(40) ابو علي البصير
المتوفى (442)
سبحان من ليس في السماء ولا / في الارض ند له واشباه
احاط بالعالمين مقتدرا / اشهد ان لا اله الا هو
وخاتم المرسلين سيدنا / احمد رب السماء سماه
اشرقت الارض يوم بعثته / وحصحص الحق من محياه
اختار يوم الغدير حيدرة / اخا له في الورى وآخاه
وباهل المشركين فيه وفي / زوجته يقتفيهما ابناه
هم خمسة يرحم الانام بهم / ويستجاب الدعا ويرجاه ((4-911))
الشاعر
ابو علي البصير الضرير الحسن بن المظفر النيسابوري المحتد، الخوارزمي المولد،ذكره ابن شهرآشوب ((4-912)) من المتقين من شعراء اهل البيت(ع) وذكره ابو احمد محمودبن ارسلان في تاريخ خوارزم وبالغ في الثناء عليه وقال: كان مؤدب اهل خوارزم في عصره ومخرجهم وشاعرهم ومقدمهم والمشار اليه منهم،له كتاب تهذيب ديوان الادب، وكتاب اصلاح المنطق، وكتاب ذيل تتمة اليتيمة،وديوان شعره في مجلدين، وديوان رسائله، وكتاب محاسن من اسمه الحسن، وكتابزيادات اخبار خوارزم. ومن شعره قوله:
اهلا بعيش كان جد موات ((4-913)) / احيا من اللذات كل موات
ايام سرب الانس غير منفر / والشمل غير مروع بشتات
عيش تحسر ((4-914)) ظله عنا فما / ابقى لنا شيئا سوى الحسرات
ولقد سقاني الدهر ماء حياته / والان يسقيني دم الحيات
لهفي لاحرار منيت ببعدهم / كانوا على غير الزمان ثقاتي
قد زالت البركات عني كلها / بزيال سيدنا ابي البركات
ركن العلى والمجد والكرم الذي / قد فات في الحلبات اي فوات
فارقت طلعته المنيرة مكرها / فبقيت كالمحصور في الظلمات
اضحي وامسي صاعدا زفراتي / لفراقه متحدرا عبراتي
وله قوله في المديح:
جبينك الشمس في الاضواء والقمر / يمينك البحر في الارواء والمطر
وظلك الحرم المحفوظ ساكنه / وبابك الركن للقصاد والحجر
وسيبك الرزق مضمون لكل فم / وسيفك الاجل الجاري به القدر
انت الهمام بل البدر التمام بل السـ / ـيف الحسام بل الصارم الذكر
وانت غيث الانام المستغاث به / اذا اغارت على ابنائها الغير
وله في الغزل:
اريا شمال ام نسيم من الصبا / اتانا طروقا ام خيال لزينبا
ام الطالع المسعود طالع ارضنا / فاطلع فيها للسعادة كوكبا
قال ابو علي المترجم: رايت ابن هودار في المنام بعد موته فقلت له:
لقد تحولت من دار الى دار / فهل رايت قرارا يا ابن هودار
قال: فاجابني:
لا بل وجدت عذابا لا انقطاع له / مدى الليالي وربا غير غفار
ومنزلا مظلما في قعر هاوية / قرنت فيها بكفار وفجار
فقل لاهلي موتوا مسلمين فما / للكافرين لدى الباري سوى النار
وولده ابو حفص عمر كان فقيها فاضلا اديبا، توفي في شعبان سنة اثنتين وثلاثين و خمس مائة ((4-915)) .