الهاشميات

  الغدير
الهاشميات

ذكرها له المسعودي في مروج الذهب ((2-822)) (2/194)، وقال ابو الفرج ((2-823)) والسيد العباسي ((2-824)): قصائد الكميت‏الهاشميات من جيد شعره ومختاره. وقال الامدي ((2-825))وابن عمر البغدادي ((2-826)): للكميت بن زيد في اهل البيت‏الاشعار المشهورة، وهي اجود شعره. وقال السندوبي ((2-827)): كان الكميت من خيرة شعراء الدولة الاموية، وكان‏عالمابلغات العرب وايامهم، ومن خير شعره وافضله الهاشميات، وهي القصائد التي ذكر فيها آل بيت الرسول بالخير.

روى ابو الفرج في الاغاني ((2-828)) (15/124) باسناده عن محمد بن علي النوفلي، قال: سمعت ابي يقول: لما قال الكميت بن‏زيد الشعر، كان اول ماقال الهاشميات فسترها، ثم اتى الفرزدق بن غالب، فقال له: يا ابا فراس انك شيخ مضر وشاعرها،وانا ابن اخيك الكميت بن زيد الاسدي: فقال له: صدقت انت ابن اخي، فما حاجتك؟ قال: نفث على لساني فقلت شعرا ،فاحببت ان اعرضه عليك، فان كان حسنا امرتني باذاعته، وان كان قبيحا امرتني بستره، وكنت اولى من ستره علي. فقال له الفرزدق: اما عقلك فحسن ، واني لارجو ان يكون شعرك على قدر عقلك، فانشدني ماقلت، فانشده:

طربت وماشوقا الى البيض اطرب

قال: فقال لي: فيم تطرب ياابن اخي؟ فقال:

ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب

فقال: بلى يا ابن اخي فالعب فانك في اوان اللعب. فقال:

ولم يلهني ‏دار ولا رسم منزل / ولم يتطربني بنان مخضب

فقال: مايطربك ياابن اخي؟ فقال:

ولا السانحات البارحات عشية / امر سليم القرن ام مر اعضب

فقال: اجل لا تتطير. فقال:

ولكن الى اهل الفضائل والتقى / وخير بني حواء والخير يطلب

فقال: ومن هؤلاء ويحك؟ قال:

الى النفر البيض الذين بحبهم / الى اللّه فيما نابني اتقرب

قال: ارحني ويحك من هؤلاء؟ قال:

بني هاشم رهط النبي فانني / بهم ولهم ارضى مرارا واغضب

خفضت لهم‏مني جناحي مودة / الى كنف عطفاه اهل ومرحب

وكنت لهم من هؤلاء وهؤلا / محبا على اني اذم واغضب

وارمى وارمي بالعداوة اهلها / واني لاوذى فيهم واونب

فقال له الفرزدق: ياابن اخي، اذع ثم اذع، فانت واللّه اشعر من مضى واشعر من بقي. ورواه المسعودي في مروجه ((2-829)) (2/194) والعباسي في المعاهد (2/26) ((2-830)).

روى الكشي في رجاله ((2-831)) (ص‏134) باسناده عن ابي المسيح عبداللّه بن مروان الجواني قال: كان عندنا رجل من‏عباد اللّه الصالحين، وكان راوية شعر الكميت يعني الهاشميات وكان يسمع ذلك منه، وكان عالما بها، فتركه‏خمساوعشرين سنة لا يستحل روايته وانشاده، ثم عاد فيه، فقيل له: الم تكن زهدت فيها وتركتها؟! فقال: نعم، ولكني‏رايت رؤيا دعتني الى العود لها. فقيل له: وما رايت؟. قال: رايت كان القيامة قد قامت، وكانما انا في المحشر، فدفعت الي‏مجلة. قال ابو محمد: فقلت لابي المسيح: وما المجلة؟ قال: الصحيفة. قال: نشرتها فاذا فيها: بسم اللّه الرحمن الرحيم. اسماء من‏يدخل الجنة من محبي علي بن ابي طالب. قال: فنظرت في السطر الاول فاذا اسماء قوم لم اعرفهم، ونظرت في السطر الثاني‏فاذا هو كذلك، ونظرت في السطر الثالث والرابع فاذا فيها: والكميت بن زيد الاسدي. قال: فذلك دعاني الى العود فيه.

قال البغدادي في خزانة الادب ((2-832)) (1/87): بلغ خالد القسري خبر هذه القصيدة

يعني قصيدة الكميت المسماة‏ بالمذهبة التي اولها: الا حييت عنا يامدينا…

فقال: واللّه لاقتلنه، ثم اشترى ثلاثين جارية في نهاية الحسن، فرواهن‏القصائد الهاشميات للكميت، ودسهن مع نخاس الى هشام بن عبد الملك فاشتراهن، فانشدنه يوما القصائد المذكورة،فكتب الى خالد. وكان يومئذ عامله بالعراق: ان ابعث الي براس الكميت. فاخذه خالد وحبسه، فوجه الكميت الى امراته‏ولبس ثيابها وتركها في موضعه وهرب من الحبس، فلما علم خالد، اراد ان ينكل بالمراة، فاجتمعت بنو اسد اليه وقالوا:ماسبيلك على امراة لنا خدعت؟ فخافهم وخلى سبيلها ((2-833)).

قال الثعالبي في ثمار القلوب ((2-834)) (ص‏171): عهدي بالخوارزمي يقول: من روى حوليات زهير، واعتذارات النابغة،واهاجي الحطيئة، وهاشميات الكميت، ونقائض جرير والفرزدق، وخمريات ابي نواس، وزهديات ابي العتاهية، ومراثي‏ابي تمام، ومدائح البحتري، وتشبيهات ابن المعتز، وروضيات الصنوبري، ولطائف كشاجم، وقلائد المتنبي، ولم يتخرج في‏الشعر فلا اشب اللّه تعالى قرنه.

خمس الهاشميات غير واحد من الشعراء منهم: الشيخ ملا عباس الزيوري البغدادي، والعلا مة الشيخ محمد السماوي،والسيد محمد صادق آل صدر الدين الكاظمي، و شرحها الاستاذ محمد محمود الرافعي المصري واحسن فيه وفي مقدمته‏وترجمة الكميت، واجاد، وقال: الهاشميات هي من مختار الكلام، ومن رائق الشعر وشيقه، وجيد القول وطريفه، احسن‏فيه كل الاحسان، واجاد كل الاجادة. وشرحها الاستاذ محمد شاكر الخياط النابلسي.