ولا تنس دعاء النبي الاعظم يوم الغدير في ذلك المحتشد
الرحيب بقوله: «اللهم وال من والاه، وعاد من‏عاداه، اللهم من
احبه من الناس فكن له حبيبا، ومن ابغضه فكن له مبغضا».
وفي لفظ: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واحب من
احبه، وابغض من ابغضه، وانصر من نصره،واخذل من خذله‏».
وفي لفظ: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من
نصره، واعن من اعانه، واحب من احبه‏».
وفي لفظ: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واحب من
احبه، وابغض‏من ابغضه، وانصر من نصره،واعز من اعزه، واعن
من اعانه‏».
وهناك الفاظ اخرى مرت في الجزء الاول من كتابنا هذا.
فعبداللّه بن شقيق اخذا بمجامع تلكم النصوص شهادة اللّه
ورسوله، منافق شقي عدو للّه ولرسوله يبغضه‏المولى سبحانه، لا
خير فيه ولا في حديثه، لا يقبل قوله ولا يصدق في روايته،
اتعس اللّه خيره وجدع انفه،واكبه على منخره يوم القيامة في
نار جهنم. دع الحفاظ يقولون: ثقة من خيار المسلمين.
7 اخرج احمد في المسند ((885)) (5/33، 35) من طريق
عبداللّه بن شقيق‏البصري، قال: حدثني هرم بن الحارث‏واسامة
بن خزيم، عن مرة البهزي، قال: بينما نحن مع رسول اللّه (ص)
في طريق من طرق المدينة، فقال:كيف تصنعون في فتنة تثور
في اقطار الارض كانها صياصي بقر؟ قالوا: نصنع ماذا يا رسول
اللّه؟ قال:عليكم هذا واصحابه او: اتبعوا هذا واصحابه قال:
فاسرعت حتى عييت فادركت الرجل فقلت: هذا يارسول اللّه؟
قال: هذا. فاذا هو عثمان بن عفان. فقال: هذا واصحابه.
عرفت عبداللّه بن شقيق، وانه منافق لا يؤخذ بحديثه ولا يعول
عليه ان صدقنا النبي الاقدس فيما جاءبه.
8 اخرج احمد في المسند ((886)) (6/75)، من طريق فرج
بن فضالة، باسناده عن عائشة، قالت: كنت عند النبي(ص)
فقال: يا عائشة لو كان عندنا من يحدثنا، قالت: قلت: يا رسول
اللّه الا ابعث الى ابي بكر؟ فسكت،ثم قال: لو كان عندنا من
يحدثنا، فقلت: الا ابعث الى عمر، فسكت، قالت: ثم دعا وصيفا
بين يديه فساره‏فذهب، قالت: فاذا عثمان يستاذن، فاذن له،
فدخل فناجاه النبي (ص) طويلا ثم قال: يا عثمان ان اللّه
عزوجل مقمصك قميصا فان ارادك المنافقون على ان تخلعه
فلا تخلعه لهم ولا كرامة. يقولها له مرتين او ثلاثا.واخرجه
الحاكم في المستدرك ((887)) (3/100) من طريق فرج بن
فضالة وقال: هذا حديث صحيح عالي الاسنادولم يخرجاه.
وعقبه الذهبي في تلخيصه فقال: انى له الصحة ومداره على
فرج بن فضالة؟
اقول: فرج بن فضالة متفق على ضعفه وعدم الاحتجاج به،
وستوافيك ترجمته في الحديث ال (17) من‏مناقب عثمان في
هذا الجزء ان شاء اللّه.
واخرج احمد في مسنده ((888)) (6/52) من طريق قيس بن
ابي حازم، عن ابي سهلة مولى عثمان، عن عائشة‏قالت: قال
رسول اللّه (ص): ادعوا لي بعض اصحابي، قلت: ابو بكر؟ قال: لا،
قلت: عمر، قال: لا، قلت:ابن عمك علي؟ قال: لا، قلت: عثمان،
قال: نعم، فلما جاء قال: تنحي، جعل يساره ولون عثمان يتغير،
فلماكان يوم الدار وحصر فيها قلنا: يا امير المؤمنين الا تقاتل؟
قال: لا ان رسول اللّه (ص) عهد الي عهدا واني‏صابر نفسي عليه.
واخرجه ((889)) ابو نعيم في الحلية (1/58)، والحاكم في
المستدرك (3/99)، وابو عمر في الاستيعاب (2/477)،وذكره
ابن كثير في تاريخه (6/205) نقلا عن احمد والاسانيد كلها
تنتهي الى قيس بن ابي حازم، قالوا: كان‏يحمل على علي (ص)،
وقال ابن حجر: والمشهور عنه انه كان يقدم عثمان ولذلك
تجنب كثير من قدماءالكوفيين الرواية عنه، وكبر قيس حتى
جاوز المائة بسنين كثيرة حتى خرف وذهب عقله.تهذيب
التهذيب((890)) (8/388).
لنا ان نصافق الكوفيين على تجنب الرواية عن قيس المتحامل
على مولانا امير المؤمنين ان اتبعنا الرسول‏الامين في النصوص
المذكورة قبيل هذا (ص‏267 269) ولا يسوغ لاي باحث ان
يعول على رواية منافق‏شقي خرف وذهب عقله، وقد مر عن ابن
ابي الحديد في صفحة (ص‏73) من هذا الجزء قوله: وقد
طعن‏مشايخنا المتكلمون في قيس وقالوا: انه فاسق ولا تقبل
روايته.
9 اخرج ابن عدي ((891))، عن ابي يعلى، عن المقدمي
محمد بن ابي بكر، عن ابي معشر يوسف بن يزيد البراءالبصري،
عن ابراهيم بن عمر بن ابان بن عثمان، عن ابيه، عن عثمان:
ان النبي (ص) اسر اليه انه يقتل ظلما((892)).
زيفه ابن عدي كما في لسان الميزان، وعده من احاديث عمر
بن ابان التي كلها غير محفوظة، وابان بن عثمان‏لم يسمع من
ابيه كما قاله احمد بن حنبل فكيف بعمر بن ابان، وسنوقفك
على ترجمة ابي معشر وابراهيم بن‏عمر في المنقبة الثالثة من
مناقب عثمان وانهما لا يعول عليهما ولا يصح حديثهما.
10 ذكر الذهبي في الميزان ((893))(1/300) من طريق انس
مرفوعا: يا عثمان انك ستلي الخلافة من بعدي‏وسيريدك
المنافقون على خلعها فلا تخلعها، وصم ذلك اليوم تفطر
عندي.
قال‏الذهبي:في‏سنده‏خالدبن‏ابي‏الرحال‏الانصاري‏عنده
عجائب،قال‏ابن‏حبان ((894)): لا يجوز الاحتجاج به. وفي‏لسان
الميزان ((895)) (6/794) قال: ابو حاتم ((896)): ليس
بالقوي.

نظرة في احاديث العهد
هذه سلسلة روايات اصفق على وضعها دجالون تتراوح اسانيدها
بين اموي وشامي وبصري، وبين عثماني‏متحامل على سيد
العترة، وبين اناس آخرين من ضعيف الى كذاب الى متروك الى
ساقط. على ان متونهااكثر عللا من اسانيدها فان الخضوع
لصحتها يستدعي الوقيعة في الصحابة كلهم، لان المنصوص
عليه في‏غير واحد منها ان الذين اجلبوا على عثمان وارادوا
خلعه اناس منافقون، وفي بعضها: فان عثمان‏يومئذواصحابه
على الحق، وعليكم بالامين واصحابه. وقد علمت ان
المتجمهرين عليه هم الصحابة كلهم‏المهاجرون منهم
والانصار ماخلا ثلاثة: زيد بن ثابت، حسان بن ثابت، اسيد
الساعدي. او: هم وكعب بن‏مالك، واناس من زعانفة الامويين،
واين هذا من الاعتقاد بعدالتهم جمعاء كما عند القوم؟ ومن
الخضوع‏لجلالة كثيرين منهم الذين علمت منهم نواياهم
الصالحة، واعمالهم البارة، والنصوص النبوية الصادرة
فيهم،وثناء اللّه تعالى عليهم في كتابه الكريم كما عند الامة
اجمع؟
ثم ان عثمان وان كان يتظاهر بامتثال الامر الموجود في هذه
الروايات وغيرها بالصبر وعدم القتال، غيران‏عمله كان مباينا
لذلك لمكاتبته الى الاوساط الاسلامى ة يستجلب منها
الجيوش لمقاتلة اهل المدينة،ويرى قتالهم قتال الاحزاب يوم
بدر، وينص على ان القوم قد كفروا، فلو اتصلت به كتائب
الامداد يومئذلالقحها حربا زبونا وفتنة عمياء، وانما كان ينكص
عن النضال لاعواز الناصر لاصفاق الصحابة عليه عدااولئك
الثلاثة وما كانوا يغنون عنه شيئا، ولا سيما حسان بن ثابت الذي
لم يكن يجسر ان ياخذ سلب القتيل‏الذي قتلته امراة ((897)).
على انه لم يتقاعد عن المقاتلة ايضا بمن كان معه من حثالة
بني امية فقد بذلوا كل ما حووه من بسالة‏وشجاعة، غير ان
القضاء الحاتم اخزاهم وحال بينهم وبين النجاح، الى ان لجاوا
الى ام حبيبة فجعلتهم في‏كندوج ثم خرجوا من المدينة
هاربين.
ثم هب ان عائشة كانت نسيت ما روته حين البت الجماهير على
عثمان وامرت بقتله وسمته نعثلا كافرا، فهل‏بقية الرواة وهم:
عبداللّه بن عمر وابو هريرة ومرة‏البهزي وعبد اللّه بن حوالة وابو
سهلة وانس اصفقوا معهاعلى النسيان؟ او انهم ما كانوا يروونها
يومئذ ثم اقتضت الظروف ان يرووها؟ او انها اختلقت بعدهم
على‏السنتهم؟
ولو كان لهذه الكلمات المعزوة الى رسول اللّه (ص) من قوله:
عليكم بالامين واصحابه، وقوله: اتبعوا هذاواصحابه، وقوله: اتبع
هذا الرجل فانه يومئذ ومن اتبعه على الحق مقيل من الصحة
لاستدعى ان يفيضهاعلى الصحابة كلهم، لان قضيتها ان تلك
الفتنة الموعود بها من الفتن المضلة، وان عثمان عندئذ في
جانب‏الحق، وما كان رسول اللّه (ص) بالذي يشح على امته
بالارشاد الى ما فيه هدايتهم وصلاحهم الديني، وهومقيض
لذلك ومبعوث لاجله، فلماذا لم يروها غير هؤلاء؟ ولا عرفها
غيرهم ولو بوساطتهم؟ وهل كان‏القاؤها عليهم مسارة لا يطلع
عليها احد؟ ولماذا ترك هؤلاء الاحتجاج بها يوم الدار؟ وفي
القوم وهم‏الاكثرون من ان يسمع بها لا يتباطا عن الخضوع
للامر النبوي المطاع.
(افلم يدبروا القول ام جاءهم ما لم يات آباءهم الاولين)
، (ان هذا الا اختلا ق ) ((899)). ((898))

نظرة فى مناقب عثمان الواردة في الصحاح والمسانيد
الى هنا سبرنا صحيفة من حياة عثمان ولا ادري اهي بيضاء ام
غيرها؟ لكن الباحث الممعن فيها يوقفه‏التنقيب على نفسياته
ومقداره، والغاية من هذا الاسهاب ان نجعل نتيجة هذا الخوض
والبحث مقياسا في‏امره نرد اليه كل ما يؤثر في حقه فان ساوى
المقياس اثبتناه، وان طاله او قصر عنه عرفنا انه من الغلو
في‏الفضائل.
وما سردنا الى هنا من دعارة في الخلق، وعرامة في الطباع،
وعرارة في الشكيمة، وشرة في الغرائز، وفظاظة‏في الاعمال،
وتعسف في الحكم، واتباع للشهوات، وميل عن الحق، ودناءة
في النفس، وسقطة في الراي،وسرف في القول، الى الكثير
المتوفر من امثال هذه مما لا تحمد فعليته ولا عقباه، لا يدع
الباحث ان يخضع‏لشي‏ء مما قيل او تقول فيه من الفضل قويت
اسانيده او وهنت.
كما ان آراء الصحابة الاولين التي زففناها الى مناظرك في هذا
الجزء من صفحة (69 168) لا تدع‏مجالاللبحث عن صحة
تلكم المفتعلات فضلا عن اثباتها، وانك تجد في مرسليها او
مسنديها لفائف من‏زبانية الميول والاهواء من بصري او شامي
انهوا اسانيدهم في الغالب الى موالي عثمان او الى رجال
بيته‏الساقط، وذلك مما يعط‏ي انها من صنائع معاوية للخليفة
المقتول الذي اتخذ امره سلما الى ما كان يبتغيه من‏المرتقى،
وكان معاوية يهب القناطير المقنطرة لوضع الاحاديث في
فضائل ابناء بيته الشجرة المنعوتة في‏القرآن، من بني امية
عامة، ومن آل ابي العاص خاصة، اضف الى ذلك ما يكتنف اغلب
تلك المتون من‏الموهنات التي لا يقاومها اي تمحل في
تصحيحها.
واليك نبذة من تلكم الموضوعات:
1 اخرج مسلم واحمد من طريق عقيل الاموي، عن الليث
العثماني ((900))، عن يحيى بن سعيد الاموي، عن‏سعيد بن
العاص ابن عم عثمان، عن عائشة وعثمان قالا: ان ابابكر
استاذن على رسول اللّه (ص) وهومضطجع على فراشه، لابس
((901)) عائشة، فاذن لابي بكر وهو كذلك، فقضى اليه مرط
حاجته ثم انصرف، ثم‏استاذن عمر، فاذن له وهو على تلك
الحال فقضى اليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استاذنت
عليه‏فجلس وقال لعائشة: اجمعي عليك ثيابك. فقضيت اليه
((902)) حاجتي ثم انصرفت، فقالت عائشة: يا رسول اللّه؟ما لي
لم ارك فزعت لابي بكر وعمر غ كما فزعت لعثمان؟ قال رسول
اللّه(ص): ان عثمان رجل حيي ((903)) واني‏خشيت ان اذنت
له على تلك الحال ان لا يبلغ الي في حاجته ((904)).
2 اخرج مسلم وغيره من طريق عائشة قالت: كان رسول اللّه
(ص) مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه‏او ساقيه، فاستاذن
ابو بكر فاذن له وهو على تلك الحال فتحدث. ثم استاذن عمر
فاذن له وهو كذلك‏فتحدث. ثم استاذن عثمان فجلس رسول
اللّه (ص) وسوى ثيابه، فلما خرج قالت عائشة غ: دخل ابو
بكرفلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم
تباله، ثم دخل عثمان فجلست‏وسويت ثيابك. فقال:الا استحيي
من رجل تستحي منه الملائكة ((905)).
واخرج البخاري ((906)) في مناقب عثمان حديثا، وقال في
ذيله: زاد عاصم: ان النبي(ص) كان قاعدا في مكان‏فيه ماء، قد
كشف ((907)) عن ركبتيه‏ او ركبته فلما دخل عثمان
غطاها. قال ابن حجر في فتح الباري ((908)) (7/43):قال ابن
التين: انكر الداودي هذه الرواية وقال: هذه الرواية ليست من
هذا الحديث بل دخل لرواتهاحديث في حديث، وانما ذلك
الحديث: ان ابا بكر اتى النبي (ص) وهو في بيته قد انكشف
فخذه فجلس‏ابوبكر ثم دخل عمر ثم دخل عثمان فغطاها.
الحديث.
قال الاميني : الحياء هو انقباض النفس عما لا يلائم خطة
الشرف من الناحية الدينية او الانسانية، واصله‏فطري للانسان،
وكماله اكتسابي يتاتى بالايمان، فهو يتدرج في الرقي بتدرج
الايمان والمعرفة، فتنتهي الى‏ملكة راسخة تابى لصاحبهما
التورط في المخازي كلها، فيكون بها الانسان محدودا في
افعاله وتروكه‏وشهواته وميوله، وتنبسط تلكم الحدود على
الاعضاء والجوارح وعلى النفس والعقل فلا يسع ايا منهاالخروج
عن حده، قال رسول اللّه (ص): «الاستحياء من اللّه حق الحياء ان
تحفظ الراس وما وعى، والبطن‏وما حوى، وتذكر الموت والبلى‏»
((909)). فكل عمل خارج عن حدود الدين والانسانية مناف
للحياء، وهوالرادع الوحيد عن الفحشاءوالمنكر، وعن كل ما
يلوث ذيل الانسانية والعفة والايمان من صغيرة او كبيرة،ومن
لم يستح فله ان يفعل ما يشاء، وجاء في النبوي على المحدث به
وآله السلام: «اذا لم تستح فاصنع آفافعل ما شئت‏» ((910)).
وعلى هذا فكل من الفحش والبذاء والكذب والخيانة والغدر
والمكر ونقض العهد والتخلع والمجون ومايجري مجراها اضداد
للحياء، وقد وقع التقابل بينها وبينه في لسان المشرع الاعظم
منها قوله (ص): «الحياءمن الايمان والايمان في الجنة، والبذاء
من الجفاء والجفاء في النار» ((911)).
وقوله (ص): «الحياء والعي من الايمان وهما يقربان من الجنة
ويباعدان من النار، والفحش والبذاء من‏الشيطان وهما يقربان
من النار ويباعدان من الجنة‏».
اخرجه الطبراني ((912)) كما في الترغيب والترهيب (3/165).
وقوله (ص): «يا عائشة لو كان الحياء رجلا كان رجلا صالحا، ولو
كان الفحش رجلا كان رجل سوء».
((913)) الطبراني وابو الشيخ كما في الترغيب والترهيب رواه
(3/166).
وقوله (ص): «ما كان الفحش في شي‏ء الا شانه، وما كان الحياء
في شي‏ء الا زانه‏».
اخرجه ((914)) ابن ماجة في سننه (2/546)، والترمذي في
الصحيح.
وقوله (ص): «ان اللّه عز وجل اذا اراد ان يهلك عبدا نزع منه
الحياء، فاذا نزع منه الحياء لم تلقه‏الامقيتاممقتا ، فاذا لم تلقه الا
مقيتا ممقتا نزعت منه الامانة، فاذا نزعت منه الامانة لم تلقه الا
خائنا مخونا،فاذا لم تلقه الا خائنا مخونا نزعت منه الرحمة، فاذا
نزعت منه الرحمة لم تلقه الا رجيما ملعنا، فاذا لم
تلقه‏الارجيماملعنا نزعت منه ربقة الاسلام‏».
اخرجه ((915)) ابن ماجة كما في الترغيب والترهيب (2/167).
وقال (ص): «الحياء لا ياتي الا بخير» ((916)). وقال المناوي في
شرحه في فيض القدير(3/427): لان‏من‏استحيا من‏الناس ان
يروه ياتي بقبيح دعاه ذلك الى ان يكون حياؤه من ربه اشد فلا
يضيع فريضة، ولايرتكب خطيئة، قال ابن عربي: الحياء ان لا
يفعل الانسان ما يخجله اذا عرف منه انه فعله، والمؤمن
يعلم‏بان اللّه يرى كل ما يفعله، فيلزمه الحياء منه لعلمه بذلك،
وبانه لا بد ان يقرره يوم القيامة على ما عمله‏فيخجل فيؤديه
الى ترك ما يخجل منه، وذلك هو الحياء فمن ثم لا ياتي الا
بخير.
وقال: حقيقة الحياء خلق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من
التقصير في حق الغير، وقال بعض الحكماء: من‏كسا ((917))
الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.
اذن هلم معي لنسبر حياة الخليفة عثمان علنا نجد فيها ما
يصح للبرهنة على‏ثبوت هذه الملكة له ان لم‏يكفئنا الاياس منها
بخفي حنين، فارجع البصر كرتين فيما سردناه من افعال
الخليفة وتروكه ومحاوراته‏واقواله، ثم انظر هل تجد في شي‏ء
منها ما يدعم هذه الدعوى له فضلا عن ان يكون احيا الناس، او
اشدالام‏ة حياء، او تستحيي منه الملائكة؟
ايصلح شاهدا لذلك قوله لمولانا امير المؤمنين علي (ع): واللّه
ما انت عندي افضل من مروان؟ هلا كان‏يعلم ان اللّه عد عليا
في كتابه نفس النبي الاقدس وقد طهره بنص الذكر الحكيم،
ومروان طريد ابن طريد،وزغ ابن وزغ، لعين ابن لعين؟ راجع
الجزء الثامن (ص‏260).
او اتهامه ذلك الامام الطاهر سيد العترة بكتاب كتبه هو في
قتل محمد بن ابي‏بكر واصحابه وتعذيبهم‏وتنكيلهم، فينكر ما
كتب ويقول له (ع): اتهمك واتهم كاتبي مروان؟!
او قوله للامام (ع): لئن بقيت لا اعدم طاغيا يتخذك سلما
وعضدا ويعدك كهفا وملجا؟ او قوله له (ع) لماكلمه في امر
عمار ونفيه اياه: انت احق بالنفي منه؟
او قوله لاصحابه مروان ومن كان على شاكلته يستشيرهم في
امر ابي ذر: اشيروا علي في هذا الشيخ‏الكذاب اما ان اضربه او
احبسه او اقتله؟ ومل‏ء مسامع الصحابة قوله (ص): «ما اظلت
الخضراء، ومااقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من ابي ذر»، الى
كلمات اخرى له (ص) في الثناء عليه. راجع الجزءالثامن
(ص‏312).
او قوله لعمار لما سمع منه رحم اللّه اباذر من كل انفسنا : يا
عاض اير ابيه اتراني ندمت على تسييره؟!وامر فدفع في قفاه،
وعمار كما عرفته في هذا الجزء(ص‏20 28) جلدة ما بين
عيني رسول اللّه وانفه، وهوالطيب المطيب، ملئ ايمانا من قرنه
الى قدمه، اختلط الايمان بلحمه ودمه، يدور مع الحق حيث
دار، وقدجاء الثناء عليه في الذكر الحكيم.
اذا كان حقا ما يدعيه عثمان لنفسه ((918)) من انه لم يمس
فرجه قط بيمينه منذ بايع‏رسول اللّه (ص) تشريفا ليدالنبي
الكريمة. فليت شعري لماذا طفق يلوك بلسانه اسم اير ياسر ابي
عمار؟ وطالما لهج باحاديث النبوة به،ورت ل كتاب اللّه ترتيلا،
اما كان عليه ان يكف لسانه عن البذاءة كرامة للكتاب والسنة،
كما ادعى كلاءة‏نفسه عن مس فرجه كرامة ليد النبوة؟ ان لم
((919)) هنالك من ينكر دعواه في اليد قياسا على ما يداحمنا
شوهدمنه في اللسان مرة بعد اخرى.
ايصلح شاهدا لذلك قوله على صهوة المنبر بين ملا المسلمين
في ابن مسعود لما قدم المدينة: الا انه قد قدمت‏عليكم دويبة
سوء من يمشي على طعامه يقي‏ء ويسلح؟ وابن مسعود احد
الذين اطراهم الكتاب العزيز،وكان اشبه الناس برسول اللّه (ص)
هديا ودلا وسمتا. راجع ما مر في هذا الجزء (ص‏3 11).
او قوله لعبد الرحمن بن عوف: انك منافق ((920))؟ وهو احد
العشرة المبشرة فيما يحسبون.
او قوله لصعصعة بن صوحان: البجباج النفاج؟ وهو ذلك السيد
الخطيب الفصيح الدين. كما مر في (ص‏43)من هذا الجزء.
او شتمه المغيرة بن الوليد المخزومي لما دافع عن عمار حينما
ضربه عثمان حتى غشي عليه؟
او قوله في كتابه الى معاوية: ان اهل المدينة قد كفروا؟ او قوله
في كتاب آخر له: فهم كالاحزاب ايام‏الاحزاب او من غزانا باحد؟
وهو يريد الانصار الذين آووا ونصروا، والمهاجرين الذين صدقوا
واتبعوا،وهم الذين يحسب اتباع الخليفة ان كلهم عدول، ولم
يكن بينهم متخلف عن النقمة عليه الا ثلاثة او اربعة‏حفظ
التاريخ ترجمة حياتهم الموصومة.
او قوله في كتابه الى الاشتر واصحابه: اني قد سيرتكم الى
حمص، فانكم لستم تالون الاسلام واهله‏شرا؟
او قوله المائن على منبر رسول اللّه (ص): ان هؤلاء القوم من
اهل مصر كان بلغهم عن امامهم امر فلماتيقنوا انه باطل ما
بلغهم عنه رجعوا الى بلادهم؟ يقول ذلك بعد ما عهد على
نفسه ان يعمل بالكتاب‏والسنة، وكتب بهذا كتابا وشهد عليه امة
من الصحابة بعد ما اعترف بهناته بين الملا او اظهر الندامة
منهاوتاب عنها ولذلك كله رجع المصريون وغيرهم من
الثائرين عليه الى بلادهم، وكان يحنث عهده وينقض‏توبته
بتلبيس ابالسته مروان ونظرائه، فهل يفعل مثل هذا من تردى
بابراد الحياء؟
او مقارفته ليلة وفاة ام كلثوم كريمة النبي الاقدس؟ وكان
ذلك ممقوتا جدا لرسول اللّه (ص) حتى انه المح‏اليه بقوله: «هل
فيكم من احد لم يقارف الليلة؟» فمنعه بذلك عن دفن حليلته،
والصق به هوان الابد.
او تربعه على صهوة منبر رسول اللّه (ص) لما استخلف؟ وكان
ابوبكر يجلس دون مقامه (ص) بمرقاة‏ثم‏عمر دونه بمرقاة،
وكان من حق عثمان الذي كان اشد حياء من صاحبيه ان لا يطا
ذلك المرتقى، وان يتبع آولا اقل سيرة الشيخين في الحياء
والادب، لكنه....
او مخالفته الكتاب والسنة؟ كما كتب المهاجرون الاولون وبقية
الشورى الى من بمصر من الصحابة‏والتابعين: ان تعالوا الينا
وتداركوا خلافة رسول اللّه قبل ان يسلبها اهلها فان كتاب اللّه
قد بدل، وسنة‏رسوله قد غيرت ((921)). وكتبوا الى الصحابة
في‏الثغور: ان دين محمد قد افسده من خلفكم وترك، فهلموا
فاقيموادين محمد(ص). ورفعت عائشة نعل رسول اللّه (ص)
وهي تقول: تركت سن ة رسول اللّه صاحب هذاالنعل. وتقول: ما
اسرع ما تركتم سنة نبيكم وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد.
وتقول: عثمان قد ابلى سنة‏رسول اللّه. وتقول: اقتلوا نعثلا، قتل
اللّه نعثلا انه قد كفر. الى كلمات اخرى لها ولغيرها في مخالفة
الرجل‏الكتاب والسنة.
او اعرابه عن تلكم الاراء الشاذة عن الكتاب والسنة في الصلاة
والصلات والصدقات والاخماس والزكوات‏والحج والنكاح
والحدود والديات بلهجة شديدة بمثل قوله: هذا راي رايته؟
وقوله: لناخذن حاجتنا من‏هذا الفي‏ء وان رغمت انوف اقوام، هذا
مال اللّه اعطيه من شئت وامنعه من شئت فارغم اللّه انف من
رغم.فقال له علي: «اذن تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه‏».
وقال عمار: اشهد اللّه ان انفي اول‏راغم من ذلك. او قال:انا واللّه
اول من رغم انفه من ذلك.
راجع صفحة (15) من هذا الجزء.
او حثه الناس على الاخذ بتلكم الاراء المنتئية عن ناموس
الاسلام المقدس حتى قال له امير المؤمنين، لماقال له عثمان:
لا تراني انهى الناس عن شي‏ء وتفعله انت، «ولم اكن لادع سنة
رسول اللّه (ص) لقول احدمن الناس‏» او قال له: «لم اكن لادع
قول رسول اللّه (ص) لقولك‏» وكاد امير المؤمنين يقتل من
جراء تلك‏الاحدوثة؟ مر حديثه في (6/219 و 8/130).
وقد فتح بذلك باب الجراة على اللّه والتقول عليه بمصراعيه،
فجاء بعده معاوية ومروان وابناء ابيه الاخرون‏يلعبون بدين اللّه
لعبة الصبيان بالدوامة ((922)).
او ايواؤه عبيد اللّه بن عمر لما قتل نفوسا ابرياء ولم يقتص منه
ونقم عليه بذلك جل الصحابة لو لم نقل‏كلهم ممن يابه به
وبرايه؟
او تعطيله الحد على الوليد بن عقبة لرحمه وقرابته منه وقد
شرب الخمر وقاء في محراب المسجد الاعظم‏بالكوفة، حتى
وقع التحاور والتحارش بين المسلمين، واحتدم الحوار
والمكالمة وتضاربوا بالنعال؟مرفي‏الجزء الثامن (ص‏120 125).
او تسليطه بني امى ة رجال العيث والفساد ابناء الشجرة
الملعونة في القرآن على رقاب الناس ونواميس‏الاسلام
المقدسة وتوطيده لهم الملك العضوض، وتاسيسه بهم حكومة
اموية غاشمة في الحواضرالاسلامية؟ كما فصلنا القول فيه في
الجزء الثامن (ص‏288 292).
او رده الى المدينة وايواؤه عمه وابناءه وكان قد طردهم رسول
اللّه (ص) تنزيها لتلك الارض المقدسة من‏اولئك الادناس
الارجاس؟
او تفويضه الصالح العام الى مروان المهتوك، وتطوره في سياسة
العباد بتقلباته؟ كان بيده مقاليد امور الامة‏حتى قال له مولانا
امير المؤمنين: «اما رضيت من مروان ولا رضي منك الا
بتحويلك عن دينك وعقلك‏مثل جمل الظعينة يقاد حيث يسار
به ؟». وقال: «ما رضيت من مروان ولا رضي منك الا بافساد
دينك‏وخديعتك عن عقلك، واني لاراه سيوردك ثم لا
يصدرك‏».
او كتابه الى ولاته في قتل صلحاء الامة وحبسهم وتنكيلهم
وتعذيبهم؟
او تسييره عباد اللّه الصالحين من الصحابة الاولين والتابعين
لهم باحسان من معتقل الى معتقل، ونفيهم عن‏عقر دورهم
من المدينة والبصرة والكوفة، وايذاؤهم بكل ما يمكنه من
ضرب ووقيعة وتنكيل؟
مشردين نفوا عن عقر دارهم
كانهم قد جنوا ما ليس يغتفر
حتى هلك في تسييره سيد غفار ابو ذر الصديق المصدق بعد ما
تسلخ لحم افخاذه من الجهد في تسييره.
هذه نبذ يسيرة قراناها في صحيفة حياء الخليفة ليعط‏ي
الباحث الممعن فيها للنصفة حقها، فيصدق السائل‏في جوابه،
فهل يجد في شي‏ء منها دلالة على تلفع الرجل بشي‏ء من ابراد
الحياء؟ او يجدها ادلة واضحة على‏فقده لهاتيك الملكة الفاضلة،
ويجده مترديا بضد هذه الغريزة في كل تلكم الاحوال؟ وعلى
هذه فقس ماسواها.
على ان ابا بكر كان اولى بالاستحياء منه ان صح ما مر في الجزء
السابع (ص‏248) من رواية استحياء اللّهمنه، وتكذيبه نبيه
استحياء من ابي بكر ((923))، فكيف لم يهتش (ص) له ولم
يبال به ويهتش لعثمان؟
لنا كرة ثانية لرواية الحياء من ناحية اخرى، فان مختلق هذه
الافيكة اعشاه الحب المعمي والمصم حيث اراداثبات فضيلة
رابية للخليفة ذاهلا او متذاهلا عن ان لازم ذلك سلب تلك
الفضيلة عن نبي الاسلام (ص) والعياذ باللّه حيث نسب
اليه(ص) الكشف عن افخاذه بمنتدى من صحابته غير مكترث
لحضورهم‏حتى اذا جاء الذي تستحي منه الملائكة فاستحى
منه وسترها، ونحن نقول اولا: ان هذا الفعل مما لا
يرتكبه‏عظماء الناس ورجالات الامم وانما تجي‏ء بمثله الطبقات
الواطئة من اذناب الاعراب، فنبي‏العظمة الذي يهزابالطود في
وقاره، ويزري بالبحر في‏معارفه، وكان كما وصفه ابو سعيد
الخدري اشد حياءمن العذراء في‏خدرها ((924)) وكان اذا كره
شيئا عرفناه في وجهه. وقد ادبه اللّه تعالى فلم يدع فيه من
شائنة، وهذبه حتى‏استعظم خلقه الكريم بقوله تعالى: (وانك
لعلى خلق عظيم) ((925))، لا يستسيغ ذو لب مؤمن به
وبفضله ان‏يعزو اليه مثل هذا التخلع الشائن.
على ان الشريعة التي صدع بها جعلت الافخاذ عورة وامرت
بسترها:
1 اخرج احمد امام الحنابلة في مسنده ((926)) (5/290)،
بالاسناد عن محمد بن جحش ختن النبي(ص) ان‏النبي(ص)
مر على معمر ((927)) بفناء المسجد محتبيا كاشفا عن طرف
فخذه، فقال له النبي (ص): «خمر فخذك يامعمر فان الفخذ
عورة‏».
وفي لفظ باسناد آخرمن طريق ابن جحش، قال: مر النبي (ص)
وانا معه على معمر وفخذاه مكشوفتان،فقال: «يا معمر غط
فخذيك فان الفخذ[ين] ((928)) عورة‏».
واخرجه البخاري ((929)) بهذا الطريق وطريقي ابن عباس
وجرهد في صحيحه باب ما يذكر في الفخذ (1/138)ثم ذكر
من طريقي انس ان النبي (ص) حسر عن فخذه، فقال: حديث
انس اسند، وحديث جرهد احوط،واخرجه من طريق ابن جحش
في تاريخه (1 قسم‏1/12)، واخرجه البيهقي في سننه (2/228)،
والحاكم‏في‏المستدرك ((930)) (4/180).
قال ابن حجر في الاصابة (3/448): اخرجه احمد والحاكم
وصححه، واخرجه ابن قانع من وجه آخر عن‏الاعرج عن معمر
ان النبي (ص) مر به وهو كاشف عن فخذه. الحديث.
وقال العسقلاني في فتح الباري ((931)) (1/380): رجاله
رجال الصحيح غير ابي كثير، فقد روى عنه جماعة لكن‏لم اجد
فيه تصريحا بتعديل، وقد اخرج ابن قانع هذا الحديث من
طريقه ايضا. ووقع لي حديث محمد بن‏جحش مسلسلا
بالمحمدين من ابتدائه الى انتهائه وقد امليته في الاربعين
المتباينة.
وذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (2/52) عن احمد
والطبراني في الكبير ((932)) فقال: رجال احمدثقات.
2 عن علي (رضى‏ا...عنه) مرفوعا: «لا تبرز فخذك فخذيك
ولا تنظر الى فخذ حي ولا ميت‏».
اخرجه ((933)) : البيهقي في سننه (2/228)، والحاكم في
المستدرك (4/180)،والبزار كما في نيل الاوطار(2/48).
3 عن جرهد الاسلمي قال: مر رسول اللّه (ص) وعلي بردة
وقد انكشفت فخذي، فقال: «غط فخذك‏فان الفخذ عورة‏».
اخرجه ((934)) : البخاري في صحيحه كما سمعت تعليقا،
ورواه مالك في الموطا وابو داود واحمد والترمذي وقال:حسن.
وذكره القسطلاني في ارشاد الساري عن مالك‏والترمذي فقال:
وصححه ابن حبان، وذكر الشوكاني‏في نيل الاوطار (2/50)
تصحيح ابن حبان اياه، واخرجه البيهقي في سننه (2/228) من
طريقين، والحاكم في‏المستدرك (4/180).
4 عن ابن عباس: مر رسول‏اللّه (ص) على رجل وفخذه
خارجة، فقال: «غط فخذيك، فان فخذ الرجل‏من عورته‏».
اخرجه ((935)) : البخاري تعليقا كما مر، ورواه الترمذي
واحمد في مسنده (1/275)، والبيهقي في سننه (2/228)فقال:
قال الشيخ: وهذه ((936)) اسانيد صحيحة يحتج بها، واخرجه
الحاكم في المستدرك (4/181).
5 اخرج الدارقطني في سننه ((937)) من طريق عبداللّه بن
عمر، قال: قال رسول‏اللّه(ص): «مروا صبيانكم‏بالصلاة في سبع
سنين، واضربوهم عليها في عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع،
واذا زوج احدكم امته عبده اواجيره فلا ينظر الى ما دون السرة
وفوق الركبة، فان ما تحت السرة الى الركبة من العورة‏».
واخرجه ((938)) : احمد في مسنده (2/187) ولفظه: «فلا
ينظرن الى شي‏ء من عورته فانما اسفل من سرته الى‏ركبتيه من
عورته‏» وذكره الزيلعي في نصب الراية (1/296) نقلا عن
الدارقطني وابي داود واحمد والعقيلي‏فقال: وله طريق آخر
عندابن عدي في الكامل. واخرجه البيهقي في سننه (2/229)
من اربعة طرق، وذكره‏القسطلاني في ارشاد الساري (1/389).
6 اخرج الدارقطني في سننه ((939)) (ص‏85)، والبيهقي في
سننه (2/229) من طريق ابي ايوب مرفوعا: «مافوق الركبتين
من العورة وما اسفل من السرة من‏العورة‏». وذكره الزيلعي في
نصب الراية (1/297).
هذه الاحاديث اخذها الاعلام ائمة الفقه والفتيا وذهبوا الى ان
الفخذ عورة، وهو راي اكثر العلماء كما قال‏النووي ((940))،
والجمهور كما قاله القسطلاني والشوكاني ((941))، قال ابن
رشد في بداية المجتهد ((942)) (1/111): ذهب
مالك‏والشافعي الى ان حد العورة من الرجل ما بين السرة الى
الركبة، وكذلك قال ابو حنيفة. وقال قوم: العورة‏هما السواتان
فقط من الرجل، وسبب الخلاف في ذلك اثران متعارضان
كلاهما ثابت، احدهما: حديث‏جرهد: ان النبي (ص) قال:
«الفخذ عورة‏»، والثاني: حديث انس: ان النبي (ص) حسر عن
فخذه وهوجالس مع اصحابه، ثم ذكر قول البخاري المذكور.
وقال القسطلاني في ارشاد الساري ((943)) (1/389): قال
الجمهور من التابعين وابو حنيفة ومالك في
اصح‏اقواله،والشافعي واحمد في اصح روايتيه، وابو يوسف
ومحمد: الفخذ عورة. وذهب ابن ابي ذئب وداود واحمد
في‏احدى روايتيه،والاصطخري من الشافعية وابن حزم الى انه
ليس بعورة.
وفي الفقه على المذاهب الاربعة ((944)) (1/142): اما عورة
الرجل خارج الصلاة فهي ما بين سرته وركبته،فيحل النظر الى
ما عدا ذلك من بدنه مطلقا عند امن الفتنة. وفيه: قال المالكية
والشافعية: ان عورة الرجل‏خارج الصلاة تختلف باختلاف الناظر
اليه، فبالنسبة للمحارم والرجال هي ما بين سرته وركبته،
وبالنسبة‏للاجنبية منه هي جميع بدنه، الا ان المالكية استثنوا
الوجه والاطراف وهي الراس واليدان والرجلان،فيجوز
للاجنبية النظر اليها عند امن التلذذ، والا منع، خلافا للشافعية
فانهم قالوا: يحرم النظر الى ذلك‏مطلقا.
وقال الشوكاني في نيل الاوطار ((945)) (2/49) بعد ذكر
حديث علي امير المؤمنين المذكور مرفوعا: والحديث‏يدل على
ان الفخذ عورة، وقد ذهب الى ذلك العترة والشافعي وابو
حنيفة، قال النووي: ذهب اكثر العلماءالى ان الفخذ عورة. وعن
احمد ومالك في رواية: العورة القبل والدبر فقط. الى ان قال:
والحق ان الفخذ من‏العورة، وحديث علي هذا، وان كان غير
منتهض على الاستقلال، ففي الباب من الاحاديث ما
يصلح‏للاحتجاج به على المطلوب. وقال بعد ذكر حديث جرهد:
الحديث من ادلة القائلين بان الفخذ عورة وهم‏الجمهور. انتهى.
هب ان النهي عن كشف الافخاذ تنزيهي الا انه لا شك في ان
سترها ادب من آداب الشريعة، ومن لوازم‏الوقار، ومقارنات
الابهة، ورسول اللّه (ص) اولى برعاية هذا الادب الذي صدع به
هو. قال ابن رشد في‏تمهيدات المدونة الكبرى (1/110): والذي
اقول به ان ما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام في الفخذ
ليس‏باختلاف تعارض، ومعناه انه ليس بعورة يجب سترها فرضا
كالقبل والدبر وانه عورة يجب سترها في‏مكارم الاخلاق
ومحاسنها، فلا ينبغي التهاون بذلك في المحافل والجماعات
ولا عند ذوي الاقدار والهيئات،فعلى هذا تستعمل الاثار كلها
واستعمالها كلها اولى من اطراح بعضها. انتهى.
فعلى كلا التقديرين نحاشي نبي العظمة والجلال ان يكشف
عن فخذيه في الملا غير مكترث للحضور وهواشد حياء من
العذراء ولا يابه بهم حتى ياتي رضيع ثدي الحياء، وربيب بيت
القداسة، وليد آل امية، اشدالامة حياء، وقد قتلته افعاله النائية
عن تلك الملكة الفاضلة.
ولا يهولنك وجود الرواية في، الصحيحين فانهما كما قلنا
عنهما علبتا السفاسف وعيبتا السقطات وفيهمامن المخازي
والمخاريق ما شوه سمعة التاليف، وفت في عضد علم الحديث،
ولعلنا سوف ندعم ما ادعيناه‏بالبرهنة الصادقة ان شاء اللّه تعالى،
وليتهما اقتصرا من الخزاية على رواية كشف الفخذ فحسب ولم
يخرجاتعريه(ص) بين الناس. اخرج البخاري في صحيحه باب
بنيان الكعبة ((946)) (6/13)، ومسلم في
صحيحه((947))(1/184) من طريق جابر بن عبداللّه، قال: لما
بنيت الكعبة ذهب النبي(ص) وعباس ينقلان حجارة،فقال
العباس للنبي (ص): اجعل ازارك على عاتقك يقيك من
الحجارة. ففعل، فخر الى الارض وطمحت‏عيناه الى السماء، ثم
قام فقال: ازاري ازاري، فشد عليه ازاره.
وفي لفظ لمسلم ((948)): ان رسول اللّه (ص) كان ينقل معهم
الحجارة للكعبة وعليه‏ازاره، فقال له العباس عمه:يابن اخي لو
حللت ازارك فجعلته على منكبك دون الحجارة. قال: فحله
فجعله على منكبيه فسقط مغشياعليه، قال: فما رؤي بعد ذلك
اليوم عريانا.
وفي قصة لابن هشام في السيرة ((949)) (1/197) قال: كان
رسول اللّه (ص) فيما ذكر لي يحدث عما كان[اللّه]يحفظه به
في صغره وامر جاهليته انه قال: لقد رايتني في غلمان قريش
ننقل حجارة لبعض ما يلعب به‏الغلمان، كلنا قد تعرى واخذ
ازاره فجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة، فاني لاقبل معهم
كذلك وادبر، اذلكمني لا كم ما اراه، لكمة وجيعة ثم قال: شد
عليك ازارك، قال: فاخذته وشددته علي، ثم جعلت
احمل‏الحجارة على رقبتي، وازاري علي من بين اصحابي.
هلموا معي ايها المسلمون جميعا نسائل هذين الرجلين
صاحبي الصحيحين اهذا جزاء نبي العظمة على‏جهوده، وحق
شكره على اصلاحه؟ اهذا من اكباره وتعظيمه؟ اصحيح ان
محمدا (ص) كان يمشي بين ملاالعمال عاريا قد نضا عنه ثيابه،
والقى عنه ازاره، غير ساتر عن الحضور عورته؟ وكان عمره
(ص) يومئذخمسا وثلاثين سنة كما قال ابن اسحاق ((950)).
هب ان رواة السوء اخرجوه لغاية مستهدفة، لكن ما المبرر
للرجلين ان يستصحاه ويثبتاه في صحيحيهماكاثر ثابت؟
ايحسبان ان هذا العمل الفاضح من مصاديق ما اثبتاه له (ص)
وهو الصحيح الثابت من انه(ص) كان اشد حياء من العذراء؟
((951)) وهل تجد في العذراء من يستبيح هذه الخلاعة؟ لاها
اللّه، لاها اللّه.
او يحسبان صاحب هذا المجون غير نبي الاسلام الذي نهى
جرهدا ومعمرا عن كشف فخذيهما لانهما عورة؟او ينهى (ص)
عن كشف الفخذ يوما ويكشف هو عمافوقها يوما آخر؟ او من
الهين ان نعتقد ان الفخذعورة لكن ما يعلوها من السواة ليس
بعورة؟
هلم معي نعطف النظرة بين ما اثبته الصحيحان على رسول
اللّه (ص) وبين ما جاء به احمد في مسنده((952))(1/74) عن
الحسن البصري، انه ذكر عثمان وشدة حيائه فقال: ان كان
ليكون في البيت والباب عليه مغلق‏فما يضع عنه الثوب ليفيض
عليه الماء يمنعه الحياء ان يقيم صلبه ((953)) انظر الى حياء
نبي العصمة والقداسة،وحياء وليد الشجرة المنعوتة في القرآن،
وشتان بينهما!!
اوليس هذا النبي الاعظم هو الذي ساله معاوية بن حيدة فقال
له: يا رسول اللّه عوراتنا ما ناتي منها ومانذر؟ قال (ص): «احفظ
عورتك الا من زوجتك او ما ملكت يمينك‏» قال: فاذا كان القوم
بعضهم في بعض؟قال: «ان استطعت ان لا يراها احد فلا يرينها».
قال: فاذا كان احدنا خاليا؟ قال: «فاللّه تبارك وتعالى احق‏ان
يستحيا منه‏» ((954)).
لقد اغرق (ص) نزعا في ستر العورة حتى انه لم يرض بكشفها
والمرء خال حياء من اللّه تعالى، واستدل به‏من قال: ان التعري
في الخلاء غير جائز مطلقا ((955)). لكن من عذيري من
صاحبي الصحيحين حيث يحسبان انه(ص) كشفها بملا من
الاشهاد؟ واللّه من فوقهم رقيب. وعلى فرضه وهو فرض محال
فاين الحياءالمربي‏على حياء العذراء؟ واين الحياء من اللّه؟
غفرانك اللهم هذا بهتان عظيم.
هل يحسب الشيخان ان ذلك الحياء فاجاه (ص) بعد هذه
الوقائع او الفظائع، وما كان غريزة فيه منذ صيغ‏في بوتقة
القداسة؟ ان كانا يزعمان ذلك فبئس ما زعما، وان الحق الثابت
انه (ص) كان نبيا وآدم بين الروح‏والجسد ((956)) وقد
اكتنفته الغرائز الكريمة كلها منذ ذلك العهد المتقادم، شرع
سواء في ذلك وهو في عالم الانوار،او في‏عالم الاجنة، وفي ادوار
كونه رضيعا وطفلا ويافعا وغلاما وكهلا وشيخا، صلى اللّه عليه
وآله وسلم يوم‏ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.
اوليس مسلم هو الذي يروي من طريق المسور بن مخرمة انه
قال: اقبلت بحجر ثقيل احمله وعلي ازارخفيف فانحل ازاري
ومعي الحجر لم استطع ان امنعه حتى بلغت به الى موضعه،
فقال رسول اللّه (ص):«ارجع الى ازارك فخذه ولا تمشوا عراة‏»
؟ ((957))
افمن المستطاع ان يقال: انه (ص) ينهى مسورا عن المشي
عاريا ويزجره عن حمل الحجر كذلك ويرتكب‏هو ما نهى عنه؟
ان هذا لشي‏ء عجاب.
واعجب منه انه (ص) كان يرى ان المشرك اذا شاهد الناظر
المحترم لم يكشف‏عن عورته، فكيف هوبنفسه؟
جاء في السير في قصة الغار، ان رجلا كشف عن فرجه وجلس
يبول، فقال ابوبكر: قد رآنا يا رسول اللّه،قال: «لو رآنا لم يكشف
عن فرجه‏». فتح الباري ((958)) (7/9).
واعجب من الكل انه (ص) كان يرى لعورة الصغير حرمة كما
جاء في صحيح اخرجه الحاكم في‏المستدرك ((959))
(3/257) من طريق محمد بن عياض، قال: رفعت الى رسول
اللّه (ص) في صغري وعلي‏خرقة‏وقد كشفت عورتي، فقال: «غط
وا حرمة عورته فان حرمة عورة الصغير كحرمة عورة الكبير، ولا
ينظراللّه الى كاشف عورة‏».
وانى يصح حديث الشيخين ان صح ما مر عن ابن هشام
(ص‏286) من قصة لعبه (ص) مع الغلمان في‏صغره وقد حل
ازاره وجعله على رقبته، اذ لكمه لاكم فاوجعه، وهتف بقوله:
شد عليك ازارك. ابعد تلكم‏اللكمة وذلك الهتاف عاد (ص) الى
ما نهي عنه لما كبر وبلغ مبلغ الرجال؟
وكيف يتفق حديث الشيخين مع ما اخرجه البزار من طريق ابن
عباس قال: كان (ص) يغتسل وراءالحجرات وما راى احد عورته
قط. وقال: اسناده حسن ((960)). وابلغ من ذلك مارواه
القاضي عياض في‏الشفا ((961))(1/91) عن عائشة غ قالت: ما
رايت فرج رسول اللّه (ص) قط.
كوني انت يا ام المؤمنين حكما عدلا بيننا وبين رواة السفاسف،
واحكمي قسطا فيمن يعزو الى بعلك‏المقدس مما يربي بنفسه
عنه كل سافل ساقط، ويقولون: ان رجلا لم ير عورته قط احد
حتى حليلته، وانت‏من اطلع الناس على خلواته وسرياته، كان
يحمل الحجر بين العمال عاريا وقد حل ازاره وجعله
على‏منكبيه!
ايهما صحيح عنك يا ام المؤمنين مما اسندوه اليك؟ احديثك
هذا؟ ام ما حدثت به ان كنت حدثت به من‏حديث عثمان
مشفوعا بما ثبت عن بعلك (ص) من ان الفخذ عورة؟
وكاني بام المؤمنين تقول: حسبك ايها السائل لقد منيت
بالكذابة كما مني بها بعلي (ص) قبلي، (كبرت كلمة‏تخرج من
افواههم ان يقولون الا كذبا) ((962)).
وسيعلم المبطلون غب ما فرطوا في جنب رسول اللّه (ص) غلوا
في فضائل اناس آخرين، ونعم الحكم اللّهغدا والخصيم محمد
(ص).
ليت شعري هل كانت عائشة تعتقد باستقرار ملكة الحياء في
عثمان في كل تلك المدة التي روت عن اولياتهاحديث
الفخذين، وطفقت في اخرياتها تثير الناس على عثمان وتقول
فيه تلكم الكلم القارصة الفظة التي‏اسلفناها في هذا الجزء
صفحة (77 86) ولم تفتا حتى اوردته حياض المنية؟ وهل
كانت ترى استمرارحياء الملائكة منه طيلة ما بين الحدين؟! او
انها ترتئي انفصام عراه بتقطع حلقات ما اثبتت له
من‏ملكة‏الحياء؟ ولذلك قلبت عليه ظهر المجن، فان كان‏الاول
فما المبرر للهجاته الاخيرة؟ وان كان غيره‏فالحديث باطل ايضا
لان تبجيل عالم الملكوت لا يكون الا على حقيقة مستوعبة
لمدة حياة الانسان كلها،والتظاهر بالفضل المنصرم لاحقيقة له
تكبرها الملائكة‏وتستحي من جهتها، هذا ان لم تعد ام
المؤمنين عليناجوابها الاول مرة اخرى من انها منيت بالكذابة،
كما انه جوابها المطرد في كل ما يروى عنها من فضل‏عثمان،
وانها كلها من ولائد عهد معاوية المحشو بالاكاذيب والمفتريات
طمعا في رضائخه.
3 اخرج الطبراني ((963)) من حديث ابي معشر البراء
البصري، عن ابراهيم بن عمر بن ابان بن عثمان، عن ابيه‏عمر
بن ابان، عن ابيه ابان بن عثمان بن عفان، قال: سمعت عبداللّه
بن عمر يقول: بينما رسول اللّه (ص)جالس وعائشة وراءه اذ
استاذن‏ابو بكر فدخل، ثم استاذن عمر فدخل، ثم استاذن سعد
بن مالك فدخل،ثم استاذن عثمان بن عفان فدخل ورسول اللّه
(ص) يتحدث كاشفا عن ركبته فرد، ثوبه على ركبته
حين‏استاذن عثمان وقال لامراته: استاخري، فتحدثوا ساعة ثم
خرجوا، فقالت عائشة: يا نبي اللّه دخل ابي‏واصحابه فلم تصلح
ثوبك على ركبتك ولم تؤخرني عنك، فقال النبي (ص): الا
استحي من رجل تستحي‏منه الملائكة؟ والذي نفسي بيده ان
الملائكة لتستحي من عثمان كما تستحي من اللّه ورسوله، ولو
دخل‏وانت‏قريب مني لم يتحدث، ولم يرفع راسه حتى يخرج.
ذكره ابن كثير في تاريخه ((964)) (7/203) فقال: هذا حديث
غريب وفي سنده ضعف. واوعز الذهبي اليه في‏الميزان
((965)) (2/250) فقال: قال البخاري ((966)): في حديث عمر
بن ابان نظر.
قال الاميني : هذه الرواية لدة ما اسلفناه من مسلم واحمد
مشفوعا بتفنيده وابطاله ونزيدك هاهنا: ان البراءابا معشر
البصري ضعفه ابن معين، وقال ابوداود: ليس بذاك ((967))،
وفيها ابراهيم بن عمر بصري اموي‏حفيد الممدوح، قال ابو
حاتم ((968)): ضعيف الحديث، وقال ابن ابي حاتم: ترك ابو
زرعة حديثه فلم يقراه‏علينا. وقال‏ابن حبان ((969)): لا يحتج
بخبره اذا انفرد ((970))، وقال ابن عدي ((971)): حدثنا ابو
يعلى، عن المقدمي،عن ابي معشر، عن ابراهيم بن عمر بن ابان
باحاديث كلها غير محفوظة منها: ان النبي(ص) اسر الى
عثمان‏انه يقتل ظلما ((972)).
4 اخرج الطبراني من طريق ابي مروان محمد بن عثمان
الاموي العثماني، عن ابيه عثمان بن خالد حفيد عثمان‏بن
عفان، عن مالك، عن ابي الزناد مولى بنت عثمان عن
الاعرج، عن ابي هريرة ان رسول اللّه (ص)قال: عثمان حيي
تستحي منه الملائكة ((973)).
قال الامنيي : في الاسناد ابو مروان محمد، قال صالح الاسدي:
يروي عن ابيه المناكير، وقال ابن حبان ((974)):يخطئ
ويخالف ((975)).
وفيه عثمان بن خالد، قال البخاري ((976)): عنده مناكير،
وقال النسائي: ليس بثقة،وقال العقيلي ((977)): الغالب
على‏حديثه الوهم، وقال ابو احمد: منكر الحديث، وقال ابن
عدي ((978)): احاديثه كل ها غير محفوظة، وقال‏الساجي:
عنده مناكير غير معروفة، وقال الحاكم وابو نعيم: حدث عن
مالك وغيره باحاديث موضوعة ((979))،وقال ابن‏حبان
((980)): يروي المقلوبات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به
، وقال السندي في شرح سنن ابن‏ماجة (1/53) في ((981))
حديث ياتي: اسناده ضعيف، فيه عثمان بن خالد وهو ضعيف
باتفاقهم.
وقد فصلنا القول قبيل هذا في حياء الرجل بما لا مزيد عليه،
وبذلك تعلم ان الحديث باطل وان‏صح‏اسناده، فكيف به
واسناده اوهن من متنه؟!
5 اخرج ابو نعيم في حلية الاولياء (1/56) من طريق هشيم
ابي نصر التم ار، عن الكوثر بن حكيم، عن‏نافع، عن ابن عمر،
قال: قال رسول اللّه (ص): اشد امتي حياء عثمان بن عفان.