7 السيد الحميري
المتوفى(173)
1
يا بائع الدين بدنياه / ليس بهذا امر اللّه
من اين ابغضت علي الوصي / واحمد قد كان يرضاه
من الذي احمد من بينهم / يوم غدير الخم ناداه
اقامه من بين اصحابه / وهم حواليه فسماه
هذا علي بن ابي طالب / مولى لمن قد كنت مولاه
فوال من والاه ياذا العلا / وعاد من قد كان عاداه
2
هلا وقفت على المكان المعشب / بين الطويلع فاللوى من كبكب
ويقول فيها:
وبخم اذ قال الاله بعزمه / قم يا محمد في البرية فاخطب
وانصب ابا حسن لقومك انه / هاد وما بلغت ان لم تنصب
فدعاه ثم دعاهم فاقامه / لهم فبين مصدق ومكذب
جعل الولاية بعده لمهذب / ما كان يجعلها لغير مهذب
وله مناقب لا ترام متى يرد / ساع تناول بعضها بتذبذب
انا ندين بحب آل محمد / دينا ومن يحببهم يستوجب
منا المودة والولاء ومن يرد / بدلا بل محمد لا يحبب
ومتى يمت يرد الجحيم ولا يرد / حوض الرسول وان يرده يضرب
ضرب المحاذر ان تعر ركابه / بالسوط سالفة البعير الاجرب
وكان قلبي حين يذكر احمدا / ووصي احمد نيط من ذي مخلب
بذرى القوادم من جناح مصعد / في الجو او بذرى جناح مصوب
حتى يكاد من النزاع اليهما / يفري الحجاب عن الضلوع القلب
هبة وما يهب الاله لعبده / يزدد ومهما لا يهب لا يوهب
يمحو ويثبت ما يشاء وعنده / علم الكتاب وعلم مالم يكتب
هذه القصيدة ذات (112) بيتا تسمى بالمذهبة، شرحها سيد الطائفة الشريف المرتضى ((2-920)) ، علم الهدى، وطبعت بمصر (1313)، وقال في شرح قوله:
وانصب ابا حسن لقومك انه / هاد وما بلغت ان لم تنصب
هذا اللفظ يعني النصب لا يليق الا بالامامة والخلافة دون المحبة والنصرة، وقوله: جعل الولاية بعده لمهذب صريح فيالامامة، لان الامامة هي التي جعلت له بعده، والمحبة والنصرة حاصلتان في الحال وغير مختصتين بعد الوفاة.
وشرحها ايضا الحافظ النسابة الاشرف ابن الاغر المعروف بتاج العلى الحسيني المتوفى(610).
3
خف يا محمد فالق الاصباح / وازل فساد الدين بالاصلاح
اتسب صنو محمد ووصيه / ترجو بذاك الفوز بالانجاح
هيهات قد بعدا عليك وقربا / منك العذاب وقابض الارواح
اوصى النبي له بخير وصية / يوم الغدير بابين الافصاح
من كنت مولاه فهذا واعلموا / مولاه قول اشاعة وصراح
قاضي الديون ومرشد لكم كما / قد كنت ارشد من هدى وفلاح
اغويت امي وهي جد ضعيفة / فجرت بقاع الغي جري جماح
بالشتم للعلم الامام ومن له / ارث النبي باوكد الايضاح
اني اخاف عليكما سخط الذي / ارسى الجبال بسبسب صحصاح
ابوي فاتقيا الاله واذعنا / للحق ((2-921))
هذه الابيات رواها المرزباني ((2-922))، كتبها السيد الى والديه يدعوهما الى التشيع وولاء امير المؤمنين، وينهاهما عن سبه،وكانا اباضيين.
4
اذا انا لم احفظ وصاة محمد / ولا عهده يوم الغدير المؤكدا
فاني كمن يشري الضلالة بالهدى / تنصر من بعد الهدى او تهودا
ومالي وتيما او عديا وانما / اولو نعمتي في اللّه من آل احمدا
تتم صلاتي بالصلاة عليهم / وليست صلاتي بعد ان اتشهدا
بكاملة ان لم اصل عليهم / وادع لهم ربا كريما ممجدا
بذلت لهم ودي ونصحي ونصرتي / مدى الدهر ما سميت يا صاح سيدا
وان امرا يلحي على صدق ودهم / احق واولى فيهم ان يفندا
فان شئت فاختر عاجل الغم ضلة / والا فامسك كي تصان وتحمدا
هذه القصيدة يوجد منها (25) بيتا. روى ابو الفرج في الاغاني ((2-923)) (7/262): ان ابا الخلا ل العتكي دخل على عقبة بن سلم، والسيد عنده وقد امر له بجائزة، وكان ابو الخلا ل شيخ العشيرة وكبيرها،فقال له: ايها الامير اتعطي هذه العطايا رجلا ما يفتر من سب ابي بكر وعمر؟ فقال له عقبة: ما علمت ذاك، وما اعطيتهالا على العشرة والمودة القديمة، وما يوجبه حقه وجواره مع ما هو عليه من موالاة قوم يلزمنا حقهم ورعايتهم. فقال لهابو الخلا ل: فمره ان كان صادقا ان يمدح ابا بكر وعمر حتى نعرف براءته مما ينسب اليه من الرفض. فقال: قد سمعك فانشاء فعل. فقال السيد:
اذا انا لم احفظ وصاة محمد
ولا عهده يوم الغدير المؤكدا الى آخر الابيات، ثم نهض مغضبا. فقام ابو الخلا ل الى عقبة فقال: اعذني من شره اعاذك اللّه من السوء ايها الامير، قال: قد فعلت على ان لا تعرض له بعدها.
5
قد اطلتم في العذل والتنقيد / بهوى السيد الامام السديد
يقول فيها:
يوم قام النبي في ظل دوح / والورى في وديقة صيخود ((2-924))
رافعا كفه بيمنى يديه / بائحا باسمه بصوت مديد
ايها المسلمون هذا خليلي / ووزيري ووارثي وعقيدي
وابن عمي الا فمن كنت مولاه / فهذا مولاه فارعوا عهودي
وعلي مني بمنزل هارون / بن عمران من اخيه الودود
6
اجد بل فاطمة البكور / فدمع العين منهل غزير
يقول فيها:
لقد سمعوا مقالته بخم / غداة يضمهم وهو الغدير
فمن اولى بكم منكم فقالوا / مقالة واحد وهم الكثير
جميعا انت مولانا واولى / بنا منا وانت لنا نذير
فان وليكم بعدي علي / ومولاكم هو الهادي الوزير
وزيري في الحياة وعند موتي / ومن بعدي الخليفة والامير
فوالى اللّه من والاه منكم / وقابله لدى الموت السرور
وعادى اللّه من عاداه منكم / وحل به لدى الموت الثبور
7
الا الحمد للّه حمدا كثيرا / ولي المحامد ربا غفورا
هداني اليه فوحدته / واخلصت توحيده المستنيرا
ويقول فيها:
لذلك ما اختاره ربه / لخير الانام وصيا ظهيرا
فقام بخم بحيث الغدير / وحط الرحال وعاف المسيرا
وقم له الدوح ثم ارتقى / على منبر كان رحلا وكورا
ونادى ضحى باجتماع الحجيج / فجاءوا اليه صغيرا كبيرا
فقال وفي كفه حيدر / يليح اليه مبينا مشيرا
الا ان من انا مولى له / فمولاه هذا قضا لن يجورا
فهل انا بلغت قالوا نعم / فقال اشهدوا غيبا او حضورا
يبلغ حاضركم غائبا / واشهد ربي السميع البصيرا
فقوموا بامر مليك السما / يبايعه كل عليه اميرا
فقاموا لبيعته صافقين / اكفا فاوجس منهم نكيرا
فقال الهي وال الولي / وعاد العدو له والكفورا
وكن خاذلا للالى يخذلون / وكن للالى ينصرون نصيرا
فكيف ترى دعوة المصطفى / مجابا بها او هباء نثيرا
احبك يا ثاني المصطفى / ومن اشهد الناس فيه الغديرا
واشهد ان النبي الامين / بلغ فيك نداء جهيرا
وان الذين تعادوا عليك / سيصلون نارا وساءت مصيرا
8
قف بالديار وحيهن ديارا / واسق الرسوم المدمع المدرارا
كانت تحل بها النوار وزينب / فرعى الهي زينبا ونوارا
قل للذي عادى وصي محمد / وابان لي من لفظه انكارا
يقول فيها:
من خاصف نعل النبي محمد / يرضي بذاك الواحد الغفارا
فيقول فيه معلنا خير الورى / جهرا وما ناجى به اسرارا
هذا وصيي فيكم وخليفتي / لا تجهلوه فترجعوا كفارا
وله بيوم الدوح اعظم خطبة / ادى بها وحي الاله جهارا
9
بلغ سوار بن عبداللّه العنبري قاضي البصرة قول شاعرنا السيد الحميري في حديث الطائر المشوي المتفق عليه:
لما اتى بالخبر الانبل / في طائر اهدي الى المرسل
في خبر جاء ابان به / عن انس في الزمن الاول
هذا وقيس الحبر يرويه عن / سفينة ذي القلب الحول
سفينة يمكن من رشده / وانس خان ولم يعدل
في رده سيد كل الورى / مولاهم في المحكم المنزل
فصده ذو العرش عن رشده / وشانه بالبرص الانكل
فقال سوار: ما يدع هذا احدا من الصحابة الا رماه بشعر يظهر عواره، وامر بحبسه، فاجتمع بنو هاشم والشيعة، وقالوا له:واللّه لئن لم تخرجه والا كسرنا الحبس واخرجناه، ايمتدحك شاعر فتثيبه ويمتدح اهل البيت شاعر فتحبسه؟ فاطلقه علىمضض، فقال يهجوه:
قولا لسوار ابي شملة / يا واحدا في النوك والعار
ما قلت في الطير خلاف الذي / رويته انت بثار
وخبر المسجد اذ خصه / محللا من عرصة الدار
ان جنبا كان وان طاهرا / في كل اعلان واسرار
واخرج الباقين منه معا / بالوحي من انزال جبار
حبا عليا وحسينا معا / والحسن الطهر لاطهار
وفاطما اهل الكساء الالى / خصوا باكرام وايثار
فمبغض اللّه يرى بغضهم / يصير للخزي وللنار
عليه من ذي العرش في فعله / وسم يراه العائب الزاري
وانت يا سوار راس لهم / في كل خزي طالب الثار
تعيب من آخاه خير الورى / من بين اطهار واخيار
وقال في خم له معلنا / ما لم يلقوه بانكار
من كنت مولاه فهذا له / مولى فكونوا غير كفار
فعولوا بعدي عليه ولا / تبغوا سراب المهمه الجاري ((2-925))
وقال يهجو سوار القاضي بعد موته ((2-926)):
يا من غدا حاملا جثمان سوار / من داره ظاعنا منها الى النار
لا قدس اللّه روحا كان هيكلها / لقد مضت بعظيم الخزي والعار
حتى هوت قعر برهوت معذبة / وجسمه في كنيف بين اقذار
لقد رايت من الرحمن معجبة / فيه واحكامه تجري بمقدار
فاذهب عليك من الرحمن بهلته ((2-927)) / يا شر حي يراه الواحد الباري
يا مبغضا لامير المؤمنين وقد / قال النبي له من دون انكار
يوم الغدير وكل الناس قد حضروا / من كنت مولاه في سر واجهار
هذا اخي ووصيي في الامور ومن / يقوم فيكم مقامي عند تذكاري
يا رب عاد الذي عاداه من بشر / واصله في جحيم ذات اسعار
وانت لاشك عاديت الاله به / فيا جحيم الا هبي لسوار
10
لام عمرو باللوى مربع / طامسة اعلامها بلقع
تروع عنها الطير وحشية / والوحش من خيفته تفزع
رقش يخاف الموت من نفثها / والسم في انيابها منقع
برسم دار ما بها مؤنس / الا صلال في الثرى وقع
لما وقفت العيس في رسمها / والعين من عرفانه تدمع
ذكرت من قد كنت الهو به / فبت والقلب شج موجع
كان بالنار لما شفني / من حب اروى كبدي تلذع
عجبت من قوم اتوا احمدا / بخطة ليس لها موضع
قالوا له لو شئت اعلمتنا / الى من الغاية والمفزع
اذا توفيت وفارقتنا / وفيهم في الملك من يطمع
فقال لو اعلمتكم مفزعا / كنتم عسيتم فيه ان تصنعوا
صنيع اهل العجل اذ فارقوا / هارون فالترك له اوسع
وفي الذي قال بيان لمن / كان اذا يعقل او يسمع
ثم اتته بعد ذا عزمة / من ربه ليس لها مدفع
بلغ والا لم تكن مبلغا / واللّه منهم عاصم يمنع
فعندها قام النبي الذي / كان بما يؤمر به يصدع
يخطب مامورا وفي كفه / كف علي ظاهر تلمع
رافعها اكرم بكف الذي / يرفع والكف التي ترفع
يقول والاملاك من حوله / واللّه فيهم شاهد يسمع
من كنت مولاه فهذا له / مولى فلم يرضوا ولم يقنعوا
فاتهموه وحنت فيهم / على خلاف الصادق الاضلع
وضل قوم غاظهم فعله / كانما آنافهم تجدع
حتى اذا واروه في لحده / وانصرفوا عن دفنه ضيعوا
ما قال بالامس واوصى به / واشتروا الضر بما ينفع
القصيدة (54) بيتا