الغدير في الكتاب والسنة
الجزء الثاني

العلامة الشيخ عبدالحسين الاميني

شكر على تقدير
كان في هواجس ضميري : ان كتابي هذا سيقدره كل رجل
ديني، ومن يحمل ولاء العترة الطاهرة ، فصدق الخبر الخبر
،واتتنا رسائل كريمة، وكتابات انيقة من ارجاء العراق وخارجها
من شتى الاقطار، من الجمعيات والشخصيات البارزة
في‏تقريض الكتاب والاعجاب به نظما ونثرا، كل ذلك ينم عن
روحية حاسة قوية في الملا الاسلامي ، وفكرة صالحة في
المجتمع‏الديني، وشعور حي في رجالات الامة، فحيا اللّه العرب
ودينه الحق، ومرحبا بالتابعين لهم باحسان من الامم الاسلامية
،فنحن نقدم الى الجميع شكرنا المتواصل ، ونسال لهم التوفيق
، ونامل الرقي والتقدم لحملة القرآن الاقدس .
المؤلف الاميني
الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى
نجز الجزء الاول وللّه الحمد من هذا الكتاب، بعد ان المسك
باليد حقيقة ناصعة هي من اجلى الحقائق الدينية، الا وهي:
مغزى نص الغديرومفاده، ذلك النص الجلي على امامة مولانا
امير المؤمنين (ع)، بحيث لم يدع لقائل كلمة، ولا لمجادل
شبهة في تلك الدلالة، وقد اوعزنا في‏تضاعيف ذلك البحث
الضافي الى ان هذا المعنى من الحديث هو الذي عرفته منه
العرب منذ عهد الصحابة الوعاة له وفي الاجيال من بعدهم‏الى
عصرنا الحاضر.
فهو معنى اللفظ اللغوي المراد لامحالة قبل القرائن المؤكدة له
وبعدها، وقد اسلفنا نزرا من شواهد هذا المدعى، غير انه يروقنا
هاهنا التبسط في‏ذلك، بايراد الشعر المقول فيه، مع يسير من
مكانة الشاعر وتوغله في العربية، ليزداد القارئ بصيرة على
بصيرته.
الا ان كلا من اولئك الشعراء الفطاحل وقل في اكثرهم العلماء
معدود من رواة هذا الحديث، فان نظمهم اياه في شعرهم
القصصي ليس من‏الصور الخيالية الفارغة، كما هو المطرد في
كثير من المعاني الشعرية، ولدى سواد عظيم من الشعراء، الم
ترهم في كل واد يهيمون؟ لكن هؤلاءنظموا قصة لها خارج،
وافرغوا ما فيها من كلم منثورة او معان مقصودة، من غير اي
تدخل للخيال فيه، فجاء قولهم كاحد الاحاديث الماثورة،فتكون
تلكم القوافي المنضدة في عقودها الذهبية من جملة
المؤكدات لتواتر الحديث.
ومن هنا لم نعتبر في بعض ما اوردناه ان يكون من علية الشعر،
ولا لاحظنا تناسبه لاوقات نبوغ الشاعر في القوة، لما ذكرناه
من ان الغاية هي‏روايته للحديث وفهمه المعنى المقصود منه،
ولن تجد اي فصيح من الشعراء والكتاب تشابهت ولائد فكرته
في القوة والضعف في جميع‏ادواره وحالاته.
الشعر والشعراء
ونحن لا نرى شعر السلف الصالح مجرد الفاظ مسبوكة في
بوتقة النظم، او كلمات منضدة على اسلاك القريض فحسب،
بل‏نحن نتلقاه بما هناك من الابحاث الراقية في المعارف من
علمي الكتاب والسنة، الى دروس عالية من الفلسفة
والعبروالموعظة الحسنة والاخلاق، اضف اليها ما فيه من فنون
الادب ومواد اللغة ومباني التاريخ، فالشعر الحافل بهذه
النواحي‏بغية العالم، ومقصد الحكيم، ومارب الاخلاقي، وطلبة
الاديب، وامنية المؤرخ، وقل: مرمى المجتمع البشري اجمع.
وهناك للشعر المذهبي مرب اخرى هي من اهم ما نجده في
شعر السلف، الا وهي الحجاج في المذهب والدعوة الى
الحق،وبث فضائل آل اللّه، ونشر روحيات العترة الطاهرة في
المجتمع، بصورة خلا بة، واسلوب بديع يمازج الارواح،
ويخالط‏الادمغة، فيبلغ هتافه القاصي والداني، وتلوكه اشداق
الموالي والمناوئ مهما علت في الكون عقيرته، ودوخت
الارجاءشهرته، وشاع وذاع وطار صيته في الاقطار، وقرطت به
الاذان.
مهما صار احدوة تحدو بها الحداة، واغاني تغني به الجواري في
اندية الملوك والخلفاء والامراء، وتناغي بها الامهات الرضع‏في
المهود، ويرقصنهم بها بعد الفطام في الحجور، ويلقنها الاباء
اولادهم على حين نعومة الاظفار، فينمو ويشب وفي‏صفحة
قلبه اسطر نورية من الولاء المحض بسبب تلك الاهازيج، وهذه
الناحية الفارغة اليوم لا تسدها خطابة‏اي‏مفوه لسن، ولا
تلحقه دعاية اي متكلم، كما يقصر دون ادراكها السيف والقلم.
وانت تجد تاثير الشعر الرائق في نفسيتك فوق اي دعاية
وتبليغ، فاي احد يتلو ميمية الفرزدق فلا يكاد ان يطير
شوقاالى‏الممدوح وحبا له ؟ او ينشد هاشميات الكميت فلا
يمتلئ حجاجا للحق؟ او يترنم بعينية الحميري فلا يعلم ان
الحق‏يدورعلى الممدوح بها؟ او تلقى عليه تائية دعبل فلا يستاء
لاضطهاد اهل الحق؟ او تصك سمعه ميمية الامير ابي فراس
فلاتقف شعرات جلدته؟ ثم لا يجد كل عضو منه يخاطب القوم
بقوله:
ياباعة الخمر كفوا عن مفاخركم
لعصبة بيعهم يوم الهياج دم
وكم وكم لهذه من اشباه ونظائر في شعراء اكابر الشيعة، وسوف
تقف عليها في طيات اجزاء كتابنا هذا ان شاء اللّه تعالى.
وبهذه الغاية المهمة كان الشعر في القرون الاولى مدحا وهجاء
ورثاء كالصارم المسلول بيد موالي ائمة الدين، وسهمامغرقافي
اكباد اعداء اللّه، ومجلة دعاية الى ولاء آل اللّه في كل صقع
وناحية، وكانوا صلوات اللّه عليهم يضحون دونه‏بثروة طائلة،
ويبذلون من مال اللّه للشعراء ما يغنيهم عن التكسب والاشتغال
بغير هذه المهمة، وكانوا يوجهون الشعراءالى هذه الناحية،
ويحتفظون بها بكل حول وطول، ويحرضون الناس عليها،
ويبشرونهم عن اللّه وهم امناء وحيه بمثل‏قولهم:
((من قال فينا بيت شعر بنى اللّه له بيتا في الجنة)). ويحثونهم
على تعلم ما قيل فيهم وحفظه، بمثل قول الصادق الامين
(ع):((علموا اولادكم شعر العبدي)). وقوله: ((ما قال فينا قائل
بيت شعر حتى يؤيد بروح القدس))((1)).
وروى الكشي في رجاله((2)) (ص‏160) عن ابي طالب القمي،
قال: كتبت الى ابي‏جعفر بابيات شعر وذكرت فيها اباه،وسالته
ان ياذن لي في ان اقول فيه، فقطع الشعر وحبسه، وكتب في
صدر ما بقي من القرطاس:
((قد احسنت، فجزاك اللّه خيرا)). وعنه في لفظ آخر: فاذن لي
ان ارثي ابا الحسن اعني اباه وكتب الي: ((ان اندبه
واندب‏لي)).
الشعر والشعراء في السنة والكتاب
كل ما ذكرنا عنهم صلوات اللّه عليهم كان تاسيا بقدوتهم
النبي الطاهر(ص)، فانه اول فاتح لهذا الباب
بمصراعيه‏مدحاوهجاء ، باصاخته للشعراء المادحين له ولاسرته
الكريمة، وكان ينشد الشعر ويستنشده، ويجيز عليه ويرتاح
له،ويكرم الشاعر مهما وجد في شعره هذه الغاية الوحيدة،
كارتياحه لشعر عمه شيخ الاباطح ابي طالب سلام اللّه عليه
لمااستسقى فسقي، قال: ((للّه در ابي طالب لو كان حيا لقرت
عيناه، من ينشدنا قوله؟)).
فقام عمر بن الخطاب فقال: عسى اردت يا رسول اللّه:
وما حملت من ناقة فوق ظهرها
ابر واوفى ذمة من محمد فقال رسول اللّه(ص): ((ليس هذا من
قول ابي طالب، هذا من قول حسان ابن ثابت!)).
فقام علي بن ابي طالب(ع) وقال: ((كانك اردت يا رسول اللّه:
وابيض يستسقى الغمام بوجهه‏ربيع اليتامى عصمة للارامل
تلوذ به الهلا ك من آل هاشم‏فهم عنده في نعمة وفواضل
فقال‏رسول اللّه (ص): اجل)).فقام رجل من بني كنانة،
فقال:لك الحمد والحمد ممن شكرسقينا بوجه النبي المطردعا
اللّهخالقه‏دعوة‏واشخص منه اليه البصرفلم يك الا كالقا
الرداواسرع حتى اتانا الدرردفاق العزالي جم
البعاق((3))اغاث‏به اللّه عليا مضرفكان كما قال ه
عمه‏ابو طالب ذا رواء غزربه اللّه يسقي صيوب الغمام‏فهذا العيان
وذاك‏الخبرفقال رسول اللّه: ((ياكناني بواك اللّه بكل بيت قلته
بيتا في الجنة))((4)).ولما نظر رسول اللّه(ص) يوم بدر الى
القتلى‏مصرعين، قال لابي بكر: ((لو ان ابا طالب حي لعلم ان
اسيافنا اخذت بالاماثل))، وذلك لقول ابي طالب:وانا لعمر اللّه
ان‏جد ما ارى لتلتبسن اسيافنا بالاماثل((5)) وكارتياحه(ص)
لشعر عمه العباس بن عبدالمطلب لما قال: يارسول اللّه اريد
ان‏امتدحك.
فقال رسول اللّه(ص): ((قل لا يفضض اللّه فاك)) فانشا يقول:
من قبلها طبت في الظلال وفي مستودع حيث يخصف
الورق‏ثم هبطت البلاد لا بشرانت ولا مضغة ولا علق‏بل
نطفة‏تركب‏السفين وقد الجم نسرا واهله الغرق تنقل من صالب
الى رحم‏اذا مضى عالم بدا طبق‏حتى احتوى
بيتك‏المهيمن‏من‏خندف علياء تحتها النطق وانت لما ولدت
اشرقت الارض وضاءت بنورك الافق فنحن في ذلك
الضياءوفي‏النور وسبل الرشاد نخترق((6))
وكارتياحه(ص) لشعر عمرو بن سالم وقوله له: ((نصرت يا
عمرو بن سالم)) لما قدم عليه وانشده ابياتا، اولها((7)):
لاهم اني ناشد محمد احلف ابينا وابيه الاتلدا كنت لنا ابا وكنا
ولداثمت اسلمنا فلم ننزع يدافانصر رسول اللّهنصراعتداوادع
عباد اللّه ياتوا مددا
الى آخر الابيات.
وكارتياحه(ص) لشعر النابغة الجعدي ودعائه له بقوله: ((لا
يفضض اللّه فاك)) لما انشده ابياتا من قصيدته مائتي بيت،اولها:
خليلي غضا ساعة وتهجرا ولوما على ما احدث الدهر او ذرا
ومما انشده رسول اللّه(ص):
اتيت رسول اللّه اذ جاء بالهدى ويتلو كتابا كالمجرة نيرا
وجاهدت حتى ما احس ومن معي‏سهيلا اذا ما لاح
ثم‏تحورااقيم‏على التقوى وارضى بفعلهاوكنت من النار المخ
وفة احذرا ولما بلغ الى قوله:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وانا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال النبي(ص): ((اين المظهر يا ابا ليلى؟)). قال: الجنة. قال:
((اجل ان شاء اللّه تعالى)).
ثم قال:
ولا خير في حلم اذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه ان يكدراولا
خير في جهل اذا لم يكن له‏حليم اذا ما اورد الامر اصدرا
فقال رسول اللّه(ص): ((اجدت لا يفضض اللّه فاك )) . مرتين .
فكانت اسنانه كالبرد المنهل ، ما انفصمت له سن ولا
انفلتت،وكان معمرا((8)).
وكارتياحه(ص) لشعر كعب بن زهير لما انشده في مسجده
الشريف لاميته التي اولها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول‏متيم اثرها لم يفد مكبول فكساه
النبي(ص) بردة، اشتراها معاوية بعد ذلك بعشرين الف‏درهم،
وهي التي يلبسها الخلفاء في العيدين((9)).
وفي مستدرك الحاكم((10)) (3/582): لما انشد كعب قصيدته
هذه رسول اللّه وبلغ قوله:
ان الرسول لسيف يستضاء به‏وصارم من سيوف اللّه مسلول
اشار(ص) بكمه الى الخلق ليسمعوا منه. ويروى ان كعبا
انشد:من سيوف الهند. فقال النبي(ص): ((من سيوف
اللّه))((11)).
وكارتياحه(ص) لشعر عبد اللّه بن رواحة، قال البراء بن عازب:
رايت النبي(ص) ينقل من تراب الخندق حتى وارى‏التراب جلد
بطنه ، وهو يرتجز بكلمة عبد اللّه بن رواحة:
لاهم لولا انت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فانزلن سكينة
علينا وثبت الاقدام ان لاقينا ان اولاء قد بغواعليناوان‏ارادوا فتنة
ابى نا((12)) ويظهر من رواية ابن سعد في طبقاته((13)) وابن
الاثير((14)) ان الابيات لعامر بن‏الاكوع.
روى الثاني في اسد الغابة((15)) (3/82): ان النبي(ص) قال
لعامر في مسيره الى خيبر: ((انزل يا ابن الاكوع واحد لنا
من‏هناتك))((16)).
قال: نزل يرتجز برسول اللّه(ص):
لاهم لولا انت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا الى آخر الابيات.
فقال رسول اللّه(ص): ((يرحمك ربك وفي لفظ رحمك
اللّه)).
وفي الطبقات لابن سعد((17)) (3/619): ((غفر لك ربك)).
وكارتياحه(ص) لشعر حسان بن ثابت يوم غدير خم ودعائه له
بقوله: ((لا تزال ياحسان مؤيدا بروح القدس ما
نصرتنابلسانك)).
وكان(ص) يضع لحسان منبرا في مسجده الشريف، يقوم عليه
قائما يفاخر عن رسول اللّه، ويقول رسول اللّه(ص): ((ان اللّهيؤيد
حسان بروح القدس ما نافح او فاخر عن رسول اللّه))((18)).
وكارتياحه لشعر ابي كبير الهذلي. قالت عائشة: كان رسول
اللّه(ص) يخصف نعله، وكنت جالسة اغزل، فنظرت اليه،
فجعل‏جبينه يعرق، وعرقه يتولد نورا، قالت: فبهت، فنظر الي
فقال: ((مالك بهت)).
فقلت: يارسول اللّه، نظرت اليك فجعل جبينك يعرق، وعرقك
يتولد نورا، ولو رآك ابو كبير الهذلي لعلم انك احق‏بشعره.
قال: ((وما يقول ابو كبير؟)). قلت: يقول:
ومبرا من كل غبر حيضة‏وفساد مرضعة وداء معضل‏واذا نظرت
الى اسرة وجهه‏برقت كبرق العارض المتهلل
قالت: فوضع رسول اللّه(ص) ما كان بيده، وقام وقبل ما بين
عيني، وقال:
((جزاك اللّه خيرا يا عائشة. ما سررت مني كسروري
منك))((19)).
وكان(ص) يحث الشعراء الى هذه الناحية، ويامرهم بالاحتفاظ
بها، ويرشدهم الى اخذ حديث المخالفين له واحسابهم،وتاريخ
نشتهم ممن يعرفها، وهجائهم، كما كان يامرهم بتعلم القرآن
العزيز، وكان يراه نصرة للاسلام وجهادا دون الدين‏الحنيف،
وكان يصور للشاعر جهاده وينص به، ويقول:
((اهجوا بالشعر، ان المؤمن يجاهد بنفسه وماله، والذي نفس
محمد بيده كانما تنضحونهم بالنبل)). وفي لفظ آخر: ((فكان
ماترمونهم به نضح النبل)). وفي ثالث: ((والذي نفس محمد
بيده فكانما تنضحونهم بالنبل فيما تقولون لهم من
الشعر))((20)).
وكان(ص) يثور شعراءه الى الجدال بنبال النظم وحسام
القريض، ويحرضهم الى الحماسة في مجابهة الكفار في
قولهم‏المضادلمبدئه القدسي ، ويبث فيهم روحا دينيا قويا،
ويؤكد فيهم حمية تجاه الحمية الجاهلية، وكان يوجد
فيهم‏هياجاونشاطا في النشر والدعاية، وشوقا مؤكدا الى الدفاع
عن حامية الاسلام المقدس، ورغبة في المجاهدة بالنظم
بمثل‏قوله(ص) للشاعر: ((اهج المشركين، فان روح القدس
معك ما هاجيتهم))((21))، وقوله: ((اهجهم، فان
جبريل‏معك))((22)).
قال البراء بن عازب: ان رسول اللّه(ص) قيل له: ان ابا سفيان بن
الحارث بن عبدالمطلب يهجوك، فقال عبد اللّه بن رواحة: يا
رسول اللّه ائذن لي فيه.
فقال: ((انت الذي تقول: ثبت اللّه؟)). قال : نعم .
قلت يا رسول اللّه:
فثبت اللّه ما اعطاك من حسن‏تثبيت موسى ونصرا مثل ما
نصروا قال(ص): ((وانت يفعل اللّه بك خيرا مثل ذلك)).
قال: ثم وثب كعب، فقال: يا رسول اللّه ائذن لي فيه. قال: ((انت
الذي تقول: همت؟)). قال: نعم.قلت يا رسول اللّه:
همت سخينة ان تغالب ربها فليغلبن مغالب الغلا ب
قال(ص): ((ان اللّه لم ينس ذلك لك)).
قال: ثم قام حسان فقال: يا رسول اللّه ائذن لي فيه، واخرج لسانا
له اسود. فقال: يارسول اللّه ائذن لي ان شئت افريت
به‏المزاد((23)).
فقال: ((اذهب الى ابي بكر ليحدثك حديث القوم وايامهم
واحسابهم، ثم اهجهم وجبريل معك))((24)).
وهذه الطائفة من الشعراء هم المعنيون بقوله تعالى: (الا الذين
آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا اللّه كثيرا وانتصروا من‏بعدماظل
موا)((25)).
وهم المستثنون في صريح القرآن من قوله تعالى: (والشعراء
يتبعهم الغاوون)((26)).
ولما نزلت هذه الاية جاءت عدة من الشعراء الى رسول اللّه(ص)
وهم يبكون قائلين: انا شعراء، واللّه انزل هذه الاية.
فتلاالنبي(ص): (الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) قال: انتم
(وذكروا اللّه كثيرا) قال: انتم ( وانتصروا من بعد ما ظلموا)
قال:انتم((27)).
وان كعب بن مالك، احد شعراء النبي الاعظم، حين انزل اللّه
تبارك وتعالى في الشعر ما انزل، اتى النبي(ص) فقال: ان
اللّهتبارك وتعالى قد انزل في الشعر ماقد علمت، وكيف ترى
فيه؟ فقال النبي(ص): ((ان المؤمن يجاهد بسيفه
ولسانه))((28)).
على ان في وسع الباحث ان يقول: ان المراد بالشعراء في الاية
الكريمة كل من ياتي بكلام شعري منظوما «كان‏» او
منثورا،فتكون مصاديقها احزاب الباطل وقوالة الزور، فعن
مولانا الصادق(ع): ((انهم القصاصون)).
رواه شيخنا الصدوق في عقائده((29)).
وفي تفسير علي بن ابراهيم((30)) (ص‏474) انه قال: نزلت في
الذين غيروا دين اللّه «برائهم‏»((31)) وخالفوا امر اللّه، هل‏رايتم
شاعرا قط تبعه احد؟ انما عنى بذلك الذين وضعوا دينا برائهم
فتبعهم على ذلك الناس، ويؤكد ذلك قوله «تعالى‏»: (الم تر
انهم في كل واد يهيمون)((32)) يعني يناظرون بالاباطيل،
ويجادلون بالحجج، وفي كل مذهب يذهبون.
وفي تفسير العياشي((33)): عن ابي عبد اللّه(ع) قال: ((هم
قوم تعلموا وتفقهوا بغير علم، فضلوا واضلوا)).
فليس في الاية حط لمقام الشعر بما هو شعر، وانما الحط على
الباطل منه ومن المنثور، وقد ثبت عنه(ص) عند
فريقي‏الاسلام قوله: ((ان من الشعر لحكمة وان من البيان
لسحرا))((34)).
الهواتف بالشعر
وهناك هتافات غيبية شعرية في الدعاية الدينية، خوطب بها
اناس في بدء الاسلام فاهتدوا بها، وهي معدودة من
معاجزالنبي(ص)، وتنم عن اهمية الشعر في باب الالقاء
والحجاج وافهام المستمع، وان اخذه بمجامع القلوب والافئدة
آكد من‏الكلام المنثور، فليتخذ دستورا في اصلاح المجتمع
وبث الدعاية الروحية. ومنها:
1 سمعت آمنة بنت وهب في ولادة النبي(ص) هاتفا يقول:
صلى الاله وكل عبد صالح‏والطيبون على السراج
الواضح‏المصطفى خير الانام محمدالطاهر العلم الضياء
اللائح‏زين الانام‏المصطفى علم الهدى‏الصادق البر التقي
الناصح صلى عليه اللّه ما هبت صباوتجاوبت ورق الحمام
النائح((35))
2 هتف هاتف من صنم بصوت جهير ليلة مولد النبي(ص)،
وقد خرت فيها الاصنام، وهو يقول:
تردى لمولود انارت بنوره‏جميع فجاج‏الارض بالشرق
والغرب‏وخرت له الاوثان طرا وارعدت‏قلوب ملوك
الارض‏طرامن الرعب‏ونار جميع الفرس باخت واظلمت‏وقد
بات شاه‏الفرس في اعظم الكرب‏وصدت عن الكهان
بالغيب‏جنهافلا مخبر منهم بحق ولا كذب فيال قصي
ارجعوا عن ضلالكم وهبوا الى الاسلام والمنزل
الرحب((36))
3 قال ورقة: بت ليلة مولد النبي(ص) عند صنم لنا، اذ سمعت
من جوفه هاتفا يقول:
ولد النبي فذلت الاملاك‏وناى الضلال وادبر الاشراك
ثم انتكس الصنم على راسه((37)).
4 قال العوام بن جهيل مصغرا الهمداني سادن يغوث: بت
ليلا في بيت الصنم، وسمعت هاتفا من الصنم يقول: يا
ابن‏جهيل حل بالاصنام الويل، هذا نور سطع من الارض الحرام،
فودع يغوث بالسلام. فكلمت قومي ما سمعت، فاذاهاتف‏يقول:
هل تسمعن القول يا عوام‏ام انت ذو وقر عن الكلام‏قد كشفت
دياجر الظلام‏واصفق الناس على الاسلام
فقلت:
يا ايها الهاتف بالعوام لست بذي وقر عن الكلام فبينن عن سنة
الاسلام
قال: وما كنت واللّه عرفت الاسلام قبل ذلك، فاجابني يقول:
ارحل على اسم اللّه والتوفيق رحلة لا وان ولا مشيق((38))الى
فريق خير ما فريق‏الى النبي الصادق المصدوق
فرميت الصنم، وخرجت اريد النبي(ص) فصادفت وفد همدان
يدور بالنبي، فدخلت عليه، فاخبرته خبري فسر النبي(ص)ثم
قال: ((اخبر المسلمين)) وامرني بكسر الاصنام، فرجعت الى
اليمن، وقد امتحن اللّه قلبي بالاسلام، وقلت في ذلك:
فمن مبلغ عنا شمي قومناومن حل‏بالاجواف سرا واجهرابانا
هدانا اللّه للحق بعدماتهود منا حائر وتنصرا وانا سرينامن
يغوث وقربه‏يعوق وتابعناك ياخير الورى((39))
5 اخرج ابو نعيم في دلائل النبوة((40)) (1/34) عن العباس
بن مرداس السلمي قال: دخلت على وثن يقال له
الضمار،فكنست ما حوله ومسحته وقبلته، فاذا بصائح يصيح: يا
عباس بن مرداس:
قل للقبائل من سليم كلهاهلك الانيس وفاز اهل المسجداودى
ضمار وكان يعبد مرة‏قبل الكتاب الى النبي محمدان الذي‏ورث
النبوة والهدى‏بعد ابن مريم من قريش مهتدي
فخرج العباس في ثلاثمائة راكب من قومه الى النبي(ص)، فلما
رآه النبي تبسم 2 / 12ثم قال: ((يا عباس بن مرداس كيف كان
اسلامك؟)) فقص عليه القصة.
فقال:((صدقت)) وسر بذلك((41)) .
6 اخرج ابو نعيم في دلائله((42)) (1/33) عن رجل خثعمي،
قال: ان قوما من خثعم كانوا مجتمعين عند صنم لهم، اذسمعوا
بهاتف يهتف:
يا ايها الناس ذوو الاجسام‏ومسندو الحكم الى الاصنام‏ما انتم
وطائش الاحلام‏هذا نبي سيد الانام‏اعدل ذي حكم
من‏الحكام‏يصدع بالنور وبالاسلام‏ويردع الناس عن
الاثام‏مستعلن في البلد الحرام
واخرج ابو نعيم عن عمر، قال: سمعت هاتفا يهتف ويقول:
يا ايها الناس ذوو الاجسام ومسندو الحكم الى الاصنام ما انتم
وطائش الاحلام‏فكلكم‏اوره‏كالنعام((43))
اما ترون ما ارى امامي؟قد لاح للناظر من تهام‏اكرم به للّه من
امام‏قد جاء بعد الكفر بالاسلام والبر والصلات‏للارحام((44))
ورواه الخرائط‏ي كما في تاريخ ابن كثير((45)) (2/343)
باسناده، واللفظ فيه:
يا ايها الناس ذوو الاجسام‏من بين اشياخ الى غلام‏ما انتم
وطائش الاحلام‏ومسند الحكم الى الاصنام‏اكلكم في
حيرة‏الن‏يام ام لا ترون ما الذي امامي؟ من ساطع يجلو دجى
الظلام‏قد لاح للناظر من تهام‏ذاك نبي سيد الانام‏قد جاء بعد
الكفربالاسلام‏اكرمه الرحمن من امام‏ومن رسول صادق الكلام
اعدل ذي حكم من الحكام‏يامر بالصلاة‏والصيام والبروالصلات
للارحام‏ويزجر الناس عن الاثام‏والرجس والاوثان والحرام‏من
هاشم في ذروة السنام مستعلنا في البلدالحرام
7 اخرج ابو نعيم عن يعقوب بن يزيد بن طلحة التيمي عن
رجل، قال:
كنا بقفرة من الارض، اذا هاتف من خلفنا يقول:
قد لاح نجم فاضاء مشرقه يخرج من ظلما عسوف موبقه ذاك
رسول مفلح من صدقه‏اللّه اعلى‏امره‏وحققه((46))
8 اخرج البيهقي((47)) وابن عساكر((48))، عن ابن عباس
ان رجلا قال: يا رسول اللّه خرجت في الجاهلية اطلب‏بعيراشرد،
فهتف بي هاتف في الصبح يقول:
يا ايها الراقد في الليل الاجم‏قد بعث اللّه نبيا في الحرم‏من هاشم
اهل الوفاء والكرم‏يجلو دجنات الدياجي والظلم
فادرت طرفي فما رايت له شخصا، فقلت:
يا ايها الهاتف في داجي الظلم اهلا وسهلا بك من طيف الم‏بين
هداك اللّه في لحن الكلم‏ماذا الذي يدعو اليه يغتنم
فاذا انا بنحنحة وقائل يقول:
ظهر النور، وبطل الزور، وبعث اللّه محمدا بالخيور. ثم انشا
يقول:
الحمد للّه الذي لم يخلق الخلق عبث‏ارسل فينا احمداخير نبي
قد بعث صلى عليه اللّه ماحج‏له‏ركب‏وحث((49))
9 اخرج ابو سعد في شرف المصطفى عن الجعد بن قيس
المرادي، قال: خرجنا اربعة انفس نريد الحج في
الجاهلية،فمررنا بواد من اودية اليمن، اذا بهاتف يقول:
الا ايها الركب المعرس بلغوااذا ما وقفتم بالحطيم
وزمزمامحمدا المبعوث منا تحية‏ت شيعه من حيث سار ويمما
وقولوا له‏انا لدينك شيعة بذلك اوصانا المسيح بن
مريما((50))
10 اخرج الحاكم في المستدرك((51)) (3/253) عن عيش
بن جبر قال: سمعت قريش في ليلة قائلا يقول على ابي‏قبيس:
فان يسلم السعدان يصبح محمدبمكة لا يخشى خلاف مخالف
فظنت قريش انهما سعد تميم وسعد هذيم، فلما كانت الليلة
الثانية سمعوه يقول:
ايا سعد سعدالاوس كن‏انت ناصرا ويا سعد سعد الخزرجين
الغطارف‏اجيبا الى داعي الهدى وتمنياعلى اللّه
في‏الفردوس‏منية عارف فان ثواب اللّه يا طالب الهدى‏جنان من
الفردوس ذات رفارف
فلما اصبحوا قال ابو سفيان: هو واللّه سعد بن معاذ وسعد بن
عبادة((52)).
11 روى ابن سعد في طبقاته الكبرى((53)) (1/215 219)
ما ملخصه:
لما هاجر رسول اللّه(ص) من مكة الى المدينة، ومر هو ومن معه
بخيمتي ام معبد الخزاعية وهي قاعدة بفناء الخيمة،فسالوها
تمرا او لحما يشترون، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، واذا
القوم مرملون((54)) مسنتون((55))، فقالت: واللّه لوكان
عندنا شي‏ء ما اعوزكم القرى.
فنظر رسول اللّه(ص) الى شاة في كسر الخيمة، فقال: ((ما هذه
الشاة يا ام معبد؟)).
قالت: هذه شاة خلفها الجهد عن الغنم.
فقال: ((هل بها من لبن؟)).
قالت: هي اجهد من ذلك.
قال: ((اتاذنين لي ان احلبها؟)).
قالت: نعم بابي انت وامي ان رايت بها حلبا.
فدعا رسول اللّه(ص) بالشاة فمسح ضرعها، وذكر اسم اللّه،
وقال: ((اللهم بارك لها في شاتها)).
قال: فتفاجت((56)) ودرت واجترت((57)). فدعا باناء لها
يريض((58)) الرهط، فحلب فيه ثجا((59)) حتى
غلبه‏الثمال((60))، فسقاها فشربت حتى رويت، وسقى اصحابه
حتى رووا، وشرب(ص) آخرهم وقال: ((ساقي القوم آخرهم)).
فشربوا جميعا عللا بعد نهل((61)) حتى اراضوا((62)). ثم حلب
فيه ثانيا عودا على بدء، فغادره عندها، ثم ارتحلوا عنها.
واصبح صوت بمكة عاليا بين السماء والارض يسمعونه ولا يرون
من يقول، وهو يقول:
جزى اللّه رب الناس خير جزائه‏رفيقين حلا خيمتي ام معبدهما
نزلا بالبر وارتحلا به‏فافلح من امسى رفيق‏محمدفيال‏قصي
مازوى اللّه عنكم‏به من فعال لا يجازى وسؤددسلوا اخت كم
عن شاتها وانائهافانكم ان تسالوا الشاة‏تشهد دعاها بشاة
حائل فتحلبت‏له بصريح ضرة الشاة مزبد((63))
فغادره رهنا لديها لحالب‏تدر بها في مصدر ثم
مورد((64))
12 اخرج ابن الاثير في اسد الغابة((65)) (5/188) عن ابي
ذؤيب الهذلي الشاعر، انه سمع ليلة وفاة النبي(ص)هاتفايقول:
خطب اجل اناخ بالاسلام‏بين النخيل ومعقد
الاطام((66))
قبض النبي محمد فعيونناتذري الدموع عليه بالتسجام
وهناك هواتف في شؤون العترة النبوية، منها:
13 اخرج الحافظ الكنجي في كفايته((67)) (ص‏261): لما
ولد في الكعبة علي امير المؤمنين دخل ابو طالب
الكعبة‏وهو يقول:
يارب هذا الغسق الدجي‏والقمر المنبلج المضي‏بين لنا من
امرك الخفي‏ماذا ترى في اسم ذا الصبي
قال: فسمع صوت هاتف وهو يقول:
يا اهل بيت المصطفى النبي خصصتم بالولد الزكي‏ان اسمه من
شامخ العلي‏علي اشتق من العلي
ثم قال: هذا حديث تفرد به مسلم بن خالد الزنجي، وهو شيخ
الشافعي.
14 ذكر الشبلنجي في نور الابصار((68)) (ص‏47): ان عليا
امير المؤمنين كان يزور قبر فاطمة في كل يوم، فاقبل‏ذات
يوم فانكب على القبر وبكى، وانشا يقول:
مالي مررت على القبور مسلماقبر الحبيب فلا يرد جوابي‏يا قبر
مالك لا تجيب منادياامللت بعدي خلة الاحباب
فاجابه هاتف يسمع صوته ولا يرى شخصه، وهو يقول:
قال الحبيب وكيف لي بجوابكم وانا رهين جنادل وتراب‏اكل
التراب محاسني فنسيتكم‏وحجبت عن اهلي وعن‏اترابي‏فعليكم
مني السلام تقطعت‏مني ومنكم خلة الاحباب
15 روى ابن عساكر في تاريخه((69)) (4/341)، والكنجي في
الكفاية((70)) عن ام‏سلمة قالت: لما كانت ليلة قتل‏الحسين
الامام السبط سمعت قائلا يقول:
ايها القاتلون جهلا حسيناابشروا بالعذاب والتنكيل‏كل اهل
السماء يدعو عليكم‏من نبي ومرسل وقبيل قد لعنتم
على‏لسان ابن داود وموسى وحامل‏الانجيل((71))
موكب الشعراء
فمن هنا وهنا جاء بيمن السنة والكتاب، من الصحابة الواكبين
على الشعر مواكب بعين سيدهم نبي العظمة كالاسودالضارية
تفترس اعراض الشرك والضلال، وصقور جارحة تصطاد الافئدة
والمسامع، وتلك المواكب كانت ملتفة حوله في‏حضره، وتسري
معه في سفره، ورجالها فرسان الهيجاء، ومعهم حسام الشعر
ونبل القريض، يجادلون دون مبدا الاسلام‏المقدس، ويجاهدون
بالسنتهم في سبيل اللّه، وفيهم نظراء:
العباس عم النبي، كعب بن مالك، عبد اللّه بن رواحة، حسان
بن ثابت، النابغة الجعدي، ضرار الاسدي، ضرار القرشي،كعب
بن زهير، قيس بن صرمة، امية بن الصلت((72))، نعمان بن
عجلان، العباس بن مرداس، طفيل الغنوي، كعب بن‏نمط،
مالك بن عوف، صرمة بن ابي انس، قيس بن بحر، عبد اللّه بن
حرب، بجير((73)) ابن ابي سلمى، سراقة بن مالك.
وقد اخذت هذه الروح الدينية بمجامع قلوب افراد المجتمع،
ودبت في النفوس ودبجتها، وخالطت الارواح، حتى
مازجت‏نفوس المسلمات، فاصبحت تغار على الدين وتكلؤه،
وهن ربات الحجال تذب عن نبي الامة ببديع النظم وجيد
الشعر،نظيرات:
1 ام المؤمنين الملكة خديجة بنت خويلد، زوج النبي
الطاهر(ص) وكانت رقيقة الشعر جدا، ومن شعرها في
تمريغ‏البعير وجهه على قدمي النبي، ونطقه بفضله كرامة
له(ص) قولها:
نطق البعير بفضل احمد مخبراهذا الذي شرفت به ام القرى‏هذا
محمد خير مبعوث اتى‏فهو الشفيع وخير من وطئ الثرى‏يا
حاسديه تمزقوا من غيظكم‏فهو الحبيب ولا سواه في
الورى((74))
2 سعدى بنت كريز خالة عثمان بن عفان، ومن شعرها في
الدعاية الدينية:
عثمان يا عثمان يا عثمان‏لك الجمال ولك الشن‏هذا نبي معه
البرهان‏ارسله بحقه الديان‏وجاءه التنزيل والبرهان‏فاتبعه لا
تغيابك الاوثان
فقالت: ان محمد بن عبد اللّه رسول اللّه، جاء اليه جبريل يدعوه
الى اللّه.
مصباحه مصباح وقوله صلاح‏ودينه فلاح‏وامره نجاح‏لقرنه
نطاح‏ذلت له البطاح‏ما ينفع الصياح‏لو
وقع‏الرماح‏وسلت‏الصفاح‏ومدت الرماح
وتقول في اسلام عثمان:
هدى اللّه عثمان الصفي بقوله فارشده واللّه يهدي الى
الحق‏فتابع بالراي السديد محمداوكان ابن اروى لا يصد
عن‏الحق‏وانكحه المبعوث احدى بناته‏فكان كبدر مازج‏الشمس
في الافق فداؤك يا ابن الهاشميين مهجتي‏فانت
امين‏اللّهارس لت في‏الخلق((75))
3 الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى اخت النبي الاقدس من
الرضاعة، تقول في النبي(ص):
يا ربنا ابق لنا محمداحتى اراه يافعا وامرداثم اراه سيدا
مسدداواكبت اعاديه معا والحسدا واعطه عزا
يدوم‏ابدا((76))
4 هند بنت ابان((77)) بن عباد بن المطلب، لها عدة قواف
في النبي الطاهر(ص) توجد في الطبقات الكبرى
لابن‏سعد((78)) (4/148)، وهي تجابه هند بنت عتبة في وقعة
احد في قولها تفتخر بقتل حمزة ومن اصيب من المسلمين:
نحن جزيناكم بيوم بدروالحرب بعد الحرب ذات سعرماكان عن
عتبة لي من صبرابي وعمي وشقيق بكري‏شفيت‏وحشي‏غليل
صدري‏شفيت نفسي وقضيت نذري
فاجابتها هند بنت ابان بقولها:
خزيت في بدر وغير بدر يا بنت وقاع عظيم الك فرصبحك اللّه
غداة الفجربالهاشميين الطوال الزهر بكل
قطاع‏حسام‏يفري‏حمزة ليثي وعلي صقري((79))
5 خنساء بنت عمرو حفيدة امرئ القيس قد اكثرت من
الشعر، واجمع اهل العلم بالشعر انه لم تكن امراة قبلها ولابعدها
اشعر منها، وكان النبي(ص) يعجبه شعرها ويستنشده((80)).
6 رقيقة بقافين مصغرة بنت ابي صيفي بن هاشم بن
عبدالمطلب بن هاشم، هي التي اخبرت رسول اللّه بان قريشا
قداجتمعت تريد شانك الليلة، فتحول رسول اللّه(ص) عن
فراشه، وبات فيه علي امير المؤمنين((81))، لها شعر جيد، منه
قولهافي استسقاء عبدالمطلب لقريش ومعه رسول اللّه(ص)
يافعا، اوله:
بشيبة الحمد اسقى اللّه بلدتناوقد فقدنا الحيا واجلوذ((82))
المطر((83))
7 اروى بنت عبدالمطلب، عمة رسول اللّه(ص) وصاحبة
الاحتجاج المشهور على معاوية، ياتي في ترجمة عمرو
بن‏العاص، ولها شعر في رثاء النبي(ص)، منه ابيات اولها:
الا يا عين ويحك اسعديني بدمعك ما بقيت وطاوعيني
ومنها ابيات مستهلها:
الا يا رسول اللّه كنت رجاءنا وكنت بنا برا ولم تك جافيا وتقول
فيها:
افاطم صلى اللّه رب محمد على جدث امسى بيثرب ثاويا ابا
حسن فارقته وتركته‏فبك بحزن آخرالدهرشاجيا((84))
8 عاتكة بنت عبدالمطلب.
9 صفية بنت عبدالمطلب.
10 هند بنت الحارث.
11 زوج النبي ام سلمة.
12 عاتكة بنت زيد بن عمرو.
13 خادمة النبي ام ايمن((85)).
وكانت عائشة زوج النبي(ص) تحفظ الشعر الكثير، وكانت
تقول: رويت للبيد اثني عشر الف بيت((86))،
وكان(ص)يستنشدها الشعر ويقول: ((ابياتك)). ومما انشدت:
اذا ما التبر حك على محك‏تبين غشه من غير شك وبان
الزيف والذهب المصفى‏علي بيننا شبه
المحك((87))
الشعر والشعراء عند الائمة
هذه الدعاية الروحية والنصرة الدينية المرغب فيها بالكتاب
والسنة، والمجاهدة دون المذهب بالشعر ونظم القريض،
كانت‏قائمة على ساقها في عهد ائمة العترة الطاهرة تاسيا منهم
بالنبي الاعظم، وكانت قلوب افراد المجتمع تلين لشعراء اهل
البيت،فتتاثر باهازيجهم، حتى تعود مزيجة نفسياتهم.
وكان الشعراء يقصدون ائمة العترة من البلاد القاصية
بقصائدهم المذهبية، وهم صلوات اللّه عليهم يحس نون
نزل‏الشاعر وقراه، ويرحبون به بكل حفاوة وتبجيل، ويحتفلون
بشعره ويدعون له، ويزودونه بكل صلة وكرامة، ويرشدونه‏الى
صواب القول ان كان هناك خلل في النظم، ومن هنا اخذ
الادب في تلك القرون في التطور والتوسع، حتى بلغ
الى‏حديقصر دونه كثير من العلوم والفنون الاجتماعى ة.
وقد يكسب الشعر بناحيته هذه اهمية كبرى عند حماة الدين
اهل بيت الوحي حتى يعد الاحتفال به، والاصغاء اليه،وصرف
الوقت النفيس دون سماعه واستماعه من اعظم القربات واولى
الطاعات، وقد يقدم على العبادة والدعاء في اشرف‏الاوقات
واعظم المواقف، كما يستفاد من قول الامام الصادق(ع) وفعله
بهاشميات الكميت لما دخل عليه في ايام التشريق‏بمنى، فقال
له: جعلت فداك الا انشدك؟ قال: ((انها ايام عظام)) قال: انها
فيكم.
فلما سمع الامام(ع) مقاله، بعث الى ذويه فقربهم اليه وقال:
((هات)). فانشده لاميته من الهاشميات، فحظ‏ي بدعائه(ع)
له،والف دينار وكسوة. وسنوقفك على تفصيل هذا الاجمال في
ترجمة الكميت والحميري ودعبل.
ونظرا الى الغايات الاجتماعية، كان ائمة الدين يغضون البصر
عن شخصيات((88)) الشاعر المذهبي وافعاله، ويضربون
عنهاصفحا ان كان هناك عمل غير صالح يسوؤهم، مهما
وجدوه وراء صالح الامة، وفي الخير له قدم، وصرح به الحق
عن‏محضه، وصرح المحض عن الزبد، وصار الامر عليه
لزام((89))، وكانوا يستغفرون له ربه في سوء صنعه، ويجلبون
له‏عواطف الملا الديني، بمثل قولهم: ((لا يكبر على اللّه ان يغفر
الذنوب لمحبنا ومادحنا))، وقولهم: ((ايعز على اللّه ان
يغفرالذنوب لمحب علي؟)) و ((ان محب علي لا تزل له قدم الا
تثبت له اخرى))((90)). وفي تلك القدم الثابتة صلاح
المجتمع،وعليها نموت ونحيا.
وهناك لائمة الدين صلوات اللّه عليهم فكرة صالحة صرفت
في هذه الناحية، وهي كدستور فيها تعاليم وارشادات
الى‏مناهج الخدمة للمجتمع، وتنوير افكار المثقفين وتوجيهها
الى طرق النشر والدعاية، ودروس في توطيد اسس
المذهب،وكيفية احتلال روحيات البلاد وقلوب العباد، وبرنامج
في صرف مال اللّه، وتلويح الى اهم موارده.
تعرب عن هذه الفكرة المشكورة ايصاء الامام الباقر ابنه الامام
الصادق(ع) بقوله: ((يا جعفر اوقف لي من مالي كذا
وكذالنوادب تندبني عشر سنين بمنى ايام منى))((91)). وفي
تعيينه(ع) ظرف الندبة من الزمان والمكان، لانهما المجتمع
الوحيدلزرافات المسلمين من ادنى البلاد واقاصيها من كل فج
عميق، وليس لهم مجتمع يضاهيه في الكثرة، دلالة واضحة
على‏ان‏الغاية من ذلك اسماع الملا الديني مثر الفقيد فقيد
بيت الوحي ومزاياه، حتى تنعطف عليه القلوب، وتحن اليه
الافئدة،ويكونوا على ا مم من امره، وبمقربة من اعتناق مذهبه،
فيحدوهم ذلك، بتكرار الندبة في كل سنة، الى الالتحاق
به،والبخوع لحقه، والقول بامامته، والتحلي بمكارم اخلاقه،
والاخذ بتعاليمه المنجية، وعلى هذا الاساس الديني القويم،
اسست‏المتم والمواكب الحسينية، ليس الا .
ونظرا الى المغازي الكريمة المتوخاة من الشعر، كان شعراء اهل
البيت ممقوتين ثقيلين جدا على مناوئيهم، وكانت
العداوة‏عليهم محتدمة، والشحناء لهم متشزنة((92))، وكان
حامل الوية هذه الناحية من الشعر لم يزل خائفا يترقب، آيسا
من‏حياته، مستميتا مستقتلا، لا يقر له قرار، ولا يؤويه منزل
وكان طيلة حياته يكابد المشاق، ويقاسي الشدائد: من
شنق،وقتل، وحرق، وقطع لسان، وحبس، وعذاب، وتنكيل،
وضرب، وهتك حرمة، واقصاء من الاهل والوطن، الى
شدائداخرى سجلها لهم التاريخ في صحائفه.
الشعر والشعراء عند اعلام الدين
اقتفى اثر الائمة الطاهرين فقهاء الامة وزعماء المذهب، وقاموا
لخدمة الدين الحنيف بحفظ هذه الناحية من
الشعركلاءة‏لناموس المذهب، وحرصا لبقاء مثر آل اللّه، وتخليدا
لذكرهم في الملا، وكانوا يتبعون منهاج ائمتهم في
الاحتفاءبشاعرهم وتقديره، والاثابة على عمله، والشكر له بكل
قول وكرامة، وكانوا يحتفظون بهذه المغازي بالتليف في
الشعروفنونه، ويعدونه من واجبهم، كما كانوا يؤلفون في الفقه
وسائر العلوم الدينية، مهما كان كل منهم للغايات حفيا.
هذا شيخنا الاكبر الكليني الذي قضى من عمره عشرين سنة
في تاليف الكافي احد الكتب الاربعة مراجع الامامية له‏كتاب
ما قيل من الشعر في اهل البيت. والعياشي الذي الف كتبا
كثيرة في الفقه الامامي لا يستهان بعدتها، له كتاب‏معاريض
الشعر. وشيخنا الاعظم الصدوق الذي بذل النفس والنفيس
دون التاليف والنشر في الفقه والحديث، له كتاب‏الشعر. وشيخ
الشيعة بالبصرة الجلودي ذلك الشخصية البارزة في العلم
وفنونه، له كتاب ما قيل في علي(ع) من الشعر.وشيخ الامامية
بالجزيرة ابو الحسن الشمشاط‏ي مؤلف مختصر فقه اهل البيت،
له كتب قيمة في فنون الشعر. ومعلم الامة‏شيخنا المفيد الذي
لا تخفى على اي احد اشواطه البعيدة في خدمة الدين، واحياء
الامة، واصلاح الفاسد، له كتاب مسائل‏النظم. وسيد الطائفة
المرتضى علم الهدى، له ديوان وتليف في فنون الشعر. الى
زرافات آخرين من حملة الفقه واعضادالعلم الالهي من الطبقة
العليا.
ولم يزالوا يعقدون الحفلات والاندية في الاعياد المذهبية من
مواليد ائمة الدين(ع) ويوم العيد الاكبر الغدير ومجالس‏تعقد
في وفياتهم، فتاتي اليها الشعراء شرعا، فيلقون ولائد افكارهم
من مدائح وتهان وتابينات ومراث، فيها احياءامرهم، فتثبت لها
القلوب، وتشتد بها العلائق الودية بين افراد المجتمع
ومواليهم(ع)، ويتبعها الحفاوة والتكريم، والاثابة‏والتعظيم
لمنضدي تلك العقود وجامعي اوابدها، هذا وما عند اللّه خير
وابقى.
وكانت الحالة في بعض تلك القرون الخالية اكيدة، والنشاط
الروحي بالغا في رجالاته فوق ما يتصور، والامة بيمن
تلك‏النفوس الطاهرة سعيدة جدا، كعصر سيد الامة آية اللّه بحر
العلوم والشيخ الاكبر كاشف الغطاء، واما اليوم فان
تلك‏المحتشدات الروحية:
امست خلاء وامسى اهلها احتملوااخنى عليها الذي اخنى على
لبد
نعم، بالامس كان بقية العترة الطاهرة الامام المجدد الشيرازي،
نزيل سامراء المشرفة ذلك العلم الخفاق للامة جمعاء،
الذي‏طنبت زعامته الدينية على اطراف العالم كله، لا تنقطع
حفلاته في الايام المذكورة كلها، فتقصدها صاغة
القريض‏باناشيدهم المبهجة من شتى النواحي، فتجد عنده فناء
رحبا، وانبساطا شاملا، وتقديرا معجبا، ونائلا
جزيلا،وبشاشة‏مرغبة، ولكن:
ذهب الذين يعاش في اكنافهم . . . . .
ومن نماذج هاتيك الاحوال: ان شاعر اهل البيت المفلق السيد
حيدر الحلي، قصده بشعر في بعض وفداته اليه، فاضمرالسيد
المجدد في نفسه ان يثيبه بعشرين ليرة عثمانية، فافضى
بعزمه الى ابن عمه العلم الحجة ((93)) الحاج ميرزا
اسماعيل،فاستقل ذلك المبلغ وقال: انه شاعر اهل البيت، وانه
اجل وافضل من امثال دعبل والحميري ونظرائهما، وكان ائمة
الدين‏يقدمون اليهم الصرر والبدر. فاستحفاه عن مقتضى الحال
فقال له: ان الحري ان تعطيه مائة ليرة بيدك الشريفة.
هناك قصد السيد المجدد زيارة السيد حيدر، وناوله المبلغ
المذكور بكل حفاوة وتبجيل، وقبل يد شاعر اهل البيت.
حكاه‏جمع ممن ادرك ذلك العصر الذهبي، ومنهم خلفه
الصالح: آية اللّه ميرزا علي آغا الذي خلف والده على تلك
المجالس‏والمجتمعات، واستنشاد الشعر والاصاخة اليه
والتقدير له والترحيب به في النجف الاشرف.
ولا يسعنا بسط المقال حول هذه كلها، وليس هذا المجمل الا
نفثة مصدور ولهفة متحسر على فراغ هذه الناحية في
هذااليوم، واهمال تلك الغاية المهمة، واقلاق تلك الطمانينة،
وضياع تلك الفوائد الجمة على الامة، فالايام عوج
رواجع((94))،فكان الدنيا رجعت الى ورائها القهقرى، واكتسى
الشعر كسوة الجاهلية الاولى، وذهب امس بما فيه((95))، فلا
فقيه هناك‏كاولئك، ولا شاعر كهؤلاء، ولا راي لمن لا يطاع.
ومهما نتلق شعر السلف في القرون الاولى تلقي الحديث
والسنة، نذكر في شعرهم المقول في فضائل آل اللّه بعض ما
وقفناعليه من الحديث الوارد هناك من طرق‏العامة،
ولعل‏الباحث يقف بذلك على سعة باع‏الشاعر في علمي الكتاب
والسنة.
آخر دعوانا ان الحمد للّه رب العالمين
شعراء الغدير في القرن الاول
1 امير المؤمنين علي (( صلوات اللّه عليه ))
2 حسان بن ثابت الانصاري
3 قيس بن سعد بن عبادة الانصاري
4 عمرو بن العاص بن وائل
5 محمد بن عبداللّه الحميري
1 امير المؤمنين(ع)
نتيمن في بدء الكتاب بذكر سيدنا امير المؤمنين علي خليفة
النبي المصطفى صلى اللّه عليهما وآلهما فانه افصح
عربي،واعرف الناس بمعاريض كلام العرب بعد صنوه النبي
الاعظم، عرف من لفظ المولى في قوله(ص): ((من كنت
مولاه‏فعلي‏مولاه)). معنى‏الامامة المطلقة، وفرض الطاعة التي
كانت لرسول اللّه(ص) وقال(ع):
محمد النبي اخي وصنوي((96))وحمزة سيد الشهداء
عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي‏يطير مع الملائكة ابن امي‏وبنت
محمد سكني وعرسي‏منوط لحمها بدمي
ولحمي‏وسبطااحمدولداي منهافايكم له سهم كسهمي
سبقتكم الى‏الاسلام طرا على‏ما كان من
فهمي‏وعلمي((97))
فاوجب لي ولايته عليكم‏رسول اللّه يوم غدير خم((98))
فويل ثم ويل ثم ويل لمن يلقى الاله غدا بظلمي
ما يتبع الشعر
هذه الابيات كتبها الامام(ع) الى معاوية لما كتب معاوية اليه:
ان لي فضائل!: كان ابي سيدا في الجاهلية، وصرت ملكا
في‏الاسلام، وانا صهر رسول اللّه ، وخال المؤمنين، وكاتب
الوحي، فقال امير المؤمنين‏صلوات اللّه عليه: ابالفضائل
يبغي‏علي‏ابن آكلة الاكباد؟! اكتب يا غلام:
محمد النبي اخي وصنوي... الى آخر الابيات المذكورة.
فلما قرا معاوية الكتاب قال: اخفوا هذا الكتاب، لا يقراه اهل
الشام، فيميلوا الى ابن ابي طالب.
والامة قد تلقتها بالقبول، وتسالمت على روايتها، غير ان كلا
اخذ منها ما يرجع الى موضوع بحثه من دون اي غمز فيها،بل
ستقف على انها مشهورة، ورواها النقلة الاثبات، ونقلها الحفظة
الثقات، وذكر جمع من اعلام السنة والجماعة عن‏البيهقي: ان
هذا الشعر مما يجب على كل متوال لعلي حفظه، ليعلم مفاخره
في الاسلام، فرواها من اصحابنا:
1 معلم الامة شيخنا المفيد: المتوفى (413)، رواها باجمعها
في الفصول
المختارة((99))(2/78)وقال:كيف‏يمكن‏دفع‏شعراميرالمؤمنين
في ذلك؟ وقدشاع في شهرته على حد يرتفع فيه الخلاف،
وانتشر حتى صارمذكورامسموعا من العامة فضلا عن الخاصة،
وفي هذا الشعر كفاية في البيان عن تقدم ايمانه(ع) وانه وقع
مع المعرفة‏بالحجة والبيان، وفيه ايضا: انه كان الامام بعد
الرسول(ص) بدليل المقال الظاهر في يوم الغدير، الموجب له
للاستخلاف.
2 شيخنا الكراجكي: المتوفى (449)، رواها في كنز
الفوائد((100)) (ص‏122).
3 ابو علي الفتال النيسابوري: في روضة الواعظين((101))
(ص‏76).
4 ابومنصورالطبرسي،احد مشايخ ابن شهرآشوب،في
الاحتجاج((102))(ص‏97).
5 ابن شهرآشوب: المتوفى (588)، في المناقب((103))
(1/356).
6 ابو الحسن الاربلي: المتوفى (692)، في كشف
الغمة((104)) (ص‏92).
7 ابن سنجر النخجواني، في تجارب السلف (ص‏42) وقال ما
تعريبه:
لعلي ديوان((105)) لا مجال للتردد والشك فيه.
8 الشيخ علي البياضي: المتوفى (877)، في الصراط
المستقيم((106)).
9 المجلسي العظيم: المتوفى (1111)، في بحار
الانوار((107)) (9/375).
10 السيد صدر الدين علي خان المدني: المتوفى (1120)، في
درجاته الرفيعة((108)).
11 الشيخ ابو الحسن الشريف، في ضياء العالمين المؤلف
(1137).
ورواها من اعلام العامة:
1 الحافظ البيهقي: المتوفى(458) المترجم (1/110). رواها
برمتها، وقال:
ان هذا الشعر مما يجب على كل احد متوال في علي حفظه،
ليعلم مفاخره في الاسلام.
2 ابو الحجاج يوسف بن محمد البلوي المالكي، الشهير بابن
الشيخ: المتوفى حدود (605). قال في كتابه الف باء(1/439):
واما علي(رض) فمكانه علي، وشرفه سني، اول من دخل في
الاسلام، وزوج فاطمة(ع) بنت النبي، وقد نظم في
ابيات‏المفاخرة، وذكر فيها مثره حين فاخره بعض عداه، ممن
لم يبلغ مداه، فقال(رض) يفخر بحمزة عمه وبجعفر ابن امه :
محمد النبي اخي وصنوي وحمزة سيد الشهداء عمي
وذكر الى آخر بيت الغدير .
فقال: يريد بذلك قوله(ع): ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم
وال من والاه، وعاد من عاداه)).
3 ابو الحسين الحافظ زيد بن الحسن تاج الدين الكندي
الحنفي: المتوفى (613)، رواه من طريق ابن دريد في
كتابه‏المجتنى((109)) (ص‏39) ذكر منها خمسة ابيات.
4 ياقوت الحموي: المتوفى (626) المترجم (1/119). ذكر
ستة ابيات منها في معجم الادباء((110)) (5/266) وزاد
الدكتوراحمد رفاعي المصري بيتين في التعليق.