((الغدير في الكتاب والسنة))
((الجزء الثالث))
العلامة الشيخ عبدالحسين الاميني
بسم اللّه الرحمن الرحيم
حمدك اللهم يا ذا المنن السابغة، على ما انعمت به علينا من
ولا يتك وولا ية محمد سيد رسلك، وعترته الاطهارولا ة
اءمرك، واءساءلك اللهم اءن تصلي على محمد وآله، وتصلح لنا
خبيئة اءسرارنا، وتستعملنا بحسن الايمان ، واءنتاخذ بيدي في
خدمتي للمجتمع، والدعوة الى الحق، والسير وراء الصالح العام،
واعلاء كل مة التوحيد، وبثمثر رجالات الامة وساداتهم، وما
توفيقي الا بك، عليك توكلت، واليك انبت.
عبد الحسين احمد الاميني
بقية شعراء الغدير في القرن الثالث
وشطر من القرن الرابع
وهم احد عشر شاعرا
واللّه المستعان
بقية شعراء الغدير في القرن الثالث
1- ابو اسماعيل العلوي
2- الوامق النصراني
3- ابن الرومي
4- الحماني الافوه
(11) ابو اسماعيل العلوي
وجدي وزير المصطفى وابن عمه
علي شهاب الحرب في كل ملحم
اليس ببدر كان اول قاحم
يطير بحد السيف هام المقحم
واول من صلى ووحد ربه
وافضل زوار الحطيم وزمزم
وصاحب يوم الدوح اذ قام احمد
فنادى برفع الصوت لا بتهمهم
جعلتك مني ياعلي بمنزل
كهارون من موسىالنجيب المكلم
فصلى عليه اللّه ما ذر شارق
واوفت حجور البيت اركب محرم((1))
الشاعر
ابو اسماعيل محمد بن علي بن عبداللّه بن العباس بن الحسن
بن عبيداللّه بن العباس ابن الامام امير المؤمنين علي بن
ابيطالب صلوات اللّه عليهم.
هو من فروع دوح الخلافة، ومن مفاخر العترة الطاهرة، كان
يرفل في حلة المجد الضافية، طافحا عليه الشرف
الظاهر،والسؤدد المعلوم، بين حسب زاك، و نسب وضيء،
احمدي الماثرة، علوي المنقبة، عباسي الشهامة، الى فضائل
كثيرةينحسر عنها البيان.
قال المرزباني في معجم الشعراء((2))(ص435): شاعر يكثر
الافتخار ببائه رضوان اللّه عليهم وكان في ايام
المتوكلوبقي بعده دهرا، وهو القائل:
واني كريم من اكارم سادة
اكفهم تندى بجزل المواهب
هم خير من يحفى وافضل ناعل
وذروة هضب العرب من آل غالب
هم المن والسلوى لدان بودهم
وكالسم في حلق العدو المجانب
وله:
بعثت اليهم ناظري بتحية
فابدت لي الاعراض بالنظر الشزر
فلما رايتالنفس اوفت على الردى
فزعت الى صبري فاسلمنيصبري
اما اذا افتخر ابو اسماعيل ببائه، فاي احد يولده اولئك الاكارم
من آل هاشم، فلا يكون حقا له ان يطا السماء برجله؟!
واي شريف يكون المحتبي بفناء بيته قمر بني هاشم ابو الفضل
ثم لا تخضع له قمة الفلك مجدا وخطرا؟!
فان افتخر المترجم بهؤلاء فقد تبجح بنجوم الارض، واعلام
الهدى، ومنار الفضل، وسوى الايمان.
من تلق منهم تلق كهلا او فتى
علم الهدى بحر الندى المورودا
وهذا جده ابو الفضل العباس الثاني كان، كما قال الخطيب في
تاريخ بغداد (12/136): عالما، شاعرا، فصيحا، من رجال
بنيهاشم لسانا وبيانا وشعرا، ويزعم اكثر العلوية انه اشعر ولد
ابي طالب، وكان في صحابة هارون، ومن شعره يذكر اخاءابي
طالب عم النبي لعبداللّه ابي النبي لابيه وامه من بين اخوته:
انا وان رسول اللّه يجمعنا
اب وام وجد غير موصوم
جاءت بنا ربة من بين اسرته
غراء من نسل عمران بن مخزوم
حزنا بها دون من يسعى ليدركها
قرابة من حواها غير مسهوم
رزقا من اللّه اعطانا فضيلته
والناس من بين مرزوق ومحروم
جاء الى باب المامون فنظر اليه الحاجب ثم اطرق، فقال له: لو
اذن لنا لدخلنا، ولو اعتذر الينا لقبلنا، ولو صرفنالانصرفنا، فاما
اللفتة بعد النظرة لا اعرفها((3))، ثم انشد:
وما عن رضى كان الحمار مطيتي
ولكن من يمشي سيرضى بما ركب
ومن درر كلمه الحكمية قوله:
اعلم ان رايك لا يتسع لكل شيء ففرغه للمهم، وان مالك لا
يغني الناس كلهم فخص به اهل الحق، وان كرامتك لا
تطيقالعامة فتوخ بها اهل الفضل، وان ليلك ونهارك لا
يستوعبان حاجتك، وان دابت فيهما، فاحسن قسمتهما بين
عملكودعتك من ذلك، فان ماشغلك من رايك في غير المهم
ازراء بالمهم. وما صرفت من مالك في الباطل فقدته حين
تريدهللحق، وما عمدت من كرامتك الى اهل النقص اضر بك
في العجز عن اهل الفضل، وما شغلك من ليلك ونهارك في
غيرالحاجة ازرى بك في الحاجة.
واخو العباس هذا: الفضل بن الحسن الذي يؤبن جده ابا الفضل
شهيد الطف سلام اللّه عليه بقوله:
احق الناس ان يبكى عليه
فتى ابكى الحسين بكربلاء
اخوه وابن والده علي
ابوالفضل المضرج بالدماء
ومن واساه لا يثنيه شيء
وجاد له على عطش بماء
ذكرها له المؤرخ الهندي اشرف علي في كتابه المطبوع روض
الجنان في نيل مشتهى الجنان، وشطرها زميلنا العلا
مةالمتضلع الشيخ محمد علي الاوردبادي حياه اللّه فقال:
احق الناس ان يبكى عليه
بدمع شابه علق الدماء
بجنب العلقمي سري فهر
فتى ابكى الحسين بكربلاء
اخوه وابن والده علي
هزبر الملتقى رب اللواء
صريعا تحتمشتبك المواضي
ابو الفضل المضرج بالدماء
ومن واساه لا يثنيه شيء
عن ابن المصطفى عند البلاء
وقد ملك الفرات فلم يذقه
وجاد له على عطش بماء
وكان شاعرنا المترجم من رجاحة العقل، ورصافة العارضة، في
جانب عظيم مثيل جده، تجري كلماته مجرى الحكموالامثال،
منها قوله في رجل من اهله:
اني لاكره ان يكون لعلمه فضل على عقله، كما اكره ان يكون
للسانه فضل على علمه((4)).
(12) الوامق النصراني
اليس بخم قد اقام محمد
عليا باحضار الملا في المواسم
فقال لهم من كنت مولاه منكم
فمولاكم بعدي علي بن فاطم
فقال الهي كن ولي وليه
وعاد اعاديه على رغم راغم
ويقول فيها:
اما رد عمرا يوم سلع بباتر
كان على جنبيه لطخ العنادم((5))
وعاد ابن معدي نحو احمد خاضعا
كشارب اثل في خطامالغمائم((6))
وعاديت في اللّه القبائل كلها
ولم تخش في الرحمن لومة لائم
وكنت احق الناس بعد محمد
وليس جهولالقوم في حكم عالم((7))
ما يتبع الشعر
ربما يستغرب القارئ ما يجده من مدائح النصارى لامير
المؤمنين (ع) وهم لايعتنقون الاسلام، فضلا عن
الاعتقادبالخلافة الاسلامية، ولا غرابة في ذلك فانه جري منهم
مع الحقائق الراهنة، وسير مع التاريخ الصحيح، فان المنصف
مهمااعتنق مبدا غير الاسلام فانه لا يسعه انكار ما اكتنف مولانا
من الفضائل: من نفسيات كريمة، وعلوم جمة، وخوارق
لاتحصى، وبطولة وبسالة، وما قال فيه نبي الاسلام الذي لا
يعدو عند غير المسلم ان يكون عظيما من عظماء العالم،
وحكيمامنحكمائه، بل اعظم رجالات الدهر كلهم، لايرمي
القول على عواهنه، فلا بد ان يكون من يثبت له هو (ص) تلك
الفضائلعظيما كمثله او دونه بمرقاة.
كما انك تجد الثناء المتواصل على النبي الاعظم او وصيه في
كتب لفيف من النصارى واليهود، ككتاب:
1- اقوال محمدتاليف المستر ستنلي لين بول
2- محمد والقرآنتاليف المستر جون وانتبورت
3- محمد والقرآنتاليف الاستاذ مونته
4- عقيدة الاسلامتاليف غولدسيهر
5- العالم الاسلاميتاليف ماكس مايرهوف
6- تاريخ العربتاليف الاستاذ هوار
7- مفكرو الاسلامتاليف كادوادوفو الفرنسي
8- مهد الاسلامتاليف الاب لامنس
9- خلاصة تاريخ العربتاليف سديو الفرنسي
10- حياة محمدتاليف السير ويليام ميور الانكليزي
11- سيرة محمدتاليف السير وليم موير
12- مدنيات الشرقتاليف المسيو غروسه
13- الكياسة الاجتماعيةتاليف الدكتور اوغسطون كرسطا
الايطالي
14- محمد والاسلامتاليف حنادا قنبرت
15- حياة محمدتاليف المستر دكالون سل
16- محمد والاسلامتاليف المستر بوسرت اسمت
17- عرب اسبانياتاليف المسيو دوزي
18- عن الشرع الدوليتاليف الدكتور نجيب ارمنازي
19- المعلم الاكبرتاليف المستر هربرت وايل
20- الابطالتاليف توماس كارليل الانكليزي
21- الاسلام خواطر وسوانح تاليف هنري دي كاستري
الفرنسي
22- حاضر العالم الاسلامي تاليف لوتروب ستودارد الاميركي
23- حكم النبي محمدتاليف تولستوي الروسي
24- مصير المدنية الاسلامية تاليف هوكنيك الفيلسوف
الاميركي
25- سر تطور الاسلامتاليف غوستاف لوبون الفرنسي
26- الاراء والمعتقداتتاليف غوستاف لوبون الفرنسي
27- الحضاراتتاليف غوستاف لوبون الفرنسي
28- التمدن الاسلامي((8))تاليف غوستاف لوبون الفرنسي
29- الاسلام ومحمدتاليف والافتنرت
30- محمد والحضارة((9))تاليف عبد المسيح افندي وزير
وغير ذلك مئات من كتبهم حول الاسلام او نبيه، وما ذلك الا
ان ما وصفوه من صفات الفضيلة حقائق ناصعة لا
يسترهاالتمويه، ولا ياتي على ذكرها الحدثان، وذكريات خالدة
يحدث بها الملوان، ماقام للدهر كيان، وبما ان حديث الغدير
منهاتيك الحقائق، تجد الناس البا واحدا في روايته، يهتف به
الموالي، ويعترف به الناصب، وينشده المسلم، ويشدو
بهالكتابي.
الشاعر
بقراط بن اشوط الوامق الارميني النصراني، بطريق((10))
بطارقة ارمينية، وقائدهم الاكبر، واميرهم المقدم في القرن
الثالث،عده ابن شهرآشوب في معالم العلماء((11)) من
مقتصدي المادحين لاهل البيت:.
قال اليعقوبي في تاريخه((12)) (3/213) وابن الاثير في
الكامل((13)) (7/20): انه وثب في سنة (237) اهل ارمينية
بعاملهميوسف بن محمد فقتلوه، وكان سبب ذلك ان يوسف
لما سار الى ارمينية، خرج اليه بطريق يقال له بقراط بن اشوط
آويقال له بطريق البطارقة يطلب الامان، فاخذه يوسف وابنه
نعمة فسيرهما الى باب الخليفة المتوكل، فاجتمع
بطارقةارمينية مع ابن اخي بقراط بن اشوط وتحالفوا على قتل
يوسف، ووافقهم على ذلك موسى بن زرارة وهو صهر
بقراطعلى ابنته فاتى الخبر يوسف، ونهاه اصحابه عن المقام
بمكانه فلم يقبل، فلما جاء الشتاء ونزل الثلج مكثوا حتى
سكنالثلج، ثم اتوه وهو بمدينة طرون((14)) فحصروه بها،
فخرج اليهم من المدينة فقاتلهم فقتلوه وكل من قاتل معه،
واما من لميقاتل معه فقالوا له: انزع ثيابك وانج بنفسك عريانا،
ففعلوا ومشوا حفاة عراة، فهلك اكثرهم من البرد، وسقطت
اصابعكثير منهم ونجوا، وكان ذلك في رمضان، وكان يوسف
قبل ذلك قد فرق اصحابه في رساتيق عماله، فوجه الى كل
طائفةمنهم طائفة من البطارقة فقتلوهم في يوم واحد، فلما
بلغ المتوكل خبره وجه بغا الكبير اليهم طالبا بدم يوسف، فسار
اليهمعلى الموصل والجزيرة، فبدا بارزن((15)) وبها موسى بن
زرارة وله اخوته: اسماعيل، وسليمان، وحمد، وعيسى،
ومحمد،وهارون، فحمل بغا موسى بن زرارة الى المتوكل واباح
قتلة يوسف، فقتل منهم زهاء ثلاثين الفا وسبى منهم خلقا
كثيرا،فباعهم.
من مدح امير المؤمنين من النصارى
وهناك جمع آخرون من النصارى مدحوا امير المؤمنين(ع)
منهم: شاعرهم زينبا((16)) بن اسحاق الرسعني
الموصليالنصراني.
ذكر له البيهقي في المحاسن والمساوئ((17)) (1/50)،
والزمخشري في ربيع الابرار((18))، وابو حيان في تفسيره
البحر المحيط(6/221)، وابو العباس القسطلاني في المواهب
اللدنية((19))، وابو عبداللّه الزرقاني المالكي في شرح المواهب
(7/14)،والمقري المالكي في نفح الطيب((20)) (1/505)
والشيخ محمد الصبان في اسعاف الراغبين (ص117) نقلا عن
امامهم ابيعبداللّه محمد بن علي بن يوسف الانصاري
الشاطبي((21)) قوله((22)):
3/8
عدي وتيم لا احاول ذكرها
بسوء ولكني محب لهاشم
وما تعتريني في علي ورهطه
اذا ذكروا في اللّه لومة لائم
يقولون ما بال النصارى تحبهم
واهل النهى من اعرب واعاجم
فقلت لهم اني لاحسب حبهم
سرى في قلوب الخلق حتى البهائم
وذكر الخطيب الخوارزمي فيالمناقب((23)) (ص28)، وابن
شهرآشوب في مناقبه((24)) (1/361)، والاربلي في كشف
الغمة((25))(ص20) لبعض النصارى قوله:
علي امير المؤمنين صريمة
وما لسواه في الخلافة مطمع
له النسب الاعلى واسلامه الذي
تقدم فيه والفضائل اجمع
بان عليا افضل الناس كلهم
واورعهم بعد النبي واشجع
فلو كنت اهوى ملة غير ملتي
لما كنت الا مسلما اتشيع
وذكر شيخنا عماد الدين الطبري في الجزء الثاني من كتابه
بشارة المصطفى((26)) لابي يعقوب النصراني قوله:
يا حبذا دوحة في الخلد نابتة
ما في الجنان لها شبه من الشجر
المصطفى اصلها والفرع فاطمة
ثم اللقاح علي سيد البشر
والهاشميان سبطاه لها ثمر
والشيعة الورق الملتف بالثمر
هذا مقال رسول اللّه جاء به
اهلالروايات فيالعالي من الخبر
اني بحبهم ارجو النجاة غدا
والفوز مع زمرة من احسن الزمر
اشار بها الى ما اخرجه الحفاظ((27)) عن رسول اللّه(ص) انه
قال : «انا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها،
والحسنوالحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها، واصل الشجرة في
جنة عدن، وسائر ذلك في سائر الجنة».
هذا لفظه عند العامة، واما عند مشايخنا فهو : «خلق الناس من
اشجار شتى وخلقت انا وعلي بن ابي طالب من شجرةواحدة،
فما قولكم في شجرة انا اصلها، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها،
والحسن والحسين ثمارها، وشيعتنا اوراقها؟ فمنتعلق بغصن
من اغصانها ساقته الى الجنة، ومن تركها هوى في النار».
وممن مدحه (ع) من متاخري النصارى عبد المسيح الانطاكي
المصري، بقصيدته العلوية المباركة ذات (5595) بيتا،
ومنهاقوله (ص547) فيما نحن فيه:
للمرتضى رتبة بعد الرسول لدى
اهل اليقين تناهت في تعاليها
ذو العلم يعرفها ذو العدل ينصفها
ذو الجهل يسرفها ذو الكفر يكميها((28))
وان في ذاك اجماعا بغير خلا
ف في المذاهب مع شتى مناحيها
وان اقر بها الاسلام لا عجب
فانه منذ بدء الوحي داريها
وان تنادى جموع المسلمين بها
فقد وعت قدرها من هدي هاديها
بل جاوزتهم الى الاغيار فانصرفت
نفوسهم نحوها بالحمد تطريها
وذي فلاسفة الجحاد معجبة
بها وقد اكبرت عجبا تساميها
ورددت بين اهل الارض مدحتها
فيه وقد صدقت وصفا وتشبيها
كذا النصارى بحب المرتضى شغفت
البابها وشدت فيه اغانيها
فلست تسمع منها غير مدحته ال
غراء ما ذكرته في نواديها
فارجع لقسانها بين الكنائس مع
رهبانها وهي في الاديار تاويها
تجد محبته بالاحترام اتت
نفوسها وله ابدت تصبيها
وانظر الى الديلم الشجعان خائضةال
حروب والترك في شتى مغازيها
تلف استعاذتها بالمرتضى ولقد
زانت بصورته الحسنا مواضيها
وآمنت ان ترصيع السيوف بصو
رة الوصي ينيل النصر منضيها
وفي الاونة الاخيرة نظم الاستاذ بولس سلامة قاضي امة
المسيح ببيروت بعدما قرا كتابنا هذا الغدير قصيدته
العصماءتحت عنوان عيد الغدير في (3085) بيتا، وفيها تحليل
وتدقيق، واعراب عن حقائق ناصعة، وجري مع التاريخ
الصحيح،طبعت في (317) صفحة.
نعرات الجاهلية الاولى (نقد كتاب حياة محمد)
(ان الذين ارتدوا على ادبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى
الشيطان سول لهم واملى لهم)((29))
ربما يجد الباحث في بعض تليف المستشرقين في التاريخ
الاسلامي رمزا من النزاهة في الكتابة والامانة في النقل،
وخلوكل محكي عن اي مصدر هبه غير وثيق من التحريف
والتصرف فيه، وتجرده عن سوء صنيع الكتبة، وبعده
منالاستهتار، وهذا جمال كل تاليف وشان كل مؤلف مهما كان
شريف النفس، وهو حق كل رائد، والرائد لا يكذب اهله.
غير ان في القوم من الف وسخف، (فما اغنى عنهم سمعهم ولا
اءبصارهم ولا افئدتهم من شيء اذ كانوا يجحدون بياتاللّهوحاق
ب هم ما كانوا به يستهزؤون)((30)). فكان الجهل لم يمت بعد
وقد مات ابو جهل، ولهب الضلال لم يخمد بعد وقداتقد ابو لهب
في درك الجحيم، وكان الدنيا ترجع الى ورائها القهقرى، وعاد
الاسلام كشمس كادت تكون صلاء((31)).
جاء من القوم بعد لاي من الدهر من يدعو الناس الى الجاهلية
الاولى، والى حميتها البائدة، ولا بقيا للحمية
بعدالحرائم((32))، نهض يبشر عن مسيح مركب من
طبيعتين: الهية وبشرية، ويحسب نفسه قد ابهر في تاليفه واتى
بامر جديد،فاخذ كالمتفلسف يتتعتع ويتلعثم، ويحرف الكلم
عن مواضعه، ويؤول الكتاب الكريم برايه الضئيل، ويتحكم في
الحديثبفكرته الخائرة، ويرى النبي الاعظم من المبشرين
بنصرانيته الصحيحة التي ليست هي الا الضلال المحض، وهو
مع ذلكمائن ((33)) في نقله، خائن في حكايته، غاش في
نصحه، مدلس في كتابته، مهاجم قدس صاحب الرسالة،
مجانب عنالحقوالحقيقة، كل ذلك باسم كتاب: حياة محمد.
الا وهو الاستاذ اميل درمنغم.
ان الرجل لما شاهد ان الاسلام علا هتافه اليوم، ودوخ ارجاء
العالم صيته، واطلت سماؤه على الارض كلها شرقا وغربا،وشع
نوره في كل طلل ووهد، وعمت اشعته كل طارف وتليد، وملا
الكون صراخ قومه بالثناء البالغ على الاسلامالمقدس ونبيه
الاقدس، وكثر اعجابهم بكتابه السماوي، وقانونه الاجتماعي،
وشرعه السوي، وحكمه السياسي، ودستورهالاصلاحي، ومشعبه
الحق المشعب.
عز عليه كما عز على سلفه الغوغاء ان يشاهد هذا السلطان
العالمي العظيم، وهذه السيطرة الباهرة، وهذه الشرعة
العادلةالجبارة القاهرة للاكاسرة، والتبابعة، والقياصرة،
والفراعنة الحاكمة على آراء الاقباط، والاقسة، وآباء الكنائس،
وزعماءالبيع ومعتقداتهم.
عز عليه ان يرى في بيئته الغربية بزوغ الاسلام الشرقي، وتنور
افكار المثقفين من قومه بلمعات القرآن العربي
المجيد،وانتشار معارف الاسلام الخالدة في عواصم اوربا
كالسيل الجارف لاصول الضلال، واهواء الغرب، وما هناك من
فسادالخلائق، ومضلا ت البدع.
عز عليه ان يسمع باذنيه من قلب العالم الاوربي بالسنة
فلاسفتها نداء: ان محمدا قاوم الوثنية بعزم واحد طول الحياة،
ولميتردد لحظة واحدة بينها وبين عبادة الواحد الاحد((34)).
او ان يسمع عن آخر منهم وهو ينادي: ان القرآن هو القانون
العام لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فهوصالحلكل
مكان وزمان((35)).
او ان يسمع عن ثالث من قومه، وقد ملا الدنيا صوته، وهو يقول:
استقرت قواعد الاسلام على اساس مكين من الاياتالبينات
التي انزلت تباعا وكان ختامها: (اليوم اكملت لكم دينكم
واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)((36)).
او ان يسمع باذنيه القرآن العزيز وهو يتلى في الاذاعات كل يوم
بكرة وعشيا، وتقرع آيه مسامع خلق الدنيا دون كتابقومه
وكتاب اي ملة.
ونادى لسان الكون في الارض رافعا
عقيرته في الخافقين ومنشدا
اعباد عيسى ان عيسى وحزبه
وموسى جميعا يخدمون محمدا((37))
فهناك تعصب الرجل وتشزر، وشزر الى الاسلام وكتابه ونبيه،
ونظر اليها بصدر عينه((38)) وتشذر((39)) للدفاع عن
نحلته،والذب عن مبدئه الباطل، فعلا نحيمه((40)) بصدر واغر
على الحق، وهو يشوب ولا يروب((41)) وشرع يدعو الى
النصرانيةباسم الاسلام وحياة محمد((42))، ويرى النبي
محمدا جاء بكتاب عربي كما لو كان نصرانيا، ذاكرا انه واحد من
الانبياء(ص100).
ويرى للنصرانية اثرا في محمد، ويزعم ان النصارى قد ايقظت
شعور النبي الديني قبل بعثه (ص100)، ويجد في القرآناصول
النصرانية (ص106).
ويرى تاييد روح القدس لعيسى ذاتيا دون موسى ومحمد.
ويعتقد لعيسى من العصمة ما لم تكن لمحمد، ويراه قد جاء في
القرآن((43)).
ويرى النصرانية تشمل الاسلام وتضيف اليه بعض الشيء
(ص118).
ويرى المسيح ابن اللّه الوحيد بمعنى عرفاني يلائم الذوق
الخرافي (ص110).
ويرى القرآن يدعو الى النصرانية الصحيحة، وهو القول بالوهيته
وبشريته، وكون الطبيعتين في شخص واحد (ص107،112).
ويعزو آراءه السخيفة جلها الى القرآن المقدس، ويرى القرآن لم
يحط بكل ماهو حق في الامر (ص109).
ويرى آخر مصحف اعتمد عليه صنع الحجاج بن يوسف الثقفي،
وامكان تلاوة المصحف الشريف على غير ما هوعليه.
ويرى علماء التوحيد قائلين بالوهية المسيح (ص109).
ويرى الهوة بين المسلمين والنصارى نتيجة سوء التفاهم.
ويرى التباعد بين الملتين من فكرة مفسري القرآن وعلماء
الاسلام.
ويرى العقل والتاريخ يستغربان عدم صلب المسيح.
ويرى اعتقاد المسلمين بعدم صلب المسيح باطلا، والاية الدالة
عليه غامضة(ص111).
ويؤول قوله تعالى: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه
لهم)((44)) بما يلائم تعاليم النصرانية(ص112).
ويعد من ضلال جزيرة العرب انكار الوهية المسيح والقول
ببشريته فحسب (ص113)، ويرى النبي قد وضع نفسه
فوقجميع المعتقدات مادام على غير علم بالنصرانية الصحيحة
(ص114).
ويعبر عن النبي الاعظم بالبدوي الحمس((45))! (ص115).
فهذه جملة من خرافاته الراجعة الى التبشير والدعوة الى
النصرانية، وبها يقف الباحث على غاية الكاتب وقيمة
كتابه،ويعرف انه يحط في هواه، ويحطب في حبله((46))،
جاهلا بان حماة الدين دين البدوي الحمس نابهون يحومون
حولالحمى، ويعرفون حول الصلبان الزمزمة((47)) ويدافعون
عن بيضة الاسلام المقدسة كل سخب((48))، وصخب،
ولغط،وكذب، وافك، وقول زور، وينزهون ساحته عن ارجاس
الجاهلية وانجاسها (انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون
بياتاللّهواولئك هم الكاذ بون)((49)).
ولو اردت الوقوف على الحقيقة في كل ما لفقه الرجل من افك
شائن، فعليك بكتاب الهدى الى دين المصطفى، وكتابالرحلة
المدرسية وغيرهما، من تاليف شيخنا العلم المجاهد الحجة
الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي، وما الفه غيره مناعلام
الامة.
تسافل الشرق او انحطاط العرب
لا احسب ان بسطاء الامة الاسلامية، فضلا عن اعلامها، تخفى
عليهم الغايات المتوخاة في امثال هذه الكتب المزورة،
ولاتامرهم احلامهم قط بنشر ما خطته تلكم الاقلام المستاجرة
لزعانفة الجاهلية، ولا يحسب اي حامل حساسات الحيا
بينجنبيه ان في تلكم التليف فائدة طائلة قصرت عنها يد
الشرق التي هي عاصمة علم الدنيا ومرتكز لواء كل
فضيلةومحمدة اجتماعية.
ولا يهجس في خلد اي محنك ان في طي تلكم الكلم مقيلا
من ظل الحقيقة، او ان احدا من اولئك الاساتذة المستشرقين
قداتى بفكرة صالحة جديدة في اصلاح المجتمع من شؤون
اجتماعية، واخلاقية، وسياسية، وادبية، وروحية لم يات
بهانبيالاسلام في كتابه وسنته، حاشا نبي الاصلاح المبعوث
لتتميم مكارم الاخلاق.
فما حاجة الامة العربية الاخذة بناصية الشرق الى ترجمة هذه
التليف الفارغة عن ادب الدين، وادب العلم، وادبالنزاهة،
وادب العفة، وادب الصدق والامانة، وادب الحق والحقيقة؟!
وما هذا الانحطاط والتسافل البالغ في العروبة، وقد اصبحت
والعياذ باللّه في مسيس الحاجة الى هذه الكتب
المخزية،تاليف كل خائر بائر، تاليف من صفرت يداه عن كل
خير، والضلال سجيته وقرواه((50))؟!
كيف تفتقر الامة الاسلامية ولا تفتقر ولن تفتقر الى تلك
الكتب ولها كتابها العربي المقدس، كتابها الاجتماعي الذي
لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كتابها الذي لا ريب
فيه، هدى للمتقين، كتابها الباحث عن الاداب
الاجتماعيةوشؤون الصالح العام التي قوامها الحكمة، واساسها
العدل والاحسان، وجامعها العفة والقداسة والحنان؟!
وكيف تفتقر وهي حاملة السنة النبوية؟! تلك السنة الطافحة
بغرر الحكم الاجتماعية، والاحكام الحقوقية،
والجزائية،والمدنية، والدفاعية، وما به انتظام الكون في قمع
المظالم، وصيانة الحقوق، ودستور المعاش والمعاد، وحفظ
الصحة، والمصالحالعامة، ومباني الترقي، ومنقذات البشر من
مخالب الجهل والضلال، ودروس التقدم في عالم الرشد
والصلاح.
تلك السنة المؤسسة للحياة السياسية، وروح الوحدة
الاجتماعية، والجوامع الاخلاقية، والفضائل النفسية،
والحقوقالنوعية والشخصية التي عليها مدار نظام حياة النوع
الانساني، وتدبير شؤون المجتمع البشري في جميع ادوار
الدنياوقرونها المتكثرة.
وكيف تفتقر؟! وبين يديها برنامج الاصلاح الحيوي المشتمل
لموجبات الامن، والدعة، والسلام، والوئام، والنزوعالىكلصالح،
والانحياز عن كل ما يفكك عرى المدنية الصحيحة، والحضارة
الراقية، والدين المبين، الا وهو كتاب نهجالبلاغة للامام امير
المؤمنين تاليف الشريف الرضي، الذي تراه فلاسفة الدنيا دون
كلام الخالق وفوق كلام المخلوق.
يا امه اثكليه
هلم معي ايها الشرقي الاسلامي نسائل استاذ فلسطين محمد
عادل زعيتر وهو يدب مع القراد((51))، وقد اساء القول
واساءالعمل عن ترجمة هذا الكتاب حياة محمد الطافح
بالضلال.
نسائله عن جنايته الكبيرة على الامة العربية بقوله في مقدمة
ترجمته: قد تجنى المستشرقون على الحقائق في سيرة
الرسولالاعظم لا ريب، وقد كان تجنيهم هذا عاملا في زهد
كتاب العرب عن نقل ما الفوه الى العربية على ما يحتمل، ولكن
عطلاللغة العربية من ذلك يعد نقصا في حركتنا العلمية على
كل حال.
كيف ان عطل اللغة العربية مما جنته يد الجاهلية وقد تجنت
على الحقائق يعد نقصا في حركتنا العلمية التي تدور
معالكتاب والسنة؟ وهما مدار علم العالم، و بصيرة كل متنور،
ومرمى كل مثقف، وضالة كل حكيم، ومقصد كل
فيلسوفشرقي او غربي. وهذا نفس المؤلف يقول في مقدمة
الكتاب: واهم المصادر لتبيان حياة محمد هوالقرآن وكتب
الحديثوالسيرة، والقرآن اصح هذه المصادر وان كان اوجزها.
ليته كان يتبع كتاب العرب في زهدهم عن نقل ما الفته يد
الضلال الى العربية، ويتوقى قلمه عن نشر كلم الفساد في
المجتمعالاسلامي من دون اي تعليق عليها، واي تنبيه للقارئ
بفسادها وهو يقول: لايظن القارئ انني اشاطر المؤلف
جميعماذهب اليه من الامور التي ارى الحقيقة غابت عنه في
كثير منها.
اثكليه يا امه، باي ثمن بخس او خطير باع شرف امته، وعز
نحلته، وعظمة قومه، وقداسة كتابه وسنته؟!
ولاي مرمى بعيد جعل نفسه مع اميل درمنغم في بردة
اخماس((52))؟! وجاء يعاند الاسلام بنشر تلكم الاباطيل
والاضاليلالمضادة مع نحلته، ويشوه سمعة مصره العزيزة،
وجامعها الازهر، واساتذتها النزهاء، وكتابها القادرين، بنشر
تلكالتافهات المضلة في مطابعها الماسوف عليها، وهو يقول
في المقدمة: المؤلف مع ما ساده من حسن النية لم تخل
سوانحهوآراؤه من زلا ت.
ليتني ادري وقومي: ما حاجتنا الى حسن نية مؤله المسيح
عيسى بن مريم وجاعله ابن اللّه الوحيد؟! وما الذي يعربعن
حسن نيته وكل صحيفة من كتابه اهلك من ترهات
البسابس((53))؟! وقلت صحيفة ليست فيها هنات تنم عن
سوءطويته، وفساد نيته، وخبث رايه.
نعم والذي اراه والمؤمن ينظر بنور اللّه ان المترجم راقه ما
في الكتاب من الاكاذيب والمخاريق المعربة عن
النزعاتوالاهواء الاموية، فبذلك غدا الذئب للضبع((54))، وجاء
وقد ادبر غريره واقبل هريره((55))، ووافق شن طبقة.
نعم راقه سلقه اهل بيت النبي الطاهر بسقطات القول، وكذب
الحديث، وسرد تاريخ مفتعل يمس كرامة النبي
الاقدس،وناموس عترته، مما يلائم الروح الاموية الخبيثة،
ويمثل آل اللّه للملا بصورة مصغرة، ويشوه سمعتهم بما لا
يتحمله ناموسالطبيعة وشرف الانسانية من شراسة الخلق،
وسيئ العشرة، وقبح المداراة. قال:
كانت فاطمة عابسة، دون رقية جمالا، ودون زينب ذكاء، ولم
تدر فاطمة حينما اخبرها ابوها من وراء الستر ان علي بنابي
طالب ذكر اسمها، وكانت فاطمة تعد عليا دميما محدودا، مع
عظيم شجاعته، وما كان علي اكثر رغبة فيها من رغبتها فيهمع
ذلك (ص197).
وكان علي غير بهي الوجه لعينيه الكبيرتين الفاترتين،
وانخفاض قصبة انفه، وكبر بطنه وصلعه، وذلك كله الى ان
عليا كانشجاعا، تقيا، صادقا، وفيا، مخلصا، صالحا مع توان
وتردد... .
وكان علي ينهت((56)) فيستقي الماء لنخيل احد اليهود في
مقابل حفنة تمر، فكان اذا ما عاد بها قال لزوجته عابسا:
كليواطعمي الاولاد... .
وكان علي يحرد بعد كل منافرة ويذهب لينام في المسجد،
وكان حموه يربته على كتفه ويعظه، ويوفق بينه وبين
فاطمةالىحين، ومما حدث ان راى النبي ابنته في بيته ذات
مرة وهي تبكي من لكم علي لها.
ان محمدا مع امتداحه قدم علي في الاسلام ارضاء لابنته كان
قليل الالتفات اليه، وكان صهرا النبي الامويان عثمان
الكريموابو العاصي اكثر مداراة للنبي من علي.
وكان علي يالم من عدم عمل النبي على سعادة ابنته، ومن عد
النبي له غير قوام بجليل الاعمال، فالنبي وان كان يفوض
اليهضرب الرقاب كان يتجنب تسليم قيادة اليه (ص199).
واسوا من ذلك ما كان يقع عند مصاقبة علي وفاطمة
لعدواتهما ازواج النبي، وتنازع الفريقين، فكانت فاطمة
تعتبعلىابيها متحسرة لانه كان لا ينحاز الى بناته.
الى غير ذلك من جنايات تاريخية سود بها الرجل صحيفة
كتابه.
ما اساء من اعقب
انا لا الوم المؤلف جدع اللّه مسامعه وان جاء باذني
عناق((57))، اذ هو من قوم حناق على الاسلام، وهو مع
ذلكجرفمنهال وسحاب منجال((58))، ينم كتابه عن عجره
وبجره. وانما العتب كل العتب على المترجم الجاني على
الاسلاموالشرق والعرب وهو يحسب نفسه منها، نعم جدب
السوء يلجئ الى نجعة سوء((59))، والجنس الى الجنس يميل.
كل ما في الكتاب من تلكم الاقوال المختلقة، والنسب المفتعلة
ان هي الا كلم الطائش، تخالف التاريخ الصحيح، وتضاد
مااصفقت عليه الامة الاسلامية، وما اخبر به نبيها الاقدس.
هل تناسب تقولاته في فاطمة مع قول ابيها(ص): «فاطمة
حوراء انسية، كلما اشتقت الى الجنة قبلتها»((60))؟
او قوله (ص): «ابنتي فاطمة حوراء آدمية»((61))؟
او قوله (ص): «فاطمة هي الزهرة»((62))؟
او قول ام انس بن مالك: كانت فاطمة كالقمر ليلة البدر او
الشمس كفر غماما اذا خرج من السحاب بيضاء مشربةحمرة،
لها شعر اسود، من اشد الناس برسول اللّه (ص) شبها، واللّه كما
قال الشاعر:
بيضاء تسحب من قيام شعرها
وتغيب فيه وهو جثل اسحم((63))
فكانها فيه نهار مشرق
وكانه ليل عليها مظلم((64))
ولقبها الزهراء المتسالم عليه يكشف عن جلية الحال.
وهل يساعد تلك التحكمات في ذكاء فاطمة وخلقها قول ام
المؤمنين خديجةغ: كانت فاطمة تحدث في بطن امها،
ولماولدت وقعت حين وقعت على الارض ساجدة، رافعة
اصبعها((65))؟
او يلائمها قول عائشة: مارايت احدا اشبه سمتا، ودلا ، وهديا،
وحديثا، برسول اللّه في قيامه وقعوده من فاطمة، وكانت
اذادخلت على رسول اللّه قام اليها فقبلها ورحب بها، واخذ
بيدها واجلسها في مجلسه((66))؟
وفي لفظ البيهقي في السنن(7/101): مارايت احدا اشبه كلاما
وحديثا من فاطمة برسول اللّه (ص). الحديث.
وهل توافق مخاريقه في الامام علي صلوات اللّه عليه وعدم
بهاء وجهه، وعد فاطمة له دميما وكونه عابسا، مع ما جاءفي
جماله البهي: انه كان حسن الوجه كانه قمر ليلة البدر، وكان
عنقه ابريق فضة((67))، ضحوك السن((68)) فان تبسم فعن
مثلاللؤلؤ المنظوم (((69))؟!
واين هي من قول ابي الاسود الدؤلي من ابيات له:
اذا استقبلت وجه ابيتراب
رايت البدر حار الناظرينا((70))
نعم:
حسدوا الفتى اذ لم ينالوا فضله
فالناس اعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها
حسدا وبغضا انه لدميم
اويخبرك ضميرك الحر في علي ما سلقه الرجل به من التواني
والتردد؟ وعلي ذلك المتقحم في الاهوال، والضارب
فيالاوساط والاعراض في المغازي والحروب، وهو الذي كشف
الكرب عن وجه رسول اللّه في كل نازلة وكارثة منذ
صدعبالدين الحنيف الى ان بات على فراشه وفداه بنفسه الى
ان سكن مقره الاخير.
اليس علي هو ذلك المجاهد الوحيد الذي نزل فيه قوله تعالى:
(اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن
باللّهواليوم الاخر وجاهد في سبيل اللّه)((71))، وقوله تعالى:
(ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللّه
) ((72)) ((73))؟
فمتى خلا علي عن مقارعة الرجال والذب عن قدس صاحب
الرسالة حتى يصح ان يعزى اليه توان او تردد في امر منالامور؟
غير ان القول الباطل لاحد له ولا امد.
وهل يتصور في امير المؤمنين تلك العشرة السيئة مع حليلته
الطاهرة؟ والنبي يقول له: «اشبهت خلقي وخلقي وانت
منشجرتي التي انا منها»((74)).
وكيف يراه النبي(ص) افضل امته، واعظمهم حلما، واحسنهم
خلقا، ويقول: «علي خير امتي، اعلمهم علما،
وافضلهمحلما»((75)) ؟
ويقول لفاطمة: «اني زوجتك اقدم امتي سلما، واكثرهم علما،
واعظمهم حلما»((76)).
ويقول لها: «زوجتك اقدمهم سلما، واحسنهم خلقا»((77)).
يقول هذه كلها وعشرته تلك كانت بمراى منه ومسمع، افك
الدجالون، كان علي(ع) كما اخبر به النبي الصادق الامين.
وهل يقبل شعورك ما قذف به الرجل فض اللّه فاه عليا من
لكم فاطمة بضعة المصطفى؟ وعلي هو ذاك المقتص
اثرالرسول، وملء مسامعه قوله (ص) لفاطمة: «ان اللّه يغضب
لغضبك، ويرضى لرضاك»((78)).
وقوله (ص) وهو آخذ بيدها: «من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم
يعرفها فهي بضعة مني، هي قلبي وروحي التي بينجنبي، فمن
آذاها فقد آذاني»((79)).
وقوله (ص) : «فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما
آذاها»((80)).
وقوله (ص): «فاطمة بضعة مني، فمن اغضبها فقد
اغضبني»((81)).
وقوله (ص): «فاطمة بضعه مني، يقبضني مايقبضها، ويبسطني
ما يبسطها»((82)).
وهل يقصر امتداح النبي عليا بقدم اسلامه، حتى يتفلسف في
سره ويكون ذلك ارضاء لابنته؟ على ان امتداحه بذلك لوكان
لتلك المزعمة لكان يقتصر (ص) على قوله لفاطمة في ذلك،
وكان يتاتى الغرض به، فلماذا كان ياخذ (ص) بيد علي فيالملا
الصحابي تارة ويقول: «ان هذا اول من آمن بي، وهذا اول من
يصافحني يوم القيامة»؟
ولماذا كان يخاطب اصحابه اخرى بقوله: «اولكم واردا علي
الحوض، اولكم اسلاما: علي بن ابي طالب»؟
وكيف خفي هذا السر المختلق على الصحابة الحضور والتابعين
لهم باحسان، فطفقوا يمدحونه(ع) بهذه الاثارة، كمايروىعن
سلمان الفارسي، انس بن مالك، زيد ابن ارقم، عبداللّه بن
عباس، عبداللّه بن حجل، هاشم بن عتبة، مالكالاشتر، عبداللّه
بن هاشم، محمد بن ابي بكر، عمرو بن الحمق، ابي عمرة عدي
بن حاتم، ابي رافع، بريدة، جندب بنزهير، وامالخير بنت
الحريش((83))؟
وهل القول بقلة التفات النبي الى علي يساعده القرآن الناطق
بانه نفس النبي الطاهر؟ او جعل مودته اجر رسالته؟
او قوله (ص) في حديث الطير المشوي، الصحيح المروي في
الصحاح والمسانيد: «اللهم ائتني باحب خلقك اليك
لياكلمعي»؟
او قوله (ص) لعائشة: «ان عليا احب الرجال الي، واكرمهم علي،
فاعرفيله حقه واكرمي مثواه»((84))؟
او قوله (ص): «احب الناس الي من الرجال علي»((85))؟
او قوله (ص): «علي خير من اتركه بعدي»((86))؟
او قوله (ص): «خير رجالكم علي بن ابي طالب، وخير نسائكم
فاطمة بنت محمد»((87))؟
او قوله (ص): «علي خير البشر فمن ابى فقد كفر»((88))؟
او قوله (ص): «من لم يقل علي خير الناس فقد كفر»((89))؟
او قوله (ص) في حديث الراية المتفق عليه: «لاعطين الراية غدا
رجلا يحبه اللّه ورسوله، ويحب اللّه ورسوله»؟
او قوله (ص): «علي مني بمنزلة الراس (راسي) من بدني (او
جسدي)»((90))؟
او قوله (ص): «علي مني بمنزلتي من ربي»((91))؟
او قوله (ص): «علي احبهم الي، واحبهم الى اللّه»((92))؟
او قوله (ص): «انا منك وانت مني. او: انت مني وانا
منك»((93))؟
او قوله (ص): «علي مني وانا منه، وهو ولي كل مؤمن
بعدي»((94))؟
او قوله (ص) في حديث البعث بسورة البراءة المجمع على
صحته: « لا يذهب بها الا رجل مني وانا منه»((95))؟
او قوله(ص): «لحمك لحمي، ودمك دمي، والحق
معك»((96))؟
او قوله (ص): «مامن نبي الا وله نظير في امته، وعلي
نظيري»((97))؟
او ما صححه الحاكم واخرجه الطبراني عن ام سلمة، قالت: كان
رسول اللّه اذا اغضب، لم يجترئ احد ان يكلمه غيرعلي((98))؟
او قول عائشة: واللّه ما رايت احدا احب الى رسول اللّه من علي،
ولا في الارض امراة كانت احب اليه من امراته((99))؟
او قول بريدة وابي: احب الناس الى رسول اللّه (ص) من النساء
فاطمة، ومن الرجال علي((100))؟
او حديث جميع بن عمير، قال: دخلت مع عمتي على عائشة،
فسالت: اي الناس احب الى رسول اللّه؟ قالت: فاطمة.فقيل: من
الرجال؟ قالت: زوجها، ان كان ما علمت صواما قواما((101))؟
وكيف كان رسول اللّه (ص) يقدم الغير على علي في الالتفات
اليه؟ وهو اول رجل اختاره اللّه بعده من اهل الارض لمااطلع
عليهم، كما اخبر به (ص) لفاطمة بقوله: «ان اللّه اطلع على
اهل الارض فاختار منهم اباك فبعثه نبيا، ثم اطلع
الثانيةفاختار بعلك، فاوحى الي، فانكحته واتخذته
وصيا»((102)).
وبقوله (ص) «ان اللّه اختار من اهل الارض رجلين: احدهما
ابوك والاخر زوجك»((103)).
واني لا يسعني المجال لتحليل كلمة الرجل: وكان صهرا النبي
الامويان ... الخ. وحسبك في مداراة عثمان الكريم حديثانس
عن رسول اللّه لما شهد دفن رقية ابنته العزيزة وقعد على
قبرها، ودمعت عيناه فقال: «ايكم لم يقارف الليلة اهله؟»فقال
ابو طلحة : انا. فامره ان ينزل في قبرها.
قال ابن بطال: اراد النبي (ص) ان يحرم عثمان النزول في
قبرها، وقد كان احق الناس بذلك لانه كان بعلها، وفقد
منهاعلقالا عوض منه، لانه حين قال (ع): «ايكم لم يقارف
الليلة اهله؟» سكت عثمان ولم يقل: انا، لانه قد قارف ليلة
ماتتبعض نسائه! ولم يشغله الهم بالمصيبة وانقطاع صهره من
النبي (ص) عن المقارفة، فحرم بذلك ما كان حقا له،
وكاناولىبه من ابي طلحة وغيره. وهذا بين في معنى
الحديث، ولعل النبي (ص) قد كان علم ذلك بالوحي، فلم يقل
له شيئا لانهفعل فعلا حلالا، غير ان المصيبة لم تبلغ منه مبلغا
يشغله حتى حرم ما حرم من ذلك بتعريض غير صريح.
الروضالانف((104)) (2/107).
وما عساني ان اقول في ابي العاص الذي كان على شركه الى
عام الحديبية، واسر مع المشركين مرتين، وفرق الاسلام
بينهوبين زوجته زينب بنت النبي (ص) ست سنين، وهاجرت
مسلمة وتركته لشركه، ولم ترد قط بعد اسلامه كلمة تعربعن
صلته مع النبي ومداراته له، فضلا عن مقايسته بعلي ابي ذريته
وسيد عترته.
وقد اتهم الرجل نبي الاسلام بعدم العمل على سعادة ابنته
الطاهرة المطهرة بنص الكتاب العزيز، ويقذف عليا بالتالم
منذلك، وكان (ص) اذا اصبح اتى باب علي وفاطمة وهو
يقول: «يرحمكم اللّه انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس
اهلالبيت ويطهركم تطهيرا».
وكان لم يزل يقول: «فاطمة احب الناس الي».
ويقول: «احب الناس الي من النساء فاطمة».
ويقول: «احب اهلي الي فاطمة».
وكان عمر يقول لفاطمة: واللّه ما رايت احدا احب الى رسول اللّه
منك((105)).
وما اقبح الرجل في تقوله على النبي (ص) بعده لعلي غير قوام
بجليل الاعمال. وقد وازره وناصره وعاضده بتمام معنىالكلمة،
بكل حول وطول من بدء دعوته الى آخر نفس لفظه، فصار
بذلك له نفسا، واخا، ووزيرا، ووصيا، وخليفة،ووارثا، ووليا بعده،
وكان قائده الوحيد في حروبه ومغازيه، وهو ذلك الملقب بقائد
الغر المحجلين، وحيا من اللّه العزيزفيليلة اسرى بنبيه من
المسجد الحرام الى المسجد الاقصى((106)).
واسوا من ذلك كله عد الرجل ازواج النبي عدوات علي
وفاطمة، وقد ذكر تنازع عائشة معهما وام سلمة، وبسط القول
فيذلك بنقل حادثة موضوعة، وشكل هناك حزبين منهن،
دمقراطيو رستودمقراطي، وتقول بما يمس ناموس النبي
وكرامةازواجه امهات المؤمنين ويمثل آل اللّه بكل جلافة
وصلافة.
ليت شعري كيف يروق المترجم عد عائشة عدوة لفاطمة وهي
تقول: مارايت احدا قط افضل من فاطمة غير ابيها.اخرجه
الطبراني في الاوسط((107)) بسند صحيح على شرط
الشيخين، كما في شرح المواهب (3/202)،
والشرفالمؤبد((108))(ص58).
وهي كانت تقبل راس فاطمة وتقول: ياليتني شعرة في راسك.
نزهة المجالس (2/227).
وكيف يرتضي قومه نشر هذه القارصة والقرآن اوجب على الامة
مودة العترة النبوية((109))، ومن المتسالم عليه بين
المسلمينان آية الايمان والنفاق في شرعة النبي المحبوب:
حب علي وبغضه كما ياتي حديثه.
وقد اتفقت الامة على ما مر فيحديث الغدير من قول رسول اللّه
(ص) في علي: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».وصح عن
النبي(ص) قوله: «من احب عليا فقد احبني، ومن ابغض عليا
فقد ابغضني، ومن آذى عليا فقد آذاني ومنآذاني فقد آذى
اللّه»((110)).
واخبر (ص) عن جبرئيل انه اخبره بان : «السعيد كل السعيد
من احب عليا في حياتي وبعد مماتي، الا وان الشقيكلالشقي
من ابغض عليا في حياتي وبعد مماتي»((111)).
وكيف خفي على هذا الرجل ان عزو عداء سيد العترة وسيدتها
الى زوجات النبي قذف مقذع، وسب شائن، ان عرضعلى
محكمة العدل الاسلامي واخذ بقوله (ص) في عترته: «لا
يحبهم الا سعيد الجد طيب المولد، ولا يبغضهم الا شقي
الجدرديء الولادة»((112))؟
او بما ورد من طريق الثقات من: «ان عليا لا يبغضه احد قط الا
وقد شارك ابليس اباه في رحم امه»((113))؟
او بما اخرجه الحافظ الجزري عن عبادة بن الصامت قال: كنا
نبور((114)) اولادنا بحب علي بن ابي طالب (رضىا...
عنه)،فاذا راينا احدهم لا يحب علي بن ابي طالب علمنا انه
ليس منا وانه لغير رشدة((115)) ؟ ثم قال الحافظ: وهذا
مشهور منقديم والى اليوم انه مايبغض عليا (رضىا... عنه) الا
ولد زنا. اسنى المطالب((116)) (ص8).
هذه نبذ من مخاريق كتاب حياة محمد وكم لها من نظير حول
القرآن وتحريفه، وهناك قذف الشيعة بما هي بريئة
منه،والعجب ان عادل زعيتر يحسب نفسه معذورا في بث هذه
الاباطيل المضلة في المجتمع بقوله في مقدمة الكتاب: وقد
كنتاود ان اعلق عليها بعض حواش لو لم ار ان ذلك يخرجني
عن دائرة الترجمة.
امن العدل سقاية روح الملا الديني بهذه السموم القتالة
والاعتذار بمثل هذا التافه؟ اهكذا خلق الانسان ظلوما جهولا؟
(ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا
لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة)((117))
حادث شوه صحائف التاليف
هناك فكرة غير صالحة، وان شئت قلت بدعة سيئة فتحت على
الامة باب التقول بمصراعيه، وعنها
تتشعبشجنة((118))الافك في الحديث، وينبعث القول
المزور، واليها يستند كل بهرجة وسفسطة، الا وهي: هذه
الخطة الحديثة فيالتاليف، واتخاذ هذا الاسلوب الحديث الذي
يروق بسطاء الامة ويسمونه تحليلا، ويرونه حسنا في الكتابة.
هذه الفكرة هي التي خفت بها وطاة التاليف وطاة حزونته
وكثر بذلك المؤلفون، فجاء لفيف من الناس يؤلفوكلمنهم
سلك وادي تضلل((119))، ولا يخنق على جرته((120)) ويرمي
القول على عواهنه، وينشر في الملا ما ليس للمجتمع
فيهدرك، فيتحكم في آرائه، ويكذب فيحديثه، ويخون في
نقله، ويحرف الكلم عن مواضعه، و يقذف من خالف نحلته،
وينسبهالى ما شاءه هواه، ويسلقه بالبذاء، ولا يكفف عنه
لغبه((121)).
هذه الفكرة هي التي جرت على الامة شية العار ووصمة الشنار،
ورمتها بثالثة الاثافي، ومدت يد الفحشاء على التاليف،وابدت
في صفحاته وصمات سوء، فراح شرف الاسلام، وادب الدين،
وامانة النقل، ومكانة الصدق، ضحية الميولوالشهوات، ضحية
الاهواء والنزعات الباطلة، ضحية الاقلام المستاجرة.
هذه الفكرة هي التي شوهت وجه التاليف، وجنت بها الاقلام،
وولدت في القلوب ضغائن، فجاء المفسر يؤول القرآنبرايه،
والمحدث يختلق حديثا يوافق ذوقه، والمتكلم يذكر فرقا
مفتعلة، والفقيه يفتي بما يحبذه، والمؤرخ يضع فيالتاريخ
مايرتضيه، كل ذلك قولا بلا دليل، وتحكما بلا بينة، وتكلما بلا
ماخذ، ودعوى بلا برهان، وتقولا بلا مصدر، وكذبا بلامبالاة،
وافكا بلا تحاش.
( فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون )((122)).
والقارئ يجد مثال هذه كلها نصب عينيه فيطي كتاب الصراع
بين الاسلام والوثنية، والوشيعة في الرد على الشيعة،
وفجرالاسلام وضحاه وظهره، والجولة في ربوع الشرق الادنى،
والمحاضرات للخضري، والسنة والشيعة، والاسلام
الصحيح،والعقيدة في الاسلام، وخلفاء محمد، وحياة محمد
لهيكل، وفي مقدمها كتاب حياة محمد لاميل درمنغم.
فخلو تاليف الشرقي المسلم عن ذكر المصادر نساية للكتاب
والسنة، واضاعة لاصول العلم، وجناية على السلف،وتفويت لمثر
الاسلام، وعمل مخدج((123))، وسعي ابتر، وليس من صالح
الامة ولا من صلاح المجتمع الاسلامي، وسياتيهيوموهو يقرع
سن نادم.
|