(20) ابو القاسم الزاهي
المولود (318) المتوفى (352)
لا يهتدي الى الرشاد من فحص / الا اذا والى عليا وخلص
ولا يذوق شربة من حوضه / من غمس الولا عليه وغمص ((3-1491))
ولا يشم الروح من جنانه / من قال فيه من عداه وانتقص
نفس النبي المصطفى والصنو والـ / ـخليفة الوارث للعلم بنص
من قد اجاب سابقا دعوته / وهو غلام والى اللّه شخص
ما عرف اللات ولا العزى ولا / ان ثنى اليهما ولا حب ونص
من ارتقى متن النبي صاعدا / وكسر الاوثان في اولى الفرص
وطهر الكعبة من رجس بها / ثم هوى للارض عنها وقمص ((3-1492))
من قد فدى بنفسه محمدا / ولم يكن بنفسه عنه حرص
وبات من فوق الفراش دونه / وجاد فيما قد غلا وما رخص
من كان في بدر ويوم احد / قط من الاعناق ما شاء وقص
فقال جبريل ونادى لا فتى / الا علي عم في القول وخص
من قد عمرو العامري سيفه / فخر كالفيل هوى وما فحص
ورآء ما صاح الا مبارز / فالتوت الاعناق تشكو من وقص ((3-1493))
من اعطي الراية يوم خيبر / من بعد ما بها اخو الدعوى نكص
وراح فيها مبصرا مستبصرا / وكان ارمدا بعينيه الرمص ((3-1494))
فاقتلع الباب ونال فتحه / ودك طود مرحب لما قعص ((3-1495))
من كسح البصرة من ناكثها / وقص رجل عسكر ((3-1496)) بما رقص
وفرق المال وقال خمسة / لواحد فساوت الجند الحصص
وقال في ذي اليوم ياتي مدد / وعده فلم يزد وما نقص
ومن بصفين نضا حسامه / ففلق الهام وفرق القصص ((3-1497))
وصد عن عمرو وبسر كرما / اذ لقيا بالسواتين من شخص ((3-1498))
ومن اسال النهروان بالدما / وقطع العرق الذي بها رهص
وكذب القائل ان قد عبروا / وعد من يحصد منهم ويحص ((3-1499))
ذاك الذي قد جمع القرآن في / احكامه للواجبات والرخص
ذاك الذي آثر في طعامه / على صيامه وجاد بالقرص
فانزل اللّه تعالى هل اتى / وذكر الجزاء في ذاك وقص ((3-1500))
ذاك الذي استوحش منه انس / ان يشهدالحق فشاهد البرص ((3-1501))
اذ قال من يشهد بالغدير لي / فبادر السامع وهو قد نكص
فقال انسيت فقال كاذب / سوف ترى ما لا تواريه القمص
يا ابن ابي طالب يا من هو من / خاتم الانبياء في الحكمة فص
فضلك لا ينكر لكن الولا / قد ساغه بعض وبعض فيه غص
فذكره عند مواليك شفا / وذكره عند معاديك غصص
كالطير بعض في رياض ازهرت / وابتسم الورد وبعض في قفص
وله في ذكر خلافة امير المؤمنين (ع) وانها له بنص حديث الغدير، قوله:
قدمت حيدر لي مولى بتامير / لما علمت بتنقيبي وتنقيري
ان الخلافة من بعد النبي له / كانت بامر من الرحمن مقدور
من قال احمد في يوم الغدير له / بالنقل في خبر بالصدق ماثور
قم يا علي فكن بعدي لهم علما / واسعد بمنقلب في البعث محبور
مولاهم انت والموفي بامرهم / نص بوحي على الافهام مسطور
وذاك ان اله العرش قال له / بلغ وكن عند امري خير مامور
فان عصيت ولم تفعل فانك ما / بلغت امري ولم تصدع بتذكيري
وله قوله يمدح امير المؤمنين (ع) ويذكر فرض ولائه بحديث الغدير:
دع الشناعات ايها الخدعه ((3-1502)) / واركن الى الحق واغد متبعه
من وحد اللّه اولا وابى / الا النبي الامي واتبعه
من قال فيه النبي كان مع الـ / ـحق علي والحق كان معه
من سل سيف الاله بينهم / سيفا من النور ذو العلى طبعه
من هزم الجيش يوم خيبرهم / وهز باب القموص فاقتلعه
من فرض المصطفى ولاه على / الخلق بيوم الغدير اذ رفعه
اشهد ان الذي تقول به / يعلم بطلانه الذي سمعه
وقال يمدحه صلوات اللّه عليه :
اقيم بخم للخلافة حيدر / ومن قبل قال الطهر ما ليس ينكر
غداة دعاه المصطفى وهو مزمع / لقصد تبوك وهو للسير مضمر
فقال: اقم عني بطيبة واعلمن / بانك للفجار بالحق تقهر
ولما مضى الطهر النبي تظاهرت / عليه رجال بالمقال واجهروا
فقالوا علي قد قلاه محمد / وذاك من الاعداء افك ومنكر
فاتبعه دون المعرس فانثنى / وقالوا علي قد اتى فتاخروا
ولما ابان القول عمن يقوله / وابدى له ما كان يبدي ويضمر
فقال اما ترضى تكون خليفتي / كهارون من موسى وشانك اكبر
وعلاه خير الخلق قدرا وقدرة / وذاك من اللّه العلي مقدر
وقال رسول اللّه هذا امامكم / له اللّه ناجى ايها المتحير
الشاعر
ابو القاسم علي بن اسحاق بن خلف القطان البغدادي النازل بالكرخ في قطيعة الربيع ((3-1503)) ، الشهير بالزاهي ((3-1504)) ، شاعرعبقري تحيز في شعره الى اهل بيت الوحي، ودان بمذهبهم، وادى بمودتهم اجر الرسالة، فكان اكثر شعره الواقع في اربعةاجزاء فيهم مدحا ورثاء، بحيث عد في معالم العلماء ((3-1505)) في طبقة المجاهرين من شعرائهم وصافا، فلم يزل فيه يكافح عنهمويناطح، وينازل ويناضل، ولذلك لم يلف نشورا بين من كان يناوئهم او لا يقول بامرهم، فحسبوه مقلا من الشعر كما فيتاريخ بغداد ((3-1506)) وغيره، غير ان جزالة شعره، وجودة تشبيهه، وحسن تصويره، لم يدع لارباب المعاجم منتدحا من اطرائه.
وفي فهم المعنى الذي لا يبارح الخلافة والامامة من لفظ المولى من مثل الزاهي العارف بمعاريض الكلام، والمتسالمعلىتضلعه في اللغة والادب العربي، وبثه في نظمه لحجة قوية على الصواب الذي ترتئيه الشيعة في الاستدلال بحديثالغدير على امامة امير المؤمنين (ع).
ولد الزاهي يوم الاثنين لعشر ليال بقين من صفر سنة (318) كما نص به ابن خلكان نقلا عن طبقات الشعراء لعميدالدولة. وتوفي ببغداد يوم الاربعاء لعشر بقين من جمادى الاولى سنة (352) في رواية عميد الدولة، ودفن في مقابر قريش.او بعد سنة (360) فيما قاله الخطيب نقلا عن التنوخي. وارخه السمعاني كذلك نقلا عن الخطيب.
ولما لم يكن في المعاجم عناية بشعره المذهبي الراقي، فنحن نذكر منه شطرا. فمن ذلك قوله يمتدح به امير المؤمنين (ع):
شعر الزاهي في المذهب
يا سادتي يا آل ياسين فقط / عليكم الوحي من اللّه هبط
لولاكم لم يقبل الفرض ولا / رحنا لبحر العفو من اكرم شط
انتم ولاة العهد في الذر ومن / هواهم اللّه علينا قد شرط
ما احد قايسكم بغيركم / ومازج السلسل بالشرب اللمط ((3-1507))
الا كمن ضاهى الجبال بالحصى / او قايس الابحر جهلا بالنقط
صنو النبي المصطفى والكاشف الـ / ـغماء عنه والحسام المخترط
اول من صام وصلى سابقا / الى المعالي وعلى السبق غبط
حديث تكلم امير المؤمنين مع الشمس
مكلم الشمس ومن ردت له / ببابل والغرب منها قد قبط ((3-1508))
وراكض الارض ومن انبع للـ / ـعسكر ماء العين في الوادي القحط
بحر لديه كل بحر جدول / يغرف من تياره اذا اغتمط
وليث غاب كل ليث عنده / ينظره العقل صغيرا اذ فلط ((3-1509))
باسط علم اللّه في الارض ومن / بحبه الرحمن للرزق بسط
سيف لو ان الطفل يلقى سيفه / بكفه في يوم حرب لشمط ((3-1510))
يخطو الى الحرب به مدرعا / فكم به قد قد من رجس وقط
قوله: مكلم الشمس.
اشار به الى ما روي عن رسول اللّه (ص) انه قال لعلي: «يا ابا الحسن كلم الشمس فانها تكلمك». قال علي (ع):«السلام عليك ايها العبد المطيع للّه ورسوله». فقالت الشمس: وعليك السلام يا امير المؤمنين، وامام المتقين، وقائد الغر المحجلين، يا علي انت وشيعتك في الجنة، ياعلياول من تنشق عنه الارض محمد ثم انت، واول من يحيا محمد ثم انت، واول من يكسى محمد ثم انت. فسجد علي (ع) للّه تعالى وعيناه تذرفان بالدموع، فانكب عليه النبي فقال: «يا اخي وحبيبي ارفع راسك فقد باهى اللّهبك اهل سبع سماوات».
اخرجه شيخ الاسلام الحموئي في فرائد السمطين ((3-1511)) الباب (38)، والخوارزمي في المناقب ((3-1512)) (ص68)، والقندوزي فيالينابيع ((3-1513)) (ص140).
حديث رد الشمس لامير المؤمنين
وقوله: ومن ردت له ببابل.
حديث رد الشمس لعلي (ع) ببابل اخرجه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ((3-1514)) (ص152) طبع مصر باسناده عن عبدخير ((3-1515)) ، قال: كنت مع علي اسير في ارض بابل وحضرت الصلاة صلاة العصر قال: فجعلنا لا ناتي مكانا الا رايناهافيح من الاخر، قال: حتى اتينا على مكان احسن ما راينا وقد كادت الشمس ان تغيب، قال: فنزل علي ونزلت معه، قال:فدعا اللّه فرجعت الشمس كمقدارها من صلاة العصر، قال: فصلينا العصر ثم غابت الشمس.
حديث نبع امير المؤمنين الماء للعسكر
قوله: ومن انبع للعسكر ماء العين.
اشار به الى ما رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ((3-1516)) (ص162)، باسناده عن ابي سعيد التيمي التابعي المعروف بعقيصاانه قال: كنا مع علي في مسيره الى الشام، حتى اذا كنا بظهر الكوفة من جانب هذا السواد، عطش الناس واحتاجوا الىالماء، فانطلق بنا علي حتى اتى بنا على صخرة ضرس من الارض كانها ربضة عنز، فامرنا فاقتلعناها فخرج لنا ماء،فشرب الناس منه وارتووا، قال: ثم امرنا فاكفاناها عليه. قال: وسار الناس حتى اذا مضينا قليلا، قال علي: «منكم احد يعلم مكان هذا الماء الذي شربتم منه؟». قالوا: نعم ياامير المؤمنين. قال: «فانطلقوا اليه». قال: فانطلق منا رجال ركبانا ومشاة، فاقتصصنا الطريق حتى انتهينا الى المكانالذي نرىانه فيه. قال: فطلبناها ((3-1517)) فلم نقدر على شيء، حتى اذا عيل علينا انطلقنا الى دير قريب منا فسالناهم: اين الماء الذي هو عندكم؟قالوا: ما قربنا ماء. قالوا: بلى، انا شربنا منه. قالوا: انتم شربتم منه؟ قلنا: نعم. قال صاحب الدير: ما بني هذا الدير الا بذلك الماء، وما استخرجه الا نبي او وصي نبي. واخرجه الخطيب في تاريخه (12/305).
ومن قصيدته الطائية قوله:
وهو لكل الاوصياء آخر / بضبطه التوحيد في الخلق انضبط
باطن علم الغيب والظاهر في / كشف الاشارات وقطب المغتبط
احيا بحد سيفه الدين كما / امات ما ابدع ارباب اللغط
مفقه الامة والقاضي الذي / احاط من علم الهدى ما لم يحط
والنبا الاعظم والحجة والـ / ـمحنة والمصباح في الخطب الورط ((3-1518))
حبل الى اللّه وباب الحطة الـ / ـفاتح بالرشد مغاليق الخطط
والقدم الصدق الذي سيط به / قلب امرئ بالخطوات لم يسط
ونهر طالوت وجنب اللّه والـ / ـعين التي بنورها العقل خبط
والاذن الواعية الصماء عن / كل خنا يغلط فيه من غلط
حسن مب عند ذي العرش ومن / لولا اياديه لكنا نختبط
قوله: الاذن الواعية. نزول قوله: «وتعيها اذن واعية»
اشارة الى ما اخرجه الحافظ ابو نعيم في حلية الاولياء (1/62) عن رسول اللّه (ص) انه قال: «يا علي ان اللّه عز وجل امرني ان ادنيك واعلمك لتعي وانزلت هذه الاية: (وتعيها اذن واعية) ((3-1519)) فانت اذن واعيةلعلمي». واخرجه جمع من الحفاظ. وقال القاضي عضد الايجي في المواقف ((3-1520)) (3/276): اكثر المفسرين في قوله تعالى: (وتعيها اذن واعية) انه علي.
وله في مدح مولانا امير المؤمنين (ع) قوله:
وال عليا واستضئ مقباسه / تدخل جنانا ولتسقى كاسه
فمن تولا ه نجا ومن عدا / ما عرف الدين ولا اساسه
اول من قد وحد اللّه وما / ثنى الى الاوثان يوما راسه
فدى النبي المصطفى بنفسه / اذ ضيقت اعداؤه انفاسه
بات على فرش النبي آمنا / والليل قد طافت به احراسه
حتى اذا ما هجم القوم على / مستيقظ بنصله اشماسه
ثار اليهم فتولوا مزقا / يمنعهم عن قربه حماسه
مكسر الاصنام في البيت الذي / ازيح عن وجه الهدى غماسه
رقى على الكاهل من خير الورى / والدين مقرون به انباسه
ونكس اللات والقى هبلا / مهشما يقلبه انتكاسه
وقام مولاي على البيت وقد / طهره اذ قد رمى ارجاسه
واقتلع الباب اقتلاعا معجزا / يسمع في دويه ارتجاسه
كانه شرارة لموقد / اخرجها من ناره مقباسه
من قد ثنى عمرو بن ود ساجيا / اذ جزع الخندق ثم جاسه
من هبط الجب ولم يخش الردى / والماء منحل السقا فجاسه
من احرق الجن برجم شهبه / اشواظه يقدمها نحاسه
حتى انثنت لامره مذعنة / ومنهم بالعوذ احتراسه
بيان:
اشار بقوله: من هبط الجب، الى ما اخرجه الامام احمد في المناقب ((3-1521)) عن علي (ع) قال: «لما كان ليلة بدر قالرسول اللّه (ص): من يستقي لنا من ماء؟» فاحجم الناس عنه، فقام علي فاحتضن قربة، ثم اتى بئرا بعيدة القعر مظلمةفانحدر فيها، فاوحى اللّه الى جبرائيل وميكائيل واسرافيل: ان تاهبوا لنصر محمد واخيه وحزبه. فهبطوا من السماء لهملغط يذعر من سمعه، فلما حاذوا البئر سلموا عليه من عند آخرهم، اكراما له واجلالا. شرح ابن ابيالحديد ((3-1522)) (2/450).
وله في مدحه صلوات اللّه عليه قوله:
هذا الذي اردى الوليد وعتبة / والعامري وذا الخمار ومرحبا
هذا الذي هشمت يداه فوارسا / قسرا ولم يك خائفا مترقبا
في كل منبت شعرة من جسمه / اسد يمد الى الفريسة مخلبا
وله فيه سلام اللّه عليه قوله:
ابا حسن جعلتك لي ملاذا / الوذ به ويشملني الزماما
فكن لي شافعا في يوم حشري / وتجعل دار قدسك لي مقاما
لاني لم اكن من نعثلي / ولا اهوى عتيق ولا دماما
وله مادحا اهل البيت الطاهر قوله:
يا لائمي في الولا هل انت تعتبر / بمن يوالي رسول اللّه او يذر
قوم لو ان البحار تنزف بالا / قلام مشقا ((3-1523)) واقلام الدنا شجر ((3-1524))
والانس والجن كتاب لفضلهم / والصحف ما احتوت الاصال والبكر
لم يكتبوا العشر بل لم يعد جهدهم / في ذلك الفضل الا وهو محتقر
اهل الفخار واقطاب المدار ومن / اضحت لامرهم الايام تاتمر
هم آل احمد والصيد الجحاجحة الز / هر الغطارفة العلوية الغرر ((3-1525))
والبيض من هاشم والاكرمون اولو الـ / ـفضل الجليل ومن سادت بهم مضر
فافطن بعقلك هل في القدر غيرهم / قوم يكاد اليهم يرجع القدر
اعطوا الصفا نهلا اعطوا النبوة من / قبل المزاج فلم يلحق بهم كدر
وتوجوا شرفا ما مثله شرف / وقلدوا خطرا ما مثله خطر
حسبي بهم حججا للّه واضحة / يجري الصلاة عليهم اينما ذكروا
هم دوحة المجد والاوراق شيعتهم / والمصطفى الاصل والذرية الثمر ((3-1526))
وله في رثاء اهل البيت قوله:
يا آل احمد ماذا كان جرمكم / فكل ارواحكم بالسيف تنتزع
تلفى جموعكم شتى مفرقة / بين العباد وشمل الناس مجتمع
وتستباحون اقمارا منكسة / تهوي وارؤسها بالسمر تقترع
الستم خير من قام الرشاد بكم / وقوضت سنن التضليل والبدع
ووحد الصمد الاعلى بهديكم / اذ كنتم علما للرشد يتبع
ما للحوادث لا تجري بظالمكم / ما للمصائب عنكم ليس ترتدع
منكم طريد ومقتول على ظما / ومنكم دنف بالسمر منصرع
وهارب في اقاصي الغرب مغترب /ودارع بدم اللبات مندرع
ومقصد من جدار ظل منكدرا / وآخر تحت ردم فوقه يقع
ومن محرق جسم لا يزار له / قبر ولا مشهد ياتيه مرتدع
وان نسيت فلا انسى الحسين وقد / مالت اليه جنود الشرك تقترع
فجسمه لحوامي الخيل مطرد / وراسه لسنان السمر مرتفع
وله في رثائهم سلام اللّه عليهم قوله:
بنو المصطفى تفنون بالسيف عنوة / ويسلمني طيف الهجوع فاهجع
ظلمتم وذبحتم وقسم فيئكم / وجار عليكم من لكم كان يخضع
فما بقعة في الارض شرقا ومغربا / والا لكم فيها قتيل ومصرع
وله في رثاء الامام السبط الشهيد (ع) قوله:
اعاتب عيني اذا اقصرت / وافني دموعي اذا ما جرت
لذكراكم يا بني المصطفى / دموعي على الخط قد سطرت
لكم وعليكم جفت غمضها / جفوني عن النوم واستشعرت
امثل اجسادكم بالعراق / وفيها الاسنة قد كسرت
امثلكم في عراص الطفوف / بدورا تكسف اذ اقمرت
غدت ارض يثرب من جمعكم / كخط الصحيفة اذ اقفرت
واضحى بكم كربلا مغربا / كزهر النجوم اذا غورت
كاني بزينب حول الحسين / ومنها الذوائب قد نشرت
تمرغ في نحره وجهها / وتبدي من الوجد ما اضمرت
وفاطمة عقلها طائر / اذ السوط في جنبها ابصرت
وللسبط فوق الثرى جثة / بفيض دم النحر قد عفرت
وفتيته فوق وجه الثرى / كمثل الاضاحي اذا جزرت
وارؤسهم فوق سمر القنا / كمثل الغصون اذا اثمرت
وراس الحسين امام الرفاق / كغرة صبح اذا اسفرت
وله في رثائه صلوات اللّه عليه قوله:
ابكي يا عين ابكي آل رسول الـ / ـله حتى تخد منك الخدود
وتقلب ياقلب في ضرم الحزن / فما في الشجا لهم تفنيد
فهم النخل باسقات كما قال / سوام لهن طلع نضيد
وهم في الكتاب زيتونة النور / وفيها لكل نار وقود
وباسمائهم اذا ذكر اللّه / باسمائه اقتران اكيد
غادرتهم حوادث الدهر صرعى / كل شهم بالنفس منه يجود
لست انسى الحسين في كربلاء / وهو ظام بين الاعادي وحيد
ساجد يلثم الثرى وعليه / قضب الهند ركع وسجود
يطلب الماء والفرات قريب / ويرى الماء وهو عنه بعيد
يا بني الغدر من قتلتم لعمري / قد قتلتم من قام فيه الوجود
وله في اهل البيت الطاهر سلام اللّه عليهم:
قوم سماؤهم السيوف وارضهم / اعداؤهم ودم النحور بحورها
يستمطرون من العجاج سحائبا / صوب الحتوف على الزحوف مطيرها
وحنادس الفتن التي ان اظلمت / فشموسها آراؤهم وبدورها
ملكوا الجنان بفضلهم فرياضها / طرا لهم وخيامها وقصورها
واذا الذنوب تضاعفت فبحبهم / يعطي الامان اخا الذنوب غفورها
تلك النجوم الزهر في ابراجها / ومن السنين بهم تتم شهورها
اخذنا ترجمة الزاهي ((3-1527)) من: تاريخ بغداد (11/350)، يتيمة الدهر (1/198)، انساب السمعاني، مناقب ابن شهرآشوبومعالمه، تاريخ ابن خلكان (1/390)، مرآة الجنان (2/349)، مجالس المؤمنين (ص459)، بحار الانوار (10/255)،الكنىوالالقاب (2/257)، دائرة المعارف للبستاني (9/161)، الاعلام للزركلي (2/659).