الشاعر

  الغدير
الشاعر

ابو المستهل الكميت بن زيد بن خنيس بن مخالد ((2-874)) بن وهيب بن عمرو بن سبيع ابن مالك بن سعد بن ثعلبة بن‏دودان بن اسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر ابن نزار.

قال ابو الفرج: شاعر مقدم عالم بلغات العرب، خبير بايامها، من شعراء مضر والسنتها، والمتعصبين على القحطانية،المقارنين المقارعين لشعرائهم، العلماء بالمثالب والايام، المفاخرين بها، وكان في ايام بني امية، ولم يدرك الدولة العباسية‏ومات قبلها، وكان معروفا بالتشيع لبني هاشم، مشهورا بذلك.

سئل معاذ الهراء: من اشعر الناس؟ قال: امن الجاهليين ام من الاسلاميين؟ قالوا: بل من الجاهليين. قال: امرؤ القيس،وزهير، وعبيد بن الابرص. قالوا: فمن الاسلاميين؟. قال: الفرزدق، وجرير، والاخطل، والراعي. قال: فقيل له: يا ابا محمد ما رايناك ذكرت الكميت فيمن ذكرت. قال: ذاك اشعر الاولين والاخرين ((2-875)).

وقدمر(ص‏168) قول الفرزدق له: انت واللّه اشعر من مضى واشعرمن بقي. وكان مبلغ شعره حين مات خمسة آلاف ومئتين‏وتسعة وثمانين بيتا على ما في الاغاني ((2-876)) والمعاهد ((2-877)) (2/31)، او اكثر من خمسة آلاف قصيدة كما في كشف الظنون ((2-878))، نقلا عن عيون الاخبار لابن شاكر (1/397) وقدجمع شعره الاصمعي وزاد فيه ابن السكيت، ورواه جماعة، عن ابي محمد عبداللّه بن يحيى المعروف بابن كناسة الاسدي‏المتوفى (207)، ورواه ابن كناسة، عن الجزي، وابي الموصل، وابي صدقة الاسديين، والف كتابا اسماه سرقات الكميت من‏القرآن وغيره ((2-879)).

ورواه ابن السكيت عن استاذه نصران، وقال نصران: قرات شعر الكميت على ابي حفص عمر بن بكير، وعمل شعره‏السكري ابو سعيد الحسن بن الحسين المتوفى (275)، كما في فهرست ابن النديم ((2-880)) (ص‏107 و225) وصاحب شعره‏محمد بن انس، كما في تاريخ ابن عساكر ((2-881)) (4/429).

وحكى ياقوت في معجم الادباء ((2-882)) (1/410) عن ابن النجار، عن ابي عبداللّه احمد بن الحسن الكوفي النسابة، انه قال:قال ابن عبدة النساب: ما عرف النساب انساب العرب على حقيقة حتى قال الكميت النزاريات فاظهر بها علما كثيرا،ولقد نظرت في شعره فما رايت احدا اعلم منه بالعرب وايامها، فلما سمعت هذا جمعت شعره، فكان عوني على التصنيف ‏لايام العرب.

وقال بعضهم: كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر: كان خطيب اسد، فقيه الشيعة، حافظ القرآن العظيم،ثبت‏الج نان، كاتبا حسن الخط، نسابة جدلا، وهو اول من ناظر ((2-883)) في التشيع، راميا لم يكن في اسد ارمى منه،فارساشجاعا ، سخيا دينا. خزانة الادب ((2-884)) (1/69)، شرح الشواهد ((2-885)) (ص‏13).

ولم تزل عصبيته للعدنانية ومهاجاته شعراء اليمن متصلة، والمناقضة بينه وبينهم شائعة في حياته، وفي اثرها ناقض‏دعبل‏وابن عيينة قصيدته المذه بة بعد وفاته، واجابهما ابو الزلفاء البصري مولى بني هاشم، وكان بينه وبين حكيم الاعورالكلبي مفاخرة ومناظرة تامة.