في غيره نزلت عن ذاك حاشاني
اخص بالسطل والمنديل واحدهم
ام استحبوا بتفاح ورمان
ام ريثما صال عمرو بين اظهرهم
سواه صبغ منه السيف بالقاني
ام خيبر كان وافى قبله بطلا
سل المصاريع((1010)) من مرصوص بنيان
اشالها لجميع الجند قنطرة
يجيزها الكل من رجل وركبان
ام ريثما انهزم الاصحاب في احد
وظل خير الورى فردا بلا ثان
من عصبة الشرك صفت حوله فئة
ذات المخالب في ارياش عقبان
سواه حامى رسول اللّه يطعنهم
بسمهري يحاكي لدغ ثعبان
بالسيف والرمح والانصال دافعهم
عن الرسول باخلاص وايقان
حتى تبدد اهل الشرك وانهزموا
شبه الحنادس اذ تمحى بنيران
والقوم بشرهم ابليس من كذب
بقتل احمد مصروعا بميدان
فارتاح انفسهم سرا وقد ستروا
اسرارهم خوف ابصار وآذان
وهل تصدق للنجوى سواه فتى
وقد مضى قبل نسخ الحكم يومان
هل في فراش رسول اللّه بات فتى
سواه اذ حف من نصل بنيران
لولاه لم يجدوا كفوا لفاطمة
لولاه لم يفهموا اسرار فرقان
لولاه كان رسول اللّه ذا عقم
لولاه ما اتقدت مشكاة ايمان
لولاه لم يك سقف الدين ذا عمد
لولاه لانهدمت اركانه الواني((1011))
لولاه ما خلقت ارض ولا فلك
لولاه لم يقترن بالاول الثاني
هو الذي كان بيت اللّه مولده
فطهر البيت من ارجاس اوثان
هو الذي من رسول اللّه كان له
مقام هارون من موسى بن عمران
هو الذي صار عرش الرب ذا شنف
اذ صار قرطيه ابناه الكريمان
اقدامه مسحت ظهرا به مسحت
يد الاله لتبريد واحسان
يا واضعا قدميه حيثما وضعت
يد الاله عليه عز من شان
رحب الاكف اذا فاضت انامله
لو لم يقل حسب ثنى يوم طوفان
لو ظل تحت لواه في الوغى علم
تراه ترتج حنوا نحو ميدان
ما تستقر الرواسي تحت صارمه
كالطود تندك من اس وبنيان
لولا الوصية فالشيخان اربعة
يوم السقيفة بل عثمان اثنان
فيا عجيبا من الدنيا وعادتها
ان لا يساعد غير الوغد والداني
من كان نص رسول اللّه عينه
لامرة الشرع تبليغا باعلان
يوم الجماهير في بيداء قد ملئت
بكل من كان من اعقاب عدنان
وقال صحب رسول اللّه قاطبة
بخ لذاك وكان الاول الثاني((1012))
من بعدما شدد الرحمن امرته
على الرسول باحكام واتقان
فقال بلغ والا فادر انك ما
بلغت حق رسالاتي وتبياني
تقدمته اناس ليس عينهم
نص الاله ولا منطوق برهان
لا اضحك اللّه سن الدهر ان له
قواعدا عدلت عن كل ميزان
بصفو حبك قد احييت مهتديا
فدتك نفسي ياديني وايماني
ودر فيضك ما دار السما وجرى
ودام ظلك ما كر الجديدان
ما يتبع الشعر
القصيدة توجد برمتها (91) بيتا في الجزء الثاني من كتاب
الرائق للعلامة السيد احمد العطار، وذكر منها (89) بيتا في
نجومالسماء (ص197)، وجملة منها مذكورة في فارسنامه
ناصري (2/230)، وعدة منها توجد في هامش نهج البلاغة
المطبوعفي ايران سنة (1310)، وخمس العلامة الاوحد السيد
محمد حسين الشهرستاني المتوفى (1315)((1013)) من هذه
القصيدة واحداواربعين بيتا، وبدا بالبيت الحادي عشر اوله:
امسيت والهم في ايران يطرقني
والكرب طول الليالي ما يفارقني
وذكر من حل في كوفان يقلقني
من لي بعاصف شملال يبلغني
الى الغري فيلقيني وينساني
الى الذي طهر الجبار طينته
الى الذي بشر المختار شيعته
الى الذي اوجب القربى مودته
الى الذي فرض الرحمن طاعته
على البرية من جن وانسان
الشاعر
المولى محمد مسيح الشهير بمسيحا ابن المولى اسماعيل
فدشكوئي الفسوي المتخلص ب(معنى) في شعره الفارسي،
وبمسيح فيالعربي منه، عالم فيلسوف، وحكيم بارع، وفقيه
متضلع، واديب شاعر، وخطيب كاتب، مذكور بالثناء الجميل في
سوانحتلميذه الشيخ علي الحزين، ونجوم السماء (ص195)،
وفارسنامه ناصري (2/230)، وغيرها اخذ العلم عن استاذ الكل
آقاحسين الخونساري، واخذ عنه كثيرون من العلماء، تقلد
شيخوخة الاسلام بشيراز على عهد السلطان شاه
سليمان،والسلطان شاه حسين، وله يوم تسنما عرش الملك
خطب بليغة، توفي سنة (1127) عن عمر يقدر بالتسعين،
وخلف آثاراقيمة لا يستهان بها منها : اثبات الواجب، ورسالة
فارسية في القصر والاتمام، وحواش على حاشية الخفري على
شرحالتجرية، ذكرها له شيخنا القمي في الفوائد الرضوية
(1/643) وقال : رآها في كرمانشاه.
(101) ابن بشارة الغروي
المتوفى بعد (1138)
تلك الديار تغيرت آثارها
وتغيبت تحت الثرى اقمارها
دار لقد اخفى البلى اضواءها
ومن السحائب جادها مدرارها
الى ان قال :
انا سيد الشعراء غير مدافع
واذا نثرت فانني نثارها
واقودهم نحو الجنان ورايتي
بيضاء تلمع فوقهم انوارها
اذ كنت مادح حيدر رب التقى
فخر البرية حصنهم كرارها
ليث اذا حمي الوطيس وزمجرت
فرسانها والحرب طار شرارها((1014))
يسطو باعظم صولة رواعة
منها الكماة تصرمت اعمارها((1015))
واذا الخيول الصافنات تسابقت
يوم البراز فسبقه نحارها
صهر النبي ابو الائمة خيرهم
وبه الخلافة قد سما مقدارها
بغدير خم للولاية حازها
حقا وليس بممكن انكارها
واذا رقى للوعظ صهوة منبر
يصغي لزاجر وعظه جبارها
وبراحتيه تفجرت عين الندى
فالواردون جميعهم يمتارها
وله العلوم الفائضات على الورى
فيض الغمائم اذ هما مهمارها
نهج البلاغة من جواهر لفظه
فيه العلوم تبينت اسرارها
لولاه ما عبد الاله بارضه
يوما ولا بخعت له كفارها((1016))
الشاعر
ابو الرضا الشيخ محمد علي بن بشارة من آل موحي الخيقاني
النجفي، اوحدي حقت له العبقرية والنبوغ، وفذ من
افذاذالفضيلة، برع في فنون الشعر والادب، ورث فضله الكثار
وادبه الموصوف عن ابيه العلامة الشاعر المفلق الشيخ
بشارة،وعاصر نوابغ العلم واساتذة البيان واخذ منهم، ونال من
الفضل حظه الوافر، ونصيبه المقدر، فاطروه واثنوا عليه، وعد
منرجال تلك الحلقة، وابقى شعره وادبه له ذكرى خالدة،
وسجلت آثاره القيمة العلمية والادبية في صفحة التاريخ له
غرراودررا تذكر وتشكر، منها نشوة السلافة ومحل الاضافة،
قرظها السيد حسين ابن الامير رشيد الاتي ذكره، وقال
الشيخاحمد النحوي الحلي مقرظا اياها:
يا اخا الفضل والمكارم والسؤ
دد والمجد والعلى والشرافه
والاديب الاريب المصقع المد
ره رب الكمال رب الظرافه
اي در اودعت في صدف الطر
س غدا الدر حاسدا اوصافه
لو راى هذه الرياض زهير
لتمنى من زهرهن اقتطافه
لو درى عرفهن صاحب عرف الطي
ب ابدى لطيبهن اعترافه
لو راى جمعها علي((1017)) راى الفض
ل على جمعه لكم والانافه
قال جمعي صبابة في اناء
من سلاف وذا حباب السلافه
اي مستمتع لذي الفضل فيها
وبشتى نكاتها واللطافه
جئتها طاوي الحشا فاضافت
ني وقالت : هذا محل الاضافه
ومنها : نتائج الافكار، قرظها المدرس الاوحد السيد نصر اللّه
الحائري بقوله:
حير عقلي ذا الكتاب الانيق
فليس للوصف اليه طريق
رقيق لفظ جزل معنى له
كل مجاميع البرايا رقيق
ما هو الا روضة غضة
شقيقها ليس له من شقيق
صاداتها الغدران همزاتها
حمائم تشدو بلحن انيق
كم نشق العشاق من نفحها
نسيم اخبار اللوى والعقيق
كم قد جلت اكؤس الفاظها
معانيا يخجل منها الرحيق
رصعها صوب يراع الذي
اصبح دوح الفضل فيه وريق
مولى جليل القدر في شانه
قد اغتدى صاحب فكر دقيق
لا زال نصر اللّه طول المدى
له رفيقا فهو نعم الرفيق
ومنها : شرح نهج البلاغة، وريحانة النحو. ذكرهما الشيخ احمد
النحوي الحلي في قصيدته التي مدحه بها اولها:
برزت فيا شمس النهار تستري
خجلا ويا زهر النجوم تكدري
فهي التي فاقت محاسن وجهها
حسن الغزالة والغزال الاحور
يقول فيها :
من آل موح شهب افلاك العلى
وبدور هالات الندى والمفخر
وهم الغطارفة الذين لباسهم
ذهل الورى عن سطوة الاسكندر
وهم البرامكة الذين بجودهم
نسي الورى فضل الربيع وجعفر
لم يخل عصر منهم ابدا فهم
مثل الاهلة في جباه الاعصر
لا سيما العلم الذي دانت له ال
اعلام ذو الفضل الذي لم ينكر
ولقد كسا نهج البلاغة فكره
شرحا فاظهر كل خاف مضمر
وعجبت من ريحانة النحو التي
لم يذو ناضرها مرور الاعصر
فذروا السلافة((1018)) ان في ديوانه
في كل بيت منه حانة مسكر
ودعوا اليتيمة((1019)) ان بحر قريضه
قذفت سواحله صنوف الجوهر
ما دمية القصر((1020)) التي جمع الالى
كخرائد برزت باحسن منظر
يا صاحب الشرف الاثيل ومعدن ال
كرم الجزيل وآية المستبصر
خذها اليك عروس فكر زفها
صدق الوداد لكم وعذر مقصر
فاسلك على رغم العدى سبل العلى
واسحب على كيوان ذيل المفخر
ومنها : ديوان شعره الذي وصفه السيد المدرس الحائري بقوله
:
ديوان نجل المقتدى بشاره
لسائر الشعر غدا اكليلا
ما هو الا جنة قد ازهرت
وذللت قطوفها تذليلا
وقوله فيه :
الا قد غدا ديوان نجل بشارة
طراز دواوين الانام بلا ريب
مهذبة ابياته كخلائقي
فليس به عيب سوى عدم العيب
وللسيد العلامة المدرس الحائري عدة قواف في الثناء على
شاعرنا ابن بشارة منها:
سلام يسحب الاذيال تيها
على هام الدراري الثاقبات
اخص به شقيق الصبح بشرا
سليل بشارة ذي المنقبات
فتى اضحت بغيث نداه تزهو
ازاهير الاماني للعفاة
وراحت في صباح الراي منه
تجابات((1021)) دياجي المشكلات
شاى قسا بلفظ راق رصفا
ومعنى بالهبات الوافرات
له فكر بادنى الارض لكن
له عزم باعلى النيرات
ونظم يشبه الازهار لو لم
تعد بعد النضارة ذابلات
وبعد فان روض العيش اضحى
هشيما ذا نواح شاحبات
وقد كانت نواحيه قديما
بطل البشر منكم زاهيات
وامسى يا شهاب سما المعالي
مريد الوجد مخترقا جهاتي
فعوذني بكتبك من اذاه
فما لي غيرها من راقيات
ولا زالت جلابيب المعالي
بمجدكم المبجل معلمات
ومنها قوله :
سلام كزهر الروض اذ جاده القطر
وكالدر في اللالاء اذ حازه البحر
اخص به المولى سليل بشارة
اخيالفضل من في مدحه يزدهيالشعر
سحاب الندى السهم الذي فاقت السها
عزائمه وانقاد قنا له الدهر
فتى فاز بالقدح المعلى من العلى
وحاز علوما لا يحيط بها الحصر
فما القطب ما الرازي وما جوهريهم
اذا ما به قيسوا وما العضد ما الصدر
مناقبه غر مواهبه حيا
منازله خضر مناصله حمر
طوى سبل العلياء في متن سابق
لهمته القعساء عثيره الفخر
وبعد : فان الحال من بعد بعدكم
كحال رياض الحزن فارقها القطر
فلله ليلات تقضت بقربكم
ولم يند من روضات وصلكم الزهر
واذ مورد اللذات صاف وناظري
يزيل قذاه منظر منكم نضر
فلا تقطعوا يوما عن الصب كتبكم
ففي نشرها للميت من بعدكم نشر
ولا برحت تبدو بافق جبينكم
نجوم السعود الزهر ما نجم الزهر
ومنها قوله مهنئا له بعيد النحر :
نشر الربيع مطارف الازهار
في طيها نفحات مسك داري((1022))
وخرائد الاغصان بالاكمام قد
رقصت بتشبيب النسيم الساري
وصوادح الاوراق في الاوراق قد
غنت باعواد بلا اوتار
والظل ظل محاكيا بدبيبه
خط العذار بوجنة الانهار
فبدار نجل خمرة تجلو العنا
عنا ولا تركن الى الاعذار
بكر اذا ما قلدت بحبابها
حلت يمين مديرها بسوار
شمس يطوف بافق مجلسنا بها
قمر تقلد نحره بدراري
سلب السلاف مذاقها وفعالها
برضابه وبطرفه السحار
ساق تخال الثغر منه لالئا
او اقحوانا لاح غب قطار
او احرفا رقمت بكف المجتبى
اعني سليل بشارة المغوار
ماء الطلاقة في اسرة وجهه
يجري ونار سطاه ذات شرار
مولى بافق سما المناقب قد بدا
قمرا ولكن لم يرع بسرار
فبذاك يثمر قصد كل مؤمل
وبهذه تصلى منى الفخار
شهم لبيب لم تلد ام العلى
ندا له في سائر الاعصار
ندس((1023)) بديع بنانه قد راح عن
وجه المعاني كاشف الاستار
ولقد غدا صرف الزمان يصد عن
من نحوه اضحى مريد جوار
نعم تعم عموم هطال الحيا
لكنها جلت عن الاضرار
وشمائل كالروض لولا انه
يذوي لفقد العارض المدرار
اقلامه قد قلمت ما طال لل
اخطاب والاخطار من اظفار
ودواته ادوت وداوت كاشحا
ومؤملا جدواه ذا اعسار
من آل خاقان الذين وجوههم
عند اسوداد النقع كالاقمار
قوم اذا شاموا الصوارم اغمدت
في جيد كل مملك كرار
واذا هم اعتقلوا الذوابل في الوغى
آبت نواضر بالنجيع الجاري
اخبارهم بسواد كل دجنة
حررن فوق بياض كل نهار
يا من له باس يحاكي الصخر في
خلق ارق من النسيم الساري
وعلا تناسق كابرا عن كابر
يحكي انابيب القنا الخطار
وافاك عيد النحر طلقا وجهه
يحكي رقيق نسيمه اشعاري
عيد يعود عليكم بمسرة
محمودة الايراد والاصدار
لا زالت الايدي تشير اليكم
شبه الهلال عشية الافطار
وبقيت ترفل من علاك بحلة
فضفاضة قد طرزت بفخار
وله مراسلا اياه لازما الجناس المذيل قوله :
لعمرك ان دمع العين جار
لاني حنظل التفريق جارع
ومالي غير شهد الوصل شاف
فهل لي في اجتناء منه شافع
وقلبي للوصول اليك صاد
ونظمي بالثناء عليك صادع
وهمي ليثه الفتاك ضار
ولولاه لما امسيت ضارع
ولوني اصفر والدمع قان
وطرفي منكم بالطيف قانع
ومذ غبتم فصبحي شبه قار
لدي واصبعي للسن قارع
واني للتواصل منك راج
فهل ذاك الزمان العذب راجع
واني بالذي تهواه راض
ايا مولى لدر الفضل راضع
فيالك من كريم الاصل سام
لهمس المجتدين نداه سامع
هزبر عنه سيف الضد ناب
وينبوع الفضائل منه نابع
وطرف الخائف المذعور ساج
بمغناه وطير المدح ساجع
وبحر علومه للناس طام
فكل منهم بالري طامع
وغيث نداه طول الدهر هام
وغيث الافق بعض العام هامع
ومعشره اولو سلم وضال((1024))
لديهم سابق الكرماء ضالع
له سيف غداة الحرب دام
وطرف خشية الجبار دامع
ونسك من رياء الخدع خال
وطبع للخلاعة راح خالع
وشعر رائق كشراب جام
لحسن نفائس الاشعار جامع
وقلب قلب في الحرب ساط
ووجه في ظلام الخطب ساطع
واحسان لحر المدح شار
ورمح عزيمة ما زال شارع
حليم للعدى بالصفح جاز
ومن هول الحوادث غير جازع
وزاك علمه للجهل ناف
وطب ان يضرك فهو نافع
وشهم ما له في الناس زار
لحب هواه في الاحشاء زارع
لما لا يرتضيه اللّه قال
الم تره لضرس هواه قالع
وقاه اللّه نظرة كل راء
فان جماله للعقل رائع
ومنها قوله حينما اهدى اليه ماء ورد :
يا ايها المولى الذي
هو من اياس((1025)) اليوم اذكى
وجهت نحوك ماء ور
د من اريج المسك اذكى
فاقبله من حب جوا
ه في حشاه النار اذكى
ومنها قوله مراسلا اياه :
سلام لا لاوله بدايه
ولا يلفى لاخره نهايه
على ابن بشارة المولى الذي قد
تجاوز في المعالي كل غايه
فتى برق البشاشة في المحيا
على طيب الارومة منه آيه
جليل القدر محمود السجايا
على كل القلوب له الولايه
روى الاحسان عن جد فجد
وقد صحت له تلك الروايه
فلو وافاه يوم الجدب عاف
اباح له حمى روض الرعايه
اذا ما جن للاشكال ليل
ترى مثل الصباح الطلق رايه
وان حسرت لثاما حرب بحث
فليس لها بكف سواه رايه
له وجه حكاه البدر حسنا
وما من ريبة في ذي الحكايه
وفي العهد زاكي الجد مولى
سلامة ذاته اقصى منايه
ولما كان في ذا العصر فردا
مدحناه بعنوان الكنايه
وانى يمكن التصريح باسم
باعلى العرش خطته العنايه
فسدد رايه يا رب لطفا
وجنبه الضلالة والغوايه
والبسه من الانعام بردا
موشى بالكلاءة والحمايه
الى غيرها من قصائد توجد في ديوان الشريف السيد المدرس
في ثناء المترجم
له، وهي تعرب عن مكانته العالية في الفضائل والفواضل،
وتحليه بنفسيات كريمة وملكات فاضلة.
ومن شعر شاعرنا ابن بشارة قوله في كتابه نشوة السلافة
يمدح به مولانا امير المؤمنين (ع)، جارى به قصيدة السيدعلي
خان المدني المذكورة (ص350):
من ظلمة الليل لي المانس
اذ فيه تبدو الشهب الكنس
والطيف ياتيني به زائرا
وتارة صاحبه يغلس((1026))
ولم نراقب من رقيب الهوى
خوفا ولا تبصرنا الحرس
ومن رياض الوصل كم نجتني
زواهرا تحيى بها الانفس
كم ليلة بت بظلمائها
معانقا للحب لا ادنس((1027))
حتى هوت للغرب شهب الدجى
والنجم في اسرائه ينعس((1028))
وانتشر الصبح بانواره
وانجاب عن اضوائه الحندس((1029))
فارقني خشية اعدائه
وقد خلا من جمعنا المعرس((1030))
لا اقبل الصبح باسفاره
لانه الفضاح والاوكس
والليل لو جن به جنتي
وجنتي طاب بها المانس
موسى راى النار به سابقا
من جانب الطور لها غرنس
وقد اتاها طالبا جذوة
حتى دنا من قربها يقبس
نودي بالشاطئ غربيها
انا الاله الخالق الاقدس
ونار موسى سرها حيدر
العالم الخنذيذ والدهرس((1031))
والاسد المغوار يوم الوغى
تفرق من صولته الاشوس((1032))
لو قامت الحرب على ساقها
قام اليها وهو لا ينكس
كم قد في صارمه فارسا
وصير السيد له ينهس((1033))
هو ابن عم المصطفى والذي
قد طاب من دوحته المغرس
عيبة علم اللّه شمس الهدى
ونوره الزاهر لا يطمس
مهبط وحي لم ينل فضله
وكنهه في الوهم لا يحدس
قد طلق الدنيا ولم يرضها
ما همه المطعم والملبس
يقطع الليل بتقديسه
يزهو به المحراب والمجلس
وفي الندى بحر بلا ساحل
وفي المعالي الاصيد الاراس
اذا رقى يوما ذرى منبر
والسن الخلق له خرس
يريك من الفاظه حكمة
يحتار فيها العالم الكيس
فيا لها من رتب نالها
من دونها كيوان والاطلس
قد شرفت كوفان في قبره
ولم تكن اعلامها تدرس
ان انكر الجاحد قولي اقل
ياصاح هذا المشهد الاقدس((1034))
اما ترى النور به مشرقا
قرت به الاعين والانفس
واللّه لولا حيدر لم يكن
في الارض ديار ولا مكنس
فليس يحصي فضله ناثر
او ناظم في شعره منبس
لو كان ما في الارض اقلامه
والابحر السبع له مغمس
سمعا ابا السبطين منظومة
غراء من غصن النقا اميس
تختال من مدحك في حلة
لم يحكها في نسجها السندس
ارجو بها منك الجزا في غد
فان من والاك لا يبخس
صلى عليك اللّه ما اشرقت
شمس الضحى وانكشف الحندس
ومن شعره في تقريظ المطول للتفتازاني قوله:
ان المطول بحر فاض ساحله
فلا يحيط به وصفي وانجازي
فرقان اهل المعاني في بلاغته
وفي الدلائل منه اي اعجاز
(102) الشيخ ابراهيم البلادي
بدات بحمد من خلق الاناما
واشكره على النعما دواما
هو الموجود خالقنا وجوبا
ولم اثبت لموجدنا انعداما
لقد خلق الورى اظهار كنز
تستر فاستفض له الختاما((1035))
اصول خمسة للدين منها
له العدل الذي في الحكم داما
وثاني الخمسة التوحيد فيه
ونفي شريكه ابدا دواما
وثالثها النبوة وهي لطف
عظيم دائم عم الاناما
ورابعها الامامة وهي لطف
من الباري به الدين استقاما
وخامسها المعاد لكل جسم
وروح والدليل عليه قاما
وان الهنا في الحكم عدل
يخاصم كل من ظلم الاناما
وان النار والجنات حق
على رغم الذي جحد القياما
وان المؤمنين لهم جنان
ونار الكافرين علت ضراما
وان الرسل اولهم ابوهم
وذلك آدم خصوا السلاما
وافضلهم اولو العزم الاجلا
ومن عرفوا لربهم المقاما
وهم نوح وابراهيم موسى
وعيسى والامين اتى ختاما
محمدهم واحمدهم تعالا
واعلاهم وقارا واحتشاما
فاشهد مخلصا ان لا اله
سوى اللّه الذي خلق الاناما
وان محمدا للناس منه
نبي مرسل بالامر قاما
واشهد انه ولى عليا
ولي اللّه للدين اهتماما
وصيره الخليفة يوم خم
بامر اللّه عهدا والتزاما
ونص على الائمة من بنيه
هناك على المنابر حين قاما
فواخاه النبي وفي البرايا
بحكم اللّه صيره اماما
وعظمه ولقبه بوحي
امير المؤمنين فلن يراما
وزوجه البتول لها سلام
من اللّه الوصول ولا انصراما
فكان لها الفتى كفوا كريما
فاولدها ائمتنا الكراما
الى آخر القصيدة((1036))
الشاعر
ابو الرياض الشيخ ابراهيم ابن الشيخ علي ابن الشيخ الحسن ابن
الشيخ يوسف ابن الشيخ حسن ابن الشيخ علي
البلاديالبحراني. احد اعلام البحرين وفضلائها، كان موصوفا
بالادب وصياغة الشعر، من اجداد مؤلف انوار البدرين العالية
كماذكره في بعض التراجم، له منظومة الاقتباس والتضمين
من كتاب اللّه المبين في اثبات عقائد الدين، استدلاليا،
وجامعالرياض يمدح فيه كلا من المعصومين (ع) بروضة، ومن
هنا يكنى بابي الرياض، وديوان شعره يوجد بخط تلميذه
الشيخابي محمد الشويكي الاتي ذكره، صححه سنة (1150)،
يحتوي على قصائد على عدد الحروف بترتيبها، و (132)
دوبيتا في ابواب خمسة في التوحيد، والنبوة، والامامة والائمة،
والعدل، والمعاد، وميمية (108) ابيات في الاصول الخمسة.
ووالد المترجم له الشيخ علي احد اعلام عصره، ذكره صاحب
الحدائق في لؤلؤة البحرين((1037)) وقال : كان فاضلا ولا
سيما فيالعربية والمعقولات، مدرسا اماما في الجمعة
والجماعة معاصرا للشيخ سليمان بن عبداللّه الماحوزي. انتهى.
وترجم لهصاحب رياض الجنة في الروضة الرابعة، وكان الشيخ
حسن جد المترجم له ايضا من الفضلاء وكذلك جده الاعلى
الشيخيوسف بن الحسن، ذكره الشيخ الحر في امل
الامل((1038)) وقال : فاضل متبحر شاعر اديب من
المعاصرين. وحكى صاحبالحدائق في لؤلؤة البحرين((1039))
عن والده العلامة انه لما توفي الشيخ يوسف بن الحسن
البحراني ودفن في مقبرة المشهد آمسجد في بحرين اتفق
انهدام احدى منارتيه وسقوطها على قبره، فمر الشيخ
عيسى((1040)) بامراة جالسة عند المنارة تتعجبمن
سقوطها، فقال الشيخ عيسى في ذلك:
مررت بامراة قاعده
تحولق في هيئة العابده
وتسترجع اللّه في ذا المنار
فما بالها في الثرى راقده
فقلت لها يا بنة الاكرمين
رايت امورا بلا فائده
ثوى تحتها يوسفي الكمال
فخرت لهيبته ساجده
(103) الشيخ ابو محمد الشويكي
1
زار حبي فانجلت سود الليالي
حين ابدى منه ثغرا كاللالي
وتبدت لمع من وجهه
فحكى في لمعه لمع الهلال
الى ان قال :
حيدر الكرار مقدام الورى
شامخ القدر علي ذي المعالي
عالم الغيب فلا عيب به
طاهر الجيب فتى زاكي الخصال
هاشمي نبوي جوده
يخجل الغيث لدى سكب النوال
احمدي الخلق والخلق فتى
عنتري الحرب في يوم النزال
صائم الصيف وقوام الدجى
مكرم الضيف بمال من حلال
معدن العلم الذي سواله
تبلغ الامال من قبل السؤال
ثابت النصف من اللّه ومن
احمد المختار محمود الفعال
والد السبطين من ست النسا
بنت خير الانبيا ذات الحجال
من له المختار واخى في الورى
مرغما اعداءه اهل الضلال
وهو في القرآن نصا نفسه
خير من باهل بعد الابتهال
فله الشان علي كاسمه
صاحب الاحسان غوثي في ملي
حجة اللّه بنص ثابت
يوم خم فهو من والاه والي
وامير المؤمنين المرتضى
من اله العرش ربي ذي الجلال
في فراش المصطفى بات ولم
يخش من اعدائه اهل النكال
اخذناها من مختصر ديوانه الذي كتبه الى شيخه بخطه وهي
قصيدة طويلة قالها سنة (1149) يمدح بها امير المؤمنين(ع).
2
وله قصيدة انشدها سنة (1149) وجدناها بخطه يذكر بها
العقائد الدينية مستهلها:
اسمع هداك اللّه حسن العقائد
وخذ من معاني الفكر در الفوائد
له الحمد ربي كم حبانا بنعمة
تقاصر عن ادراكها حمد حامد
الى ان قال :
والطاف ربي في البرية جمة
لها الغيث عذب في جميع الموارد
واعظم الطاف الاله نبينا
وعترته ازكى كرام اماجد
حبانا بخير المرسلين محمد
نبي هدى للّه اكرم عابد
ويقول فيها :
ومعجزه القرآن لا زال باقيا
له بثبات الامر اعظم شاهد
وقد نسخت كل الشرائع في الورى
شريعته الغرا على رغم مارد
فصلى وزكى ثم صام نبينا
وحج وكان الطهر اي مجاهد
له اللّه قد صفى من العيب فاغتدا
نبيا صفيا صادقا في المواعد
وكان له المولى الجليل وحسبه
علي على الاعداء اي مساعد
فكان له كفا قويا وساعدا
وسيفا لهام القوم اعظم حاصد
فواخاه عن امر الاله وخصه
بفاطمة ام الهداة الفراقد
وصيره عن امر خالقه له
اماما بخم مرغما انف حاسد
وقال له فوق الحدائج خاطبا
واضحى له امر الورى اي عاقد
ونص عليه بالامامة مجهرا
وابنائه يا خير ولد لوالد
القصيدة
3
وله من قصيدته الغديرية الطويلة :
يوم الغدير به كمال الدين
ومتم نعمة خالقي ومعيني
للّه من يوم عظيم عيده
للمؤمنين بدين خير امين
يوم به رضي الاله لخلقه ال
اسلام بالتاييد والتمكين
يوم شريف عظمت بركاته
من قبل كون الكون في التكوين
يوم به نصب المهيمن حيدرا
علما اماما للورى بيقين
فهو الغدير وفضله متظاهر
كالشمس لم يحتج الى التبيين
وله الرواية يا فتى تروي الظما
فكانها من عذب خير معين
روت الرواة عن النبي محمد
خير الورى بالنص والتعيين
فاتاه جبريل الامين مبلغا
عن ربه التسليم بالتبيين
فالان بلغ عنه نصبك حيدرا
فوجوب طاعته وجوب عيني
قم ناصبا للطهر حيدرة التقي
قبل افتراق مصاحب وقرين
قال النبي الطهر سمعا للذي
قد قال من هو للورى يكفيني
ودعا بخم وهو اوعر منزل
يا قوم حطوا الرحل في ذا الحين
ومن الحدائج قد ترقى منبرا
ودعا عليا والد السبطين
واليه شال فبان من ابطيهما
ذاك البياض ففاق للقمرين
ولصحبه قد قال يا قوم اسمعوا
مني مقالة ناصح وامين
هل كنت يا اصحاب اولى منكم
بنفوسكم قالوا نعم بيقين
من كنت مولاه فمولاه اخي
ووصي بعدي كفه بيميني
الى آخر القصيدة
4
وله من قصيدة طويلة تسمى بالغزالة يمدح بها النبي الاعظم
(ص) اولها:
اقبلت تقنص الاسود الغزاله
ذات نور يفوق نور الغزاله
وانثنت تسلب العقول وثنت
غلة في الحشا بلبس الغلاله
الى ان يقول :
فولاء النبي للعبد درع
عن نبال الردى وللنصر آله
وولائي من بعده لعلي
حيث ان قبل موته اوصى له
وارتضاه الامام في يوم خم
فهو للخصم قاطع اوصاله
ويوجد ذكرى الغدير في سائر قصائده اقتصرنا منها على ما
ذكرناه.
الشاعر
ابو محمد عبداللّه بن محمد بن الحسين بن محمد الشويكي
الخطي، من تلمذة الشيخ ابراهيم ابن الشيخ علي البلادي
الانفذكره، والشيخ ناصر ابن الحاج عبدالحسن البحراني، له
في فن الادب وقرض الشعر والاكثار منه والتفنن فيه
اشواطبعيدة، غير ان شعره من النمط الاوسط، له كتاب في
احوال المعصومين، وديوان مدائح النبي وآله يسمى ب : جواهر
النظام،وديوان مراثيهم الموسوم ب : مسبل العبرات ورثاء
السادات. استخرج من الديوانين قصائد كثيرة في اربعة ايام
والفهاديوانا اهداه لشيخه العلامة آقا محمد ابن آقا عبدالرحيم
النجفي في سنة (1149) وهذا الديوان المنتخب من شعره
يحتويعلى خمسين قصيدة في اوزان وقواف مختلفة في
مدائح النبي وآله صلوات اللّه عليه وعليهم ورثائهم، ويرثي
العباس بنامير المؤمنين (ع) والقاسم ابن الامام الحسن
وعبداللّه ابنه، وعليابن الامام السبط الشهيد (ع) وولده عبداللّه
الرضيع،كلامنهم بقصيدة.
(104) السيد حسين الرضوي
المتوفى بعد (1156)
حيا الحيا عهد احباب بذي سلم
وملعب الحي بين البان والعلم
وجاد اعلام جمع والعقيق فكم
فرقن جمع هموم باجتماعهم
يا صاح عج بي قليلا في معاهدهم
تشفي عليل محب ذاب من الم
هذه بديعية ذات (143) بيتا يمدح بها النبي الاعظم (ص) الى
ان يقول فيها:
صنو النبي امير المؤمنين ابو السبطين
باب العلوم المرتضى الشيم
في السر والجهر ساواه وكان له
ردءا يصدقه في الحكم والحكم
وفيه جاء عن المختار منقبة
من كنت مولاه فهو الحق فاعتصم
الشاعر
السيد حسين ابن الامير رشيد بن القاسم الرضوي الهندي
النجفي ثم الحائري. اوحدي ثنى علمه الفائق بادبه
الرائق،وعبقري زان حسبه الزكي بفضله الجم وقريضه المزري
بعقود الدرر ومنثور الدراري، فهو عالم بارع، واديب ناقد،
لمتشغله فضيلة عن فضيلة، ولا ثنته ماثرة عن مفخرة.
جاء به ابوه من الهند الى النجف الاشرف فاشتغل بها، وبعد لاي
غادرها الى جوار الامام السبط الشهيد الحائر المقدس
وتخرج بها على السيد المدرس الاوحد السيد نصر اللّه الحائري،
وله قصائد عدة يمدح بها استاذه المدرس، ولاستاذهيمدحه
قوله:
يا ايها الشهم الذي
غيث الندى منه وكف
يا ذا الذي في جوده
قد طال لي باع وكف
يا ماجدا طول المدى
صد الاذى عنا وكف
حياك رب العرش ما
برق تبدى في السدف
من اساتذته السيد صدر الدين القمي شارح الوافية، والشيخ عبد
الواحد الكعبي النجفي المتوفى (1150)، والشيخ احمدالنحوي،
وكان جيد الخط وقفت على ديوان استاذه السيد المدرس
الحائري بخطه. توفي بكربلاء المشرفة بعد سنة(1156) وقبل
الستين برد اللّه مضجعه، فما عن بعض المجاميع انه توفي
(1170) لم اقف على ما يعاضده.
خلف شاعرنا الرضوي ديوانا مفعما بالغرر والدرر، ومن شعره في
المديح:
جيرة الحي اين ذاك الوفاء
ليت شعري وكيف هذا الجفاء
لي فؤاد اذابه لا عج الشو
ق وجفن تفيض منه الدماء
كلما لاح بارق من حماكم
او تغنت في دوحها الورقاء
فاض دمعي وحن قلبي لعصر
قد تقضى وعز عنه العزاء
يا عذولي دعني ووجدي وكربي
ان لومي في حبهم اغراء
هم رجائي ان واصلوا او تناءوا
وموالي احسنوا ام اساؤوا
هم جلوا لي من حضرة القدس قدما
راح عشق كؤوسها الاهواء
خمرة في الكؤوس كانت ولا كر
م ولا نشوة ولا صهباء
ما تجلت في الكاس الا ودانت
سجدا باحتسائها الندماء
ثم مالوا قبل المذاق سكارى
من شذاها فنطقهم ايماء
ثم باتوا وقد فنوا في فناها
ان عين البقاء ذاك الفناء
سادتي سادتي وهل ينفع الصب
على نازح المزار النداء
كنت جارا لهم فابعدني الده
ر فمن لي وهل يرد القضاء
اتروني نايت عنكم ملالا
لا، ومن شرفت به البطحاء
سر خلق الافلاك آية مجد
صدرت من وجوده الاشياء
من مزاياه غالبت انجم الاف
ق فكان السنا لها والسناء
رتب دونها العقول حيارى
حيث ادنى غاياتها الاسراء
محتد طاهر وخلق عظيم
ومقام دانت له الاصفياء
خص بالوحي والكتاب وناهي
ك كتابا فيه الهدى والضياء
يا ابا القاسم المؤمل يا من
خضعت لاقتداره العظماء
قاب قوسين قد رقيت علاء
[ كيف ترقى رقيك الانبياء ]((1041))
ولك البدر شق نصفين جهرا
[ يا سماء ما طاولتها سماء ]
ودعوت الشمس المنيرة ردت
لعلي تمدها الاضواء
انت نور علا على كل نور
ذي شروق بهديه يستضاء
لم تزل في بواطن الحجب تسري
حيث لا آدم ولا حواء
فاصطفاك الاله خير نبي
شانه النصح والتقى والوفاء
داعيا قومه الى الشرعة السم
حاء يا للاله ذاك الدعاء
وغزا المعتدين بالبيض والسم
ر فردت بغيظها الاعداء
وله الال خير آل كرام
علماء ائمة اتقياء
هم رياض الندى وروح فخار
وسماح ثمارها العلياء
يبتغى الخير عندهم والعطايا
كل حين ويستجاب الدعاء
سادتي انتم هداتي وانتم
عدتي ان المت الباساء
والى مجدكم رفعت نظاما
كلال قد تم منها الصفاء
خاطري بحرها وغواصها الفك
ر ونظام عقدهن الولاء
وعليكم صلى المهيمن ما لا
ح صباح وانجابت الظلماء
اوشدى مغرم بلحن انيق
جيرة الحي اين ذاك الوفاء
وله يمدح امير المؤمنين (ع) :
الم وقد هجع السامر
وعطل عن سيره السائر
خيال لعلوى اتى زائرا
وقيت الردى ايها الزائر
طرقت فجليت ليل العفا
وقربك القلب والناظر
نشدتك باللّه كيف اهتد
يت الى مضجعي والدجى ساتر
وكيف عثرت بجفني وقد
غدا وهو طول المدى ساهر
فقال هداني اليك الحنين
ونار جوى شبهها الهاجر
سقى ربع علوى وذاك الخيال
وليل الوصال حيا هامر
ملث((1042)) يحاكي نوال الامير
ومن روض الطافه زاهر
علي ابو الحسن المرتضى
علي الذرى الطيب الطاهر
امام هدى فضله كامل
وبحر ندى بذله وافر
وصي النبي بنص الاله
عليه وبرهانه الباهر
فتى راجح الحلم لا وجهه
قطوب ولا صدره واغر
له الشرف الضخم والسؤدد الم
فخم والنسب الطاهر
وبيت على شاد اركانه
قنا الخط والابلج الباتر
الى حيث لا ملك سابق
هناك ولا فلك دائر
اذا ساجل الناس في رتبة
فكل لدى عزه صاغر
وان صال فالحتف من جنده
ورب السماء له ناصر
كان قلوب العدا ان بدا
من الرعب يهفو بها طائر
ايا جد ان لسان البل
يغ عن حصر اوصافكم قاصر
كفاكم على ان رب السما
ء في الذكر سعيكم شاكر
فجاد ربوعك من لطفه
سحاب برضوانه ماطر
مدى الدهر ما قد طوى سبسبا
لتقبيل اعتابكم زائر
ومن شعره قوله :
يا مخجلا حدق المها
اوقعت قلبي بالمهالك
ومعيد صبحي كالمسا
ضاقت علي به المسالك
يا منيتي دون الملا
انحلت جسمي في ملالك
هب لي رقادي انه
مذ بنت ابخل من خيالك
للّه كم لك هالك
بشبا اللواحظ اثر هالك
يا موقف التوديع كم
دمع نثرت على رمالك
هل لي مقيل من ضلا
لي ام مقيل في ظلالك
لهفي على عصر مضى
لي بالحبيب على تلالك
باللّه اين غزالك ال
فتان ويلي من غزالك
لم انسه ويد النوى
تستل انفسنا هنالك
اومى يسائل كيف حا
لك قلت داجي اللون حالك
فافتر من عجب وقا
ل بنو الهوى طرا كذلك
فاجبته لو كنت تعلم
قدر من اصبحت مالك
لعلمت اني عاشق
ما ان يقصر عن منالك
انا كاتب اظهرت اس
رار الكتابة من جمالك
الف حلت فكانها
من حسن قدك واعتدالك
ميم كمبسمك الشهي
ختامه من مسك خالك
صاد كغدران جرت
من ادمعي يوم ارتحالك
سين كطرتك التي
القت فؤادي في حبالك
دال كصدغك شوشت
بيد الدلال وغير ذلك
ومقطعات قد حكت
قلبي المروع من ذيالك
ومركبات كالعقو
د تزين اجياد الممالك
واذا تناسقت السطو
ر سوافرا كنا كمالك
يا قوت اصبح قائلا
في الجمع ما انا من رجالك
قسما بها لولا الهوى
ما كنت من جرحى نبالك
ومن شعره في عقد كلام لامير المؤمنين (ع) :
انعم على من شئت كن اميره
واستغن عمن شئت كن نظيره
ان كنت ذا عز ورمت ان تهن
فاحتج لمن شئت تكن اسيره
جمعت شتات تاريخ حياته، وعقود جمل الثناء عليه المبثوثة في
المعاجم، من النشوة والطليعة وغيرهما صفحات
اعيانالشيعة((1043)) (ص46 57) من الجزء السادس
والعشرين.
(105) السيد بدر الدين اليمني
المولود (1062)
باللّه ياورق ان شدوت على
سفوح سلع فدونها السجف
وان رايت السحاب هامية
فقل مرام المولع النجف
ففيه رمس مطهر هبطت
عليه املاك من له الصحف
فيه الامام الوصي حيدرة
مولى البرايا ومن له الشرف
فيه شقيق الرسول شافعنا
ونفسه ان توسط الطرف
فيه اخوه ومن فداه على
فراشه ان رووا وان حرفوا
فيه الذي في الغدير عينه
وبخبخ القوم فيه واعترفوا
الشاعر
بدر الدين محمد بن الحسين بن الحسن بن المنصور باللّه
القاسم بن محمد الحسني الصنعائي، احد حسنات اليمن،
وعلمائهاالاعلام. مشارك في العلوم، له في الكلام والطب
والادب وقرض الشعر يد غير قصيرة، وله تليف قيمة منها رسالة
فيالكلام، تلمذ لاساتذته في الفنون منهم : العلامة الشيخ
صالح البحراني نزيل الهند، والفاضل الحكيم محمد بن
صالحالجيلاني نزيل اليمن، ولد سنة (1062) في شهر صفر.
اخذنا الترجمة والشعر ملخصا من نسمة السحر((1044)) (ج2).
انتهى الجزء الحادي عشر من الغدير
ويتلوه الجزء الثاني عشر
ويبدا ببقية شعراء الغدير في القرن الثاني عشر
والحمد للّه اولا وآخرا.
|