عقيدته
تقدم في الكلام عن الحالة الدينية في القرن الثالث للهجرة انه كان عصرا كثرت فيه النحل والمذاهب، وقل فيه منلايرىفي العقائد رايا يفسر به اسلامه، وبخاصة بين جماعة الدارسين وقراء العلوم الحديثة.
فابن الرومي واحد من هؤلاء القراء، لا ننتظر ان تمر به هذه المباحث التي كان يدرسها، ويحضر مجالسها، ويسمع مناهلها، بغير اثر محسوس في تفسير العقيدة، فكان مسلما صادق الاسلام، ولكنه كان شيعيا معتزليا قدريا يقول بالطبيعتين،وهي اسلم النحل التي كانت شائعة في عهده من حيث الايمان بالدين.
وقد قال المعري في رسالة الغفران ((3-152)) : ان البغداديين يدعون انه متشيع، ويستشهدون على ذلك بقصيدته الجيمية. ثم عقبعلى ذلك فقال: ما اراه الا على مذهب غيره من الشعراء.
ولا ندري لماذا شك المعري في تشيعه لانه على مذهب غيره من الشعراء، فان الشعراء اذا تشيعوا كانوا شيعة حقا كغيرهممن الناس، وربما افرطوا فزادوا في ذلك على غيرهم من عامة المتشيعين، وانما نعتقد ان المعري لم يطلع على شعره كله،فخفيت عنه حقيقة مذهبه، ولولا ذلك لما كان بهذه الحقيقة من خفاء.
على ان القصيدة الجيمية وحدها كافيه في اظهار التشيع الذي لا شك فيه، لان الشاعر نظمها بغير داع يدعوه الى نظمهامن طمع او مداراة، بل نظمها وهو يستهدف للخطر الشديد من ناحية بني طاهر وناحية الخلفاء، فقد رثى بها يحيى بنعمر بن الحسين بن زيد بن علي الثائر في وجه الخلافة ووجه ابناء طاهر ولاة خراسان، وقال فيها يخاطب بني العباسويذكر ولاة السوء من ابناء طاهر:
اجنوا بني العباس من شنآئكم / واوكوا على ما في العياب واشرجوا ((3-153))
وخلوا ولاة السوء منكم وغيهم / فاحرى بهم ان يغرقوا حيث لججوا
نظار لكم ان يرجع الحق راجع / الى اهله يوما فتشجوا كما شجوا
على حين لا عذرى لمعتذريكم / ولا لكم من حجة اللّه مخرج
فلا تلقحوا الان الضغائن بينكم / وبينهم ان اللواقح تنتج
غررتم لئن صدقتم ان حالة / تدوم لكم والدهر لونان اخرج ((3-154))
لعل لهم في منطوى الغيب ثائرا / سيسمو لكم والصبح في الليل مولج
فماذا يقول الشيعي لبني العباس اقسى واصرح في التربص بدولتهم وانتظار دولة العلويين من هذا الكلام؟ فقد انذربنيالعباس بزوالالملك وكاد يتمنى او تمنى لبني علي يوما يهزمون فيه اعداءهم، ويرجعون فيه حقهم، ويطلبون تراثهم،وينكلون بمن نكل بهم، وهواه ظاهر من العلويين لا مداجاة فيه كهوى كل شيعي في هذا المقام. على انه كان اظهر من هذا في النونية التي تمنى فيها هلاك اعدائهم، ولام نفسه على التقصير في بذل دمه لنصرتهم:
ان يوالي الدهر اعداء لكم / فلهم فيه كمين قد كمن
خلعوا فيه عذار المعتدي / وغدوا بين اعتراض وارن ((3-155))
فاصبروا يهلكهم اللّه لكم / مثل ما اهلك اذواء اليمن
قرب النصر فلا تستبطئوا / قرب النصر يقينا غير ظن
ومن التقصير صوني مهجتي / فعل من اضحى الى الدنيا ركن
لا دمي يسفك في نصرتكم / لا ولا عرضي فيكم يمتهن
غير اني باذل نفسي وان / حقن اللّه دمي فيما حقن
ليت اني غرض من دونكم / ذاك او درع يقيكم ومجن
اتلقى بجبيني من رمى / وبنحري وبصدري من طعن
ان مبتاع الرضا من ربه / فيكم بالنفس لا يخشى الغبن
وليس يجوز الشك في تشيع من يقول هذا القول ويشعر هذا الشعور، فانه يعرض نفسه للموت في غير طائل حبا لبنيعلي، وغضبا لهم، واشهارا لهم لعاطفة لا تفيده و لا تفيدهم، وقد كان لا يذكر يحيى بن عمر الا بلقب الشهيد كما ذكرهفيالقصيدة الجيمية وفي خاطرة اخرى مفردة نظمها في هذين البيتين:
كسته القنا حلة من دم / فاضحت لدى اللّه من ارجوان
جزته معانقة الدارعـ / ـين معانقة القاصرات الحسان
وبعض هذا يكفي في الدلالة على تشيعه للطالبيين، واتخاذه التشيع مذهبا في الخلافة كمذهب الشعراء او غير الشعراء، ولاسيما التشيع المعتدل الذي يقول اهله بجواز امامة المفضول مع وجود الافضل، ويستنكرون لعن الصحابة الذين عارضواعليا في الخلافة، ومعظم هؤلاء من الزيدية الذين خرجوا في جند يحيى بن عمر لقتال بني العباس، فهم لايقولون في نصرةآل علي اشد مما قال ابن الرومي، ولا يتمنون لهم اكثر مما تمناه.
ويلوح لنا ان ابن الرومي ورث التشيع وراثة من امه وابيه، لان امه كانت فارسيةالاصل فهي اقرب الى مذهب قومهاالفرس في نصرة العلويين، ولان اباه سماه عليا وهو من اسماء الشيعة المحبوبة التي يتجنبها المتشددون من انصار الخلفاء،ولا حرج على ابي الشاعر ان يتشيع وهو في خدمة بيت من بيوت العباسيين، لان مواليه كانوا اناسا بعيدين من الخلافةوولاية العهد، وهما علة البغضاء الشديدة بين العباسيين والعلويين، وقد اتفق لبعض الخلفاء وولاة العهد انفسهم انهم كانوايكرمون عليا وابناءه، كما كان مشهورا عن المعتضد الخليفة الذي اكثر ابن الرومي من مدحه، وكما كان مشهورا عنالمنتصر ولي العهد الذي قيل انه قتل اباه المتوكل جريرة ملاحاة وقعت بينهما في الذب عن حرمة علي وآله. ثم قال بعد استظهار تشيع بني طاهر (ص207 209):
وان احق عقيدة ان يجد المرء فيها لعقيدة تجرئه اذا خاف، وتبسطله العذر والعزاء اذا سخط من صروف الحوادث، وتمهد له الامل في مقبل خير من الحاضر، وادنى منه الى كشفالظلامات ورد الحقوق، وكل اولئك كان ابن الرومي واجده على اوفاه في التشيع للعلويين اصحاب الامامة المنتظرة فيعالم الغيب، على العباسيين اصحاب الحاضر الممقوت المتمنى زواله، فلهذا كان متشيعا في الهوى، متشيعا في الرجاء، وكانعلى مذهب غيره من الشعراء وعلى مذهب غيره من سائر المتشيعين.
اما الاعتزال فابن الرومي لا يكتمه ولا يماري فيه، بل يظهره اظهار معتز به، حريص عليه، فمن قوله في ابن حريث:
معتزلي مسر كفر / يبدي ظهورا لها بطون
اارفض الاعتزال رايا / كلا لاني به ظنين
لو صح عندي له اعتقاد / ما دنت ربي بما يدين
وكان مذهبه في الاعتزال مذهب القدرية الذين يقولون بالاختيار، وينزهون اللّه عن عقاب المجبر على ما يفعل، وذلكواضح من قوله يخاطب العباس بن القاشي ويناشده صلة المذهب:
ان لا يكن بيننا قربى فصرة / للدين يقطع فيها الوالد الولدا
مقالة العدل والتوحيد تجمعنا / دون المضاهين من ثنى ومن جحدا
وبين مستطرفي غي مرافقة / ترعى فكيف اللذان استطرفا رشدا
كن عند اخلاقك الزهر التي جعلت / عليك موقوفة مقصورة ابدا
ما عذر معتزلي موسر منعت / كفاه معتزليا مقترا صفدا
ايزعم القدر المحتوم ثبطه / ان قال ذاك فقد حل الذي عقدا
ام ليس مستاهلا جدواه صاحبه / انى وما جار عن قصد ولا عندا
ام ليس يمكنه ما يرتضيه له / يكفي اخا من اخ ميسور ما وجدا
لا عذر فيما يريني الراي علمه / للمرء مثلك الا ياتي السددا
فواضح من كلامه هذا انه معتزلي، وانه من اهل العدل والتوحيد، وهو الاسم الذي تسمى به القدرية، لانهم ينسبونالعدل الى اللّه، فلا يقولون بعقوبة العبد على ذنب قضى له وسبق اليه، ولانهم يوحدون اللّه فيقولون: ان القرآن من خلقه،وليس قديما مضاهيا له في صفتي الوجود والقدم، وقد اختاروا لانفسهم هذا الاسم ليردوا به على الذين سموهم القدرية،ورووا فيهم الحديث: القدرية مجوس هذه الامة. فهم يقولون: ما نحن بالقدرية، لان الذين يعتقدون القدر اولى بان ينسبوااليه، انما نحن من اهل العدل والتوحيد، لاننا ننزه اللّه عن الظلم وعن الشريك.
وواضح كذلك من كلامه انه يعتقد حرية الانسان فيما ياتي من خير وشر، ويحتج على زميله بهذه الحجة فيقول له: لم لاتثيبني؟ ان قلت: ان القدر يمنعك فقد حللت ما اعتقدت من اختيار الانسان في افعاله، وان قلت: انك لا تريد فقد ظلمتالصداقة واخللت بالمروءة. وله عدا هذا ابيات صريحة في اعتقاد الاختيار وخلق الانسان لافعاله، كقوله:
لولا صروف الاختيار لاعنقوا / لهوى كما اتسقت جمال قطار
وقوله:
انى تكون كذا وانت مخير / متصرف في النقض والامرار
وقوله:
الخير مصنوع بصانعه / فمتى صنعت الخير اعقبكا
والشر مفعول بفاعله / فمتى فعلت الشر اعطبكا
الا انه كان يقول بالقدر في تقسيم الارزاق وان:
الرزق آت بلا مطالبة / سيان مدفوعه ومجتذبه
ويقول:
اما رايت الفجاج واسعة / واللّه حيا والرزق مضمونا
قال الاميني: هذا في الرزق الذي يطلبك لا في الرزق الذي تطلبه كما فصله الحديث ((3-156)) . ولا تناقض عند القدرية في هذا، لانهم يقولون بالاختيار فيما يعاقب عليه الانسان ويثاب، لا فيما يناله من الرزق وحظوظ الحياة.
اما القول بالطبيعتين فاوضح ما يكون فيقوله:
فينا وفيك طبيعة ارضية / تهوي بنا ابدا لشر قرار
هبطت بدم قبلنا وبزوجه / من جنة الفردوس افضل دار
فتعوضا الدنيا الدنية كاسمها / من تلكم الجنات والانهار
بئست لعمر اللّه تلك طبيعة / حرمت ابانا قرب اكرم جار
واستاسرت ضعفى بنيه بعده / فهم لها اسرى بغير اسار
لكنها ماسورة مقصورة / مقهورة السلطان في الاحرار
فجسومهم من اجلها تهوي بهم / ونفوسهم تسمو سمو النار
لولا منازعة الجسوم نفوسهم / نفروا بسورتها من الاقطار
او قصروا فتناولوا باكفهم / قمر السماء وكل نجم سار
قال الاميني: لقد عزى الكاتب هاهنا الى المترجم هنات لا مقيل لها في مستوى الحقيقة، ومنشا ذلك بعده عن علمالاخلاق، وعدم تعقله معنى الشعر، فحسبه منافيا للتوحيد الذي جاء به نبي الاسلام، لكن العارف باساليب الكلام، العالمبما جبل به الانسان من الغرائز المختلفة، لايكاد يشك في صحة معنى الشعر، وهو يعرب عن المام ابن الرومي بالاخلاق،والمتكفل لتفصيل هذه الجملة كتب الاخلاق وما يضاهيها، ولخروج البحث عن موضوع الكتاب ضربنا عنه صفحا.
قال: وابن الرومي كان مفطورا على التدين لانه كان مفطورا على التهيب والاعتماد على نصير، وهما منفذان خفيان منمنافذ الايمان والتصديق بالعناية الكبرى في هذا الوجود، ومن ثم كان مؤمنا باللّه خوفا من الشك، مقبلا على التسليم،بسيطا في تسليمه بساطة من يهرب من القلق ويؤثر السكينة على اي شيء. وبلغ من بساطته انه كان ينكر على الحكماءالذين يشكون في حفظ اجساد الاتقياء بعد الموت ويحسبونه من فعل الدواء والحنوط، فقال لابن ابي ناظرة حين تذوقبعض الاجساد ليعلم ما فيها من عوامل البقاء:
ياذائق الموتى ليعلم هل بقوا / بعد التقادم منهم بدواء
بينت عن رعة وصدق امانة / لولا اتهامك خالق الاشياء
احسبت ان اللّه ليس بقادر / ان يجعل الاموات كالاحياء
وظننت ما شاهدت من آياته / بلطيفة من حيلة الحكماء
ومات وهو يقول في ساعاته الاخيرة:
الا ان لقاء الله هول دونه الهول
وما كانت الطيرة عنده الا شعبة من ذلك التهيب الديني الغريزي فيه، فهو يتفلسف ويرى الاراء في الدين، ولكن فيحدودمن الشعور لا في حدود من التفكير، ولهذا كان الفنان ولم يكن الفيلسوف.
قال الاميني: الطيرة ليست من شعب الدين، ولا يركن اليها اي خاضع له وملء مسامعه قول الصادع به (ص): «لا طيرةولاحام». وانما هي من ضعف النفس غير المتقوية بنور اليقين، والتوكل على اللّه في ورد وصدر، ولذا كانت شائعة فيالجاهلية ونفاها الاسلام.
قال: وليس من الاجتراء انه قال بالاختيار، وراى له في الدين رايا غير ما اصطلح عليه السواد، فانه كان يحيل الذنبعلى الانسان، وينفي الظلم عن القدر في العقاب والثواب، ويتصور اللّه على احسن ما يتصور المتفلسف مثله الهه، فكانماجاءه هذا الراي من محاباة عالم الغيب لا من الاجتراء عليه، وانما دفع به الى راي المعتزلة مخاوف الشكوك التي كانتتخامره، فلا يستريح حتى يسكن فيها الى قرار، وينتهي فيها الى بر الامان، ولذلك كان ياوي الى الاصدقاء يكاشفهم بما فيصدره، ويستعين بهم على تفريج غمته:
ويدمج اسباب المودة بيننا / مودتنا الابرار من آل هاشم
واخلاصنا التوحيد للّه وحده / وتذبيبنا عن دينه في المقاوم
بمعرفة لا يقرع الشك بابها / ولا طعن ذي طعن عليها بهاجم
واعمالنا التفكير في كل شبهة / بها حجة تعيي دهاة التراجم
يبيت كلانا في رضى اللّه ماحضا / لحجته صدرا كثير الهماهم ((3-157))
بيد ان الايمان شيء واداء الفرائض الدينية شيء آخر، فقصارى الايمان عنده انه يؤمنه بقرب آل البيت، وتنزيه ربه،والاطمئنان الى عدله ورحمته، ثم يدع له سبيله يلعب ويمرح كلما لذ له اللعب والمرح، ولا اهلا بالصيام اذا قطع عليهمااشتهى من لذة وارب:
فلا اهلا بمانع كل خير / واهلا بالطعام وبالشراب
بل لا حرج عليه اذا قضى ليلة في السرور ان يشبهها بليلة المعراج:
رفعتنا السعود فيها الى الفو / ز فكانت كليلة المعراج
ذلك انه كان في تقواه طوع الاحساس الحاضر، كما كان في كل حالة من حالاته. يلعب فلا يبالي ان يتماجن حيث لايليقمجون، ويستحضر التقوى والخشوع فلا يباريه احد من المتعبدين، ويخيل اليك انك تستمع الى متعبد عاش عمره فيالصوامع حين تستمع اليه يقول:
تتجافى جنوبهم / عن وطيء المضاجع
كلهم بين خائف / مستجير وطامع
تركوا لذة الكرى / للعيون الهواجع
ورعوا انجم الدجى / طالعا بعد طالع
لو تراهم اذا هم / خطروا بالاصابع
واذا هم تاوهوا / عند مر القوارع
واذا باشروا الثرى / بالخدود الضوارع
واستهلت عيونهم / فائضات المدامع
ودعوا يا مليكنا / ياجميل الصنائع
اعف عنا ذنوبنا / للوجوه الخواشع
اعف عنا ذنوبنا / للعيون الدوامع
انت ان لم يكن لنا / شافع خير شافع
فاجيبوا اجابة / لم تقع في المسامع
ليس ما تصنعونه / اوليائي بضائع
ابذلوا لي نفوسكم / انها في ودائع
وله من طراز هذا الشعر الخاشع كثير لا تسمعه من ابن الفارض ولا محيي الدين.
قال الاميني: ليس ما ارته ابن الرومي في باب الاختيار نتيجة مخامرة الشبه والشكوك كما يراه المترجم، وانما هي وليدةالبرهنة الصادقة، وانه لم يعط القدر حقه محاباة له، لكن الحجج الدامغة الجاته الى ذلك، وكذلك ما يقوله في باب الارزاق،فهي تقادير محضة غير ان الانسان كلف بتحري الاسباب الظاهرية جريا على النواميس الالهية المطردة في النظامالعالميالاتم ، وهذه مسائل كلامية لا يروقنا الخوض فيها الا هنالك.
واما اعتماد ابن الرومي على العدل والرحمة وتنزيه ربه، فهو شان كل مؤمن باللّه، عارف بكمال قدسه وصفاته الجماليةالجلالية، وليس قرب اهل البيت الطاهر: الا نتيجة مودتهم التي هي اجر الرسالة بنص من الذكر الحكيم، وانما مثلهم كمثلسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، وهم عدل الكتاب، وقد خلفهما رسول اللّه (ص) بعده وقال: «ما انتمسكتم بهما لن تضلوا بعدي»، فاحر بهم ان يكون القرب منهم مؤمنا للانسان نشاته الاخرى، واما ما عزاه اليه منمظاهر المجون، فهي معان شعرية لا يؤاخذ بها القائل، وكم للشعراء الاعفاء امثالها.