ما اساء من اعقب

  الغدير

ما اساء من اعقب

انا لا الوم المؤلف جدع اللّه مسامعه وان جاء باذني عناق ((3-57))، اذ هو من قوم حناق على الاسلام، وهو مع ذلك‏جرف‏منهال وسحاب منجال ((3-58))، ينم كتابه عن عجره وبجره. وانما العتب كل العتب على المترجم الجاني على الاسلام‏والشرق والعرب وهو يحسب نفسه منها، نعم جدب السوء يلجئ الى نجعة سوء ((3-59))، والجنس الى الجنس يميل.

كل ما في الكتاب من تلكم الاقوال المختلقة، والنسب المفتعلة ان هي الا كلم الطائش، تخالف التاريخ الصحيح، وتضاد مااصفقت عليه الامة الاسلامية، وما اخبر به نبيها الاقدس.

هل تناسب تقولاته في فاطمة مع قول ابيها(ص): «فاطمة حوراء انسية، كلما اشتقت الى الجنة قبلتها» ((3-60))؟

او قوله (ص): «ابنتي فاطمة حوراء آدمية‏» ((3-61))؟

او قوله (ص): «فاطمة هي الزهرة‏» ((3-62))؟

او قول ام انس بن مالك: كانت فاطمة كالقمر ليلة البدر او الشمس كفر غماما اذا خرج من السحاب بيضاء مشربة‏حمرة، لها شعر اسود، من اشد الناس برسول اللّه (ص) شبها، واللّه كما قال الشاعر:

بيضاء تسحب من قيام شعرها / وتغيب فيه وهو جثل اسحم ((3-63))

فكانها فيه نهار مشرق / وكانه ليل عليها مظلم ((3-64))

ولقبها الزهراء المتسالم عليه يكشف عن جلية الحال.

وهل يساعد تلك التحكمات في ذكاء فاطمة وخلقها قول ام المؤمنين خديجة‏غ: كانت فاطمة تحدث في بطن امها، ولماولدت وقعت حين وقعت على الارض ساجدة، رافعة اصبعها ((3-65))؟

او يلائمها قول عائشة: مارايت احدا اشبه سمتا، ودلا ، وهديا، وحديثا، برسول اللّه في قيامه وقعوده من فاطمة، وكانت اذادخلت على رسول اللّه قام اليها فقبلها ورحب بها، واخذ بيدها واجلسها في مجلسه ((3-66))؟

وفي لفظ البيهقي في السنن(7/101): مارايت احدا اشبه كلاما وحديثا من فاطمة برسول اللّه (ص). الحديث.

وهل توافق مخاريقه في الامام علي صلوات اللّه عليه وعدم بهاء وجهه، وعد فاطمة له دميما وكونه عابسا، مع ما جاءفي جماله البهي: انه كان حسن الوجه كانه قمر ليلة البدر، وكان عنقه ابريق فضة ((3-67))، ضحوك السن ((3-68)) فان تبسم فعن مثل‏اللؤلؤ المنظوم ((3-(69))؟!

واين هي من قول ابي الاسود الدؤلي من ابيات له:

اذا استقبلت وجه ابي‏ تراب / رايت البدر حار الناظرينا ((3-70))

نعم:

حسدوا الفتى اذ لم ينالوا فضله / فالناس اعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها / حسدا وبغضا انه لدميم

اويخبرك ضميرك الحر في علي ما سلقه الرجل به من التواني والتردد؟ وعلي ذلك المتقحم في الاهوال، والضارب في‏الاوساط والاعراض في المغازي والحروب، وهو الذي كشف الكرب عن وجه رسول اللّه في كل نازلة وكارثة منذ صدع‏بالدين الحنيف الى ان بات على فراشه وفداه بنفسه الى ان سكن مقره الاخير.

اليس علي هو ذلك المجاهد الوحيد الذي نزل فيه قوله تعالى: (اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن باللّه واليوم الاخر وجاهد في سبيل اللّه) ((3-71))، وقوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللّه) ((3-72)) ((3-73))؟

فمتى خلا علي عن مقارعة الرجال والذب عن قدس صاحب الرسالة حتى يصح ان يعزى اليه توان او تردد في امر من‏الامور؟ غير ان القول الباطل لاحد له ولا امد.

وهل يتصور في امير المؤمنين تلك العشرة السيئة مع حليلته الطاهرة؟ والنبي يقول له: «اشبهت خلقي وخلقي وانت من‏شجرتي التي انا منها» ((3-74)).

وكيف يراه النبي(ص) افضل امته، واعظمهم حلما، واحسنهم خلقا، ويقول: «علي خير امتي، اعلمهم علما، وافضلهم‏ حلما» ((3-75)) ؟

ويقول لفاطمة: «اني زوجتك اقدم امتي سلما، واكثرهم علما، واعظمهم حلما» ((3-76)).

ويقول لها: «زوجتك اقدمهم سلما، واحسنهم خلقا» ((3-77)).

يقول هذه كلها وعشرته تلك كانت بمراى منه ومسمع، افك الدجالون، كان علي(ع) كما اخبر به النبي الصادق الامين.

وهل يقبل شعورك ما قذف به الرجل فض اللّه فاه عليا من لكم فاطمة بضعة المصطفى؟ وعلي هو ذاك المقتص اثرالرسول، ومل‏ء مسامعه قوله (ص) لفاطمة: «ان اللّه يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك‏» ((3-78)).

وقوله (ص) وهو آخذ بيدها: «من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي بضعة مني، هي قلبي وروحي التي بين‏جنبي، فمن آذاها فقد آذاني‏» ((3-79)).

وقوله (ص) : «فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها» ((3-80)). وقوله (ص): «فاطمة بضعة مني، فمن اغضبها فقد اغضبني‏» ((3-81)).

وقوله (ص): «فاطمة بضعه مني، يقبضني مايقبضها، ويبسطني ما يبسطها» ((3-82)).

وهل يقصر امتداح النبي عليا بقدم اسلامه، حتى يتفلسف في سره ويكون ذلك ارضاء لابنته؟ على ان امتداحه بذلك لوكان لتلك المزعمة لكان يقتصر (ص) على قوله لفاطمة في ذلك، وكان يتاتى الغرض به، فلماذا كان ياخذ (ص) بيد علي في‏ الملا الصحابي تارة ويقول: «ان هذا اول من آمن بي، وهذا اول من يصافحني يوم القيامة‏»؟ ولماذا كان يخاطب اصحابه اخرى بقوله: «اولكم واردا علي الحوض، اولكم اسلاما: علي بن ابي طالب‏»؟

وكيف خفي هذا السر المختلق على الصحابة الحضور والتابعين لهم باحسان، فطفقوا يمدحونه(ع) بهذه الاثارة، كمايروى‏عن سلمان الفارسي، انس بن مالك، زيد ابن ارقم، عبداللّه بن عباس، عبداللّه بن حجل، هاشم بن عتبة، مالك‏الاشتر، عبداللّه بن هاشم، محمد بن ابي بكر، عمرو بن الحمق، ابي عمرة عدي بن حاتم، ابي رافع، بريدة، جندب بن‏زهير، وام‏الخير بنت الحريش ((3-83))؟

وهل القول بقلة التفات النبي الى علي يساعده القرآن الناطق بانه نفس النبي الطاهر؟ او جعل مودته اجر رسالته؟

او قوله (ص) في حديث الطير المشوي، الصحيح المروي في الصحاح والمسانيد: «اللهم ائتني باحب خلقك اليك لياكل‏معي‏»؟ او قوله (ص) لعائشة: «ان عليا احب الرجال الي، واكرمهم علي، فاعرفي‏له حقه واكرمي مثواه‏» ((3-84))؟

او قوله (ص): «احب الناس الي من الرجال علي‏» ((3-85))؟

او قوله (ص): «علي خير من اتركه بعدي‏» ((3-86))؟

او قوله (ص): «خير رجالكم علي بن ابي طالب، وخير نسائكم فاطمة بنت محمد» ((3-87))؟

او قوله (ص): «علي خير البشر فمن ابى فقد كفر» ((3-88))؟

او قوله (ص): «من لم يقل علي خير الناس فقد كفر» ((3-89))؟

او قوله (ص) في حديث الراية المتفق عليه: «لاعطين الراية غدا رجلا يحبه اللّه ورسوله، ويحب اللّه ورسوله‏»؟

او قوله (ص): «علي مني بمنزلة الراس (راسي) من بدني (او جسدي)» ((3-90))؟

او قوله (ص): «علي مني بمنزلتي من ربي‏» ((3-91))؟

او قوله (ص): «علي احبهم الي، واحبهم الى اللّه» ((3-92))؟

او قوله (ص): «انا منك وانت مني. او: انت مني وانا منك‏» ((3-93))؟

او قوله (ص): «علي مني وانا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي‏» ((3-94))؟

او قوله (ص) في حديث البعث بسورة البراءة المجمع على صحته: « لا يذهب بها الا رجل مني وانا منه‏» ((3-95))؟

او قوله(ص): «لحمك لحمي، ودمك دمي، والحق معك‏» ((3-96))؟

او قوله (ص): «مامن نبي الا وله نظير في امته، وعلي نظيري‏» ((3-97))؟

او ما صححه الحاكم واخرجه الطبراني عن ام سلمة، قالت: كان رسول اللّه اذا اغضب، لم يجترئ احد ان يكلمه غيرعلي ((3-98))؟

او قول عائشة: واللّه ما رايت احدا احب الى رسول اللّه من علي، ولا في الارض امراة كانت احب اليه من امراته ((3-99))؟

او قول بريدة وابي: احب الناس الى رسول اللّه (ص) من النساء فاطمة، ومن الرجال علي ((3-100))؟

او حديث جميع بن عمير، قال: دخلت مع عمتي على عائشة، فسالت: اي الناس احب الى رسول اللّه؟ قالت: فاطمة.فقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها، ان كان ما علمت صواما قواما ((3-101))؟

وكيف كان رسول اللّه (ص) يقدم الغير على علي في الالتفات اليه؟ وهو اول رجل اختاره اللّه بعده من اهل الارض لمااطلع عليهم، كما اخبر به (ص) لفاطمة بقوله: «ان اللّه اطلع على اهل الارض فاختار منهم اباك فبعثه نبيا، ثم اطلع الثانية‏فاختار بعلك، فاوحى الي، فانكحته واتخذته وصيا» ((3-102)).

وبقوله (ص) «ان اللّه اختار من اهل الارض رجلين: احدهما ابوك والاخر زوجك‏» ((3-103)).

واني لا يسعني المجال لتحليل كلمة الرجل: وكان صهرا النبي الامويان … الخ. وحسبك في مداراة عثمان الكريم حديث‏انس عن رسول اللّه لما شهد دفن رقية ابنته العزيزة وقعد على قبرها، ودمعت عيناه فقال: «ايكم لم يقارف الليلة اهله؟»فقال ابو طلحة : انا. فامره ان ينزل في قبرها.

قال ابن بطال: اراد النبي (ص) ان يحرم عثمان النزول في قبرها، وقد كان احق الناس بذلك لانه كان بعلها، وفقد منهاعلقالا عوض منه، لانه حين قال (ع): «ايكم لم يقارف الليلة اهله؟» سكت عثمان ولم يقل: انا، لانه قد قارف ليلة ماتت‏بعض نسائه! ولم يشغله الهم بالمصيبة وانقطاع صهره من النبي (ص) عن المقارفة، فحرم بذلك ما كان حقا له، وكان‏اولى‏به من ابي طلحة وغيره. وهذا بين في معنى الحديث، ولعل النبي (ص) قد كان علم ذلك بالوحي، فلم يقل له شيئا لانه‏فعل فعلا حلالا، غير ان المصيبة لم تبلغ منه مبلغا يشغله حتى حرم ما حرم من ذلك بتعريض غير صريح. الروض‏الانف ((3-104)) (2/107).

وما عساني ان اقول في ابي العاص الذي كان على شركه الى عام الحديبية، واسر مع المشركين مرتين، وفرق الاسلام بينه‏وبين زوجته زينب بنت النبي (ص) ست سنين، وهاجرت مسلمة وتركته لشركه، ولم ترد قط بعد اسلامه كلمة تعرب‏عن صلته مع النبي ومداراته له، فضلا عن مقايسته بعلي ابي ذريته وسيد عترته.

وقد اتهم الرجل نبي الاسلام بعدم العمل على سعادة ابنته الطاهرة المطهرة بنص الكتاب العزيز، ويقذف عليا بالتالم من‏ذلك، وكان (ص) اذا اصبح اتى باب علي وفاطمة وهو يقول: «يرحمكم اللّه انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اهل‏البيت ويطهركم تطهيرا». وكان لم يزل يقول: «فاطمة احب الناس الي‏».

ويقول: «احب الناس الي من النساء فاطمة‏».

ويقول: «احب اهلي الي فاطمة‏».

وكان عمر يقول لفاطمة: واللّه ما رايت احدا احب الى رسول اللّه منك ((3-105)).

وما اقبح الرجل في تقوله على النبي (ص) بعده لعلي غير قوام بجليل الاعمال. وقد وازره وناصره وعاضده بتمام معنى‏الكلمة، بكل حول وطول من بدء دعوته الى آخر نفس لفظه، فصار بذلك له نفسا، واخا، ووزيرا، ووصيا، وخليفة،ووارثا، ووليا بعده، وكان قائده الوحيد في حروبه ومغازيه، وهو ذلك الملقب بقائد الغر المحجلين، وحيا من اللّه العزيزفي‏ليلة اسرى بنبيه من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ((3-106)).

واسوا من ذلك كله عد الرجل ازواج النبي عدوات علي وفاطمة، وقد ذكر تنازع عائشة معهما وام سلمة، وبسط القول في‏ذلك بنقل حادثة موضوعة، وشكل هناك حزبين منهن، دمقراط‏ي‏و رستودمقراط‏ي، وتقول بما يمس ناموس النبي وكرامة‏ازواجه امهات المؤمنين ويمثل آل اللّه بكل جلافة وصلافة.

ليت شعري كيف يروق المترجم عد عائشة عدوة لفاطمة وهي تقول: مارايت احدا قط افضل من فاطمة غير ابيها.اخرجه الطبراني في الاوسط ((3-107)) بسند صحيح على شرط الشيخين، كما في شرح المواهب (3/202)، والشرف‏المؤبد ((3-108))(ص‏58).

وهي كانت تقبل راس فاطمة وتقول: ياليتني شعرة في راسك. نزهة المجالس (2/227).

وكيف يرتضي قومه نشر هذه القارصة والقرآن اوجب على الامة مودة العترة النبوية ((3-109))، ومن المتسالم عليه بين المسلمين‏ان آية الايمان والنفاق في شرعة النبي المحبوب: حب علي وبغضه كما ياتي حديثه. وقد اتفقت الامة على ما مر في‏حديث الغدير من قول رسول اللّه (ص) في علي: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه‏».وصح عن النبي(ص) قوله: «من احب عليا فقد احبني، ومن ابغض عليا فقد ابغضني، ومن آذى عليا فقد آذاني ومن‏آذاني فقد آذى اللّه» ((3-110)). واخبر (ص) عن جبرئيل انه اخبره بان : «السعيد كل السعيد من احب عليا في حياتي وبعد مماتي، الا وان الشقي‏ كل ‏الشقي من ابغض عليا في حياتي وبعد مماتي‏» ((3-111)).

وكيف خفي على هذا الرجل ان عزو عداء سيد العترة وسيدتها الى زوجات النبي قذف مقذع، وسب شائن، ان عرض‏على محكمة العدل الاسلامي واخذ بقوله (ص) في عترته: «لا يحبهم الا سعيد الجد طيب المولد، ولا يبغضهم الا شقي الجدردي‏ء الولادة‏» ((3-112))؟ او بما ورد من طريق الثقات من: «ان عليا لا يبغضه احد قط الا وقد شارك ابليس اباه في رحم امه‏» ((3-113))؟

او بما اخرجه الحافظ الجزري عن عبادة بن الصامت قال: كنا نبور ((3-114)) اولادنا بحب علي بن ابي طالب (رضى‏ا… عنه)،فاذا راينا احدهم لا يحب علي بن ابي طالب علمنا انه ليس منا وانه لغير رشدة ((3-115)) ؟ ثم قال الحافظ: وهذا مشهور من‏قديم والى اليوم انه مايبغض عليا (رضى‏ا… عنه) الا ولد زنا. اسنى المطالب ((3-116)) (ص‏8).

هذه نبذ من مخاريق كتاب حياة محمد وكم لها من نظير حول القرآن وتحريفه، وهناك قذف الشيعة بما هي بريئة منه،والعجب ان عادل زعيتر يحسب نفسه معذورا في بث هذه الاباطيل المضلة في المجتمع بقوله في مقدمة الكتاب: وقد كنت‏اود ان اعلق عليها بعض حواش لو لم ار ان ذلك يخرجني عن دائرة الترجمة.

امن العدل سقاية روح الملا الديني بهذه السموم القتالة والاعتذار بمثل هذا التافه؟ اهكذا خلق الانسان ظلوما جهولا؟

(ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة) ((3-117))