الشاعر

  الغدير

الشاعر

ابو علي ابو جعفر دعبل بن علي بن رزين ((2-1497)) بن عثمان بن عبدالرحمن بن عبداللّه بن بديل بن ورقاء بن عمرو بن‏ربيعة بن عبدالعزى بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة الخزاعي.

اخذناه من ((2-1498)) فهرست النجاشي (ص‏116)، وتاريخ الخطيب (8/382)، وامالي الشيخ (ص‏239)، وتاريخ ابن عساكر(5/227)، ومعجم الادباء للحموي (11/100) وقال: وعلى هذا الاكثر، والاصابة لابن حجر (1/141).

بيت رزين

بيت علم وفضل وادب. وان خصه ابن رشيق في عمدته ((2-1499)) (2/290) بالشعر، فان فيهم محدثين وشعراء، وفيهم‏السؤدد والشرف، وكل الفضل والفضيلة ببركة دعاء النبي الاطهر لجدهم الاعلى بديل بن ورقاء، لما اوقفه العباس بن‏عبدالمطلب يوم الفتح بين يدي رسول اللّه(ص) وقال: يا رسول اللّه، هذا يوم قد شرفت فيه قوما فمابال خالك بديل بن‏ورقاء وهو قعيد حبه ((2-1500))؟ قال النبي(ص): ((احسر عن حاجبيك يا بديل))، فحسر عنهما وحدر لثامه، فراى‏سوادابعارضه فقال: ((كم سنوك يا بديل؟)) فقال: سبع وتسعون يا رسول اللّه، فتبسم النبي(ص) وقال: ((زادك اللّه جمالاوسوادا وامتعك وولدك)) ((2-1501)).

ومؤسس شرفهم الباذخ البطل العظيم عبداللّه بن بديل بن ورقاء الذي كان هو واخواه عبدالرحمن ومحمد رسل رسول‏اللّه(ص) الى اليمن كما في رجال الشيخ. وكانوا هم واخوهم عثمان من فرسان مولانا امير المؤمنين الشهداء في ‏صفين ((2-1502))، واخوهم الخامس نافع بن بديل استشهد على عهد النبي(ص) ورثاه ابن رواحة بقوله:

رحم اللّه نافع بن بديل / رحمة المبتغي ثواب الجهاد

صابرا صادق الحديث اذا ما / اكثر القوم قال قول السداد ((2-1503))

فحسب هذا البيت شرفا ان فيه خمسة شهداء، وهم بعين اللّه ومع ابن عم رسول اللّه(ص)، وكان عبداللّه من متقدمي‏الشجعان، والمتبرز في الفروسية، والمتحلي باعلى مراتب الايمان، وعده الزهري من دهاة العرب الخمسة كما في الاصابة(2/281). قال له امير المؤمنين يوم صفين: ((احمل على القوم)). فحمل عليهم بمن معه من اهل الميمنة وعليه يومئذ سيفان‏ودرعان، فجعل يضرب بسيفه قدما ويقول:

لم يبق غير الصبر والتوكل / والترس والرمح وسيف مصقل

ثم التمشي في الرعيل الاول / مشي ‏الجمال في حياض المنهل

فلم يزل يحمل حتى انتهى الى معاوية والذين بايعوه على الموت، فامرهم ان يصمدوا لعبداللّه بن بديل، وبعث الى حبيب‏بن مسلمة الفهري وهو في الميسرة، ان يحمل عليه بجميع من معه، واختلط الناس واضطرم الفيلقان، ميمنة اهل العراق‏وميسرة اهل الشام، واقبل عبداللّه بن بديل يضرب الناس بسيفه قدما، حتى ازال معاوية عن موقفه وجعل ينادي: ياثارات عثمان! وانما يعني اخا له قتل، وظن معاوية واصحابه انه يعني: عثمان بن عفان، وتراجع معاوية عن مكانه القهقرى‏كثيرا، وارسل الى حبيب بن مسلمة مرة ثانية وثالثة يستنجده ويستصرخه، ويحمل حبيب حملة شديدة بميسرة معاوية‏على ميمنة العراق، فكشفها حتى لم يبق مع ابن بديل الا نحو مائة انسان من القراء، فاستند بعضهم الى بعض يحمون‏انفسهم، ولج ابن بديل في الناس، وصمم على قتل معاوية، وجعل يطلب موقفه، ويصمد نحوه حتى انتهى اليه، ومع معاوية‏عبداللّه بن عامر واقفا، فنادى معاوية بالناس: ويلكم، الصخر والحجارة اذا عجزتم عن السلاح. فرضخه الناس بالصخروالحجارة، حتى اثخنوه فسقط، فاقبلوا عليه بسيوفهم فقتلوه. وجاء معاوية وعبداللّه بن عامر حتى وقفا عليه، فاما عبداللّه بن عامر فالقى عمامته على وجهه وترحم عليه وكان له من‏قبل اخا وصديقا، فقال معاوية: اكشف عن وجهه. فقال: لا واللّه لا يمثل به وفي روح، فقال معاوية: اكشف عن وجهه فانالا نمثل به، قد وهبناه لك. فكشف ابن عامر عن وجهه فقال معاوية: هذا كبش القوم ورب الكعبة، اللهم اظفرني بالاشترالنخعي والاشعث الكندي! واللّه ما مثل هذا الا كما قال الشاعر ((2-1504)):

اخو الحرب ان عضت به‏الحرب عضها / وان شمرت عن ساقها الحرب شمرا

ويحمي اذا ما الموت كان لقاوه / قدى الشبر ((2-1505)) يحمي الانف ان يتاخرا

كليث هزبر كان يحمي ذماره / رمته المنايا قصدها فتقطرا ((2-1506))

ثم قال: ان نساء خزاعة لو قدرت على ان تقاتلني فضلا عن رجالها لفعلت ((2-1507)).

ومر بعبداللّه بن بديل وهو بخر رمق من حياته الاسود بن طهمان الخزاعي، فقال له: عز علي واللّه مصرعك! اما واللّه لوشهدتك لاسيتك ولدافعت عنك، ولو رايت الذي اشعرك لاحببت ان لا ازايله ولا يزايلني حتى اقتله او يلحقني بك.ثم‏نزل اليه فقال: رحمك اللّه يا عبداللّه، ان كان جارك ليامن بوائقك، وان كنت لمن الذاكرين اللّه كثيرا. اوصني رحمك اللّه.قال: اوصيك بتقوى اللّه، وان تناصح امير المؤمنين، وتقاتل معه حتى يظهر الحق او تلحق باللّه، وابلغ امير المؤمنين عني‏السلام، وقل له: قاتل على المعركة حتى تجعلها خلف ظهرك، فانه من اصبح والمعركة خلف ظهره كان الغالب. ثم لم يلبث‏ان مات، فاقبل الاسود الى علي(ع) فاخبره فقال: ((رحمه اللّه جاهد معنا عدونا في الحياة ونصح لنا في الممات)) ((2-1508)).

وينم عن عظمة عبداللّه بن بديل بين الصحابة العلوية قول ابن عدي بن حاتم ((2-1509)) رضوان اللّه عليه يوم صفين:

ابعد عمار وبعد هاشم / وابن بديل فارس الملاحم

نرجو البقاء مثل حلم الحالم / وقد عضضنا امس بالاباهم

وقول سليمان بن صرد الخزاعي ((2-1510)) يوم صفين:

يالك يوما كاسفا عصبصبا ((2-1511)) / يالك يوما لا يواري كوكبا

يا ايها الحي الذي تذبذبا / لسنا نخاف‏ذا ظليم حوشبا

لان فينا بطلا مجربا / ابن بديل كالهزبر مغضبا

امسى علي عندنا محببا / نفديه بالام ولا نبقي ابا

وقول الشني ((2-1512)) في ابيات له:

فان يك اهل‏الشام اودوا بهاشم / واودوا بعمار وابقوا لنا ثكلا

وبابني بديل فارسي كل بهمة‏ / وغيث خزاعي به ندفع ‏المحلا ((2-1513))

واما ابو المترجم علي بن رزين فكان من شعراء عصره، ترجمه المرزباني في معجم الشعراء ((2-1514)) (1/283)، وجده‏رزين كان مولى عبداللّه بن خلف الخزاعي ابي طلحة الطلحات، كما ذكره ابن قتيبة في الشعر والشعراء ((2-1515)).

وعم المترجم عبداللّه بن رزين، احد الشعراء كما ذكره ابن رشيق في العمدة ((2-1516)).

وابن عمه ابو جعفر محمد ابو الشيص بن عبداللّه المذكور، شاعر له ديوان عمله الصولي في مائة وخمسين ورقة، توجدترجمته في البيان والتبيين (3/83)، الشعر والشعراء ((2-1517)) (ص‏346)، الاغاني ((2-1518)) (15/108)، فوات ‏الوفيات ((2-1519)) (2/25)، وغيرها. وترجمه ابن المعتز في طبقاته ((2-1520)) (ص‏26 33) وذكر له قصائد طويلة، غير انه عكس في اسمه واسم ابيه وذكره‏بعنوان: عبداللّه بن محمد، والصحيح: محمد بن عبداللّه، وعبداللّه بن ابي الشيص المذكور، شاعر له ديوان في نحو سبعين‏ورقة، وذكره ابو الفرج في الاغاني ((2-1521)) (15/108) وقال: انه شاعر صالح الشعر وكان منقطعا الى محمد بن طالب،فاخذ منه جامع شعر ابيه، ومن جهته خرج الى الناس، وترجمه ابن المعتز في طبقاته ((2-1522)) (ص‏173).

ابو الحسن علي اخو دعبل

كان شاعرا له ديوان شعر في نحو خمسين ورقة كما في فهرست ابن النديم ((2-1523))، سافر مع اخيه المترجم الى ابي الحسن‏الرضا سلام اللّه عليه سنة (198) وحظيا بحضرته الشريفة مدة طويلة. قال ابو الحسن علي هذا: رحلنا انا ودعبل سنة (198) الى سيدي ابي الحسن علي بن موسى الرضا، فاقمنا عنده الى آخرسنة مئتين وخرجنا الى قم بعد ان خلع سيدي ابو الحسن الرضا على اخي دعبل قميصا خزا اخضر وخاتما فصه عقيق،ودفع اليه دراهم رضوية، وقال له: ((يا دعبل صر الى قم، فانك تفيد بها)). وقال له: ((احتفظ بهذا القميص، فقد صليت فيه‏الف ليلة الف ركعة، وختمت فيه القرآن الف ختمة)) ((2-1524)). ولد سنة (172) وتوفي (283).

وخلف ابا القاسم اسماعيل بن علي الشهير بالدعبلي المولود (257)، يروي كثيرا عن والده ابي الحسن، كان مقامه بواسط‏وولي الحسبة ((2-1525)) بها، له كتاب تاريخ الائمة وكتاب النكاح.