القرينة الثامنة عشرة :
مر باسناد صحيح (ص174 و175) في حديث مناشدة الرحبة من طريق احمد والنسائي والهيثمي ومحب الدينالطبري: ان امير المؤمنين(ع) لما ناشد القوم بحديث الغدير في الرحبة شهد نفر من اصحاب رسول اللّه(ص) بانهم سمعوه منه. قالابو الطفيل: فخرجت وكان في نفسي شيئا ((1-2336)) ، فلقيت زيد بن ارقم، فقلتله: اني سمعت عليا(رضى ا… عنه) يقول: كذا وكذا، قال: فما تنكر؟ قد سمعت رسول اللّه(ص) يقول له ذلك.
فما الذي تراه يستكبره او يستنكره ابو الطفيل من ذلك؟ اهو صدور الحديث؟ ولا يكون ذلك، لان الرجل شيعي متفان في حب امير المؤمنين(ع) ومن ثقاته، فلا يشك في حديث رواه مولاه، لا ، بل هو معناه الطافح بالعظمة، فكان عجبه من نكوس القوم عنه وهم عرب اقحاح يعرفون اللفظ وحقيقته، وهم اتباع الرسول(ص) واصحابه، فاحتمل انه لم يسمعه جلهم، او حجزت العراقيل بينهم وبين ذلك، فطمنه زيد بن ارقم بالسماع، فعلم ان الشهوات حالت بينهم وبين البخوع له، وما ذلك المعنى المستعظم الا الخلافة المساوقة للاولوية دون غيرها من الحب والنصرة، وكل منهما منبسط على اي فرد من افراد الجامعة الاسلامية.