وله في‏تمام المتون ((2484)) (ص‏220) قوله:
ولقد كسوتك من قريضي حلة
جلت عن التلفيق والترقيع
حسنت برقم من جلالك فاغتدت
كالروض في التسهيم والترصيع
وذكر في تمام المتون ((2485)) (ص‏226) قوله:
احمل قلبي كل يوم وليلة
هموما على من لا افوز بخيره
كما سود القصار في الشمس وجهه
حريصا على تبييض ثوب لغيره
قال ابن حجة في الخزانة ((2486)) (ص‏338): ولد سنة (601)
وتوفي (672) بمصر، وزاد فيه ابن كثيرفي البداية والنهاية
((2487)) يوم وفاته وشهره: ثاني عشر شوال، وهكذا ارخ
ولادته ووفاته من‏ارخهما من المؤلفين، غير ان صاحب شذرات
الذهب شذ عنهم وعده ممن توفي سنة (679) وقال: توفي
في‏شوال وله ست وسبعون سنة او نحوها ودفن بالقرافة
. واللّه العالم. ((2488))

(62) القاضي نظام الدين
المتوفى (678)
للّه دركم يا آل ياسينا
يا انجم الحق اعلام الهدى فينا
لا يقبل اللّه الا في محبتكم
اعمال عبد ولا يرضى له دينا
ارجو النجاة بكم يوم المعاد وان
جنت يداي من الذنب الافانينا
بلى اخفف اعباء الذنوب بكم
بلى اثقل في الحشر الموازينا
من لا يواليكم في اللّه لم ير من
قيح اللظ‏ى وعذاب القبر تسكينا
لاجل جدكم الافلاك قد خلقت
لولاه ما اقتضت الاقدار تكوينا
من ذا كمثل علي في ولايته
ما مبغضيه ارى الا مجانينا ((2489))
اسم على العرش مكتوب كما نقلوا
من يستطيع له محوا وترقينا ((2490))
من حجة اللّه والحبل المتين ومن
خير الورى وولاه الحشر يغنينا
من المبارز في وصف الجلال ومن
اقام حقا على القطع البراهينا
من مثله كان ذا جفر وجامعة
له يدون سر الغيب تدوينا
ومن كهارون من موسى اخوته
للخلق بين خير الرسل تبيينا
مهما تمسك بالاخبار طائفة
فقوله وال من والاه يكفينا
يوم الغدير جرى الوادي فطم على
قوي قوم هم كانوا المعادينا
شبلاه ريحانتا روض الجنان فقل
في طيب ارض نمت تلك الرياحينا

ما يتبع الشعر
تناهز القصيدة(42) بيتا، ذكرها القاضي المرعشي في مجالس
المؤمنين ((2491)) (ص‏226).
وبقوله:
لاجل جدكم الافلاك قد خلقت
لولاه ما اقتضت الاقدار تكوينا
اشار الى ما اخرجه الحاكم وصححه في المستدرك ((2492))
(2/615) عن ابن عباس(رضى‏ا...عنه)قال: اوحى اللّه الى عيسى
(ع): يا عيسى، آمن بمحمد وامر من ادركه من امتك ان يؤمنوا
به، فلولا محمد ماخلقت آدم، ولولا محمد ما خلقت الجنة
والنار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه: لا
اله‏الا اللّه، محمد رسول اللّه، فسكن.
وذكره السبكي في شفاء السقام ((2493)) (ص‏121) واقر
صحته، وكذلك الزرقاني في شرح المواهب(1/44) وقال:
اخرجه ابو الشيخ في طبقات الاصفهانيين ((2494))، وصححه
الحاكم واقره‏السبكي ((2495)) والبلقيني في فتاواه.
واخرج الحاكم ((2496)) بعده حديثا وصححه وفيه نحو دلالة
على ما نرتئيه ولفظه:
قال رسول اللّه (ص): «لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب،
اسالك بحق محمد لما غفرت لي، فقال اللّه: يا آدم،وكيف عرفت
محمدا ولم اخلقه؟ قال: يارب، لانك لما خلقتني بيدك
ونفخت في من روحك، رفعت راسي‏فرايت على قوائم العرش
مكتوبا: لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه، فعلمت انك لم تضف الى
اسمك الا احب‏الخلق اليك، فقال اللّه: صدقت يا آدم، انه لاحب
الخلق الي، ادعني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد
ماخلقتك‏».
واخرجه البيهقي في دلائل النبوة ((2497)) وهو الكتاب الذي
قال فيه الذهبي: عليك به فكله هدى‏ونور، والطبراني في
المعجم الصغير ((2498))، واقر صحته السبكي في شفاء السقام
(ص‏120)،والسمهودي في وفاء الوفا ((2499))(ص‏419)،
والقسطلاني في المواهب اللدنية ((2500))،والزرقاني في
شرحه (1/44)، والعزامي في فرقان القرآن (ص‏117).
كتبنا هذا المختصر لايقاف القارئ‏على بطلان ما لابن تيمية
ومن غزل غزله امثال القصيمي من جلبة ولغط،حتى يكون
على بصيرة من فضل النبي الاقدس(ص).

الشاعر
نظام الدين محمد ابن قاضي القضاة اسحاق بن المظهر
الاصبهاني، احد اعيان ادباء الطائفة، واوحديها في‏الفنون
والفضائل، قاضي القضاة في الاقطار العراقية، مخالطا مع
خواجة شمس الدين محمد الجويني الملقب‏بصاحب الديوان،
المتوفى (683) وله فيه مدائح، منها قوله:
ما الناس الا كالقريض وانما
بيت القصيدة صاحب الديوان
شمس الممالك تزدهي بعلائها
وبهاء دست الملك والايوان
وله في رثاء ولده خواجة بهاء الدين محمد قصيدة تناهز (58)
بيتا، ذكرها القاضي في مجالسه ((2501))(ص‏438) مطلعها:
ما للظلام يغط‏ي وجهة الافق
ما للرواسي اضطربن اليوم من قلق
ما للحظوظ تولي القوم اظهرها
ما للنوائب تبدي صفحة العنق
بكى السماء وضج الارض وانكدرت
زهر النجوم وطاشت انفس الفرق
اليوم يوم لعمري كاسمه فقدت
به العلى والنهى انسانة الحدق
مولى الانام بهاء الدين صاحبنا
مضى فبدل صفو العيش بالرنق
وتخلص في غديريته المذكورة الى مدح خواجة بهاء الدين،
وكتب باسم اخي صاحب الديوان: علاء الدين‏خواجة عطاء
الملك الجويني، المتوفى (681) ديوان رباعياته، وله شعر يمدح
به سلطان المحققين خواجه‏نصير الدين الطوسي،
المتوفى(672).
توجد ترجمته في مجالس المؤمنين ((2502)) (ص‏226)،
وتاريخ آداب اللغة ((2503)) (3/13)وقال: توفي سنة (678)،
له ديوان اسمه: ديوان المنشئات، في المتحف البريطاني،
وذكره صاحب رياض الجنة‏ في الروضة الرابعة في عد
العلماء، وقال: له رسالته القوسية، كتب بعض اعلام نيسابور
شرحا عليهاواثنى عليه في شرحه بقوله:
اقضى قضاة العالم، مفتي طوائف الامم، منشئ البدائع
والعجائب... الخ.
ومن دوبيتاته في كشكول شيخنا البهائي ((2504)) (1/109):
انتم لظلام قلبي الاضواء
فيكم لفؤادي جمعت اهواء
يروي الظما ادكاركم لا الماء
##داويت بغيركم فزاد الداء
اوصيتك بالجد فدع من ساخر
فاخر بفضيلة التقى من فاخر
لا ترج سوى الرب لكشف البلوى
لا تدع مع اللّه الها آخر
ما لي وحديث وصل من اهواه
حسبي بشفاء علتي ذكراه
هذا واذا قضيت نحبي اسفا
يكفيني ان اعد من قتلاه
وافى فجذبت عطفه الميادا
شوقا فطلبت قبلة فانقادا
حاولت وراء ذاك منه نادى
لا تطلب بعد بدعة الحادا
قالوا انته عنه انه ما صدقا
ما اجهل من بوعده قد وثقا
لا لا فنتيجة الهوى صادقة
مع كذب مقدمات وعد سبقا
وذكر له القاضي في المجالس ((2505)) قوله:
لم ارض سوى هدي نبي وولي
لا اتبع الباطل والحق جلي
في الشر تراني ابن حرب بطلا
لكن انا من شيعة مولاي علي
وذكر له العلا مة النراقي في الخزائن (ص‏115):
مذ غبت الم في سقام والم
كم اصبر في هواك كم اصبر كم
يا بدر الى وصالي ارجع وارحم
يا بدر الم يان الم يان الم

(63) شمس الدين محفوظ
المتوفى حدود (690)
راق الصبوح ورقت الصهباء
وسرى النسيم وغنت الورقاء
وكسا الربيع الارض كل مدبج
ليست تجيد مثاله صنعاء
فالارض بعد العري اما روضة
غناء او ديباجة خضراء
والطير مختلف اللحان فنائح
ومطرب مالت به الاهواء
والماء بين مدرج ومجدول
ومسلسل جادت به الانواء
وسرى‏النسيم على الرياض فضمخت
اثوابه عطرية نكباء ((2506))
كمديح آل محمد سفن النجا
فبنظمه تتعطر الشعراء
الطيبون الطاهرون الراكعو
ن الساجدون السادة النجباء
منهم علي الابطحي الهاشمي
اللوذعي اذا بدت ضوضاء
ذاك الامير لدى الغدير اخو البشي
ر المستنير ومن له الانباء
طهرت له الاصلاب من آبائه
وكذاك قد طهرت له الابناء
افهل يحيط الواصفون بمدحه
والذكر فيه مدائح وثناء
ذو زوجة قد ازهرت انوارها
فلاجل ذلكم اسمها الزهراء
وائمة من ولدها سادت بها ال
متاخرون وشرف القدماء
مبداهم الحسن الزكي ومن الى
انسابه تتفاخر الكرماء
والطاهر المولى الحسين ومن له
رفعت الى درجاتها الشهداء
والندب زين العابدين الماجد الن
دب الامين الساجد البكاء
والباقر العلم الشريف محمد
مولى جميع فعاله آلاء
والصادق المولى المعظم جعفر
حبر مواليه هم السعداء
وامامنا موسى بن جعفر سيد
بضريحه تتشرف الزوراء
ثم الرضا علم الهدى كنز التقى
باب الرجا محيي الدجى الجلا ء
ثم الجواد مع ابنه الهادي الذي
تهدي الورى آياته الغراء
والعسكري امامنا الحسن الذي
يغشاه من نور الجلال ضياء
والطاهر ابن الطاهرين ومن له
في الخافقين من البهاء لواء
من يصلح الارضين بعد فسادها
حتى يصاحب ذئبهن الشاء
انا يابن عم محمد اهواكم
وتطيب مني فيكم الاهواء
واكفر الغالين فيك والعن ال
قالين انهم لدي سواء ((2507))

الشاعر
الشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح بن محمد ابو محمد
الحلي الاسدي، قطب من اقطاب الفقاهة، وطودراس للعلم
والادب، كان متكئا على اريكة الزعامة الدينية، ومرجعا في
الفتوى، ومنتجعا لحل المشكلات،وكهفا تاوي اليه العفاة،
والحكم الفاصل للدعاوي، ومن مشايخ الاجازة الراوين عن
الشيخ نجم الدين‏المحقق الحلي المتوفى (667)، ويروي عنه
الحافظ المحقق كمال الدين علي ابن الشيخ شرف الدين
الحسين بن‏حماد الليثي الواسط‏ي، ويروي عنه شارح القصائد
السبع العلويات لابن ابي الحديد بشرحه الموسوم بغررالدلائل،
قال في اول الشرح:
كنت قرات هذه القصائد على شيخي الامام العالم، الفقيه
المحقق، شمس الدين ابي محمد محفوظ بن وشاح آقدس اللّه
روحه وذلك بداره بالحلة في صفر من سنة ثمانين وستمائة،
ورواها لي عن ناظمها وراقم علمها.
قال الاميني: احسب ان شارح القصائد هو صفي الدين محمد
بن الحسن بن ابي الرضا العلوي البغدادي،صاحب البائية في
رثاء المترجم، واللّه العالم.
جرت بين شيخنا المترجم وبين شيخه المحقق الحلي
مكاتبات، منها ما ذكره شيخنا صاحب المعالم في
اجازته‏الكبيرة ((2508))، قال نقلا عن الشهيد الاول
: ((2509))
انه كتب الى الشيخ المحقق نجم الدين السعيد ابياتا، من
جملتها:
اغيب عنك واشواقي تجاذبني
الى لقائك جذب المغرم العاني
الى لقاء حبيب شبه بدر دجى
وقد رماه باعراض وهجران
ومنها:
قلبي وشخصك مقرونان في قرن
عند انتباهي وعند النوم يغشاني
حللت مني محل الروح في جسدي
فانت ذكري في سري واعلاني
لولا المخافة من كره ومن ملل
لطال نحوك تردادي واتياني
يا جعفر بن سعيد يا امام هدى
يا اوحد الدهر يا من ما له ثاني
اني بحبك مغرى غير مكترث
بمن يلوم وفي حبيك يلحاني
فانت سيد اهل الفضل كلهم
لم يختلف ابدا في فضلك اثنان‏ومنها:
في قلبك العلم مخزون باجمعه
تهدي به من ضلال كل حيران
وفوك فيه لسان حشوه حكم
تروي به بزلال كل ظمن
وفخرك الراسخ الراسي وزنت به
رضوى فزاد على رضوى وثهلان
وحسن اخلاقك اللا تي فضلت بها
كل البرية من قاص ومن دان
تغني عن الماثرات الباقيات ومن
يحصي جواهر اجبال وكثبان
يا من علا درج العلياء مرتقيا
انت الكبير العظيم القدر والشان
فاجابه المحقق بقوله:
لقد وافت قصائدك العوالي
تهز معاطف اللفظ الرشيق
فضضت ختامهن فخلت اني
فضضت بهن عن مسك فتيق
وجال الطرف منها في رياض
كسين بناضر الزهر الانيق
فكم ابصرت من لفظ بديع
يدل به على المعنى الدقيق
وكم شاهدت من علم خفي
يقرب مطلب الفضل السحيق
شربت بها كؤوسا من معاني
غنيت بشربهن عن الرحيق
ولكني حملت بها حقوقا
اخاف لثقلهن من العقوق
فسر يا ابا الفضائل بي رويدا
فلست اطيق كفران الحقوق
وحمل ما اطيق به نهوضا
فان الرفق انسب بالصديق
فقد صيرتني لعلاك رقا
ببرك بل ارق من الرقيق
وكتب بعدها نثرا توجد جملة منه في الاجازات.
لم نقف على تاريخي ولادة شيخنا شمس الدين ووفاته، غير انا
نقطع بحياته الى‏سنة (680)، وقد قرب العلا مة‏السماوي وفاته
بسنة تسعين بعد الستمائة، وللباحث ان يقف على مواقفه
العظيمة في الفضائل بالقصائد التي‏رثاه بها اعلام عصره، منها
رثاء العلا مة الحجة الفقيه الصالح صفي الدين محمد بن
الحسن ابي الرضا العلوي‏البغدادي، يقول في قصيدته:
مصاب اصاب القلب منه وجيب
وصابت لجفن العين فيه غروب
يعز علينا فقد مولى لفقده
غدت زهرة الايام وهي شحوب
وطاب له في الناس ذكر ومحتد
كما طاب منه مشهد ومغيب
الا ليت شمس الدين بالشمس يقتدي
فيصبح فينا طالعا ويغيب
فمن ذا يحل المشكلات ومن اذا
رمى غرض المعنى الدقيق يصيب
ومن يكشف الغماء عنا ومن له
نوال اذا ضن الغمام يصوب
فلا قام جنح الليل بعدك خاشع
ولاصام في حر الهجير منيب
ولا سال فوق الطرس من كف كاتب
يراع عن السمر الطوال ينوب
وبعدك لاسح الغمام ولا شدا
الحمام ولا هبت صبا وجنوب
ومنها: قصيدة الفقيه الحجة الشيخ مهذب الدين محمود بن
يحيى بن محمد الشيباني الحلي:
عز العزاء ولات حين عزاء
من بعد فرقة سيد الشعراء
العالم الحبر الامام المرتضى
علم الشريعة قدوة العلماء
اكذا المنون تهد اطواد الحجا
ويفيض منها بحر كل عطاء
ما للفتاوى لا يرد جوابها
ما للدعاوي غطيت بغطاء
ما ذاك الا حين مات فقيهنا
شمس المعالي اوحد الفضلاء
ذهب الذي كنا نصول بعزه
ولسانه الماضي على الاعداء
من للفتاوى المشكلات يحلها
ويبينها بالكشف والامضاء
من للكلام يبين من اسراره
معنى جلالة خالق الاشياء
من ذا لعلم النحو واللغة التي
جاءت غرائبها عن الفصحاء
ما خلت قبل يحط في قلب الثرى
ان البدور تغيب في الغبراء
ايموت محفوظ وابقى بعده
غدر لعمرك موته وبقائي
مولاي شمس الدين يا فخر العلى
ما لي انادي لا تجيب ندائي
ومنها: قصيدة العلا مة المحقق الشيخ تقي الدين بن داود
الحلي، احد شعراء الغدير الاتي ذكره في القرن‏الثامن:
لك اللّه اي بناء تداعى
وقد كان فوق النجوم ارتفاعا
واي علاء دعاه الخطوب
فلبى ولولا الردى ما اطاعا
واي ضياء ثوى في الثرى
وقد كان يخفي النجوم التماعا
لقد كان شمس الهدى كاسمه
فارخى الكسوف عليه قناعا
فوا اسفا اين ذاك اللسان
اذا رام معنى اجاب اتباعا
وتلك البحوث التي ما تمل
اذا مل صاحب بحث سماعا
فمن ذا يجيب سؤال الوفود
اذا عرضوا او تعاطوا نزاعا
ومن لليتامى ولابن السبيل
اذا قصدوه عراة جياعا
ومن للوفاء وحفظ الاخاء
ورعي العهود اذا الغدر شاعا
سقى اللّه مضجعه رحمة
تروي ثراه وتابى انقطاعا ((2510))
وولد المترجم ابو علي محمد الشهير بتاج الدين بن وشاح، كان
قاضي الحلة، ولصفي الدين الحلي الاتي‏ذكره في الجزء
السادس قصيدة يرثيه بها توجد في ديوانه (ص‏256) مطلعها:
لو افادتنا العزائم حالا
لم نجد حسن العزاء محالا
ويقول فيها:
اسد خلف شبلى عرين
شيدا مجدا له لن ينالا
ظل زين الدين للدهر زينا
وجمال الدين فيها جمالا
فارانا اللّه اقصى الاماني
فيهما ان جار دهر ومالا
49 بيتا
ولصفي الدين قصيدة اخرى ذات (53) بيتا توجد في ديوانه
(ص‏410)، يعتذر بها الى القاضي تاج الدين بن‏وشاح عن قيل
فيه وعزوه اليه، اولها:
حذرا عليك من الفعال الجافي
ادنيك مجتهدا الى الانصاف
ويقول في آخرها:
شكرا لواش اوجبت اقواله
حجي لكعبة ربعكم وطوافي
بعد جنيت القرب من اغصانه
وسكينة حصلت من الارجاف
ولربما عوت الكلاب فارشدت
نحو الكرام شوارد الاضياف
دع عنك ما اختلف الورى في نقله
عني وخذ مدحا بغير خلاف
مدحا اتاك ولا يروم اجازة
الا المودة والضمير الصافي ولال محفوظ بقية صالحة في
سورية والعراق، وللاستاذ الحسين ابن الشيخ علي‏ابن الشيخ
محمد الجواد ابن الشيخ موسى آل محفوظ الكاظمي رسالة في
تراجم اعلام اسرته الكريمة،وتوجد ذكرى عمد هذا البيت
الرفيع في تكملة امل الامل لسيدنا الصدر الكاظمي ((2511))
وفي وفيات‏الاعلام ((2512)) لشيخنا الرازي صاحب الذريعة.
توجد في امل الامل ((2513)) وغيره ترجمة باسم سديد الدين
سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح‏السوراني، قرا عليه
المحقق الحلي المتوفى (667)، ويروي عنه السيد ابن طاووس
المتوفى (664)، ووالدالعلا مة الحلي، وقد ولد العلا مة (648)،
واستظهر صاحب روضات الجنات ((2514)) في (ص‏301)
انه‏ولد شاعرنا شمس الدين محفوظ وهذا الاستظهار ليس في
محله، لان المترجم نفسه احد الرواة عن المحقق‏الحلي، فكيف
يكون سالم الذي قرا عليه المحقق الحلي ابنه؟ ثم طبقة الرواة
عن سالم هي طبقة مشايخ شمس‏الدين المترجم، فيستدعي
ذلك ان يكون متقدما على والده بطبقة غير طبقة والده.
ويؤيد ما ذكرناه ان ولد المترجم ابا علي محمدا تاج الدين بن
محفوظ المترجم في امل الامل ((2515)) يروي‏عنه السيد
تاج الدين بن معية المتوفى (776)، ورثاه صفي الدين المتوفى
(752)، فلو كان سالم اخاه‏لوجب ان يكون الرواة عنه من اهل
هذه الطبقة لا قبلها بقرن.

(64) بهاء الدين الاربلي
المتوفى (692، 693)
والى امير المؤمنين بعثتها
مثل السفائن غمن في تيار ((2516))
تحكي السهام اذا قطعن مفازة
وكانها في دقة الاوتار
حمال اثقال ومسعف طالب
وملاذ ملهوف وموئل جار
شرف اقر به الحسود وسؤدد
شاد العلاء ليعرب ونزار
وسماحة كالماء طاب لوارد
ظام اليه وسطوة كالنار
ومثر شهد العدو بفضلها
والحق ابلج والسيوف عواري
سل عنه بدرا اذ جلا هبواتها
بشباة خط‏ي وحد غرار ((2517))
حيث الاسنة كالنجوم منيرة
تخفى وتبدو في سماء غبار
واسال بخيبر ان عرتك جهالة
بصحائح الاخبار والاثار
واسال جموع هوازن عن حيدر
وحذار من اسد العرين حذار
واسال بخم عن علاه فانها
تقضي بمجد واعتلاء منار
بولائه يرجو النجاة مقصر
وتحط عنه عظائم الاوزار
ويقول فيها:
عرج على ارض الغري وقف به
والثم ثراه وزره خير مزار
واخلع بمشهده الشريف معظما
تعظيم بيت اللّه ذي الاستار
وقل‏السلام عليك ياخير الورى
وابا الهداة السادة الابرار
يا آل طه الاكرمين الية
بكم وما دهري يمين فجار
اني منحتكم المودة راجيا
نيل المنى في الخمسة الاشبار
فعليكم مني السلام فانتم
اقصى رجاي ومنتهى ايثاري ((2518))
وله من قصيدة في كتابه كشف الغمة ((2519)) (ص‏197)
قوله:
وتعرض الى ولاء اناس
حبل معروفهم قوي مرير ((2520))
خيرة اللّه في الانام ومن وج
ه مواليهم بهي منير
امناء اللّه الكرام واربا
ب المعالي ففضلهم مشهور
المفيدون حين يخفق سعي
والمجيرون حين عز المجير
كرموا مولدا وطابوا اصولا
فبطون زكية وظهور
عترة المصطفى وحسبك فخرا
ايها السائلي البشير النذير
بعلي شيدت معالم دين ال
له والارض بالعناد تمور
وبه ايد الاله رسول ال
له اذ ليس في الانام نصير
وباولاده الهداة الى الحق اضاء المستبهم الديجور
سل حنينا عنه وبدرا فما يخ
بر عما سالت الا الخبير
اذ جلا هبوة الخطوب وللحر
ب زناد يشب منها سعير
حسدوه على مثر شتى
وكفاهم حقدا عليه الغدير
اسد ما له اذا استفحل البا
س سوى رنة السلاح زئير
ثابت الجاش لا يروعه الخط
ب ولا يعتريه فيه فتور
اعرب‏السيف منه اذ اعجم الرم
ح لان العدا لديه سطور
عزمات امضى من القدر المح
توم يجري بحكمه المقدور
ومزايا مفاخر عطر الاف
ق شذاها يخال فيها عبير

الشاعر
بهاء الدين ابو الحسن علي بن فخر الدين عيسى بن ابي الفتح
الاربلي، نزيل بغداد ودفينها، فذ من افذاذالامة، واوحدي من
نياقد علمائها، بعلمه الناجع وادبه الناصع يتبلج القرن السابع،
وهو في اعاظم العلماءقبله في ائمة الادب، وان كان به ينضد
جمان الكتابة، وتنظم عقود القريض، وبعد ذلك كله هو احد
ساسة‏عصره الزاهي، ترنحت به اعطاف الوزارة واضاء دستها، كما
ابتسم به ثغر الفقه والحديث، وحميت به ثغورالمذهب، وسفره
القيم كشف الغمة خير كتاب اخرج للناس في تاريخ ائمة الدين،
وسرد فضائلهم، والدفاع‏عنهم، والدعوة اليهم، وهو حجة قاطعة
على‏علمه الغزير، وتضلعه في الحديث، وثباته في المذهب،
ونبوغه في‏الادب، وتبرزه في الشعر، حشره اللّه مع العترة
الطاهرة صلوات اللّه عليهم.
قال الشيخ جمال الدين احمد بن منبع الحلي مقرظا الكتاب:
الا قل لجامع هذا الكتاب
يمينا لقد نلت اقصى المراد
واظهرت من فضل آل الرسول
بتاليفه ما يسوء الاعادي

مشايخ روايته والرواة عنه
يروي بهاء الدين المترجم عن جمع من اعلام الفريقين، منهم:
1 سيدنا رضي الدين جمال الملة السيد علي بن طاووس:
المتوفى(664).
2 سيدنا جلال الدين علي بن عبدالحميد بن فخار الموسوي:
اجاز له سنة (676).
3 الشيخ تاج الدين ابو طالب علي بن انجب بن عثمان الشهير
بابن الساعي البغدادي السلامي: المتوفى(674)، يروي عنه
كتاب معالم العترة النبوية العلية تاليف الحافظ ابي محمد
عبدالعزيز بن الاخضر الجنابذي‏المتوفى (611) كما في كشف
الغمة (ص‏135) ((2521)).
4 الحافظ ابو عبد اللّه محمد بن يوسف بن محمد الكنجي
الشافعي: المتوفى‏سنة (658)، قرا عليه كتابيه:كفاية الطالب
في مناقب علي بن ابي طالب، والبيان في اخبار صاحب الزمان،
وذلك باربل سنة (648)، وله‏منه اجازة بخطه ((2522))،
وينقل عن كتابه الكفاية كثيرا في كشف الغمة.
5 كمال الدين ابو الحسن علي بن محمد بن محمد بن وضاح،
نزيل بغداد، الفقيه الحنبلي: المتوفى (672)يروي عنه
بالاجازة، ومما يروي عنه كتاب الذرية الطاهرة تاليف ابي بشر
محمد بن احمد الانصاري‏الدولابي، المتوفى سنة (320)، وكان
مخطوطا بخط شيخه ابن وضاح المذكور. كشف الغمة
(ص‏109). ((2523))
6 الشيخ رشيد الدين ابو عبداللّه محمد بن ابي القاسم بن عمر
بن ابي القاسم، قرا عليه كتاب‏المستغيثين ((2524)) في
كشف الظنون: المستعين باللّه تاليف ابي القاسم خلف بن عبد
الملك بن‏مسعود بن بشكوال الانصاري القرطبي المتوفى
(578)، والشيخ رشيد الدين قرا المستغيثين على
محيي‏الدين ابي محمد يوسف ابن الشيخ ابي الفرج ابن الجوزي
وهو يرويه عن مؤلفه اجازة. قال المترجم في‏كشف الغمة
((2525)) (ص‏224): كانت قراءتي عليه في شعبان من سنة
ست وثمانين وستمائة بداري‏المطلة على دجلة ببغداد.
وينقل كثيرا عن عدة من تليف معاصريه منها: تفسير الحافظ
ابي محمد عبدالرزاق عز الدين الرسعني‏الحنبلي المتوفى
(661)، كانت بينه وبين المترجم صداقة وصلة، راجع الجزء
الاول من كتابنا هذا(ص‏220).
ومنها: مطالب السؤول تاليف ابي سالم كمال الدين محمد بن
طلحة الشافعي، كما اسلفناه في ترجمته (ص‏415)من هذا
الجزء.
ومنها: تليف شيخنا الاوحد قطب الدين‏الراوندي، المترجم
فيما مر(ص‏380).
ويروي عنه جمع من اعلام الفريقين منهم:
1 جمال الدين العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر،
كما في اجازة شيخنا الحر العاملي صاحب‏الوسائل.
2 الشيخ رضي الدين علي بن المطهر، كما في اجازة السيد
محمد بن القاسم بن معية الحسيني للسيد شمس‏الدين.
3 السيد شمس الدين محمد بن فضل العلوي الحسني.
4 ولده الشيخ تاج الدين محمد بن علي.
5 الشيخ تقي الدين بن ابراهيم بن محمد بن سالم.
6 الشيخ محمود بن علي بن ابي القاسم.
7 حفيده الشيخ شرف الدين احمد بن الصدر تاج الدين محمد
بن علي.
8 حفيده الاخر الشيخ عيسى بن محمد بن علي، اخو الشرف
المذكور.
9 الشيخ شرف الدين احمد بن عثمان النصيبي، الفقيه
المدرس المالكي.
10 مجد الدين ابو الفضل يحيى بن علي بن المظفر الطيبي
الكاتب بواسط العراق، قرا على المترجم شطرامن‏كتابه كشف
الغمة، واجاز له ولجمع من الاعلام المذكورين سنة (691).
وممن قرا عليه:
11 عماد الدين عبداللّه بن محمد بن مكي.
12 الصدر الكبير عز الدين ابو علي الحسن بن ابي الهيجا
الاربلي.
13 تاج الدين ابو الفتح بن الحسين بن ابي بكر الاربلي.
14 المولى امين الدين عبدالرحمن بن علي بن ابي الحسن
الجزري الموصلي.
15 الشيخ حسن بن اسحاق بن ابراهيم بن عباس الموصلي.
له ذكره الجميل في ((2526)): امل الامل، ورياض العلماء،
ورياض الجنة في الروضة الرابعة ،وروضات الجنات، والاعلام
للزركلي، وتتميم الامل لابن ابي شبانة، والكنى والالقاب،
والطليعة في شعراءالشيعة.
قال ابن الفوط‏ي في الحوادث الجامعة ((2527)) (ص‏341):
وفي سنة (657) وصل بهاء الدين علي بن‏الفخر عيسى الاربلي
الى بغداد، ورتب كاتب الانشاء بالديوان، واقام بها الى ان مات.
وقال في (ص‏480): انه توفي ببغداد سنة (693)، وقال في
(ص‏278): انه تولى‏تعمير مسجد معروف سنة(678)، وذكر له
(ص‏38) من قصيدته التي يرثي بها معلم الامة شيخنا خواجه
نصير الدين الطوسي والملك‏عز الدين عبدالعزيز:
ولما قضى عبدالعزيز بن جعفر
واردفه رزء النصير محمد
جزعت لفقدان الاخلا ء وانبرت
شؤوني كمرفض الجمان المبدد
وجاشت الي النفس حزنا ولوعة
فقلت تعزي واصبري فكان قد
وقال في صحيفة (366): وفي خامس عشرين جمادى الاخرة
ركب علاء الدين صاحب الديوان لصلاة‏الجمعة، فلما وصل
المسجد الذي عند عقد مشرعة الابريين، نهض عليه رجل
وضربه بسكين عدة‏ضربات، فانهزم كل من كان بين يديه من
السرهنكية، وهرب الرجل ايضا، فعرض له رجل حمال كان‏قاعدا
بباب غلة ابن تومه والقى‏عليه كساءه، ولحقه السرهنكية
فضربوه بالدبابيس وقبضوه.
واما الصاحب فانه ادخل دار بهاء الدين المترجم ابن الفخر
عيسى، وكان يومئذ يسكن في الدارالمعروفة بديوان الشرابي،
لما عرف بذلك خرج حافيا وتلقاه ودخل بين يديه، واحضر
الطبيب فسبرالجرح ومصه فوجده سليما من السم.
وذكر في (ص‏369) من انشائه كتاب صداق كتبه في تزويج
الخواجة شرف الدين هارون بن شمس الدين‏الجويني بابنة ابي
العباس احمد ابن الخليفة المستعصم في جمادى الاخرة سنة
(670).
وترجمه الكتبي في فوات الوفيات ((2528)) (2/83) وقال: له
شعر وترسل، وكان رئيسا كتب لمتولي‏اربل ابن صلايا، ثم خدم
ببغداد في ديوان الانشاء ايام علاء الدين صاحب الديوان، ثم انه
فتر سوقه في‏دولة اليهود، ثم تراجع بعدهم وسلم ولم ينكب
الى ان مات سنة (692)، وكان صاحب تجمل وحشمة‏ومكارم
اخلاق، وفيه تشيع، وكان ابوه واليا باربل، ولبهاء الدين مصنفات
ادبية مثل:المقالات ((2529)) الاربع، ورسالة الطيف
المشهورة وغير ذلك، وخلف لما مات تركة عظيمة الفي
الف‏درهم تسلمها ابنه ابو الفتح ومحقها ومات صعلوكا، ومن
شعر بهاء الدين (رضى‏ا...عنه):
ايا حاجري من غير جرم جنيته
ومن دابه ظلمي وهجري فديته
اجرني رعاك اللّه من نار جفوة
وحر غرام في العباد اصطليته
وكن مسعفي فيما الاقي من الاسى
فهجرك يا كل المنى ما نويته
ااظما غراما في هواك ولوعة
ولي دمع عين كالسحاب بكيته
وحقك يا من تهت فيه صبابة
ووجدا ومن دون الانام اصطفيته ((2530))
وحقك لا انسى العهود التي مضت
قديما ولا اسلو زمانا قضيته
ومن شعره ايضا:
كيف خلاصي من هوى شادن
حكمه الحسن على مهجتي
بعاده ناري التي تتقى
وقربه لو زارني جنتي
ما اتسعت طرق الهوى فيه لي
الا وضاقت في الجفا حيلتي
ليت ليالي وصله عدن لي
يا حسرتا اين الليالي التي
وقال ايضا رحمه اللّه تعالى:
وجهه والقوام والشعر الاس
ود في بهجة الجبين النضير
بدر تم على قضيب عليه
ليل دجن من فوق صبح منير
وقال ايضا:
جنه سابق الغرام فجنا
وجفا منزلا وخلف مغنى
ودعاه الهوى فلبى سريعا
وكذا شيمة المحب المعنى
رام صبرا فلم يطعه غرام
غادر القلب بالصبابة رهنا
وجفا لذة الكرى في رضا ال
حب فارضى قلبا واسخط جفنا
اسهرت مقلتاه في طاعة الوج
د عيونا على المخضب وسنى
كل ظامي الوشاح ريان من ما
ء التصابي اضنى المحب وعنى
ما على الدهر لو اعاد زمانا
سلبته ايدي الحوادث منا
وعلى من احب لو شفع الحس
ن الذي قيد العيون بحسنى
وبروحي افدي رشيق قوام
لاح بدرا وماس اذ ماس غصنا
يتجنى ظلما فيحدث لي وج
دا اذا صد عاتبا او تجنى
ما ثنانا عنه العذول وهل ين
سى غرامي وقده يتثنى
كيف اسلو بدرا يشابهه البد
ر سناء يسبي الحليم واسنى
لي معنى فيه وفي صاحب الدي
وان اذ رمت مدحه الف معنى
وقال ايضا رحمه اللّه تعالى:
طاف بها والليل وحف الجناح ((2531))
بدر الدجى يحمل شمس الصباح
وفاز بالراحة عشاقه
لما بدا في كفه كاس راح
ظبي من الترك له قامة
يزري تثنيها بسمر الرماح
عارضه آس وفي خده
ورد نضير والثنايا اقاح
عاطيته صهباء مشمولة
تجلي سنا الصبح اذا الصبح لاح
فسكنت سورته وانثنى
فظل طوعي بعد طول الجماح
فبت لا اعرف طيب الكرى
وبات لا ينكر طيب المزاح
فهل على من بات صبا به
وان نضا ثوب وقار جناح
وقال ايضا رحمه اللّه تعالى:
غزال النقا لولا ثناياك واللمى
لما بت صبا مستهاما متيما
ولولا معان فيك اوجبن صبوتي
لما كنت من بعد الثمانين مغرما
ايا جنة الحسن الذي غادر الحشا
بفرط التجافي والصدود جهنما
جريت على رسم من الجور واضح
اما آن يوما ان ترق وترحما
امالك رقي كيف حللت جفوتي
وعدت لقتلي بالبعاد متمما
وحرمت من حلو الوصال محللا
وحللت من مر الجفاء محرما
بحسن التثني رق لي من صبابة
اسلت بها دمعي على وجنتي دما
ورفقا بمن غادرته غرض الردى
اذا زار عن سخط بلادك مسلما
كلفت بساجي الطرف احوى مهفهف
يميس فينسيك القضيب المنعما
يفوق الظبا والغصن حسنا وقامة
وبدر الدجى والبرق وجها ومبسما
فناظره في قصتي ليس ناظرا
وحاجبه في قتلتي قد تحكما
ومشرف صدغ ظل في الحكم جائرا
وعامل قد بان اعدى واظلما
وعارضه لم يرث لي من شكاية
فنمت دموعي حين لاح منمنما
وترجمه صاحب شذرات الذهب ((2532)) (5/383) بعنوان
بهاء الدين بن الفخر عيسى الاربلي، وعده‏من المتوفين في
سنة (683) واحسبه تصحيف (693)، وجعلوه في فهرست
الكتاب: عيسى بن الفخر الاربلي،زعما منهم بان عيسى في
كلام المصنف بدل من قوله بهاء الدين، وذكر له في الشذرات
قوله:
اي عذر وقد تبدى العذار
ان ثناني تجلد واصطبار
فاقلا ان شئتما او فزيدا
ليس لي عن هوى الملاح قرار
هل مجير من الغرام وهيها
ت اسير الغرام ليس يجار
يا بديع الجمال قد كثرت في
ك اللواحي وقلت الانصار
وذكره سيدنا صاحب رياض الجنة وقال: انه كان وزيرا لبعض
الملوك، وكان ذا ثروة وشوكة عظيمة، فترك‏الوزارة واشتغل
بالتاليف والتصنيف والعبادة والرياضة في آخر امره، وقد نظم
بسبب تركه المولى‏عبدالرحمن الجامي في بعض قصائده بقوله
ثم ذكر خمسة عشر بيتا باللغة الفارسية ضربنا عنها صفحا
آوالقصيدة على انها خالية من اسم المترجم ومن الايعاز اليه
بشي‏ء يعرفه، تعرب عن ان الممدوح بها غادربيئة وزارته الى
الحرم الاقدس واقام هناك الى ان مات.
ومر عن ابن الفوط‏ي ان المترجم كان كاتبا الى ان مات، وكون
وفاته في بغداد ودفنه بداره المطلة على دجلة‏في قرب الجسر
الحديث من المتسالم عليه ولم يختلف فيه اثنان، وكان قبره
معروفا يزار الى ان ملك تلك‏الدار في هذه الاونة الاخيرة
من قطع سبيل الوصول اليه والى زيارته، والناس مجزيون
باعمالهم ان‏خيرافخير وان شرا فشر.
توجد جملة كبيرة من شعره في العترة الطاهرة صلوات اللّه
عليهم في كتابه كشف الغمة، منها:في ((2533))(ص‏79)
من قصيدة مدح بها امير المؤمنين (ع) وانشدها في حضرته
قوله:
سل عن علي مقامات عرفن به
شدت عرى الدين في حل ومرتحل
بدرا واحدا وسل عنه هوازن في
اوطاس واسال به في وقعة الجمل
واسال به اذ اتى الاحزاب يقدمهم
عمرو وصفين سل ان كنت لم تسل
مثر صافحت شهب النجوم على
مشيدة قد سمت قدرا على زحل
وسنة شرعت سبل الهدى وندى
اقام للطالب الجدوى على السبل
كم من يد لك فينا يا ابا حسن
يفوق نائلها صوب الحيا الهطل
وكم كشفت عن الاسلام فادحة
ابدت لتفرس عن انيابها العضل
وكم نصرت رسول اللّه منصلتا
كالسيف عري متناه من الخلل
ورب يوم كظل الرمح ما سكنت
نفس الشجاع به من شدة الوهل ((2534))
ومازق الحرب ضنك لا مجال به
ومنهل الموت لا يغني على النهل
والنقع قد ملا الارجاء عثيره ((2535))
فصار كالجبل الموفي على الجبل
جلوته بشبا البيض القواضب وال
جرد السلاهب والعسالة الذبل ((2536))
بذلت نفسك في نصر النبي ولم
تبخل وما كنت في حال اخا بخل
وقمت منفردا كالرمح منتصبا
لنصره غير هياب ولا وكل ((2537))
تردي الجيوش بعزم لو صدمت به
صم الصفا لهوى من شامخ القلل
يا اشرف الناس من عرب ومن عجم
وافضل الناس في قول وفي عمل
يا من به عرف الناس الهدى وبه
ترجى السلامة عند الحادث الجلل
يا من اعاد رسوم العدل حالية
وطال ما سترتها وحشة العطل
يا فارس الخيل والابطال خاضعة
يا من له كل خلق اللّه كالخول ((2538))
يا سيد الناس يا من لا مثيل له
يا من مناقبه تسري سرى المثل
خذ من مديحي ما اسطيعه كرما
فان عجزت فان العجز من قبلي
وسوف اهدي لكم مدحا احبره
ان كنت ذا قدرة او مد في اجلي
وله يمدح الامام الصادق (ع) قوله ((2539)):
مناقب الصادق مشهورة
ينقلها عن صادق صادق
سما الى نيل العلى وادعا
وكل عن ادراكه اللاحق
جرى الى المجد كبائه
كما جرى في الحلبة السابق
وفاق اهل الارض في عصره
وهو على حالاته فائق
سماؤه بالجود هطالة
وسيبه هامي الحيا دافق
وكل ذي فضل بافضاله
وفضله معترف ناطق
له مكان في العلى شامخ
وطود مجد صاعد شاهق
من دوحة العز التي فرعها
سام على اوج السها سامق ((2540))
نائله صوب حيا مسبل
وبشره في صوبه بارق
صواب راي ان عدا جاهل
وصوب غيث ان عرا طارق
كانما طلعته ما بدا
لناظريه القمر الشارق
له من الافضال حاد على
البذل ومن اخلاقه سائق
يروقه بذل الندى واللها
وهو لهم اجمعهم رائق
خلائق طابت وطالت على
ابدع في ايجادها الخالق
شاد المعالي وسعى للعلى
فهي له وهو لها عاشق
ان اعضل الامر فلا يهتدى
اليه فهو الفاتق الراتق
يشوقه المجد ولا غرو ان
يشوقه وهو له شائق
مولاي اني فيكم مخلص
ان شاب بالحب لكم ماذق ((2541))
لكم موال والى بابكم
انضي ((2542)) المطايا وبكم واثق
ارجو بكم نيل الاماني اذا
نجا مطيع وهوى مارق
وله يمدح الامام الكاظم موسى بن جعفر صلوات اللّه عليهما
قوله ((2543)):
مدائحي وقف على الكاظم
فما على العاذل واللائم
وكيف لا امدح مولى غدا
في عصره خير بني آدم
ومن كموسى او كبائه
او كعلي والى القائم
امام حق يقتضي عدله
لو سلم الحكم الى الحاكم
افاضة العدل وبذل الندى
والكف عن عادية الظالم
يبسم للسائل مستبشرا
افديه من مستبشر باسم
ليث وغى في الحرب دامي الشبا
وغيث جود كالحيا الساجم
مثر تعجز عن وصفها
بلاغة الناثر والناظم
في العلم بحر زاخر مده
وفي الوغى امضى من الصارم
يعفو عن الجاني ويولي الندى
ويحمل الغرم عن الغارم
القائم الصائم اكرم به
من قائم مجتهد صائم
من معشر سنوا الندى والقرى
واشرقوا في الزمن القادم ((2544))
واحرزوا خصل العلى فاغتدوا
اشرف خلق اللّه في العالم
يروي‏المعالي عالم منهم
مصدق في النقل عن عالم
قد استووا في شرف المرتقى
كما تساوت حلقة الخاتم
من ذا يجاريهم اذا ما اعتزوا
الى علي والى فاطم
ومن يناويهم اذا عددوا
خير بني الدنيا ابي القاسم ((2545))
صلى عليه اللّه من مرسل
لما اتى من قبله خاتم
يا آل طه انا عبد لكم
باق على حبكم اللازم
ارجو بكم نيل الاماني غدا
اذا استبانت حسرة النادم
معتصم منكم بود اذا
ماظل شانيكم بلا عاصم
وله قوله وهو خاتمة كتابه كشف الغمة ((2546)) (ص‏350):
ايها السادة الائمة انتم
خيرة اللّه اولا واخيرا
قد سموتم الى العلى فافترعتم
بمزاياكم المحل الخطيرا
انزل اللّه فيكم هل اتى نصا
جليا في فضلكم مسطورا
من يجاريكم وقد طهر
اللّه تعالى اخلاقكم تطهيرا
لكم سؤدد يقرره القر
آن لمن اسمع التقريرا ((2547))
ان جرى‏البرق في مداكم كبا من
دون غاياتكم كليلا حسيرا
واذا ازمة عرت واستمرت
فترى للعصاة فيها صريرا
بسطوا للندى اكفا سباطا
ووجوها تحكي الصباح المنيرا
وافاضوا على البرايا عطايا
خلفت فيهم السحاب المطيرا
فتراهم عند الاعادي ليوثا
وتراهم عند العفاة بحورا
يمنحون الولي جنة عدن
والعدو الشقي يصلى سعيرا
يطعمون الطعام في العسر واليس
ر يتيما وبائسا واسيرا
لا يريدون بالعطاء جزاء
محبطا اجر برهم او شكورا
فكفاهم يوما عبوسا واعطا
هم على البر نضرة وسرورا
وجزاهم بصبرهم وهو اولى
من جزى الخير جنة وحريرا
واذا ما ابتدوا لفصل خطاب
شرفوا منبرا وزانوا سريرا
بخلوا الغيث نائلا وعطاء
واستخفوا يلملما وثبيرا
يخلفون الشموس نورا واشرا
قا وفي الليل يخجلون البدورا
انا عبد لكم ادين بحبي
لكم اللّه ذا الجلال الكبيرا
عالم انني اصبت وان اللّه يؤلي لطفا وطرفا قريرا
مال قلبي اليكم في الصبا الغ
ض واحببتكم وكنت صغيرا
وتوليتكم وما كان في اه
لي ولي مثلي فجئت شهيرا
اظهر اللّه نوركم فاضاء ال
افق لما بدا وكنت بصيرا
فهداني اليكم اللّه لطفا
بي وما زال لي وليا نصيرا
كم اياد اولى وكم نعمة اس
دى فلي ان اكون عبدا شكورا
امطرتني منه سحائب جود
عاد حالي بهن غضا نضيرا
وحماني من حادثات عظام
عدت فيها مؤيدا منصورا
لو قطعت الزمان في شكر ادنى
ما حباني به لكنت جديرا
فله الحمد دائما مستمرا
وله الشكر اولا واخيرا
وقفنا على قصائد غديرية في المجاميع المخطوطة ومعاجم
الادب تعزى الى‏اناس نحسبهم من رجال القرن‏السادس
والسابع، غير انا لم نعثر على تراجم ناظمي عقودها، ولم نجد
لهم ذكرا في التليف والكتب فضربناعنها صفحا.
انتهى الجزء الخامس من كتاب الغدير ويليه السادس ان شاء اللّه
وما توفيقي الا باللّه عليه توكلت واليه انيب