # يدعون فيها بكل فاكهة امنين # لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى‏ووقاهم عذاب الجحيم # فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم((2444)) ) فكل ما هناك من‏النعيم والمثوبات انما هو بفضله واحسانه‏سبحانه‏وتعالى.

قال الفخر الرازي في تفسيره ((2445)) (7/459):

احتج اصحابنا بهذه الاية على ان الثواب يحصل تفضلا من اللّه تعالى، لا بطريق الاستحقاق، لانه تعالى لما عد اقسام‏ثواب المتقين بين انها باسرها انما حصلت على سبيل الفضل والاحسان من اللّه تعالى، ثم قال تعالى: (ذلك هو الفوزالعظيم)، واحتج اصحابنا بهذه الاية على ان التفضيل اعلى درجة من الثواب المستحق، فانه تعالى وصفه بكونه فضلا من‏اللّه، ثم‏وصف الفضل من اللّه بكونه فوزا عظيما، ويدل عليه ايضا ان الملك العظيم اذا اعط‏ى الاجير اجرته، ثم خلع على‏انسان اخر، فان تلك الخلعة اعلى حالا من اعطاء تلك الاجرة. انتهى.

وقال ابن كثير نفسه في الاية الشريفة في تفسيره (4/147):

ثبت في الصحيح عن رسول اللّه(ص) انه قال:

«اعملوا وسددوا وقاربوا، واعلموا ان احدا لن يدخله عمله الجنة.

قالوا: ولا انت يا رسول اللّه؟ قال: ولا انا الا ان‏يتغمدني اللّه برحمة منه وفضل‏». انتهى.

وبوسعك استشعار هذا المعنى من الصحيح الذي اخرجه البخاري في صحيحه ((2446)) (4/264) عن رسول اللّه(ص) انه‏قال:

«حق اللّه على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على اللّه ان لايعذب من لا يشرك به شيئا»، وانت جدعليم بان هذا المقدار من الحق الثابت على اللّه للعباد انما هو بتقرير العقل السليم، واما الزائد عليه من النعيم الساكت‏عنه نبي البيان فليس الا الفضل والاحسان من المولى سبحانه.

وانت تجد في معاملات الدول مع افراد الموظفين انه ليس بازاء واجباتهم وعدم الخيانة فيها من الاجر الا الرتبة‏والراتب، وانما يحظ‏ى احدهم بترفيع في المرتبة او زيادة في الرتبة بخدمة زائدة على مقرراتها عليهم، وليس في الناس‏من ينقم على الحكومات ذلك، وهذه الحالة عينا جارية بين الموالي والعبيد، وهي من الارتكازات المرتسخة في‏نفسيات البشر كلهم، غير ان اللّه سبحانه بفضله المتواصل يثيب العاملين بواجبهم باجور جزيلة.

وهاهنا كلمة قدسية لسيدنا ومولانا زين العابدين الامام الطاهر علي بن الحسين صلوات اللّه عليهما والهما لا منتدح‏عن اثباتها، وهي قوله في دعائه اذا اعترف بالتقصير عن تادية الشكر من صحيفته الشريفة:

«اللهم ان احدا لا يبلغ من شكرك غاية الا حصل عليه من احسانك ما يلزمه شكرا، ولا يبلغ مبلغا من طاعتك وان‏اجتهد الا كان مقصرا دون استحقاقك بفضلك، فاشكر عبادك عاجز عن شكرك واعبدهم مقصر عن طاعتك، لا يجب‏لاحد ان تغفر له باستحقاقه، ولا ان ترضى عنه باستيجابه، فمن غفرت له فبطولك، ومن رضيت عنه فبفضلك، تشكريسير ما شكرت به، وتثيب على قليل ما تطاع فيه، حتى كان شكر عبادك الذي اوجبت عليه ثوابهم، واعظمت عنه‏جزاءهم، امر ملكوا استطاعة الامتناع منه دونك فكافيتهم، او لم يكن سببه بيدك فجازيتهم، بل ملكت يا الهي امرهم‏قبل ان يملكوا عبادتك، واعددت ثوابهم قبل ان يفيضوا في طاعتك، وذلك ان سنتك الافضال، وعادتك الاحسان،وسبيلك العفو، فكل البرية معترفة بانك غير ظالم لمن عاقبت، وشاهدة بانك متفضل على من عافيت، وكل مقر على‏نفسه بالتقصير عما استوجبت، فلو ان الشيطان لم يختدعهم عن طاعتك، ماعصاك عاص، ولولا انه صور لهم الباطل في‏مثال الحق، ما ضل عن طريقك ضال، فسبحانك ما ابين كرمك في معاملة من اطاعك او عصاك، تشكر للمطيع ما انت‏توليته له، وتملي للعاصي فيما تملك معاجلته فيه، اعطيت كلا منهما ما لم يجب له، وتفضلت على كل منهما بما يقصرعمله عنه، ولو كافات المطيع على ما انت توليته لا وشك ان يفقد ثوابك، وان تزول عنه نعمتك، ولكنك بكرمك جازيته‏على المدة القصيرة الفانية بالمدة الطويلة الخالدة، وعلى الغاية القريبة الزائلة بالغاية المديدة الباقية.

ثم لم تسمه القصاص فيما اكل من رزقك الذي يقوى به على طاعتك، ولم تحمله على المناقشات في الالات التي‏تسبب باستعمالها الى مغفرتك، ولو فعلت ذلك به لذهب بجميع ما كدح له، وجملة ما سعى فيه، جزاء للصغرى من‏اياديك ومننك، ولبقي رهينا بين يديك بسائر نعمك، فمتى كان يستحق شيئا من ثوابك، لامتى؟...» الخ.

وفي يوم الغدير صلاة الف فيها ابو النضر العياشي والصابوني المصري كتابا مفردا، راجع فيها وفي الادعية الماثورة يوم‏ذاك التاليف المعدة لها.

(هذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون)((2447))