نزول‏ آية:((اجعلتم سقاية الحاج…)) في ‏علي (ع)

  الغدير
نزول‏ آية: ((اجعلتم سقاية الحاج…)) في‏علي (ع)

6 ( اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن باللّه واليوم الاخر وجهد في سبيل اللّه لا يستوون عنداللّه) ((2-251)).

اخرج الطبري في تفسيره ((2-252)) (10/59) باسناده عن انس انه قال: قعد العباس وشيبة بن عثمان صاحب البيت آيفتخران، فقال له العباس: انا اشرف منك، انا عم رسول اللّه، ووصي ابيه، وساقي الحجيج. فقال شيبة: انا اشرف منك، اناامين اللّه على بيته وخازنه، افلا ائتمنك كما ائتمنني؟! فهما على ذلك يتشاجران، حتى اشرف عليهما علي، فقال له العباس: ان شيبة فاخرني، فزعم انه اشرف مني، فقال: ((فماقلت له يا عماه؟)). قال: قلت: انا عم رسول اللّه، ووصي ابيه، وساقي الحجيج، انا اشرف منك. فقال لشيبة: ((ماذا قلت انت‏يا شيبة؟)) قال: قلت: انا اشرف منك، انا امين اللّه على بيته وخازنه، افلا ائتمنك كما ائتمنني؟! قال: فقال لهما: ((اجعلاني معكما فخرا)). قالا: نعم. قال: ((فانا اشرف منكما، انا اول من آمن بالوعيد من ذكور هذه الامة،وهاجر، وجاهد)). وانطلقوا ثلاثتهم الى النبي، فاخبر كل واحد منهم بمفخره، فما اجابهم النبي بشي‏ء، فانصرفوا عنه، فنزل جبرئيل(ع)بالوحي بعد ايام فيهم، فارسل النبي اليهم ثلاثتهم حتى اتوه، فقرا عليهم: (اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجدالحرام‏كمن آمن ب اللّه واليوم الاخر) الاية.

حديث هذه المفاخرة ونزول الاية فيها اخرجه كثير من الحفاظ والعلماء مجملا ومفصلا، منهم: الواحدي في اسباب‏ النزول ((2-253)) (ص‏182) نقلا عن الحسن والشعبي والقرظ‏ي. القرطبي في تفسيره ((2-254)) (8/91) عن السدي. الرازي في ‏تفسيره ((2-255)) (4/422). الخازن في تفسيره ((2-256)) (2/221) قال: وقال الشعبي ومحمد بن كعب القرظ‏ي: نزلت في علي بن‏ابي طالب والعباس بن عبدالمطلب وطلحة بن ابي شيبة ((2-257)) افتخروا فقال طلحة: انا صاحب البيت بيدي مفاتيحه.وقال العباس: وانا صاحب السقاية والقيام عليها. وقال علي: ((2-ما ادري ما تقولون، لقد صليت الى القبلة ستة اشهر قبل‏الناس، وانا صاحب الجهاد)). فانزل اللّه هذه الاية.

ومنهم: ابو البركات النسفي في تفسيره ((2-258)) (2/221). الحموئي في الفرائد ((2-259))في الباب الواحد والاربعين باسناده عن‏انس. ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ((2-260)) (ص‏123) من طريق الواحدي عن الحسن والشعبي والقرظ‏ي. جمال‏الدين محمد بن يوسف الزرندي في نظم درر السمطين ((2-261)). الكنجي في الكفاية ((2-262)) (ص‏113) من طريق ابن جريروابن عساكر ((2-263))، عن انس بلفظه المذكور.

ابن كثير الشامي في تفسيره (2/341) عن الحافظ عبد الرزاق باسناده عن‏الشعبي، ومن طريق ابن جرير عن محمد بن كعب القرظ‏ي، وعن السدي وفيه: افتخر علي والعباس وشيبة كما مر، ومن‏طريق الحافظ عبد الرزاق ايضا عن الحسن، ومحمد بن ثور عن معمر، عن الحسن. الحافظ السيوط‏ي في الدرالمنثور ((2-264)) (3/218) من طريق الحافظ ابن مردويه عن ابن عب اس، ومن طريق الحفاظ عبد الرزاق وابن ابي شيبة وابن جريروابن منذر وابن ابي حاتم وابي الشيخ عن الشعبي، وعن ابن مردويه عن الشعبي، وعن عبدالرزاق عن الحسن، ومن طريق‏ابن ابي شيبة وابي الشيخ وابن مردويه عن عبيد اللّه بن عبيدة، ومن طريق الفريابي عن ابن سيرين، وعن ابن جرير عن‏محمد بن كعب القرظ‏ي، ومن طريق ابن جرير وابي الشيخ عن الضحاك، وعن الحافظين ابي نعيم وابن عساكر باسنادهماعن انس، باللفظ المذكور. ومنهم: الصفوري في نزهة المجالس (2/242) وفي طبعة (209) نقلا عن شوارد الملح وموارد المنح: ان العباس وحمزة غ‏تفاخرا، فقال حمزة: انا خير منك لاني على عمارة الكعبة. وقال العباس: انا خير منك لاني على سقاية الحاج. فقالا: نخرج‏الى الابطح ونتحاكم الى اول رجل نلقاه، فوجدا عليا(رض) فتحاكما على يديه فقال: ((انا خير منكما لاني سبقتكما الى ‏الاسلام)). فاخبر النبي بذلك، فضاق صدره لافتخاره على عميه، فانزل اللّه تعالى تصديقا لكلام علي وبيانا لفضله: (اجعلتم سقاية الحاج) الاية.

ولا يسعنا ذكر جميع المصادر التي وقفنا فيها على هذه المفاخرة ونزول الاية فيها ((2-265))، وكذلك في بقية الايات‏والاحاديث، بل لم نذكر جلها روما للاختصار، وقد بسطنا القول في جميعها في كتابنا العترة الطاهرة في الكتاب العزيز،يتضمن الايات النازلة فيهم صلوات اللّه عليهم.

وهذه المفاخرة ونزول الاية فيها نظمها غير واحد من شعراء السلف الحافظين لناموس الحديث، كسيد الشعراء الحميري،والناشئ، والبشنوي، ونظرائهم، وستقف عليه في تراجمهم ان شاء اللّه.