الشاعر

  الغدير

الشاعر

ابو اسماعيل محمد بن علي بن عبداللّه بن العباس بن الحسن بن عبيداللّه بن العباس ابن الامام امير المؤمنين علي بن ابي‏طالب صلوات اللّه عليهم.

هو من فروع دوح الخلافة، ومن مفاخر العترة الطاهرة، كان يرفل في حلة المجد الضافية، طافحا عليه الشرف الظاهر،والسؤدد المعلوم، بين حسب زاك، و نسب وضي‏ء، احمدي الماثرة، علوي المنقبة، عباسي الشهامة، الى فضائل كثيرة‏ينحسر عنها البيان.

قال المرزباني في معجم الشعراء ((3-2)) (ص‏435): شاعر يكثر الافتخار ببائه رضوان اللّه عليهم وكان في ايام المتوكل‏وبقي بعده دهرا، وهو القائل:

واني كريم من اكارم سادة / اكفهم تندى بجزل المواهب

هم خير من يحفى وافضل ناعل / وذروة هضب العرب من آل غالب

هم المن والسلوى لدان بودهم / وكالسم في حلق العدو المجانب

وله:

بعثت اليهم ناظري بتحية / فابدت لي الاعراض بالنظر الشزر

فلما رايت‏النفس اوفت على الردى / فزعت الى صبري فاسلمني‏ صبري

اما اذا افتخر ابو اسماعيل ببائه، فاي احد يولده اولئك الاكارم من آل هاشم، فلا يكون حقا له ان يطا السماء برجله؟! واي شريف يكون المحتبي بفناء بيته قمر بني هاشم ابو الفضل ثم لا تخضع له قمة الفلك مجدا وخطرا؟! فان افتخر المترجم بهؤلاء فقد تبجح بنجوم الارض، واعلام الهدى، ومنار الفضل، وسوى الايمان.

من تلق منهم تلق كهلا او فتى / علم الهدى بحر الندى المورودا

وهذا جده ابو الفضل العباس الثاني كان، كما قال الخطيب في تاريخ بغداد (12/136): عالما، شاعرا، فصيحا، من رجال بني‏هاشم لسانا وبيانا وشعرا، ويزعم اكثر العلوية انه اشعر ولد ابي طالب، وكان في صحابة هارون، ومن شعره يذكر اخاءابي طالب عم النبي لعبداللّه ابي النبي لابيه وامه من بين اخوته:

انا وان رسول اللّه يجمعنا / اب وام وجد غير موصوم

جاءت بنا ربة من بين اسرته / غراء من نسل عمران بن مخزوم

حزنا بها دون من يسعى ليدركها / قرابة من حواها غير مسهوم

رزقا من اللّه اعطانا فضيلته / والناس من بين مرزوق ومحروم

جاء الى باب المامون فنظر اليه الحاجب ثم اطرق، فقال له: لو اذن لنا لدخلنا، ولو اعتذر الينا لقبلنا، ولو صرفنالانصرفنا، فاما اللفتة بعد النظرة لا اعرفها ((3-3))، ثم انشد:

وما عن رضى كان الحمار مطيتي / ولكن من يمشي سيرضى بما ركب

ومن درر كلمه الحكمية قوله:

اعلم ان رايك لا يتسع لكل شي‏ء ففرغه للمهم،

وان مالك لا يغني الناس كلهم فخص به اهل الحق،

وان كرامتك لا تطيق‏العامة فتوخ بها اهل الفضل،

وان ليلك ونهارك لا يستوعبان حاجتك، وان دابت فيهما، فاحسن قسمتهما بين عملك‏ودعتك من ذلك،

فان ماشغلك من رايك في غير المهم ازراء بالمهم.

وما صرفت من مالك في الباطل فقدته حين تريده‏ للحق،

وما عمدت من كرامتك الى اهل النقص اضر بك في العجز عن اهل الفضل،

وما شغلك من ليلك ونهارك في غيرالحاجة ازرى بك في الحاجة.

واخو العباس هذا: الفضل بن الحسن الذي يؤبن جده ابا الفضل شهيد الطف سلام اللّه عليه بقوله:

احق الناس ان يبكى عليه / فتى ابكى الحسين بكربلاء

اخوه وابن والده علي / ابوالفضل المضرج بالدماء

ومن واساه لا يثنيه شي‏ء / وجاد له على عطش بماء

ذكرها له المؤرخ الهندي اشرف علي في كتابه المطبوع روض الجنان في نيل مشتهى الجنان، وشطرها زميلنا العلا مة‏المتضلع الشيخ محمد علي الاوردبادي حياه اللّه فقال:

احق الناس ان يبكى عليه / بدمع شابه علق الدماء

بجنب العلقمي سري فهر / فتى ابكى الحسين بكربلاء

اخوه وابن والده علي / هزبر الملتقى رب اللواء

صريعا تحت‏مشتبك المواضي / ابو الفضل المضرج بالدماء

ومن واساه لا يثنيه شي‏ء / عن ابن المصطفى عند البلاء

وقد ملك الفرات فلم يذقه / وجاد له على عطش بماء

وكان شاعرنا المترجم من رجاحة العقل، ورصافة العارضة، في جانب عظيم مثيل جده، تجري كلماته مجرى الحكم‏والامثال، منها قوله في رجل من اهله:

اني لاكره ان يكون لعلمه فضل على عقله، كما اكره ان يكون للسانه فضل على علمه ((3-4)).