اهمية الغدير في التاريخ
لا يستريب اي ذي مسكة ((1-10)) في ان شرف الشي ء بشرف غايته، فعليه ان اول ما تكسبه الغايات اهمية كبرى من مواضيع التاريخ هو ما اسس عليه دين، او جرت به نحلة، واعتلت عليه دعائم مذهب، فدانت به امم، وقامت به دول،وجرى به ذكر مع الابد، ولذلك تجد ائمة التاريخ يتهالكون في ضبط مبادئ الاديان وتعاليمها، وتقييد ما يتبعها من دعايات، وحروب، وحكومات، وولايات، التي عليها نسلت الحقب والاعوام، ومضت القرون الخالية (سنة اللّه في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة اللّه تبديلا) ((1-11)) ، واذا اهمل المؤرخ شيئا من ذلك فقد اوجد في صحيفته فراغا لا تسده اية مهمة، وجاء فيها بامر خداج ((1-12)) ، بتر اوله، ولا يعلم مبدؤه، وعسى ان يوجب ذلك جهلا للقارئ في مصير الامرومنتهاه.
ان واقعة غدير خم هي من اهم تلك القضايا، لما ابتنى عليها وعلى كثير من الحجج الدامغة مذهب المقتصين اثر ال الرسول صلوات اللّه عليه وعليهم وهم معدودون بالملايين، وفيهم العلم والسؤدد، والحكماء، والعلماء، والاماثل،ونوابغ في علوم الاوائل والاواخر، والملوك، والساسة، والامراء، والقادة، والادب الجم، والفضل الكثار، وكتب قيمة في كل فن، فان يكن المؤرخ منهم فمن واجبه ان يفيض على امته نبا بدء دعوته، وان يكن من غيرهم فلا يعدوه ان يذكرهابسيطة عندما يسرد تاريخ امة كبيرة كهذه، اويشفعها بما يرتئيه حول القضية من غميزة في الدلالة، ان كان مزيج نفسه النزول على حكم العاطفة، وما هنالك من نعرات طائفته، على حين انه لا يتسنى له غمز في سندها، فان ما ناء به نبي الاسلام يوم الغدير من الدعوة الى مفاد حديثه لم يختلف فيه اثنان، وان اختلفوا في مؤد اه، لاغراض وشوائب غيرخافية على النابه البصير.
فذكرها من ائمة المؤرخين:
- البلاذري : المتوفى سنة (279) في انساب الاشراف،
- وابن قتيبة : المتوفى (276) في المعارف والامامة والسياسة،
- والطبري : المتوفى (310) في كتاب مفرد،
- وابن زولاق الليثي المصري : المتوفى (287) في تاليفه،
- والخطيب البغدادي : المتوفى (463) في تاريخه،
- وابن عبدالبر : المتوفى (463) في الاستيعاب،
- والشهرستاني : المتوفى(548) في الملل والنحل،
- وابن عساكر : المتوفى(571) في تاريخه،
- وياقوت الحموي [المتوفى سنة 626] في معجم الادباء (18/84) من الطبعة الاخيرة،
- وابن الاثير : المتوفى (630) في اسد الغابة،
- وابن ابي الحديد : المتوفى (656) في شرح نهج البلاغة،
- وابن خلكان : المتوفى (681) في تاريخه،
- واليافعي : المتوفى (768) في مراة الجنان،
- وابن الشيخ البلوي [المتوفى سنة 604] في الف باء،
- وابن كثير الشامي : المتوفى (774) في البداية والنهاية،
- وابن خلدون : المتوفى(808) في مقدمة تاريخه،
- و شمس الدين الذهبي «المتوفى سنة 748» في تذكرة الحفاظ،
- والنويري : المتوفى حدود(833) في نهاية الارب في فنون الادب،
- وابن حجر العسقلاني : المتوفى (852) في الاصابة وتهذيب التهذيب،
- وابن الصباغ المالكي : المتوفى (855) في الفصول المهمة،
- والمقريزي : المتوفى (845) في الخطط،
- و جلال الدين السيوطي :المتوفى (910) في غير واحد من كتبه،
- والقرماني الدمشقي : المتوفى (1019) في اخبار الدول،
- ونور الدين الحلبي : المتوفى (1044) في السيرة الحلبية، وغيرهم.
وهذا الشان في علم التاريخ لا يقل عنه الشان في فن الحديث، فان المحدث الى اي شطر ولى وجهه من فضاء فنه الواسع، يجد عنده صحاحا ومسانيد تثبت هذه الماثرة لولي امر الدين (ع)، و لم يزل الخلف يتلقاه ((1-13)) من سلفه حتى ينتهي الدور الى جيل الصحابة الوعاة للخبر، ويجد لها مع تعاقب الطبقات بلجا و نورا يذهب بالابصار، فان اغفل المحدث ما هذا شانه، فقد بخس للامة حقا، وحرمها عن الكثير الطيب مما اسدى اليها نبيها نبي الرحمة من بره الواسع، وهدايته لها الى الطريقة المثلى.
فذكرها من ائمة الحديث:
- امام الشافعية ابو عبداللّه محمد بن ادريس الشافعي : المتوفى سنة (204)
- كما في نهاية ابن الاثير،
- وامام الحنابلة احمد بن حنبل : المتوفى(241) في مسنده ومناقبه،
- وابن ماجة : المتوفى (273) في سننه،
- والترمذي : المتوفى (279) في صحيحه،
- والنسائي : المتوفى (303) في الخصائص،
- وابو يعلى الموصلي : المتوفى(307) في مسنده،
- والبغوي : المتوفى (317) في السنن،
- والدولابي : المتوفى (320) في الكنى والاسماء،
- والطحاوي:المتوفى (321) في مشكل الاثار،
- والحاكم : المتوفى (405) في المستدرك،
- وابن المغازلي الشافعي : المتوفى (483) في المناقب،
- وابن مندة الاصبهاني : المتوفى (512) بعدة طرق في تاليفه،
- والخطيب الخوارزمي : المتوفى (568) في المناقب ومقتل الامام السبط (ع)،
- والكنجي : المتوفى(658) في كفاية الطالب،
- ومحب الدين الطبري : المتوفى (694) في الرياض النضرة وذخائر العقبى،
- والحموئي : المتوفى (722) في فرائد السمطين،
- والهيثمي : المتوفى (807) في مجمع الزوائد،
- والذهبي : المتوفى (748) في التلخيص،
- والجزري : المتوفى (830) في اسنى المطالب،
- وابو العباس القسطلاني :المتوفى (923) في المواهب اللدنية،
- والمتقي الهندي : المتوفى (975) في كنز العمال،
- والهروي القاري : المتوفى(1014) في المرقاة في شرح المشكاة،
- وتاج الدين المناوي : المتوفى (1031) في كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق وفيض القدير،
- والشيخاني القادري في الصراط السوي في مناقب ال النبي،
- وباكثير المكي : المتوفى (1047) في وسيلة المال في مناقب الال،
- وابو عبداللّه الزرقاني المالكي : المتوفى (1122) في شرح المواهب،
- وابن حمزة الدمشقي الحنفي في كتاب البيان والتعريف، وغيرهم.
كما ان المفسر نصب عينيه اي ((1-14)) من القران الكريم نازلة في هذه المسالة يرى من واجبه الافاضة بما جاء في نزولها وتفسيرها، ولا يرضى لنفسه ان يكون عمله مبتورا، وسعيه مخدجا، فذكرها من ائمة التفسير:
- الطبري : المتوفى(310) في تفسيره،
- والثعلبي : المتوفى (427، 437) في تفسيره،
- والواحدي : المتوفى (468) في اسباب النزول،
- والقرطبي : المتوفى (567) في تفسيره،
- وابو السعود في تفسيره،
- والفخر الرازي : المتوفى (606) في تفسيره الكبير،
- وابن كثير الشامي : المتوفى(774) في تفسيره،
- والنيسابوري : المتوفى في القرن الثامن في تفسيره،
- وجلال الدين السيوطي في تفسيره،
- والخطيب الشربيني في تفسيره،
- والالوسي البغدادي : المتوفى (1270) في تفسيره، وغيرهم.
والمتكلم حين يقيم البراهين في كل مسالة من مسائل علم الكلام، اذا انتهى به السير الى مسالة الامامة، فلا منتدح له من التعرض لحديث الغدير حجة على المدعى او نقلا لحجة الخصم، وان اردفه بالمناقشة في الحساب عند الدلالة،
- كالقاضي ابي بكر الباقلا ني البصري : المتوفى سنة (403) في التمهيد،
- والقاضي عبدالرحمن الايجي الشافعي : المتوفى(756) في المواقف،
- والسيد الشريف الجرجاني : المتوفى (816) في شرح المواقف،
- والبيضاوي : المتوفى (685) في طوالع الانوار،
- و شمس الدين الاصفهاني في مطالع الانظار،
- والتفتازاني : المتوفى (792) في شرح المقاصد،
- والقوشجي المولى علاء الدين :المتوفى (879) في شرح التجريد. وهذا لفظهم:
ان النبي(ص) قد جمع الناس يوم غدير خم موضع بين مكة والمدينة بالجحفة ((1-15)) وذلك بعد رجوعه من حجة الوداع، وكان يوما صائفا حتى ان الرجل ليضع رداءه تحت قدميه من شدة الحر، وجمع الرحال، وصعد عليها، وقال مخاطبا: «معاشر المسلمين الست اولى بكم من انفسكم؟ قالوا: اللهم بلى.
قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله » ((1-16)) .
ومن المتكلمين
- القاضي النجم محمد الشافعي: المتوفى (876) في بديع المعاني،
- وجلال الدين السيوطي في اربعينه،
- ومفتي الشام حامد بن علي العمادي في الصلات الفاخرة بالاحاديث المتواترة،
- والالوسي البغدادي : المتوفى (1324) في نثر اللالي، وغيرهم.
واللغوي لا يجد منتدحا من الايعاز الى حديث الغدير عند افاضة القول في معنى (المولى) او (الخم) او (الغدير) او(الولي)،