القرينة العشرون :
اخرج الحافظ ابن السمان كما في الرياض النضرة ((1-2337)) (2/170)، وذخائر العقبى للمحب الطبري (ص68)، ووسيلة المال للشيخ احمد بن باكثير المكي ((1-2338)) ، ومناقب الخوارزمي ((1-2339)) (ص97)، والصواعق ((1-2340)) (ص107) عن الحافظ الدارقطني عن عمر وقد جاءه اعرابيان يختصمان، فقال لعلي: اقض بينهما، فقال احدهما: هذا يقضي بيننا؟ فوثب اليه عمر واخذ بتلبيبه وقال: ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن.
وعنه وقد نازعه رجل في مسالة، فقال: بيني وبينك هذا الجالس، واشار الى علي بن ابي طالب، فقال الرجل: هذا الابطن؟ فنهض عمر عن مجلسه، واخذ بتلبيبهحتى شاله من الارض، ثم قال: اتدري من صغرت؟ هذا مولاي ومولى كل مسلم.
وفي الفتوحات الاسلامية(3/307): حكم علي مرة علىاعرابي بحكم، فلميرض بحكمه، فتلببه عمر بن الخطاب، وقال له: ويلك انه مولاك ومولى كل مؤمن ومؤمنة. واخرج الطبراني: انه قيل لعمر: انك تصنع بعلي اي من التعظيم شيئا لاتصنع مع احد من اصحاب النبي(ص) فقال: انه مولاي. وذكره الزرقاني المالكي في شرح المواهب (7/13) عن الدارقطني.
فان المولوية الثابتة لامير المؤمنين التي اعترف بها عمر على نفسه وعلى كل مؤمن زنة ما اعترف به يوم غدير خم، وشفع ذلك بنفي الايمان عمن لا يكون الوصي مولاه، اي لم يعترف له بالمولوية، او لم يكن هو مولى له اي محبا او ناصرا، ولكن على حد ينفي عنه الايمان ان انتفى عنه ذلك الحب والنصرة، لا ترتبط ((1-2341)) الا مع ثبوت الخلافة له، فان الحب والنصرة العاديين المندوب اليهما بين عامة المسلمين لا ينفي بانتفائه الايمان، ولا يمكن القول بذلك نظرا الى ما شجر من الخلاف والتباغض بين الصحابة والتابعين حتى ال في بعض الموارد الى التشاتم، والتلاكم، والى المقاتلة، والمناضلة، وكان بعضها بمشهد من النبي(ص) فلم ينف عنهم الايمان، ولا غمز القائلون بعدالة الصحابة اجمع في احد منهم بذلك، فلم يبق الا ان تكون الولاية التي هذه صفتها معناها الامامة الملازمة للاولوية المقصودة، سواء اوعز عمر بكلمته هذه الى حديث الغدير كما تومي اليه رواية الحافظ محب الدين الطبري لها في ذيل احاديث الغدير، او انه ارسلها حقيقة راهنة ثابتة عنده من شتى النواحي.