ابن عباس وعمرو في حفلة اخرى

  الغدير
ابن عباس وعمرو في حفلة اخرى

روى المدائني قال: وفد عبد اللّه بن عباس على معاوية مرة وعنده ابنه يزيد، وزياد بن سمية، وعتبة بن‏ابي سفيان، ومروان‏بن‏الحكم، وعمرو بن العاص، والمغيرة ابن شعبة، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن ام الحكم، فقال عمرو بن العاص:هذا واللّه يا امير المؤمنين نجوم اول الشر وافول آخر الخير، وفي حسمه قطع مادته، فبادره بالحملة، وانتهز منه الفرصة،واردع بالتنكيل به غيره، وشرد به من خلفه. فقال ابن عباس: يا ابن النابغة ضل واللّه عقلك، وسفه حلمك، ونطق الشيطان على لسانك، هلا توليت ذلك بنفسك يوم‏صفين حين دعيت نزال ((2-750))، وتكافح الابطال، وكثر الجراح، وتقصفت ((2-751)) الرماح، وبرزت الى امير المؤمنين‏مصاولا، فانكفا نحوك بالسيف حاملا، فلما رايت الكواثر من الموت، اعددت حيلة السلامة قبل لقائه، والانكفاء عنه بعداجابة دعائه، فمنحته رجاء النجاة عورتك، وكشفت له خوف باسه سواتك، حذرا ان يصطلمك بسطوته، او يلتهمك ((2-752)) بحملته ثم اشرت على معاوية كالناصح له بمبارزته، وحسنت له التعرض لمكافحته، رجاء ان تكتفى‏مؤونته، وتعدم صورته، فعلم غل صدرك، وما انحنت عليه من النفاق اضلعك، وعرف مقر سهمك في غرضك، فاكفف‏غرب لسانك، واقمع عوراء لفظك، فانك بين اسد خادر، وبحر زاخر، ان تبرزت للاسد افترسك، وان عمت في البحر قمسك‏ اي: غمسك واغرقك. شرح ابن ابي الحديد ((2-753)) (2/105)، جمهرة الخطب ((2-754))(2/93).