العينية من الهاشميات

  الغدير
العينية من الهاشميات

قال شيخنا المفيد في رسالته في معنى المولى ((2-814)): الكميت ممن استشهد بشعره في كتاب اللّه، واجمع اهل العلم على‏فصاحته ومعرفته باللغة، ورئاسته في النظم، وجلالته في العرب، حيث يقول:

ويوم الدوح دوح غدير خم / ابان له الولاية لو اطيعا

اوجب له الامامة بخبر الغدير، ووصفه بالرئاسة من جهة المولى، وليس يجوز على الكميت مع جلالته في اللغة والعربية‏وضع عبارة على معنى لم توضع عليه قط في اللغة، ولا استعملها قبله احد من اهل العربية، ولا عرفها بشي‏ء كما وصف‏احد منهم، لانه لو جاز عليه جاز على غيره ممن هو مثله وفوقه ودونه، حتى تفسد اللغة باسرها، ولا يكون لنا طريق‏الى‏معرفة لغة العرب على الحقيقة، وينغلق الباب في ذلك. انتهى.

وروى الكراجكي في كنز الفوائد ((2-815))(ص‏154) باسناده عن هناد ((2-816)) بن السري قال: رايت امير المؤمنين علي بن‏ابي طالب في المنام، فقال لي: ياهناد. قلت: لبيك يا امير المؤمنين، قال: انشدني قول الكميت:

ويوم الدوح دوح غدير خم / ابان له الولاية لو اطيعا

قال: فانشدته، فقال لي: خذ اليك ياهناد، فقلت: هات ياسيدي. فقال(ع):

ولم ‏ار مثل ذاك‏ اليوم يوما / ولم ار مثله حقا اضيعا

وقال الشيخ ابو الفتوح في تفسيره ((2-817))(2/193): روي عن الكميت، قال: رايت امير المؤمنين(ع) في المنام فقال: انشدني قصيدتك العينية، فانشدته حتى انتهيت الى قولي فيها:

ويوم الدوح دوح غدير خم / ابان له الولاية لو اطيعا

فقال صلوات اللّه عليه : صدقت. ثم انشد(ع):

ولم ار مثل ذاك اليوم يوما / ولم ار مثله حقا اضيعا

ورواه السيد في الدرجات الرفيعة ((2-818))، والعقيلي نقلا عن منهاج الفاضلين للحموي، ومرآة الزمان لابن الجوزي، ورواه‏سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرته ((2-819)) (ص‏20) عن شيخه عمرو بن صافي الموصلي، عن بعض.

وقال المرزباني في معجم الشعراء ((2-820)) (ص‏348): مذهب الكميت في التشيع ومدح اهل البيت(ع) في ايام بني امية‏مشهور، ومن قوله فيهم:

فقل لبني امية حيث حلوا / وان‏خفت‏المهند والقطيعا

اجاع اللّه من اشبعتموه / واشبع من بجوركم اجيعا

ويروى: ان ابا جعفر محمد بن علي، الامام الطاهر(رض) لما انشده الكميت هذه القصيدة دعا له. انتهى.

وفي الصراط المستقيم للبياضي العاملي ((2-821)): انه روى ابن الكميت: انه راى النبي(ص) في النوم فقال: انشدني قصيدة ابيك‏العينية، فلما وصل الى قوله:

ويوم ‏الدوح دوح غديرخم / ابان له الولاية لو اطيعا

بكى بكاء شديدا، وقال: صدق ابوك رحمه اللّه، اي واللّه لم ار مثله حقا اضيعا.