يروي بالاجازة((957)) عن ابي عبداللّه الحسين بن الحسن بن
يونس العاملي وعن العلامة المجلسي، وهو آخر من اجاز له
كماينص عليه هو في اجازة له.
ويروي عنه بالاجازة((958)) العلامة المجلسي، والشيخ محمد
فاضل((959)) بن محمد مهدي المشهدي، والسيد نور الدين
ابن السيدنعمة اللّه الجزائري بالاجازة المؤرخة ب (1098)،
والشيخ محمود بن عبدالسلام البحراني كما في المستدرك
(3/390).
ولد في قرية مشغر((960)) ليلة الجمعة ثامن رجب (1033)
واقام في بيئة محتده اربعين عاما، وحج فيها مرتين، ثم سافر
الىالعراق فزار الائمة (ع) ثم اتيحت له زيارة الامام ابي الحسن
الرضا (ع)، وقطن ذلك المشهد الطاهر، وحج في خلال
اقامتهبه مرتين، وزار ائمة العراق ايضا مرتين، واعطي شيخوخة
الاسلام وحاز منصب القضاء، الى ان توفي في يوم
الحاديوالعشرين من شهر رمضان سنة (1104) ودفن في
الصحن العتيق الشريف الى جنب مدرسة ميرزا جعفر، وقبره
معروفيزار، قدس اللّه سره ونور ضريحه.
ومن شعره قوله من قصيدة محبوكة الاطراف الاربعة:
فان تخف في الوصف مناسراف
فلذ بمدح السادة الاشراف
فخر لهاشمي او منافي
فضل سما مراتب الالاف
فعلمهم للجهل شاف كاف
وفضلهم على الانام واف
فاقوا الورى منتعلا وحافي
فضلا به العدو ذو اعتراف
فهاكها محبوكة الاطراف
فمن غريب ما قفاه قاف
وله :
كم حازم ليس له مطمع
الا من اللّه كما قد يجب
لاجل هذا قد غدا رزقه
جميعه من حيث لا يحتسب
وله :
ذوات خال خدها مشرق
نورا كركن الحجر الاسود
كعبة حسن ولها برقع
من الحرير المحض والعسجد
قد اكسبت كل امرئ فتنة
حتى امام الحي والمسجد
كم هام اذ شاهدها جاهل
بل هام فيها عالم المشهد
وله :
لا تكن قانعا من الدين بالدو
ن وخذ في عبادة المعبود
واجتهد في جهاد نفسك وابذل
في رضى اللّه غاية المجهود
وله في مديح العترة الطاهرة :
قلما فاخروا سواهم وحاشا
ذهبا ان يفاخر الفخارا((961))
وارى قولنا : الائمة خير
من فلان ومن فلان عارا
انما سبقهم لبكر وعمرو
مثل ما يسبق الجواد الحمارا
انني ذو براعة واقتدار
جاوز الحد في الانام اشتهارا
واذا رمت وصف ادنى علاهم
لا ارى لي براعة واقتدارا
وله من قصيدة [من] ثمانين بيتا خالية من الالف في مدح
العترة (ع):
وليي علي حيث كنت وليه
ومخلصه بل عبد عبد لعبده
لعمرك قلبي مغرم بمحبتي
له طول عمري ثم بعد لولده
وهم مهجتي هم منيتي هم ذخيرتي
وقلبي بحبيهم مصيب لرشده
وكل كبير منهم شمس منبر
وكل صغير منهم شمس مهده
وكل كمي منهم ليث حربه
وكل كريم منهم غيث وهده
بذلت له جهدي بمدح مهذب
بليغ ومثلي حسبه بذل جهده
وكلفت فكري حذف حرف مقدم
على كل حرف عند مدحي لمجده
وله من قصيدة :
انا حر لكن كرق لخود((962))
سلبتني سكينة ووقارا
كل حسن من الحرائر لا
بل من اماء يستعبد الاحرارا
وهوى المجد والملاح واهل ال
بيت في القلب لم يدع لي قرارا
راجع((963)) : امل الامل (ص448)، اجازات البحار (ص126،
158، 159)، سلافة العصر (ص367)، لؤلؤة البحرين،روضات
الجنات (ص544)، مستدرك الوسائل (3/390)، سفينة البحار
(1/242)، الفوائد الرضوية (2/473)، شهداءالفضيلة (210) وفيه
تراجم جمع من رجالات هذه الاسرة الكريمة واعلام بيت الحر
الفطاحل.
(94) الشيخ احمد البلادي
ناد الاحبة ان مررت بدورها
واشهد مطالع نيرات بدورها
كم قد بدت وبها انجلت ظلمالدجى
ولطالما بزغت بوازغ نورها
انست بها ارض الطفوف واقفرت
منها الديار وليس غير يسيرها
غربت بعرصة كربلا فانهض لها
واقر السلام على جناب مزورها
وانثر بتربتها الدموع تفجعا
لقتيلها فوق الثرى وعفيرها
اكرم بها من تربة قدسية
قد بالغ الجبار في تطهيرها
يا تربة من حولها الاملاك ما
زالت تشم لمسكها وعبيرها
يا تربة حفت بها القوم الالى
فازوا بلثمهم لترب قبورها
قد ضمنت جسد الحسين ومن به
فتكت امية بعد امر اميرها
فازالت الاسلام عن برحائها
واطاعت الشيطان في تدبيرها
وتسرجت خيل الضلال فاخرت
غير الاخير وقدمت لاخيرها
ونست عهودا بالحمى سلفت ولن
تعبا بنص نبيها ونذيرها
يا للرجال لامة ملعونة
لم يكفها ما كان يوم غديرها
بئس العصابة من بغت وتنكبت
عن دينها وتسارعت لفجورها
القصيدة وهي (68) بيتا
الشاعر
الشيخ احمد بن حاجي البلادي، عالم فاضل اديب، من شعراء
اهل البيت ومادحيهم، له مراث كثيرة وقد يقال : ان له
الفقصيدة في رثاء الامام السبط الشهيد الحسين (ع) دونها في
مجلدين، قد ذكر الشيخ لطف اللّه الجدحفصي عدة قصائد
منحسينياته في مجموعة له وقفنا على نسخ منها بخطه،
واخذنا منها ما ذكرناه، وله في
التاريخ يد غير قصيرة وكان من اجداد صاحب انوار البدرين،
وتوجد في الانوار((964)) ترجمته ويظهر منه انه توفي في
اوائلالقرن الثاني عشر.
(95) شمس الادب اليمني
المتوفى (1119)
سلا ان جزتما بالركب طيا
فؤادا قد طواه الحب طيا
والا فاسالا اين استقلت
حداة العيس اذ رحلوا عشيا
فلولا تلكم الاهداب نبل
لما كانت حواجبها قسيا
لعمر ابيك ما شغفي بهند
ولا ما قلت من غزل بميا
ولن اهدي قويم النهد الا
اذا ما كان نهدا اعوجيا
واسمر ذابل الاعطاف لدنا
واسمو مشبها عزمي مضيا
ولن اصبو الى اوقات لهو
وقد اصبحت عن لهوي نحيا
وما زهر الرياض امال طرفي
وان قد صار مطلوبا نديا
الى ان قال :
اذا ما البرق سل عليه سيفا
رايت له الغدير السابريا
على ذاك الغدير غدير دمعي
جرى من اجلهم بحرا اذيا((965))
غدير طاب لي ذكراه شوقا
الى من ذكره يروي الصديا
غدير قد قضى المختار فيه
ولايته والبسها عليا
وقام على الانام بذا خطيبا
وذاك اليوم سماه الوصيا
واني تارك فيكم حديثا
لقد تركوه ظهريا نسيا
فمن اهل السقيفة ليس يلقى
فتى عن قتل ابناه بريا
فهم سبب لسفك دماء زيد
ويحيى والذي حل الغريا
فلولا سل سيف البغي منهم
ونكث العهد لا تلقى عصيا
ابا الحسنين ارجو منك نهلا
من الحوض الذي يروي الظميا
اذا ما جئت يوم الحشر في من
غدا بالبعث بعد الموت حيا((966))
الشاعر
السيد شمس الادب احمد بن احمد بن محمد الحسني
الانسي((967)) احد اعيان اليمن وادبائها الافاضل، ولم يبرح
لها كذلك، الىان غضب عليه الامام المهدي لدين اللّه وامر
بتسييره الى زيلع وهي جزيرة في اول الحبشة، فحبس بها
حتى توفي سنة(1119).
(96) السيد علي خان المدني
المولود (1052)
المتوفى (1120)
سفرت اميمة ليلة النفر
كالبدر او ابهى من البدر
نزلت منى ترمي الجمار وقد
رمت القلوب هناك بالجمر
وتنسكت تبغي الثواب وهل
في قتل ضيف اللّه من اجر
ان حاولت اجرا فقد كسبت
بالحج اصنافا من الوزر
نحرت لواحظها الحجيج كما
نحر الحجيج بهيمة النحر
ترمي وما تدري بما سفكت
منها اللواحظ من دم هدر
اللّه لي من حب غانية
ترمي الحشا من حيث لا تدري
بيضاء من كعب وكم منعت
كعب لها من كاعب بكر
زعمت سلوي وهي سالية
كلا ورب البيت والحجر
ما قلبها قلبي فاسلوها
يوما ولا من امرها امري
ابكي وتضحك ان شكوت لها
حر الصدود ولوعة الهجر
وعلى وفور ثراي لي ولها
ذل الفقير وعزة المثري
لم يبق مني حبها جلدا
الا الحنين ولاعج الذكر
ويزيد غلي الماء ما ذكرت
والماء يثلج غلة الصدر
قد ضل طالب غادة حميت
في قومها بالبيض والسمر
ومؤنب من حبها سفها
نهنهته عن منطق الهجر
يزداد وجدي عن سلامته
فكانه بملامه يغري
لا يكذبن الحب اليق بي
وبشيمتي من سبة الغدر
هيهات يابى الغدر لي نسب
اعزى به لعلي الطهر
خير الورى بعد الرسول ومن
حاز العلا بمجامع الفخر
صنو النبي وزوج بضعته
وامينه في السر والجهر
ان تنكر الاعداء رتبته
شهدت بها الايات في الذكر
شكرت حنين له مساعيه
فيها وفي احد وفي بدر
سل عنه خيبر يوم نازلها
تنبيك عن خبر وعن خبر
من هد منها بابها بيد
ورمى بها في مهمه قفر
واسال براءة حين رتلها
من رد حاملها ابا بكر
والطير اذ يدعو النبي له
من جاءه يسعى بلا نذر
والشمس اذ افلت لمن رجعت
كيما يقيم فريضة العصر
وفراش احمد حين هم به
جمع الطغاة وعصبة الكفر
من بات فيه يقيه محتسبا
من غير ما خوف ولا ذعر
والكعبة الغراء حين رمى
من فوقها الاصنام بالكسر
من راح يرفعه ليصدعها
خير الورى منه على الظهر
والقوم من اروى غليلهم
اذ يجارون بمهمه قفر
والصخرة الصماء حولها
عن نهر ماء تحتها يجري
والناكثين غداة امهم
من رد امهم بلا نكر
والقاسطين وقد اضلهم
غي ابن هند وخدنه عمرو
من فل جيشهم على مضض
حتى نجوا بخدائع المكر
والمارقين من استباحهم
قتلا فلم يفلت سوى عشر
وغدير خم وهو اعظمها
من نال فيه ولاية الامر
واذكر مباهلة النبي به
وبزوجه وابنيه للنفر
واقرا وانفسنا وانفسكم((968))
فكفى بها فخرا مدى الدهر
هذي المفاخر والمكارم لا
قعبان من لبن ولا خمر((969))
وله في مدح الامام امير المؤمنين (ع) قوله في ديوانه
المخطوط:
امير المؤمنين فدتك نفسي
لنا من شانك العجب العجاب
تولاك الالى سعدوا ففازوا
وناواك الذين شقوا فخابوا
ولو علم الورى ما انت اضحوا
لوجهك ساجدين ولم يحابوا
يمين اللّه لو كشف المغطى
ووجه اللّه لو رفع الحجاب
خفيت عن العيون وانت شمس
سمت عن ان يجللها سحاب
وليس على الصباح اذا تجلى
ولم يبصره اعمى العين عاب
لسر ما دعاك ابا تراب
محمد النبي المستطاب
فكان لكل من هو من تراب
اليك وانت علته انتساب
فلولا انت لم يخلق سماء
ولولا انت لم يخلق تراب
وفيك وفي ولائك يوم حشر
يعاقب من يعاقب او يثاب
بفضلك افصحت توراة موسى
وانجيل ابن مريم والكتاب
فيا عجبا لمن ناواك قدما
ومن قوم لدعوتهم اجابوا
ازاغوا عن صراط الحق عمدا
فضلوا عنك ام خفي الصواب
ام ارتابوا بما لا ريب فيه
وهل في الحق اذ صدع ارتياب
وهل لسواك بعد غدير خم
نصيب في الخلافة او نصاب
الم يجعلك مولاهم فذلت
على رغم هناك لك الرقاب
فلم يطمح اليها هاشمي
وان اضحى له الحسب اللباب
فمن تيم بن مرة او عدي
وهم سيان ان حضروا وغابوا
لئن جحدوك حقك عن شقاء
فبالاشقين ما حل العقاب
فكم سفهت عليك حلوم قوم
فكنت البدر تنبحه الكلاب
الشاعر
صدر الدين السيد علي خان المدني الشيرازي ابن نظام الدين
احمد بن محمد معصوم بن احمد نظام الدين بن ابراهيم
بنسلام بن مسعود عماد الدين بن محمد صدر الدين بن
منصور غياث الدين بن محمد صدر الدين بن ابراهيم شرف اللّه
بنمحمد صدر الدين بن اسحاق عز الدين بن علي ضياء الدين
بن عربشاه فخر الدين ابن الامير عز الدين ابي المكارم
ابنالامير خطير الدين بن الحسن شرف الدين ابي علي ابن
الحسين ابي جعفر العزيز بن علي ابي سعيد النصيبيني ابن
زيدالاعشم((970))ابي ابراهيم بن علي بن الحسين ( ابي
شجاع الزاهد ) بن ( محمد ) ابي جعفر بن علي بن الحسين بن
جعفر ابيعبداللّه بن احمد نصير الدين السكين النقيب ابن
جعفر ابي عبداللّه الشاعر ابن محمد ابي جعفر بن محمد بن زيد
الشهيد ابنالامام السجاد زين العابدين (ع)((971)).
من اسرة كريمة طنب سرادقها بالعلم والشرف والسؤدد، ومن
شجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلهاكلحين،
اعترقت شجونها في اقطار الدنيا من الحجاز الى العراق الى
ايران، وهي مثمرة يانعة حتى اليوم، يستبهج الناظراليها بثمرها
وينعه، واو ل من انتقل من رجال هذه العائلة الى شيراز علي ابو
سعيد النصيبيني، واول من غادر شيراز الىمكة المعظمة
السيد محمد معصوم، وذلك بعد انتقال عمه ختنه الامير نصير
الدين حسين اليها كما في سلوة الغريبلصاحب الترجمة.
وشاعرنا صدر الدين من ذخائر الدهر، وحسنات العالم كله، ومن
عباقرة الدنيا، فني كل فن، والعلم الهادي لكل فضيلة،يحق
للامة جمعاء ان تتباهى بمثله ويخص الشيعة الابتهاج بفضله
الباهر، وسؤدده الطاهر، وشرفه المعلى، ومجده الاثيل ،والواقف
على آيات براعته، وسور نبوغه الا وهو كل كتاب خطه قلمه،
او قريض نطق به فمه لا يجد ملتحدا عنالاذعان بامامته في
كل تلكم المناحي، ضع يدك على اي سفر قيم من نفثات
يراعه، تجده حافلا ببرهان هذه الدعوى،كافلا لاثباتها بالزبر
والبينات واليك اسماءها:
1 رياض السالكين في شرح الصحيفة الكاملة السجادية، كتاب
قيم يطفح العلم من جوانبه، وتتدفق الفضيلة بين دفتيه،فاذا
اسمت فيه سرح اللحظ فلا يقف الا على خزائن من العلم
والادب موصدة ابوابها، او مخابئ من دقائق ورقائق لم
يهتداليها اي المعي غير مؤلفه الشريف المبجل.
2 نغمة الاغان في عشرة الاخوان ارجوزة ذكرت برمتها في
كشكول((972)) شيخنا صاحب الحدائق المطبوع بالهند.
3 رسالة في المسلسلة بالاباء، شرح فيها الاحاديث الخمسة
المسلسلة ببائه فرغ منها سنة (1109).
4 سلوة الغريب واسوة الاديب، في رحلته الى حيدرآباد.
5 انوار الربيع في انواع البديع في شرح قصيدته البديعية.
6 الكلم الطيب والغيث الصيب في الادعية الماثورة.
7 الحدائق الندية في شرح الصمدية لشيخنا البهائي.
8 ملحقات السلافة مشحونة بكل ادب وظرافة.
9 شرحان ايضا على الصمدية، المتوسط والصغير.
10 رسالة في اغاليط الفيروزآبادي في القاموس.
11 موضح الرشاد في شرح الارشاد، في النحو.
12 سلافة العصر في محاسن اعيان عصره.
13 الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة.
14 التذكرة في الفوائد النادرة.
15 المخلاة في المحاضرات.
16 الزهرة في النحو.
17 الطراز في اللغة.
18 ديوان شعره. وله شعر كثير لا يوجد في ديوانه السائر
الدائر، منه تخميسه ميمية شرف الدين البوصيري((973))
الشهيرةبالبردة اولها مخمسا:
يا ساهر الليل يرعى النجمفي الظلم
وناحل الجسم من وجد ومن الم
ما بال جفنك يذرو الدمع كالغيم
امن تذكر جيران بذي سلم
مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
اخذ العلم عن لفيف من اعلام الدين واساطين الفضيلة،
وتضلعه من العلوم يومئ الى كثرة مشايخه في الاخذ
والقراءة،يروي عن استاذه الشيخ جعفر بن كمال الدين
البحراني المتوفى (1091)((974))، وعن السيد والده المقدس
نظام الدين احمد،والعلامة المجلسي صاحب البحار بالاجازة،
كما ان العلامة المجلسي روى عنه، ويروي عن الشيخ علي بن
فخر الدين محمدابن الشيخ حسن صاحب المعالم ابن الشهيد
الثاني المتوفى (1104).
ويروي عنه السيد الامير محمد حسين ابن الامير محمد صالح
الخاتون آبادي المتوفى (1151)، والشيخ باقر ابن المولىمحمد
حسين المكي كما في الاجازة الكبيرة للسيد الجزائري.
ولادته ونشاته
ولد سيدنا المدني بالمدينة المنورة ليلة السبت (15) جمادى
الاولى سنة (1052)، واشتغل بالعلم الى ان هاجر الىحيدرآباد
الهند سنة (1068)، وشرع بها في تاليف سلافة العصر سنة
(1081) واقام بالهند ثمانيا واربعين سنة كما ذكرهمعاصره في
نسمة السحر((975)) وكان في حضانة والده الطاهر الى ان
توفي ابوه سنة (1086)((976)) فانتقل الى برهان پور
عندالسلطان اورنك زيب، وجعله رئيسا على الف وثلاثمائة
فارس، واعطاه لقب خان ولما ذهب السلطان الى بلد
احمدنكرجعله حارسا لاورنك آباد فاقام فيه مدة، ثم جعله واليا
على لاهور وتوابعه، ثم ولي ديوان برهان پور واشغل
هناكمنصة الزعامة مدة سنتين، وكان بعسكر ملك الهند سنة
(1114)، ثم استعفى وحج وزار مشهد الرضا (ع) وورد
اصفهانفي عهد السلطان حسين سنة (1117)، واقام بها سنين
ثم عادها الى شيراز، وحط بها عصا السير زعيما مدرسا
مفيدا،وتوفي بها في ذي القعدة الحرام سنة (1120)، ودفن
بحرم الشاه چراغ احمد ابن الامام موسى بن جعفر سلام اللّه
عليه عندجده غياث الدين المنصور صاحب المدرسة
المنصورية.
قال صاحب رياض العلماء((977)) : انه توفي سنة (1118)، وفي
سفينة البحار((978)):
(1119)، وفي آداب اللغة : (1104)، والذي اختاره مشايخنا من
سنة (1120) هو المعتضد بان المترجم له نفسه نص علىقدومه
الى اصبهان سنة (1117)، وقال الشيخ علي الحزين في
التذكرة((979)) : اني ادركته بها سنتين.
توجد ترجمته((980)) في : امل الامل، رياض العلماء، نسمة
السحر (ج2)، تذكرة الشيخ علي الحزين، السوانح له ايضا،
نشوةالسلافة لابن بشارة، رياض الجنة للزنوزي، تتميم امل
الامل للسيد ابن شبانة، نجوم السماء (ص176)، روضات
الجنات(ص412)، المستدرك (3/386)، سفينة البحار
(2/245)، معجم المطبوعات (ص244)، آداب اللغة العربية
(3/285)، مجلةالمرشد العراقية (1/197)، وفي غير واحد من
اعداد المرشد نشر شطر من شعره.
ومن غرر شعر شاعرنا المدني قوله يمدح به امير المؤمنين (ع)
لما ورد الى النجف الاشرف مع جمع من حجاج بيت اللّه:
يا صاح هذا المشهد الاقدس
قرت به الاعين والانفس
والنجف الاشرف بانت لنا
اعلامه والمعهد الانفس
والقبة البيضاء قد اشرقت
ينجاب عن لالائها الحندس
حضرة قدس لم ينل فضلها
لا المسجد الاقصى ولا المقدس
حلت بمن حل بها رتبة
يقصر عنها الفلك الاطلس
تود لو كانت حصا ارضها
شهب الدجى والكنس الخنس((981))
وتحسد الاقدام منا على
السعي الى اعتابها الارؤس
فقف بها والثم ثرى تربها
فهي المقام الاطهر الاقدس
وقل صلاة وسلام على
من طاب منها الاصل والمغرس
خليفة اللّه العظيم الذي
من ضوئه نور الهدى يقبس
نفس النبي المصطفى احمد
وصنوه والسيد الاراس
العلم العيلم بحر الندى
وبره والعالم النقرس((982))
فليلنا من نوره مقمر
ويومنا من ضوئه مشمس
اقسم باللّه وآياته
الية تنجي ولا تغمس
ان علي بن ابي طالب
منار دين اللّه لا يطمس
ومن حباه اللّه انباء ما
في كتبه فهو لها فهرس
احاط بالعلم الذي لم يحط
بمثله بليا ولا هرمس((983))
لولاه لم تخلق سماء ولا
ارض ولا نعمى ولا ابؤس
ولا عفى الرحمن عن آدم
ولا نجا من حوته يونس
هذا امير المؤمنين الذي
شرائع اللّه به تحرس
وحجة اللّه التي نورها
كالصبح لا يخفى ولا يبلس
تاللّه لا يجحدها جاحد
الا امرؤ في غيه مركس
المعلن الحق بلا خشية
حيث خطيب القوم لا ينبس
والمقحم الخيل وطيس الوغى
اذا تناهى البطل الاحرس
جلبابه يوم الفخار التقى
لا الطيلسان الخز والبرنس((984))
يرفل من تقواه في حلة
يحسدها الديباج والسندس
يا خيرة اللّه الذي خيره
يشكره الناطق والاخرس
عبدك قد امك مستوحشا
من ذنبه للعفو يستانس
يطوي اليك البحر والبر لا
يوحشه شيء ولايونس
طورا على فلك به سابح
وتارة تسري به عرمس((985))
في كل هيماء يرى شوكها
كانه الريحان والنرجس
حتى اتى بابك مستبشرا
ومن اتى بابك لا يياس
ادعوك يا مولى الورى موقنا
ان دعائي عنك لا يحبس
فنجني من خطب دهر غدا
للجسم مني ابدا ينهس((986))
هذا ولولا املي فيك لم
يقر بي مثوى ولا مجلس
صلى عليك اللّه من سيد
مولاه في الدارين لا يوكس((987))
ما غردت ورقاء في روضة
وما زهت اغصانها الميس
كلمة المترجم له حول نسبه
قال في سلوة الغريب : فائدة سنية تتعلق بنسبنا احببت التنبيه
عليها بانجز الكلام اليها، وهي اني قرات على ظهر كتابمن
كتب الوالد بخط السيد صدر الدين محمد الواعظ بن منصور
غياث الدين بن محمد صدر الدين بن منصور غياثالدين جدنا
المذكور في عمود النسب : ان ابا الحسن وابا زيد علي بن
محمد الخطيب الحماني((988)) ابن جعفر ابي عبداللّهالشاعر
احد اجدادنا، قال : وهو جدي، وادخله في النسب هكذا، قال :
فانا صدر الدين محمد الواعظ بن ناصر الشريعةمنصور بن
محمد صدر الدين بن منصور غياث الدين بن محمد بن ابراهيم
بن محمد بن اسحاق بن علي بن عربشاه بن اميرانبه بن اميري
بن الحسن بن الحسين العزيزي بن علي النصيبيني بن زيد
الاعثم بن علي هذا المحكي عنه يعني الحماني آابن محمد
بن جعفر ابن احمد بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد ابن
علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب(ع).
هذا كلامه واقول : ليس علي بن محمد الحماني هذا داخلا في
عمود نسبنا، بل ينتهي نسبه الى زيد الشهيد هكذا، هوعليبن
محمد الخطيب ابن جعفر [ابي]((989)) عبداللّه الشاعر الذي
هو احد اجدادنا ابن محمد بن محمد بن زيد الشهيد.
وانما اوقع السيد صدر الدين في هذا الغلط تشابه الاسماء فان
جعفرا جد السيد عليالحمانيالمذكور الذي توهم صدر
الدينانه ابناحمد السكين هو ابو احمد السكين، لكن اشتبه
عليه بابنه فان ابنه ايضا اسمه جعفر كما مر في النسب، ويتضح
ذلكبان محمد بن زيد الشهيد وهو اصغر بني ابيه له عدة بنين
منهم محمد ابنه، والعقب منه في ابي عبداللّه جعفر الشاعر
وحده،فاعقب ابو عبداللّه جعفر هذا من ثلاثة بنين: محمد
الخطيب الذي هو ابو السيد الحماني، واحمد السكين الذي هو
جدنا،والقاسم، فيكون السيد علي الحماني ابن اخي احمد
السكين لا ابن ابنه، فاحمد السكين عمه لا جده.
وايضا ما تم للسيد صدر الدين ادخال السيد علي الحماني في
النسب حتى اسقط منه ابا الحسن عليا((990)) الذي هو بين
ابيجعفر محمد وبين جعفر بن احمد السكين، وهو غلط فاحش
ولقد مر على ذلك برهة من الزمن ولم ينبه له احد مناجدادنا.
(97) الشيخ عبدالرضا المقرئ الكاظمي
المتوفى حدود (1120)
1
وقفت دون سعيك الانبياء
فلتطل مفخرا بك الاوصياء
وعن الانبياء فضلا عليك
اللّه اثنى فحبذا الاثناء
واذا لم يكن سوى آية التط
هير فيكم لكان فيها اكتفاء
كنت نورا وليس كون ولا
آدم بل ليس كان طين وماء
انت عين اليقين سلطان موسى
والعصا منه واليد البيضاء
وسنا النار حين آنسها من
جانب الطور اذ بدا اللالاء
روح قدس به تايد عيسى
ولامواته به احياء
انت لو لم تكن لما عبد اللّه
ولا للانام كان اهتداء
الى ان يقول :
فاضاعوا وصية يوم خم
بعلي وصى وهم شهداء
عن لسان الروح الامين عن اللّه تعالى الا له الالاء
بعلي بلغ والا فما بلغت واللّه من عداك وقاء
بعدما بخبخوا وقالوا لقد اص
بحت مولى لنا وصح الولاء
واتى النص فيه اليوم اكمل
ت لكم دينكم وحق الهناء
ثم قالوا بان احمد لم يو
ص وهذا منهم عليه افتراء
وروى من يمت ولم يوص قد ما
ت موتة الجاهلية العلماء((991))
ويلهم جهلوا النبي وقالوا
عنه ما لم يقل وبالافك جاؤوا
ما نجيب اليهود يوما اذا
احتجوا علينا اليس فيكم حياء
ان موسى في القوم وصى وقد غا
ب وطه يقضي ولا ايصاء
حيث قال اخلفني لهارون في القو
م وبالاهل تسعد الخلفاء
والنبي الكريم قد ترك القو
م سدى بعده وهذا هذاء
وهو بالمؤمنين كان رؤوفا
وعلى كلهم له اسداء
ما عليه ان لو على واحد نص
وفيما يختاره الارتضاء
وهو ادرى بمن لها كان اهلا
وله في نصح الانام اعتناء
واذا ما قد مات راعي غنيما
ت فترك الايصاء عنه عياء((992))
هذه القصيدة توجد في ديوان شاعرنا وهي تبلغ ثلاثمائة واربعة
وثمانين بيتا، اخذنا منها ما ذكرناه، يمدح بها امير المؤمنين(ع)
ويستدل فيها على امامته بحجج قوية، ويتخلص الى رثاء الامام
السبط الشهيد صلوات اللّه عليه. وله من قصيدةيمدح بها امير
المؤمنين سلام اللّه عليه:
2
در حقيقي حباب العقار
فلا تخاطر في المجازي البحار
فقم ففي مجلسنا قد سعى
ساق صغير بكؤوس كبار
تقول عيناه لعشاقه
من سيف اجفاني الحذار الحذار
واخفض جناح العيش في قهوة
للهم عمن قد حساها نفار
للروح روح فاذا قربت
من حجر حدث صم الحجار
تطفئ نار الهم منا وفي ال
كاسات منها مستطيرا شرار
ان قتلت منا عقولا فعن
والدها كان لها اخذ ثار
من كف المى((993)) ما جلا حسنه
الا وبان العقل واللب طار
حمراء اعدى لونها كاسها
تخالها من غير كاس تدار
قوامه يطعن طعن القنا
وفتك ماضي لحظه واقتدار
وردفه يشرح لي ثقله
وخصره يسند لي الاختصار
قد علم الفتك اسود الشرى
وعلم الغزلان كيف النفار
عجبت من حمرة خديه ان
بدت لعيني علا في اصفرار
كانما قد صيغ من فضة
سالفة((994)) والخد مني نضار
لي روضة غناء من وجهه
ولحظه ساق وفيه عقار
خد وثغر مقلة وجنة
ورد اقاح نرجس جلنار
له على عشاقه نصرة
بفاتر منه ارى الانكسار
في خده ماء ونار وما
بالماء للنار عهدنا استعار
تثبت عيناي به لم تزل
فلم تحل عنه يمينا يسار
كانما تلك له قربة
قد عبدت ماء وهاتيك نار
يزري اذا ماس بغصن النقا
وان بدا فالبدر منه يغار
فلو ترى يا لائمي حسنه
اقمت فيه حجج الاعتذار
دعني برب القرط لي شاغل
يشغلني عن حب ذات الخمار
خلع عذاري واضح اذ على
شهد لماه دار نمل العذار
كم من فقار سيف الحاظه
قد كسيف المرتضى ذي الفقار
من آية التطهير فيه اتت
نصا من اللّه له واختيار
الى ان يقول :
آخاه طه يوم خم وقد
انزل فيه فيه آي جهار((995))
اليوم اكملت لكم دينكم
ناهيك من منقبة لا تعار
يا راكبا كالقوس حرفا حكى
الاوتار او كالسهم ترمي القفار
عج بالغريين واحرم وطف
في ذلك القدس وقف باحتقار
الى الذي من كل اوب الى
بيت عطاياه المطايا تثار
بيت به طال عمادا فلا
مقصر فيه ورامي جمار
واذن الناس وناد الوحى
لكعبة اللّه البدار البدار
وزمزم والحجر والركن ثم
الحجر الاسود سامي المنار
الا بها حجوا فما في سوى
تلك الثرى حجا ارى واعتمار
واستاذن اللّه ومنه وفي
سكينة فادخل عليك الوقار
وقبل الارض له عزة
وكحل الجفن بذاك الغبار
وامش على الاجفان فضلا عن
الاقدام اجلالا بذاك المزار
والثم ضريحا ضم بدرا ومن
حلم جبالا وعطايا بحار
فثم وجه اللّه والعين وال
جنب وسيف اللّه ماضي الغرار
امير كل المؤمنين الذي
غدا له فيما يشاء الخيار
فمن يزره عارفا حقه
فهو كمن للّه في العرش زار
كان بعرش اللّه نورا ولا
آدم او حوا به يستنار
لو اجمع الناس على حبه
من قدم لم يخلق اللّه نار
فالفضل فيه كله شيمة
ومنه كل فضله مستعار
القصيدة (71) بيتا
3
وله من قصيدة اخرى يمدح بها امير المؤمنين (ع) قوله :
يا اماما علا على سائر الخلق
بخلق مهذب وبخلق
حزت كلا من العلوم الى ان
قد جرى الكل منك في كل عرق
بمقال يقيم عذر المغالي
انك اللّه حيث للشك يبقي
انت حلف الهدى وحلف نزال
دره العذب ساغ في كل خلق
قد عبدت الاله طفلا مع المخ
تار والكل مشرك بالحق
وببدر بذلت نفسك في اللّه
وبادرتها ضحى غير طرق
وبخم بويعت اذ ليس الا
انت دون الورى لها من محق
فاتى النص فيك اليوم اكمل
ت لكم دينكم واثبت حقي
يا لها من امامة قد تسامت
بامام مؤيد بالصدق
صاحب النص والدلالة بالاج
ماع والاتفاق من غير مذق((996))
نفس طه النبي والصهر وابن ال
عم والصنو والاخ المشتق
القصيدة (56) بيتا
4
وله من قصيدة يمدح بها امير المؤمنين (ع) وهي تبلغ ستين
بيتا قوله :
بالعتب طال لطيفك الترداد
لو زار جفن العاشقين رقاد
بدر بليل الشعر متسق ولا
كالبدر نقص شانه وسواد
سلطان حسن والبهاء وزيره
جيش الجلال امامه يقتاد
الى ان يقول :
واللّه اكمل دينه بولائه
انى يطاول مجده ويساد
بالطائف المشهور كلم ربه
ناهيك فخرا ما عليك يزاد
ولطال ما من جبرئيل لخدمة
قد طال في اعتابه الترداد
وببابل ردت له شمس الضحى
والليل قد مدت له ابراد
وبيوم خم خبر الغياب عن
تاميره في البيعة الاشهاد
اذا قام يخطب احمد مسترسلا
عن ربه والقول منه يعاد
من كنت مولاه فحيدرة له
مولى ومن كاد الوصي يكاد
فاذا هنالك بخبخوا قوم به
من رغبة في حكمه زهاد
لا تدرك الافهام كنه صفاته
انى وهل يحصي الحصى التعداد
القصيدة
5
وله من قصيدة (118) بيتا يمدح بها امير المؤمنين (ع) قوله :
لك نصب عيني اين كنت امثل
وطريقتي المثلى بحبك امثل
ارجو الحياة وانت عني معرض
والموت من اعراض وجهك اجمل
الى ان يقول :
واللّه اكمل دينه بولائه
هل فوق هذا في المفاخر منزل
ولقول جبريل الامين بحقه
علنا وتلك محلة لا تنزل
لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى
الا علي الفاضل المتفضل
وتعجب الاملاك من حملاته
في الحرب وهو على الكتائبيحمل
ولفتح احمد بابه ولسده
باب الصحاب على الجميع يفضل
ولقول احمد انت هاد للورى
وانا النذير وذاك فخر اطول
ولانت مني مثلما هارون من
موسى ولا بعدي نبي يرسل
وكفاه ممن لم يصل عليه في
فرض الصلاة صلاته لا تقبل
واللّه زوجه البتول واشهد ال
املاك والروح الامين موكل
والشمس من بعد الغروب ببابل
ردت له والليل داج مسبل
واللّه خاطبه غداة الطائف ال
مشهور وهي فضيلة لا تنحل
وبليلة القدر الملائك عزة
والروح قد كانت عليه تنزل
وغدا موازين العباد بكفه
طوعا تخف بمن تشاء وتثقل
والنار والجنات طائعة له
من شاء نارا او جنانا يدخل
وفدى النبي على الفراش وانها
لهي المواساة التي لا تعقل
والوحي يهبط عنده وببيته
للفصل آيات الكتاب تفصل
وله وللاصنام كسر عزة
وضعت على اكتاف احمد ارجل
الى ان يقول :
عج بالغري فثم سر مودع
ليست تكيف ذاته وتمثل
واخلع نعالك غير ما متكبر
فيه وانت مكبر ومهلل
وقل السلام عليك يا من حبه
للدين فيه تتمة وتكمل
فهناك عين اللّه والسر الذي
قد دق معنى والاخير الاول
الحاكم العدل الذي حقا يرى
ما العبد من خير وشر يعمل
والاخذ التراك افضل مسلم
من بعد احمد يحتفي او ينعل
ويل امرئ قد حاد عنه ضلة
وعلى النبي بجهله يتقول
جعل الامامة غير موضعها عمى
واللّه اعلم حيث كانت تجعل
وكفى عليا في الغدير فضيلة
ياتي اليها غيره يتوصل
حيث الامين اتى الامين مبلغا
يقرا السلام من السلام ويعجل
بلغ والا لم تبلغ ما اتى
في حق حيدر ايها المزمل
فهناك بين الصحب قام لربه
يثني بعالي صوته ويفضل
ويسار حيدرة بيمناه وقد
نادى ومنه فيه يفصح مقول
من كنت مولاه فحيدرة له
مولى فاياكم به ان تبدلوا
والطائر المشوي هل مع احمد
احد سواه كان منه ياكل
والنجم لما ان هوى في داره
جهرا واشرق منه ليل اليل
في العرش قدما كان نورا محدقا
طورا يكبر ربه ويهلل
متقلب في الساجدين وكان من
صلب الى صلب طهور ينقل
القصيدة
6
وله من قصيدة (42) بيتا يمدح بها امير المؤمنين (ع) قوله :
هل بي حر الى رشف رشا
حبذا لو يقبل الروح رشا
بابلي الطرف لكن ما راى
سحره هاروت الا اندهشا
جائر في الحكم لكن عادل ال
قد عبيل الردف مهضوم الحشا((997))
لم ازل اخفي هواه في الحشا
غير مني الدمع بالسر فشا
خلته لما تجلى سلطه
تحت ليل الشعر صبحا ابرشا
فضح الشهد بريق ريق
غيره لم يرو مني العطشا
احمد النعمان في وجنته
وعلى الخدين آس عرشا
عاذلي اصبح فيه عاذري
وانثنى يحمده واش وشا
فاذا ماس دلالا قده
يغتدي غصن النقا مرتعشا
كوكب المريخ في وجنته
ساطع والبدر منه قد عشا
مطلق اللحظ فؤادي قد غدا
منه في اسر الهوى مندهشا
جرحت عيناه خدي مهجتي
حيث لحظي خده قد خدشا
صادني في شرك من شعره
عجبا للاسد هل صاد رشا
الى ان قال :
حيدر الكرار ازكى ناعل
من بني آدم او حاف مشى
ما غشى الليل نهارا نصحه
مذهب شكا على القلب غشا
نور عين الدين قد رد وقد
رد طرف الشرك منه اعمشا
قتل الكفار في صارمه
ولربع الانس منهم اوحشا
لم يدن للات يوما قط بل
عبد اللّه وبالتقوى نشا
قد شفى الاسلام من داء به
وجلا من اعين الدين الغشا
ولقد اصبح في خم له
شاهد عدل ابى ان يرتشا
جاد بالقرص وصلى العصر اذ
رده لما له غشى العشا
وله قد كلم الثعبان اذ
ظنه الناس اتى كي ينهشا((998))
الشاعر
الشيخ عبدالرضا بن احمد بن خليفة ابو الحسن المقري
الكاظمي، من افذاذ القرن الثاني عشر وعلمائه وافاضله
الجامعينلفضيلتي العلم والادب، ترجمه سيدنا ابو محمد
الحسن في تكملة الامل واطراه بالعلم والفضل، وقال : توفي
حدود سنة الفومائة وعشرين، وعزا اليه ديوانه المرتب على
الحروف في مدح الائمة (ع)، وقد وقفنا عليه ونقلنا عنه ما
اثبتناه وهو يربوعلى الثلاثة آلاف وخمسمائة بيت.
(98) علم الهدى محمد
لك الحمد ذا المجد والكبرياء
لك الحمد في البدء والانتهاء
لك الحمد يا من علا في الدنو
لك الحمد يا من دنا في العلو
الى ان قال من قصيدة تبلغ (151) بيتا:
مننت على الخلق في كل حين
لاتمام نعماك نور اليقين
ببعث نبي بشير نذير
الى نهج جنات عدن يشير
ونصب وصي من الاصفياء
لتشييد ما اسس الانبياء
فها نحن جئنا نحن اليك
بحق الهداة الكرام عليك
الهي بحق الرسول الامين
جسيم الايادي على العالمين
بحق الوصي اخيه السري
بمجد سني وعز علي
وصي الرسول بامر حكيم
اتى من لدنك بلطف عميم
سليل الخليل وليد الحرم
عديل النبي في معالي الشيم
ضياء الرشاد بهاء الهدى
امام العباد رواء الندى
ولي الانام بنص الغدير
امير الكرام ونعم الامير
القصيدة
الشاعر
علم الهدى محمد ابن المولى محمد محسن بن مرتضى
الكاشاني، نيقد تبرز علما وادبا وتقدم فضلا وحسبا، وجمع
الفضائلموروثا ومكتسبا، هو ابن المحقق الفيض علم الفقه
وراية الحديث، ومنار الفلسفة، ومعدن العرفان، وطود
الاخلاق،وعباب العلوم والمعارف، هو ابن ذلك الفذ الذي قل ما
انتج شكل الدهر بمثيله، وعقمت الايام عن ان تاتي بمشبهه.
والمترجم له مقتف اثر والده المقدس، وتشف عن تضلعه من
العلوم آثاره الباقية، منها كتاب المواعظ البالغ عشرين الفبيت،
وفهرس الوافي لوالده الفيض، وحواش على الوافي، وتعاليق
على مفاتيح الشرائع لوالده، كتاب تحفة الابرار الفارسيفي
الاصول الخمسة والاعمال الحسنة والسيئة الفه سنة (1100)،
كتاب [وصف]((999)) العلماء في فضائلهم وانهم خلفاء
الائمة(ع)، مرآة الجنان((1000)) في الادعية، رموز
الهي((1001)) فارسي في الادعية والاعمال اليومية والاحراز
والعوذات، كتاب سرورصدور الاولياء في كيفية الصلاة على
المصطفى وآله، وفيه قصيدته التي اخذنا منها ما ذكرناه، وقال
صاحب الروضات((1002))(ص543) : ان له كتابا لطيفا
بالفارسية جمع فيه بين الاصول والفروع والاخلاق، وينسب
اليه ايضا خطب ورسائلمنيفة. انتهى.
وترجمه سيدنا صدر الدين الكاظمي في تكملة الامل وقال :
عالم فاضل محدث فقيه رجالي جيد الطريقة حسنالخطفاضل
في الادب خبير بالحكمة، جامع لفضائل رايت من مصن فاته
نضد الايضاح، وكتاب معادن الحكم فيمكاتيب الائمة (ع).
انتهى ملخصا.
وترجمه صاحب نجوم السماء في (ص225) وقال : تلمذ على
والده، له كتاب نضد الايضاح، رتب كتاب ايضاح الاشتباهللعلامة
الحلي على احسن نمط وطبع مع فهرست الشيخ((1003)).
انتهى.
لم نقف على تاريخي ولادة المترجم له ووفاته((1004)) غير انه
استنسخ نخبة والده سنة (1055)، وبطبع الحال انه كان في
ذلكالتاريخ بالغا مبالغ الرجال ولا اقل من ان يكون مراهقا،
وذكر ولده الشيخ جمال الدين اسحاق على ظهر بعض كتبه
ودعاله بدوام الظل في سنة (1112)، فكان حيا بين التاريخين
لكنه يظهر مما كتبه ولده الاخر المولى نصير الدين سليمان
سنة(1123) على مفاتيح الشرائع لجده وترحمه على والده انه
توفي قبل السنة المذكورة، فتكون وفاته بين
التاريخينالاخيرين، ويقدر عمره بما يتراوح بين السبعين
والثمانين.
(99) الشيخ علي العاملي
اجل حديث الصبا والخرد الغيد
لمستهام كئيب القلب معمود
واستمطرالدمع من جفنيالقريح على
شرخ الشباب وعصر غير مردود
وامنح ابثك حزنا عن رسيسهوى
وعن فؤاد بنار البين موقود
الى ان يتخلص الى مدح امير المؤمنين (ع) ويقول :
المنهل العذب للظامي ابا حسن
ومن لكل مضام خير مورود
والطاهر النسب السامي من امتنعت
صفاته الغر عن حصر وتحديد
مولى اذا عد ذو مجد وذو شرف
يوم الفخار تجده خير معدود
وكل محمود اوصاف يقاس به
يغدو لديه ذميما غير محمود
يمم اليه ونكب كل مقتصد
من الانام تجده خير مقصود
هو الجواد ومن ساواه ممتنع ال
وجود في كل عصر غير موجود
مجيب كل مضام عند نازلة
ملبيا وكفى عونا اذا نودي
مولى البرية والمعني في سور الذكر الحكيم بمدح غير محدود
من قد اعاد الهدى من بعدمادرست
اعلامه ابدا من بعد تشييد
ومهد الحق والاسلام حين عفت
رسومه وتوارى اي تمهيد
ففي المكارم يدعى بابن بجدتها
وفي الملاحم مقدام الصناديد
لذاك القى رسول اللّه حيث طما
بحر الهياج اليه بالمقاليد
وقال في يوم خم حين قال له
جبريل بلغ مقالا غير مردود
من كنت مولاه حقا فالوصي له
مولى على شاهد منهم ومشهود
القائد الخيل في الهيجاء مقرنة
من النجائب بالمهرية القود
القصيدة وهي كبيرة جدا.
الشاعر
الشيخ علي بن احمد الفقيه العادلي العاملي الغروي. من رجال
عاملة القاطنين بالعراق، موصوف بالعلم والادبوالفضيلة،
وقفت على ديوانه وقد كتب على ظهره هذا ديوان الشيخ الامام
العلامة، فريد دهره، ووحيد عصره، وقدوةالادباء، وقبلة الشعراء،
الشاعر الاديب الاريب النبيه علي بن احمد الفقيه العاملي نسبا
والغروي مولدا ومسكنا. انتهى.
قرا على المدرس الشريف الاوحد السيد نصر اللّه الحائري،
وبامره دون شعره، وقال في اول ديوانه ما ملخصه : اجتمعتمع
السيد نصر اللّه بن حسين بن اسماعيل الحسيني فامرني بان
اجمع شمل ما نظمت من القوافي بعد الشتات،
واؤلفبينهنمدونا، ولعمري ان امره لمطاع، ومخالفته لا
تستطاع، فامتثلت لما اشار اليه، واجبت ملبيا لما دعاني بالحث
عليه.
ولاستاذه السيد المدرس ثناء على ديوانه بقوله:
ديوان مولانا علي ذي الندى
كالروض اذ قد جاده سحابه
قد ضمن اللؤلؤ الا انه
عذب فرات سائغ شرابه((1005))
رتب المترجم له ديوانه على مقدمة وابواب وخاتمة، كان(ره)
رحالة تجول في بلاد ايران ونزل بشيراز واصفهان، وغادرهاالى
النجف الاشرف سنة (1120)، وله في الباب الخامس من ديوانه
قصيدة يمدح بها السيد المدرس الحائري سنة(1122) مجيبا
قصيدة السيد التي مدحه بها وهي تعرب عن مقامه الشامخ في
الفضائل، ونبوغه في الادب، وتحليهبالنفسيات الكريمة، الا
وهي:
قم فاجل شمس الراح للندماء
كي تنجلي فيها دجى الغماء
فمجامر الازهار فاح اريجها
عبقا بنار البرق ذي اللالاء
والطل فوق الورد اضحى حاكيا
صدغا احاط بوجنة حمراء
ولالئ الانداء قد لاحت ضحى
بشقائق راقت لعين الرائي
فكانها نطف الدموع تدافعت
في حرف جفن المقلة الرمداء
فانشط واسرج لي كميتا روضت
بعد الشماس بمزجها بالماء
تجري بمضمار اللهى لكن غدا
عوض القتام لها دخان كباء
شمطاء ترقص في الزجاج وانما
برد الوقار يرى على الشمطاء
يا حبذا وقد اجتلاها اهيف
نشوات من غنج ومن صهباء
ما لاح لي ظبي سواه مقرطا
ومقلدا بالنجم والجوزاء
سوى علي ذي المعالي ما انجلى
قمر يمد الشمس بالاضواء
رب المفاخر من سما اوج السما
بمكارم جلت عن الاحصاء
ندب يرى بذل الرغائب واجبا
للمجتدي والدهر ذو اكداء
ذو هيبة بالبشر شيبت مثلما
يبدي السحاب النار ضمن الماء
راحاته الراحات تولي والعنا
للاولياء له وللاعداء
الثاقب الاراء نجل الثاقب ال
آراء نجل الثاقب الاراء
يهتز عند الحمد الا انه
عند النوائب ثابت الارجاء
مولى اذا اسود الزمان وامه
عاف حباه باليد البيضاء
واذا عتا فرعون فقر مؤمل
القاه من جدواه في داماء((1006))
لم تسمع العوراء منه وطالما
اطفى توقد فتنة عمياء
من معشر حازوا النهى بفخارهم
قد حبرت ديباجة العلياء
لا ينصتون الى الغنا ولطالما
نال الغني بهم ذوو استجداء
ما اشرعوا الارماح الا اشرقو
ها من دم الاقران في الهيجاء
تهديهم بدجى القتام غرائم
لهم غدت تحكي نجوم سماء
غارت رماح الخط من اقلامهم
فلذلك ارتعدت لدى الهيجاء
فلكم زها فوق الطروس بطلها
زهر له كم من الاحشاء
زهر يلوح الدهر غضا ناضرا
والزهر يذبل عند فقد الماء
ولكم سبت عقلا بسحر بيانها
وبحكمة من شعرها غراء
يا صاحب الفضل الذي منفضله
يجنى جني بلاغة البلغاء
خذ روض مدح لم يجده القطر بل
قد جاد منبته ولي ولاء
يبدي الشذى منه قبول قبولكم
لو حب في اسحار حسن رجائي
فاعوذ بالرحمن من ان يغتدي
بهجير هجرك شاحب الارجاء
لا زال قدرككاسمك الساميالذي
قد سار في الافاق سير ذكاء
ما خاط اجفان الورى وسن وما
شق الصباح غلالة الظلماء
ولشاعرنا العاملي قصائد طوال في مدح الامام امير المؤمنين
ورثاء ولده الامام السبط الشهيد سلام اللّه عليهما، ومن
مديحه امير المؤمنين قصيدة اولها:
الدهر اصبح لي معاند
وسطا علي وصال عامد
واشارت الايام نحوي
بالمكاره والمكائد
الى ان يقول :
يا سعد وقيت النوى
وكفيت منها ما اكابد
باللّه ان جزت الغري
فعج على خير المشاهد
وقف الركاب ونادها
هنيت في نيل المقاصد
واخلع بها نعليك مل
تثم الثرى للّه ساجد
واعمد الى تقبيل اع
تاب الامام البر عامد
مولى البرية ذي التقى
علم الهدى حاوي المحامد
نجل الغطارفة الكرا
م الاريحيين الاماجد
كالبحر الا انه
عذب المصادر والموارد
وقل السلام عليك يا
كهف النجاة لكل وافد
ومحط رحل المستضام
المستجير وكل وارد
يا آية اللّه التي
ظهرت فاعيت كل جاحد
والحجة الكبرى المنا
طة بالاقارب والاباعد
لولاك ما اتضح الرشاد
ولا اهتدى فيه المعاند
كلا ونيران الضلالة لم
تكن ابدا خوامد
والدين كان بناؤه
لولاك منهد القواعد
حارت بك الاوهام واخ
تلفت بمعناك العقائد
فمن اقتدى بك اهتدى
وهوى ضلالا عنك حائد
يا من نعوذ باسمه
من كل شيطان ومارد
وبه نلوذ من الزمان
وحين نودع في الملاحد
انت المرجى في الفوا
دح والمؤمل في الشدائد
مولاي معتقدي بان
ك علة الاشياء واحد
ومعاد اجسام الورى
يوم المعاد عليك عائد
فلذلك اللّه العلي
براك في الكونين قائد
تدعو الانام الى الهدى
وعليهم في ذاك شاهد
خذها ابا حسن الى
علياك ابكارا خرائد
(100) المولى مسيحا الفسوي
المولود (1037)
المتوفى (1127)
ما ارتحت مذ ركبت للبين جيراني
يا صاحبي باتلافي اجيراني
يقول فيها :
فضلي ومجدي واتقاني ومعرفتي
عادت باجمعها اسباب حرماني
لو قلب الدهر اوراقي لصادفها
آيات لقمان في اشعار حسان
دنياي قد ثكلتني فهي باكية
نجومها الدمع والعينان عيناني
واسوء بسط يد غلت الى عنقي
حتى بدا المزن بالامطار باراني
وقوست الفي كالنون من نصب
فكاد ينقلب ايران نيراني
فيما ارتقابي سحبا غير ماطرة
الام ارضى بارض ليس ترعاني
من لي بعاصف شملال((1007)) يبلغني
الى الغري فيلقيني وينساني
الى الذي فرض الرحمن طاعته
على البرية من جن وانسان
علي المرتضى الحاوي مدائحه
اسفار توراة بل آيات فرقان
ما استعين بشملال ولا قدم
من ترب ساحته طوبى لاجفاني
تنزه الرب عن مثل يخبرنا
بانه ورسول اللّه سيان
كان رحمته في طي سطوته
آرام وجرة((1008)) في آساد خفان
عم الورى كرما فاق الذرى شمما
روى الثرى عنما((1009)) من نحر فرسان
فالدين منتظم والشمل ملتئم
والكفر منهدم من سيفه القاني
كالبرق في بسم والنار في ضرم
والماء في سجم من نهر افنان
فقاره وهي في غمد تجللها
آي الوعيد حواها جلد قرآن
قد اقتدى برسول اللّه في ظلم
والناس طرا عكوف عند اوثان
تعسا لهم كيف ضلوا بعدما ظهرت
لهم بوارق آيات وبرهان
فهل اريد سواه حيث قيل لهم
هذا علي فمن والاه والاني
هل ردتالشمس يوما لابن حنتمة
او هل هوى كوكب في بيت عثمان
هل جاد يوما ابو بكر بخاتمه
مناجيا بين تحريم واركان
وهل تظن تعالوا ندع انفسنا
|