6 خطبة امير المؤمنين بعد التحكيم

  الغدير
6 خطبة امير المؤمنين بعد التحكيم

لما خرجت الخوارج وهرب ابو موسى الى مكة، ورد علي(ع) ابن عباس الى البصرة، قام في الكوفة خطيبا، فقال: ((الحمد للّه، وان اتى الدهر بالخطب الفادح، والحدث الجليل، واشهد ان لا اله الا اللّه وحده لا شريك له، ليس معه‏اله‏غيره، وان محمدا عبده ورسوله(ص). اما بعد: فان معصية الناصح الشفيق، العالم المجرب، تورث الحسرة، وتعقب الندامة، وقد كنت امرتكم في هذه الحكومة‏امري، ونحلت لكم مخزون رايي، لو كان يطاع لقصير امر ((2-584))، فابيتم علي اباء المخالفين الجفاة، والمنابذين العصاة، حتى‏ارتاب الناصح بنصحه، وضن الزند بقدحه، فكنت انا واياكم كما قال اخو هارون ((2-585)):

امرتكم امري بمنعرج اللوى / فلم تستبينوا النصح الا ضحى الغد

الا ان هذين الرجلين عمرو بن العاص وابا موسى الاشعري اللذين اخترتموهما حكمين، قد نبذا حكم القرآن وراءظهورهما، واحييا ما امات القرآن، واماتا ما احيا القرآن، واتبع كل واحد منهما هواه بغير هدى من اللّه، فحكما بغير حجة‏بينة، ولا سنة ماضية، واختلفا في حكمهما، وكلاهما لم يرشد ((2-586))، فبرئ اللّه منهما ورسوله وصالح المؤمنين، واستعدواوتاهبوا للمسير الى الشام)).

الامامة والسياسة ((2-587))(1/119)، تاريخ الطبري ((2-588))(6/45)، مروج الذهب ((2-589))(2/35)، نهج ‏البلاغة ((2-590))(1/44)، كامل ابن الاثير ((2-591))(3/146).

ذكر ابن كثير في تاريخه ((2-592))(7/286) هذه الخطبة، ولما لم يعجبه ذكر اهل العبث والفساد بما هم عليه، او لم يره‏صادرامن اهله في محله، او لم يرض ان تطلع الامة الاسلامية على حقيقة عمرو بن العاص وصويحبه بتر الخطبة، وذكرهاالى آخر البيت، فقال: ثم تكلم فيما فعله الحكمان فرد عليهما ما حكما به وانبهما، وقال ما فيه حط عليهما. انتهى.

وهناك لامير المؤمنين(ع) في خطبه كلمات كثيرة حول الرجل، مثل قوله: ((قد سار الى مصر ابن النابغة عدو اللّه، وولي من‏عادى اللّه)). وقوله: ((ان مصر افتتحها الفجرة اولو الجور والظلم الذين صدوا عن سبيل اللّه، وبغوا الاسلام ‏عوجا )) ((2-593)). نضرب عنها صفحا روما للاختصار.