شكر على تقدير
كان في هواجس ضميري : ان كتابي هذا سيقدره كل رجل ديني، ومن يحمل ولاء العترة الطاهرة ، فصدق الخبر الخبر، واتتنا رسائل كريمة، وكتابات انيقة من ارجاء العراق وخارجها من شتى الاقطار، من الجمعيات والشخصيات البارزة في تقريض الكتاب والاعجاب به نظما ونثرا، كل ذلك ينم عن روحية حاسة قوية في الملا الاسلامي ، وفكرة صالحة في المجتمع الديني، وشعور حي في رجالات الامة، فحيا اللّه العرب ودينه الحق، ومرحبا بالتابعين لهم باحسان من الامم الاسلامية ،فنحن نقدم الى الجميع شكرنا المتواصل، ونسال لهم التوفيق، ونامل الرقي والتقدم لحملة القرآن الاقدس.
المؤلف الاميني
الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى
نجز الجزء الاول وللّه الحمد من هذا الكتاب، بعد ان المسك باليد حقيقة ناصعة هي من اجلى الحقائق الدينية، الا وهي: مغزى نص الغديرومفاده، ذلك النص الجلي على امامة مولانا امير المؤمنين (ع)، بحيث لم يدع لقائل كلمة، ولا لمجادل شبهة في تلك الدلالة، وقد اوعزنا في تضاعيف ذلك البحث الضافي الى ان هذا المعنى من الحديث هو الذي عرفته منه العرب منذ عهد الصحابة الوعاة له وفي الاجيال من بعدهمالى عصرنا الحاضر. فهو معنى اللفظ اللغوي المراد لامحالة قبل القرائن المؤكدة له وبعدها، وقد اسلفنا نزرا من شواهد هذا المدعى، غير انه يروقنا هاهنا التبسط فيذلك، بايراد الشعر المقول فيه، مع يسير من مكانة الشاعر وتوغله في العربية، ليزداد القارئ بصيرة على بصيرته.
الا ان كلا من اولئك الشعراء الفطاحل وقل في اكثرهم العلماء معدود من رواة هذا الحديث، فان نظمهم اياه في شعرهم القصصي ليس منالصور الخيالية الفارغة، كما هو المطرد في كثير من المعاني الشعرية، ولدى سواد عظيم من الشعراء، الم ترهم في كل واد يهيمون؟ لكن هؤلاءنظموا قصة لها خارج، وافرغوا ما فيها من كلم منثورة او معان مقصودة، من غير اي تدخل للخيال فيه، فجاء قولهم كاحد الاحاديث الماثورة،فتكون تلكم القوافي المنضدة في عقودها الذهبية من جملة المؤكدات لتواتر الحديث.
ومن هنا لم نعتبر في بعض ما اوردناه ان يكون من علية الشعر، ولا لاحظنا تناسبه لاوقات نبوغ الشاعر في القوة، لما ذكرناه من ان الغاية هيروايته للحديث وفهمه المعنى المقصود منه، ولن تجد اي فصيح من الشعراء والكتاب تشابهت ولائد فكرته في القوة والضعف في جميع ادواره وحالاته.