3 الفراء يحيى بن زياد الكوفي، النحوي ((2190)) : المتوفى (207) . حكاه عنه الفخر الرازي في تفسيره (8/93). 4 ابو عبيدة معمر بن المثنى البصري : المتوفى (210) . ذكره عنه الرازي في تفسيره (8/93)، وذكر استشهاده ببيت لبيد: فغدت كلا الفرجين تحسب انه مولى المخافة خلفها وامامها ((2191)) وذكره عنه شيخنا المفيد في رسالته في معنى المولى ، والشريف المرتضى فيالشافي ((2193)) من كتابه ((2192)) غريبالقران وذكر استشهاده ببيت لبيد، واحتج الشريف الجرجاني في شرح المواقف ((2194)) (3/271) بنقل ذلك عنه رداعلى الماتن. 5 الاخفش الاوسط ابو الحسن سعيد بن مسعدة النحوي: المتوفى (215). نقله عنه الفخر الرازي في نهاية العقول، وذكر استشهاده ببيت لبيد. 6 ابو زيد سعيد بن اوس اللغوي، البصري: المتوفى (215). حكاه عنه صاحب الجواهر العبقرية. 7 البخاري ابو عبداللّه محمد بن اسماعيل: المتوفى (215). قاله في صحيحه ((2195)) (7/240). 8 ابن قتيبة: المتوفى (276)، المترجم (ص96). قاله في القرطين (2/164)، واستشهد ببيت لبيد. 9 ابو العباس ثعلب احمد بن يحيى النحوي، الشيباني: المتوفى (291). قال القاضي الزوزني حسين بن احمد المتوفى (486) في شرح السبعالمعلقة ((2196)) في بيت لبيد المذكور: قال ثعلب:ان المولى في هذا البيت بمعنى الاولى بالشيءكقوله (ماواكم النار هي مولاكم) اي هي اولى بكم. 10 ابو جعفر الطبري: المتوفى (310). ذكره في تفسيره ((2197)) (9/117). 11 ابو بكر الانباري محمد بن القاسم اللغوي، النحوي: المتوفى (328). قاله في تفسيره مشكل القران نقله عنه الشريف المرتضى في الشافي ((2198)) ، وذكر استشهاده ببيت لبيد، وابنالبطريق في العمدة ((2199)) (ص55). 12 ابو الحسن الرماني علي بن عيسى المشهور بالوراق، النحوي: المتوفى (382،384). ذكره عنه الفخر الرازي في نهاية العقول. 13 ابو الحسن الواحدي: المتوفى (468)، المترجم (ص111). ففي الوسيط ((2200)) : (ماواكم النار هي مولاكم) هي اولى بكم لما اسلفتم من الذنوب، والمعنى: انها هي التي تلي عليكم،لانها قد ملكت امركم، فهي اولى بكم من كل شيء. 14 ابو الفرج ابن الجوزي: المتوفى (597)، المترجم (ص117). نقله في تفسيره زاد المسير ((2201)) عن ابي عبيدة مرتضيا له. 15 ابو سالم محمد بن طلحة الشافعي: المتوفى (652). قاله في مطالب السؤول (ص16). 16 شمس الدين سبط ابن الجوزي، الحنفي: المتوفى (654). قاله في التذكرة ((2202)) (ص19). 17 محمد بن ابي بكر الرازي صاحب مختار الصحاح. قال في غريب القران فرغ منه (668) : المولى: الذي هو اولى بالشيء، ومنه قوله: (ماواكم النار هي مولاكم)، اي هي اولىبكم، والمولى في اللغة على ثمانية اوجه وعد منها الاولى بالشيء. 18 التفتازاني: المتوفى (791). ذكره في شرح المقاصد ((2203)) (ص288) نقلا عن ابي عبيدة. 19 ابن الصباغ المالكي: المتوفى (855)، المترجم (ص131). عد في الفصول المهمة ((2204)) (ص28) الاولى بالشيء من معاني المولى المستعملة في الكتاب العزيز. 20 جلال الدين محمد بن احمد المحلي، الشافعي: المتوفى (854). في تفسير الجلالين ((2205)) . 21 جلال الدين احمد الخجندي، ففي توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل عنه انه قال: المولى يطلق على معان،ومنها: الاولى في قوله تعالى: (هي مولاكم)، اي اولى بكم. 22 علاء الدين القوشجي: المتوفى (879). ذكره في شرح التجريد ((2206)) . 23 شهاب الدين احمد بن محمد الخفاجي، الحنفي: المتوفى (1069). قاله في حاشية تفسير البيضاوي مستشهدا ببيت لبيد. 24 السيد الامير محمد الصنعاني: قاله في الروضة الندية نقلا عن الفقيه حميد المحلي. ((2207)) 25 السيد عثمان الحنفي، المكي: المتوفى (1268). قاله في تاج التفاسير ((2208)) (2/196). 26 الشيخ حسن العدوي، الحمزاوي، المالكي: المتوفى (1303). قال في النور الساري. هامش صحيح البخاري (7/240): (هي مولاكم): اولى بكم من كل منزل على كفركم وارتيابكم. 27 السيد محمد مؤمن الشبلنجي: ذكره في نور الابصار (ص78). ((2209)) ومن الفريق الثاني : 28 ابو اسحاق احمد الثعلبي: المتوفى (427). قال في الكشف والبيان: (ماواكم النار هي مولاكم)، اي صاحبتكم واولى واحق بان تكون مسكنا لكم. ثم استشهد ببيت لبيدالمذكور. 29 ابو الحجاج يوسف بن سليمان الشنتمري: المتوفى (476). قاله في تحصيل عين الذهب تعليق كتاب سيبويه (1/202) في قول لبيد واستشهد بالاية الكريمة. 30 الفراء حسين بن مسعود البغوي: المتوفى (510). قاله في معالم التنزيل ((2210)) . 31 الزمخشري: المتوفى (538). ذكره في الكشاف ((2211)) (2/435)، واستشهد ببيت لبيد، ثم قال: يجوز ان يرادهي ناصركم...الخ. 32 ابو البقاء محب الدين العكبري، البغدادي: المتوفى (616). قاله في تفسيره ((2212)) (ص135). 33 القاضي ناصر الدين البيضاوي: المتوفى (692). ذكره في تفسيره ((2213)) (2/497) واستشهد ببيت لبيد. 34 حافظ الدين النسفي: المتوفى (701، 710). ذكره في تفسيره ((2214)) هامش تفسير الخازن (4/229). 35 علاء الدين علي بن محمد الخازن، البغدادي: المتوفى (741). قاله في تفسيره (4/229). 36 ابن سمين احمد بن يوسف الحلبي: المتوفى (856). قال في تفسيره المصون في علم الكتاب المكنون: (هي مولاكم) يجوز ان يكون مصدرا، اي ولايتكم، اي ذات ولايتكم،وان يكون مكانا اي مكان ولايتكم، وان يكون اولى بكم، كقولك: هو مولاه. 37 نظام الدين النيسابوري: قاله في تفسيره ((2215)) هامش تفسير الرازي. 38 الشربيني الشافعي: المتوفى (977). قاله في تفسيره ((2216)) (4/200) واستشهد ببيت لبيد. 39 ابو السعود محمد بن محمد الحنفي، القسطنطيني: المتوفى (972). ذكره في تفسيره ((2217)) هامش تفسير الرازي (8/72)، ثم ذكر بقية المعاني. 40 الشيخ سليمان جمل: ذكر في تعليقه على تفسير الجلالين الذي اسماه بالفتوحات الالهية ((2218)) ، وفرغ منه سنة(1198). 41 المولى جاراللّه اللّهابادي. قال في حاشية تفسير البيضاوي: المولى مشتق من الاولى بحذف الزائد. 42 محب الدين افندي. قاله في شرح بيت لبيد في كتابه تنزيل الايات على الشواهد من الابيات ((2219)) سنة(1281). ولولا ان هؤلاء وهم ائمة العربية وبواقع اللغة عرفوا ان هذا المعنى منمعاني اللفظ اللغوية لما صح لهم تفسيره، واماقول البيضاوي بعد ان ذكر معنى 3 الاولى: وحقيقته محراكم، اي مكانكم الذي يقال فيه: هو اولى بكم، كقولك: هو مئنةالكرم، اي مكان قول القائل: انه الكريم، او مكانكم عما قريب، من الولي وهو القرب، او ناصركم على طريقة قوله: تحية بينهم ضرب وجيع. او متوليكم يتولا كم كما توليتم موجباتها في الدنيا ((2220)) . انتهى. فانه لا يعني به الحقيقة اللغوية التي نص بها اولا، وانما يريد الحاصل من المعنى، ويشعر الى ((2221)) ذلك تقديم قوله:(هي اولى بكم) واستشهاده ببيت لبيد الذي لم يحتمل فيه غير هذا المعنى، وقوله اخيرا: مكانكم الذي يقال فيه... الخ.وانه اخذ في تقريب بقية المعاني بانحاء من العناية يناسب كل منها واحدا منهن الا معنى (الاولى)، فانه لم يقربه منالوجهة اللغوية، بل اثبته بتقديمه والاستشهاد بالشعر، وانما طفق يقربه من وجهة القصد والارادة. ويقرب منه ما فيتفسير النسفي. وقال الخازن ((2222)) : (هي مولاكم) اي وليكم، وقيل: اولى بكم لما اسلفتم من الذنوب، والمعنى هي التي تلي عليكملانها ملكت امركم واسلمتم اليها، فهي اولى بكم من كل شيء، وقيل: معنى الاية: لا مولى لكم ولا ناصر، لان من كانتالنار مولاه فلا مولى له. انتهى. اما تفسيره بالولي، فلا منافاة فيه لما نرتئيه لما ثبت من مساوقة (الولي) مع (المولى) في جملة من المعاني. ومنها: الاولى بالامر، وسيوافيك ايضاح ذلك ان شاء اللّه، فيكون القولان محض تغاير في التعبير، لا تباينا في الحقيقة.وما استرسل بعد ذلك من البيان فهو تقريب لارادة المعنى كما اسلفناه. والقول الثالث هو ذكر لازم المعنى سواء كان هوالولي او الاولى، فلا معاندة بينه وبين ما تقدمه من تفسير اللفظ. وهناك ايات اخرى استعمل فيها المولى ايضا بمعنى الاولى بالامر منها: قوله تعالى في سورة البقرة: (انت مولا نا) : قال الثعلبي في الكشف والبيان ((2223)) : اي ناصرنا وحافظنا وولينا واولىبنا. وقوله تعالى في سورة ال عمران: (بل اللّه مولاكم) : قال احمد بن الحسن الزاهد الدرواجكي في تفسيره المشهوربالزاهدي: اي اللّه اولى بان يطاع. وقوله تعالى في سورة التوبة: (ما كتب اللّه لنا هو مولانا وعلى اللّه فليتوكل 3المؤمنون): قال ابو حيان في تفسيره (5/52): قال الكلبي: اي اولى بنا من انفسنا في الموت والحياة. وقيل: مالكنا وسيدنا فلهذايتصرف كيف يشاء. وقال السجستاني العزيزي في غريب القران ((2224)) (ص154): اي ولينا، والمولى على ثمانية اوجه: المعتق بالكسر والمعتق بالفتح والولي، والاولى بالشيء، وابن العم، والصهر، والجار، والحليف. كلام الرازى فى مفاد الحديث اقبل الرازي يتتعتع ويتلعثم بشبه يبتلعها طورا ، ويجترها تارة، واخذ يصعد ويصوب في الاتيان بالشبه بصورة مكبرة،فقال بعد نقله معنى الاولى عن جماعة ما نصه: قال تعالى: (ماواكم النار هي مولاكم وبئس المصير)، وفي لفظ (المولى) هاهنا اقوال: احدها: قال ابن عباس: مولاكم، اي مصيركم، وتحقيقه : ان المولى موضعالولي وهو القرب، فالمعنى: ان النار هيموضعكم الذي تقربون منه وتصلون اليه. والثاني: قال الكلبي: يعني اولى بكم، وهو قول الزجاج والفراء وابي عبيدة. واعلم ان هذا الذي قالوه معنى، وليس بتفسير اللفظ، لانه لو كان (مولى) و(اولى) بمعنى واحد في اللغة لصح استعمالكل واحد منهما في مكان الاخر، فكان يجب ان [يصح ان((2225)) ] يقال: هذا مولى من فلان[كما يقال هذا اولى منفلان، ويصح ان يقال هذا اولى فلان كما يقال هذا مولى فلان((2226)) ] ، ولما بطل ذلك علمنا ان الذي قالوه معنى،وليس بتفسير. وانما نبهنا على هذه الدقيقة، لان الشريف المرتضى لما تمسك في امامة علي بقوله(ع): «من كنت مولاه فعليمولاه» قال: احد معاني (مولى) انه (اولى)، واحتج في ذلك باقوال ائمة اللغة في تفسير هذه الاية بان (مولى) معناه(اولى) واذا ثبت ان اللفظ محتمل له وجب حمله عليه، لان ما عداه اما بين الثبوت ككونه ابن العم ((2227)) والناصر، اوبين الانتفاء كالمعتق والمعتق، فيكون على التقدير الاول عبثا،3 وعلى التقدير الثاني كذبا. واما نحن فقد بينا بالدليل ان قول هؤلاء في هذا الموضع معنى لا تفسير، وحينئذ يسقط الاستدلال به. تفسير الرازي((2228)) (8/93). وقال في نهاية العقول: ان المولى لو كان يجيء بمعنى (الاولى) لصح ان يقرن باحدهما كل ما يصح قرنه بالاخر، لكنهليس كذلك، فامتنع كون المولى بمعنى الاولى. بيان الشرطية: ان تصرف الواضع ليس الا في وضع الالفاظ المفردة للمعاني المفردة، فاما ضم بعض تلك الالفاظ الىالبعض بعد صيرورة كل واحد منهما موضوعا لمعناه المفرد فذلك امر عقلي، مثلا اذا قلنا: الانسان حيوان فافادة لفظالانسان للحقيقة المخصوصة بالوضع، وافادة لفظ الحيوان للحقيقة المخصوصة ايضا بالوضع، فاما نسبة الحيوان الىالانسان بعد المساعدة على كون كل واحد من هاتين اللفظتين موضوعة للمعنى المخصوص فذلك بالعقل لابالوضع، واذا ثبت ذلك فلفظة (الاولى) اذا كانت موضوعة لمعنى ولفظة (من) موضوعة لمعنى اخر، فصحة دخولاحدهما على الاخر لا تكون بالوضع بل بالعقل. واذا ثبت ذلك، فلو كان المفهوم من لفظة (الاولى) بتمامه من غير زيادة ولا نقصان هو المفهوم من لفظة (المولى)،والعقل حكم بصحة اقتران المفهوم من لفظة (من) بالمفهوم من لفظة (الاولى)، وجب صحة اقترانه ايضا بالمفهوم منلفظة (المولى)، لان صحة ذلك الاقتران ليست بين اللفظين، بل بين مفهوميهما. بيان انه ليس كل ما يصح دخوله على احدهما صح دخوله على الاخر: انه لا يقال: هو مولى من فلان ، ويصح ان يقال:هو مولى، وهما موليان، ولا يصح ان يقال: هو اولى بدون من وهما اوليان. وتقول: هو مولى الرجل ومولى زيد،ولاتقول: هو اولى الرجل واولى زيد. وتقول : هما اولى رجلين وهم اولى رجال ، ولا تقول : هما مولى رجلين، ولا هممولى رجال، ويقال: هو مولاه ومولاك، ولا يقال: هو اولاه واولاك. لا يقال: اليس يقال: ما اولاه! لانا نقول: ذاك افعلالتعجب، لا افعل التفضيل، على ان ذاك فعل، وهذا اسم، والضمير هناك منصوب، وهنا مجرور، فثبت انه لا يجوز حملالمولى على الاولى. انتهى. وان تعجب فعجب ان يعزب عن الرازي اختلاف الاحوال في المشتقات لزوماوتعدية بحسب صيغها المختلفة . اناتحاد المعنى او الترادف بين الالفاظ انما يقع في 3 جوهريات المعاني، لا عوارضها الحادثة من انحاء التركيبوتصاريف الالفاظوصيغها، فالاختلاف الحاصل بين (المولى) و(الاولى) بلزوم مصاحبة الثاني للباء وتجرد الاول منه انما حصل من ناحية صيغة (افعل) من هذه المادة، كما ان مصاحبة (من) هي مقتضى تلك الصيغة مطلقا. اذن فمفاد(فلان اولى بفلان) و(فلان مولى فلان) واحد، حيث يراد به الاولى به من غيره، كما ان (افعل) بنفسه يستعمل مضافا الىالمثنى والجمع او ضميرهما بغير اداة فيقال: زيد افضل الرجلين او افضلهما، وافضل القوم او افضلهم، ولا يستعمل كذلكاذا كان ما بعده مفردا، فلا يقال: زيد افضل عمرو، وانما هو افضل منه، ولا يرتاب عاقل في اتحاد المعنى في الجميع،وهكذا الحال في بقية صيغ (افعل) كاعلم واشجع واحسن واسمح واجمل الى نظائرها. قال خالد بن عبداللّه الازهري في باب التفضيل من كتابه التصريح: ان صحة وقوع المرادف موقع مرادفه انما يكون اذالم يمنع من ذلك مانع، وهاهنا منع مانع، وهو الاستعمال، فان اسم التفضيل لا يصاحب من حروف الجر الا (من)خاصة، وقد تحذف مع مجرورها للعلم بها نحو (والاخرة خير وابقى) . ((2229)) على ان ما تشبث به الرازي يطرد في غير واحد من معاني المولى التي ذكرها هو وغيره، منها ما اختاره معنى للحديثوهو (الناصر)، فلم يستعمل هو مولى دين اللّه مكان ناصره، ولا قال عيسى على نبينا واله وعليه السلام : من مواليالى اللّه؟ مكان قوله: (من انصاري الى اللّه((2230)) ) ، ولا قال الحواريون: نحن موالي اللّه؟ بدل قولهم: (نحن انصار اللّه). ومنها الولي فيقال للمؤمن: هو ولي اللّه، ولم يرد من اللغة مولاه، ويقال: اللّه ولي المؤمنين ومولاهم، كما نص به الراغبفي مفرداته ((2231)) (ص555). وهلم معي الى احد معاني (المولى) المتفق على اثباته وهو المنعم عليه، فانك تجده مخالفا لاصله في مصاحبة (على)فيجب على الرازي ان يمنعه الا ان يقول: ان مجموع اللفظ واداته هو معنى المولى لكن ينكمش منه في الاولى به لامرما دبره بليل. وهذه الحالة مطردة في تفسير الالفاظ والمشتقات وكثير من المترادفات علىفرض ثبوت الترادف ، فيقال: اجحف بهوجحفه، اكب لوجهه وكبه اللّه، احرس به 3 وحرسه، زريت عليه زريا وازريت به، نسا اللّه في اجله وانسا اجله، رفقتبه وارفقته، خرجت به واخرجته، غفلت عنه واغفلته، ابذيت القوم وبذوت عليهم، اشلت الحجر وشلت به. كما يقال:رامت الناقة ولدها اي عطفت عليه، اختتا له اي خدعه، صلى عليه اي دعا له، خنقته العبرة اي غص بالبكاء، احتنكالجراد الارض، وفي القران (لا حتنكن ذريته((2232)) ) ، اي استولي عليها واستولين عليهم، ويقال: استولى عليه، اي غلبهوتمكن منه، وكلها بمعنى واحد، ويقال: اجحف فلان بعبده اي كلفه ما لا يطاق. وقال شاه صاحب في الحديث: ان (اولى) في قوله(ص): «الست اولى بالمؤمنين من انفسهم» مشتق من الولاية بمعنىالحب. انتهى. فيقال: اولى بالمؤمنين، اي احب اليهم، ويقال بصر به ونظر اليه وراه، وكلها واحد. وانت تجد هذا الاختلاف يطرد في جل الالفاظ المترادفة التي جمعها الرماني المتوفى (384) في تاليف مفرد في(45) صحيفة طبع مصر (1321) ولم ينكر احد من اللغويين شيئا من ذلك لمحض اختلاف الكيفية في اداة الصحبة،كما لم ينكروا بسائر الاختلافات الواردة من التركيب، فانه يقال: عندي درهم غير جيد، ولم يجز: عندي درهم الا جيد، ويقال: انك عالم، ولا يقال: ان انت عالم، ويدخل (الى) على المضمر، دون حتى مع وحدة المعنى، ولاحظ (ام)و(او) فانهما للترديد، ويفرقان فيالتركيب باربعة اوجه، وكذلك هل والهمزة، فانهما للاستفهام، ويفرقان بعشرة فوارق،و(ايان) و(حتى) مع اتحادهما في المعنى يفرقان بثلاث، و(كم) و(كاين) بمعنى واحد، ويفرقان بخمسة، و(اي) و(من)يفرقان بستة مع اتحادهما، و(عند) و(لدن) و(لدي) مع وحدة المعنى فيها تفرق بستة اوجه. ولعل الى هذا التهافت الواضح في كلام الرازي اشار نظام الدين النيسابوري في تفسيره ((2233)) بعد نقل محصل كلامهالى قوله: وحينئذ يسقط الاستدلال به، فقال: قلت: في هذا الاسقاط بحث لا يخفى. الشبهة عند العلماء لم تكن هذه الشبهة الرازية الداحضة بالتي تخفى على العرب والعلماء، لكنهمعرفوها قبل الرازي وبعده، وما عرفوهاالا في مدحرة البطلان، ولذلك تراها لم تزحزحهم عن القول بمجيء (المولى) بمعنى (الاولى). قال التفتازاني في شرح المقاصد ((2234)) (ص289)، والقوشجيفي شرح التجريد ((2235)) ولفظهما واحد: ان المولى قد يراد به المعتق والحليف والجار وابن العم والناصر والاولى بالتصرف، قال اللّه تعالى: (ماواكم النار هي مولاكم)،اي اولى بكم، ذكره ابوعبيدة، وقال النبي (ص) : «ايما امراة نكحت بغير اذن مولاها...» ، اي الاولى بها والمالك لتدبيرامرها، ومثله في الشعر كثير. وبالجملة: استعمال (المولى) بمعنى المتولي والمالك للامر والاولى بالتصرف شائع في كلام العرب، منقول عن كثير منائمة اللغة، والمراد انه اسم لهذا المعنى، لا انهصفة بمنزلة الاولى، ليعترض بانه ليس من صيغة افعل التفضيل وانه لايستعمل استعماله. انتهى. ذكرا ذلك عند تقريب الاستدلال بالحديث على الامامة ثم طفقا يردانه من شتى النواحي، عدا هذه الناحية، فابقياهامقبولة عندهما، كما ان الشريف الجرجاني في شرح المواقف حذا حذوهما في القبول، وزاد بانه رد بذلك مناقشةالقاضي عضد بان (مفعلا) بمعنى (افعل) لم يذكره احد، فقال: اجيب عنه بان المولى بمعنى المتولي والمالك للامر والاولى بالتصرف شائع في كلام العرب منقول من ائمة اللغة، قالابو عبيدة: (هي مولاكم) اي اولى بكم، وقال(ع): «ايما امراة نكحت بغير اذن مولاها...»، اي الاولى بها والمالك لتدبيرامرها . انتهى. ((2236)) وابن حجر في الصواعق ((2237)) (ص24) على تصلبه في رد الاستدلال بالحديث سلم مجيء المولى بمعنى الاولىبالشيء، لكنه ناقش في متعلق الاولوية في انه هل هي عامة الامور، او انها الاولوية من بعض النواحي؟ واختارالاخير، ونسب فهم هذا المعنى من الحديث الى الشيخين ابي بكر وعمر في قولهما: امسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة،وحكاه عنه الشيخ عبدالحق في لمعاته، وكذا حذا حذوه الشيخ شهاب الدين احمد بن عبدالقادر الشافعي في ذخيرةالمال، فقال: التولي: الولاية، وهو الصديق والناصر، او الاولى بالاتباع والقرب منه، كقوله 3تعالى: (ان اولى الناس بابراهيم للذيناتبعوه((2238)) ) ، وهذا الذي فهمه عمر(رضى ا... عنه) من الحديث، فانه لما سمعه قال: هنيئا يا ابن ابي طالب امسيت وليكل مؤمن ومؤمنة. انتهى. وسبق عن الانباري في مشكل القران: ان للمولى ثمانية معان، احدها: الاولى بالشيء، وحكاه الرازي عنه وعن ابيعبيدة، فقال في نهاية العقول: لا نسلم ان كل من قال:ان لفظة (المولى) محتملة للاولى قال بدلالة الحديث على امامة علي(رضى ا... عنه). اليس ان اباعبيدة وابن الانباري حكما بان لفظة (المولى) للاولى مع كونهما قائلين ((2239)) بامامة ابي بكر(رضى ا... عنه)؟. ونقل الشريف المرتضى ((2240)) عن ابي العباس المبرد: ان اصل تاويل الولي، اي الذي هو اولى واحق، ومثلهالمولى. وقال ابو نصر الفارابي الجوهري المتوفى (393) في صحاح اللغة ((2241)) (2/564) مادة (ولي) في قول لبيد: انه يريداولى موضع ان يكون فيه الخوف. وابو زكريا الخطيب التبريزي في شرح ديوان الحماسة (1/22) في قول جعفر بن علبة الحارثي: ((2242)) الهفا بقرى سحبل ((2243)) حين احلبت علينا الولايا والعدو المباسلش عد من وجوه معاني المولى الثمانية ((2244)) الولي والاولى بالشيء، وعن عمر بن عبدالرحمن الفارسي القزوينيفيكشف الكشاف في بيت لبيد: ان مولى المخافة، اي اولى واحرى بان يكون فيه الخوف. وعد سبط ابن الجوزي فيالتذكرة ((2245)) (ص19) ذلك من معاني المولى العشرة المستندة الى علماء العربية، ومثله ابن طلحة الشافعيفيمطالب السؤول (ص16)، وذكر الاولى في طليعة المعاني التي جاء بها الكتاب، وتبعه الشبلنجي في نور الابصار((2246)) (ص78)، واسند ذلك الى العلماء، وقال شارحا المعلقات السبع عبدالرحيم بن عبدالكريم ((2247)) ، ورشيدالنبي في بيت لبيد: انه اراد ب (ولي المخافة) الاولى بها. وبذلك كله تعرف حال ما اسنده صاحب التحفة الاثنا عشرية ((2248)) الى اهلالعربية قاطبة من انكار استعمال(المولى) بمعنى الاولى بالشيء او يحسب الرجل ان 3 من ذكرناهم من ائمة الادب الفارسي؟ او انهم لم يقفوا علىموارد لغة العرب، كما وقف عليها الشاه صاحب الهندي؟ وليس الحكم في ذلك الا ضميرك الحر. مضافا الى ان انكار الرازي عدم استعمال (اولى) مضافا، ممنوع على اطلاقه، لما عرفت من اضافته الى المثنىوالمجموع، وجاءت في السنة اضافته الى النكرة، ففي صحيح البخاري ((2249)) في الجزء العاشر (ص7 ، 9 ، 10 ، 13)باسانيد جمة قد اتفق فيها اللفظ عن ابن عباس عن رسول اللّه(ص) قال: «الحقوا الفرائض باهلها فما تركت الفرائضفلاولى رجل ذكر» . ورواه مسلم في صحيحه ((2250)) (2/2) وفيما اخرجه احمد في المسند ((2251)) (1/313) :«فلاولى ذكر»، وفي (ص325): «فلاولى رجل ذكر»، وفي نهاية ابن الاثير ((2252)) (2/49): «لاولى رجلذكر». ويعرب عما نرتئيه في حديث الغدير ما يماثله في سياقه جدا عن رسول اللّه(ص): «ما من مؤمن الا انا اولى الناس بهفي الدنيا والاخرة، اقراوا ان شئتم: (النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم) فايما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، فان تركدينا او ضياعا فلياتني وانا مولاه». اخرجه البخاري في صحيحه (7/190)، واخرجه مسلم في صحيحه((2254)) ((2253)) (2/4) بلفظ: «ان على الارض من مؤمن الا انا اولى الناس به، فايكم ما ترك دينا او ضياعا فانا مولاه». كلمة اخرى للرازي وللرازي كلمة اخرى صعد فيها وصوب، فحسب في كتابه نهاية العقول ان احدا من ائمة النحو واللغة لم يذكر مجيء(مفعل) الموضوع للحدثان او الزمان او المكان بمعنى (افعل) الموضوع لافادة التفضيل. وانت اذا عرفت ما تلوناه لكمن النصوص على مجيء (مولى) بمعنى الاولى بالشيء علمت الوهن في اطلاق ما يقوله هو ومن تبعه، كالقاضي عضدالايجي في المواقف ((2255)) ، وشاه صاحب الهندي في التحفة الاثني عشرية ((2256)) والكابلي في الصواقع،وعبدالحق الدهلوي في لمعاته، والقاضي سناء اللّه الپانيپتي في سيفه المسلول، وفيهم من بالغ في النكير حتى اسندذلك الى انكار3 اهل العربية، وانت تعلم ان اساس الشبهة من الرازي ولم يسندها الى غيره، وقلده اولئك عمى، مهماوجدوا طعنا في دلالة الحديث على ما ترتئيه الامامية. انا لا الوم القوم على عدم وقوفهم على كلمات اهل اللغة واستعمالات العرب لالفاظها، فانهم بعداء عن الفن، بعداء عنالعربية، فمن رازي الى ايجي، ومن هندي الى كابلي، ومن دهلوي الى پاني پتي، واين هؤلاء من العرب الاقحاح؟ واينهم من العربية؟ نعم حن قدح ليس منها ((2257)) ، واذا اختلط الحابل بالنابل طفق يحكم في لغة العرب من ليس منهافي حل ولا مرتحل. اذا ما فصلت عليا قريش فلا في العير انت ولا النفير اوما كان الذين نصوا بان لفظ (المولى) قد ياتي بمعنى الاولى بالشيء اعرف بمواقع اللغة من هذا الذي يخبط فيها خبطعشواء؟ كيف لا؟ وفيهم من هو من مصادر اللغة، وائمة الادب، وحذاق العربية، وهم مراجع التفسير، اوليس فيمصارحتهم هذه حجة قاطعة على ان (مفعلا) ياتي بمعنى (افعل) في الجملة؟ اذن فما المبرر لذلك الانكار المطلق؟ نعم،لامر ما جدع قصير انفه! وحسب الرازي مبتدع هذه السفسطة قول ابي الوليد بن الشحنة الحنفي الحلبي في روض المناظر ((2258)) في حوادثسنة ست وستمائة: من ان الرازي كانت له اليد الطولى في العلوم خلا العربية، وقال ابو حيان في تفسيره (4/149) بعدنقل كلام الرازي: ان تفسيره خارج عن مناحي كلام العرب ومقاصدها، وهو في اكثره شبيه بكلام الذين يسمون انفسهمحكماء. وقال الشوكاني في تفسيره ((2259)) (4/163) في قوله تعالى: (لا تخف نجوت من القوم الظالمين) القصص: 25: وللرازي في هذا الموضع اشكالات باردة جدا لا تستحق ان تذكر في تفسير كلام اللّه غ، والجواب عليها يظهر للمقصرفضلا عن الكامل. ثم ان الدلالة على الزمان والمكان في (مفعل) كالدلالة على التفضيل في (افعل) وكخاصة كل من المشتقات منعوارض الهيئات لا من جوهريات المواد، وذلك امر غالبي يسار معه على القياس ما لم يرد خلافه عن العرب، واماعند ذلك فانهم المحكمون في معاني الفاظهم، ولو صفا للرازي اختصاص (المولى) بالحدثان او الواقعمنه في الزمان اوالمكان لوجب عليه ان ينكر مجيئه بمعنى الفاعل والمفعول وفعيل، وهاهو يصرح باتيانه بمعنى الناصر والمعتقبالكسر والمعتق بالفتح والحليف. وقد صافقه على ذلك جميع اهل العربية وهتف الكل بمجيء (المولى) بمعنىالولي، وذكر غير واحد من معانيه: الشريك، والقريب، والمحب، والعتيق، والعقيد، والمالك، والمليك. على ان من يذكرالاولى في معاني المولى ، وهم الجماهير ممن يحتج باقوالهم ، لا يعنون انه صفة له حتى يناقش بان معنى التفضيلخارج عن مفاد (المولى) مزيد عليه فلا يتفقان، وانما يريدون انه اسم لذلك المعنى، اذن فلا شيء يفت في عضدهم. وهب ان الرازي ومن لف لفه لم يقفوا على نظير هذا الاستعمال في غير المولى، فان ذلك لا يوجب انكاره فيه بعد ماعرفته من النصوص، فكم في لغة العرب من استعمال مخصوص بمادة واحدة، فمنها: كلمة (عجاف) جمع (اعجف)، فلميجمع افعل على فعال الا في هذه المادة كما نص عليه الجوهري في الصحاح ((2260)) ، والرازي نفسه في التفسير((2261)) ، والسيوطي في المزهر ((2262)) (2/63)، وقد جاء بالقران الكريم: (وقال الملك اني ارى سبع بقرات سمان ياكلهن سبععجاف) سورة يوسف:43. ومنه شعر العرب في مدح سيد مضر هاشم بن عبدمناف. عمرو العلى هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف ومنها : ان ما كان على فعلت مفتوح العين من ذوات التضعيف متعديا مثل(رددت وعددت) يكون المضارع منهمضموم العين الا ثلاثة احرف تاتي مضمومة ومكسورة وهي: شد، ونم، وعل، وزاد بعض: بث. ادب الكاتب (ص361). ((2263)) ومنها : ان ضمير المثنى والمجموع لا يظهر في شيء من اسماء الافعال ك (صه ومه) الا : (ها) بمعنى خذ فيقال: هاؤما،وهاؤم، وهاؤن، وفي الذكر الحكيم قوله سبحانه: (هؤم اقرؤا كتابيه((2264)) ) . راجع التذكرة لابن هشام، والاشباه والنظائرللسيوطي ((2265)) . ومنها : ان القياس المطرد في مصدر تفاعل هو التفاعل بضم العين الا في مادة 3التفاوت، فذكر الجوهري فيها ضم الواواولا، ثم نقل عن ابن السكيت عن الكلابيين فتحه، وعن العنبري كسره، وحكي عن ابي زيد الفتح والكسر، كما في ادبالكاتب (ص593)، ونقل السيوطي في المزهر ((2267)) ((2266)) (2/39): الحركات الثلاث. ومنها : ان المطرد في مضارع (فعل ) بفتح العين الذي مضارعه (يفعل) بكسره انه لا يستعمل مضموم العين الا في (وجد)، فان العامريين ضموا عينه، كما فيالصحاح ((2268)) ، وقال شاعرهم لبيد: لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة فدع الصوادي لا يجدن غليلا ((2269)) وصرح به ابن قتيبة في ادب الكاتب ((2270)) (ص361)، والفيروزابادي في القاموس ((2271)) (1/343). وفي المزهر ((2272)) (2/49) عن ابن خالويه في شرح الدريدية انه قال: ليس في كلام العرب فعل يفعل مما فاؤه واوالا حرف واحد وجد يجد. ومنها: ان اسم الفاعل من (افعل) لم يات على فاعل الا (ابقل)، و(اورس)، و(ايفع) فيقال: (ايقل الموضع فهو ياقل)و(اورس الشجر فهو وارس) و(ايفع الغلام فهو يافع) كذا في المزهر ((2273)) (2/40)، وفي الصحاح ((2274)) : بلدعاشب ولا يقال في ماضيه الا : اعشبت الارض. ومنها : ان اسم المفعول من افعل لم يات على فاعل الا في حرف واحد، وهو قول العرب: اسامت الماشية في المرعىفهي سائمة. ولم يقولوا: مسئمة. قال تعالى: (فيه تسيمون((2275)) ) من اسام يسيم. ذكره السيوطي في المزهر ((2276))(2/47). وتجد كثيرا من امثال هذه من النوادر في المخصص لابن سيدة، ولسان العرب، وذكر السيوطي في المزهر (ج2) منهااربعين صحيفة. جواب الرازي عما اثبتناه هناك للرازي جواب عن هذه كلها يكشف عن سواة نفسه، قال في نهاية العقول: واما الذي نقلوا عن ائمة اللغة: من ان (المولى) بمعنى الاولى، فلا حجة لهم، اذ امثال هذا النقل لا يصلح ان يحتج به فياثبات اللغة، فنقول: ان ابا عبيدة وان قال في قوله تعالى: (ماواكم النار هي مولاكم)، معناه هي اولى بكم، وذكر هذا ايضا آالاخفش، والزجاج، وعلي بن عيسى، واستشهدوا ببيت لبيد، ولكن ذلك تساهل من هؤلاء الائمة، لا تحقيق،لانالاكابر من النقلةمثل الخليل واضرابه لم يذكروه الا في تفسير هذه الاية او اية اخرى مرسلا غير مسند، ولم يذكروهفي الكتب الاصلى ة من اللغة. انتهى. ليت شعري من ذا الذي اخبر الرازي ان ذلك تساهل من هؤلاء الائمة لا 3تحقيق؟ وهل يطرد عنده قوله في كل ما نقلعنهم من المعاني اللغوية، او ان له مع لفظ (المولى) حسابا اخر؟ وهل على اللغوي اذا اثبت معنى الا الاستشهاد ببيتللعرب، او اية من القران الكريم؟ وقد فعلوه. وكيف تخذ عدم ذكر الخليل واضرابه حجة على التسامح، بعد بيان نقله عن ائمة اللغة؟ وليس من شرط اللغة ان يكونالمعنى مذكورا في جميع الكتب، وهل الرازي يقتصر فيها على كتاب العين واضرابه؟ ومن ذا الذي شرط في نقل اللغة عنعنة الاسناد؟ وهل هو الا ركون الى بيت شعر، او اية كريمة، او سنة ثابتة، اواستعمال مسموع؟ وهل يجد الرازي خيرا من هؤلاء لتلقي هاتيك كلها؟ وما باله لا يقول مثل قوله هنا اذا جاءه احدمن القوم بمعنى من المعاني العربية؟ اقول: لان له في المقام مرمى لا يعدوه. وهل يشترط الرجل في ثبوت المعنى اللغوي وجوده في المعاجم اللغوية فحسب؟ بحيث لا يقيم له وزنا اذا ذكر فيتفسير اية، او معنى حديث، او حل بيت من الشعر، ونحن نرى العلماء يعتمدون في اللغة على قول اي ضليع في العربيةحتى الجارية الاعرابية ((2277)) ، ولا يشترط عند الاكثر بشيء من الايمان والعدالة والبلوغ، فهذا القسطلاني يقول فيشرح البخاري ((2278)) (7/75): قول الشافعي نفسه حجة في اللغة. وقال السيوطي في المزهر ((2279)) (1/77): حكمنقل واحد من اهل اللغة القبول. وحكى في (ص83) عن الانباري قبول نقل العدل الواحد، ولا يشترط ان يوافقه غيرهفي النقل، وفي (ص87) بقول شيخ او عربي يثبت اللغة، وحكى في (ص27) عن الخصائص لابن جني قوله: من قال: ان اللغة لا تعرف الا نقلا فقد اخطا، فانها قد تعلم بالقرائن ايضا، فان الرجل اذا سمع قول الشاعر: قوم اذا الشر ابدى ناجذيه لهم طاروا اليه زرافات ووحدانا يعلم ان الزرافات بمعنى الجماعات. وذكر ايضا ثبوت اللغة بالقرينة وبقول شاعر عربي، فهذه المصادر كلهاموجودة في لفظ (المولى) غير ان الرازي لا يعلمان اللغة بماذا تثبت، ولذلك تراه يتلجلج ويرعد ويبرق من غير جدوى او عائدة، ولا احسبه يحير جوابا عن واحد منالاسئلة التي وجهناها اليه. وكانه في احتجاجه بخلو كتاب العين عن ذلك نسي او تناسى ما لهج به في المحصول ((2280)) من اطباق الجمهور مناهل اللغة على القدح في كتاب العين كما نقله عنه السيوطي في المزهر ((2281)) (2/47 ، 48). وانا لا ادري ما المراد من الكتب الاصلية من اللغة؟ ومن الذي خص هذا الاسم بالمعاجم التي يقصد فيها سرد الالفاظوتطبيقها على معانيها في مقام الحجية، واخرج عنها ما الف في غريب القران او الحديث او الادب العربي؟ وهل نية ارباب المعاجم دخيلة في صحة الاحتجاج بها ، او ان لغة ارباب الكتب وتضلعهم في الفن وتحريهم موارداستعمال العرب هي التي تكسبها الحجية؟ وهذه كلها موجودة في كتب الائمة والاعلام الذين نقل عنهم مجيء (المولى)بمعنى (الاولى). مفعل بمعنى فعيل هلم معي الى صخب وهياج تهجم بهما على العربية ومن العزيز على العروبة والعرب ذلك الشاه ولي اللّه صاحبالهندي في تحفته الاثني عشرية ((2282)) ، فحسب في رد دلالة الحديث انها لا تتم الا بمجيء (المولى) بمعنى (الولي)وان (مفعلا) لم يات بمعنى (فعيل) يريد به دحض ما نص عليه اهل اللغة من مجيء (المولى) بمعنى (الولي) الذي يرادبه وليالامر كما [جاء] ولي المراة، وولي اليتيم، وولي العبد، وولاية السلطان، وولي العهد لمن يقيضه الملك عاهلمملكته بعده. نعم عزب عن الدهلوي قول الفراء المتوفى (207) في معاني القران ((2283)) وابي العباس المبرد: بان الولي والمولى فيلغة العرب واحد، وذهل عن اطباق ائمة اللغة على هذا، وعدهم الولي من معاني المولى في معاجم اللغة وغيرها، كمافي مشكل القران للانباري، والكشف والبيان ((2284)) للثعلبي في قوله تعالى : (انت مولانا((2285)) ) ، والصحاحللجوهري ((2286)) (2/564)، وغريب القران للسجستاني ((2287)) (ص154)، وقاموس الفيروزابادي ((2288)) (4/401)،والوسيط للواحدي، وتفسير القرطبي ((2289)) (3/431)، ونهاية ابن الاثير ((2290)) (4/246) وقال: ومنه قول عمر لعلي:اصبحت مولىكل مؤمن، وتاج العروس (10/399)، واستشهد بقوله تعالى: (بان اللّه مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولىلهم((2291)) ) ، وبقوله(ص): «وايما امراة نكحت بغير اذن مولاها...»، وبحديث الغدير: «من كنت مولاه فعليمولاه((2292)) » . نظرة في معاني المولى ذكر علماء اللغة من معاني المولى السيد غير المالك والمعتق، كما ذكروا من معاني الولي الامير والسلطان، مع اطباقهمعلى اتحاد معنى الولي والمولى، وكل من المعنيين لا يبارح معنى الاولوية بالامر، فالامير اولى من الرعية في تخطيطالانظمة الراجعة الى جامعتهم، وباجراء الطقوس المتكفلة لتهذيب افرادهم، وكبح عادية كل منهم عن الاخر، وكذلكالسيد اولى ممن يسوده بالتصرف في شؤونهم، وتختلف دائرة هذين الوصفين سعة وضيقا باختلاف مقادير الامارةوالسيادة، فهي في والي المدينة اوسع منها في رؤساء الدواوين، واوسع من ذلك في ولاة الاقطار، ويفوق الجميع ما فيالملوك والسلاطين، ومنتهى السعة في نبي مبعوث على العالم كله وخليفة يخلفه على ما جاء به من نواميسوطقوس. ونحن اذا غاضينا القوم على مجيء (الاولى) بالشيء من معاني (المولى) فلا نغاضيهم على مجيئه بهذين المعنيين، وانهلا ينطبق في الحديث الا على ارقى المعانيواوسع الدوائر، بعد ان علمنا ان شيئا من معاني (المولى) المنتهية الى سبعةوعشرين معنى لا يمكن ارادته في الحديث الا ما يطابقهما من المعاني، الا وهي: 1 الرب، 2 العم، 3 ابن العم، 4 الابن، 5 ابن الاخت، 6 المعتق، 7المعتق، 8 العبد، 9 المالك ((2293)) ، 10 آالتابع، 11 المنعم عليه، 12 الشريك،13 الحليف، 14 الصاحب، 15 الجار، 16 النزيل، 17 الصهر، 18القريب،3 19 المنعم، 20 العقيد، 21 الولي، 22 الاولى بالشيء، 23 السيد غير المالك والمعتق، 24 المحب، 25 الناصر،26 المتصرف في الامر، 27 المتولي في الامر. فالمعنى الاول يلزم من ارادته الكفر، اذ لا رب للعالمين سوى اللّه. واما الثاني والثالث الى الرابع عشر فيلزم من ارادة شيء منها في الحديث الكذب، فان النبي عم اولاد اخيه ان كان لهاخ، وامير المؤمنين ابن عم ابيهم، وهو(ص) ابن عبداللّه، وامير المؤمنين ابن اخيه ابي طالب، ومن الواضح اختلاف امهمافي النسب فخؤولة كل منهما غير خؤولة الاخر، فليس هو(ع) بابن اخت لمن كان(ص) ابن اخته. وانت جد عليم بان مناعتقه رسول اللّه لم يعتقه امير المؤمنين مرة اخرى، وان كلا منهما سيد الاحرار من الاولين والاخرين، فلم يكونا معتقينلاي ابن انثى، واعطف عليه العبد في السخافة والشناعة. ومن المعلوم ان الوصي صلوات اللّه عليه لم يملك مماليك رسول اللّه(ص)، فلا يمكن ارادة المالك منه. ولم يكن النبي تابعا لاي احد غير مرسله جلت عظمته، فلا معنى لهتافه بين الملا بان من هو تابعه فعلي تابع له. ولم يكن على رسول اللّه لاي احد من نعمة، بل له المنن والنعم على الناس اجمعين، فلا يستقيم المعنى بارادة المنعمعليه. وما كان النبي(ص) يشارك احدا في تجارة او غيرها حتى يكون وصيه مشاركا له ايضا، على انه معدود من التافهات انتحققت هناك شراكة، وتجارته لام المؤمنين خديجة قبل البعثة كانت عملا لها لا شراكة معها، ولو سلمناها فالوصي آسلام اللّه عليه لم يكن معه في سفره، ولا له دخل في تجارته. ولم يكن نبي العظمة محالفا لاحد ليعتز به، وانما العزة للّه ولرسوله وللمؤمنين، وقد اعتز به المسلمون اجمع، اذن فكيفيمكن قصده في المقام؟ وعلى فرض ثبوته فلا ملازمة بينهما. واما الصاحب والجار والنزيل والصهر والقريب سواء اريد منه قربى الرحم او قرب المكان فلا يمكن ارادة شيء منهذه المعاني لسخافتها، لا سيما في ذلك المحتشد الرهيب في اثناء المسير، ورمضاء الهجير، وقد امر(ص) بحبس المقدمفي السير، ومنعالتالي منه في محل ليس بمنزل له، غير ان الوحي الالهي المشفوع بما يشبه التهديد انلم يبلغ حبسههنالك، فيكون(ص) قد عقد هذا المحتفل والناس قد انهكهم وعثاء السفر، وحر الهجير، وحراجة الموقف حتى اناحدهم ليضع رداءه تحت قدميه، فيرقى هنالك منبر الاحداج ((2294)) ، ويعلمهم عن اللّه تعالى ان نفسه نعيت اليه، وهومهتم بتبليغ امر يخاف فوات وقته بانتهاء ايامه، وان له الاهمية الكبرى في الدين والدنيا، فيخبرهم عن ربه بامور ليسللاشادة بها ايقيمة، وهي ان من كان هو(ص) مصطحبا او جارا او مصاهرا له او نزيلا عنده او قريبا منه باي المعنيينفعلي كذلك،لاها اللّه لا نحتمل هذا في احد من اهل الحلوم الخائرة، والعقليات الضعيفة، فضلا عن العقل الاول،والانسان الكامل نبي الحكمة، وخطيب البلاغة، فمن الافك الشائن ان يعزى الى نبي الاسلام ارادة شيء منها، وعلىتقدير ارادة شيء منها فاي فضيلة فيها لامير المؤمنين(ع) حتى يبخبخ ((2295)) ويهنا بها، ويفضلها سعد بن ابي وقاصفي حديثه ((2296)) على حمر النعم لو كانت، او تكون احب اليه من الدنيا وما فيها، عمر فيها مثل عمر نوح. واما المنعم: فلا ملازمة في ان يكون كل من انعم عليه رسول اللّه(ص) يكون امير المؤمنين(ع) منعما عليه ايضا بل منالضروري خلافه، الا ان يراد ان من كان النبي(ص) منعما عليه بالدين والهدى والتهذيب والارشاد والعزة في الدنياوالنجاة في الاخرة فعلي(ع) منعم عليه بذلك كله، لانه القائم مقامه، والصادع عنه، وحافظ شرعه، ومبلغ دينه، ولذلكاكمل اللّه به الدين، واتم النعمة بذلك الهتاف المبين، فهو حينئذ لا يبارح معنى الامامة الذي نتحراه، ويساوق المعانيالتي نحاول اثباتها فحسب. واما العقيد: فلا بد ان يراد به المعاقدة والمعاهدة مع بعض القبائل للمهادنة او النصرة فلا معنى لكون امير المؤمنين(ع)كذلك الا انه تبع له في كل افعاله وتروكه، فيساوقه حينئذ المسلمون اجمع، ولا معنى لتخصيصه بالذكر مع ذلك الاهتمامالموصوف، الا ان يراد ان لعلي(ع) دخلا في تلك المعاهدات التي عقدها رسولاللّه(ص) لتنظيم السلطنة الاسلامية،وكلاءة الدولة عن التلاشي بالقلاقل والحرج، 3 فله التدخل فيها كنفسه(ص) وان امكن ارادة معاقدة الاوصاف والفضائل،كما يقال: عقيد الكرم، وعقيد الفضل، اي كريم وفاضل، ولو بتمحل لا يقبله الذوق العربي، فيقصد ان من كنت عقيدالفضائل عنده فليعتقد في علي مثله، فهو والحالة هذه مقارب لما نرتئيه من المعنى، واقرب المعاني ان يراد به العهودالتي عاهدها(ص) مع من بايعه من المسلمين على اعتناق دينه، والسعي وراء صالحه، والذب عنه، فلا مانع ان يراد مناللفظ والحالة هذه، فانه عبارة اخرى عن ان يقول: انه خليفتي والامام من بعدي. المحب والناصر على فرض ارادة هذين المعنيين لا يخلو اما ان يراد بالكلام حث الناس على محبته ونصرته بما انه من المؤمنين بهوالذابين عنه، او امره(ع) بمحبتهم ونصرتهم. وعلى كل فالجملة اما اخبارية او انشائية. فالاحتمال الاول وهو الاخبار بوجوب حبه على المؤمنين فمما لا طائل تحته، وليس بامر مجهول عندهم لم يسبقهالتبليغ حتى يؤمر به في تلك الساعة ويناط التواني عنه بعدم تبليغ شيء من الرسالة كما في نص الذكر الحكيم، فيحبسله الجماهير، ويعقد له ذلك المنتدى الرهيب، في موقف حرج لا قرار به، ثم يكمل به الدين، وتتم به النعمة، ويرضىالرب، كانه قد اتى بشيء جديد، وشرع ما لم يكن وما لايعلمه المسلمون، ثم يهنئه من هناه باصبحت مولاي ومولىكل مؤمن ومؤمنة، مؤذنا بحدوث امر عظيم فيه لم يعلمه القائل قبل ذلك الحين، كيف؟ وهم يتلون فياناء الليل واطرافالنهار قوله سبحانه: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض) ((2297)) ، وقوله تعالى: (انما المؤمنون اخوة) ((2298)) مشعرابلزوم التوادد بينهم كما يكون بين الاخوين، نجل نبينا الاعظم عن تبليغ تافه مثله، ونقدس الهنا الحكيم عن عبثيشبهه. والثاني: وهو انشاء وجوب حبه ونصرته بقوله ذلك، وهو لا يقل عن المحتمل الاول في التفاهة، فانه لم يكن هناك امرلم ينشا وحكم لم يشرع حتى يحتاج الى بيانهالانشائي كما عرفت، على ان حق المقام على هذين الوجهين انيقول(ص) : من كان 3 مولاي فهو مولى علي اي محبه وناصره، فهذان الاحتمالان خارجان عن مفاد اللفظ، ولعل سبطابن الجوزي نظر الى هذا المعنى، وقال في تذكرته ((2299)) (ص19): لم يجز حمل لفظ المولى في هذا الحديث علىالناصر. وسياتي لفظه بتمامه. على ان وجوب المحبة والمناصرة على هذين الوجهين غير مختص بامير المؤمنين(ع) وانما هو شرع سواء بينالمسلمين اجمع، فما وجه تخصيصه به والاهتمام بامره؟ وان اريد محبة او نصرة مخصوصة له تربو على درجة الرعيةكوجوب المتابعة، وامتثال الاوامر، والتسليم له، فهو معنى الحجية والامامة، لاسيما بعد مقارنتها بما هو مثلها فيالنبي(ص) بقوله: «من كنت مولاه»، والتفكيك بينهما في سياق واحد ابطال للكلام. والثالث: وهو اخباره بوجوب حبهم او نصرتهم عليه، فكان الواجب عندئذ اخباره(ص) عليا والتاكيد عليه بذلك، لاالقاء القول به على السامعين، وكذلك انشاء الوجوب عليه وهو المحتمل الرابع، فكان(ص) فيغنى عن ذلك الاهتماموالقاء الخطبة واستسماع الناس والمناشدة في التبليغ، الا ان يريد جلب عواطف الملا وتشديد حبهم له(ع) اذا علموا انهمحبهم او ناصرهم ليتبعوه، ولا يخالفوا له امرا، ولا يردوا له قولا. |