الاهداء
لم اجد احدا اولى باهداء كتابي هذا اليه من صاحبه ،
حامل عب ء الولاية الكبرى .. امير المؤمنين صلوات اللّه عليه .
يا صاحب الولاية وسيد الامة وابا الائمة ،
( يا ايها العزيز مسنا واهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فاوف لنا
الكيل وتصدق علينا ان اللّه
يجزي المتصدقين )
اهديك كتابي هذا ، وهو بضاعتي المزجاة ،
وصحائف ولائي الخالص ،
فتفضل علي بالقبول ، واحسن الي
ان اللّه يحب المحسنين .
عبد الحسين احمد الاميني
الحمد لوليه، والصلاة على نبيه ، وآله الائمة ، واولياء الامة
( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق )
حديث النبا العظيم في غدير خم حديث الدعوة الالهية ، حديث
الولاية الكبرى ، حديث اكمال الدين ، واتمام النعمة ،ورضا الرب
على ما نزل به كتاب اللّه المبين ، وتواترت به السنة النبوية ،
وتواصلت حلقات اسانيده منذ عهد الصحابة والتابعين الى اليوم
الحاضر ، وما حوله من حقائق ناصعة تتعلق بالمتن او الاسناد ،
وارحاض ما هنالك من جلبة وتركاض ، حتى يتجلى للقارئ
الحق الصراح باجلى مظاهره .
وجل قصدنا من ارداف ذلك بتراجم شعراء الغدير وشعرهم فيه
على ترتيب القرون الهجرية اثبات شهرة الحديث وتواتره في كل
جيل، وانه من اظهر ما تلوكه الاشداق نظما ونثرا، وتاتي هذه
كلها في ستة عشر جزءا .
وانا نعد ذلك كله خدمة للدين، واعلاء لكلمة الحق، واحياء
للامة الاسلامية، واشادة بالذكر العلوي الخالد، وولاءلصاحب
الولاية، واستمد من المولى سبحانه ان يمدني بانجاز ما اعده،
وتحقيق ما اضمره، وله الحمد اولا وآخرا.
الاميني
التاريخ الصحيح
لا يكون انبعاث اية فرقة من الفرق الى تدوين التاريخ اقل من
انبعاث اخواتها اليه، فكل يتحرى منه غاية، ويرمي الى غرض
يخصه، فان كان المؤرخ يريد به الحيطة ((3)) بحوادث الدهر،
والوقوف على احوال الاجيال الغابرة،فالجغرافي يطلبه لتحقيق
القسم السياسي به، لاختلافه بتغلبات الدول، وانعكاف((4))
امم على خطط معينة وانثيال((5))امم عنها.
وان انبعث الخطيب الى سبر غور التاريخ لما فيه من عبر
وعظات بالغة في تدهور الاحوال وفناء الاجيال، وهلاك ملوك
واستخلاف اخرين، وما انتاب اقواما من جراء ما اجترحوه من
السيئات، وما فاز به اخرون بما جاؤوا به من صالح الاعمال،
فالديني يبتغيه للوقوف على ما وطد به اسس المعتقد، وعلي
عليه صروحه وعلاليه ((6)) ، وافرازه عماكان حوله من لعب
الاهواء، وتركاض اهل المطامع.
واذا كان الاخلاقي يقصد به التجاريب الصالحة في ملكات
النفوس، التي تحلى بالصحيحة منها فرق من الناس فافلحوا،
وتردى ((7)) بالرديئة منها اخرون فخابوا، فيستنتج من ذلك
دستورا عاما للمجتمع ليعمل به متى راقه ان ياخذحذرا عن
سقوط الفرد او تلاشي المجتمع، فالسياسي يريد به الوقوف
على مناهج الامم التي تقدم بها الغابرون،ومساقط الشهوات
التي اسفت بمعتنقيها الى هوة البوار والضعة، فغادرتهم
كحديث امس الدابر، ويريد به البصيرة فيماسلفت به التجاريب
الصحيحة في المضائق والمازق الحرجة، وافتراع عقبات كاداء،
فيتخذ من ذلك كله برنامجا صالحالرقي امته، وتقدم بيئته.
والاديب يقتنص شوارد التاريخ، لان ما يتحراه من تنسيق
لفظه، وفخامة معناه، وما يجب ان يكون في شعره او نثره آمن
محسنات الاسلوب، ومقربات المغزى باشارة او استعارة منوط
بالاطلاع على احوال الامم والوقوف على ماقصدوه من دقائق
ورقائق.
واذا عممنا التاريخ على مثل علم الرجال والطبقات، فحاجة
الفقيه اليه مسيسة في تصحيح الاسانيد، واتقان
مدارك الفتاوى، وبه يظهر افتقار المحدث اليه في مزيد الوثوق
برواياته، على ان لفن الحديث مواضيع متداخلة مع التاريخ،
كمايروى من قصص الانبياء وتحليل تعاليمهم، حيث يجب على
المحدث المحاكمة بين ما يتلقاه ومايسرده التاريخ، اوالتطبيق
بينهما ان جاءا متفقين في بيان الحقيقة.
والمفسر لا منتدح له من التوغل في التاريخ عندما يقف على
ايات كريمة توعز الى قصص الماضين واحوالهم، لضرب من
الحكمة، ونوع من العظة، وعلى ايات اخرى نزلت في شؤون
خاصة، يفصلها التاريخ تفصيلا.
والباحث اذا دقق النظرة في اي علم يجد ان له مسيسا بالتاريخ
لا يتم لصاحبه غايته المتوخاة الا به.
فالتاريخ اذا ضالة العالم، وطلبة المتفنن، وبغية الباحث، وامنية
اهل الدين ومقصد الساسة، وغرض الاديب. والقول الفصل: انه
مارب المجتمع البشري اجمع، وهو التاريخ الصحيح الذي لم
يقصد به الا ضبط الحقائق على ما هي عليه، فلم تعبث به
اغراض مستهدفة، ولم يعث فيه نزعات اهوائية، ككثير مما الف
من زبر التاريخ التي روعي في جملة منهاجلب مرضاة القادة
والامراء، او تدعيم مبدا او فكر مفكر، او اريد به التحليق
باشخاص معلومين الى اوج العظمة،والاسفاف باخرين الى هوة
الضعة، لمغاز هنالك تختلف باختلاف الظروف والاحوال.
او اختلط ((9)) فيه الحابل بالنابل بتوسع المؤلفين لما حسبوه
من ان الاحاطة بكل ما قيل توسع في العلم، واحسان
في السمعة، ذهولا منهم عن ان مقادير الرجال بالدراية لا
بالرواية ((9)) ، فادخلوا في التاريخ هفوات لا تحصى،
غيرشاعرين بان رواة تلك السفاسف زبائن عصبة، وحناق على
عصبة، او انهم قصاصون غير مكترثين من الاكثار في النقل
الخرافي او الافتعال، اكبارا للسمعة، او نزولا على حكم النهمة،
فتلقتها عنهم السذج في العصور المتاخرة كحقائق راهنة، وتنبه
لها المنقب فوجدها احاديث خرافية فرفضها، غير مبال بالطعن
على التاريخ، فلا شعر اولئك انهاوليدة تقاليد او مطامع، ولا
عرف هذا ان الافة في ورطات القالة، وسوء صنيع الكتبة، لافي
اصل الفن، ولو ذهبنا الى ذكرالشواهد لهذه كلها لخرج الكتاب
عن وضعه.
هكذا خفيت الحقيقة بين مفرط ومفرط، وذهبت ضحية
الميول والشهوات، فواجب الباحث ان يسبر هذا الغور
متجرداعن النعرات الطائفية، غير متحيز الى فئة، متزحزحا عن
عوامل الحب والبغض، ونصب عينيه مقياس من اصول
مسلمة،يقابل به صفحة التاريخ، فان طالته او قصرت عنه
رفضها، وان قابلته مقابلة المثل بالمثل اعتمد عليها، على
تفصيل لايسعه نطاق البحث هاهنا.
اهمية الغدير في التاريخ
لا يستريب اي ذي مسكة
((10)) في ان شرف الشي ء بشرف
غايته، فعليه ان اول ما تكسبه الغايات اهمية كبرى من مواضيع
التاريخ هو ما اسس عليه دين، او جرت به نحلة، واعتلت عليه
دعائم مذهب، فدانت به امم، وقامت به دول،وجرى به ذكر مع
الابد، ولذلك تجد ائمة التاريخ يتهالكون في ضبط مبادئ
الاديان وتعاليمها، وتقييد ما يتبعها من دعايات، وحروب،
وحكومات، وولايات، التي عليها نسلت الحقب والاعوام، ومضت
القرون الخالية (سنة اللّه في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة
اللّه تبديلا) ((11)) ، واذا اهمل المؤرخ شيئا من ذلك فقد اوجد
في صحيفته فراغا لا تسده اية مهمة، وجاء فيها بامر خداج
((12)) ، بتر اوله، ولا يعلم مبدؤه، وعسى ان يوجب ذلك جهلا
للقارئ في مصير الامرومنتهاه.
ان واقعة غدير خم هي من اهم تلك القضايا، لما ابتنى عليها
وعلى كثير من الحجج الدامغة مذهب المقتصين اثر
ال الرسول صلوات اللّه عليه وعليهم وهم معدودون
بالملايين، وفيهم العلم والسؤدد، والحكماء، والعلماء،
والاماثل،ونوابغ في علوم الاوائل والاواخر، والملوك، والساسة،
والامراء، والقادة، والادب الجم، والفضل الكثار، وكتب قيمة
في كل فن، فان يكن المؤرخ منهم فمن واجبه ان يفيض على
امته نبا بدء دعوته، وان يكن من غيرهم فلا يعدوه ان
يذكرهابسيطة عندما يسرد تاريخ امة كبيرة كهذه، اويشفعها
بما يرتئيه حول القضية من غميزة في الدلالة، ان كان مزيج
نفسه النزول على حكم العاطفة، وما هنالك من نعرات طائفته،
على حين انه لا يتسنى له غمز في سندها، فان ما ناء
به نبي الاسلام يوم الغدير من الدعوة الى مفاد حديثه لم يختلف
فيه اثنان، وان اختلفوا في مؤد اه، لاغراض وشوائب غيرخافية
على النابه البصير.
فذكرها من ائمة المؤرخين: البلاذري : المتوفى سنة(279) في
انساب الاشراف، وابن قتيبة : المتوفى (276) في
المعارف والامامة والسياسة، والطبري : المتوفى (310) في
كتاب مفرد، وابن زولاق الليثي المصري : المتوفى (287) في
تاليفه،والخطيب البغدادي : المتوفى (463) في تاريخه، وابن
عبدالبر : المتوفى (463) في الاستيعاب، والشهرستاني :
المتوفى(548) في الملل والنحل، وابن عساكر :
المتوفى(571) في تاريخه، وياقوت الحموي [ المتوفى سنة
626 ] في معجم الادباء(18/84) من الطبعة الاخيرة، وابن الاثير
: المتوفى (630) في اسد الغابة، وابن ابي الحديد : المتوفى
(656) في شرح نهج البلاغة، وابن خلكان : المتوفى (681) في
تاريخه، واليافعي : المتوفى (768) في مراة الجنان، وابن
الشيخ البلوي [المتوفى سنة 604] في الف باء، وابن كثير الشامي
: المتوفى (774) في البداية والنهاية، وابن خلدون :
المتوفى(808) في مقدمة تاريخه، وشمس الدين الذهبي
«المتوفى سنة 748]في تذكرة الحفاظ، والنويري : المتوفى
حدود(833) في نهاية الارب في فنون الادب، وابن حجر
العسقلاني : المتوفى (852) في الاصابة وتهذيب التهذيب،
وابن الصباغ المالكي : المتوفى (855) في الفصول المهمة،
والمقريزي : المتوفى (845) في الخطط، وجلال الدين
السيوط ي :المتوفى (910) في غير واحد من كتبه، والقرماني
الدمشقي : المتوفى(1019) في اخبار الدول، ونور الدين الحلبي
:المتوفى (1044) في السيرة الحلبية، وغيرهم.
وهذا الشان في علم التاريخ لا يقل عنه الشان في فن الحديث،
فان المحدث الى اي شطر ولى وجهه من فضاء فنه الواسع، يجد
عنده صحاحا ومسانيد تثبت هذه الماثرة لولي امر الدين(ع)،
ولم يزل الخلف يتلقاه ((13)) من سلفه حتى ينتهي الدور الى
جيل الصحابة الوعاة للخبر، ويجد لها مع تعاقب الطبقات بلجا
ونورا يذهب بالابصار، فان اغفل المحدث ما هذا شانه، فقد بخس
للامة حقا، وحرمها عن الكثير الطيب مما اسدى اليها نبيها نبي
الرحمة من بره الواسع، وهدايته لها الى الطريقة المثلى.
فذكرها من ائمة الحديث: امام الشافعية ابو عبداللّه محمد بن
ادريس الشافعي : المتوفى سنة (204) كما في نهاية ابن الاثير،
وامام الحنابلة احمد بن حنبل : المتوفى(241) في مسنده
ومناقبه، وابن ماجة : المتوفى (273) في سننه،والترمذي :
المتوفى (279) في صحيحه، والنسائي : المتوفى (303) في
الخصائص، وابو يعلى الموصلي : المتوفى(307) في مسنده،
والبغوي : المتوفى (317) في السنن، والدولابي : المتوفى
(320) في الكنى والاسماء، والطحاوي:المتوفى (321) في
مشكل الاثار، والحاكم : المتوفى (405) في المستدرك، وابن
المغازلي الشافعي : المتوفى (483) في المناقب، وابن مندة
الاصبهاني : المتوفى (512) بعدة طرق في تاليفه، والخطيب
الخوارزمي : المتوفى (568) في المناقب ومقتل الامام السبط
(ع)، والكنجي : المتوفى(658) في كفاية الطالب، ومحب
الدين الطبري : المتوفى (694) في الرياض النضرة وذخائر
العقبى، والحموئي : المتوفى (722) في فرائد السمطين،
والهيثمي : المتوفى (807) في مجمع الزوائد، والذهبي :
المتوفى (748) في التلخيص، والجزري : المتوفى (830) في
اسنى المطالب، وابو العباس القسطلاني :المتوفى (923) في
المواهب اللدنية، والمتقي الهندي : المتوفى (975) في كنز
العمال، والهروي القاري : المتوفى(1014)في المرقاة في شرح
المشكاة، وتاج الدين المناوي : المتوفى (1031) في كنوز
الحقائق في حديث خير الخلائق وفيض القدير،
والشيخاني القادري في الصراط السوي في مناقب ال النبي،
وباكثير المكي : المتوفى (1047) في وسيلة المال في مناقب
الال، وابو عبداللّه الزرقاني المالكي : المتوفى (1122) في شرح
المواهب، وابن حمزة الدمشقي الحنفي في كتاب البيان
والتعريف، وغيرهم.
كما ان المفسر نصب عينيه اي ((14)) من القران الكريم نازلة
في هذه المسالة يرى من واجبه الافاضة بما جاء في نزولها
وتفسيرها، ولا يرضى لنفسه ان يكون عمله مبتورا، وسعيه
مخدجا، فذكرها من ائمة التفسير: الطبري : المتوفى(310) في
تفسيره، والثعلبي : المتوفى (427، 437) في تفسيره،
والواحدي : المتوفى (468) في اسباب النزول،والقرطبي :
المتوفى (567) في تفسيره، وابو السعود في تفسيره، والفخر
الرازي : المتوفى (606) في تفسيره الكبير،وابن كثير الشامي :
المتوفى(774) في تفسيره، والنيسابوري : المتوفى في القرن
الثامن في تفسيره، وجلال الدين السيوط ي في تفسيره،
والخطيب الشربيني في تفسيره، والالوسي البغدادي : المتوفى
(1270) في تفسيره، وغيرهم.
والمتكلم حين يقيم البراهين في كل مسالة من مسائل علم
الكلام، اذا انتهى به السير الى مسالة الامامة، فلا منتدح له من
التعرض لحديث الغدير حجة على المدعى او نقلا لحجة
الخصم، وان اردفه بالمناقشة في الحساب عند
الدلالة،كالقاضي ابي بكر الباقلا ني البصري : المتوفى سنة
(403) في التمهيد، والقاضي عبدالرحمن الايجي الشافعي :
المتوفى(756) في المواقف، والسيد الشريف الجرجاني :
المتوفى (816) في شرح المواقف، والبيضاوي : المتوفى (685)
في طوالع الانوار، و شمس الدين الاصفهاني في مطالع الانظار،
والتفتازاني : المتوفى (792) في شرح المقاصد،
والقوشجي المولى علاء الدين :المتوفى (879) في شرح
التجريد. وهذا لفظهم:
ان النبي(ص) قد جمع الناس يوم غدير خم موضع بين مكة
والمدينة بالجحفة ((15)) وذلك بعد رجوعه من حجة الوداع،
وكان يوما صائفا حتى ان الرجل ليضع رداءه تحت قدميه من
شدة الحر، وجمع الرحال، وصعد عليها، وقال مخاطبا: «معاشر
المسلمين الست اولى بكم من انفسكم؟ قالوا: اللهم بلى.
قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من
عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله » ((16)) .
ومن المتكلمين القاضي النجم محمد الشافعي: المتوفى
(876) في بديع المعاني، وجلال الدين السيوط ي في
اربعينه،ومفتي الشام حامد بن علي العمادي في الصلات
الفاخرة بالاحاديث المتواترة، والالوسي البغدادي : المتوفى
(1324)في نثر اللالي، وغيرهم.
واللغوي لا يجد منتدحا من الايعاز الى حديث الغدير عند افاضة
القول في معنى (المولى) او (الخم) او (الغدير) او(الولي)، كابن
دريد محمد بن الحسن المتوفى (321) في جمهرته(1/71)
((17)) ، وابن الاثير في النهاية ((18)) ،والحموي في
معجم البلدان ((19)) في (خم)، والزبيدي الحنفي في تاج
العروس ((20)) ، والنبهاني في المجموعة النبهانية.
واقعة الغدير
ا
جمع رسول اللّه (ص) الخروج الى الحج في سنة عشر من
مهاجره، واذن في الناس بذلك، فقدم المدينة خلق
كثيرياتمون به في حجته تلك التي يقال ((21)) عليها حجة
الوداع، وحجة الاسلام، وحجة البلاغ، وحجة الكمال،
وحجة التمام ((22)) ، ولم يحج غيرها منذ هاجر الى ان
توفاه اللّه، فخرج(ص) من المدينة مغتسلا متدهنا مترجلا
متجردا في ثوبين صحاريين ((23)) : ازار، ورداء، وذلك يوم
السبت لخمس ليال او ست بقين من ذي القعدة، واخرج معه
نساءه كلهن في الهوادج، وسار معه اهل بيته وعامة المهاجرين
والانصار، ومن شاء اللّه من قبائل العرب وافناء ((24))
الناس((25)) .
وعند خروجه (ص) اصاب الناس بالمدينة جدري بضم الجيم
وفتح الدال وبفتحهما او حصبة منعت كثيرا من الناس من
الحج معه(ص)، ومع ذلك كان معه جموع لا يعلمها الا اللّه
تعالى، وقد يقال: خرج معه تسعون الفا، ويقال: مائة الف واربعة
عشر الفا، وقيل: مائة الف وعشرون الفا، وقيل: مائة الف واربعة
وعشرون الفا، ويقال: اكثر من ذلك، وهذه عدة من خرج معه،
واما الذين حجوا معه فاكثر من ذلك، كالمقيمين بمكة، والذين
اتوا من اليمن مع علي اميرالمؤمنين وابي موسى ((26)) .
اصبح (ص) يوم الاحد بيلملم ((27)) ، ثم راح فتعشى بشرف
السيالة، وصلى هناك المغرب والعشاء، ثم صلى الصبح بعرق
الظبية ((28)) ، ثم نزل الروحاء، ثم سار من الروحاء فصلى
العصر بالمنصرف ((29)) ، وصلى المغرب والعشاءبالمتعشى
وتعشى به، وصلى الصبح بالاثاية ((30)) ، واصبح يوم الثلاثاء
((31)) واحتجم بلحي جمل ((32)) وهوعقبة الجحفة
بالعرج
ونزل السقياء ((33)) يوم الاربعاء، واصبح بالابواء ((34)) ،
وصلى هناك، ثم راح من الابواء ونزل يوم الجمعة الجحفة،
ومنها الى قديد ((35)) وسبت فيه، وكان يوم الاحد بعسفان
((36)) ، ثم سار، فلما كان بالغميم ((37))اعترض المشاة،
فصفوا صفوفا، فشكوا اليه المشي، فقال: استعينوا بالنسلان
مشي سريع دون العدو ففعلوا فوجدوالذلك راحة، وكان يوم
الاثنين بمر الظهران، فلم يبرح حتى امسى، وغربت له الشمس
بسرف ((38)) فلم يصل المغرب حتى دخل مكة، ولما انتهى
الى الثنيتين ((39)) بات بينهما، فدخل مكة نهار الثلاثاء
. ((40))
فلما قضى مناسكه، وانصرف راجعا الى المدينة ومعه من كان
من الجموع المذكورات، وصل الى غدير خم من الجحفة التي
تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، وذلك يوم
الخميس ((41)) الثامن عشر من ذي الحجة نزل اليه جبرئيل
الامين عن اللّه بقوله: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من
ربك) الاية. وامره ان يقيم عليا علما للناس، ويبلغهم ما نزل فيه
من الولاية وفرض الطاعة على كل احد، وكان اوائل القوم قريبا
من الجحفة، فامر رسول اللّه ان يرد من تقدم منهم،ويحبس من
تاخر عنهم في ذلك المكان، ونهى عن سمرات ((42)) خمس
متقاربات دوحات عظام ان لا ينزل تحتهن احد، حتى اذا اخذ
القوم منازلهم، فقم ما تحتهن، حتى اذا نودي بالصلاة صلاة
الظهر عمد اليهن، فصلى بالناس تحتهن،وكان يوما هاجرا يضع
الرجل بعض ردائه على راسه، وبعضه تحت قدميه، من شدة
الرمضاء، وظلل لرسول اللّه بثوب على شجرة سمرة من الشمس،
فلما انصرف (ص) من صلاته، قام خطيبا وسط القوم ((43))
على اقتاب الابل ((44)) ،واسمع الجميع، رافعا عقيرته، فقال:
«الحمد للّه ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ باللّه من
شرور انفسنا، ومن سيئات اعمالنا، الذي لا هادي لمن اضل
((45))، ولا مضل لمن هدى، واشهد ان لا اله الا اللّه، وان
محمدا عبده ورسوله.
اما بعد: ايها الناس قد نباني اللطيف الخبير: انه لم يعمر نبي الا
مثل نصف عمر الذي قبله. واني اوشك ان ادعى فاجيب،واني
مسؤول، وانتم مسؤولون، فماذا انتم قائلون؟
قالوا: نشهد انك قد بلغت ونصحت وجهدت، فجزاك اللّه خيرا.
قال: الستم تشهدون ان لا اله الا اللّه، وان محمدا عبده ورسوله،
وان جنته حق وناره حق، وان الموت حق، وان الساعة اتية لا
ريب فيها وان اللّه يبعث من في القبور؟
قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: اللهم اشهد، ثم قال: ايها الناس الا
تسمعون؟ قالوا: نعم.
قال: فاني فرط ((46)) على الحوض، وانتم واردون علي
الحوض، وان عرضه ما بين صنعاء وبصرى ((47)) ، فيه
اقداح عدد النجوم من فضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين
. ((48))
فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول اللّه؟
قال: الثقل الاكبر كتاب اللّه طرف بيد اللّه عز وجل وطرف
بايديكم، فتمسكوا به لا تضلوا، والاخر الاصغر عترتي،
وان اللطيف الخبير نباني انهما لن يتفرقا حتى يردا علي
الحوض، فسالت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا
تقصرواعنهما فتهلكوا.
ثم اخذ بيد علي فرفعها حتى رؤي بياض اباطهما وعرفه القوم
اجمعون، فقال: ايها الناس من اولى الناس بالمؤمنين
من انفسهم؟. قالوا: اللّه ورسوله اعلم.
قال: ان اللّه مولاي، وانا مولى المؤمنين، وانا اولى بهم من
انفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلاث مرات
وفي لفظ احمد امام الحنابلة: اربع مرات ثم قال: اللهم وال
من والاه، وعاد من عاداه، واحب من احبه، وابغض من
ابغضه وانصر من نصره، واخذل من خذله، وادر الحق معه حيث
دار، الا فليبلغ الشاهد الغائب. ثم لم يتفرقوا حتى نزل
امين وحي اللّه بقوله: (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم
نعمتي) الاية. فقال رسول اللّه (ص): اللّه اكبر على اكمال الدين،
واتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي ».
ثم طفق القوم يهنئون امير المؤمنين صلوات اللّه عليه
وممن هناه في مقدم الصحابة الشيخان: ابو بكر وعمر
كل يقول: بخ بخ لك يا ابن ابي طالب اصبحت وامسيت مولاي
ومولى كل مؤمن ومؤمنة. وقال ابن عباس: وجبت واللّه آفي
اعناق القوم.
فقال حسان: ائذن لي يا رسول اللّه ان اقول في علي ابياتا
تسمعهن. فقال: «قل على بركة اللّه».
فقام حسان، فقال: يا معشر مشيخة قريش اتبعها قولي بشهادة
من رسول اللّه في الولاية ماضية، ثم قال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم
بخم فاسمع بالرسول مناديا ((49))
هذا مجمل القول في واقعة الغدير، وسيوافيك تفصيل الفاظها،
وقد اصفقت الامة على هذا، وليست في العالم كله آوعلى
مستوى البسيط ((50)) واقعة اسلامية غديرية غيرها، ولو
اطلق يومه فلا ينصرف الا اليه، وان قيل محله فهوهذا
المحل المعروف على امم ((51)) من الجحفة، ولم يعرف احد
من البحاثة والمنقبين سواه. نعم، شذ عنهم الدكتورملحم
ابراهيم الاسود في تعليقه على ديوان ابي تمام، فانه قال: هي
واقعة حرب معروفة! ولنا حول ذلك بحث ضاف تجده في
ترجمة ابي تمام من الجزء الثاني ان شاء اللّه.
العناية بحديث الغدير
كان للمولى سبحانه مزيد عناية باشهار هذا الحديث، لتتداوله
الالسن وتلوكه اشداق الرواة، حتى يكون حجة قائمة لحامية
دينه الامام المقتدى صلوات اللّه عليه ولذلك انجز الامر
بالتبليغ في حين مزدحم الجماهير عند منصرف نبيه(ص) من
الحج الاكبر، فنهض بالدعوة، وكراديس الناس وزرافاتهم من
مختلف الديار محتفة به، فرد المتقدم، وجعجع بالمتاخر،
واسمع الجميع ((52)) ، وامر بتبليغ الشاهد الغائب،
ليكونواكلهم رواة هذا الحديث، وهم يربون على مائة الف،ولم
يكتف سبحانه بذلك كله حتى انزل في امره الايات الكريمة
تتلى مع مر الجديدين بكرة وعشيا، ليكون المسلمون على ذكر
من هذه القضية في كل حين، وليعرفوا رشدهم، والمرجع الذي
يجب عليهم ان ياخذوا عنه معالم دينهم.
ولم يزل مثل هذه العناية لنبينا الاعظم (ص) حيث استنفر امم
الناس للحج في سنته تلك، فالتحقوا به ثبا ثبا،
وكراديس كراديس، وهو (ص) يعلم انه سوف يبلغهم في منتهى
سفره نبا عظيما، يقام به صرح الدين، ويشاد علاليه، وتسود به
امته الامم، ويدب ملكها بين المشرق والمغرب، لو عقلت
صالحها، وابصرت طريق رشدها ((53)) .
ولكن ولهذه الغاية بعينها لم يبرح ائمة الدين سلام اللّه عليهم
يهتفون بهذه الواقعة، ويحتجون بها لامامة سلفهم الطاهر،
كما لم يفتا امير المؤمنين صلوات اللّه عليه بنفسه يحتج بها
طيلة حياته الكريمة، ويستنشد السامعين لها من الصحابة
الحضور في حجة الوداع في المنتديات ومجتمعات لفائف
الناس، كل ذلك لتبقى غضة طرية بالرغم من تعاورالحقب
والاعوام ، ولذلك امروا شيعتهم بالتعيد في يوم الغدير
والاجتماع وتبادل التهاني والبشائر، اعادة لجدة هاتيك الواقعة
العظيمة، كما ستمر عليك تفاصيل هذه الجمل في هذا الكتاب
ان شاء اللّه تعالى فالى الملتقى.
وللامامية مجتمع باهر يوم الغدير عند المرقد العلوي الاقدس،
يضم اليه رجالات القبائل ووجوه البلاد من الدانين والقاصين،
اشادة بهذا الذكر الكريم، ويروون عن ائمة دينهم الفاظ زيارة
مطنبة، فيها تعداد اعلام الامامة، وحجج الخلافة الدامغة من
كتاب وسنة، وتبسط في رواية حديث الغدير، فترى كل فرد من
افراد تلكم الالاف المؤلفة يلهج بها، رافعا عقيرته، مبتهجا بما
اختصه اللّه من منحة الولاية والهداية الى صراطه المستقيم،
ويرى نفسه راويا لتلك الفضيلة، مثبتا لها، يدين اللّهبمفادها،
ومن لم يتح له الحظوة بالمثول في ذلك المشعر المقدس،
فانه يتلوها في نائية البلاد،ويومي اليه من مستقره. وليوم
الغدير وظائف من صوم وصلاة ودعاء فيها هتاف بذكره، تقوم
بها الشيعة في امصارهاوحواضرها واوساطها والقرى والرساتيق
((54)) ، فهناك تجد ما يعدون بالملايين، او يقدرون بثلث
المسلمين او نصفهم رواة للحديث، مخبتين اليه معتنقين له
دينا ونحلة.
واما كتب الامامية في الحديث والتفسير والتاريخ وعلم الكلام،
فضع يدك على اي منها تجده مفعما باثبات قصة
الغديروالاحتجاج بمؤداها، فمن مسانيد عنعنتها الرواة الى
منبثق انوار النبوة، ومراسيل ارسلها المؤلفون ارسال
المسلم،حذفوا اسانيدها، لتسالم فرق المسلمين عليها.
ولا احسب ان اهل السنة يتاخرون بكثير عن الامامية في اثبات
هذا الحديث، والبخوع لصحته، والركون اليه،والتصحيح له،
والاذعان بتواتره، اللهم الا شذاذا تنكبت عن الطريقة، وحدت
بهم العصبية العمياء الى رمي القول على عواهنه، وهؤلاء لا
يمثلون من جامعة العلماء الا انفسهم، فان المثبتين المحققين
للشان المتولعين في الفن لا تخالجهم اية شبهة في اعتبار
اسانيدهم التي انهوها متعاضدة متظافرة بل متواترة ((55))
الى جماهير من الصحابة والتابعين.واليك اسماء جملة وقفنا
على الطرق المنتهية اليهم على حروف الهجاء:
رواة حديث الغدير من الصحابة
« حرف الالف »
1- ابو هريرة الدوسي : المتوفى (57، 58، 59) وهو ابن ثمان
وسبعين عاما.
يوجد حديثه مسندا في ((56)) تاريخ الخطيب البغدادي
(8/290) بطريقين عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب
عنه بلفظه الاتي، وتهذيب الكمال في اسماء الرجال لابي الحجاج
المزي ، وتهذيب التهذيب(7/337)، ومناقب
الخوارزمي(ص 130)، وعده في كتابه مقتل الامام السبط
الشهيد سلام اللّه عليه ممن روى حديث الغدير من
الصحابة،والجزري في اسنى المطالب (ص 3)، والدر المنثور
للسيوط ي (2/259) عن ابن مردويه، والخطيب وابن عساكر
بطرقهم عنه، وتاريخ الخلفاء (ص 114) نقلا عن ابي يعلى
الموصلي بطريقه عنه، وفرائد السمطين للحموئي باسناده عن
شهرابن حوشب عنه، وكنز العمال للمتقي الهندي (6/154 )
بطريق ابن ابي شيبة عنه وعن اثني عشر من
الصحابة،و(6/403) عن عميرة بن سعد عنه، والاستيعاب لابن
عبدالبر (2/473)، والبداية والنهاية لابن كثير الدمشقي
(5/214)نقلا عن الحافظين ابي يعلى وابن جرير، باسنادهما
عن ادريس وداود، عن ابيهما يزيد عنه، وعن شهر ابن
حوشب عنه، وعن عميرة بن سعد عنه، وحديث الولاية لابن
عقدة ((57)) ، ونخب المناقب لابي بكر الجعابي ((58)) ،
ونزل الابرار ((59)) (ص 20) من طرق ابي يعلى الموصلي
وابن ابي شيبة ((61)) عنه. ((62)) ((60))
2 ابو ليلى الانصاري : يقال: انه قتل بصفين سنة (37).
يوجد لفظه مسندا في مناقب الخوارزمي ((63)) (ص 35)
بالاسناد عن ثوير بن ابي فاختة، عن عبدالرحمن بن ابي
ليلى،عن والده، قال: قال ابي:
دفع النبي (ص) الراية يوم خيبر الى علي بن ابي طالب، ففتح
اللّه تعالى على يده، واوقفه يوم غدير خم فاعلم الناس انه مولى
كل مؤمن ومؤمنة.
وروى عنه حديث الغدير ابن عقدة باسناده في حديث الولاية،
والسيوط ي في تاريخ الخلفاء ((64)) (ص 114)،والسمهودي
في جواهر العقدين . ((66)) ((65))
3 ابو زينب بن عوف الانصاري :
يوجد لفظه في اسد الغابة ((67)) (3/307و 5/205)، والاصابة
(2/408) عن الاصبغ بن نباتة، و(4/80) عن حديث الولاية لابن
عقدة، من طريق علي بن الحسن العبدي، عن سعد الاسكاف،
عن الاصبغ، وذكر حديث مناشدة اميرالمؤمنين (ع) بحديث
الغدير يوم الرحبة، وفي المستنشدين ابو زينب المذكور،
وستقف على لفظ الحديث ان شاء اللّه.((68)) 4 ابو فضالة
الانصاري : من اهل بدر قتل بصفين مع علي (ع).
ممن شهد لعلي (ع) بحديث الغدير يوم الرحبة في رواية اصبغ
بن نباتة المروية في اسد الغابة ((69)) (3/307و 5/205)عن
حديث الولاية، وعده القاضي في تاريخ ال محمد (ص 67) من
خرواة حديث الغدير.
5 ابو قدامة الانصاري ((70)) : احد المستنشدين يوم الرحبة
كما في اسد الغابة ((71)) (5/276) عن ابن عقدة، باسناده عن
محمد بن كثير، عن فطر وابن الجارود، عن ابي الطفيل، عنه
لما شهد لعلي (ع) يوم الرحبة، وفي حديث الولاية لابن عقدة،
وجواهر العقدين للسمهودي ((72)) ، والاصابة في (4/159)
عن ابن عقدة في حديث الولاية، من طريق محمد بن كثير، عن
فطر، عن ابي الطفيل قال:
كنا عند علي (ع) فقال: «انشد اللّه من شهد يوم غدير خم...»
الحديث كما ياتي، وفيه: ممن شهد لعلي (ع) به ابو
قدامة الانصاري. ((73))
6 ابو عمرة بن عمرو بن محصن الانصاري :
روى ابن الاثير في اسد الغابة ((74)) (3/307) حديث
المناشدة وشهادته لعلي(ع) في الكوفة بحديث الغدير، ورواه
ابن عقدة في حديث الولاية.
7 ابو الهيثم بن التيهان : قتل بصفين سنة (37).
يوجد حديثه في حديث الولاية لابن عقدة، ونخب المناقب
للجعابي، وفي مقتل الخوارزمي ((75)) عده ممن روى حديث
الغدير من الصحابة، وفي جواهر العقدين للسمهودي ((76)) ،
عن فطر وابي الجارود، عن ابي الطفيل، عنه شهادته لعلي(ع)
بحديث الغدير يوم المناشدة، وفي تاريخ ال محمد (ص 67)
عده من رواة حديث الغدير.
8 ابو رافع القبط ي ((77)) : مولى رسول اللّه (ص).
روى حديثه ابن عقدة في حديث الولاية، وابو بكر الجعابي في
نخبه، وعده الخوارزمي في مقتله ((78)) ممن روى حديث
الغدير من الصحابة.
9 ابو ذويب خويلد او خالد ابن خالد بن محرث الهذلي :
الشاعر الجاهلي الاسلامي المتوفى في خلافة عثمان.
روى الحديث عنه ابن عقدة في حديث الولاية ، والخطيب
الخوارزمي في الفصل الرابع من مقتل الامام السبط
سلام اللّه عليه. ((80)) ((79))
10 ابو بكر بن ابي قحافة التيمي : المتوفى (13).
روى عنه حديث الغدير ابن عقدة باسناده في حديث الولاية،
وابو بكرالجعابي في النخب، والمنصور الرازي في كتابه في
حديث الغدير ((81)) ، وعده شمس الدين الجزري الشافعي
في اسنى المطالب ((82)) (ص 3) ممن روى
حديث الغديرمن الصحابة.
11 اسامة بن زيد بن حارثة الكلبي : المتوفى (54) وهو ابن
(75) عاما.
يوجد حديثه في حديث الولاية، ونخب المناقب.
12 ابي بن كعب الانصاري ، الخزرجي : سيد القراء المتوفى
(30 ، 32)، وقيل غير ذلك. روى عنه الحديث ابو بكرالجعابي
باسناده في نخب المناقب.
13 اسعد بن زرارة الانصاري ((83)) :
روى ابن عقدة في حديث الولاية، عن محمد بن الفضل بن
ابراهيم الاشعري، عن ابيه، عن المثنى بن القاسم الحضرمي،
عن هلال ابي ايوب الصيرفي، عن ابي كثير الانصاري، عن
عبداللّه بن اسعد بن زرارة، عن ابيه، عن رسول اللّه (ص) حديث
الغدير ((84)) .
وابو بكرالجعابي في النخب، وابوسعيد مسعودالسجستاني في
كتاب الولاية ((85)) ، عن ابي الحسن احمد بن محمدالبزاز
الضبي املاء في صفر سنة (393)، قال:
حدثني ابو العباس احمد بن سعيد الكوفي الحافظ سنة (330)،
واخبرنا ابو الحسين محمد بن محمد بن علي الشروط ي، قال:
اخبرنا ابو الحسين محمد بن عمر بن بهتة، وابو عبداللّه
الحسين بن هارون بن محمد القاضي الضبي((86)) وابو محمد
عبداللّه بن محمد الاكفاني القاضي، قالوا: اخبرنا احمد بن
محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن الفضل بن ابراهيم
الاشعري... الى اخر السند المذكور لابن عقدة.
وعده شمس الدين الجزري في اسنى المطالب ((87)) (ص 4)
ممن روى حديث الغدير من الصحابة.
14 اسماء بنت عميس الخثعمية :
روى عنها ابن عقدة بالاسناد في كتاب الولاية.
15 ام سلمة زوجة النبي الطاهر (ص) :
اخرج ابن عقدة من طريق عمرو بن سعيد بن عمرو بن جعدة
بن هبيرة، عن ابيه، عن جده، عن ام سلمة، قالت:
اخذ رسول اللّه (ص) بيد علي بغدير خم، فرفعها حتى راينا
بياض ابطيه، فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه. ثم قال:ايها
الناس اني مخلف فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي، ولن يتفرقا
حتى يردا علي الحوض ».
ورواه عنها السمهودي الشافعي في جواهر العقدين ، كما في
ينابيع المودة (ص 40)، والشيخ احمد بن الفضل بن
محمدباكثير المكي الشافعي في وسيلة المال من طريق ابن
عقدة باللفظ المذكور ((88)) .
16 ام هاني بنت ابي طالب سلام اللّه عليهما :
قالت: رجع رسول اللّه (ص) من حجته حتى نزل بغدير خم، ثم
قام خطيبا بالهاجرة فقال: «ايها الناس...»الحديث.
اخرجه عنها البزار في مسنده، ورواه عنه السمهودي الشافعي
، كما ذكره القندوزي الحنفي في ينابيع المودة((90)) ((89))
(ص 40)، واخرجه عنها ابن عقدة في كتاب حديث الولاية
باسناده. ((91))
17 ابوحمزة انس بن مالك الانصاري الخزرجي: خادم
النبي(ص) : المتوفى(93).
يروي الحديث عنه الخطيب البغدادي في تاريخه (7/377)،
وابن قتيبة الدينوري في المعارف (ص 291)، وابن عقدة
في حديث الولاية باسناده عن مسلم الملائي عن انس، وابو بكر
الجعابي في نخبه، والخطيب الخوارزمي في
المقتل،والسيوط ي في تاريخ الخلفاء (ص 114) بطريق
الطبراني، والمتقي الهندي في كنز العمال (6/154 و403) عن
عميرة بن سعد عنه، والبدخشي في نزل الابرار(ص 20) من
طريق الطبراني والخطيب، وعد من رواة حديث الغدير في
اسنى المطالب للجزري (ص 4) ((92)) .
« حرف الباء الموحدة »
18 البراء بن عازب الانصاري ، الاوسي : نزيل الكوفة : المتوفى
(72).
يوجد الحديث بلفظه في مسند احمد ((93)) (4/281) رواه
عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عدي بن
ثابت، عن البراء.
وبطريق اخر: عن عدي، عن البراء بلفظ ياتي في حديث التهنئة
ان شاء اللّه. وسنن ابن ماجة ((94)) (1/21 و29) عن ابن جدعان،
عن عدي، عنه قال:
اقبلنا مع رسول اللّه(ص) في حجته التي حج، فنزل في بعض
الطريق، فامر بالصلاة جامعة، فاخذ بيد علي، فقال:«الست اولى
بالمؤمنين من انفسهم؟ قالوا: بلى.
قال: الست اولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فهذا
ولي من انا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ».
وفي ((95)) خصائص النسائي (ص 16) عن ابي اسحاق عنه،
وتاريخ الخطيب البغدادي (14/236)، وتفسير
الطبري(3/428)، وتهذيب الكمال في اسماء الرجال، والكشف
والبيان للثعلبي ياتي بلفظه وسنده، واستيعاب
ابن عبدالبر(2/473)، والرياض النضرة لمحب
الدين الطبري(2/169) من طريق الحافظ ابن السمان،
ومناقب الخطيب الخوارزمي (ص 94) بالاسناد عن عدي عنه،
والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي (ص 25) نقلا عن
الحافظ ابي بكراحمد بن الحسين البيهقي والامام احمد بن
حنبل، وذخائر العقبى للمحب الطبري (ص 67)، وكفاية
الطالب للحافظ الكنجي الشافعي (ص 14) عن عدي بن ثابت
عنه، وتفسير الفخر الرازي (3/636)، وتفسير النيسابوري
(6/194)، ونظم درر السمطين لجمال الدين الزرندي، والجامع
الصغير (2/555) من طريق احمد وابن ماجة، ومشكاة
المصابيح(ص 557) ما روي من طريق احمد عن البراء وزيد بن
ارقم، وشرح ديوان امير المؤمنين (ع) للميبذي بطريق
احمد،وفرائد السمطين بخمس طرق عن عدي بن ثابت عنه،
وكنز العمال (6/152) من طريق احمد عنه، و(ص 397) نقلا
عن سنن الحافظ ابن ابي شيبة باسناده عنه، وفي البداية
والنهاية لابن كثير (5/209) عن عدي عنه نقلا عن ابن
ماجة،والحافظ عبدالرزاق، والحافظ ابي يعلى الموصلي،
والحافظ حسن بن سفيان، والحافظ ابن جرير الطبري،
وفي(7/349) من طريق الحافظ عبدالرزاق، عن معمر، عن ابن
جدعان، عن عدي، عن البراء قال:
خرجنا مع رسول اللّه (ص)، حتى نزلنا غدير خم، بعث مناديا
ينادي، فلمااجتمعنا قال: «الست اولى بكم من انفسكم؟قلنا:
بلى يارسول اللّه. قال: الست اولى بكم من امهاتكم؟ قلنا:
بلى يارسول اللّه. قال: الست اولى بكم من ابائكم؟ قلنا:بلى يا
رسول اللّه. قال: الست؟ الست؟ الست؟ قلنا: بلى يا رسول اللّه.
قال: من كنت مولاه فعلي مولاه ((96)) ، اللهم وال من والاه،
وعاد من عاداه ». فقال عمر ابن الخط اب: هنيئا لك يا ابن ابي
طالب اصبحت اليوم ولي كل مؤمن.
وكذا رواه ابن ماجة من حديث حماد بن سلمة، عن علي بن
زيد وابي هارون العبدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء،وهكذا
رواه موسى بن عثمان الحضرمي، عن ابي اسحاق، عن البراء به.
انتهى.
ورواه الحافظ ابو محمد العاصمي في زين الفتى، عن ابي بكر
الجلاب، عن ابي احمد الهمداني، عن ابي جعفر محمد
بن ابراهيم القهستاني، عن ابي قريش محمد بن جمعة، عن ابي
يحيى المقري، عن ابيه، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد
بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء، بلفظ ياتي في حديث
التهنئة.
ويوجد حديثه في ((97)) نزل الابرار (ص 19) من طريق احمد،
و(ص 21) من طريق ابي نعيم في فضائل الصحابة عن البراء،
وفي الخطط للمقريزي (2/222) بطريق احمد عنه، ومناقب
الثلاثة من طريق احمد والحافظ ابي بكر البيهقي عنه، وفي
روح المعاني (2/350) عنه، وتفسيرالمنار (6/464) من طريق
احمد وابن ماجة عنه، وعده الجزري في اسنى المطالب (ص 3)
من رواة الحديث. ((98))
19 بريدة بن الحصيب ابو سهل الاسلمي : المتوفى (63).
يوجد حديثه في مستدرك الحاكم ((99)) (3/110) عن محمد
بن صالح بن هاني، قال: حدثنا احمد بن نصر.
واخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة، حدثنا احمد بن حازم
الغفاري.
وانبا محمد بن عبداللّه العمري، حدثنا محمد بن اسحاق، حدثنا
محمد بن يحيى واحمد بن يوسف، قالوا: حدثنا ابونعيم، حدثنا
ابن ابي غنية، عن الحكم، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس
عنه.
((100)) حلية الاولياء (4/23) باسناده من طريق ابي غنية
وفي
المذكور، وفي الاستيعاب لابن عبدالبر (2/473) في ترجمة
امير المؤمنين(ع)، وعده في مقتل الخوارزمي، واسنى
المطالب للجزري الشافعي (ص 3) ممن روى حديث الغدير من
الصحابة، وفي تاريخ الخلفاء (ص 114) رواه عنه من طريق
البزار، وفي الجامع الصغير (2/555) من طريق احمد، وفي كنز
العمال (6/397) نقلا عن الحافظ ابن ابي شيبة وابن جرير وابي
نعيم باسنادهم عنه، وفي مفتاح النجاونزل الابرار (ص 20) من
طريق البزار عنه، وفي تفسير المنار (6/464) من طريق احمد
عنه. ((101))
« حرف الثاء المثلثة »
20 ابو سعيد ثابت بن وديعة الانصاري ، الخزرجي ، المدني :
ممن شهد لعلي (ع) بحديث الغدير، كما ياتي في حديث
المناشدة في رواية ابن عقدة في حديث الولاية، وابن الاثيرفي
اسد الغابة ((102)) (3/307 و5/205)، وعد في تاريخ ال محمد
(ص 67) ممن روى حديث الغدير. ((103))
« حرف الجيم الموحدة »
21 جابر بن سمرة بن جنادة، ابو سليمان السوائي : نزيل
الكوفة، والمتوفى بها بعد سنة سبعين، وفي الاصابة ((104))
:انه توفي سنة (74).
روى الحديث بلفظه ابن عقدة في حديث الولاية،والخوارزمي
في الفصل الرابع من مقتله ((105)) عده ممن روى حديث
الغدير من الصحابة، وروى المتقي الهندي في كنز العمال
((106)) (6/398) نقلا عن الحافظ ابن ابي شيبة باسناده عنه،
قال:
كنا بالجحفة غدير خم اذ خرج علينا رسول اللّه(ص) فاخذ
بيد علي، فقال:
«من كنت مولاه فعلي مولاه ».
22 جابر بن عبداللّه الانصاري : المتوفى بالمدينة (73، 74،
78) وهو ابن (94) عاما.
روى الحافظ الكبير ابن عقدة في حديث الولاية باسناده عنه،
قال:
كنا مع النبي(ص) في حجة الوداع، فلما رجع الى الجحفة نزل،
ثم خطب الناس، فقال: «ايها الناس اني مسؤول،
وانتم مسؤولون، فما انتم قائلون؟ قالوا: نشهد انك بلغت
ونصحت واديت.
قال: اني لكم فرط، وانتم واردون علي الحوض، واني مخلف
فيكم الثقلين ان تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب اللّهوعترتي اهل
بيتي، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
ثم قال: الستم تعلمون اني اولى بكم من انفسكم؟ قالوا: بلى.
فقال اخذا بيد علي: من كنت مولاه فعلي مولاه. ثم قال:اللهم
وال من والاه، وعاد من عاداه ».
ورواه عنه ((107)) ابو بكر الجعابي في نخبه، وابن عبدالبر في
الاستيعاب (2/473)، ويوجد حديثه في اسماء الرجال لابي
الحجاج، وتهذيب التهذيب (7/337)، وكفاية الطالب (ص 16)
بطريق عال عن مشايخه الحفاظ: الشريف ابي تمام علي بن ابي
الفخار الهاشمي، وابي طالب عبداللطيف بن محمد بن
القبيط ي، وابراهيم بن عثمان الكاشغري بطرقهم، عن عبداللّه
بن محمد بن عقيل قال:
كنت عند جابر بن عبداللّه في بيته وعلي بن الحسين ومحمد
بن الحنفية وابو جعفر، فدخل رجل من اهل العراق، فقال:باللّه
الا ما حدثتني مارايت وما سمعت من رسول اللّه... الى اخر ما
ياتي في حديث مناشدة رجل عراقي جابر بن عبداللّه.
ورواه الحافظ الحموئي في فرائد السمطين في السمط الاول
في الباب التاسع ((108)) من طريق الحافظ ابن البط ي،
وابن كثير في البداية والنهاية ((109)) (5/209) بالاسناد
عن عبداللّه بن محمد بن عقيل عنه، ثم قال:
قال شيخنا الذهبي: هذا حديث حسن ، وقد رواه ابن لهيعة عن
بكر بن سوادة وغيره، عن ابي سلمة بن عبدالرحمن، عن جابر
بنحوه.
والمتقي في كنز العمال (6/398) نقلا عن البزار باسناده عنه،
والسمهودي في جواهر العقدين، كما نقله عنه
القندوزي الحنفي في ينابيعه (ص 41) باللفظ المذكور عن ابن
عقدة، والوصابي الشافعي في الاكتفاء نقلا عن الحافظ ابن ابي
شيبة في سننه باسناده عنه ((110)) .
واخرج الحافظ ابن المغازلي ((111)) ، كما في العمدة لابن
البطريق ((112)) (ص 53) باسناده عن بكر بن سوادة،
عن قبيصة بن ذؤيب وابي سلمة بن عبدالرحمن، عن جابر بن
عبداللّه:
ان رسول اللّه (ص) نزل بخم، فتنحى الناس عنه [ونزل معه
علي بن ابي طالب(ع) فشق على النبي تاخر الناس عنه((113))
] وامر عليا فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فيهم وهو متوسد يد
علي بن ابي طالب، فحمد اللّه، واثنى عليه.
ثم قال: «ايها الناس اني قد كرهت تخلفكم عني، حتى خيل لي
انه ليس شجرة ابغض اليكم من شجرة تليني.
ثم قال: لكن علي بن ابي طالب انزله اللّه مني بمنزلتي منه،
فرضي اللّه عنه كما انا راض عنه، فانه لا يختار على
قربي ومحبتي شيئا. ثم رفع يديه، فقال: من كنت مولاه فعلي
مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ».
قال: فابتدر الناس الى رسول اللّه(ص) يبكون ويتضرعون
ويقولون: يا رسول اللّه ما تنحينا عنك الا كراهية ان نثقل عليك،
فنعوذ باللّه من [شرور انفسنا و((114)) ] سخط رسوله، فرضي
رسول اللّه(ص) عنهم عند ذلك.
ورواه الثعلبي في تفسيره ((115)) ، كما في ضياء العالمين.
وعده الخوارزمي في مقتله ((116)) ، والجزري في
اسنى المطالب ((117)) (ص 3)، والقاضي في تاريخ ال محمد
(ص 67) من رواة حديث الغدير. ((118))
23 جبلة بن عمرو الانصاري :
رواه عنه ابن عقدة باسناده في حديث الولاية.
24 جبير بن مطعم بن عدي القرشي ، النوفلي : المتوفى(57،
58، 59).
عده القاضي بهلول بهجت في تاريخ ال محمد (ص 68) ممن
روى حديث الغدير، وروى الهمداني في مودة القربى((119))
عنه شطرا من الحديث، وذكره الحنفي في الينابيع ((120))
(ص 31 و336). ((121))
25 جرير بن عبداللّه بن جابر البجلي : المتوفى (51، 54).
توجد روايته الحديث في مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي
(9/106) نقلا عن المعجم الكبير ((122)) للطبراني
باسناده عنه، قال:
شهدنا الموسم في حجة الوداع، فبلغنا مكانا يقال له: غدير خم،
فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمع المهاجرون والانصار،فقام
رسول اللّه(ص) وسطنا، قال:
«يا ايها الناس بم تشهدون؟ قالوا: نشهد ان لا اله الا اللّه. قال: ثم
مه؟ قالوا:وان محمدا عبده ورسوله. قال: فمن وليكم؟قالوا: اللّه
ورسوله مولانا.