وقال ابن خالويه: بلغني ان ابا فراس اصبح يوم مقتله حزينا
كئيبا، وكان قد قلق في تلك الليلة قلقا عظيما، فراته ابنتهامراة
ابي العشائر كذلك، فاحزنها حزنا شديدا ثم بكت وهو على تلك،
فانشا يقول كالذي ينعى نفسه وان لم يقصد، وهذاآخر ما قاله
من الشعر((1595)):
ابنيتي لا تحزني
كل الانام الى ذهاب
ابنيتي صبرا جميلا
للجليل من المصاب
نوحي علي بحسرة
من خلف سترك والحجاب
قولي اذا ناديتني
فعييت عن رد الجواب
زين الشباب ابو فرا
س لم يمتع بالشباب
وفي غير واحد من المعاجم: انه لما بلغ اخته ام ابي المعالي
وفاته قلعت عينها، وقيل: بل لطمت وجهها فقلعت عينها،
وقيل:قتله غلام سيف الدولة ولم يعلم ابو المعالي، فلما بلغه
الخبر شق عليه.
ومن شعره في المذهب((1596)):
لست ارجو النجاة من كل ما اخ
شاه الا باحمد وعلي
وببنت الرسول فاطمة الطه
ر وسبطيه والامام علي
والتقي النقي باقر علم اللّه فينا محمد بن علي وابي جعفر
وموسى ومولا
ي علي اكرم به من علي
وابنه العسكري والقائم المظ
هر حقي محمد وعلي
بهم ارتجي بلوغ الاماني
يوم عرضي على الاله العلي
وله في المعنى:
شافعي احمد النبي ومولاي
علي والبنت والسبطان
وعلي وباقر العلم والصا
دق ثم الامين بالتبيان
وعلي ومحمد بن علي
وعلي والعسكري الداني
والامام المهدي في يوم لا
ينفع الا غفران ذي الغفران
ومن شعره في الحكمة والموعظة((1597)):
غنى النفس لمن يعق
ل خير من غنى المال
وفضل الناس في الانف
س ليس الفضل في الحال
وقال((1598)):
المرء نصب مصائب لا تنقضي
حتى يوارى جسمه في رمسه
فمؤجل يلفي الردى في اهله
ومعجل يلقى الردى في نفسه
وله((1599)):
انفق من الصبر الجميل فانه
لم يخش فقرا منفق من صبره
والمرء ليس ببالغ في ارضه
كالصقر ليس بصائد في وكره
(لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب)((1600))
انتهى الجزء الثالث من كتاب الغدير ويتلوه الرابع
وللّه الحمد اولا وآخرا
|