ابن عباس وعمرو

  الغدير
ابن عباس وعمرو

حج عمرو بن العاص وقام بالموسم، فاطرى معاوية وبني امية وتناول بني هاشم، ثم ذكر مشاهده بصفين، فقال ابن‏ عباس: يا عمرو انك بعت دينك من معاوية، فاعطيته ما في يدك ومناك ما في يد غيره، فكان الذي اخذ منك فوق الذي‏اعطاك، وكان الذي اخذت منه دون ما اعطيته، وكل راض بما اخذ واعط‏ى، فلما صارت مصر في يدك تتبعك فيها بالعزل‏والتنقص، حتى لو ان نفسك في يدك لالقيتها اليه، وذكرت يومك مع ابي موسى فلا اراك فخرت الا بالغدر، ولا منيت الا بالفجور والغش، وذكرت مشاهدك بصفين فواللّه ما ثقلت علينا وطاتك، ولقد كشفت فيها عورتك، ولا نكتنا فيهاحربك، ولقد كنت فيها طويل اللسان، قصير السنان، آخر الحرب اذا اقبلت، واولها اذا ادبرت، لك يدان: يد لا تبسطها الى‏خير، ويد لا تقبضها من شر، ووجهان: وجه مؤنس ووجه موحش، ولعمري ان من باع دينه بدنيا غيره لحري ان يطول‏حزنه على ما باع واشترى، لك بيان وفيك خطل، ولك راي وفيك نكد، ولك قدر وفيك حسد، فاصغر عيب فيك اعظم‏عيب غيرك. فقال عمرو: اما واللّه ما في قريش احد اثقل وطاة علي منك، ولا لاحد من قريش قدر عندي مثل قدرك.

البيان والتبيين ((2-747)) (2/239)، العقد الفريد ((2-748)) (2/136)، شرح ابن ابي الحديد ((2-749))(1/196) نقلا عن البلاذري.